أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟















المزيد.....

السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحلال والحرام , السنة والبدعة , الجنة والنار , المكروه والمباح , المندوب والمتروك , الفرض والواجب , التحريم والتحليل , الذات والصفات , الفرقة الناجية , والفرقة الملعونة , التكفير والإيمان , الإسلام والكفر , العبادة والعمل , الدعوة والهجرة , هذه هي المترادفات والمتناقضات التي تستخدمها السلفية الدينية في خطابها الدعوي بين أبناء المجتمعات المطحونة والمهمومة بلقمة العيش المغموسة في ذل الفقر والمذلة والمهانة والتي لم تنل حظاً من حظوظ الدنيا في الوفرة والنعيم والرفاهية والرخاء , بل إن أبناء هذه المجتمعات الفقيرة المعدمة تعيش علي هامش الحياة حيث الفقر هو الصديق , والمرض هو الزميل , والجهل هو الرفيق , ومن ثم يكون هذا الخطاب المبني علي هذه المفردات اللغوية والمصطلحات الدينية المغيبة للمجتمعات بأدوات الترهيب من النار وعذاب القبر وعذاب الآخرة بجانب الترغيب في أن الطريقة المثلي للخروج من النفق المظلم للأزمات التي تعيشها المجتمعات الفقيرة المعدمة هو الرجوع إلي الله والصلح معه وطاعته الطاعة الكاملة والإنصياع لأوامره ونواهيه والتمسك بالكتاب والسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين الذين أتوا من بعد الرسول الكريم وسنة السلف الصالح بجانب الدخول في متاهة الذات والصفات التي لاتهم الإنسان البسيط في شئ ولاتعنيه معانيها أو مفرداتها والدخول في حواشي عذاب القبر ونعيمه والثعبان الشجاع الأقرع والمقامع التي بيد ملائكة العذاب في المقابر والذين هم غلاظ شداد يفعلون مايؤمرون ولايعصون الله فيما أمرهم والذين هم يضربون المعذب بهذه المقامع فيهوي في سابع أرضين ثم يعود مرة أخري وهكذا يتم التعذيب في القبر من خلال هؤلاء الملائكة الذين لهم أظافر من نحاس ومناظر وجوههم تدخل الرعب والترعيب الفظيع علي الميت في قبره بجانب الثعبان الشجاع الأقرع .
ومن هنا كانت أدبيات الخطاب السلفي في الدعوة والهداية للناس الفقراء المعدمين أو الطلبة الفقراء المعدمين أو خريجي الجامعات العاطلين عن العمل والتي تحاط بهم المشاكل والأزمات من كل جانب وإتجاه وكانت الدعوة قائمة علي أساس أن هذا المجتمع مجتمع مخالف ومغاير لإرادة الله وإرادة الرسول والسلف الصالح وأنه يتوجب علي الدعاة تعبيد الناس لله الواحد الديان وإعادة نمط حياتهم علي نفس نمط حياة السلف الصالح في طريقهم وأسلوبهم وطريقتهم في العبادة والطاعة والمأكل والملبس والمشرب ومن ثم كان لديهم مايسمي باليوم الإسلامي من بدايته من الصحو حتي نهايته عند المنام , والتعامل مع مفردات الحياة اليومية من باب مطابقتها للسنة أو مخالفتها لها وهل هي موافقة لطريقة السلف أم مخالفة لها ؟
وإذا كان السلفيون كل همهم هو الآخرة فقط والتخويف والترعيب من بيت الرعب وهو القبر والتخويف والترعيب من أهوال يوم القيامة دون الوصول بالناس الموجهة لهم الدعوة السلفية إلي حالة تعادلية بين الترغيب والترهيب والخوف والرجاء حتي تستقيم الأمور في الدنيا ويتحقق المأمول في ثواب الآخرة , أما أن يكون الخطاب بهذا الشكل فهو مرفوض واقعياً ولم يتعدي أثره آذان المستمعين لأن الحياة الدنيا ومشاكلها المتكررة بصفة الديمومة والإستمرار تأبي إلا أن تجد لها حلولاً واقعية لتلك المشاكل دون الخضوع والخنوع المدعي بالرضا بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل فقط !!
فأين إذاً السلفية من مشكلة الفقر , ومصيبة البطالة , وماهو الدور السلفي دينياً علي الأقل في إيجاد حتي الحلول النظرية لهاتين المشكلتين المتأزمتين ؟!!

وأين إذاً السلفية في مواجهة الفساد والظلم والإستبداد سوي بالزعيق وإرتفاع الأصوات بالتكفير والتجهيل فقط دون أن يكون للسلفيون دور في مواجهة الظلم والفساد أينما وجد وحيثما حل إلا بالدعاء علي الظالمين الفاسدين المفسدين ؟ فهل لهم برنامج سياسي حتي ولو كان له مرجعية دينية لحل أزمات المجتمع والخروج به من الأزمات الطاحنة التي جعلت المجتمعات العربية والإسلامية مجتمعات للتخلف والتأخر عن الركب العلمي والحضاري مئات السنيين دون بادرة أمل ترجي من هذه المجتمعات التي سكنت القبور والعشش الصفيح وأكلت أرجل الحيوانات الداجنة وأمعاء الحيوانات المجترة , وصارعت الفقر والجهل والمرض وكان النصر والإنتصار للفقر والجهل والمرض والمهزوم دوماً هو الإنسان البسيط المهموم برغيف الخبز وإيجار السكن وفاتورة المياه والكهرباء والغاز إن وجدوا في بعض المجتمعات والغائبة هذه الأمور في معظم المجتمعات الأخري ؟
هل سمعنا يوما ً عن شيخ من المشايخ المنتسبين للتيار السلفي أو من أتباعهم يواجه مشكلة من المشاكل أو أزمة من الأزمات الحياتية التي لها تأثير مباشر في حياة الناس , أو أنه قال لحاكم ظالم أو فاسد أو مستبد أنك ظالم وفاسد ومستبد وإرجع إلي عقلك وراقب متطلبات المجتمع وحاجيات الناس ؟ !!
هذا لم يحدث ولن يحدث لأن هناك قضية كبري ينشغل لها السلفيون فقط وهي عمارة الآخرة أما عمارة الدنيا فإنها ملعونة وملعون من فيها إلا من أمر بخير وهدي وصلاح وعفاف وطاعة وعبادة لله ورسوله ونهج منهج السلف الصالح في حياته الدنيا!!
ولكن هناك سؤال يفرض نفسه علي المسألة والمتمثل في علاقة السلفيين بالنهضة العلمية والحضارية ؟ وهل السلفيين هذه المسألة تعنيهم وتشغلهم أم لا ؟ وإذا كانت النهضة العلمية والحضارية تعنيهم فأين هو المشروع العلمي والحضاري الذي يتبناه السلفيون بخلاف الطاعات والعبادات في الدين ؟
وماهي أسسه ومبادئه ومرجعياته ؟
وإذا لم يكن لديهم المشروع العلمي والحضاري فكيف ينهضوا بالمجتمعات علمياً وحضارياً بكل مايعنيه مصطلح العلم ومفهوم الحضارة ؟ وهل من مشروع بديل ؟!!
إن المشكلة أو المصيبة التي نعيشها علي الدوام ومنذ فترة طويلة من الزمن أن السلفيين ويجاريهم العديد من المسلمين في أن نظرتهم للعلوم والأشياء نظرة غيبية بعيده عن مدركات العقل ووعيه فأصبح الغيب والمجهول هو عماد التفكير وتم اللجؤ للعقائد الدينية للبحث عن تفسيرات لحقائق العلم والكون وأصبحت النظرة الغيبية لتفسير الأشياء والظواهر مؤسسة علي أساس عقيدي ديني لها مرود في السماء والسماء هي التي تتصرف كيف شاءت دون تدخل أو إرادة من الناس فالناس مسيرين في هذه المسائل لا مخيرين وكأن الله سبحانه وتعالي يأمرهم بالتواكل والإتكالية علي قوته وعلمه دون أن يكون لهم دور بارع أو بارز في منتوجات العلم والحضارة الحديثة , وكأن العقائد هي المبررة للعلم والظواهر ومن ثم سقط دور العقل أمام العقائد وأنسحب الأمر إلي العلوم والمعارف والحقائق وأصبح العلم المؤسس علي العقل غير كائن في حياة المسلمين وحل محله العقائد الدينية الغيبية وغاب دور العقل وحل محله المجهول والغيب !!
فماذا تعني السلفية إذاً ؟ وماذا تريد ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟
- الحائر
- معذرة !! : لا أريد جنتك: عن الدين والآخر
- عن مؤتمر الحزب الوطني : ماذا يريد مبارك الإبن ؟
- الدين والسياسة : دلالات تصريحات بابا الفاتيكان : هل هي دينية ...
- فقه التغيير: بين الرادع السياسي والرادع الإجتماعي
- هل أتاك حديث مصر ؟!!
- الحادي عشر من سبتمبر : إفرازات خيانات وإستبدادالأنظمة العربي ...
- رحيل الصنم : عن التعذيب ودولة الفساد
- الدين والعلم : ملامح أزمة
- في مصر : جرائم التعذيب والقتل والإعتقال : مسؤلية من ؟
- الحلم .. والورقة البيضاء
- !! تقسيم الإسلام : الشيعة والسنة : أين الإسلام ؟
- لبنان بعد الحرب : سياسة اللعب علي أرض الغير: هل ستنتهي ؟!!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟