أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - مفهوم الغزو: بين البداوة والفقه المنحرف














المزيد.....

مفهوم الغزو: بين البداوة والفقه المنحرف


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 02:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعددت أهداف الغزو في العقلية البدوية بين التكسب المادي والفوز بالغنائم، وبين السطو المسلح والاستيلاء على ممتلكات القبائل المجاورة، وبين التفاخر بالرعونة والهمجيه والتغني بها. .
يعد الغزو في مجمله من العادات السيئة التي تلقى الترحيب عند القبائل البدوية الغارقة في الجهل، وظلت هذه العادات سائدة منذ العصور الغابرة، لكنها اتخذت مسارات جديدة على يد فقها السوء الذين شجعوا الناس على الغزو هذه الأيام، وفي طليعتهم (ابو اسحاق الحويني في مصر)، الذي ظهر على الملأ في تصريحات متلفزة يدعو فيها الشباب للغزو وسبي النساء. .
والطامة الكبرى ان بعض المواقع والمنصات الاسلامية تتغنى هذه الأيام بالغزوات التي شنتها الجماعات البدوية ضد قبائل نجد والحجاز للمدة 1910 - 1930، فمنحتهم تلك المواقع صفة الثوار، ومنهم (فيصل الدويش)، و (نايف بن حثلين)، و (جاسر بن لامي)، رغم انهم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، ولا علاقة لهم بالورع والتقوى والإيمان، وقد اُنتزعت من قلوبهم الرحمة، وكانت لهم صولات وجولات في ترويع القوافل بقلب الصحراء، أو في سفك دماء ابناء القبائل الفقيرة، ونهب قطعانهم وماشيتهم. .
ولا فرق بين غاراتهم وغارات الهنود الحمر أو غارات القبائل المتخلفة في غابات الامازون أو في جزر الملايو. ثم يعودوا بعد غاراتهم ليتقاسموا الغنائم بالتساوي، حتى القتلى لهم حصتهم من الغنيمة (تعطى لذويهم). اما الذين لم يشاركوا في الغزو فليست لهم حصة، وهذه هي المبادئ التي يشجعها (أبو اسحق الحويني) ومن كان على شاكلته. والتي تحولت إلى هدف استراتيجي من أهداف الدواعش حيثما أرسلتهم القوى الظلامية لإثارة الفزع في قلوب الناس ومصادرة حرياتهم، فالمنهاج الذي سار عليه الجناة والغزاة في إزهاق أرواح الفقراء والمستضعفين والمسالمين في تطبيق شريعة الغاب في القرن الماضي، حيث القوي يأكل الضعيف، وحيث البقاء للأشرس والأكثر فتكاً ودموية، هو نفسه المنهاج الذي ينادي به فقهاء الفتنة في تطبيق القواعد الفوضوية التي أسسها ابن تيمية، والذين جاءوا من بعده وساروا على نهجه. وهذه هي الصورة الدامية التي جمعت بين العادات البدوية البالية، وبين الفتاوى العدوانية التي اطلقها المشايخ لقتل الناس، وسبي نساء الاقليات والطوائف المسيحية والايزيدية، وحرق بيوتهم وتدمير كنائسهم ونسف معابدهم. .
يقول ابو اسحاق الحويني: (إذا انتصرنا على بلد فكل ما فيه غنائم وسبايا للمجاهدين). يقول هذا الكلام وهو يعلم اننا لم ننتصر على أحد منذ عام النكبة. وأصبحت بلادنا مفتوحة الآن لاستقبال الغزاة الكبار، وسمحت لهم الحكومات بإقامة القواعد الحربية. لم ننتصر على امريكا، ولا على بريطانيا، ولا على فرنسا، ولا على ايطاليا، لم ننتصر عليهم فوق أرضهم، ولا في عقر ديارهم، لكن الحويني يريد من شباب الاسكندرية الهجوم على ابناء بورسعيد وسرقة قواربهم، ويريد من ابناء الموصل الهجوم على بغداد ونهب ما فيها. تماما على السياق الهمجي الذي سارت عليه الأعراب في محاور الغدر والعبث وقتل الناس. .
وقد تناول عالم الاجتماع الدكتور (علي الوردي) هذه الامراض السلوكية الموروثة، التي تجمع بين صورة المتدين الورع، وصورة المجرم البشع، وتجمع بين صورة البدوي المتخلف وصورة المتحضر المتنور. فترى هؤلاء يعملون لصوصاً في الليل وأئمة في النهار. ولسان حالهم يقول:-
ولي فرسٌ للحِلمِ بالحِلمِ مُلجَمٌ
ولي فرسٌ للجهلِ بالجهلِ مُسرَجُ
فمَن رام تقويمي فإني مقوَّمٌ
ومَن رام تعويجي فإني معوَّجُ
فلا تندهش إذا رأيت المواقع المؤمنه بشريعة ابن تيمية هي نفسها التي تتغنى بامجاد السفاحين واللصوص والغزاة. .
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا.



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع عربي - ربيع عبري
- دفعة لندن: منغصات بعد مدفع الإفطار
- دواعش موديل 1920
- بريطانيا تختار ديمقراطية العقلاء
- ماذا لو كانت الفتاة عربية ؟
- ألغام في طريق الديمقراطية
- كتاب: محرك رفع السرية
- قنبلة في مستنقع الكراهية
- سن التقاعد بين العراق وفرنسا
- ثغرة في كتاب محاضرات في العقيدة
- تاريخ الجهاد بين مرحلتين متناقضتين
- ثقوب في الفقه الدموي
- أنظمة على سرير الاحتضار
- الاستتابة والقتل عند ابن تيمية
- تظاهرات كاربونية حول العالم
- صورة (يزيد) في استوديوهات التاريخ
- الصحابة الذين قتلوا الصحابة
- آلاف الفضائيات للتشهير فقط
- طغاة اتهموا شعوبهم بالخيانة
- سترة وبنطال وحذاء مسطح


المزيد.....




- الرئاسة التركية: اعتداء إسرائيل على المسجد الأقصى مرحلة أخرى ...
- تركيا تدين بشدة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى
- نادي الأسير الفلسطيني: استشهاد المعتقل أحمد سعيد صالح طزازعة ...
- بـ’الطقوس والرقص’.. هكذا استُبيح المسجد الأقصى في ذكرى ’خراب ...
- شاهد.. المستوطنون ينبطحون في الأقصى، والمسلمون يمنعون من الص ...
- السعودية تُدين الاستفزازات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى
- وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير يدعو من المسجد الأقصى إ ...
- أوقاف فلسطين: 27 اقتحاما للأقصى ومنع الأذان 51 مرة بالإبراهي ...
- 27 اقتحاما للأقصى ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 51 وقت ...
- “نداء الأقصى” يثمن دور المرجعية الدينية في دعم فلسطين ورفض ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - مفهوم الغزو: بين البداوة والفقه المنحرف