أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزالدين غازي - البيغ داتا وتأسيس جيل رابع من العلوم














المزيد.....

البيغ داتا وتأسيس جيل رابع من العلوم


عزالدين غازي

الحوار المتمدن-العدد: 7563 - 2023 / 3 / 27 - 20:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد كان التصور الكلاسيكي للعلوم قائما على وحدة معرفية؛ أي حول كيفية إجراء العلم باستخدام طرق علمية محددة سلفا ومدعومة باختبار الفرضيات للتحقق من النظريات أو دحضها ، لكن هذه الرؤية كانت أكثر خطية في تطور التخصصات ، رغم أن فكرة النموذج العلمي حسب جون كوهن The Structure of Scientific Revolutions 1962) (تطرح مشكلة في ممارسة النظرية، بيد أن النقاشات الأبستمولوجية الحالية المتعلقة بتطور البيانات الضخمة أدى إلى نتائج أخرى وهي تختلف جوهريا عن النماذج الأولى خاصة حينما نستحضر وجهة نظر كارل بوبر ( Karl Raimund Popper , Conjectures et Réfutations : la Croissance du savoir scientifique , 1985 ( الذي وضع معايير للنظرية العلمية التي أجملها في : 1) تقييم وحدة ونسقية النظرية ، 2) اختبار الصورة المنطقية للنظرية ، 3) المقارنة بين النظريات، 3) الاختبارات الإمبريقية، و5) الحقيقة والموضوعية. ومع انقطاع واتصال النظريات واستمرار نموذجها في التواجد عبر الدحض في النظريات اللاحقة كما ذهب في ذلك توماس كوهن وألفريد تارسكي وغيرهما؛ فإن فكرة التحديد الجهوي للبراديغم في النظرية الموالية ( نموذج نظرية 1 في نموذج نظرية 2)؛ لم تعد قادرة على هذا التحديد بشكل خطي، بل أصبح البعد الالتفافي حول النظرية نفسها فارضا نفسه من خلال حقيقة البيانات التي تشتغل في فضاءات وفي أبعاد دينامية مختلفة ؛ وهذا ما يكشف مسبقا دور ثورة البيانات في خلق نظرية معرفية بديلة في العلوم الانسانية والاجتماعية وتغيير ممارسات البحث العلمي؛ رغم الجدل الدائر حيال هذه الممارسات الجديدة. وفي هذا الصدد نستحضر نموذجا أبستمولوجيا جديدا وهو تصور جيم غراي (Jim Gray 2009) المعروف بالنموذج العلمي الرابع القائم على البيانات الضخمة ( The Fourth Paradigm : Data –Intensive Scientific Discovery (والذي يُنذر بعصر جديد من التجريبية والامبريقية المفرطة حيث حجم البيانات مصحوبا بتقنيات تكشف الحقيقة في نفسها دون نظرية مستقلة على الرغم أن اتجاها ما فتأ يصر على جعل البيانات علما مستقلا بذاته data science، فهل يمكن القول أن النظريات العلمية تحتضر أمام هذه التجريبية الجديدة ؟ وقد ذهب ها هنا شريس أندرسون 2008 ( Chris Anderson : The End of Theory : The Data Deluge Makes the Scientific Method Obsolete ) ) في قوله أن " طوفان البيانات سيجعل المنهج العلمي قديما" لأن البيانات في حقيقتها تنتج نمطا تجريبيا جديدا لإنتاج معرفة جديدة وبمعايير تختلف تماما عن معايير النماذج العلمية السالفة، حيث كانت النظريات العلمية الكلاسيكية تنطلق من فرضيات قد تصدق أو لا تصدق بينما تقوم البيانات على خوازميات إحصائية وعلى حقائق facts تقود إلى استنتاجات معرفية جديدة يتقدم فيها العلم دون نماذج متماسكة وموحدة في تفسير الظواهر، وكذلك مع البيانات الضخمة يمكن استخراج مجموعة من الأنماط واكتشاف التأثيرات وانتاج استنتاجات دون الإغراق في التجارب لأن تحليل البيانات يؤدي آليا إلى الحصول على القرار الكامل décidabilité دون عناء اقتراح أو بناء فرضية كما قال دفينبورت وآخرون Davenport. T, Jill Dyche 2013 : Big Data in Big Companies) ( ، بل ولم يعد التفكير فيه قطعا، لأن بدائل البيانات كثيرة وأشمل من النموذج العلمي الكلاسيكي ذلك أنها: 1) تلتقط المجال وتقدم الدقة حول معطياته المختلفة ، و2) لا تحتاج لنماذج أو فرضيات ، و3) لأن البيانات صادقة وواقعية انطلاقا من علاقاتها ، و4) بدل السياق الخاص في المجال الخاص الذي يفرضه النموذج ؛تعطي البيانات أهمية للمعنى لأن تشفير البيانات هو إمكان لتصور جديد أيضا. وعلى الرغم من شمولية البيانات الضخمة وسعيها وراء ذلك؛ فإنها تمثيل لعينة ( ظاهرة ) تم تشكيلها من خلال البرمجيات ومن خلال أنطولوجيا البيانات المنظمة لمجال وبيئة معينة ( كروفورد كيتش 2013). ولعل صرامة البيانات الضخمة مستمدة من قوة الفلسفة الطبيعية التي أسهمت في تشكيل الظواهر القابلة للإدراك الدينامي بتطبيق التحليلات الخوارزمية المستمرة في التفكير العلمي وفي الاختبارات، إذ رغم الوظيفة التلقائية للبيانات فإن خوارزمياتها نشأت بخلفية فلسفية أيضأ ( Gould 1981 : The Mismeasure of man) حيث خضوع الخوارزميات للتأطير البشري المسبق مثل ما يحصل في الأنظمة الخبيرة والتطبيقات الذكية المختلفة.. وبالفعل لقد مر قرن من التحليل الكمي وبناء النماذج ما جعل التراكمات المعرفية تسهم في بناء خوارزميات لحل مشكلات عويصة وكثيرة ونماذجها دائمة التطور. (يتبع).



#عزالدين_غازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمذجة والسؤال الايبيستيمولوجي ، جان بتيطو كوكوردا
- المحافظون الجدد المعتلون اجتماعيا يُضحّون بالأوكرانيين وفقرا ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين : تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- نشأة العلوم المعرفية وتطورها: نظرة تاريخية
- شهوانية الجسد و شهية الرقابة
- جسد المرأة في الممارسات الدينية الإسلامية
- شهوانية الجسد بين سلطة الدين وعنان الطبيعة
- اللسانيات العربية ودورها في التنمية العلمية والثقافية
- بناء المعاجم الالكترونية أم تقييس الكفاية المعجمية على الحاس ...
- المتلازمات في اللغة العربية و معالجتها في القواميس الثنائية ...
- المقاربة الحاسوبية للمعنى - نظرة موجزة
- حدود المنهجين الاستدلالين : الحجاجي والبرهاني
- الاستدلال الكانطي أو الحجاج المتعالي
- الأنموذج الاستدلالي لدى ارسطو
- الأنموذج الاستدلالي:من الحساب الصوري البرهاني الى الخطاب الح ...
- الأسطوري وأسطرة اليومي
- تجليات دهاء بنو الولاء في عصر الدخلاء : أقواس من واقع الانثر ...


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزالدين غازي - البيغ داتا وتأسيس جيل رابع من العلوم