أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عائشة التاج - الترمضينة














المزيد.....

الترمضينة


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 21:15
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


إنها إحدى تمظهرات رمضان الكريم ، حيث كرم التوترات السلوكية ، اذ ترتفع حدة الغضب لدى بعض الفئات ،ويغدو الركح المجتمعي مسرحا للكثير من المشادات اللسانية التي قد تصل درجة عنف جسدي احيانا .
نعرف جميعنا ان الصيام من الناحية المبدئية والنظرية ليس فقط امتناع عن الاكل والشرب كما هو متداول في المخيال الشعبي.
إذ يحرص الوعاظ على التذكير بضرورة الصوم عن الكثير من السلوكات السلبية حتى يصل أداء هذه الشعيرة ألى مبتغاه الأمثل ،اي الامتناع عن النميمة والكذب والنفاق و الرياء ،وعن استعمال الكلمات النابية ،والتخلص من الأحقاد والغل وما الى ذلك ....
توصيات نسمعها بإسهاب عبر مختلف القنوات الوعظية ،لكن الى حد يتم تطبيقها يا ترى ؟
مما لا شك فيه ،أن الطبع يغلب التطبع ، ومسيرة شهور لن يغيرها شهر ،ثم ان الانسان ابن بيئته ، و محددات البيئة تؤثر الى حد بعيد على سلوكات الكثير منا ، فالإنسان الذي يعيش تحت تاثير ضغوطات كثيرة قد يصعب عليه التحكم في أعصابه كما ينصح بذلك الكثير من الوعاظ بانواعهم .
هؤلاء الذين ينفجرون غضبا تحت التاثير الظاهري للامتناع عن الاكل والشرب ،يختزنون بالضرورة ركامات من الغضب الكامن ،ذلك ان ظروف عيشهم غالبا ما تكون غير مريحة بتاتا ، قد يقطنون سكنا ضيقا يقتسمونه مع عدد من الناس ،فلاينعمون براحتهم داخله ، ويتنقلون في وسائل نقل مكتظة يقضون في انتظارها وداخلها ردحا من الزمن قبل ان يصلوا لعملهم ،
وفضاء العمل مليء بدوره بالتحديات والضغوطات ،فالتفاعل مع الناس المترمضنين بدورهم لا يكون سهلا في هذا الشهر ،
و نضيف شروط تدبير المصاريف اليومية في ظل غلاء فاحش يلتهم جيوب اوسع الفئات دون رحمة .
كيف لا تغضب عندما تذهب للسوق وتجد ان أثمان الخضار الأساسية تضاعفت بثلاث مرات عما كانت عنه ،أضف الى ذلك أثمان اللحوم والسمك والدواجن والبقوليات ووووو
اللهم الا اذا كان الانسان ذو عائدات لا تتاثر بالمستجدات مهما حدث ،او يحسن تدبير الامور بذكاء كي لا يشوش على سلامته النفسية .
كل هذا لا يلغي أهمية الحصانة النفسية ،والبعد الذاتي لكل شخص ،
فتربية النفس سيرورة مستمرة، ويتطلب الامر ان تمسك الأنا بزمام الامور كي لا تتمكن العوامل الخارجية من اختراق الزوايا المظلمة. عبر اي استفزاز مقصود او غير مقصود احيانا يمكن ان ينقر على زر الغضب ثم الانفجار الانفعالي.
قد تكون معتقداتنا هي البوصلة الرئيسية ،واعني بها نوعية الافكار التي نحملها والتي تؤثر على نوعية مشاعرنا
وبالتالي فإدراكنا للأمور محدد رئيسي .
عندما نتفاعل مع الناس فنوعية إدراكنا لتصرفاتهم او كلامهم يحدد نوعية ردود افعالنا ايضا ،والعكس صحيح،فالإيجابية سوف تعطينا تفاعلات إيجابية في الغالب ،والتغاضي او التجاهل ،قد يجنبنا اصطدامات مجانية
اعرف ان هذا كلام نظري وقد لا ينجح مع الجميع
،ومن كان مزاجه حادا بالطبيعة ،قد لا يسهل عليه الامر
عدا هذا تكون نظرة الانسان للصيام ذات دور هام في تحديد سلوكه كصائم يمارس شعيرة دينية ،فنوعية تمثله للشعيرة ،ومستوى روحانيته يؤثر حتما على نوعية سلوكاته
وللاشارة هناك فرق بين التدين الطقوسي الذي يختزل في اداء الشعائر و لو بطريقة ميكانيكية ،وبين الممارسة الروحانية التي تعنى بتربية الروح والاعتناء بالجانب الباطني
فإلى اي حد يطبق النوع الثاني في مجتمعنا ؟

ملاحظة : الترمضينة تعني انفجار الغضب خلال الصوم في رمضان



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض و التحولات الحاسمة
- تأملات
- هل يكون هناك زلزال فكري بعد الزلزال الجيولوجي ؟
- المنتخب المغربي يوحد المتنافرات
- المنتخب المغربي هو أيضا قدوة أخلاقية
- أهمية المجاملات الاجتماعية
- اقتراحات لتدبير اكراهات عيد الاضحى
- لعبة الغماية
- الخوف ،ذلك الشعور المدمر الذي يرافقنا
- نبض متدفق من ابعاد الكون
- الأنوثة المقدسة ،عيد متجدد
- المشاعر والانفعالات بين اللجم والتدفق
- و يستمر الارتجاج
- جذبة الدراويش
- تأملات حول الخوف والموت
- من شظايا الحجر الصحي النفسية والاجتماعية
- بؤس التواصل ،زمن كورونا
- التداعيات النفسية والاجتماعية للحجر الصحي
- رؤية أخرى للحجر الصحي ,
- الرسالة الروحية من وراء الفيروس.


المزيد.....




- ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN ...
- بلينكن: على إسرائيل أن تقرر إذا كانت تريد التطبيع.. وهذا شرط ...
- كاميرون: لندن لا تستبعد إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة بخصوص ال ...
- مقتل 16 سيدة وفتاة على الأقل بعد سقوط حافلة كانت تقلهم للعمل ...
- أول عرض أزياء لملابس البحر في السعودية يثير جدلا
- واقعة سرقة عملات أجنبية في مطار القاهرة تثير جدلا والداخلية ...
- إبراهيم رئيسي.. تعزية إيران بوفاة رئيسها ورفاقه تقسم المواقف ...
- محمد صلاح يلمح إلى البقاء في ليفربول بعد تعيين المدير الفني ...
- الاتحاد الأوروبي يعتمد قانونا رائدا للذكاء الاصطناعي
- إيران بعد مصرع رئيسي.. هل من تغييرات جوهرية في الأفق؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عائشة التاج - الترمضينة