أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالرحيم قروي - تشبثنا بالمدرسة العمومية يصب في شريان المشروع المجتمعي المتحضر التقدمي والبديل















المزيد.....

تشبثنا بالمدرسة العمومية يصب في شريان المشروع المجتمعي المتحضر التقدمي والبديل


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7552 - 2023 / 3 / 16 - 02:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من أهم اسباب تخلف التعليم بالدول العربية هي السياسات اللاشعبية للانظمة العربية فلا تعليم يخدم الشعوب في ظل الانظمة الديكتاتورية التي ترى في النهضة التعليمية والثقافية والعلمية معولا لهدمها .فالتعليم الشعبي الهادف يؤدي الى التفكير العلمي والتفكير العلمي يصب في الوعي السياسي.وهم يعملون بقولة:اذا أردت ان تحكم شعبا فاحكم فكره . ولايمكن السيطرة عليه الا بسياسة التجهيل والتجويع . فالجاهل والجائع لايفكر. مما يعطي تبريرا لمقولة "جوع كلبك يتبعك" في ردة فعل لبعض الحكام الدكتاتوريين عن ظاهرة الاحتجاجات الشعبية التي سادت ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وهكذا ففي بلداننا حيث الحرمان من أبسط الوسائل التعليمية وشح الامكانيات لجنود الخفاء من الأسرة التعليمية وغياب وسائل النقل المدرسي والسكن والبنية التحتية من طرق وماء الشرب والكهرباء والبنايات الدراسية اللائقة عوض الحجرات الدراسية المفككة وهي عبارة عن أكواخ لا تطاق حتى بالنسبة للكبار.حارة صيفا وباردة شتاء. سقفها من القصدير وجدران من مادة amiente الممنوعة دوليا منذ زمان لتسببها في السرطان الرئوي .......
في حين تصرف الملايير من أجل الخواء المعرفي بالصفقات المشبوهة في التجهيز والتسيير وتوفير المادة الدراسية بواسطة مافيا من مرتزقة البرامج والمناهج على غرار أكذوبة "جيني" ومماثلاتها للمتعاقبين على وزارة التعليم للطبقة المهيمنة سياسيا واقتصاديا .تحت لافتات وشعارات تدليسية بمسميات تضليلية تختلف حسب كل موسم .وحسب كل فترة من فترات افتضاح فشل السياسة التعليمية.مثل "مناظرة إفران" وما سمي زورا ونفاقا "بالميثاق الوطني للتربية والتعليم"و "البرنامج الاستعجالي" و"التقرير الاستراتيجي" وبرامج "الدعم والدغم" وتكوين المسميات تارة "الاستاذ المصاحب" وأخرى "الأستاذ المورّد" و"المرشد" ........ وحلقات الإدماج ب"الما والزغاريت" اللاتربوي بمسمياته العديدة.فلا نحصد إلا فشلا يلحق فشلا للمدرسة العمومية في أفق الإجهاز عليها نهائيا في حين يتم تسمين جيوب "الأوليغارشبة التربوية" بميزانيات ضخمة وإعفاء ضريبي وتفويت الاراضي والعقارات بأثمنة تفضيلية ضمن استراتيجية تملص الدولة من جميع الالتزامات الاجتماعية خدمة للاقتصاد الامبريالي والأبناك الراسمالية.وما يتبع ذلك من ضرب للمستوى التعليمي لغالبية التلاميد من أبناء الكادحين على امتداد الأطوار الدراسية. ويفضح بالملموس السياسة التعليمية اللاشعبية التي يدهب ضحيتها الاﻻف من أبناء الشعب المهمش والمقهور. فوزارات التربية الوطنية المتعاقبة مند الاستقلال الشكلي للمغرب لم تزد الوضع إلا استفحالا بانجازاتها الكارثية على باقي آليات الأقلية الحاكمة في السياسة كما في الاقتصاد والتربية والثقافة خدمة للاستعمار الجديد مقابل الفتات مما أمعن في تعميق أشكال الاستغلال والاستبداد . لقد أجهزت المنظومة التعليمية للطبقة السائدة . على كل مكاسب الشعب المغربي مند انطلاق الشرارة الأولى للحركة الوطنية التي وضعت المبادئ الأربع المشهورة من أولويات المطالب . لإقامة تعليم وطني ديموقراطي شعبي. - التعميم - المغربة - المجانية - اﻻجبارية - .في حين استهدفت المدرسة العمومية فتم تفويتها للأوليغارشية والتحالف الطبقي والمقاوﻻت اللاتربوية في اطار سياسة الريع . فلم تعد المدرسة تقوم بوظيفتها اﻻيدلوجية في إعادة انتاج نفس الهياكل اﻻجتماعية - اﻻقتصادية فحسب . بل تجاوزته الى تحويلها الى مؤسسة لنهب جيوب المواطنين . اضافة الى ما يسرقه التحالف الطبقي السائد من فائض للقيمة اﻻقتصادية . وجباية الضرائب المجحفة المباشرة منها وغير المباشرة . في هجوم فاحش على القدرة الشرائية للمواطن البسيط . في ظل التملص من التزامات الدولة المادية من خدمات حيوية . حسب توجيهات البنوك اﻻمبريالية لتعميق اﻻستغلال المزدوج .استغلال بورجوازية المحور الامبريالي واستغلال التحالف الطبقي والوسيط المحلي المتخلف. ووضع كهذا يعصف بدور المدرسة كوسيلة لتطور الأفراد والمجتمع. فالتنشئة الاجتماعية في المجتمعات المتخلفة . والتي تحكم السيطرة عليها الأنظمة الاستبدادية . هي من تزرع في المواطن مظاهر الخوف كما تزرع الجبن والاتكالية والخنوع والانتهازية والنفاق.....فالطفل يأتي الى الحياة صفحة بيضاء ليتشبع بما هو سائد في مجتمعه من مظاهر اجتماعية وفكرية وأخلاقية وثقافية وفق النمط السوسيو- اقتصادي المهيمن. فحتى "الفلاسفة لاينبثون مثل النبات الطفيلي بل هم وليدي زمانهم"كما يقول رائد الاشتراكية العلمية.وبعبارة أدق "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي.بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم ". وضدا على ذلك يتحتم علينا كمدرسين مناضلين واعين بخطورة الدور التربوي والحضاري للمدرسة في بناء المجتمع المنشود بموازاة مع أساليب التغيير .
ومنهجنا التربوي الذي يستقي أسسه من منهجنا العلمي يحتم علينا ألا نعبئ أطفالنا في القوالب الفارغة بمفاهيم لن يدركوها في سن مبكرة قد تفوق إدراكهم العقلي حتى ولو كانت الأفكار التي نحاول غرسها فيهم كبديل ثوري ترتكز على مبادئ الماركسية - اللينينية.مما يساهم في إعاقة تطورهم العقلي والإدراكي والوجداني . فلن يلبثوا أن يرتدوا .لأن أسلوب الشحن والتعليب سرعان ما يؤدي ألى النتائج العكسية انطلاقا من التجارب التربوية المعتمدة على العلوم التربوية. بل يجب أن نكتفي في المراحل الأولى لتنشئتهم . بتزويدهم فقط بآليات ترجيح العقل والمنطق الجدلي في أبجدياته . انطلاقا من تعاملنا مع الوقائع وتفسيرنا لها بطريقة تتجاوز أسلوب الوعظ والإرشاد . واعتماد تقنية التضمين إنطلاقا من القدوة في التعامل مع أي ظاهرة بمنظور نقدي علمي. يشجع خصلة المبادرة وينمي روح المسؤولية . بإشراكهم في القرارات العائلية . ومن خلال إعطاء القدوة في الالتزام والتضامن والتعاون واحترام رأي الأغلبية .والتعامل مع الآخر. وتقبل الاختلاف ومبدأ النقاش الديمقراطي الهادف . وطريقة وأسلوب الاقناع دون أن ننسى صدقية عملنا وإخلاصنا فيه . والجدية والمثابرة وميزة نكران الذات . وأهمية العمل الجماعي . دون إغفال الوسائل الترفيهية الهادفة . التي تنمي الشخصية . وتقوي الارادة انطلاقا من المنافسة الشريفة في الرياضات . والفنون التي تصب في تطويرالحس الانساني .وقيم الحب والتسامح وصقل المواهب تنمية للذوق الرفيع . من موسيقى ومسرح وسينما وآداب عالمية .مع نبذ الفكر الخرافي والدجل وكل ما يسئ الى الحضارة ويعرقل التطور الانساني مع تشجيع التحصيل الدراسي وغرس روح الفكر العلمي وملكة العقل........ولن يتم ذلك دون توجيه يومي ونقاش مستمر . خصوصا باستغلال فترات الجلوس على المائدة أثناء فترات الوجبات الغذائية . وأمام التلفاز وأسلوب تعاملنا الديموقراطي في المنزل . ومع الأسرة والمحيط العلائقي .وفي فترات التنزه والاستجمام . هكذا فبسلاسة يمكن أن نمرر البديل لما يكتسبه الأبناء من سموم الأجهزة الإديلوجية السائدة . فيكتسبون على العكس من كل ذلك بمناعة ضد التربية التي تهدف إلى إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية - الاقتصادية - الثقافية السائدة . حتى يتسنى لهم التعامل معها كضرورة وجودية انطلاقا من الحس النقدي والملكة العقلية وشق طريقهم بنجاح نحو الغد الأفضل والأسمى والأرقى والأجود .



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير بين التصور والسلوك اليومي -للمناضل العربي-
- ديمقراطية الأغلبية المنثجة لفائض القيمة والتنظيم السياسي الب ...
- الأزمة السورية بين الصراع الدولي ومنطق المقاومة
- العدو الطبقي بين السماء والارض
- -الخصوصية- كلام حق للتحريفية يراد به باطل
- ديموقراطية الواجهة والوضع الحالي
- حوار مع صديقي الخوانجي


المزيد.....




- ? أخبار الاشتراكي: 4/10/2024
- من مصر إلى تونس “مسرحية الانتخابات” تنطلق في تونس غدًا
- سمير لزعر// الصراع ضد البيروقراطية النقابية هو صراع ضد كل م ...
- تحرير القدس يبدأ بتحرير القاهرة
- كورال الشيوعي السوداني في خيمة طريق الشعب في اللومانيتيه
- محمد نبيل بنعبد الله ومناضلات ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية ...
- «الديمقراطية» تطلق مبادرتها لتشكيل الهيئة الوطنية لإدارة قطا ...
- مصادر فلسطينية: صفارات الانذار تدوي في الخضيرة وقيسارية ومنا ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 572
- ه??بژاردني پ?رل?ماني ه?ر?م؛ ئيفلاسي سياسي و بر?ودان ب? ک?ن?پ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالرحيم قروي - تشبثنا بالمدرسة العمومية يصب في شريان المشروع المجتمعي المتحضر التقدمي والبديل