عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 16:21
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
يجمع أغلب الماركسيين اللينينيين العرب خصوصا مهدي عامل وحسين مروة وطيب تزيني ........على أن المجتمعات العربية وما وصلت اليه الآن من تكنلوجيا وفكر وعلوم وعمران ووسائل عيش ورفاهية وانجازات سطحية ..........لم تتطور تطورا ذاتيا وليدا للتناقضات الداخلية بل فرضته ظروف الاستعمار والاستعمار الجديد فلا غرابة أن يكون قزميا في جميع المجالات .وفي نفس السياق يمكن أن نقول أن الفكر الماركسي نفسه في الوطن العربي ليس على مايرام وعند الانسان العربي بالضبط . لأنه لم يقرأه ولم يتعب نفسه بدراسته إلا القلة من القليل .ولو في أبجدياته .المادية الجدلية والمادية التاريخية . بل الكثيرممن يعتقد به عن طريق العنعنة أوالموضة لاغير.ليس إلا لأن الأب أو الأخ أو الصديق أو الصهر أو أحد أفراد العشيرة يدعي أنه ماركسيا . وهذا ما يفسرتراجع أغلب هؤلاء الدعاة من أشباه مثقفينا خصوصا بعد انتكاسة المد التحرري وتعثر التجربة الاشتراكية مرحليا في العالم .........فكما يقر السوسيلوجي بول باسكون في دراساته ل"علم الاجتماع القروي" بتعدد أنماط التفكير في المجتمعات حديثة الانتقال من الطابع تقليدي إلى المعصرن بعد عملية تفكيك هياكله الاقتصادية والاجتماعية التقليدية.من طرف الاستعمارليتحول هجينا يحمل في صلبه عدة تناقضات يمكن أن نمثل لها بهذه الازدواجية في نمط التفكير والسلوك فتجد شخصا مثلا يشتري سيارة بآخر صيحة تكنلوجية .وفي نفس الوقت يطلب من جدته أن تضع له خصلة من الصوف على مقودها درءا للعين .أو تراه يتعشى خبزا وزيتونا فيوهم الناس في الصباح بأنه تعشى بخروف مشوي . يعتقد أنه يستغفل الناس وهو في الحقيقة لايستغفل إلا نفسه !!!!!! في تشخيص لازدواجية بئيسة في فهم الواقع والتفاعل معه .هكذا هو حال أغلب ماركسيينا المزيفين.مع الأسف وهذا ما يعيق ويعرقل مسيرتنا التحررية نحو المستقبل المنشود إضافة إلى ما تفعله الأنظمة الاستبدادية والظلاميين فينا.فلا غرابة أن نجد من الأشخاص من لاعلاقة لهم بالفكر الماركسي. "يؤمنون" بالماركسية اللينينية لفظا .ويجهلونها منهجا وفلسفة . ويعدمونها أخلاقا لأنهم لم يسبق لهم أن قرأوا أو اطلعوا ولو على نص يتيم عن ذلك . بل يتحدثون فقط من خلال ما يسمعون.وطبعا هؤلاء ضحايا تفكير العنعنة المهيمن على الذهنية العربية يملأون الدنيا ضجيجا. وإن بدوا أحيانا يتأبطون كتابا من أمهات الكتب لمهدي عامل أو حسين مروة .........فأكيدا لن يقرأوه .لأن ذلك في الأصل ليس إلا تعويضا سيكلوجيا لما يشبه ربطة العنق من باب الرياء وعشقهم للصور النمطية المزيفة أو كعلامة تجارية "للنضال". ومع ذلك تراهم يتنطعون متقمصين دور ذوي العلم . لأول وهلة تخالهم مناضلين فكرا وسلوكا وممارسة وعندما تسترسل معهم في النقاش الجاد لايصمدون . فتدرك بسهولة أنهم فارغون تعوزهم البوصلة . تافهون لايتقنون غير تقنية "قطع- إلصاق" . متمرسون على عملية تحريك البحث بالسيد غوغل لاقتطاع النصوص الجاهزة درأ للعجز الفكري والقصور النظري. وإذا استطاعوا تحريك أدمغتهم فلن ينعم محدثهم بغير الوشاية والتشويش والمزايدة من بؤس معرفي وأخلاقي قاتل.فتارة تراهم يباركون للذئب غنائمه وتارة يبكون مع القطيع. وهم في الغالب أكثر تفاهة من الخوانجية والتحريفيين.مجرد مرتزقة . يبحثون لهم فقط عن موطئ قدم للشهرة .. أو مصدرا للاسترزاق ولو كان على حساب الكرامة.متزلفين جاهزون للاستعمال من طرف الجهة الغالبة.يتملقون للرافضين ويتمسحون بالمباركين.لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة .وان كانت نثانة انتهازيتهم تبدو من بعيد للراسخين في الضبط.هؤلاء ليسوا جديرين بالاحترام ونقاشهم لايغدو أن يكون مضيعة للوقت وهدرا للطاقة والجهد.فقد نختلف مع الخوانجي ضحية الثقافة السائدة والمد الرجعي . ما دام لم يتورط في الذبح والتشجيع على الإجرام والعمالة.وقد نختلف مع ضحايا التضليل الايديلوجي الذي تمارسه الطبقة السائدة وقوى التحريف .أما المخضرمين في مسلكيات الوصولية اللاعبين على حبال التملق والتمسح مدثرين بعباءة النضال .فليسوا أهلا للاحترام وليسوا جديرين بالتقدير. وإن كان القليل من يخبرهم في هذا الزمن الرديئ.ومع ذلك فلن يجديهم تنطعهم لأن أمرهم حتما سيفتضح مع صلابة التجربة وعناد الواقع .. فجمودهم الفكري وتبرمهم من النظرية وتبخيسهم للتنظيم . سيؤدي بالضرورة إلى تجاوزهم ف"لا أداة ثورية بدون نظرية ثورة وتنظيم ثوري" .فصاحب "البيان الشيوعي" كارل ماركس نورنا مند قرون بمقولة "لكي تضع الأم جنينها فلابد لها من مولدة" في هذا الواقع الرث الرديئ استطاع النظام تفكيك كل الاطارات الجماهيرية والسياسية المناضلة دات التاريخ المشرق والتي ساهمت في تراكم ثقافة ومسلكيات الرفض والمجابهة لكل استغلال ومظاهر التفقير والنهب والتجويع والتجهيل وصارعت الايديلوجة السائدة بمنطق العقل وملكة التفكير العلمي والنقد التاريخي للظواهر الاجتماعية,,,وكل مظاهر الهجوم البشعة على جماهيرنا ناهيك عن مساهمة اليسار نفسه من خلال جل تنظيماته الذي فضل التخلي عن تأطير الجماهير وعلى رأسها الطبقة العاملة,بل والأخطر من دلك دفعتها انتهازيتها السياسية الى وضع يدها في يد النظام بالمشاركة في مؤسساته المغشوشة والمزورة في عملية تنميق وتجميل وجه النظام بدعوى السلم الاجتماعي والأدهى من كل هذا أنها اتخدت من قوى الظلام والتخلف حلفاء . الشئ الدي ساهم في انتشار الظلمة حتى في صفوف أتباعها,فمادا ننتظرغير الخراب والغد المظلم ,
حقيقة الحقيقة الحتمية تفترض أن الكمبقرادور وخدامه الطبقيين باستغلاله الفاحش وسياسته اللاشعبية القاهرة يخلق حفار قبره,لكن في غياب التنظيم والتأطير وتسطير الهدف البديل بقيادة ثورية تمتلك البوصلة النظرية والتنظيم الثوري والتأطير الجماهيري لايمكن للتناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج إلا أن يستفحل ويزداد تعقيدا استغلالا وظلمة وارهابا وعمالة وتبعية للقوى الامبريالية العالمية.....فالتحليل الميكانيكي للصراع الطبقي لايختلف عن غائية الفلسفة المثالية والجبرية الدينية, فالضغط فعلا يولد الانفجار كما يقال في العلوم الفيزيائة . أما في العلوم الاجتماعية فالضغط بدون توجيه وتنظيم ثوري وبوصلة نظرية ووضوح سياسي لن يولد سوى الفاشية بكل أصنافها,ولنا العبرة في الشروط التي أدت إلى قيام النازية في المانيا والفاشية في اسبانيا وإيطاليا والداعشية في الوطن العربي بما سمي زورا ب"الربيع العربي.
",فلا عجب أن تجد بعض المتمركسين يستمدون تحريفيتهم من ألذ أعداء الماركسية . فتارة يحاجونك بتبريرات هرببرت ماركوس . وكلنا يعرف من هو ماركوس الذي ينتمي إلى مدرسة فرانكفورث الموجة التحريفية المدعمة من طرف البورجوازية الألمانية بعد النازية , لتجتاح كل الدول الرأسمالية بعد دلك,ويكفي أن نطلع على فلسفة التحريفي هذا وهو أبرز روادها المشهورين الدي يحاول اقناعنا بضرورة التخلي عن دكتاتورية البروليتاريا - تماما كما يقول البعض في تنظيماتنا السياسية " وبالضبط مكونات "الفيدرالية" هذا الشعار – أحد مفاصل الماركسية - اللينينية - "مفهوم قد أكل عليه الدهر وشرب" في عملية تحريفية تضليلية مفضوحة - انطلاقا من حجج واهية ومغالطات تنطلق من أن الطبقة العاملة قد أصبحت ميسورة بفعل التطور الرأسمالي .بفضل الامتيازات التي تمنحها الباطرونا من تسهيلات في الاستهلاك والقروض والحال هذه فليست في حاجة للصراع وهي حسب هذه الامتيازات المزعومة أصبحت في غنى عن أي بديل للرأسمالية. وما هذا التنميق والتجميل للاستغلال البشع والناهب لفائض القيمة ما هو في الحقيقة الا وسيلة لرهن العامل وتوريطه للمزيد من التركيع والاستغلال والانهاك ومضاعفة نهب فائض القيمة الدي تحققه البورجوازية على حساب جهده وكده ومص دمه واستلابه وتدويب انسانيته, وتارة يحاجونك برؤية علم الاجتماع البورجوازي دو التوجه الوظيفي البنيوي الذي يقتصر على تفسير الظاهرة الاجتماعية ومنها السياسية للظاهرة على أساس ثباتها وسكونها وجمودها انطلاقا من مفهومه للبنية على أساس كونها "منظومة من العلاقات الثابثة في إطار بعض التحولات" سيرا على نهج كلود ليفي ستراوس منظر الاستعمار الجديد والممهد للاستيلاء والسطو على خيرات الشعوب تحت غطاء الانتربلوجيا . وليس من خلال تطورها التاريخي . الذي يأخد بأن صراع الأضداد ووحدتها ونفي النفي والتحول من الكم الى الكيف, والتفاعل بين الداتي والموضوعي ضمن منطق التغير المجتمعي والصيرورة التاريخية وفي تظافر الكل يكمن جوهر الظاهرة ومنطق تطورها في إطار الصراع وليس التكامل في عملية لدر الرماد في العيون . في تضليل لتبرير الاستغلال الطبقي في المفهوم الليبرالي والذي يحاول أن يتخفى تحت شعار العلمية.في حين أن المحرك الاساسي للتاريخ هو الصراع الطبقي الذي يعتبر المسؤول الأول والأخير على تطور الظاهرة الاجتماعية إذ بدون حل التناقض الحاصل بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج لايمكن تحقيق مجتمع قائم على العدالة الاجتماعية ولا المساواة الحقيقية .وهي توزيع ثروات البلد وفائض القيمة بالتساوي بين المنتجين الحقيقيين . وكل أبناء الوطن انطلاقا من مبدأ"من كل حسب حاجياته ولكل حسب عمله".عوض استئثار الطبقة السائدة والتي تشكل الأقلية غير المنتجة من النسيج المجتمعي . تسطوعلى رأس المال ووسائل الانتاج وتهيمن على ثروات البلاد الطبيعية والبشرية مقابل الفتات للأغلبية الساحقة المسحوقة المنتجة لكل الخيرات.هكذا تفتضح أساليب الاصلاحية كمنهج تفكيرانتهازي مضلل . وممارسة سياسية انتهازية ترتبط بمصالح البورجوازية الصغرى فهي لاتسعى الى التغيير الجدري الدي يشمل كل مصالح الجماهير بدأ بالطبقة العاملة .فتركب في الغالب موجة النضال لتحريفها على قدر مقايضة الطبقة السائدة بما تجنيه من مصالح . لدلك ادا دخلت الى تنظيم ثوري خربته وحرفته . وتكتفي أحيانا في حالة المد الجماهيري بالاصلاحات التي تقوم بها البورجوازية . والتي يفرضها النضال الاجتماعي بسبب الضغط النضالي للعمال في النقابات . والحركات الاحتجاجية للجماهير .المدعومة والمساندة مبدئيا وميدانيا . في مراحل تأجيج الصراع بالحركة الثورية, هذا الاصلاح ليس هوالمبتغى الأساسي للماركسيين اللينينيين . بل مجرد وسيلة لتحقيق التراكمات وكسب ثقة العمال لتنظيمهم وتأطيرهم وتحفيزهم لقيادة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. التي لاتعني أقل من التغيير الجدري الشامل للهياكل الاقتصادية - الاجتماعية السائدة في أفق تسلمها للسلطة وتحقيق الشيوعية, وهنا يظهردور المثقف العضوي الذي يرصد الظواهر التي تبدو للعامة بسيطة فيحولها الى قضايا سياسية ترتبط بخلفيات الصراع الطبقي كبديل عن المرتزقة الانتهازيين من أشباه المثقفين من البرجوزية الصغرى.
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟