في مخلفات الاستعمار وآثاره.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7550 - 2023 / 3 / 14 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في مخلفات الاستعمار وآثاره..
(تجميع لنصوصي -الفيسبوكية- القصيرة جدا من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب.


إن المستعمِر حقا، خرج من البلاد بحقائبهم.. لكن لم يخرج بسياسته واقتصاده وثقافته. فهو لا يزال يستنزف سرا وعلانا، كل خيرات البلاد.

إن هدف الاستعمار التقليدي، هو تهريب ثروات مستعمراتها لبناء اقتصاده. اليوم بالاستعمار الجديد، يتم تهريب عقولها لتنمية قدرات حضارته.

بالأمس جلب الاستعمار لبلده، المواد الخام من البلدان المستعمَرة. اليوم يجلب المادة الرمادية، من هجرة عقول هذه البلدان لدعم تقدمه.

لم تعمل الدول المستعمَرة سابقا، على استرجاع أبنائها، المكونة في البلدان الغربية، للنهوض بتنمية بلادها، بل سمحت بهجرة عقول أطرها.

إن الاستعمار رغم خروجه، لم يرفع يده عن البلدان المستعمرة، بل حافظ على امتيازاته بها، وضل يراقبها ويستغل خيراتها وعقولها باستمرار.

إن الاستقلال عن الاستعمار، لم يكن استقلالا كاملا وتاما، بل هو ناقص ومشروط، باستمرار الاستعمار الغير المباشر، لأمد غير محدد.

هل الرئيس الفرنسي "ماكرون" ، محق فيما قاله عن تاريخ الجزائر ونظامها أم لا؟ وهل الجزائر تستطيع أن تنفي ذلك، بأدلة تاريخية دامغة؟

إن الغرب ليس في حاجة إلى التآمر على العرب وأفارقة، لأنهم في الواقع يتآمرون على بعضهم البعض. فهمه الوحيد هو استغلال صراعهم وضعفهم.

إن محمد الخامس البطل، رفض عرض فرنسا، مقابل التخلي عن دعم الجزائر، وعندما استقلت هذه الأخيرة، تنكرت لحق المغرب، في حدوده الشرقية.

فرنسا انتقمت من المغرب، عندما لم يستجب لطلبها في التخلي عن دعم الجزائر. فبعد استقلالها تنكرت لحق المغرب، لأن القرار لا زال بيدها.

فرنسا أرادت أن تنجح، فيما فشلت فيه ألمانيا وإسبانيا، في قضية الصحراء المغربية، دفاعا عن ربيبتها، التي تنفذ خطتها في تقسيم المغرب.

فرنسا تراهن على استدامة مشكل الصحراء المغربية، وصراعها بين المغرب والجزائر. لأنها تعمل كل ما في وسعها، لاستطالة استغلالهما معا.

لا يخلو مال الأغنياء من عرق الفقراء. فلولا الفقراء ما كان هناك أغنياء بالمرة. إن المال والجاه يُعجنان دوما، بعرق ودماء المستضعفين.

آن الأوان أن تعي إفريقيا اليوم، تبعيتها للاستعمار القديم/ الجديد، والدخول معه في ندية جادة. لقد انتهى زمن الاستغلال للقارة إلى الأبد.

الدول المستعمرة سابقا، تحاول استعادتِ مستعمراتها السابقة، وبسط نفوذها عليها، من خلال عملائها بها، من رجال المال والأعمال والسياسة.

إن الألعاب الرياضية عموما، والجماعية خصوصا، يمتهنها أبناء الفقراء والمهاجرين. لذا نجد أن جل أبناء الدول الغربية، لا يتعاطون لها.

لولا أبناء الفقراء والمهاجرين، لما وُجِدت الألعاب الرياضية المختلفة، خصوصا الجماعية منها. لذا نجد الدول المتقدمة، تتسوق من هؤلاء.

الاستعمار في الأصل، هو توسع وعنصرية، تحت مبرر نشر الحداثة والتحضر. لكن هدفه جلب الثروات الطبيعية والطاقة البشرية الرخيصة.

اليوم تنافس أوروبا العالم اقتصاديا وعلميا، بثروات الأفارقة وبسواعدهم وأدمغتهم، كما تباهيه أيضا في كرة القدم، بأرجل أبنائهم.

جل الدول الإفريقية اليوم، المستعمرة من فرنسا سابقا، بدأت في استكمال استقلالها منها، لاكتشافها مؤخرا، استمرار استغلالها البشع لها.

ما تعانيه الدول الإفريقية عامة وشمال إفريقيا خاصة، من نفاق وغش، ونصب واحتيال، وخداع وخيانة، ناتج عن بقايا تربية الاستعمار الفرنسي.

إن نزاع المغرب وإسبانيا سيادي في الأصل، بين مُحْتل وصاحب أرض. فهو لا يمكن أن ينتهي أبدا بينهما، إلا بقرارٍ حاسم لتصفية الاستعمار.

إن نزاع المغرب وإسبانيا سيادي في الأصل، موضوعه احتلال مدينتي سبتة ومليلية، والجزر الجعفرية وغيرها، وأن حل مشكلها آت لا ريب فيه.

الخزي والعار لفرنسا، لاحتفاظها بجماجم المجاهدين الجزائريين. وكل الخزي والعار لنظام الجزائر، لعدم استرجاعها لدفنها، تكريما للشهداء.

تدخل البرلمان الأوروبي في شؤون الداخلية، للدول المستعمَرة سابقا لدى أوروبا، ليس قانونيا ولا أخلاقيا.. إنه مجرد استفزاز وابتزاز فقط.

جل الدول المستعمَرة سابقا، إن لم نقل كلها، لم تنل استقلالها بشكل كامل وتام. لأنها كانت جد ضعيفة. لذلك قبلتْ كرها، شروط المستعمِر.

إن الاستعمار التقليدي السابق، لم يتخل عن استغلال دول مستعمَراته، بكل ما أوتي من قوة، وما يملك من دهاء وجشع. إنه سرطان خبيث قاتل.

الدول الاستعمارية سابقا، لم تتوقف عن استغلال تلك المستعمَرة؛ بنهب الخيرات، وتهجير العقول والعمالة، والتحكم في الاقتصاد والسياسة.

إن المقاومة ضد الاستعمار، تقتضي تكبيد العدو خسائر في الأرواح والعتاد.. لكن أن تقدم شهداء من دون مقابل، هذا ليس بمقاومة ولا بجهاد.

رغم كون تقدم فرنسا، يقوم على خيرات إفريقيا، وعلى سواعدها وأدمغتها، وعلى رياضييها وفنانيها، ما تزال تستغل وتحتقر، كل ما هو إفريقي.

ماكرون يهدد أغنياء المغرب، إذا لم يقنعوا الملك، بالتراجع عن قراراته مع فرنسا. هذا يعني أنهم مستعدون، لخدمة مصالح أجنبية ضد بلدهم.

تضغط فرنسا على المغرب، باختلاق متابعات قضائية وهمية، لفنانين ورياضيين وكذا لرجال الدولة، وابتزاز أغنياء البلاد، لإخضاع ملك البلاد.

أغلب أعيان البلاد، يملكون جنسيات وعقارات، وأسهم وأرصدة في الغرب وغيره. إنهم في خدمة هذه الجهات ضد بلدهم، لتأمين مستقبلهم.

إن الطابور الخامس، المبثوث في كل مفاصل الدولة، يعمل على المحافظة، على مصالح فرنسا في المغرب، وعلى استمرار التوقيت الحالي.

جل أغنياء البلاد، مهددون من طرف "ماكرون"؛ بالفضح وتوقيف الامتيازات، إن لم يضغطوا على الملك، حتى يتراجع عن قرار معاكسة فرنسا.

فرنسا ستفضح شخصيات مغربية، بما تملك في بلدها لابتزاز المغرب. مما سيجعل هؤلاء معرضين للنقد والمحاسبة. فرب نقمة وراءها نعمة.

فرنسا الأمس مارست الاستعمار، بكل بشاعته أللإنسانية، واليوم تأتي لتعلمنا حقوق الإنسان والديموقراطية، وهي التي علمتنا الخداع والنفاق.

جميلات فرنسا، بإيعاز من مخابرات دولتهن، يتربصن بنجوم مغاربة؛ من فنانين ورياضيين وغيرهما، للإيقاع بهم من أجل الابتزاز والتشهير.

لا يمكن للدول الاستعمارية سابقا، أن تتخلى عن منطقها الاستعماري، في علاقاتها مع الدول المستعمَرة، لأن ذلك جزء لا يتجزأ من شخصيتها.

إن الدول الاستعمارية، لم تتخلص إلى حدود الآن، من عقدة التفوق العنصري، في الهيمة والتسلط، في تعاملها مع البلدان المستعمَرة سابقا.

كل ديكتاتوريات العالم وشبيهتها، تحاربن الوعي والحرية والفكر الحر. لأنها وسائل ضرورية وناجحة، للقضاء على كل ما من شأنه يعيق التحرر.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات