أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عمروسية - الديكتاتور والجوقة














المزيد.....

الديكتاتور والجوقة


عمار عمروسية

الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تسعف طويلا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعيّة ببلادنا منظومة الحكم الشعبوي للاستمرار في نحت وترويج خطاب ديماغوجي كاذب حول “جمهورية العدل الجديدة” و”بناء دولة الرفاه المجتمعي”!!!!
فكلّ المؤشرات الموضوعية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تؤكد تسارع وتائر التّقهقر الفظيع واشتداد أزمات البلاد الذي لا يشكّ عاقل وحيد دخولها من الباب الكبير منطقة الانهيار الاقتصادي والهزات الاجتماعية ضمن مناخ عام سماته الأساسيّة العودة القويْة لتشغيل ماكينة القمع السّافر والاستبداد الشامل.
فكلّ الشعارات الشعبويّة الكاذبة سرعان ما أخلت مكانها إلى خطاب رسمي يرشح بأحطّ مضامين الكراهيّة والتفرقة والحثْ على الاحتراب والعنف الرّجعي.
لم تمرْ أشهر فقط حتّى سقطت كلّ أقنعة زيف “بروباغندا” مسار 25 جويلية وانتهى إلى مأزق كبير أعاد البلاد إلى أسوإ فترات العهود التي ثار ضدّها الشعب التونسي.
فنسبة البطالة في تصاعد غير مسبوق ومعدّل التضخم يتزايد بنسق جنوني (10,4%) واحتياطي العملة الصعبة يتآكل (90 يوما) زيادة عن تفاقم عجز الميزان التجاري وتزايد الدّين الخارجي…
فحصيلة مسار لحظة قبض “قيس سعيد” على الحكم والاستفراد به من هذه الزّاوية تبرز انعكاساتها المباشرة في تفشّي الفقر وإطلالة شبح الجوع وتزايد قائمة المواد المفقودة من الأسواق.
فقراء ومسحوقي عشريّة حكم النّهضة /النداء تعزّزت أعدادهم بجموع الوافدين الجدد من ضحايا السياسات الشعبويّة.
فمسار التّنكيل الاجتماعي ارتفعت وتائره تحت زيف معزوفة الكذب القائلة بالقطع مع القديم.
أفظع من ذلك فمسار 25 جويليّة فتح الباب واسعا أمام منظومة “سعيد” لتصفية بعض المكتسبات الاجتماعية مثل اتفاقية عملة الحضائر أو تلك المتعلّقة ببعض التفاهمات القطاعية…
ما من شكّ في أنّ “قيس سعيد” كان بارعا في اقتناص تلك اللّحظة التي بشّر بها مرارا زمن صراعه مع شركائه في الحكم لينقضّ وحده على مجمل دواليب السّلطة بما يخدم مشروعه الشخصي. فاللّحظة كانت لحظته للشروع في تعبيد الطّريق لبناء مشروعه الاستبدادي تحت يافطة المسار الجديد الذي لا تسع مداياته سوى الديكتاتور وخدمه وهو ما يفسّر مسارعته بتحريك آلة البطش والتّنكيل بهدف تصفية كلّ الخصوم ونشر الخوف والرّعب على أوسع نطاق ممكن.
يسابق الديكتاتور الوقت لفرض الأمر الواقع على الجميع رغم فشل كلّ محطّات خارطة طريقه وينغمس أكثر في شتّى فظاعات التّعديات على الحقوق والحريّات العامّة والفرديّة.
يناصب “سعيد” العداء لكلّ الأجسام الوسيطة ويمقت الإعلام الحرّ وتضيق “مزرعته” وتكاد تلفظ حتّى الكثير من مناصريه وعلى الأخصّ من أحزاب المساندة التي رغم خدماتها الجليلة وتصدّرها حملات الدّفاع عن أسوإ فظاعات “سعيد”.
تجتهد الجوقة صباحا مساء وتبدع في اختلاق الذرائع لتبييض كلّ سقطات الرئيس غير أنّها لا تحصد سوى مزيد الازدراء والتّهميش.
فالدستور للرئيس وحده والحكومة تحت قبضته وكلّ مؤسسات الحكم تحت أوامره.



#عمار_عمروسية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المنكوبة وشعب اللّجوء
- على رمال متحركة
- الجوع الزّاحف والمغالطات الشعبوية.
- موجات “الحارقين” تدين حكم “سعيد”
- قصر قرطاج: مباهج الحكم ولعنة الخروج
- السيادة الوطنية في “بازار” الخطاب الشعبوي
- دستور “قيس سعيد” والمرور المخزي
- استفتاء في مناخ نوفمبري
- منظومة الحكم تمعن في تعفين الأوضاع
- الحركة الاجتماعيّة بين القمع السّافر والتّحايل الخادع
- الجوع الكافر والسيستام الفاسد
- دولة الرئيس والأعاصير القادمة
- من عولمة الرفاه إلى عولمة البؤس.
- لماذا استهداف حمة الهمامي؟ (إذا عُرفَ السّبب…)
- انتفاضة الحوض المنجمي


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عمروسية - الديكتاتور والجوقة