أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عمروسية - الحركة الاجتماعيّة بين القمع السّافر والتّحايل الخادع














المزيد.....

الحركة الاجتماعيّة بين القمع السّافر والتّحايل الخادع


عمار عمروسية

الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أنّ شتاء الغضب في بلادنا ماضٍ نحو تجاوز التّقويم التّقليدي المتعارف عليه وتثبيت نفسه – الغضب- ضمن السّمات الأساسيّة القارّة في المشهد العامّ المضطرب. فإطلالة الحراك الشعبي بجميع فعالياته العفويّة منه والمنظّمة رغم وتائره المتباينة استعصى على جميع محاولات الخنق والاحتواء.

فبؤر الاحتجاج تتناسل ودوائر الغضب تتّسع مع كلّ يوم جديد متحدّية آلة البطش والتّنكيل مسقطة رهان الحكومة على عامل الوقت والاستنزاف.

ما من شكّ في أنّ صدمة القمع الواسع مؤخرا أفقدت الحراك بعض قواه وأنهكته بخسارة المئات من سواعد شبيبة الفقر والتّهميش القابعة في السّجون، إضافة إلى نشر مشاعر الخوف ضمن أحياء الجياع المعدمين.



وما من شكْ أيضا في أنّ هرولة الحكومة نحو سياسة المناورة والاحتواء من خلال إمضاء جميع الاتفاقيّات مع كلّ القطاعات المنظمّة قد أسهم في إفقاد الحركة الاحتجاجيّة الكثير من روافدها القويّة وخلق تباعد بين مكوّنات النّهوض.

فحكومة “المشيشي” بدعم من حزمها السيّاسي تلعب جميع أوراقها لفرض صمت القبور من جديد وإسكات جميع الأفواه المفتوحة المطالبة بالخبز والعيش الكريم.
تسابق الزّمن لتحقيق مآربها في غلق الواجهة الاجتماعيّة بقوّة البطش طورا والإيهام بتقديم تنازلات حينا آخر.

قد تبدو للوهلة الأولى تكتيكات الحكومة مجدية من زاوية تشتيت الحراك وتفكيك تعبئته غير أنّ عواقب هذه الأرباح الصّغيرة والمؤقتة عواقب وخيمة على مجمل منظومة الحكم وخصوصا رأس حربتها (السلطة التّنفيذيّة) التي ورّطت نفسها ومن سيخلفها في التزامات ثقيلة يعجز الإيفاء بها بالنّظر إلى شحّ الموارد الماليّة المتوفرّة حاليا والمنتظرة أيضا.



فإخراج قطاعات كبيرة من ساحة الاشتباك مثلما حصل مع القضاة وإداريىّ المحاكم والقيّمين والقيّمين العامين والإطار شبه الصحّي زيادة عن الاتفاق الممضى في الأسبوع الماضي إلخ… جميعها مسكّنات ظرفيّة بمثابة ألغام قابلة للانفجار في أيّ وقت، شأنها في ذلك مع بعض الجهات التي نفذ صبر البعض منها من وعود الزّيف والتّحايل مثلما هو الحال بجهتي “تطاوين” و”قفصة”.

ومثلما أسلف، فأرباح اليوم صغيرة وعابرة وخسائر الحكم قد تكون جسيمة أمام بركان الغضب القادم الذي لن يجدي نفعا خيار القمع إخماده. فالحركة الاجتماعيّة تكتسب خبراتها ومعارفها من معاركها الرّابحة والخاسرة على حدّ السواء. فهي من سيرورتها الداخليّة ومعطيات الوعي الخارجيّ قادرة على تصحيح أخطائها وتجاوز نقائصها بما يضمن تبلورها في تيّار وطني شامل يضع حدّا لتقهقر الأوضاع ويفتح الآفاق واسعا أمام قلب موازين القوى والتّقدّم بخطى ثابتة نحو بناء نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد يعيد بصفة فعليّة للشّعب كرامته وعزّته.



#عمار_عمروسية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوع الكافر والسيستام الفاسد
- دولة الرئيس والأعاصير القادمة
- من عولمة الرفاه إلى عولمة البؤس.
- لماذا استهداف حمة الهمامي؟ (إذا عُرفَ السّبب…)
- انتفاضة الحوض المنجمي


المزيد.....




- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...
- صفقات بين واشنطن والمنامة بنحو 17 مليار دولار.. عشية لقاء تر ...
- النووي الإيراني ـ الترويكا الأوروبية تهدد طهران بإعادة فرض ا ...
- ميخائيل بوغدانوف مهندس السياسة الروسية في الشرق الأوسط
- لماذا خاطب بزشكيان الإيرانيين المغتربين؟ خبراء يجيبون
- %52 من الإسرائيليين يؤيدون حكما عسكريا في غزة
- هآرتس: تدمير غزة يُنفذ عبر مقاولين إسرائيليين يتقاضون 1500 د ...
- عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل مهاجمة قوات النظام الس ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عمروسية - الحركة الاجتماعيّة بين القمع السّافر والتّحايل الخادع