أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار عمروسية - قصر قرطاج: مباهج الحكم ولعنة الخروج














المزيد.....

قصر قرطاج: مباهج الحكم ولعنة الخروج


عمار عمروسية

الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 02:26
المحور: المجتمع المدني
    


لا أحد ببلادنا في حاجة كبيرة إلى معارف كثيرة وعميقة بما وراء أسوار قصر قرطاج حتّى يعرف نعيم العيش الذي يسبح فيه ساكنه رفقة أسرته الموسّعة والبعض من الأتباع المخلصين.
حياة "قرطاج" مترفة دون شكّ ونعيمها مفتوح على عشق السلطة وتورّم الذّات.
فأنا الرّئيس منتفخة أكثر من مساحة البلد وعقله حتى في حدود هلوساته السخيفة أرجح من العقل الجماعي لشعب هذا الوطن.
"قصر قرطاج" يسحر ساكنيه ويغيّر ملامحهم الخارجيّة في أدّق تفاصيلها ويرضع صاحب الكرسيّ حليب البايات وأخلاق الباشوات.
عيش القصر لا يشبه عيش العوام ولا حتّى الأخيار منهم والبرهان الملموس سرعة مفاعيل ذاك العيش على وجه ومشية الرئيس.
جاذبية "قرطاج" لا تقاوم ومشيئتها لا تردّ ومن الأكيد أنّ حتمياتها هي التي أخرجت "قيس سعيد" من بيت "المنيهلة" الذي وعد بالبقاء فيه.
سحر قصر قرطاج لا يردّ وحتّى دسائس البعض وفضائح صراعات الشقوق العفنة فهي مجردّ توابل لسنوات الحكم المترفة خصوصا عندما يصبح التاريخ قطعة صلصال بيد "الزعيم" ورقاب الشعب حاضرا ومستقبلا مشغلا يوميّا لإحكام القبضة الغليظة حولهم.
كلام الرئيس فوق القانون والدّستور ولا أحد في جميع ميادين المعرفة والحياة له درايته ونباهة عقله.
التّاريخ لعبته وبداياته الإيجابيّة هي دون شكّ مع إطلالته حتّى وإن كانت متأخرّة وملطّخة بالغشّ والتّحايل.
والدّولة بجميع مؤسساتها من فوق إلى تحت ملكيته الخاصّة يديرها وفق مقاصده المعلنة والمخفيّة. والشّعب رعيّته يقبل ما لا يقبل في انتظار فيض الخزائن.
قطع الرئيس الطّريقأامام الجميع وأراحهم فلا سلطة إلاّ له ولا سلطان عليه إلاّ ذاته، فهو الشّعب والدّولة وهو الوطن.
الرئيس ملأ كلّ الفراغات وهو بصدد التّمدّد نحو الفضاء المجتمعي لنفي جميع الوسائط ووأد كلّ أصناف المعارضة والنّقد تحت ابتداع فكره الجديد المبشّر بنفض المؤسسات في البناء الدّيموقراطي والاستعاضة عنها بروح الديمقراطيّة!!!!.
يفقه الرئيس مثلما أسلف في كلّ الأمور من الدّستور إلى فقه القضاء مرورا ببناء الدّولة وماليتها الخ.. وقبل ذلك فهو الحاكم والمعارض النّاقد الذي لايقبل حتّى بهوامش المعارضة الدّيكورية.
مباهج "قرطاج" لا تحصى ولا تعدّ ونشوة دخوله أو كما يحلو للرئيس "الصّعود الشّاهق" يقابلها لا محالة السّقوط المدّوي.
الدّخول قد يكون في ظروف كثيرة يسير غير أنّ كلفة الخروج منه قد تكون أيضا ثقيلة.
فالمتأمل بسرعة في علاقة الشعب التّونسي بحكّامه منذ سنة 1956يقف على حقيقة ذاك الخروج المأساويّ من دفّة قصر قرطاج.
فالرئيس الأولّ رغم سرديّة قائد الجهادين وباني الدّولة الوطنيّة أنهى عقدا من حياته في المهانة والإقامة الجبريّة الذليلية.
ومنقذ البلاد وصانع التّغيير "بن علي" غادر البلاد هاربا رفقة أسرته إلى المنفى حيث ووري التراب. أمّا "الباجي قائد السبسي" فقد فارق الحياة في ظروف غامضة وأوضاع مأساويّة.
بين الدّخول والخروح مسافات وملاباسات غير أنّ الثابت هو النهايات المأساوية وفق قوانين الصّراع الطبقي طورا، ودسائس الشقوق طورا آخر.



#عمار_عمروسية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة الوطنية في “بازار” الخطاب الشعبوي
- دستور “قيس سعيد” والمرور المخزي
- استفتاء في مناخ نوفمبري
- منظومة الحكم تمعن في تعفين الأوضاع
- الحركة الاجتماعيّة بين القمع السّافر والتّحايل الخادع
- الجوع الكافر والسيستام الفاسد
- دولة الرئيس والأعاصير القادمة
- من عولمة الرفاه إلى عولمة البؤس.
- لماذا استهداف حمة الهمامي؟ (إذا عُرفَ السّبب…)
- انتفاضة الحوض المنجمي


المزيد.....




- مغنية تردد النشيد الوطني الأميركي بالإسبانية بدل الإنجليزية ...
- تورك: تقليص تمويل حقوق الإنسان يضعف المساءلة ويمنح الطغاة شع ...
- اختراق أمني حتى النخاع؟ الإعدام شنقا بحق إيراني متهم بالتجسس ...
- اللجنة الدولية للصليب الأحمر: تدهور متواصل في الوضع الإنساني ...
- السوداني: يحق لإيران الدفاع عن نفسها وفق قوانين الأمم المتحد ...
- تحذير أممي: نحو مليوني فلسطيني معرضون لخطر المجاعة بسبب الحر ...
- السجن مدى الحياة لطبيب سوري شارك بتعذيب معتقلين
- فيديو: عراقيون يتظاهرون في بغداد دعما لإيران وغضبا من إسرائي ...
- مقتل 20 فلسطينياً قرب مراكز توزيع مساعدات في غزة، والأونروا ...
- الأوضاع الكارثية في قطاع غزة تتصدر أعمال الدورة الـ59 لمجلس ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار عمروسية - قصر قرطاج: مباهج الحكم ولعنة الخروج