أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد سيد رصاص - واشنطن وطهران















المزيد.....

واشنطن وطهران


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 06:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ استئناف إيران برنامجها في تخصيب اليورانيوم في شهر آب 2005 ومنطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع المجابهة بين «القطب الواحد للعالم» الذي أتى بقواته إلى بلاد الرافدين عام 2003 من أجل «إعادة صياغة المنطقة من جديد»، وفق تعبير وزير الخارجية الأميركية كولن باول، وبين «القوة الإقليمية العظمى»، وفق تعبير الجنرال رحيم صفوي القائد السابق للحرس الثوري عام 2013.

كانت هناك ترجمات غير مباشرة لتلك المجابهة في عموم المنطقة وكانت أولاها حرب تموز 2006 في لبنان التي أسمتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «آلام مخاض ضرورية من أجل مشروع الشرق الأوسط الجديد». ولكنّ القابلة القانونية الإسرائيلية لم تستطع توليد ذلك الجنين الذي على الأرجح مات في تلك الحرب. وثانيتها في غزة 15 حزيران 2007 عندما سيطرت حركة «حماس» على القطاع، وثالثتها 7 أيار 2008 في بيروت، ورابعتها 21 سبتمبر 2014 عندما سيطر الحوثيون على صنعاء.


يمكن هنا الحديث عن ترجمات أخرى لتلك المجابهة إحداها ما يجري في الأزمة السورية منذ عام 2011 حيث واشنطن وطهران في موقعين متجابهين، وكذلك في لبنان ما بعد 17 تشرين الأول 2019، وإلى حد «ما» في عراق ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي من هناك في اليوم الأخير من عام 2011.
بالمقابل، كانت هناك ترجمات لتوافق واشنطن وطهران الذي حصل في الاتفاق النووي بفيينا 14 تموز 2015، مثل اتفاقهما على مهمة محاربة «داعش» في العراق، ومثل جنوح سمير جعجع وسعد الحريري، بضغوط أميركية ولكن من دون رضى السعودية، نحو القبول بانتخاب ميشال عون رئيساً للبنان في عام 2016. أيضاً، كانت هناك سياسات مضادة لهذا التوافق، مثل التقارب الذي مارسته بعض دول الخليج مع إسرائيل حتى وصل إلى مستوى التطبيع مثل الإمارات والبحرين والذي لم يكن من دون ضوء أخضر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هذا التطبيع الذي حصل منذ 13 آب 2020 على وقع توقعات خليجية بفوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية بعد ثلاثة أشهر، وهو الذي أعلن صراحة ببرنامجه الانتخابي أنه يريد إحياء اتفاق فيينا الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018. في هذا الإطار، كان انسحاب ترامب من الاتفاق هو المظلة لضرب الحوثيين لمنشآت «أرامكو» النفطية السعودية في أيلول 2019 ولاغتيال واشنطن للجنرال قاسم سليماني في الأسبوع الأول من عام 2020 ولاغتيال إسرائيل للعالم النووي الإيراني فخري زاده في تشرين الثاني 2020، وأيضاً للتغطية الأميركية على اغتيال جمال خاشقجي في تشرين الأول 2018، حيث كان انسحاب ترامب من الاتفاق في 8 أيار 2018 بداية شهر عسل بين واشنطن والرياض انتهى بمجيء بايدن إلى البيت الأبيض.


هنا، كانت رغبة بايدن في إحياء الاتفاق النووي مع طهران بداية لتوتر مع دول الخليج وأولها السعودية، وكان من ترجمات هذه الرغبة رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب الأميركية وهو ما تبعه أيضاً في الأسابيع الأولى لدخول بايدن للبيت الأبيض في 20 كانون الثاني 2021 نشر تقرير وكالة المخابرات المركزية الأميركية عن قضية خاشقجي الذي يحوي ضمناً تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية «ما» عن الاغتيال والذي كان ترامب قد وضعه في الدرج.


في فيينا، بدأت مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني في نيسان 2021، وقد شملت تسع جولات حتى شهر آب 2022، وكانت هناك جولة منفصلة في العاصمة القطرية الدوحة في حزيران 2022. كانت المحادثات غير مباشرة بين الأميركيين والإيرانيين وكان الأوروبيون هم الوسيط الأساسي، مع اشتراك للروس والصينيين. يلاحظ هنا، أنه كانت هناك ست جولات حتى حزيران 2021 عندما تم انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي خلفاً للرئيس الإصلاحي حسن روحاني، وأن أجواء المفاوضات في الجولة الثامنة في آذار 2022 كان يسودها جو جديد مختلف أتت به الحرب الأوكرانية التي بدأت في الشهر السابق فيما حصلت الجولة التاسعة في العاصمة النمسَوية في آب عندما قدّم مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي «نصّاً توفيقياً نهائياً» بدفع من الأميركيين رفضت طهران اعتباره نهائياً، وهو ما قاد إلى دفن غير رسمي لمفاوضات فيينا، إلى درجة أن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قد أعلن في 6 آذار الحالي بأن «العودة إلى الاتفاق النووي ليست على جدول أعمالنا»، وهو ما تبعته بعد يومين أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، بقولها إن «إيران تقترب بشكل خطير من صنع قنبلة نووية».


في هذا الصدد، كان لافتاً تعيين علي باقري كبيراً للمفاوضين الإيرانيين في مفاوضات فيينا وهو الذي انتقد اتفاق 2015 الذي قام به الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وهو قريب بالمصاهرة من السيد علي الخامنئي عبر أخيه المتزوج من ابنة السيد الخامنئي. كما يلاحظ أن مفاوضات فيينا كانت في عهد روحاني غيرها في عهد رئيسي، كما أن أجواء المفاوضات كانت مختلفة ومغايرة بين قبل وبعد نشوب الحرب الأوكرانية في 24 شباط 2022. أيضاً، كانت لافتة محاولة الأميركيين والأوروبيين فرض نص أخير، طلب صاحبه جوزيب بوريل جواباً نهائياً عليه، في محاولة منهما لوضع طهران في الزاوية الضيقة وذلك بعد ستة أشهر من بدء الحرب الأوكرانية، التي جعلت مجال المناورة الإيرانية أوسع، وهو ما يفسّر إمّا بأن الأميركيين لم يعودوا يريدون الاتفاق في ظرف انشغالهم بالحرب غير المباشرة مع الروس في أوكرانيا، أو أنهم قرأوا أن طهران يمكن أن تستجيب للعرض تحت ضغط العقوبات الاقتصادية وهو ما يمكن أن يخلق شرخاً إيرانياً-روسياً. أتى الرفض الإيراني لعرض بوريل، وهو ما جعل مفاوضات فيينا في مرحلة الموات أو الموت الفعلي.
في عالم أو شرق أوسط ما بعد فيينا، هناك تعاون عسكري إيراني-روسي كبير، وتمتين للعلاقات الاقتصادية الإيرانية-الصينية، وبالمقابل هناك ترجمة أميركية لقول إن «العودة إلى الاتفاق النووي ليست على جدول أعمالنا» من خلال زيادة التنسيق العسكري الأميركي-الإسرائيلي ومن خلال زيادة العمليات السرية الإسرائيلية على الأرض الإيرانية ومن خلال زيادة الضربات العسكرية الجوية الإسرائيلية لإيران أو لقوات موالية لإيران على الأرض السورية. هناك، على ضوء التوتر الأميركي-الإيراني، تخفيف لتوتر كان قائماً بين واشنطن والرياض طوال سنتين من عهد بايدن. لا يمكن هنا قراءة تعطل انتخابات الرئاسة اللبنانية بمعزل عن التوتر الأميركي-الإيراني، وكذلك يمكن لهذا التوتر أن يكون أحد عوامل زيادة عمليات حركة «حماس» في فلسطين ضد إسرائيل.


على الأرجح أن عالم ما بعد فيينا سينتج حرباً في المنطقة، من خلال توتر الأجواء بين واشنطن وطهران وتقاربات موسكو وطهران، تماماً مثلما قادت تقاربات واشنطن وتل أبيب عام 1964، المترافقة مع مصالحة القاهرة وموسكو عام 1964 بعد ست سنوات من صدام عبد الناصر مع شيوعيي مصر وسوريا والعراق، إلى حرب حزيران1967.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على الحرب الأوكرانية: نشوء معسكر عالمي مضاد
- حرب السعودية على جماعة «الإخوان المسلمين»
- شقوق في نظام القطب الواحد
- عندما يتطرّف الإسرائيليون بعد نصف قرن من «اعتدال عربي»
- آخر أمين عام للحزب الشيوعي السوفياتي
- الضعف الأوروبي
- التونسيوّن والدكتاتور
- التدليل الدولي لإسرائيل
- الأوروبيون والنظرة التهميشية الأميركية
- عن روسيا والصين
- الفاتورة السوفياتية
- عن التحوّل الجديد نحو اليسار في تشيلي
- انتعاش قوّة الدِّين في الزمن المعاصر
- 30 عاماً على تفكّك الاتحاد السوفياتي
- الضعف والقوة في السياسة
- «إسرائيل» قوة إقليمية؟
- ... وأبحرت بريطانيا بعيداً من أوروبا
- منظر المتعاونين في مطار كابول
- ميشال كيلو... مزايا المعارضة السورية وعيوبها
- عشر سنوات على أحداث درعا... آلية تشكّل الأزمة السورية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد سيد رصاص - واشنطن وطهران