أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - منظر المتعاونين في مطار كابول















المزيد.....

منظر المتعاونين في مطار كابول


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد دخول حركة طالبان إلى كابول، بيوم 15 آب/ أغسطس 2021، تقاطر عشرات الآلاف من الأفغان، إن لم يكن مئات الآلاف، إلى المطار لركوب الطائرات الأميركية التي أرسلت لإجلاء الرعايا الأميركيين وما أسماهم مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان بـ «المتعاونين الأفغان» في فترة الاحتلال الأميركي لأفغانستان في العشرين عاماً الماضية. كان منظر أولئك المتعاونين لافتاً للنظر من حيث عددهم الكبير، وغلبة عنصر الشباب بينهم، ووجود عنصر الجنسين بينهم، ومن الواضح أن معظمهم متعلمون، رغم أن بينهم ،وفق التقارير التي نشرتها الصحف الأميركية، طبّاخون، وسائقو سيارات، وأفراد حراسات للمنشآت والمقرّات وسكن الأميركيين، حيث كان واضحاً من تلك التقارير أنّ الغالبية من المتعاونين كانوا من المترجمين ،ومن المتعاونين الاستخباراتيين، ومن أفراد «مجتمع مدني» انتظموا في منظمات أنشأها الأميركيون، وبعضهم محلّلون سياسيون للشأن المحلي الأفغاني بعد أن أصبحت هناك قناعة راسخة في المجمع الاستخباراتي الأميركي إثر 11 أيلول/ سبتمبر 2001 بأن العنصر المحلي، وليس الأجنبي، هو الأساس في جمع المعلومات الاستخباراتية الأميركية وفي تحليلها (وهما مرحلتان منفصلتان) عن البلد المعني.

يثير ذلك المنظر في مطار كابول الكثير من التفكير حول أحوال مماثلة جرى فيها بالعشرين سنة الماضية (وقبلها عراق التسعينيات بين حرب 1991 وغزو 2003) إظهار الكثير من الشهيّة الأميركية، ومع الأميركيين كان هناك مشاركة أوروبية، نحو تمويل ومساعدة وإبراز منظمات حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات، ومراكز دراسات وأبحاث، ومواقع إلكترونية إعلامية خبرية أو تحليلية، في مصر ولبنان وسوريا ،إضافة إلى ورشات حول تلك المواضيع في أوروبا، وفي المنطقة كانت تجري في لبنان 2012 ــ 2018، خصوصاً لسوريين، وفي مصر 2005 ــ 2010، زائد منح دراسية لأولئك «الناشطين»، أو من يرشحونه، في الجامعات الأوروبية غالباً. في حالة السوريين كان هناك تمويل لمنظمات كانت تشتغل في الداخل السوري قبل أزمة 2011 ــ 2021، ولكن كانت الحالات الغالبة هي لورشات في الخارج، وبعد بدء الأزمة السورية جرى تمويل كثيف لمؤتمرات سورية في الخارج، ولمنظمات ومراكز أبحاث ودراسات لسوريين ومواقع إلكترونية في تركيا وأوروبا، كما جرت ندوات وورشات لسوريين ،كانت بتمويل من الاتحاد الأوروبي أو من مجلس الكنائس العالمي، حول المواضيع المذكورة، إضافة إلى منح دراسية في الجامعات غالباً الأوروبية.

يمكن القول هنا بأن منظر مطار كابول قد كشف عمق حالة اجتماعية في بلدٍ محتلّ يمكن تسميتها بجيشٍ من المتعاونين، بالتأكيد يوجد توأم له في العراق المعاصر، وتوجد حالات قريبة له في بلد كان يقترب من انفجار أزمته مثل مصر 2005 ــ 2010، أو جنينية منه مثل سوريا 2004 ــ 2010، فيما توجد حالات قريبة منه يمكن لمسها في سوريا 2011 ــ2021 وفي لبنان 2019 ــ 2021. استغلت في حالة مصر المذكورة ضعف قبضة حسني مبارك المترافقة مع بداية مراجعة أميركية لوضع أنظمة المنطقة إثر 11 أيلول/ سبتمبر 2001، واستغلت حالات الأزمة في سوريا ولبنان، في ما يبدو أن الشغل الأميركي من أجل تكوين جيش المتعاونين العراقيين في مرحلتي 1991 ــ 2003 و2003 ــ2021 يمكن أن يعطي منظراً عراقياً أكبر من منظر مطار كابول.
في الحالات العراقية والمصرية والسورية واللبنانية المذكورة يوجد الكثير من الماركسيين السابقين الذين خلعوا قميصهم القديم وارتدوا قميص الليبرالية وبعضهم مازال عارياً. كذلك يوجد الكثير من الشباب المتعلم ،من الجنسين، ولكن بدون فكر ولا يؤمنون بغير المصلحة الشخصية، وبعضهم رغم كونه متعلماً أو يحمل شهادات جامعية، يظن بأنه إن كان يرطن باللغة الانكليزية مع خلطها بكلماتٍ عربية يجعله شخصاً «عصرياً» أو من سكان لندن، وليس مهماً هنا إن كان يتقن الإنكليزية أم لا، المهم المنظر الذي يمكن أن يصل لحدود كاريكاتورية عندما يكتب هؤلاء بوستات على صفحاتهم بالفايسبوك باللغة الإنكليزية يمكن لأي أستاذ باللغة الإنكليزية أن يقوم بترسيبهم بالمادة بعد فحصها. يمكن لهؤلاء أن ينطبق عليهم مصطلح الذي لا يؤمن بوطن، بل يؤمن بأن «الوطن هو حيث يكون هناك شروط حياة أفضل»، وهي عبارة قالها شخص شيوعي سوري في العام 2002، وكان الرد عليه من كاتب هذه السطور بأن «شروط الحياة في إسرائيل أفضل من سوريا فهل تعيش هناك؟». والغريب أنه سكت ولم يصب بالتّلبّك والإحراج أمام ذلك الجواب، والشخص المذكور انتقل إلى الليبرالية عام 2005، وهو يعيش الآن في ألمانيا.
لقد دفعت ممارسات حركة طالبان في فترة حكمها 1996 ــ 2001 التي فيها اضطهادٌ للحريات والمرأة والأقليات ومحاولة فرض قوانين من القرون الوسطى الكثيرين من الأفغان للترحيب بالغازي الأميركي، ولكن بالتأكيد كان الكثير منهم يؤمن بنظرية (الصفر الاستعماري) لصاحبها رياض الترك، أي أن الأميركي المحتل سيجعل أفغانستان «أفضل» حسب تلك النظرية التي قالها رياض الترك (مقابلة مع جريدة «النهار»، 28 أيلول/ سبتمبر 2003) بخصوص غزو العراق، وهو ما شكّل الحافز الرئيسي عندهم للتعاون مع المحتل الأميركي. في البلدان العربية المذكورة آنفاً (ولبنان يظل حالة خاصة) كانت ممارسات الأنظمة العسكرية واحتكار السلطة لفرد أو حزب قد أشعرت الكثيرين بأن البلد هو امتياز للقريبين من السلطة وأن المناصب والوظائف والتعيينات تؤخذ من منطلق «الولاء لا الكفاءة»، وهو ما أشعر الكثيرين بالغربة في بلدهم، وعلى الأرجح أن هذا ما يدفع الكثيرين للتطرف أو للهجرة أو للاستعداد للتعاون مع الأجنبي، وهو ما يترافق مع ضعف الاهتمام بالقضايا العامة إلى درجة يمكن أن نرى جامعيين متفوقين في دراساتهم لا يعرفون المفاصل الرئيسية لتاريخ بلدهم ومعظمهم لا يؤمن سوى بذاته وخلاصه الفردي. هؤلاء الذين أنتجتهم الأنظمة العسكرية العربية ودفعتهم للعدمية الفكرية كانوا توأم المتعاونين الأفغان أو حالاتٍ كامنة لذلك. في العراق 1991 ــ 2003، وسوريا 2005 ــ2021 كانت المعارضة التي تؤمن بتزاوج الوطنية مع الديموقراطية ضعيفة، فيما كانت المعارضة التي تنادي باستجلاب التدخل العسكري الخارجي لإحداث تغيير داخلي أقوى. في إسبانيا فرانكو 1939 ــ 1975، وتشيلي بينوشيه 1973 ــ 1989، كان تزاوج الوطنية والديمقراطية عند المعارضة بالغ القوة.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميشال كيلو... مزايا المعارضة السورية وعيوبها
- عشر سنوات على أحداث درعا... آلية تشكّل الأزمة السورية
- المتوجّسون من جو بايدن
- هل هناك أزمة سورية أم ثورة؟
- الألغام السوفياتية المنفجرة... وتلك القابلة للانفجار
- الفرنسيون والأميركيون
- هل يقترب العالم من حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة؟
- بيروت... مرفأ ومدينة
- الحزب الشيوعي السوداني (1946 – 1971)
- النموذج التسووي في المعارضة السورية
- تعقيدات الأزمة الليبيّة... حرب الاستقطابات الإقليمية والدولي ...
- موقع لبنان في الإقليم
- تآكل مفاهيم راجت في الصحافة العربية
- مراحل الأزمة السورية
- ألم يكن فؤاد مرسي على حق؟.
- عن «صفقة القرن»
- واشنطن وطهران في العراق
- موسكو وواشنطن في سوريا
- مجتمعات ما بعد الحرب الأهلية: لبنان نموذجاً
- أردوغان والمُعارضة السورية المسلّحة


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - منظر المتعاونين في مطار كابول