|
قراءة في احاديث الرجم السُّنيّة من مالك الى مسلم ( 1 )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 00:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قراءة في احاديث الرجم السُّنيّة من مالك الى مسلم ( 1 ) تشريع العقوبات للمرأة كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى ) قراءة في احاديث الرجم السُّنيّة من مالك الى مسلم ( 1 ) أولا : الرجـم من موطأ مالك الى البخارى : بدأ مالك في الموطأ صناعة عقوبة الرجم صراحة بثلاثة أحاديث : 1 ـ الأول : يرويه مالك عن ابن شهاب الزهري عن عمر بن الخطاب قال : ( الرجم في كتاب الله عز وجل ، حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء . ) . إبن شهاب لم يعش عصر عمر بن الخطاب فكيف يروى عنه ؟! ابن شهاب مولود فى حدود سنة 50 هجرية ، بينما كان إغتيال عمر بن الخطاب عام 23 . مالك هو إمام الكذب فى الدين السُّنّى ، معظم أحاديثه يرويها مباشرة عن إبن شهاب الزهرى . وقد حققنا موضوع رواية مالك عن ابن شهاب الزهرى وأثبتنا أن مالكا لم ير ولم يلق ابن شهاب الزهرى أصلا . مسيلمة الكذاب ينحنى خجلا من مالك بن أنس .! 2 ـ الثانى يرويه مالك عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب ، والذي تعرضنا له آنفا. مالك مولود عام 93 ، وسعيد بن المسيب مات فى حدود 94 . فهل روى مالك عنه وهو طفل رضيع ؟ وقد اختلفوا في تحديد ميلاد سعيد بن المسيب وعام موته ، قالوا إنّه مولود : 2 / 1 : بعد استخلاف عمر بأربع سنين ، وكان عُمره حين مات أربعا وثمانين سنة . 2 / 2 : قبل موت عمر بسنتين ومات وعمره اثنتين وسبعين سنة . 2 / 3 : رواية إبن سعد فى الطبقات الكبرى: أن سعيد بن المسيب قد وُلد قبيل إغتيال عمر بعامين فقط . 2 / 4 : بعد استخلاف عمر بأربع سنين أي سنة 17 هــ وحينئذ يكون قد أدرك من خلافة عمر ست سنوات ، ويكون سعيد بن المسيب قد روى حديث الرجم وهو ابن ست سنوات .! فهل يعقل هذا .؟ 3 ـ والثالث ينسبه مالك الى نافع مولى ابن عمر ، وفيه أن اليهود جاءوا للنبي يستفتونه في رجل وامرأة زنيا ، وأخبروا النبي ـ كذبا ــ ان عقوبتهما في التوراة هي الجلد والفضيحة ، وقد أثبت عبد الله بن سلام أن الرجم مذكور في التوراة ، فأمر النبي بجلدهما ، وهذه الرواية جيء بها لتأكيد مشروعية الرجم في التوراة لتسد الطريق على كل معترض ، وهي مثل الحديث السابق يبدو فيها الرد الجدلي على المعترضين ، مما يدل على أن استحداث حد الرجم حمل في طياته الرد على المعترضين . 4 ـ وحكى مالك قصة أخرى رواها ابن شهاب الزهري ان رجلين اختصما للنبي ، وقد زنى ابن احدهما بزوجة الآخر وقد حكم النبي ــ وفقاً لهذه الرواية ــ بأن يجلد الابن مائة جلدة مع تغريب عاماً ، وأن ترجم زوجة الرجل الآخر إذا اعترفت بالزنا . الشافعى نقل الشافعي هذه الروايات عن مالك ، وأضاف عن مالك رواية أخرى ــ ليست مذكورة في الموطأ ــ تفيد ان عمر في خلافته أمر برجم زوجة اعترفت بالزنا ، وانتهى الشافعي إلى ثبوت الرجم بكتاب الله وسنة رسوله وفِعْـل عمر ، مع أنه لم يذكر آية قرآنية ، وتحاشى ذكر الجملة المضحكة التي تقول " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" ( الأم للشافعي 6 / 142 : 143 ). البخارى ( إبن برزدويه من أوزبكستان والمتوفى عام 256 ) الإله الأكبر فى الدين السُنّى : في باب "رجم المحصن" ذكر البخاري أحاديث جديدة ومتناقضة ، لم تذكر من قبل كأنه الأعلم بها من مالك والشافعى ، منها : 1 ـ حديث ينسبه لعلي بن أبي طالب أنه قام في خلافته برجم امرأة على أن ذلك سنة النبي . 2 ـ حديث آخر عبارة عن سؤال إلى احد متأخرى الصحابة وهو عبد الله بن أبي أوفى ، إذ قيل له : هل رجم الرسول قبل سورة النور أم بعدها ..؟ فقال : لا أدري ، وهو حديث ينم عن جدل حدث حول افتتاحية سورة النور التي تؤكد على أن الجلد لا الرجم هو عقوبة الزانية والزاني 3 ـ أحاديث أخرى تفيد وقوع عقوبة الرجم على رجل من قبيلة أسلم ، وآخر مجهول. 4 ـ وذكر البخاري صيغة أخرى لحديث سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب الذي تعرضنا له ، ولكنه نسب هذه الرواية المطولة لابن عباس . ثانيا : عن منهج البخاري وأئمة الدين السُنّى فى صناعة دينهم السُنّى هو في صناعة رواية واسنادها الي النبي الذي مات قبلهم بقرنين من الزمان ، ويتم ذلك الاسناد عبر رواة ماتوا ايضا من قبل دون ان يعرفوا شيئا عما اسند اليهم البخاري من احاديثه ورواياته . نعطي مثلا من احاديث الرجم ، وهو احدي الاحاديث المختلفة عن رجم رجل أسموه (ماعز ): يقول البخاري ( حدثني عبد الله بن محمد الجعفي ، حدثنا وهيب بن جرير ، حدثنا ابي قال : سمعت يعلي بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما اتي ماعز بن مالك النبي ( ص) قال له : لعلك قبلت او غمزت او نظرت ، قال : لا يا رسول الله : قال : انكتها ؟ لا يكني ، قال : فعند ذلك امر برجمه ) ونحن نعتذر اذ نضطر لذكر حديث البخاري بلفظه الذي يخدش الحياء ، ونؤكد أن النبي محمدا عليه السلام لا يمكن ان يقول هذا القول الفاحش لأنه عليه السلام كان على دين عظيم أو خُلق عظيم . ولكن ناخذ من الحديث دليلا علي منهجية الاسناد فى دينهم السُنّى : 1 : فالبخاري يكتب انه سمع شفهيا ذلك الحديث من (عبد الله بن محمد الجعفي ) الذي كان يعيش في عصر البخاري ، وان ذلك ( الجعفي ) كان قد سمع ذلك الحديث من (وهيب بن جرير) وهو من الجيل السابق علي جيل البخاري ، ثم ان ( وهيب بن جرير) قد سمع ذلك الحديث شفهيا من ابيه ( جرير ) الذي عاش في اواخر العصر الاموي مثلا ، وابوه ( جرير ) يزعمون انه سمع ذلك الحديث شفهيا من (عكرمة )مولي ابن عباس ، ويزعمون ان ( عكرمة) سمعه من سيده( إبن عباس )، و ( إبن عباس ) بزعمهم في هذه الرواية يقول انه شاهد وسمع هذه الواقعة وهو بجانب النبي عليه السلام . 2 : والمعلوم ان ابن عباس لم ير النبي ولم يسلم الا بعد فتح مكة ، وبعدها رجع مع ابيه الي مكة ورجع النبي الي المدينة حيث توفي ، ولذلك يقول ابن القيم الجوزية في كتابه الوابل الصيب ص 77 ( وهذا عبد الله بن عباس مقدار ما سمع من النبي لم يبلغ العشرين حديثا .) . 3 : وبغض النظر عن آلاف الروايات المنسوبة لابن عباس في العصر العباسى تقربا للخلفاء العباسيين ، فإن الاسناد الشفهي عبر رواة مختلفين في الزمان والمكان والظروف لا يستقيم مع المنهج العلمي ، اذ كيف نصدق رواية واحدة تنتقل بدون تحريف او نسيان عبر عشرات السنين وعبر عدة اجيال كل منهم يلقيها للآخر شفويا . ثم كيف نصدق عشرات ومئات الالوف من الروايات المتضاربة والمتناقضة والمنسوبة الي النبي بعد موته بقرون . وعبر اشخاص موتى لم يعلموا بما اسنده اليهم اللاحقون من روايات ، ومعظمهم شخصيات وهمية .!. 4 : ولكن المهم ان هذا الاسناد للنبي هو الحصن الذي احتمي به أئمة الدين السُنّى ، وبه جعلوا آراءهم دينا ووحيا باعتبار أن السُنّة عندهم وحى . وبذلك الوحى الشيطانى والوهمى إنتصروا علي المعتزلة الذين كانوا يسندون اراءهم الي انفسهم ولا يتمسحون بالنبي عليه السلام ولا يكذبون عليه . ثالثا : مثال صارخ لعقوبة الردة : فيلم الغامدية : 1 ـ : بدأ مالك ( أبو الكذب فى الدين السُنّنى ) بتدوين أصل هذه الحكاية قائلا أن امرأة اعترفت للنبي بالزنا وأنها حامل من هذا الزنا فأمرها ان تأتي إليه بعد إرضاعه ، ثم بعد أن تستودعه عند من يقوم برعايته ، ثم جاءته فأقام عليها الحد ، والمفهوم أنه حد الرجم ، وأن لم يذكر انه الرجم . وأضاف مسلم قصة في رجم امرأة قال مرة انها الغامدية ، ومرة أخرى انها من جهينة ، والقصة كفيلة بتشويه الإسلام وسيرة النبي عليه السلام . 2 : القصّة تزعم أن المرأة جاءت للنبي تعترف بالزنا وتطلب منه أن يطهّرها بالرجم ، وتعبير التطهير بالموت مصطلح مسيحي ليس له أصل في الإسلام ، واعترفت بأنها حُبلى فأمهلها النبي ــ فيما يزعمون ــ إلى أن تلد ، فلما ولدت جاءت بالصبي في اللفائف ، فقال لها اذهبي فارضعيه حتى يُفطم ويأكل الطعام ، ثم جاءت له بعد فطام الطفل ، فأمر بالطفل فكفله رجل من المسلمين ، ثم امر بحفر حفرة لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى به رأسها فتطايرت دماؤها على وجه خالد فشتمها ، فعاتبه النبي وقال "انها تابت توبة لو تابها صاحب مكْس لغفر له " .. 3 : هذه القصة المؤلمة حيكت خصيصاً للإجابة على سؤال فقهي ، هو إذا كان حد الزنا هو الرجم ، أي الموت وليس الجلد كما في القرآن ، فكيف إذا كانت الزانية المحصنة حاملاً من هذا الزنا أو من قبله ..؟ وهل يحكم عليها وعلى الوليد بالموت ..؟ لذلك كان الفتوى بإمهال المرأة إلى ان تضع وليدها وتفطمه ، وكأنهم بذلك قد أراحوا ضمائرهم حين يكفل الطفل أخرون بعد إعدام امه . 4 : ثم أشعلت هذه الرواية خيال المؤلفين بعد مالك ، فتكاثرت الروايات عن رجم رجال ونساء ، كان من بينهم من أسموه ماعز ومن أسموها الغامدية ، وأطال مسلم في حديث ماعز فوق ما ذكره البخاري ، وأضاف إليه ان الغامدية صممت على أن يطهرها النبي بالرجم ، وذكر القصة التي ذكرناها ثم أضاف معظم القصة إلى امرأة أخرى من جهينة .. 5 : وفي تفصيلات قصة الغامدية التي هشّم خالد بن الوليد رأسها بحجر ثم شتمها ، يروي صانع القصة أن النبي قال لخالد وهو يعاتبه ــ فيما يزعمون ــ " لقد تابت توبه لو تابها صاحب مكس لغُفر له " . وصاحب المكس هو الذي يجمع الضرائب عند المنافذ التجارية ، او بتعبير عصرنا رجل الجمارك ، وقد ورد هذا المصطلح في الانجيل مقترنا بالظلم " المكَّاسون" أو " العشّارون" ، وهو مصطلح ساد في الشام قبل الإسلام ، وبعد الفتوحات ، حيث اقتضت الظروف السياسية والاقتصادية وجود موظفي الجمارك ، وهو ما لم تعرفه الجزيرة العربية مطلقاً قبل الإسلام او في عهد النبي محمد عليه السلام ، ولم يعرفه اللسان العربى حينئذ ، وهو ليس من مصطلحات القرآن ، مع احتواء القرآن على ألفاظ غير عربية ، أي أن هذا الحديث قد اخترعوه في العصر العباسى عصر تدوين الأحاديث ، وهو يعكس ثقافة عصره ، حيث عمَّ الظلم وأصبح صاحب المكس ممثلاً لظلم الدولة ، ويستحق أن " يتطهر " بالقتل ، مثل بطلة "فيلم " " الغامدية " ...؟!!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن ( يهدى ويهدى الى / ثلاثة معانى لكلمة : قائل / الزخرف 84 /
...
-
أكذوبة الرجم فى الدين السنى
-
عن ( جرأة موسى على فرعون / تقتلون أنفسكم / ابن نوح / الدايت
...
-
عن ( المخلفون والخوالف / العروة الوثقى / لذة الأعين / ذنوب )
-
بيان القرآن الكريم وكُفر المُفسّرين
-
عن ( القرآن والنحو / عذاب أكابر المجرمين )
-
القاموس القرآنى : ( الحديد )
-
عن ( حوار فى مشكلة زوجية / الكنيسة المصرية والحاكم / الوصية
...
-
تشريعات الحقوق ( ميراث المرأة )
-
عن ( الغفران والتوبة / بنات لوط وقومه )
-
العزل ومنع الحمل : ( التشريعات الاجتماعية للمرأة )
-
عن ( صحابة كافرون / مسألة ميراث )
-
حوار حول مقال ( إخراج الناس من بيوتهم يناقض الاسلام )
-
عن ( آمين / المؤتفكات / الشفع والوتر )
-
من العزل الى الاجهاض ( تشريعات المرأة الاجتماعية )
-
عن ( دين النّكد / ظلال الجنة وقطوفها / لا خروج من النار / ال
...
-
إخراج الناس من بيوتهم يناقض الاسلام
-
عن ( الحلاوة / المغفرة )
-
الزلازل ليست عقابا إلاهيا
-
عن ( ضد الاكتئاب / غربى جبل الطور / أدوا / أقنى )
المزيد.....
-
أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها
...
-
استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف
...
-
جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى
...
-
ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من
...
-
استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح
...
-
الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا
...
-
دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا
...
-
السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك
...
-
صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في
...
-
أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|