أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الإله بسكمار - نماذج لبؤس البحث العلمي والتاريخي














المزيد.....

نماذج لبؤس البحث العلمي والتاريخي


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 16:33
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لا أدري إن كانت مثل المنزلقات والأخطاء التي سنأتي على ذكر بعضها، قد تم تداولها خلال مناقشة الأطروحة أم لا ، وهذا نموذج فقط يعكس المستوى الذي تردى إليه البحث العلمي بالمغرب، مع استثناءات رصينة طبعا ولا يقاس عليـــــــها .
السيدة المحترمة صاحبة الكتاب / الأطروحة " تازة إقليمها ( كذا ) في عصر بني مرين " حشرت في ثنايا المؤلَّف أعلاما تازيين لا ينتمون إلى العصر المريني، وعلى سبيل المثال، فابن فارس التازي المتكلم المناظر صاحب كتاب " المناظرة والمعارضة في الرد على الرافضة " ضمن مجال المحاججة مع غلاة الشيعة، وهو الكتاب المحقق والمطبوع سنة 1961 وقد ورد ذكره عند كارل بروكلمان في الجزء الثاني من تاريخه للأدب العربي، وابن فارس البرنوسي التازي هذا، عاش شطرا كبيرا من حياته بالمشرق العربي وهو تازي مولدا ونشأة ولا ينتمي للعصر المريني، بل حسب مصادر الفترة فهو قد عاش خلال صدر الدولة السعدية وشتان بين العصرين السعدي والمريني وتوفي سنة 1600 م / 1009 هــ. .
هناك علم آخر حشرته صاحبة الكتاب حشرا ضمن العصر المريني وهو ينتمي إلى العهد السعدي أيضا ويتعلق الأمر بالشيخ زنوف التازي ( توفي بعد سنة 1660م/ 1070 هــ) ويؤكد نسبته إلى مدينة تازة أو تازا الأستاذ المرحوم محمد حجي في كتابه " الحركة الفكرية في عهد الدولة السعدية " وقد اشتهر الشيخ زنوف بكتيبه " مختصر الأفاريد " وفيه نوع من السبق إلى ما يمكن تسميته ب" الحياة المدرسية " ويشمل ألعابا طلابية بريئة ونزهة شعبانة وأنظمة لعب الكرة وطريقة اللعب بالشطرنج وتعريف بأصول الطبوع الأندلسية، وقد عرَّف بالشيخ زنوف وكتيبه أيضا العلامة الفقيه محمد المنوني، ومن جهتنا، قمت بترجمة كلا العلمين في كتابي " تقريب المفازة إلى أعلام تازة " الصادر عن مطبعة المعارف الجديدة / الرباط سنة 2017 وبتقديم د عبد الحميد الصنهاجي أستاذ التاريخ بكلية الآداب / جامعة محمد الأول بوجـــــــدة .
هذه تصحيحات لا نريد بها سوى إقرار الموضوعية العلمية
لن نعرج كثيرا حول التحقيب المعني أي العصر المريني بل وأيضا التوطين المكاني، لأن التباسا كبيرا يلف الزمان والمجال معا في ذات الأطروحة، كنعت " إقليم " مثلا وهو توصيف حديث أخذناه عن الإدارة الفرنسية Département ولا علاقة له بالعصر المريني .
أشرت فقط إلى بعض الأخطاء ومن خلال نموذج أطروحة منشورة وفي متناول الباحثين والمهتمين على وجه العموم، أما ماخفي فكان أعظم، وأعني بذلك الأخطاء الفادحة أحيانا التي توجد في ثنايا أطاريح أخرى، ولا نتحدث عن تلك التي لم تعرف طريقها للنشر، لأن الطامة في هذه الحالة ستكون كبرى والمصيبة ستغدوعظمى، الشيء الذي يطرح بكل إلحاح مشكل التأطيرفي الجامعة المغربية، على وجه العموم، مع استثناء وجوه معروفة وثقيلة في الميزان، لكنها ما فتئت تقل يوما بعد يوم، لا بل حتى من استمر منها في التأطير، أصيب بالانهاك وتراجع إلى الخلف، بسبب مد الاستسهال الجارف .
يوم أن كان البحث العلمي يسير بخطى حثيثة وتستغرق مناقشة الأطاريح الساعات الطوال، وتطرح قضايا غاية في الأهمية، سواء من حيث المنهج أوالمادة المعرفية، كانت الشهادات يقام لها ويقعد، وظلت أطاريح تلك الفترة الذهبية، مراجع علمية حقيقية للدارسين والطلبة وأيضا للأساتذة، ولحد يوم الناس هذا، لكن لما طغى الاستسهال والالتواء والغرف مما هو سهل وجاهزوعدم التدقيق في المعارف والمعلومات واعتماد الشهادات ومنها الدكتوراه بهدف الترقية المهنية لا البحث العلمي، بل والغش الصريح حينما يتم السطو على جهود الآخرين، دون الحد الأدنى من الأخلاق العلمية، حينما يحدث كل ذلك، تصبح قضية الجامعة مسألة مجتمع ومصير وطن ولابد من وضع النقط على الحروف ولوعبر قنوات محدودة، في محاولة لتدارك العطب المتعدد الجوانب قبل فوات الأوان .
إن إشكالية التأطير تطرح سؤالا كبيرا على الجميع، ولذا يجب التفكير وإعادة النظر بل ورد الاعتبار أيضا لقواعد وأسس البحث العلمي، تلك التي أفرزت لنا أعمالا رائدة فذة وعلى رأس تلك القواعد، مصداقية الإحالات وطبيعة الوثائق المعتمدة، وخطة العمل ونوعية الجهد المبذول في التعامل مع المصادر والمراجع والمظان ، وهنا يمكن الاستئناس ببعض النصوص القانونية كمرسوم 19 فبراير 1997 .
طبعا لا يجب أن نغفل عن إكراهات الزمن ووفرة أعداد الطلبة، وندرة المناصب المالية، الشيء الذي لا يشجع على عمليات الإصلاح الحقيقية، فضلا عن تأثيرها السلبي على مستوى العطاء والجودة والكفاءة، وكان من اللازم في الواقع أن يتم الاحتفاظ بالعناصر الإيجابية المترتبة عن المراحل الذهبية للبحث العلمي والجامعي، ثم رفدها بما استجد على مستويات التكوين والتأطيروالإشعاع، كما لعب الهدر الجامعي دورا سلبيا كعلة ونتيجة في نفس الوقت، علاوة على قلة فرص الشغل المتاحة أمام المسالك المفتوحة .
كل تلك العوامل وغيرها ساهمت في تدني مستوى الشهادات وارتكاب الأخطاء والمنزلقات على مختلف المستويات .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمل جماعي هزيل لا يليق بحاضرة عريقة
- من كوارث مديرية الثقافة بتازة وما يتبعها
- من تخبطات تدبير ملف المآثر التاريخية
- المشردون ومن لا مأوى لهم تحت وطأة البرد والصقيع
- بعد عقدين من انطلاقها الكلية متعددة التخصصات بتازة : حصيلة ه ...
- من صحافة الكلمة الحرة إلى صحافة التبنديق والارتزاق
- الريع وهدر المال العام في محطات وبهرجات فاشلة بتازة
- وضع ثقافي بئيس وتدبيرلا يليق بمستوى المدينة
- روايتنا الجديدة...مرحبا بالقراء والنقاد والأحبة
- تراجع رهيب لفضاءات القراءة
- المدرسة الحسنية المرينية بتازة ،وضع غير قانوني يتطلب التدخل ...
- شاشة المونديال ومصائب أخرى
- جدلية العمل السياسي والثوري في مسار مقاومة الاستعمار بتازة
- بؤس الشبكة الطرقية بإقليم تازة
- المغرب في مواجهة طلائع الأمبريالية من خلال مصنف تازي
- الشطر الثاني من الحي الصناعي بتازة في خبر كان ؟
- من مرحلة إلى أخرى في مجال النقل السككي بتازة
- فضاءات سائبة وفوضوية بتازة
- حول بؤس المشهد الثقافي بتازة
- عن بعض نكبات تازة المغربية ... الله ياخذ فيكم الحق


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الإله بسكمار - نماذج لبؤس البحث العلمي والتاريخي