أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - من تخبطات تدبير ملف المآثر التاريخية














المزيد.....

من تخبطات تدبير ملف المآثر التاريخية


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 7514 - 2023 / 2 / 6 - 15:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


طُرحت من جديد مشكلة الأسوار التاريخية بتازة التي قد يرمم بعضها بين فترة وأخرى، دون مراعاة شروط الترميم غالبا بل وجانب السلامة أيضا وذلك إثر انهيار جزء جانبي من سور باب الجمعة التاريخي، ورغم أن أشغال الترميم شملته منذ العديد من السنوات مثلما شملت بقية أجزاء السور، فإن هذا الحيز لم تراع فيه شروط الحد الأدنى من الترميم، ويمكن أن نصفه بترقيع لا ترميم، الشيء الذي جعل الجهات المعنية تضع حاجزا حديديا مخافة انهيارة وهو ما حصل فعلا بكل أسف يوم 10 دجنبر من السنة الماضية، دون أن يخلف خسائر لحسن الحظ .
حينما نأتي على ذكر تازة، نذكر بالطبع موقع مغارة افريواطو وتازة العليا ونظيرتها السفلى وقد نضيف بابودير وراس الماء تازة، وتاريخيا قد نعرج بتأثيرالتاريخ الرسمي على الفتان المعلوم ( والذي أطلق عليه خطأ نعت " بوحمارة " وهو الفقيه الجيلالي الزرهوني الذي كان يسمه أصحابه " مولاي امحمد " وخصومه " الفتان " ) مع ما في ذلك من تجن ومجافاة للحقيقة التاريخية المنسبة طبعا في الزمان والمكان، ولايذكر المتمكنون في المقابل ياحسرتاه بله عموم الناس رجالات المنطقة ومجاهديها وفقهائها وقضاتها وإذا كان الزائر المغربي قد حل بتازة وتجول في بعض ميادينها، فلابد له أن يتناسى بعض الإكليشهات الجاهزة عن وعي أو غير وعي وأن يذكر باب الجمعة وأدراجه أل المائتين والخمسة والسبعين ونقصد أعداد الأدراج الكبرى دون الصغرى وقد يأتي على ذكرالمسجد الأعظم، أو يشير إلى بعض أبواب الحاضرة وأضرحتها في أحسن الأحوال، أما المسافرون العابرون للطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين فاس ووجدة عبر تازة، فيقتصرون على ذكر بعض المقاهي والمحلات الجارية بشارع بير أنزران، الذي يعبرونه كمقطع من نفس الطريق، مع أن المدار الحضري يمتد عميقا نحو الجنوب على الأقل ب 7 كيلومترات، فشارع بير أنزران هو جزء فقط من ذلك المدار الحضري .
ومع أن باب الجمعة يشكل معلمة من أبرزمعالم ومآثر تازة فإنه ليس معروفا بالقدرالكافي، جهويا على الأقل، وهو يشكل بالإضافة إلى ما قلنا جزءا خصبا من الذاكرة التازية، فحين تذكر باب الجمعة تنثال صورومشاهد زمن راح ولن يعود، كالحلقة بمختلف أدوارها وشخوصها وأطوارها، ونموذجها لمسيّح وألاعيبه السحرية البهلوانية والحكواتي خاصة خلال أماسي رمضان الفضيل، ثم حلقة الملاكمة وما أدراك ما الملاكمة وغيرها، كما تتبادر إلى الذهن صولات وجولات القبيلتين السياسيتين المنبثتين في المكان نقصد مقري الاتحاد الاشتراكي ثم حزب الاستقلال تليه مباشرة الدائرة الأمنية (.....) علاوة على محطة حافلات المسافرين المجاورة ومركباتها الشهيرة " تازة – فاس – تازة وجدة والأسواق " .
ارتبطت باب الجمعة أيضا بسينما الأطلس المجاورة، إذ طالما تمتعت أجيالنا بأفلام وأشرطة يغلب عليها الحركة والعنف والطابع القصصي، فضلا عن تذوق النقانق، غير أن باب الجمعة وبسبب حجم المدينة خلال مراحل سابقة ولكونه يصل بين تازة العليا والسفلى، ارتبط أيضا بعدد من الشحاذين والحلايقيا وبعض الجانحين، وفي المقابل فإن توسع المدينة العتيقة وتازة السفلى معا جعلت تلك المظاهر تنتمي للماضي، وخاصة بعد تهيئة جزئه الشرقي، عبرإعادة ترميم الأسواروبناء أخرى بموازاة الأدراج ثم تهيئة حديقة جميلة تعتبر فريدة من نوعها على صعيد المغرب لأنها تجمع بين خصائص المنحدر فهي على شكل مدرجات، ومعها البعد التاريخي للمدينة مجسدا في البوابة والأسوار وبعض الأبراج، إلى درجة وصفها من طرف البعض بالحدائق المعلقة .
إذا كانت تهيئة باب الجمعة وفضاءها الشرقي أي منحدرها الذي يشمل الأدراج العائدة إلى أواسط ستينات القرن العشرين، حيث كانت قبل ذلك عبارة عن " حدورة " فقط، إذا كانت تلك التهيئة ضرورية وثد أضفت بعض الجمالية على الموقع، فإنها لم تتم بالشكل الكامل كما لاحظ ذلك العام والخاص، إذ بقي الحيز العلوي على حاله وكأنه في العصر الحجري مما يجعل المتجول أو المار يصاب بالدهشة لهذه المفارقة، كما أن الإنارة التي كانت موجهة للأدراج والأسوار معا، تم الإجهاز عليها في وقت سابق ليتم تعويضها بإنارة موازية للأسوار، مع طرح السؤال حول الميزانيات المدفوعة من جيوب الضرائب كل مرة، وما زال هذا الوضع على حاله، وكأن من قاموا بالتهيئة اقتصروا على واجهة باب الجمعة .
هناك التباس لدى العموم وحتى عند بعض الباحثين، حول مكان وجود ما كان يسمى باب الجمعة التحتاني، أي أن المكان كان به بوابتان اختلطت أحداهما بالبوابة التي كانت قائمة إلى الأسفل واختفت بعد الاستقلال، وهذا موضوع متشعب لنا عودة له قريبا بحول الله
*رئيس مركز ابن بري التازي للدرسات والأبحاق وحماية التراث .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشردون ومن لا مأوى لهم تحت وطأة البرد والصقيع
- بعد عقدين من انطلاقها الكلية متعددة التخصصات بتازة : حصيلة ه ...
- من صحافة الكلمة الحرة إلى صحافة التبنديق والارتزاق
- الريع وهدر المال العام في محطات وبهرجات فاشلة بتازة
- وضع ثقافي بئيس وتدبيرلا يليق بمستوى المدينة
- روايتنا الجديدة...مرحبا بالقراء والنقاد والأحبة
- تراجع رهيب لفضاءات القراءة
- المدرسة الحسنية المرينية بتازة ،وضع غير قانوني يتطلب التدخل ...
- شاشة المونديال ومصائب أخرى
- جدلية العمل السياسي والثوري في مسار مقاومة الاستعمار بتازة
- بؤس الشبكة الطرقية بإقليم تازة
- المغرب في مواجهة طلائع الأمبريالية من خلال مصنف تازي
- الشطر الثاني من الحي الصناعي بتازة في خبر كان ؟
- من مرحلة إلى أخرى في مجال النقل السككي بتازة
- فضاءات سائبة وفوضوية بتازة
- حول بؤس المشهد الثقافي بتازة
- عن بعض نكبات تازة المغربية ... الله ياخذ فيكم الحق
- من العمق الرصين إلى ثقافة هز البطون ومطربي الكباريهات
- تازة ومدينة النحاس : مغالطات بالجملة ...كفى ياقوم
- تازة عبر خطاب الجاسوسية الاستعمارية الماركيز دوزيكونزاك نموذ ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - من تخبطات تدبير ملف المآثر التاريخية