أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عبد الإله بسكمار - من العمق الرصين إلى ثقافة هز البطون ومطربي الكباريهات














المزيد.....

من العمق الرصين إلى ثقافة هز البطون ومطربي الكباريهات


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 16:03
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


في خضم التحولات الهائلة التي يشهدها عالم اليوم، أصبحنا بإزاء مفارقات مخجلة أحيانا ففي الوقت الذي غدا الصراع حول المعلومة معطى أساسيا في هذه التحولات، نشهد في ذات الوقت تراجعا بينا للثقافة الرصينة بما يطبعها من مظاهرالعمق والشمول وميكانيزمات التحليل والتركيب والمفهمة، مقابل استئساد ثقافة السوق بما يميزها من تهافت وتبسيط وتسطيح وتبخيس وتتفيه ( من التفاهة وهناك حاليا نظام كامل للتفاهة فعلا ) الكم مقابل الكيف/ السطح التافه مقابل العمق الجوهري/ الاستهلاك المتهافت مقابل الأنتاج البناء، هذا فضلا عما تتعرض له ثقافات الشعوب من اختراقات وتهجمات مختلفة الأشكال والألوان لحساب ثقافة واحدة أوحــــــــــــــد .
إذا كانت هذه المحددات أبرز سمات العصر الحالي ، عصر الثورة المعلوماتية وحقبة ما بعد الصناعة، فإن الأعطاب مزدوجة على صعيد البلدان الباحثة عن نموذجها التنموي ( حتى لا نحتفظ بالمفهوم الكلاسيكي بحسبانها " بلدانا متخلفة تابعة ")، ولنحصر حديثنا في الفعل الثقافي بما هو كذلك أي كنشاط محدد محكوم بشروط معينة مؤسساتية / مادية ومعنوية / قانونية وضمن مجال محدد هو المغرب على أن نحصر حديثنا لاحقا حول بعض المعالم المميزة للثقافة بمجال تازة تحديدا وفي مناسبة قامة بحـــــــــــــــول الله .
أولى الحقائق الصادمة في هذا المجال يتمثل في غياب كلي لأي مشروع ثقافي لدى الدولة وأجهزتها المختلفة وعلى رأسها وزارة الثقافة، وحيث لا يمكن إخفاء الشجرة بالغابة فغياب مشروع مجتمعي واضح يشكل قاعدة ضمور المشروع الثقافي ككل، وخضوع مجمل السياسات ( ومنها السياسة الثقافية ) إلى تدبير ماهو يومي وظرفي دون أي رؤية استراتيجية للبلاد والعباد، علاوة على اعتبار قطاع الثقافة مجالا ثانويا لا يعتد به مع أن المنتظم الدولي نفسه ( نقصد منظمة الأمم المتحدة ومعها اليونيسكو ) ألح في السنوات الأخيرة على أهمية الرأسمال اللامادي والرمزي للشعوب ( تراث شفوي ومكتوب – تراكم إبداعي في المجالات المختلفة كالشعر والقصة والرواية – بحوث أكاديمية وثقافية – ثقافة شعبية من لهجات ورقصات وأهازيج وزجل شعبي– مآثر تاريخية ومعالم طبيعية – مخطوطات - عادات وتقاليد ...).
ما الذي نريده من الثقافة ؟ باختصارودون منبرية جوفاء ، الثقافة هي جوهر الإنسان الواعي بحاضره والمتطلع إلى مستقبله، فهي حاملة القيم، وكابحة للنوازع الشريرة التي تعم البشر، والمرتقية بالإنسان من مستواه الحيواني أو الاستهلاكي حتى إلى مجاله الإنساني الاجتماعي الحقيقي، فليس بالخبز وحده يحيا البشر، وإنما بالثقافة والمعرفة وقيم الحق والخير والجمال، ودون ذلك حيوانية حقيرة حتى لو بلغ الإنسان ما بلغ من تقدم أو رفاهية .
الدولة المغربية للأسف الشديد تسير عكس هذا التيار تماما، فأين الندوات الفكرية العميقة للسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ؟ وأين الأطاريح الجامعية التي كان يستغرق النقاش فيها الساعات الطوال ؟ وأين نحن من الجمعيات الثقافية الوازنة كاتحاد كتاب المغرب وجمعية الإمام الأصيلي ومسرح الناس ومسرح الهواة والأندية السينمائية ؟ وأين هي رصانة وغنى الملاحق الثقافية للجرائد الوطنية وعها المجلات الثقافية ؟
قد يقول قائل: إن تلك المظاهر النشيطة المبهجة كانت نتاج مراحل الصراع الأيديولوجي بين المعسكرين، والآن بعد تحطيم جدار برلين لم يعد لها كبير معنى، قد ينطلي هذا الطرح على الكثيرين، مع أنه صحيح جزئيا بالفعل، لكنه في الحقيقة والمحصلة غير مقنع تماما، فما المانع ياترى من استمرار الثقافة الرصينة وبمعزل عن كل تجاذب أيديولوجي ؟ وعلى قاعدة القبول بالاختلاف ودمقرطة المجتمع وإشاعة قيم الثقافة المتحررة الطامحة لغد أفضل قوامه العدل والإنصاف ودولة الحق والقانون وتحرير المواطن من قيود الفقروالجهل والظلم .
الحقيقة مرة أخرى تتمثل في غياب إرادة سياسية للتعاطي الجاد مع الشأن الثقافي، وربما اقتضت مصلحة بعض الأطراف داخل وعلى هامش الدولة المغربية إشاعة ثقافة هز البطون ومطربي الكباريهات وأشكال التبنديردون مراجعة أو نقد ذاتي، مما أدى إلى سيادة ثقافة الهجنة حتى لا نقول العجنة والبهرجة وأشكال الربح الاستهلاكي التبسيطي الهجين وبأي ثمن حتى ولو تم على حساب قيم المجتمع بما تفرضه من احترام ووقار ونستحضر هنا مقولة السوسيولوجي المرحوم محمد جسوس " إنهم يخلقون أجيالا من الضباع "
الإشكال الأكبر في تقديرنا علاوة على غياب المشروع الثقافي هو في تبخيس كل شيء حتى ما يفترض أنه علاقة قدسية روحية بين الإنسان وربه، وأظن أن المسالة مقصودة ووراءها مصالح محددة بالطبع، ونعرف أن من قاد مجتمعات معينة نحومدارج الرقي والتقدم هي النخب السياسية والاقتصادية والثقافية فهل ما زال بالإمكان الحديث عن هذه النخب في بلادنا ؟
سؤال شائك وعريض



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تازة ومدينة النحاس : مغالطات بالجملة ...كفى ياقوم
- تازة عبر خطاب الجاسوسية الاستعمارية الماركيز دوزيكونزاك نموذ ...
- الجاسوسية الاستعمارية من خلال رحلة لو ماركيز دوزيكونزاك عبر ...
- عذراء تازة ...تخوم التاريخي والخرافي
- حول - تقرير المصير- المفترى عليه
- هل حسم المغرب معركة الصحراء ؟
- هل النظام الجزائري ثوري حقا ؟
- عن الاستفتاء والبعد الديمقراطي في الصحراء
- أي مصيرلقضية الصحراء المفتعلة ؟
- المقاومة المسلحة بتازة : تصويبات وتصحيحات
- عبد الرحمان اليوسفي والمناضلون التقدميون بتازة
- حينما عجزالفكر التقليدي أمام جبروت الأوبئة عبر تاريخ المغرب
- كوارث الأوبئة كمحرك للتاريخ
- معركة بين الصفوف..... في سياق التاريخ النضالي لمنطقة تازة
- بؤس التاريخ ...دروب وانزلاقات
- المدرسة المرينية بتازة عمق تراثي مغربي ووضع قانوني غامض
- بين أنغام الزمن الجميل وضجيج مطربي الكباريهات
- من أسئلة البحث التاريخي بتازة والأحواز مآثر مهددة وخزانة مري ...
- هل ستصلح المراسيم الرسمية ما أفسدته الأيادي المخربة ؟
- ضيف ونغم : على بلاطو منسقية النسيج الجمعوي ومع الباحث أحمد ع ...


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عبد الإله بسكمار - من العمق الرصين إلى ثقافة هز البطون ومطربي الكباريهات