: نظرة من الداخل :: الجذور الحقيقية للحرب الاميركية -الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي: الدليل والبرهان الحقيقة الثالثة :: نشاط غير مألوف:

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7534 - 2023 / 2 / 26 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( بمناسبة الذكرى الاولى للعملية العسكرية الروسية الخاصة شباط - 2022 -- شباط - 2023).

الحلقة --3
لقد نشطت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية.. نشاطاً كبيراً في الاتحاد السوفيتي -- اوكرانيا انموذجا، وخاصة خلال ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991، وتعزز هذا النشاط تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتعددية وتبادل الوفود السياسية والثقافية والعمالية...، بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين موسكو وواشنطن ولندن...، وهذا تم بتوجيه وموافقة الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك.
تؤكد الحقيقة الموضوعية هو ان ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية قد سهلت عمل ونشاط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية... عبر مختلف الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية في عموم الاتحاد السوفيتي ومنها اوكرانيا السوفيتية ، من خلال تشكيل ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان منظمات لا تعد ولا تحصى ، وتم كل هذا النشاط الهدام والتخريبي والمنظم تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها من الخزعبلات الاخرى. ان هذه النشاطات كانت هدامة للشعب السوفيتي في حكم غورباتشوف وفريقه وخدمت اعداء الشعب السوفيتي بالدرجة الأولى، والشعب السوفيتي لم يحصل الا على الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وان الرابح الأكبر هو اميركا وبريطانيا وحلفائهم في الغرب الامبريالي.
ان الهدف الرئيس من تأسيس مايسمى بمنظمات المجتمع المدني وغيرها من المنظمات الاخرى وتحت لافتات متعددة هو شراء ذمم كبار المسؤولين في السلطة وخاصةً الشباب منهم وبأساليب عديدة مادية أو غير مادية، ودفع الاموال لهؤلاء وكذلك تكوين شبكات واسعة لهم من عملاء النفوذ والطابور الخامس والليبرليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون وخونة الشعب بهدف تنفيذ توجيهات ما يطلب منهم من طرف القوى الدولية والاقليمية، وهذا العمل الهدام والاجرامي قد بدأ في حكم غورباتشوف وفريقه المرتد، ولعب معهد كريبل وجورج سورس... وهؤلاء وثيقي الصلة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية دوراً كبيراً في العبث والتخريب بالمجتمع والاقتصاد وهذا تم بعلم غورباتشوف وفريقه المرتد. اوكرانيا انموذجا حيا وملموسا على ذلك.
ليس سراً انه خلال فترة حكم بوريس يلسين للمدة 1992-1999 وما بعدها حتى عام 2010 ، توسع نشاط هذه المؤسسات(( الغير حكومية)) الهدامة والمشبوهة والتي اخذت عناوين مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية حتي وصل عددها كما اشارت الصحف الى 15000 منظمة هدامة، ولكن بعد عام 2010 اتخذت القيادة الروسية، السلطة الروسية اجراءات محددة لتحديد نشاط هذه المؤسسات والقسم الاخر منع من النشاط ( بدليل في العراق المحتل وبعد عام2003 ولغاية الان يوجد ما يقارب من 7000 منظمة مشبوهة ومموله من قبل قوى اقليمية ودولية ومحلية تعمل بالضد من مصالح الشعب العراقي، انها وصفة واحدة...
ان ما تم ذكره اعلاه وغيره قد خلق اسس التربة الصالحة لنشاط القوى الاقليمية والدولية ومخابراتها في رابطة الدول المستقلة ومنها اوكرانيا وخاصة بعد عام1992 بدليل نشطت اكثر من 8000 ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الاخرى في اوكرانيا، وهذه المنظمات ممولة ومدعومة من قبل قوى اقليمية ودولية ومحلية وايضاً ومن قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية والبولونية، وهي منظمات مشبوهة وتخريبه. تشير المعلومات المؤكدة انه خلال حكم الرئيس الاوكراني ليونيد كرافجوك تم كسب نحو5000 اوكرايني من (( حلفاء واصدقاء)) لواشنطن ولندن... لهذه المنظمات المشبوهة التي عملت وفق توجيهات خارجية ولصالح القوى الاقليمية والدولية وبالضد من مصالح شعبهم ، وهذه المنظمات نشطت وعملت على نخر وخراب المجتمع الاوكرايني في كافة المجالات وكذلك عملت هذه المنظمات المشبوهة ايضاً على تأجيج النزعة القومية المتطرفة داخل المجتمع الاوكرايني والعداء وخاصة ضد الشعب الروسي.
تفيد المعلومات الموثقة وخلال المدة 1996-2013، شهدت هذه الفترة ازدهار ونشاط ملموس لهذه المنظمات المشبوهة داخل المجتمع الاوكرايني وهي تقوم بنشاط وعمل منظم وفق توجيهات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية والبولونية...، و لهذه المنظمات عناوين مختلفة لكن الجوهر واحد والهدف واحد، التمويل المالي للنشاط دائم لهم وخاصة للقيادات التي تقود هذه المنظمات بدليل وصل عدد اعضاء هذه المنظمات نحو 150000 عضواً، منتسبا وهؤلاء من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية وهؤلاء قد شكلوا النواة الرئيسة لقوى الثورة المضادة في اوكرانيا ووضع لهم برنامج محدد لاهم ميادين العمل والنشاط، ، وهذه القوى عملت وتعمل الان لصالح القوى الاقليمية والدولية والاليغارشية الاوكرانية، وهؤلاء هم من عملاء النفوذ والطابور الخامس والليبرليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون وخونة الشعب الاوكرايني، وهؤلاء هم من دعم وساند الانقلاب الفاشي عام 2014، علماً ان النظام الحاكم في اوكرانيا للمدة المذكورة كان يعلم بنشاط هذه القوى الهدامة كرافجوك، كوتشما، يوشنكو، يوكونوفيج ولكن على ما يبدوا انهم لم يتخذوا اي اجراء لان نشاط هذه القوى، هذه المنظمات يعد خط أحمر لا يسمح لرؤساء اوكرانيا المساس او التجاوز عليه. مبروك لهؤلاء الرؤساء ومبروك لهذا الاستقلال والسيادة الوطنية في اوكرانيا مثلاً.
لعبت القوى الاقليمية والدولية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين والاليغارشية الاوكرانية في دعم واسناد مالي وعسكري لقوة الثورة المضادة في اوكرانيا، وهي قوى نيونازية - نيوفاشة وهذه القوى هي كالاتي :: الكتائب النيونازية - الارهابية ازوف وايدار، القطاع الايمن النازي - الفاشي، والقوى البنديرية النيونازية - النيوفاشية، والقوى القومية الاوكرانية المتطرفة وبعض القطعات في الجيش الاوكراني. ان هذه القوى عملياً هي التي تهيمن وتسيطر وتوجه الجيش الاوكراني والداخلية والامن الاوكرايني، ناهيك عن تأثيراتها المباشر على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية في اوكرانيا.
يلاحظ منذ حصول اوكرانيا على ما يسمى بالاستقلال في عام1992 ولغاية الانقلاب الفاشي عام 2014 اقدم الرؤساء الاوكرانين وبتوجيه خارجي العمل على ابعاد العناصر الوطنية والمخلصة من كبار الضباط من الجيش والشرطة والامن والمخابرات والاستخبارات وتحت مبررات عديدة ومنها: التقدم بالعمر، ضعف الانضباط، ضعف الكفاءة وغيرها من الحجج الاخرى وهذه وصفة قد طبقت في جميع رابطة الدول المستقلة واوكرانيا انموذجا حيا وملموسا على ذلك. ان الهدف الرئيس من هذا الاجراء اللاقانوني هو التخلص من الضباط ذوي التوجه الشيوعي، اليساري ، الوطني، وتم تنفيذ هذا التوجيه الخارجي بدقة عالية بالمقابل تم تقديم العسكريين الموالين للنظام الحاكم في اوكرانيا ،والاكثر من ذلك تم الحاق صغار الضباط من الشباب الموالين للنظام بدورات تدريبية ولفترات مختلفة الى اميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.... وبالتالي رجع هؤلاء الضباط الشباب الموالين للنظام البنديري الحاكم وهم اليوم يتحكمون في الدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات والاستخبارات الاوكرانية. سؤال مشروع؟ هل ان القيادة الروسية جهاز الأمن الروسي والاستخبارات الروسية كانت بدراية في ذلك؟.
ان العلاقات بين موسكو وكييف منذ عام 1992 ولغاية عام2021 علاقة يسودها التعاون في الميدان الاقتصادى والاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين وكانت اوكرانيا مستفيدة من التعاون الاقتصادي والتجاري مع روسيا وان روسيا الاتحادية تبيع النفط والغاز باسعار تفضيلية الى اوكرانيا، ناهيك عن دفع رسوم نقل الغاز ولمدة 30 عاما، سنوياً تحصل اوكرانيا على 3 مليار دولار سنوياً ولغاية الان اي ما يقارب من 100، مليار دولار ناهيك عن القوى العاملة الاوكرانية في روسيا الاتحادية وتحويلاتهم المادية الى اوكرانيا وان التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات مستمرة لصالح البلدين ولصالح الاوليغارشية الاوكرانية والروسية ولصالح راس المال الاوليغارشي والربح وتعظيمه..، وهذا هو الذي يوحد الاوليغارشين اينما كانوا وبغض النظر عن الانتماء إلى اي شي.
ان النشاط الهدام والتخريبي والمنظم من قبل القوى الاقليمية والدولية والمؤسسات الدولية وعبر مؤسساتهم المخابراتية قد (( نجحوا)) في احتواء كامل للنظام البنديري - الارهابي الحاكم في اوكرانيا منذ عام 1992 ولغاية الان وكما (( نجحوا)) ايضاً في تأسيس قوى الثورة المضادة في اوكرانيا وبالضد من مصالح الشعب الروسي والدونباسي وحتى الاوكرايني عملياً وكما(( نجحوا)) ايضاً في اشعال الحرب الاوكرانية ضد جمهوريتي لوغانسك ودنيتسك وروسيا الاتحادية منذ الانقلاب الفاشي عام 2014 ولغاية اليوم وكما ((نجحوا)) ايضاً في تأجيج النزعة القومية المتطرفة في اوكرانيا وضد الشعب الروسي والدونباسي.
لقد شكلت قوى الثورة المضادة، هذه القوى النيونازية - النيوفاشية الارهابية القاعدة الاجتماعية والعسكرية للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا، وهذا النظام الذي حمل ويحمل النزعة النيونازية - النيوبنديرية وحصلت قوى الثورة المضادة والمتمثلة بالاتي ::الكتائب النيونازية - الارهابية ازوف وايدار والقطاع الايمن والقوى القومية المتطرفة الاوكرانية والقوى البنديرية الارهابية والقيادات الأمنية والعسكرية والقيادات في الداخلية...، حصلوا هؤلاء جميعاً على دعم واسناد حقيقي وفعلي مالي وعسكري واقتصادي وسياسي... من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب والناتو ودول الاتحاد الأوروبي بالدرجة الأولى.
وكما يلاحظ تحولت اوكرانيا بشكل عام ومنذ الانقلاب الفاشي عام 2014 ولغاية اليوم الى مستعمرة بامتياز للقوى الاقليمية والدولية وفقدت سيادتها واستقلالها الوطني الفعلي وان الرئيس الفعلي لاوكرانيا اليوم عملياً ليس زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات وفريقه الاجرامي فهم دمى متحركة طيعة ومنفذة ومخربة للاقتصاد والمجتمع الاوكرايني ولصالح القوى الاقليمية والدولية ،بل السفارة الأمريكية في اوكرانيا هي الحاكم والرئيس الفعلي للنظام الحاكم في اوكرانيا وبالتنسيق مع السفارة البريطانية بالدرجة الأولى.
هذا هو جوهر النشاط الهدام والتخريبي والمنظم والغير قانوني الذي حصل عليه الشعب الاوكرايني بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانتقال اوكرانيا السوفيتية من الاشتراكية الى الراسمالية المتوحشة.
يتبع

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات