أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد البغدادي - يوم في الطب العدلي














المزيد.....

يوم في الطب العدلي


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 06:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم اكن راغبا في مرافقة جا ري ابو تيسير في الذهاب الى دائرة الطب العدلي الواقعة في باب المعظم لكن حق الجار على الجار والرسول وصى بسابع جار هي الامور التي حتمت علي الذهاب الى هناك وتحمل ذلك المنظر الكريه
خرج محمد علوان وهو شقيق جاري ابو تيسير الى عمله كحمال في الشورجة ولم يعد وبعد اربعة ايام من البحث في المستشفيات ومراكز الشرطة كان علينا التوجه الى الطب العدلي , كنا نعلم انه يرقد هناك لكن الانسان يحاول ان لا يصدق حدسه ولو بطريق اخر قضينا اربعة ايام بلياليها في البحث عن محمد علوان
كان الجميع ينصحنا بالذهاب الى الطب العدلي
دائرة الطب العدلي جثث ملقاة على قارعة الطريق
وعند وصولنا الى باب المعظم طلب مني جاري الذي لن احترمه بعد اليوم ان اذهب الى الدائرة وابحث عن شقيقه لانه مريض ومحبط وادعى ان قلبه يؤلمه وتمارض وافطر وفعل كل ما هو محظور من اجل ان لاياتي الى الطب العدلي وقال سانتظرك هنا وكان قريبا من وزارة الصحة , وتوكلت على الله وفي باب الطب العدلي كانت الرائحة , واي رائحة نتنة قذرة لايمكن لك ان تصمد دون ان تتقيأ حاولت اخرج لكن تمالكني شعور بالدخول , وضعت كمامة من قماش على انفي واغلقت كل مجاري التنفس في الاستعلامات نظرت الى صور المغدورين والشهداء انها صور العراقيين سالت الموظف قال هذه صور تلتقط للموتى حتى يتمكن ذويهم من التعرف عليهم لان الجثث تبقى هنا لفترة طويلة ربما لاتعرفها ويتم ترقيم هذه الجثث
يصبح العراقي رقم في دائرة الطب العدلي رايت صورة جاري او شقيق جاري ابو تيسير وقلت للموظف هذه الصورة قال احفظ رقمه وتاريخه واذهب فتش في الثلاجات عن هذا الرقم ستجده مكتوبا في ورقة لاصقت بقدم المتوفي
وما ان عبرت الاستعلامات المخيفية حتى عثرت بكومة الجثث العراقية المتفسخة والمتكدسة
حاولت هذه المرة ان اخرج لكن الامر خرج عن سيطرتي حينما تقدمت ثلاث سيارات من الاسعاف وهي ترمي بجثث اكثر من ستين جثة قال لي السائق انها من اماكن مختلفة من بغداد سالته بهمس هل تعود لسنة ام لشيعة
قال انها لموتى؟
اول مرة اشعر ان العراقيين متوحدون لكن اين
رايت ام تبكي ولدها الشيعي واخرى تبكي ولدها السني لم يكن بينهما مسافة انها نفس المسافة التي نذبح بها على الهوية سمعت صراخ
حاولت ان اركز سمعي هل هذا الصراخ لامراة سنية ام شيعية تداخلت الاصوات ولم اعد اميز كان منظر الجثث الملقاة على قارعة الطريق مؤلما وانت تمشي لابد لك ان تسقط لانك ستعثر بجثة عراقي مغدور
. وصلت الى الثلاجة وجدت كومة من الجثث مرمية كنت اغبحث عن رقم 993
قال لي ابحث هنا في هذا الكوم ربما ستجد قريبك في هذه الجثث
جثث متفسخة واخرى تحول لونها الى اللون الا زرق لايمكن لك ان تتعرف ابدا على صاحبها باستثناء الرقم الموجود على جثة القتيل فتشت عن رقم صاحبي لم اجده كانت الرائحة قد بلغت اوج مدياتها لايمكن لك ان تتحمل هذه الرائحة حاولت مرة اخرى ان اذهب الى غرفة الاستقبال وسط هذا الكوم من الجثث العراقية المتفسخة التي صارت مرتعا للديدان والحشرات القاتلة من كل مكان
طلبت من الموظف ان يبحث لي عن هذا الرقم مقابل خمسين الف اعطيه اياه وخلال ساعة رمى الجثة امامي نظرت اليها جثة متفسخة رائحتها نتنة اعطيته خمسون الف اخرى ليدلني على مكان اخرج منه بدون هذه الرائحة ومن دون المرور عبر جثث العراقيين



#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفية تعادل مية
- التصويت وحلق الشوارب
- وطن الارامل
- اغلاق صحيفة بدر...انقلاب على الديمقراطية
- اعلق عضويتي في البرلمان؟
- البطالة...20% من الاسر العراقية تحت مستوى خط الفقر
- هل حقا اعضاء البرلمان العراقي يستحقون هذا المبلغ الكبير
- اشكالات المعترضين على النظام الفدرالي
- ما بعد الحرب الاهلية في العراق
- ديوان الوقف الشيعي الى اين؟
- صورتان من بغداد وكفى؟
- لماذا يستهدفون المثقف
- انها اعتقال الطائي
- خوف الوزراء من الاعلام العراقي
- العراقية اخبارها بدون السين والفرات لا تلفظ الراء والبقية تا ...
- الانفال والمؤنفلين
- الانفال في ذاكرة الكورد... الانفال في ذاكرة العرب
- اللجان الشعبية ..الدوافع والنتائج
- نحوالتعددية السياسية افاق المستقبل القسم الاخير
- نحو التعددية السياسية


المزيد.....




- مصور إماراتي في أبوظبي يسعى لتوثيق -الهوية المعمارية- لبلاده ...
- مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق ...
- إيران وإسرائيل: جهود التهدئة تسابق الطائرات والصواريخ
- خبير عسكري: إيران تعتمد مناورة صاروخية ذكية والمفاجآت معياره ...
- إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإ ...
- إسرائيل.. 30 ألف مطالبة بالتعويض جراء هجمات إيران
- محللون إسرائيليون: قصف سوروكا غير مؤكد والهدف قد يكون عسكريا ...
- الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
- لقاء جنيف.. ماذا بجعبة الترويكا لخفض التصعيد بين إيران وإسرا ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: شركة الطيران العالمية إيزي جت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد البغدادي - يوم في الطب العدلي