من خلال التجربة والواقع العراقي فشل حكومات المحاصصة

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7529 - 2023 / 2 / 21 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن تجارب الشعوب تأتي من أعمال العصور والأجيال الماضية وعندما سارت البشرية قدماً في مضمار التقدم أو التأخر يشكل أساساً في تجربة الشعوب ويسجل أساساً جوهرياً في مضمار الحضارة في شتى أساليبها وصورها إذ هو المرآة أو السجل أو الكتاب الشامل الذي يقدم لنا ألواناً من الأحداث والفنون ومن الأفكار وصنوفاً من الأعمال والآثار والآن حينما نستعرض الحكم الذي سارت عليه الأحزاب والكتل السياسية وفق قاعدة المحاصصة الحزبية والتوافقية المصلحية لم نلمس من هذا التوجه على مدى عشرون عاماً من الفترة التي حكمت فيها الأحزاب والكتل السياسية سوى السلبيات والفشل الذي أفرز للشعب العراقي الفقر والجوع والبطالة والفساد الإداري وانفلات السلاح والعنف الفردي والأسري وتفشي ظاهرة المخدرات والانتحار ومن خلال التجربة والواقع العراقي لم نلمس غير ذلك والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحينما استوزر السوداني لمنصب رئاسة الوزراء تم اختيار كابينته الوزارية حسب قاعدة المحاصصة الحزبية والمسؤولية والمنسوبية والتوافقية المصلحية وتأكيداً على ذلك السلوك وحسبما ذكره رئيس لجنة النزاهة حيدر حنون : أن أحد الوزراء عرقل عمل النزاهة في القبض على المشبوهين في وزارته وساعد على هروبهم كما كشف النائب السابق كاظم الصيادي عضو لجنة النزاهة في مجلس النواب : أن وزير العدل أخفى وثائق الإطعام للسجناء عن لجنة النزاهة ... (هذا المكشوف ما عدا المخفي تحت العباءة) .. كما أن السوداني لم يتخذ إجراء على هذه الأقوال ولم يرد عليها وسكوته يجلب الشك لدى الرأي العام العراقي.
إن في مشروع السوداني القيام بأعمال تشييد وبناء من خلال العقود بين المنفذ والوزير تحتاج إلى عناصر مؤتمنة من أصحاب الأيادي البيضاء والكفاءة والمقدرة والاختصاص بينما الوزارة أنجزت وفق القاعدة المشبوهة والفاشلة المحاصصة الحزبية وعند تنفيذ العمل يكون رئيس الوزراء مشرف ومراقب بينما العمل المباشر يرتبط بالوزير المنفذ للعمل وهذه الأعمال قد تكون عن طريق الاستثمار مع الشركات والعناصر العربية والأجنبية ولذلك سوف يبقى الشك والحساسية لدى قوى المعارضة العراقية والمفروض بالسوداني أن يستمع إلى التعليقات والتصريحات من خلال وسائل الإعلام التي تكشف عن الخبايا والزوايا التي ترافق العمليات الاستثمارية وغيرها. والمجرب لا يجرب.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل