أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علي البعزاوي - حوار الاتحاد يستفز السلطة














المزيد.....

حوار الاتحاد يستفز السلطة


علي البعزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 22:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



انطلق الاتحاد العام التونسي للشغل بمعية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في تأثيث حوار وطني للنظر في الأزمة الشاملة والعميقة التي تضرب البلاد وتقديم الحلول والمقترحات إلى رأس السلطة التنفيذية في إطار المساعدة على تخطي هذه الأزمة المركبة وتجنب الكارثة. هذه الفكرة/المشروع رغم أنها تنطلق من مسلّمة تتمثل في الاعتراف بشرعية الرئيس قوبلت بالازدراء من قبل هذا الأخير الذي رأى فيها تشويشا على مشروعه وجاء رد الفعل سريعا باتهام الاتحاد الطرف الأكبر والأهم وصاحب المبادرة بالتصرف كطرف سياسي ولم يكتف بذلك بل مرت السلطة إلى إيقاف بعض المسؤولين النقابيين على خلفية أنشطتهم النقابية (الكاتب العام لنقابة الطرق السيارة-نقابيين في الجامعة العامة للنقل-كاتب عام نقابة العدلية ببنزرت…) بما يعني أنّ الاتحاد أصبح مستهدفا خاصة مع انطلاق حملة الشيطنة والتشويه والتخوين على شبكة التواصل الاجتماعي.

حوار يخدم السلطة القائمة
الحوار مهما كانت خلفياته ومخرجاته من شأنه التخفيف من حدة التوتر وطمأنة الرأي العام والشعب بأنّ الأزمة لن تذهب بعيدا وأنّ هناك حلولا ممكنة وبالتالي بث نوع من الطمأنة لدى الشعب التونسي وفرض نوع من الانتظارية عليه وحتى المساهمة في إطفاء أو على الأقل تليين الاحتجاجات القادمة كرد فعل على البطالة والتهاب الأسعار وشح المواد الحياتية والاعتداء الممنهج على الحريات النقابية والسياسية…
من هذه الزاوية وانطلاقا من الانتظارات الحقيقية للأغلبية الشعبية المباشرة وخاصة البعيدة (الحقوق الاقتصادية والاجتماعية -السيادة الوطنية…) يعتبر الحوار مضيعة للوقت وبثا للوهم ومحاولة لتثبيت السلطة القائمة مقابل تنازلات جزئية لن ترقى في كل الأحوال إلى الحد الأدنى الضروري لأنّ من سيحسم أمر هذه المقترحات بقبول بعضها ورفض بعضها الآخر هو صاحب الأمر والنهي الماسك بكل السلطات.
كان على الاتحاد تنظيم هذا الحوار في إطار أوسع ولعب دور الجامع لكل القوى المطالبة بالتغيير والتي لم تتورط في الحكم والتوجه بمخرجاته إلى الشعب التونسي ونخبه للبت فيها من خلال ندوات وحوارات شعبية واسعة واعتمادها كبرنامج إنقاذ يمكن فرضه على السلطة القائمة عبر الاحتجاجات السلمية.
نقطة الضعف الأساسية في هذا المسار هو تردد الاتحاد ومن خلاله الرباعي في تحديد الموقف المناسب والمبدئي من السلطة القائمة والإجابة عن السؤال الأساسي التالي: “هل بإمكان هذه الأخيرة القبول بالتنازلات التي ترقى إلى مستوى الحلول الجدية”؟ لأنّ الجواب عن هذا السؤال يحدد كيفية التعاطي معها.
لقد فات قيادة الاتحاد أنّ المنظومة الشعبوية مثلها مثل المنظومات التي حكمت في السابق غير قادرة على معالجة الأزمة لأنها وفيّة للخيارات والسياسات الاقتصادية القديمة اللاشعبية واللاوطنية التي تخدم فقط الأقلية الثرية المحلية وكبرى الشركات والمؤسسات الأجنبية. وهو ما عبّرت وتعبّر عنه ميزانية 2022 و 2023 بكل وضوح.
المشكل ليس في تعاطي الاتحاد سياسيا مع الأزمة، فهذا دوره الطبيعي وقد دأب عليه منذ تأسيسه.المشكل هو في الموقف السياسي المهادن للسلطة القائمة والمراهنة عليها لتجاوز الأزمة والحال أنها غير مؤهلة لذلك للأسباب التي سبق ذكرها.

الدفاع عن الاتحاد دفاع عن الديمقراطية

إنّ الموقف من الحوار الوطني ومن مبادرة الرباعي بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل لا يعني ترك المنظمة الشغيلة في مرمى سهام سلطة الانقلاب لأنّ في ضرب الاتحاد ضرب للتعددية وللحقوق والحريات الأساسية التي ناضل من أجلها الشعب التونسي بمنظماته وأحزابه وقدّم في سبيل ذلك الشهداء.
إنّ الوقوف إلى جانب الاتحاد ضد كل أشكال الاستهداف هو الضمانة الحقيقية للحيلولة دون العودة إلى مربع الدكتاتورية وسياسات التفقير والتجويع ورهن البلاد للمؤسسات المالية الدولية النهابة.
إنّ السلطة القائمة تسرع الخطى لتكريس إملاءات صندوق النقد الدولي بما يعنيه ذلك من بيع للمؤسسات العمومية وضرب للقدرة الشرائية للأغلبية ودهورة الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وبيئة وغلق الباب أمام تشغيل الشباب. أي أنّ السلطة المذكورة تحاول تنفيذ ما عجزت عن تنفيذه الحكومات السابقة والتي لجأت بدورها لشيطنة الاتحاد العام التونسي للشغل وسخرت الميليشيات للاعتداء على مقراته وترهيب قياداته لكنها لم تفلح في فرض سياسة الأمر الواقع على الاتحاد والمجتمع.
إنّ ما يجمع بين كل المنظومات التي حكمت البلاد إضافة إلى الخيارات اللاشعبية واللاوطنية المنحازة لمصالح اللوبيات وكبار الأثرياء هو سعيها الحثيث لتحميل تبعات اختياراتها للاغلبية الشعبية. ولهذا السبب اضطرت دائما إلى استهداف المنظمة الشغيلة وهو ما بدا واضحا من خلال السياسات الاقتصادية وميزانيات التفقير والتجويع والسلخ الجبائي.



#علي_البعزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة جديدة بخصائص جديدة
- البورجوازيّة الصّغيرة تكشّر عن طمَعِها
- لا خوف على اليسار الثوري فهو باق ويتمدد
- ردا على جوهر باني : الديمقراطية الشعبية خيار شعبي في خدمة ال ...
- “مواطنون ضد الانقلاب” هل هي 18 أكتوبر جديدة؟
- الثابت والمتغيّر في خط سير الرئيس
- البناء القاعدي في ميزان الديمقراطية
- اليسار التونسي في المشهد السياسي بعد الانقلاب
- مقاومة الفساد بين الشعاراتية والممارسة
- الإجراءات الاستثنائيّة في الميزان
- خطان أحمران
- نتّحد حول ماذا وضمن أيّ أفق ؟
- حصيلة هزيلة وآفاق غامضة
- بالمختصر المفيد
- من أجل دور أكبر للقوى اليساريّة والتّقدّميّة
- حكومة الفصل الأخير من الالتفاف على المسار الثّوري
- الصراع السياسي في تونس والمنعرج الجديد
- لماذا الشّارع اليوم؟
- صراعات لا علاقة لها بقضايا الشعب والبلاد
- الزّمن الثّوري غير الزمن العادي


المزيد.....




- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علي البعزاوي - حوار الاتحاد يستفز السلطة