أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي البعزاوي - الصراع السياسي في تونس والمنعرج الجديد














المزيد.....

الصراع السياسي في تونس والمنعرج الجديد


علي البعزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع السياسي والاجتماعي في تونس لم يهفت منذ انطلاق المسار الثوري في 2011. وقد تجلى في مستويين: صراع من فوق بين أطراف الحكم من أجل التموقع واحتكار السلطة وخدمة مصالح كبرى الشركات والمؤسسات المالية وقوى الهيمنة الإقليمية والدولية وحفنة من السماسرة المحليين المتربعين على عرش السلطة بوجهيها الاقتصادي -المالي والسياسي. وصراع من تحت تخوضه الفئات الكادحة والمهمشة وتعبيراتها السياسية التقدمية والثورية وفي مقدمتها حزب العمال.
الصراع أخذ هذه الأيام بُعدا جديدا حيث لجأ الحزب الحاكم الأول إلى الشارع وعبّأ أنصاره وزبائنه وكل من استطاع جلبهم بوسائل مختلفة فيها المادي والديني والخدماتي ليؤثث مسيرة حاشدة فيها استعراض للقوة من جهة ورسائل إلى الخارج والداخل مفادها أنّ حركة النهضة هي الحزب الأقوى تمثيلا والقادر على تأمين مصالح القوى الكمبرادورية المحلية والاستعمارية المهيمنة على بلادنا من جهة أخرى.



ولئن خيّر الحزب الدستوري الحر، أحد منافسي النهضة والمعبّر سياسيا عن منظومة الحكم القديمة المطاح بها، الانسحاب من المواجهة خوفا من الظهور بمظهر الطرف الأقل قوة وقدرة على التعبئة وخوفا من خسارة “تفوّقه” في نوايا التصويت فإنّ حزب العمال الذي ينعته خصومه بالصفر فاصل خيّر النزول إلى الشارع ولو بأعداد ضعيفة للتعبير عن وجهة نظر أخرى لا ترى أفقا لحل الأزمة في إطار المنظومة الحالية والقديمة بل على أنقاضهما وفي قطيعة تامة معهما. حزب العمال عبّر من خلال هذا السلوك عن حسّ سياسي طبقي متطور عماده الصراع والمراكمة -ولا شيء غير ذلك – على طريق تغيير موازين القوى المختلة مؤقتا لصالح القوى الرجعية. فالاحتكاك بالجماهير والدفاع عن مصالحها ومنازلة قوى الحكم هي الطريق إلى الانغراس ولفّ أوسع الفئات الشعبية المتضررة من الأزمة حوله وكسب ثقتها حول مشروع وطني ديمقراطي شعبي قادر على تأمين العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية والمساواة للأغلبية التي تضطهدها المنظومة الحالية وتحمّلها أسباب أزمتها.
هذا السلوك السياسي هو أيضا رسالة إلى كل القوى السياسية والفعاليات الشبابية والنسائية والقطاعية وغيرها الرافضة للمنظومتين القديمة والحالية بأنها قادرة على الفعل النضالي والمراكمة على طريق التغيير الجذري. إنّ صوت حزب العمال ومعه اتحاد القوى الشبابية رغم تواضع الحضور في الشارع يوم السبت 27 فيفري كان أقوى وأكثر إقناعا وتأثيرا لدى الفئات الشعبية. وستكون لهذه المسيرة التاريخية تداعيات قد تساهم في تغيير المشهد والاستقطابات والسلوك السياسي لمجمل الأطراف.

لا خوف بعد اليوم من منازلة المنظومة وطرح البدائل وإطلاق صراع المشاريع والبرامج
إنّ كل من تابع يوم السبت على الجزيرة مباشر المواجهة بين أمين عام حزب العمال وبين رئيس مجلس شورى حركة النهضة يدرك بما لا يدع مجالا للشك أنها لم تكن متكافئة. فبقدر ما كان صوت الهاروني خافتا ومترددا وخجولا باعتبار مسؤولية حزبه في الأزمة التي تضرب البلاد وقناعتة بعدم القدرة على الخروج منها وتركيزه على الحوار وضرورة استكمال المؤسسات الدستورية التي كانت النهضة أحد المتسبّبين في عرقلتها… فإنّ صوت حمة الهمامي كان عاليا وسقف المهام مرتفعا وخطابه جريئا وواضحا ليس لأنّ الشخص قادر على الخطابة فقط، بل لأنّ المشروع البديل الذي يطرحه متماسك ويستجيب لواقع الأزمة وقادر على معالجتها معالجة جذرية.
فتأميم الثروات الوطنية التي تستغلها الشركات العالمية بتواطؤ من منظومة الحكم من جهة والامتناع بقرار سيادي عن خلاص الديون الكريهة من جهة أخرى هما جوهر السيادة الوطنية وعنواناها الأبرز وشرطان أساسيان لتوفير موارد مالية قارة لفائدة الدولة حتى تعول على إمكانياتها الذاتية بدل اللجوء لسياسة الاقتراض والتداين بشروط مهينة. والإصلاح الزراعي هو الديمقراطية بمعناها الاقتصادي. فالديمقراطية السياسية لا معنى لها دون هذا البعد. والخدمات الأساسية الراقية والمجانية للفئات الشعبية من صحة وتعليم وثقافة وبيئة هي تأكيد على البعد الاجتماعي للدولة، دولة الديمقراطية الشعبية نقيض دولة السماسرة. وتشغيل الشباب وإعادة الحياة إلى المؤسسات الصغرى والمتوسطة ودفع النشاط الحرفي وإرساء صناعة وطنية وفلاحة عصرية هي الضمانة لإطلاق إنتاج الثروة وتوفير الأمن الغذائي والقطع مع التهميش والبطالة التي دّمرت الشباب وجعلت حلمه الوحيد تأمين “حرقة” للخارج هروبا من البؤس.
مسيرة 27 فيفري التي قابلت بين مشروعين متناقضين ستفتح على نضالات جديدة أكثر تماسكا وعمقا شعبيا وأكثر جرأة وتصميما على تغيير واقع الشعب التونسي نحو الأفضل.



#علي_البعزاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الشّارع اليوم؟
- صراعات لا علاقة لها بقضايا الشعب والبلاد
- الزّمن الثّوري غير الزمن العادي
- 10 سنوات من المسار الثوري 10 سنوات من النضال
- هل ينفع الإصلاح في ما أفسدته الخيارات؟
- الرأسمالية أمام امتحان كورونا
- أيّ مستقبل للجبهة الشعبية في الذكرى السادسة للثورة ؟
- ضرورة من أجل تغيير حقيقي
- مبادرة الجبهة هي السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد
- مؤتمر النهضة: تغيّر الخطاب وظلّ المشروع
- دكتاتوريّة الأغلبيّة أم -دكتاتوريّة الأقلّيّة-
- أيّ خطر يمثّله المشروع التكفيري؟


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي البعزاوي - الصراع السياسي في تونس والمنعرج الجديد