رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 12:53
المحور:
الادب والفن
بعد المجموعة الثانية "سلم لي على السفارة" والمجموعة الثالثة "إيسولينا وعجة بالفلفل الأسود" شعرت أن هناك صعوداً في العمل القصصي عند "منجد صالح"، حيث وجدت في هاتين المجموعتين ما هو جديد وممتع، وجاءت المجموعة الرابعة "سيدة من لاباز" التي صدرت عن مكتبة كل شيء في حيفا عام 2023، (تلخبط) الفكرة التي رسمتها في السابق.
فهناك (قصص) أقرب إلى الخاطرة منها إلى القصة، ونجد غالبية القصص تجمع بين شخصية الكاتب وشخصية القاص، وهذا انعكس على جنس الأدب المقدم في المجموعة، حيث بدت بعضها غير مقنعة للقارئ بأنه أمام قصة وافية، رغم جمالية ما يقدم، إلا أنها لم تستوفِ شروط القصة وعناصرها.
إذن من ناحية التجنيس الأدبي نحن أمام مجموعة نصوص أدبية، منها ما هو قصة وافية، ومنها ما هو ليس بقصة، لكن من ناحية اللغة ومتعة القراءة فهي حاضرة في المجموعة، حيث استخدم القاص اللغة الشعبية في غالبية ما جاء في المجموعة، وهذا جعلها قريبة من القارئ.
وبما أن مواضيعها متعددة، تجمع بين الوطني، والاجتماعي، والشعبي، والسياسي، والاقتصادي، وحتى ما هو شخصي من خلال حديثه عن شخصيات ثقافية حقيقية: "عبد السلام عطاري، فراس حج محمد، حسن عبادي، حسام شاهين، قمر عبد الرحمن، عبد الناصر صالح، عيسى قراقع، أبو إبراهيم صاحب دار الرعاة، جمعة الرفاعي، شرين أبو عاقلة وغيرهم من الشخصيات، جعلها قريبة من المتلقي الذي يعرف العديد ممن جاء ذكرهم في المجموعة.
وبما أن القصص تحدث في أكثر من مكان، تونس، ليبيا، رام الله، نابلس، مخيم بلاطة، جنين، المكسيك، البرازيل، جزر الكاريبي، كوبا، فهذا أعطاها مساحة من الحرية بحيث يتحدث القاص في مواضيع محرمة اجتماعيا، كما هو الحال في قصص "الكنة المكنكنة من حماها، الموتور ما
زال يعمل، سيدة من لا باز، وخزات دبوس في عناوين مجهولة.. الطفل الراقد، الأختان الغشيمتان الضرتان" التي تناول فيها علاقة غير صحيحة اجتماعيا.
ونلاحظ أن القاص "منجد صالح" يتخلى عن التوغل في وصف الجغرافيا/ المكان كما هو الحال في مجموعاته السابقة، حتى أنه يبدو وكأن هناك قاص آخر غير الذي وجدناه في المجموعات السابقة، حيث أعطى المكان مساحة جيدة، ويتحدث بتفاصيل دقيقة وإسهاب عنه.
أما بالنسبة لحجم القصص، فمنها ما جاء من خلال صفحين "الشاب رامي مرهف الإحساس يرمي سهاما من حرير تصيب ولا تخيب" ومنها ما جاء من خلال ثماني صفحات "هذان الشبلان من ذاك الأسد" كل هذا يجعل المجموعة متنوعة في الكثير من العناصر والمواضيع، بحيث يجد كل قارئ شيئاً من رغباته فيها.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟