ملامح المشهد الاخير المحتمل للحرب في اوكرانيا

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ملامح ترسم كوه ضيقه نوعا ما تمكن المتابع من رسم مشهد اخير لمجريات العمل العسكري في الحرب الروسيه الاوكرانيه ( الغربيه ) ...لنتوقف هنا عند اهم عناوين الحقائق النافله
- لايمكن ان تستمر الحرب استايكيا الا بتحولها الى اسلوب الخنادق او استسلام احد الطرفين
- كل المعطيات (التسليح , الثروه القوميه , النفوذ الدولي ) تؤكد بان روسيا لايمكن ان تهزم في الميدان العسكري المحدد في اوكرانيا , واذا وجدت نفسها في حالة تراجع قتالي في هذا الميدان فانها ستتخذ قرار توسعته
- تزامن تنفيذ مناورات مشتركه بين روسيا وبيلاروسيا مع اللمسات الاخيره لحملة الربيع الروسيه والتي تحشد فيها ما يقارب 500 الف مقاتل ’ تمثل رساله واضحه الى ان روسيا تتهب لخيار توسيع المعركه
- الصخب الاعلامي والمماحكات السياسيه التي تجري داخل الخندق الغربي بشان تزويد اوكرانيا بمعدات واسلحه ( متطوره ) انما يوصل عده رسائل للمتلقين , لكن التوقف عند التفاصيل الفنيه لقدره هذه الاسلحه يبين انما هي معده لضمان امن جبهه قتاليه محدده ...فعلى سبيل المثال فان مدى مدافع سيزر هو 42 كم , مدى تنقله هو 600 كم , سرعته تصل الى 100 كم/ س في الطرق الممهده للسير و50كم/س في الطرق الغير ممهده ! عدد مدافع سيزر التي زودتها فرنسا للجيش الاوكراني بلغ 18 مدفع و12 في طريقها للتسليم ليكون اجمالي ما تملكه اكرونيا بالاضافه الى ما تم تزويدها من قبل دول اوربيه اخرى الى ما مجموعه 48 مدفع ..الان لو افترضنا باننا سنجد من يفكر بعقلية الفرسان النبلاء واخلاقياتهم المثاليه , وتبعا لترسانه روسيا الضخمه كما ونوعا من المدفعيه ’ فاننا سنعقد مقارنه مع ماهو اقرب الى قدرت مدفع سيزر الفرنسي !! لنعقد مقارنه مع مدفع 2أس 3 الذاتي الحركه ذو المدى 37 كم بقذائف موجه وبمدى 24كم في حال قذائف شديدة التفجير , مع سرعه تصل الى 50- 36 كم/س (عام 2022 اعلن عن مشروع تطوير المدفع يشتمل على تطوير مداه الى 50كم وبقذائف نوويه تكتيكيه!) لكن مع بقاء المواصفات على حالها فان كم المدافع البالغ مئات يجعل من موازين الكثافه الناريه هي الحكم الفيصل ! اما اذا اردنا ان نقارن قدرات مدفع سيزر- قيصر- امام مدفع تيولوبان الروسي – نسبة لزهرة التوليب – ونكون حينها قد تجاوزنا عقلية الفرسان النبلاء , فان الامر سيبدو وكاننا نحول القيصر الفرنسي هذا الى مجرد جرذ قافز ....المدفع العملاق الذاتي الحركه تيولوبان يطلق الغام تزن الواحده منها 137 بحشوات متفجره او حارقه او نفاثه وبوزن 32-47 كغم ..المدى حسب نوع القذيفه يتراوح ما بين 10- 20 كم ..الحشوه الحارقه تدمر ما يقارب 8000 م مربع !قد يكون هذا المدفع واحد من عشرات الاسلحه التي كان يعنيها (الكرملين ) في بيانه في الاسبوع الماضي حينما صرح بان روسيا ستستخدم كل الاسلحه التي من شانها تحييد امكانيات الاسلحه التي يوردها الغرب الى اوكرانيا ! وهكذا هي قيمه دبابات ليوبارد التي اقاموا الدنيا واقعدوها ’ اذا ما قورنت بكم دبابات (الفهد الاسود ) الروسيه ! خبراء الغرب ايضا باتوا يدركون جيدا هذا المعنى وبدؤا يؤكدون على ضرورة الانتاج الحربي الغزير ..
- الجيش الاوكراني كما هو الحال في الدوله الاوكرانيه يعاني من فساد وصل الى حدود باتت تثير قلق الغرب
- الدول الاوربيه وفي اغلب مؤتمراتها الخاصه باوكرانيا تضع على طاولتها مسودات مشاريع اعاده اعمار اوكرانيا ’
- تتسرب بين فتره واخرى انباء تفيد بضغط دول غربيه محدده على الرئيس الاوكراني تحدثه فيها على القبول بالامر الواقع والدخول بمفاوضات مع الجانب الروسي وكان اخرها نبأ تناقلته وسائل الاعلام الغربي بشكل كبير لدرجه جعل الكرملين ينكر الخبر والذي مفاده يقول بان دول الغرب عرضت على روسيا الاكتفاء بسيطرتها على 20% من الاراضي الاوكرانيا واعلانها نهاية للمعركه
ليس على منوال ( لايوجد دخان بلا نار ) ولكن ربط كل ما تقدم من حقائق ثابته ,, فان ملامح خروج روسيا من هذه المعركه وبقرار منها سيقودنا الى مشهد تكون فيه الخنادق قد تشكلت ما بين اوكرانيا الشرقيه واوكرانيا الغربيه ..

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل