مسيرة فلسطينية هى الحل

محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 06:55
المحور: كتابات ساخرة
    

0انبطحت على همى فى سريرى ،و تأملت فى سقف الحجرة الصخرى الكالح اللون ، ورأيت فيما يرى النائم النصف مستيقظ ..العجب العجاب ، مظاهرة ، مسيرة كلها شباب ورجال واختياريه كبار ، تجمُع هائل وكأن الشعب الفلسطينى قد خرج عن بكرة أبيه وإمه ، والأصوات ..يا ..الله ..على الأصوات ..مدوية مزلزلة كأزيز الطائرات المستمر والمتواصل ..لا ..بل هدير المدافع عند دكها للحجر الصوان ، محملة على نغمات تقشعر منها الأبدان وتلهب العقول وتحمس الأفئدة ..هكذا ..طخ ثم طخ طرخ ..تتكرر على امتداد الوطن الفلسطينى من أدناه إلى أقصاه ، فيها ..كافة القيادات الفلسطينية والمنظمات الوطنية والفصائل المقاومة بالسلاح والنصف مقاومة والمولولة بالكلام ، لا تعرف أيا الحكومة وأيا خارجها ، كلهم رجال ، ومظهر المسيرة ..خارج الخيال ..وكأنه كرنفال من زهور الربيع الندية الجميلة ، مختلطة معا فى تناسق بديع ..جلباب حريرى بجوار جرا فته أوربية حديثة ..دشداشة وعقال ملاصقة لجنز وتى شرت ..وتعلوهم بيارق مشرعة فى عنان السماء ويحفهم علم فلسطين يطاول عنان السماء .......
0 مسيرة تجعل المشاهد لها يُجن ليعرف ..لم ؟؟ ..ومن أين؟.. تنبعث تلك النغمات الشجية رغم صاعقتها المرعبة ..وكيف دخلت معها كلمة ( واحد ) المايستروليه ، ((واحد ..طخ ..طخ طرخ ..واحد )) ،من المنازل ؟، من ضربات الحجارة وفروع أشجار الزيتون أم من غصون أشجار الفاكهة علــى غطاء وأغطية الحلل والطناجر الفارغة ومن كافة أوانى الطعام والأوعية المنزلية من كنكة قهوة الى براد شاى وكل ما وجدتة اليد مصنعا من الوميتال أو نحاس أصفر وأحمر ، فلا تجد إجابة غير من كل هؤلاء فتتملكك على الفور الرهبة والوقار لهم جميعا .......
0 وعدسات المصورين وكاميرات القنوات التلفازية العالمية تنقل وتبث على الهواء مباشرو حى لكافة محطات العالم المتحضر والنامى ،...ووجدت ذاتى ملاصقةا لأحدى المراسلات الأجنبيات .. وسمعتها تسأل رجلا قائلة :ما هدفكم من تلك المظاهرة ؟.
رد الرجل بأدب جم وبثقة :ليست مظاهرة سيدتى ،هى مسيرة وكما تسمعين( ..واحد .. ) نكررها من قلوبنا لنسمعها للعالم أجمع نحن واحد مهما كانت طناجرنا فارغة وبطوننا خاوية ،
تركته تلك المذيعة وسئلت رجلا آخر : ما هدفكم من المسيرة تلك ؟ ،
رد الرجل بشموخ : نحن الأمة العربية الرافضة للاحتلال، نريد الحرية والكرامة .أخذت المذيعة نفسها وسئلت ثالث :ما هذا ؟ولم ؟،
تأملها الرجل مليا بنظرة فاحصة ثم رد :نرفض الحصار ونتحد ونتوحد ضد الجوع ، ونكشف ونعرى العالم المتحضر على حقيقة ....سحبت المرأة المايك وهرولت بعيدا عنه ..وداومت ارقبها ..وارقبها ..
0 وفجأة نام نصفى المستيقظ ..وذهبت فى نوم عميق ..وأيقظتني.. زوجتي بصوتها الــ......فتأكدت اننى كنت أحلم حلما جميلا..والله.. من وقتها وأنا أتصنع النوم ليل نهار حتى أكمل حلمي الهارب منى...يارب أكمله ..لأرى وقع تلك المسيرة على شعوب العالم المتحضر وعلى الأنظمة العربية وشعوبها ..آمين ..يارب ......

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل