أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - ابحث عن الطعام الأسلم لا الأدسم ولا الأتخم !!














المزيد.....

ابحث عن الطعام الأسلم لا الأدسم ولا الأتخم !!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7498 - 2023 / 1 / 21 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجبة غداء متأخرة جدا - في تمام الساعة الرابعة عصرا - وبسيطة جدا جدا عبارة عن -اربع كبابات عروك صغيرة - مع الشاي الاسود ، في منزل صديق كادح يقع في أطراف العاصمة بغداد ، كانت كفيلة بتسكين ألم القولون الذي كنت أعاني منه ولساعات طويلة قبلها ..ولولا إصرار الرجل على تقديم الغذاء البسيط لنا كرما وضيافة وحفاوة استقبال ،لما تناولناه لأننا قد أتيناه في أمر آخر تماما ولم يكن الطعام مدرجا على جدول الزيارة اطلاقا ...
لقد كان ذلكم الطعام هو الأكرم والأسلم والاطعم بحق ... بخلاف عسر الهضم والذي عادة ما يجتاحني عقب ولائم أدسم لطالما سألت نفسي بعدها " هل يليق بشخص يكتب عن معاناة الفقراء والمساكين والمحرومين والعاطلين أن يتناول بشراهة طبقا أو عدة أطباق مما لذ وطاب من الطعام في وليمة يتراوح سعر الطبق الصغير الواحد منها بين - 25 ..الى 35 الف دينار -على أقل تقدير ،لأعود بعدها وأكتب عن "فضل وأجر وثواب اطعام الجياع والمحرومين ولو بشق تمرة حسبة لله تعالى " أي نفاق هذا ، وأي هراء ذاك ؟
الحقيقة لقد بدأت أشعر بالضيق الشديد ، و بالتناقض الكبير ، بل والنفاق الصارخ ، من هذا الصنيع الآثم حتى أصبحت مشتتا بين خيارين لاثالث لهما ،أما الكف عن تلبية الدعوات وحضور العزائم والولائم التي أصبحت عرفا وجرت عليها العادة في جميع المناسبات المفرحة منها والمحزنة ، في كل ارجاء العراق من شماله وحتى جنوبه ، وأغلبها في المطاعم والمضايف والفنادق والمؤسسات بعد أن ضاقت البيوت بأصحابها ولم تعد تتسع للضيوف ، حيث صار البيت العراقي وبعد أن كانت مساحته - أيام الخير - لا تقل عن 1000 متر خلال حقبتي الخمسينات والستينات ، تتقلص الى 600 متر في حقبة السبعينات ، ومن ثم 300 متر في حقبة التسعينات، حتى وصلت الى 150 مترا فـ 50 مترا في حقبة الالفينات ، وربما تعادل عش الطيور ،و قن الدجاج مستقبلا، وأما الكف عن الكتابة في معاناة الجياع والعاطلين والمحرومين والمعوزين كليا ...وقد وقع اختياري على الأول ولاشك فهو الأريح للضمير ، والأفضل للمعدة ، والأسلم للذوق ، والأقرب للشرع ، والأجدى للفقراء ، والأضمن للقلم ، والأكرم للشخص ، والأنفع للمبدأ !
لا طعام في مأدبة ولا وليمة ولا عزيمة بعد اليوم أبدا ..بما فيها موائد الافطار الرمضانية الجماعية الكبرى ...موائد إفطار صغرى نعم ..موائد إفطار كبرى لا ، فهل يعقل أن نضرب بعرض الحائط واحدة من اهداف الصيام الجليلة والكثيرة ، والمتمثلة بالجوع والعطش لنصف يوم كامل ، ولمدة شهر كامل ،بغية التعاطف مع الفقراء والجياع والمعوزين ، لنفطر عند الغروب على وجبة دسمة - بلوشي - ليس بوسع الفقير تناولها بل ولاحتى الحلم بها طوال عام كامل ؟!
وبئست الولائم بما فيها موائد الافطار التي يدعى اليها الأغنياء والمترفون والمتهمون وأصحاب الكروش والقروش ،التقدمية منها والرجعية ، ويطرد عنها الجياع والأيتام والمحرومون والعاطلون والكادحون !
ولله در القائل في ذم الشراهة وعشاقها :
لا خيرَ في طمعٍ يهدي إلى طبع ...وغفَّةٌ مِن قوامِ العيشِ تكفيني

اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعاية المفخمة أكبر مجهض لما بعدها من إنجازات !
- ثورة قلم (2)
- ثورة قلم (1)
- ((مبدعات من بلادي ))
- مناظرات عبر الاثير إكراما للشعب الكسير !!
- ((إصدارات جديدة ))
- المتحف الوطني العراقي ..شعاع زاهر من ألق الحضارات الغابرة
- ناصر الكادحين بالكادحين ..عيني يا ليل وليلي ياعين !!
- دعم الكادحين أولى وأبرك وأجدى وأنفع وأصح من إعطاء المتسولين ...
- الى الرئيس الاميركي بايدن ... ليس بحصر السلاح وحده بل بالفضي ...
- كفاكم تخديرا يا فلاسفة المقاهي والحانات والدواوين !!
- كلمة ونص ..
- فواجع في رحاب وطن ... كاتب وأديب عراقي ينعى-حاسوبه وخزينه ال ...
- بماذا سيذكركم التأريخ ويذكرنا ...ومن أنتم ؟!
- (( مبدعون من بلادي)) حوار الصراحة مع الكاتب والأديب المصري ا ...
- مقترحات رمضان للحد من تداعيات الغلاء والجوع وحرب الروس والأو ...
- اصدارات جديدة
- اليوم رأيت عجبا ...
- ورقتكم الاصلاحية -إشترا رأسما بورجوا كومبرادورية - آيس كريمي ...
- صورة ..وتعليق


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - ابحث عن الطعام الأسلم لا الأدسم ولا الأتخم !!