|
الوقت يقتل كل الآلهة
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 23:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1/ إنزال الخالق لكتاب باللغة العربية يتنافى مع تعدد اللغات! ويعني عدم العدالة في إيصال الفكر للبشر 2/ على الإنسان أن يعيش وحيدا ليعرف الحياة، يعيش وحيدا ليقوى، يعيش وحيدا ليصل و يستنير، كل تجمعات البشر هدفها الأساسي سهولة السيطرة والبرمجة، أبشع نتيجة لهذه التجمعات هي التكاثر، 3/ لا يوجد حديث مكذوب أو ضعيف بل يوجد حديث صار في عصرنا مسخرة فتبرأتم منه 4/ إذا كنت تعتقد أن إلهك قد شاهد طفلًا يبلغ من العمر 8 سنوات يتعرض للإغتصاب حتى الموت لأنه أعطى الجاني الإرادة الحرة، أو شاهد البشر يموتون من الكوارث الطبيعية مثل تسونامي، أو الزلازل، أو شاهد الأطفال يموتون بشكل مؤلم من السرطان والعيوب الخلقية الأخرى، أو طفل يموت من الجوع والمجاعة الحادة كل يوم، مرارًا وتكرارًا لأنه "يعمل بطرق غامضة" ولكنه ساعدك في الإستيقاظ هذا الصباح، وساعدك في إجتياز إمتحاناتك، وساعد في العثور على مفاتيح سيارتك، فأنت مختل عقليًا وفكريًا 5/ عندما تقتل صرصورًا أو جرذًا أو دجاجة أو بقرة مكونة من لحم ودم وعظام، فأنت لا تفكر أبدًا في ذهابهم إلى أي مكان بعد الموت. تأكلها وتستمتع بطعم لحمها في فمك، لكن عندما يموت إنسان مكون أيضًا من لحم ودم وعظام، تقول إنه ذهب إلى مكان آخر. لماذا يعتقد البشر أن موتهم ليس هو النهاية، عندما ترى الأحشاء الداخلية لحيوان مات لتوه، و خاصة الثدييات وتقارنه مع أحشاء إنسان مات للتو، ستدرك أننا مجرد حيوان آخر أصبح أكثر ذكاءً قليلاً من البقية. الحياة حرفيا ليس لها معنى شامل 6/ البعض يظن أني أنكر وجود الخالق و لكن العكس هو الصحيح لأن الخالق بالنسبة لي و بالنسبة لصفوة العلماء و الباحثين و المفكرين هو الطبيعة و ليس كيان ما يؤلف كتب و يهدد و يتوعد 7/ دائما الإنسان يبحث عن الأوهام لأنه أجبن من أن يواجه الحقيقة 8/كلما إزداد الظلم الذي يتعرض له الشخص تزداد قناعته بعدم وجود إله يكترث بمخلوقاته 9/ أعرف أنكم تحبون الكذب و الوهم و التمثيل و الخداع و الخيال و الفبركة و الزيف، أعرف أنكم تحبون الأفلام و المسلسلات و المسرحيات و الأغاني و الألعاب و القصص و الروايات و الأديان، كل هذه الأحداث و القصص لم تحدث و كلها فبركة و تأليف بشري، أعرف أنكم تعشقون أن تعيشون في الوهم و تغوصون في تفاصيله العميقة و أنتم تعرفون أنه وهم، العيش في الواقع و مواجهته من أصعب ما يكون و مصيره المعاناة، التمزق و الضياع في كل لحظة، عيشوا و إستمتعوا بالوهم و لكن لا تنسوا أنه مجرد وهم 10/ المسلمون قادرون على إخراج الجن من جسم الإنسان. و يعتمدون على الغرب لإخراج البترول من أراضيهم 11/ تقوم الأديان على فكرة العبودية للإله، لكن الإله لا يتواصل مع أحد، فتنتقل تلك العبودية لممثلي الآله على الارض و هم رجال الدين و السلطة وهذا هو المطلوب، هم ينعمون بالخيرات المنهوبة و أنتم أيتها المنومون إنتظروا مكافآتكم في جنات الوهم 12/ الغرب يطلقون صاروخ إستطلاعي لرصد الكواكب البعيدة و العرب لا زالوا ينظمون رحلة إستطلاعية للقبر 13/ أسعد الناس حظاً حتى لو كانت حياته صعبة هو من إمتلك موهبة السخرية والفكاهة وتأليف النُكات وهي موهبة ومهارة ذهنية إما أن تكون موجودة عند الفرد أو لا تكون والمحظوظ الآخر هو من إمتلك صديق أو قريب يملك هذه الموهبة. الضحك إذا توفّر هو وسيلة دفاعية ومورفين يجعلنا نحتمل وجودنا 14/ على الآباء أن يبقوا شاكرين فضل طفلهم عليهم لقبوله البقاء معهم و رعايتهم بعد أن إكتمل عقله و أدرك حقيقة سبب وجوده و ليس العكس كما يسوق رجال الدين 15/ الملحد لا يحارب الدين بحجة أنه لايريد لشيء أن يكبح جماحه عن أهوائه بل على العكس معظمنا يحارب الإفراط باللذة التي جعلها دينكم تمارس وفق دساتير و تشريعات 16/ لازلتم تحاولون إثبات وجود الله منذ زمن طويل و عندما تنجحون في سعيكم ستجدون أنفسكم أمام الإمتحان الحقيقي و هو إثبات فاعلية إلهكم و مطابقة أسمائه التي إختارها لنفسه مع أفعاله الغائبة عن الدنيا 17/ حاربت البشرية لتخرج من سلطة المعابد الوثنية لتجد أنها أدخلت نفسها في سلطة المعابد الإلهية و في الحالتين كانوا خاسرين ولكنهم اليوم يكتفون بإلقاء اللوم على من يمثل الدين دون أن يفكروا بإيجاد الحلول 18/ التجربة التي لا تضمن أن تخرج منها سالما لا تقدم عليها فكيف تدعوني أيها المؤمن أن أفعل الخير دون تطبيق الشرع كما أمر به الله و كيف تضمن لي النجاة من هذه التجربة و كيف تضمنها لنفسك 19/ إما أن يتوقف الخالق عن تعذيبنا بما يدعوه إمتحانا و إما أن يدعنا نقتل أنفسنا و نحن مطمئنين أنه لن يذهب بنا لعذاب أكبر بسبب رفضنا له فلا نحن قادرين على تحمله و لا قادرين على ضبط أنفسنا على التمرد و رفض هذا الإمتحان، فنحن لسنا سوى ضحايا لخلافه مع إبليس، فمن إتبع الله فاز و من إتبع ابليس خسر، و كل ذلك حدث بمشيئة الله و علم مسبق به و الدليل أنه لم يخلق لا الجنة و لا الجحيم عبثا فلابد أن يكون لكل مكان أناسه، و في النهاية يضع اللوم علينا فنحن من إختار و هو لاعلاقة له بشيء 20/ الحجة الأكثر سذاجة بأن الخطأ ليس في الدين إنما بمن يطبقونه فما ذنبنا إذ لم نجد من يرشدنا لتطبيق الدين بالطريقة التي أرادها الله أن نكون بجنة أقل درجة وهؤلاء المرشدون لايزالون يختلفون و الضحية نحن ؟ 21/ عزيزي المؤمن سؤالي لحضرتك كيف تحارب المستكبرين و المنتقمين و الماكرين من البشر و تصفهم بأبشع الصفات و تستمتع و أنت من يمارس عليك إلهك تلك الصفات، أخبرني ما الفرق عندك ؟ 22/ لماذا لم يخبرنا الله بسر وجوده ومن أين و كيف أتى و ينهي الجدل القائم و بما سيؤثر إظهار هذا الأمر على سيرة العملية الإمتحانية التي نعيشها ؟ 23/ الوقت يقتل كل الآلهة 24/ الإندماج النووي والخلايا الجذعية والذكاء الصناعي و غزو الفضاء كلها جاءت بفضل فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية و الإمام الخميني قدس الله فرجه! 25/ الإنسان في سعي متواصل لتجاوز لحظات النقص. و بالتالي فذلك السعي هو عنوان التحرر المدفوع إراديا، فهو حالة من الإدراك الذاتي الرافض أن يكون ما هو، في تمايز واضح مع بقية الكائنات. الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يرفض أن يكون ماهو. في إتجاه تحقيق ما يجب ان يكون، ليصبح إدراك الذات ذاتها في تمايزها و في تعبيرها الذاتي لحظة جوهرية لإدراك الحقيقة بما هي مطلبا أنطولوجيا إنسانيا صرفا. و لكن ألا يكون ذلك تجسيدا للفردانية في تاريخ ناشط ما كان ليكون لولا إجتماع الأفراد ؟ في النهاية التاريخ من صنع المجتمع، فالأفراد لا يصنعون التاريخ، وهو ما يدفعنا لنغوص في عمق السؤال الأنطولوجي في محيطه الطبيعي إلتزاما منا براهنية الخطاب الفلسفي وفق منظور فينومينولوجي بما هو حقيقة ثابتة تمثل أرضية الفعل و النشاط المادي، كيف يكون المنجز الجمعي تمثلا ل " أنا متعدد " ؟ ألا يتناثر ذلك الفعل صلب توزع الآنا؟ حتى نفقد تعقب خطاه، فنعود أدراجنا نحو " الآنا" بما هو فرد يستحيل معه اللقاء و الإلتقاء.
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكره عبث الوجود و حقارة البشر
-
الجنة هي جحيم العقلاء
-
لماذا علي أن أخاف الله
-
كل ميت يستحق عرسا يليق بمقام الرحيل
-
أنا موجود كي أكون أنا
-
الحياة بعد الموت مستحيلة
-
العقل هو عدو الله الأول
-
جميع الأطفال ولدوا فلاسفة
-
لاشيء مقدس بقدر العبث الذي يحيطنا
-
الوجود الأعظم يبدأ لحظة اليقظة
-
لا تضع اللؤلؤ أمام الخنازير
-
لا يمكنك إختبار ما ليس حقيقة بداخلك
-
شكرا للكفار
-
كل الأديان والآلهة من صنع البشر
-
إنهم يكذبون بوقاحة
-
لن يأتي الدواء من أرض الداء ومنبعه
-
إيلون ومارك مجرد موظفين
-
الأدلة الدامغة على وجود بابا نويل
-
الشيطان لا يبارك المهرجين
-
لماذا تحتفضون بعقولكم مادام لم تستعملوها
المزيد.....
-
لأول مرة.. لبنان يحذر -حماس- من استخدام أراضيه لشن هجمات على
...
-
انتشار قوات الأمن السورية في جرمانا بعد اتفاق مع وجهاء الدرو
...
-
الجيش الأمريكي يتجه لتحديث أسلحته لأول مرة منذ الحرب الباردة
...
-
العراق.. هروب نزلاء من سجن الحلة الإصلاحي في محافظة بابل وال
...
-
مشروبات طبيعية تقلل التوتر والقلق
-
هل تقبل إيران بإدمان استيراد اليورانيوم؟
-
وقوع زلزال بقوة 7,5 درجة قبالة سواحل تشيلي وتحذير من تسونامي
...
-
المجلس الأعلى للدفاع في لبنان يحذر حماس من تنفيذ -أعمال تمس
...
-
غارة إسرائيلية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي بدمشق.. ما الذ
...
-
من السجن إلى المنفى : قصة صحفية مصرية ناضلت من أجل الحرية
المزيد.....
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
المزيد.....
|