أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - أنا موجود كي أكون أنا















المزيد.....

أنا موجود كي أكون أنا


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7491 - 2023 / 1 / 14 - 22:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1/ لماذا تنتقد الاسلام ولا تنتقد المسيحية واليهودية ؟ لكل من يسألون هذا السؤال الذي تم الرد عليه مرارا وتكرارا أريد أن أقول لكم, على مدار ألف وخمسمائة عام رجال الدين و كثير من المواطنين تآمروا مع ملوك ورؤساء البلدان الإسلامية وحرموا علينا الإختلاط مع المسحيين واليهود، حرموا علينا مصاحبتهم ومشاركتهم الأفراح والأحزان و حرموا علينا قراءة التوراة والإنجيل أشد تحريم. بعض الناس سجنوا بسبب إمتلاكهم لكتاب الإنجيل. الآن أنت كشخص من خلفية إسلامية سنية على سبيل المثال كيف لك أن تنتقد المسيحية واليهودية بدون أدنى معرفة مسبقة !في الحقيقة رجال الدين وملوك ورؤساء البلدان الإسلامية القمعية أرادوا أن نبقى في حظيرة الإسلام لكي نحافظ علي دينهم الهش بأموالنا وأنفسنا ولكن إنقلب السحر على الساحر و الملايين بدأوا يخرجون أفواجا من دين ضرب الأعناق و رجم القردة الزانية.
2/ نحن من هنا الآن و هذا المهم و لا يهم ما كنا أو سنكون، نحن الأرواح الباكية، الأرواح المعذبة أو الساقطة أو تجربة الآخرين في الأرض، ربما تمردنا على ذواتنا و إنفصلنا عنهم أو تجربة لهم كالفكرة التي تصدر عنك فأنت ذاتها و قد تبقى متصلة و تؤمن بها و تغذيها و تجسدها وقد تنفصل إلى الأبد و تنقطع عنك كروح منتحرة أو مطرودة، فإما هي من تقود نفسها و تؤمن بذاتها فتكون وجودا وتخلق واقعا جديدا أو تتلاشى للفناء، إذا فماذا ستفعل قبل الموت ؟ عليك أن تعيش الحياة؟ كيف ستعيش ؟ لا تنشغل إلا بك و لا تهتم إلا لك، فتجاهل ما تكتشفه و آصنع إكتشافك و أزل ما قيدت به نفسك من أوهام و هواجس و معتقدات. بالنهاية جميعنا نشكل الوجود اللانهائي ولن يكون الوجود إلا بنا جميعا
3/ الأديان والعبادات تمنحك السلام الداخلي وفقط، غير ذلك لو ظللت تدعو 1000 عام في أكثر من 230 ألف معبد ببلدك لينمو لتلك الفتاة مبتورة الساق ساق أخرى غير المبتورة فلن ينمو! وهذا دليل أن الدين فقط ليمنحك السكينة وهو شأن شخصي، أما العلم فقادر على حل مشاكلك الإقتصادية و الصحية والصناعية والحياتية، لذلك سعارك الديني ومكبرات الصوت لن تزيدك إلا فقرا وقهرا وجهلا لا أكثر!
4/ "الإله مات، ونحن الذين قتلناه" _هكذا تكلم زرادشت_ نيتشه. يظن أغلب الناس أن نيتشه يقصد بالإله في عبارته تلك، أنه الإله الذي يتصورونه دائما في مخيلتهم (إله الاديان) ولكن في الحقيقة أن نيتشه يقصد بالإله الذي مات هو القوة، فالإله عند نيتشه هو القوة فقط، وتلك القوة قابعة في داخل الإنسان، والتي يمكن للإنسان إذا ما حققها تماما في شخصه أن يكون إله نفسه، ولكن إذا إستمر بممارسة الأخلاق الدينية التي إعتبرها نيتشه سبب ضعف الإنسان، فإنه سيبقى ضعيفا، وبالتالي لن تتحقق هذه القوة وستموت، وبموتها يكون قد قتل فرصة أن يكون إله ذاته. وبالتالي يمكننا أن نستبدل لفظة القوة مكان الإله في عبارته تلك سنقرأ : "القوة ماتت، ونحن الذين قتلناها" فبموت القوة يكون الإنسان قد أضاع فرصة أن يكون إنسانا أعلى، وأضاف بالتالي كل فرصة في أن يكون إله ذاته.أما الإله الذي نتصوره في ذهننا البشري من أنه ملك يجلس على عرش عظيم، تحف به الملائكة لتخدمه فهو ممحي من ذهن نيتشه، وهو لم يتطرق إليه من قريب أو بعيد، لا نفيا ولا إثباتا. فنيتشه لم يرى الإله إلا القوة التي رآها تموت أمام ناظريه بممارسة الإنسان للأخلاق الدينية التي تبقيه ضعيفا وتحول من أن يحقق الإله في ذاته.
5/ في الواقع لا توجد أدلة قطعية عن وجود أي أشكال الحياة بعد الموت، فمن خلال التفسير العلمي يحدث الموت عند التوقف السريري لجميع الأعضاء الحيوية من بينها العقل، المسؤول الأول عن آلية عمل الجسم البشري من ضمنها عمليات التفكير، و بتوقفه نتيجة لعوامل طبيعية كالخرف أو المرض أو نتيجة لعوامل أخرى كحوادث السير و القتل أو الإنتحار تنتهي حياة الشخص، لكن هناك الكثيرين ممن لا يقبلون هذه الحقيقة المزعجة، فيرون أن الموت مجرد بوابة لحياة أخرى، يعتقدون أن الوعي (الروح) غير محكوم بالقوانين الطبيعية (الفيزيائية) بالتالي يمكنه الإستمرار في الوجود بقوانين أخرى، و هو ما تم نفيه في النطاق العلمي لأن العقل هو مركز الوعي فعند موت الشخص يفقد معه القدرة على الوعي و الشعور.
6/ الإسلام يتم تقديمه على أنه الوصفة السحرية لحل كل مشاكل العالم مع أنه لم يحل حتى مشكلة سرقة الأحذية في المساجد!
7/ العقل لا يزول بالخمر بل يمنحه الراحة المؤقتة من التفكير بتفاهة الوجود
8/ إن كان ولابد للإنسان من عبادة شيء ما فعبادة العلم أولى من عبادة الله
9/ عندما كنت أنجح كانوا ينسبون نجاحي للإله فورا و يتجاهلون مجهودي ولكن عندما كنت أفشل بعد ألف محاولة كانوا يبتكرون الآف الأعذار لإلههم و يلقون باللوم علي
10/ الآن وقد أصبحت فعلا أواسي في الزواج و أحتفل مع الموتى
11/ أعطني سببا منطقيا يجعلني أحب من أنجبني ؟
12/ جميع من حولي تخلوا عني و أكنو لي العداء و البغضاء من أجل الديانة التي تلقنوها وهذا وحده سبب كافي لأكمل بقية سنوات عمري أكن العداء لديانتهم و أحاربها
13/ نحن فقط هنا في بعد من أبعاد هذا الوجود العظيم، بعد الموت سنكون في بعد آخر، أما الله فلا مكان له بيننا
14/ أنا موجود كي أكون أنا، ليس كما أرادني الله أن أكون
15/ ماهو الشيء الذي يساعدك على ملئ الفراغ الناتج عن سنوات الإيمان بالوهم و الخرافة و الجنة، فحتى إن كنا قادريين على نسيان تلك السنوات التي أهدرناها سدى فمن الصعب تقبل فكرة العدم، أما عن الحاضر فيصعب عليك المضي قدما بهذا الوجود البائس دون الشعور بأن هنالك طاقة روحية تساندك
16/ من أجمل صفات إله الذي تلقنته في صغري أنه خلقني لأعبده و في الوقت ذاته منحني مطلق حرية الإرادة لأعصيه و الأجمل من كل ذلك أنه قرر عني كل شيء وسوف يعاقبني على ما كتب علي و النكتة الأكثر هزلا أنه وصف نفسه بكلي الرحمة
17/ يميل الإنسان إلى الفرار و الهروب من وجه العدم الماثل في صميم الوجود، إلى مشاغل الحياة اليومية. إلى إعطاء قيمة لِما لاقيمة له، إلى سقوط بين الحشود، إلى الإنغماس بوجود زائف، و لكي يعود إلى ذاته لابد من التقبل، فإذا لم يتقبل الموت لن يتقبل حياته، فمن شروط النضج قبول الإنحدار السريع نحو هاوية العدم.
18/ إن كانت قيادة السيارة تحتاج إلى رخصة قيادة و إنتاج أي شئ يحتاج إلى رخصة إنتاج إذن ألا ينبغي أن يكون هناك رخصة إنجاب ! حيث من لا تتوفر لديه شروط التربية الحقيقية والوضع المادي السانح لذلك لا يُمنح تلك الشهادة، فليس العالم بحاجة إلى ضحايا مؤجلة وأجيال جاهلة !
19/ الدعاء وحده سوف يكون يوما ما سببا، بل من أحد أهم الأسباب التي ستمنحك اليقين المطلق بزيف وجود الله، هذا إن كنت حقا تمتلك عقلا حرا مستنيرا
20/ بما أنك يا الله ترى في الكوارث وسيلة فعالة للحفاظ على التوازن البيئي و التعداد البشري فنصيحتي لك بأنه قد آن آوان كارثة تخلص هذا الكوكب من نصف موجوداته على الأقل و أنا أرى نفسي رابحا في هذه الصفقة إن تمت سواءا كان مصيري البقاء هنا و الحصول على حصة كافية من موارد هذا الكوكب أم الرحيل إلى العدم الأبدي وإن لم يعجبك كلامي فعليك بالتواصل مع البشر و منحهم حرية الإختيار بين البقاء أو الرحيل و عندها تكتسب إحترام
21/ طوال سنوات حياتي الإيمانية شعرت بالذعر و الرعب من الله أكثر بكثير من الطمأنينة لوجوده معي في محني ولا تقل لي أن ذلك الشعور سببه هو من أوصل لي فكرة خاطئة عنه بل هي مشكلته هو
22/ لا تتوقف عن إستجداء إلهك الحق المختفي الذي لا يعدو كونه أحد آلاف أصنام التاريخ التي سبقته و عندما تمل الدعاء أخبرني بالفرق بينهما ولا تخشى سخريتي فأنا إنسان و أشعر بما تعانيه
23/ الربوبية بالنهاية هي مجرد فكر ديني رافض لعبثية الحياة و العدمية ما بعد الموت
24/ كل من يؤمن بوجود إله هو مجرد إنسان تربى في بيئة تكرس مبادئ العبودية و الطاعة للأقوى
25/ الوجود من وجهة نظر الأديان مجرد فيلم من تأليف و إخراج الله و بطولة الإنسان أما بقية الموجودات مهما عظمت فهي مجرد كومبارسات



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة بعد الموت مستحيلة
- العقل هو عدو الله الأول
- جميع الأطفال ولدوا فلاسفة
- لاشيء مقدس بقدر العبث الذي يحيطنا
- الوجود الأعظم يبدأ لحظة اليقظة
- لا تضع اللؤلؤ أمام الخنازير
- لا يمكنك إختبار ما ليس حقيقة بداخلك
- شكرا للكفار
- كل الأديان والآلهة من صنع البشر
- إنهم يكذبون بوقاحة
- لن يأتي الدواء من أرض الداء ومنبعه
- إيلون ومارك مجرد موظفين
- الأدلة الدامغة على وجود بابا نويل
- الشيطان لا يبارك المهرجين
- لماذا تحتفضون بعقولكم مادام لم تستعملوها
- الأمة التي تعيش في المستنقع
- أين هي تلك المرأة الشريفة
- حبذا لو جاء الإسلام في وقتنا
- الحياة تجربتك لا تجربة الإله
- سقوط ميتاترون


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - أنا موجود كي أكون أنا