أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء غريب - وطني الفردوس















المزيد.....


وطني الفردوس


أسماء غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


الفردوسُ الأرضيُّ هو وطن الإنسان الأمّ، وفردوسِي كان ولمْ يزلْ مغربي الحبيب، مغربَ الأمان والسّلام والمحبّة العظيمة. وكيف لا يكون كذلكَ وفيه تعلّمتُ كيف أكونُ - مثل كلّ المغاربة - إنساناً كونيّاً، قادراً على احتضان الاختلافات العرقيّة والدّينيّة والسّياسيّة. لم نكنْ نعرفُ، نحن أجيالَ الملوك المغاربة منذ الأدراسة إلى العلويّين، شيئاً اسمه الطّائفيّة، ولم أفتح عينيَّ أنا ابنة عهدِ المَلِكَيْن الحسن الثّاني ومحمد السّادس، -شأني في هذا شأن كلّ المغاربة الأحرار- إلّا في بيتٍ يُسقى بماء الإخاء والتّسامح بين الجميع، فإذا أتانا المصريُّ فتحنا له بابنَا، وإذا أتانا الغربيّ استقبلناه بالكرم والجود، وكلّ الشّعوبِ تجدُها عندنا في مغربنا الكبير؛ الفلسطينيُّ هنا، والسّوريُّ والعراقيُّ، واللّيبيُّ والتّونسيُّ والجزائريُّ، والفرنسيُّ والإسبانيُّ والإنجليزيُّ، وجميع خلق الله هنا، لأنّ المغربَ ليس بلداً فحسب، وإنّما كوكبٌ كاملٌ، حرصَ ملوكُه منذ الأزمان الغابرة على أن يبقوا بكلّ ما أوتوا من حكمة وتبصّرٍ أبناءَهم وشعوبهم خارج دائرة الحروب الكبيرة والقلاقل والمحن العسيرة التي كنّا ومازلنا نسمع عنها في العديد من البلدان. وحينما غادرتُه طلباً للعِلم، تأكّدتْ لي فكرتي عن بلدي، بلدَ الأمن والرّخاء، وعرفتُ لماذا يكيدُ له الأعداء في الجَهر والخفاء، متمنّين زوال النّعمة عنه!
وعن مغربي كتبتُ الكثير مِن الذّكريات، وسطّرتُها بماء المحبّة والعشق في العديد من الأعمال سواء الرّوائيّة أو القصصيّة أو التّرجميّة. وإذ أنسى فإنيّ لا أنسى رسالة الدكتوراه التي ناقشتُها منذ عشر سنوات في رحاب جامعة المعرفة بروما والّتي كانت عن الحداثة الفكريّة والعلميّة في المغرب منذ العهد السّعديّ. وهي الرّسالة التي سجّلتُ بها مدى تعلّقي بفردوسي الخالد، فكلّ نبضة بالقلب تهتف باسْمِ بَلدي الّذي اخترتُ أن أمثّلَه بما تشرّبْتُ منه من كونيّة الفكر وعالميّته، وقد ظهرَ هذا في الطّريقة التي احتضنتُ بها العديد من الأسماء الفكريّة والأدبيّة وأوليتُ لها الاهتمام من خلال الكتابة الأدبيّة والنّقد العرفانيّ حتّى أنّني بتُّ إذا قرأني المسيحيُّ ظنّني على دينه، وإذا قرأني البوذيّ ظنّني على فكره، وإذا قرأني المُسلمُ بكلّ طوائفه ظنّني من طائفته أو مذهبه، بل إذا قرأني العراقيّ أو السّوريّ ظنّني عراقيّة أو سوريّة المنبت أكثر منه، ولا تفسير لهذا التّنوّع سوى لأنّني ابنة أرضٍ نزل فيها الحرفُ بكلّ اللّغات، فكان أبناؤها شعلة في الذّكاء والتميّز. ولا غرو في هذا، وقد فتحتُ عينيَّ منذ الصّبا على أسماء كثيرة عبر قراءاتي المتعدّدة وعبر المنهج المَلكيّ الّذي كان يسير عليه مختلف ملوكِ المغرب، ففي عهد الحسن الثّاني كان هناك انفتاح عظيم على العِلم والعلماء، وكان جلالتُه يسهر بنفسه على تكريمهم والإعلاء من شأنهم، فمن منّا لا يذكر مثلاً الدّروس الحسنيّة التي كانت كلّ الأسَر المغربيّة تشاهدها بكلّ اهتمام ومتعة خلال شهر رمضان المبارك من كلّ سنة، ومن منّا لا يتذكّر ما كانت تذيعه التلفزة الوطنيّة المغربيّة من برامج قيّمة من قبيل تفسير القرآن لفضيلة الشّيخ متولّي الشّعراوي، والعلم والإيمان لسماحة المفكّر والعالِم والأديب د. مصطفى محمود؟! نعم، كلّنا يتذكّر هذه البرامج وغيرها، ويتذكرُ كيف كنّا ولم نزل نحن أبناء ذاك الجيل، متشبّعين بحُبّ العِلم وأهله، وبالفضيلة والقيَم الكُبرى الّتي جعلت منّا جميعاً خير ممثّلين لبلادنا أينما كُنّا وحللنا. وعلى ذكر الدّكتور مصطفى محمود، لا يمكنني أن أنسى كيف أنّني بعد برنامجه (العلم والإيمان) بتُّ أبحثُ عن كتاباته وأقرؤُها بنهمٍ شديد، وعلمتُ كيف أنّه عانى الأمَرّين بسبب فكره الحداثويّ الّذي كان يقدّمُ من خلاله الدّينَ والإيمانَ من مُنطلق عصريّ لم يستوعبه الكثيرُ من أبناء جيله، ولكنّني صُدِمتُ كثيراً حينما قرأتُ فيما بعد عن موقف الدكتورة عائشة عبد الرّحمن من كتابه (القرآن محاولة لفهم عصريّ)، وأقولُ صُدِمتُ لأنّني كنتُ أتوقّعُ منها موقفاً مُغايراً، وهي الّتي زارتِ المغربَ، بل أقامتْ فيه حينما كانت تُدَرِّسُ مادّة التّفسير بجامعة القرويّين عام 1970، وهو نفسه عام ظهور مقالاتها النّاريّة تلكَ على جريدة الأهرام في شهرَيْ آذار ونيسان. لا أعلمُ كيفَ أنّ ماءَ المغرب الطّاهر العذب الّذي شَربتْه لم يُفَجِّر معين المحبّة الصّافية في قلبها، ولا كيف أنّ قُرْبَها من أهل الله والسّلام من فقهاء المغرب لم يُبَلسِمْ بالخير فكرَها ليجعلَها تتفهّمُ وتتقبّلُ بصدر رحبٍ فِكرَ عالمٍ وصوفيٍّ تقيٍّ مثل فكرِ د. مصطفى محمود وهو ابن النّيل والطّمي الخصيب الّذي منه خرجتْ طينتُها؟! ولا أعتقد أنّني وحدي من هالهُ موقفُها هذا ولم يشفَعْ لها عندي ما صدرَ لها قبل هذا من كُتب في غاية الأهميّة والمتعة الفكريّة والرّوحيّة، بل أتذكّرُ أنّ حتّى مصطفى محمود نفسه قال في مذكّراته الّتي نشرها السيّدُ الحراني، إنّ أكثرَ ما أثّرَ فيه بشأن الضجّة الّتي أحدثها كتاب تفسير القرآن، هو عندما هاجمتهُ بنتُ الشّاطئ، رغم أنّه بعد أن كان قدِ اجتهدَ وكتبَ كتابَهُ ذاك لم يشرَعْ في طباعته إلّا بعد أن أطلعها عليه لتقولَ رأيَها فيه، وذلك لأنَّهُ كان يُقَدِّرُ ويعتزُّ بآرائها في قضايا الدّين، فهي كانت عالميّة في مجالها بكلّ ما في الكلمة من معنى. وفوجئ بها في أحد الأيّام وهي تتّصِلُ به وتطلبُ منه زيارتَها في منزلها، فذهبَ على الفور، وعلى الفور – وبمجرّد أن رأتْهُ - قالت له: "إيه الأسلوب الرّائع دا...اجتهاد رائع...وعمل تُحسَدُ عليه...وسيلاقي إعجابَ الجميع"، وسألتْ: "اخترت الاسم ولّا لسّه؟"، فقال لها: "هيكون شرف ليّ لو اقترحتِ عليّ اسم"، فقالت: "اسمع سمِّه التّفسيرَ العصريّ للقرآن". وبالطّبع أعجبه الاسمُ كثيراً، كما يقول مصطفى نفسه، وعلى الفور أطلقه على الكتاب، ولكنّه تأثّر كثيراً وظلَّ يسألُ نفسهُ لماذا فعلتْ هذا وهي من أطلقَ على الكتاب اسمهُ وذلك كان دليلاً منها على أنها اقتنعت بمضمونه الّذي يحملُ رؤيَةً جديدة للتّفسير. وأحزنه كثيراً هجومها عليه في مقالاتها بجريدة الأهرام والتي أصبحت فيما بعد كتاباً صدر بعنوان (القرآن والتّفسير العصريُّ)، قالت فيه دونَ حتّى أن تذكر اسمه زيادة في قمعه وإمعاناً في إهانته: "وقد تصوّرَ الدكتورُ المُفَسِّرُ أنه يعفي نفسه من مؤاخذته على التصدّى للتفسير بغير علم، بمجرد تغيير العنوان، فجمع مقالات تفسيره فى كتاب مطبوع بعنوان "القرآن محاولة لفهم عصرى" وغاب عنه أنّ العبرة بالموضوع الذى تناوله تناوُلَ مفسّر عالم، يؤوّل النصوص ويفتى فى الدّين، وليس تناوُلَ صحفيّ من كتاب القصص، يعرض تصوراته الدّينيّة، ويتخيّلُ ما وراء الغيب".
ربّما نسيَتْ أو تناستْ الأستاذة والأديبة عائشة بنت الشّاطئ بأنّكَ رجلٌ عارفٌ باللّه، والعارفُ يتذوّقُ ولا يُفسِّرُ، وأنتَ قد تكونُ أخطأتَ حينما قبِلتَ بالعنوان الّذي اقترحتهُ عليكَ قبل طباعة كتابكَ، ولو كنتُ أدركتُكَ في زمانكَ لقلتُ لكَ سمِّهِ: (تذوّقٌ جديد للقرآن). وإنّي لأستغربُ كيف فاتَها وهي المتخصّصة في تفسير القرآن، أنّ ثمّة التفاسير الإشاريّة لأهل التصوّف، وكذا التّفاسير الباطنيّة كتلك التي قدّمها ابن عربي والتستريّ والسهرورديّ وغيرهم كثيرون، وهناك أيضاً التّفاسير العلميّة وأنت أوّل من خاض فيها، ولا يمكنها هي من كرسيّها الفقهيّ أن تبثّ فيها لأنّها تنقصها الخبرة والدّراسة العلميّة والتشريحيّة والتّجريبيّة، أليس كذلك يا أديبنا وعالمنا العزيز؟! والحقيقة يا صديقي مصطفى، أنّها ربّما من شدّة إعجابها بتفسيركَ العصريّ تمنّتْ لو كانت هيَ من قدّمتْ ماسطّرتهُ أنتَ من فتحٍ مبين! ويكفيني اليوم أن أقول لكَ: نمْ قرير العين أيّها المقمّطُ بالبهاء، أمّا السيّدةُ عائشة فإني أدعوها اليوم إلى أنْ تعيد مِن هناكَ في فِكركَ وعلمِكَ النّظرَ، وتقرأ لكَ من باب الاعتذار ما قلتَه في أكثر من عملٍ لكَ واصفاً نفسكَ بأنّك لم تكن يوماً رجُلَ دين، وإنّما كنتَ فنّاناً دخلَ إلى رحاب الدّين من باب الفضل الإلهيّ، ومن بابِ الحُبّ والاقتناع، وليس من باب الأزهر، الّذي تُقدِّرُ وتحترمُ بعضَ مشايخه ولكنّكَ ترفُضُ البعضَ منهم في تفسيرهم للقرآن ومنهجيّة دراسة الدّين الإسلامي التي فقدت بريقها، ومن هُنا كان حُكمُكَ دائماً حُكمَ الشّاعر وليس حُكم الشّيخ أو الفقيه، بل فقط الشّاعر الّذي أحبَّ الله، فكتبَ في عشقه قصيدة وبنى له بيتاً، ولكنّهُ ظلَّ دائماً الفنّان بحكم الطّبيعة والفطرة، ذلك الفنّان الّذي مملكته الخيالُ والوجدان، والّذي كان دائماً نقطة ضعفكَ وقوّتكَ. نعم أيّها المصطفى النّقيّ فبهذه الروح البهيّة أحببتَ أن يقرأكَ النّاسُ، وما تصوّرتَ نفسكَ أبداً مُفسّراً للقرآن أو حاكماً في قضيّة فقه أو شريعةٍ. ومثلكَ أنا، مِن مغربي الحبيب خرجتُ عاشقةً للوحيِ النّبويّ وعلّمتني السّنينُ فيما بعد أنّ الإنسانَ عدوُّ ما يجهل، ولهذا فهو يحاولُ، كما قلتَ في روايتكَ الرّائعة (الخروج من التّابوت)، أن يسدَّ كلّ باب يأتيه منه النّورُ متمسّكاً بغبائه وتعصّبه ناسياً أنّ الحقيقة أعظم وأكبر بكثيرٍ من أن يحتكرها مذهب أو عقل واحد. والحياة فوق المذاهب كلّها، ولكنّ التعصّب يسدّ الطّريق على كلّ عقل يحاولُ أن يجتهدَ ويحجبَ عنه المدد الّذي يأتيه من الينبوع العظيم. وحينما تتحكّمُ المذاهبُ في الحياة تتجمّدُ وتموت. تموتُ الدّهشةُ ويموتُ الفضول والخيال والابتكار، وتموتُ النّشوةُ الحارقة التي يبعثها المجهولُ، وتتحوّل الحياةُ إلى قواعد وقوانين يسمّونها منهجاً علميّاً أكاديميّاً، وهي ليستْ من العلم ولا الأكاديميّة في شيء. فلماذا لا نتمسّكُ بالينبوع العظيم، لماذا لا نعود إليه؟ أسألُ سؤالي هذا وأُقِرُّ بأنّه في مغربي رأيتُ هذا الينبوع وشربتُ منه وكنتُ مُحبّةَ لصاحبه وأهل بيته، إنّه الينبوع المحمّديّ، بل إنّها البئر المتفجّرةُ بكلّ العلوم، والمُشعّة لمَحبّة الإنسان في كلّ تجلّياته. فليس عيباً أن يكونَ الباحثُ مفكّراً أو ناقداً، ولكن العيب كلّ العيب أن يتحوّل نقدُه إلى كلام جارحٍ سليطٍ وهدّام، وتصفيّة حسابات شخصيّة، لذا فلا بدّ للنّاقد من مساحة من الصّفاء ومن الطّهر الحقيقيّ الّذي لا يكون من طينة ما يُسَطَّرُ على الورق فحسب، وإنّما ممّا ينبعُ من القلبِ النّقيّ البِكر الّذي لا تلوّثه الضّغائن والأحقاد. أحبّوا أيّها النّقّاد والبحَثة، أحبّوا بذراعيْن مفتوحتيْن لكلّ الحقائق، ولتعلموا أنّ الحقيقة كما قال المصطفى المحمود أقرب إلينا من أصص الرّيحان التي نضعها تحت أنوفنا، ولكنّنا لا نستعملُ أنوفنا هذه إلّا وفقاً لتقاليد وُضعت لنا من قبل. لماذا لا نحاول أن نشمّ في حريّة، بل لماذا لا ننظر ببراءة الطّفل، لنرى الأشياء في جدّتها المدهشة ولنرى الظّواهر نابضة موحية بآلاف الحقائق؟! نعم يا عزيزي مصطفى، مازلتُ أشتاق لفكركَ، وكلّما سمحتْ ظروفي بذلكَ أعدتُ قراءاتي لمؤلّفاتكَ القيّمة، أو ذهبتُ إلى اليوتيوب لأطّلعَ على برنامجكَ (العلم والإيمان)، فأسمع صوت النّاي الشجيّ بعزف محمود عفّت، وتظهر أنتَ وتقول بصوتكَ العارف باللّه: "بسم الله الرّحمن الرّحيم، أهلاً بيكم"، فتهطلُ دموعي، وتنفتحُ آذان قلبي ويبدأ السّمع الدّاخلي لما تلقيه علينا من كنوز، وتظهرُ صورتُكَ في أعماق فؤادي وأراكَ حينما زرتَ المغرب في عام 1975، جالساً في مجلس العلم والعلماء بين يدي ملك المغرب الحسن الثاني، بمناسبة الدّروس الحسنيّة الرّمضانيّة، فأبتسمُ وأنا أرى نصر الله المبين لكَ.

(في الصورة: د. مصطفى محمود وجلالة الملك الحسن الثاني
بعد إلقائه للدرس الرّمضانيّ التّاسع في 22 رمضان 1395 والّذي كان بعنوان (من أسرار القرآن الكريم).)

ففي الفترة الّتي تكالبت فيها عليكَ الانتقادات والهجمات الشّرسة رفعكَ الله وجعلك في مقام عليّ يستمع إليكَ الملوك وعليّة القوم في بلدي الحبيب، وها أنتَ الآن في قلبي وبين يدي ملكنا العزيز تقول: "القرآن كتابٌ متجدّد العطاء، وله في كلّ عصر جديد يبوح به إلى من يحاول أن يستنبط ويجتهد في الاستنباط، وفي الواقع من هنا كان واجب الاجتهاد مهماً جدّاً. لاشكّ أنّ السّلف ترك لنا تراثاً عظيما، ويجب أن نتأمّل هذا التراث ونعيه ونستوعبه وننطلق منه ولكن يجب أن نجتهد ونضيف، لأنّ العصر يأتي بمعارف جديدة من الممكن أن تفتح لنا أبوابا جديدة في فهم معاني القرآن. وإذا أخطأ المجتهد فلن يضرّ، ولكن إذا انعدم الاجتهاد وتوقف فإنّ القرآن يُضَرُّ، لماذا؟ لأنه يتجمّد ثمّ يكفُّ عن التّفاعل مع العصر، لأنّ حيويّة القرآن ترجع دائما إلى تفاعله مع العصر، أمّا العزلة والتجمّد، فيؤدّيان إلى الذبول، فمن هنا كان عدم الاجتهاد يؤدّي إلى عزلة القرآن وإلى فجوة هائلة بين الشّباب وبين الدّين، بين العصر وبين الدّين، وبين مساحات الأحداث، بين القرآن وبين الفعل، ومن هنا كان واجب الاجتهاد ضروريا. البعض يعترض بأننا إذا حاولنا تفسير القرن بالعلم، فمعنى ذلك أن نجرّ يقين القرآن إلى ظنّيات العلم، لأنّ العلمَ مليء بالظنيات والتخمينات والفروض، وردّنا على ذلك أنّ العلم ليس كله ظنيات وفروض وتخمينات، العلم فيه المسائل الظنّيّة وهي فروض ولكن فيه أيضاً المسائل الأكيدة المتيقّنة ... ثمّ إنّ القرآن في الحقيقة موسوعة، وهو ليس مجرّد شرائع وأحكام وعبادات، ولكنّه كتاب تناول جميع مناحي الحياة ثمّ فيه كثير من الآيات الكونية والفلك ونموّ الجنين، آيات في الأخلاق، وآيات في السياسة، وآيات في الحكم، وهنا أرى أن هؤلاء العلماء مندوبون في هذه الفروع إلى الجلوس على مائدة القرآن مع فقهاء القرآن ويجب أن يستمع إليهم لتُفهم هذه الآيات الكونيّة.".
من غيرهُ يا صديقي وأخي في الحرف والإنسانية، الدكتور مصطفى محمود كان سيَستوعبُ للعمق طريقتكَ الجديدة في التّناول العلميّ للقرآن الكريم، من غيرهُ سوى الملك الكريم مُحبِّ العِلْمِ والعُلماء الحسن الثّاني رحمه الله وجعل الفردوسَ الأعلى مثواه؟! ولربّما عرفتَ ماذا فعلَ بعد هذه الدّروس العلميّة الرّمضانيّة بخمسِ سنوات تقريباً، لقد ذهبَ إلى العاصمة الإيطاليّة روما وزار قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني!
لقد كانَ حقّاً رجلاً في قمّة التحضُّر والانفتاحِ الفكريّ، وكانَ يحرصُ على أن ينشأ أبناء شعبه على هذه المبادئ وإنّني أعتبرُ نفسي من المحظوظينَ جدّاً أن فتحتُ عينيّ ووجدتُهُ ملكاً على بلدي. لقد كنّا نحبّهُ جميعاً، وعشنا في عهده وعرفنا معنى الأمن والسّلمِ والسّلام. وهو حينما زار البابا كارول فويتيلا، وهكذا أحبُّ أن أناديه، قام بذلكَ لأنّه كان رئيساً للجنة القُدس، وكان مفوّضاً من طرف قادة الدّول العربيّة للاجتماع بقداسته، ولقد وجدَه رجلاً يتمتّع بشخصيّة فذّة وذا قدرة هائلة على التأثير في الآخرين. فهو كما يقول جلالته في كتابه (ذاكرة ملك)، رجل يجمع بين المثاليّة والواقعيّة، "ولا نراه وقد نزل من الطّائرة ووطئت قدماهُ أرضاً إلّا وقبّلها. فهل هي حركة لا إراديّة لمواطنٍ بولونيّ رزحت بلاده تحت وطأة الاحتلال مرّات عديدة على مرّ القرون؟ أو هل يريد أن يستدلّ بعمله هذا على أنّ الله موجود في كلّ مكان، وأنّ الأرض هي قبل كلّ شيء، وحيث كانت أرض الله؟".
لا شكَّ يا عزيزي مصطفى تعرفُ لماذا كان كارول يُقبّل كلّ أرضٍ وطئتها قدماه بمجرّد نزوله من الطّائرة، أليس كذلك؟ مرّت السّنون يا صديقي، وها أنذا اليوم أكتبُ مقالتي هذه من الدّيار الإيطاليّة، وأقول، لقد كان كارول يقبّلُ الأرضَ لأنّه كان شاعراً، وهو حينما استقبلَ صديقَه الملك المغربيّ في الفاتيكان فعل ذلكَ من بابِ الشِّعْر، وتخيّلْ ماذا قال له حينما رآه: " إنه لمن دواعي السّعادة والرّضا أن أحظى بزيارة جلالتكَ، لا سيما وهي أوّل زيارة يقوم بها سلطانٌ من المملكة المغربيّة إلى رئيس الكنيسة الكاثوليكيّة. وإنّي لأرى أنّ هذا الحدثَ هو في حدّ ذاته حابلاً بالمعاني السّامية، ويهمّني أن أؤكِّد ذلكَ علنًا أمام الشخصيّات الحاضرة هنا، وأوجّهَ لكَ أسمى آيات التّقدير والاحترام. إنّكَ لتحكمُ بلداً لا يستطيع أحد أن يُنْكِرَ ماضيه التّليد. وشعبكَ بشكلٍ خاصٍّ، يُعتبَرُ بين شعوب شمال إفريقيا وريثاً لحضارة عُرِفتْ بتميُّزها الدّائم في مجالات الثّقافة والفنّ والعلم، ولتقاليد عريقة وجليلة. ومن العدل والحِكمة تكريمُ هذا الشّعب اليوم، عبْرَ الإعلاء من شأن اللّقاء بهذا السّلطان الّذي يحكمه ويسهر على إعداده لمستقبلٍ زاهر. وهذه التّقاليد العريقة، هي أيضا تقاليد إيمانيّة، لأنّ المغاربة شعبٌ مؤمن، وصاحب الجلالة يريد أن يقودهُ تحت لواء احترام الله وتعظيمه. هذا الإله الّذي يجبُ علينا جميعاً أن نخضع له، ونسعى إلى أن تكون كلُّ أعمالنا تحت رعايته وإمرته. وهي المسؤوليّة التي تدفعكَ إلى حماية التطلّعات الدينيّة لرعاياك، وإظهار لطفكَ إلى ضيوفكَ من غير المُسلمين. أنا شخصياً أهنئكَ على روح الحوار التي تقودكَ إلى إقامة علاقات مع الكرسيّ الرّسوليّ تقديراً منكَ للكنيسة الكاثوليكيّة الّتي تسعى داخلَ مملكتكَ إلى المساهمة الفعّالة في إرساء لبنات التقدّم والازدهار والسّلام...
وبروح الحوار نفسهَا، أجدُ جلالتكَ تعرضُ اليومَ مسألةً يرتبطُ بها العديد من شعوب الأرض، وهي قضيّةٌ في غاية الحساسيّة. فأنتم هنا كمتحدّثٍ بِاسْم الكثير من الدول الإسلاميّة التي ترغب في التّعبير عن مشاعرها بشأن قضيّة القدس. لقد استمعتُ إلى جلالتكَ باهتمام كبير وأنتَ تعرضُ وجهات نظرهم وأفكاركَ وتأمّلاتكَ حول هذا الموضوع الذي كنتَ قد ناقشتَ معي خطوطه العريضة قبل بضعة أشهر في رسالة شخصيّة منكَ.
هذا ولا شكَّ لقاءٌ مهمّ جدًّا ومفيد. وأعتقد أن المدينة المقدّسة تمثل تراثًا مقدّسًا حقّاً لجميع المؤمنين بالدّيانات التوحيديّة الثّلاث الكبرى وللعالم بأسره، وفي المقام الأوّل للأشخاص الذين يعيشون فيها. لذا فإنّهُ يجبُ إيجاد دافع جديد، ونهج جديد يسمح بترسيخ قيم التّآخي، بدلاً من تضخيم الانقسامات، وبالوصول، بمساعدة الله، إلى حلّ ربما يكون أصيلاً، ولكنه قريب، ونهائي ومضمون. ويحترم حقوق الجميع.
من الممكن جدّاً أن نرى هذه الأمنيّة وقد تحقّقت أخيراً! لأجل هذا، أغامرُ راجياً أن تكونَ لمُؤمِني الدّيانات الثلاث القُدرة على رفع صلواتهِم إلى الله الأحد في الوقتِ نفسه، من أجل مستقبل أرضٍ عزيزة على قلوبهم.
من أجلكَ جلالة الملك، ومن أجلِ كلّ من يرافقكَ، ومن أجلِ الشّعب المغربي المُمَثَّلِ هنا، أطلب بركة الله ورعايته الّتي يخصّصها دائمًا لأبنائه الذين يتضرّعون إليه بالعطف والشّفقة".
ألم أقُلْ لكَ إنّهُما معاً شاعرانِ؟ مَنْ يستطيعُ كلّ هذا الحبّ والعطف والرّحمة؟ فقط من تفتّقتْ في قلوبهم أمطار الخير، ولأنّ المطر هو لغة الشّعر، فاسمع معي ماذا قالَ صديقُنا كارول للمغاربة حينما زار المغرب بعد خمس سنوات من لقائه بجلالة الملك الحسن الثّاني في روما: "أنا سعيد بلقائكم هنا في المغرب. المغرب لديه تقاليد عريقة في الانفتاح. لقد سافر علماؤكم خارج البلاد، وأنتم رحّبتم بعلماء قدموا إليكم من دول أخرى. والمغرب كان مكان للقاء الحضارات: فقد سمح بربط العلاقات مع الشرق، ومع إسبانيا وإفريقيا. وعُرف بالتّسامح. في هذا البلد الإسلاميّ، كان هناك دائمًا اليهود والمسيحيّون؛ وكان عيشهم دائما تحت ظلّ الاحترام والطّيبة. لقد كنتم ومازلتم بلداً مضيافاً. لذلك فأنتم أيها الشباب المغربيّ، مستعدون لأن تصبحون مواطنين دوليّين في عالم الغد، هذا العالم الشقيق الذي تتطلعون إليه مع شباب جميع الأمم.
أنا متأكد من أنكم أيها الشباب قادرون على إجراء هذا الحوار. فأنتم لا تريدون أن تكونوا مقيّدين بالأحكام المسبقة. أنتم مستعدّون لبناء حضارة قائمة على المحبّة. ويمكنكم العمل على إزالة الحواجز التي يخلقها الاستعلاء في بعض الأحيان، وفي كثير من الأحيان بسبب ضعف الإنسان وخوفه. وأنتم تريدون محبّة الآخر بغض النّظر عن بلده، أو عرقه أو دينه.
لأجل هذا فأنتم تريدون العدالة والسلام. فـ"السلام والشباب يسيران معًا" ، كما قلت في رسالتي بمناسبة يوم السلام العالمي لهذا العام. أنتم لا تريدون لا حرباً ولا عنفاً. وأنتم تعرفون الثمن الذي يدفعه الأبرياء. أنتم لا تريدون حتى التّسابق نحو التسلّح. ولكن هذا لا يعني أنكم تريدون السلام هكذا وكفى. فالسلام يسير يدا بيد مع العدل. وأنتم لا تريدون الظلمَ لأحد. أنتم تريدون السّلام في العدل.".

(في الصورة: قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني وجلالة الملك الحسن الثّاني، وجلالة الملك محمّد السّادس-آنذاكَ وليّاً للعهد- أثناء زيارة البابا التّاريخيّة للمغرب عام 1985.)

هكذا رأى البابا كارول المغاربة، وهكذا نحنُ في عيون كلّ المحبّين والعاشقين لمهد الإنسانيّة الأوّل، وهكذا قال جلالته الحسن الثّاني لصديقه البابا كارول فويتيلا وفقاً لما ورد في كتابه (ذاكرة ملك): "سماحة البابا، ادع لي كلّما سنحت الفرصة بذلك"، وفيما بعد نقل إلى جلالته أحد المقرّبين من سماحته ما أسرّ به إليه: "قل لجلالة الملك إنّني أفكّر يوميّاً في ملك المغرب وأدعو له. إنّها الإرادةُ الإلهيّة".
وأنا قبل أن أودّعكَ عزيزي مصطفى محمود أهديكَ والقرّاء الأفاضل الكرام في هذا الشّهر المبارك، قصيدة من قصائد الشّاعر البابا كارول فويتيلا ويقول فيها:
[(1)
ماذا يعني أنْ أُبْصِرَ
إذا كنتُ حقيقةً لا أرى شيئاً
وهذا الطّائرُ الأخيرُ
حينما انْحَدَرَ خلفَ الأفُقِ
أَخْفَتْهُ الموجةُ وسطَ البلّورِ
ونزلتُ معَهُ أكثرَ فأكثر
إلى أعماق تيّار البلّور البارد
وكلّما تدفّقَ الماءُ فوقَ الشّمس
اقتربَ انعكاس الضّوء
وكلّما ابتعدَ عنْهَا
فصلَهُ الظّلُّ
وكلّما ابتعدَ الظلُّ عن الشمسِ
انفصلتْ حياتي
وهذا يعني أنّه في الظّلام الدّامس
يوجدُ الكثيرُ من النّور
وأنّ الوردةَ التي تفتّحتْ حديثاً
تضِجُّ بالحياة
وأنّ الإلهَ قد نزلَ إلى شاطئ الرّوح.
*
(2)
الحبُّ شرحَ لي كلَّ شيء
وحَلَّ لي كلّ المعضلات
لأجل هذا أقَدّسُهُ
أينما كان.
لقد أصبحتُ أرضاً منبسطةً
ومُنْفتحةً على التيّار الهادئ
الّذي لا أثر فيه لموجةٍ صاخبةٍ
تحطُّ فوق الجذوع المكسوّة بألوان الطّيف
ولكن هناكَ الكثيرُ من موجة هادئةٍ
تُفاجئُ النّورَ في الأعماق،
وهذا الضّياءُ يتنفّسُ
فوق أوراق غير فضّية
وأنا ورقة مختبئة
في هذا الهدوء والسّلام
نجوتُ من الرّيح
ولا أتألّمُ لأيّ يومٍ يسقُطُ
لأنّني أعرفُ
أنّ كلّ الأيّام ستسقُط.
*
(3)
حينما يترسّخُ اللهُ في القلبِ
يُصبحُ وردةً متعطّشةً للشّمس الحارقة
تعالَ أيّها النّور من أعماق اليوم المُظلم
وحُطَّ فوقَ ضفّتي
ثمَّ اشتَعِلْ
بحيثُ لا تكونُ قريباً جدّاً من السّماء
ولا بعيداً جدّاً عنها
تذكّر يا فؤادي
تلك النّظرة التي تنتظركَ
ففيها الأبديّة بأسرها.
انْحنِ يا فؤادي
وانْحَنِي أيّتُها الشّمسُ السّاحليّة
المُضَبَّبَةُ في أعماق العيْن
انحني فوق زهرةٍ مُغْلقة،
فوقَ وردة.] من أنشودة الإله المختبئ.



#أسماء_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يُوسُفِيّاتُ سَعْد الشّلَاه بَيْنَ الأدَبِ وَالأنثرُوبُولوجْ ...
- الفَجْرُ فِي الحِلّةِ أجملُ وأبهَى: قراءةٌ في جبّار الكوّاز ...
- يوتوبيا البُرْج البابليّ في رواية (كائنات محتملة) للأديب الر ...
- خِطابُ الجَسَدِ في ديوان (وَصَايَا البَحْرِ) للأديب عبد النّ ...
- الكأس الكونيّة الكُبرى: قراءات جديدة في ديوان هيثم المحمود ( ...
- وادي الملوك
- رواية بوشكين (عربي قيصر) ترجمة د. نصير الحسيني
- من الإنسانِ الآليّ إلى الإنسان العاليّ في عرفانيّات #عبدالجب ...
- (26) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (25) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (24) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (23) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (22) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (21) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (20) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (19) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (18) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (17) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (16) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (15) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء غريب - وطني الفردوس