أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالعزيز حسن علي - السودان معضلة الاكتفاء بالدهشة عند البعض !!















المزيد.....

السودان معضلة الاكتفاء بالدهشة عند البعض !!


عبدالعزيز حسن علي
كاتب وباحث

(Abdelaziz Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 18:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما قامت الجبهة القومية الإسلامية بانقلاب الثلاثين من يونيو 1989، قامت بوضع قادة الأحزاب السياسية السودانية في سجن كوبر بما فيهم الدكتور حسن الترابي زعيم الكيزان (الاخوان المسلمين ) والعقل المدبر للانقلاب ، تلك الحادثة التي وثق لها الترابي فيما بعد عند اختلاف اللصوص علي تقاسم السلطة والثروة او اسم الدلع ( المفاصلة) بقوله " ارسلته للقصر رئيساً وذهبت للسجن حبيساً .

كوادر الاسلاميين كانوا مشغولين في تلك الفترة بما يسمي" بتنزيل الدين في حياة المجتمع " ، اما كوادر الأحزاب الأخرى فقد تم القبض عليهم بليل ونهار ، وارسالهم لبيوت الاعتقال السري التي سميت فيما بعد ببيوت الاشباح لتمارس عليهم الدروس العملية في التعذيب التي تعلمها الدكتور الجامعي نافع علي نافع واخوته نظرياً من كورسات مكثفة قبل الانقلاب في الدولة الإسلامية الإيرانية التي ورثت جهاز السافاك الإيراني من الشاه . لكن آيات الله ورسل الامام الغائب اضافوا الي الجهاز الجديد خلاصات من التعذيب الإسلامي كما وثق لها المفكر الكبير هادي العلوي في كتابه المميز “من تاريخ التعذيب في الإسلام" ، وأنواع اخري من التعذيب مستوحاة من النازية الأوربية ودكتاتوريات أمريكا اللاتينية !! لا تندهش عزيزي القارئ فالحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو اولي بيها ، وفي بعض الروايات فهو احق بها .

بعد شهور من التعذيب الممنهج والعابر للقارات داخل بيوت الاشباح تم ارسال الدفعات الاولي من معتقلي بيوت الاشباح الي سجن كوبر لينضموا الي قادة الأحزاب السياسية سجنا معروف من عهود ما قبل الاستعمار . وبدا احد القادمين الجدد يحكي لقادة الأحزاب وسط دهشتهم عن فظائع بيوت الاشباح ويكشف عن أجزاء من جسده توضح بجلاء اثار العهد الجديد ، عندها طلب احد القادة الكبار من زملائه اللحاق به في زنزانته، وبعد ان فعلوا قال لهم بحكمة سنوات عمره الممتدة سجوناً من الاستعمار مرروا بعبود ونميري " اعملوا حسابكم الزول دا مرسل من جهاز الامن بقصصه الفارغة دي عشان يهبُط معنوياتكم "!! .

مع تزايد اعداد خريجي بيوت الاشباح الحديثة لمدرسة كوبر القديمة زادت التفاصيل وتنوعت لتكتمل الصورة المرعبة ، وخلاصتها ان شعب السودان يواجه عصابة لا يحدها دين ولا اخلاق سودانية او اجنبية، وانهم رضعوا من تنظيمهم الجهل المقدس و كراهية غير محدودة للشعب السوداني ، وما تعارف عليه من مكارم الاخلاق ، الاخلاق التي لم يدعي الخاتم صلوت الله وسلامه عليه انه جاء بها، او بعث لتأسيسها بل قال بكل تواضع الرسل " اتيت لأكمل مكارم الاخلاق " ، الاخلاق التي منعت ابوجهل من اقتحام بيت النبوة لكي لا تقول العرب عنه" تسورنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد" . مسكين ابوجهل حتي بأخلاقه المميزة تلك لم يجد من شعب السودان من يفتخر بالانتساب اليه .

تذكرت هذه القصة وانا اطالع في الميديا ردود بعض افراد الشعب السوداني تجاه حادثة خطف واغتصاب ابنة السيد المحترم الخلوق الطيب عثمان -الامين العام للجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد - ، هذه الردود توضح بجلاء اننا لم نتعلم الدرس ، رغم ان الدرس قد تم تكراره علينا اكثر من مرة ، والدرس كان في اللحم والعضم ، وله ضحايا في المقابر ايضاً من جميع افراد الشعب السوداني ، لكننا للأسف لم نستوعب الدرس بعد ، رغم ما يقال ان الدهشة بداية التعلم ، لكننا ولله الحمد اثبتنا اننا نكتفي بالدهشة فقط ، وان العلم خلق لشعوب اخري غيرنا وحتي اشعاراً اخر .

كتب احدهم " لم تصل خصوماتنا السياسية خلال قرن من الزمان إلى هذا الدرك السحيق من الأخلاق"، مثل هذه الضبابية في تحديد العدو، ومعرفة أهدافه بدقة، وكيفية وسائله في الوصول اليها ، هو تماما ما استفاد ، ويستفيد منه الكيزان لارتكاب جرائم قادمات وترك بعضنا في محطات الدهشة المليون بعد المئة " ما معقول " بل ربما سيصل بعض الحكماء منا الي تكذيب القصة كلها تحت حكمة نبتت قديماً في سجن كوبر وتمددت الينا بالخيبات " اعملوا حسابكم الطيب وابنته مؤامرة كيزانية عشان تهبيط معنوياتكم ". واذا كان بالإمكان إيجاد عذر لذلك القائد لان الموضوع وقتها كان جديد عليه ، فكيف نعذر اهل الكهف منا .

"لم تصل خصوماتنا السياسية خلال قرن من الزمان إلى هذا الدرك السحيق من الأخلاق" أي كهف مريح كان فيه هذا الشخص يتابع مسلسلات الكرتون! الم يسمع من قبل باغتصاب النساء والأطفال وحرق القري في دارفور !ام ان ذلك الحرق والسحل والاغتصاب لم يتم بسبب خصومة سياسية ان وجدت ، بل لاختلاف فكري حول نظريات ما بعد الحداثة !! .

الم يسمع ذلك الحالم ورهطه ، بان طبيباً سودانيا في عهد دخول الإسلام السودان في العام 89 ، ان ذلك الطبيب قد تم تعذيبه حتي الموت وان الكيزان وجدوا وظيفة جديدة للمسمار - ايوا نعم ما تندهش ـ وظيفة بخلاف البناء والتعمير، وهي الغرس في رؤوس معارضيهم " لخصومة سياسية" .

الم يسمع بذلك المهندس الذي تم اغتصابه داخل بيوت الاشباح ، ولم يستطع عقله النبيل ان يفهم كيف " تصل الخصومة السياسية لهذا الحد " ليخرج فاقد العقل الذي كُرم به الانسان ليقتل نفسه بعد ان قتل زوجته واطفاله، وليقابل ربه العادل ويشكو اليه من أفعال رسله الجدد ومشروعهم الحضاري.
وفي كهف بعضنا الآمن الم يسمعوا بذلك المجاهد الرسالي في محكمة الشهيد الأستاذ احمد الخير عندما سأل عن وظيفته في جهاز الامن أجاب بكل فخر " اخصائي اغتصاب " ، ورغم ذلك يسعي بعضنا لأهل الشهيد في قوافل الصلح وقبول الدية وعفي الله عما سلف ، ويسعي بعضنا الاخر للتحالف السياسي مهم .

الكيزان يعرفون جيدا ماذا يريدون ، ووسائل تحقيق أهدافهم ، المشكلة فينا ، في ضبابية الفكر وخوار العمل ، والدهشة ، في الساعيين منا للسلطة والاستوزار علي اجساد الضحايا ، في التحالف مع المجرمين ووضع اياديهم مع ايادي ملطخة بالدماء ! فقد عرف العالم وسائل متعددة لمكافحة جريمة غسيل الأموال، لكن لم يتوصل العالم بعد الي الية لغسيل المجرمين من الدماء غير حكم القانون والعدالة التي تري ، والانتصار للضحايا . هل سمع احدكم عندما يتحدث الأستاذ الدكتور كمال عمر المحامي القيادي بالمؤتمر الشعبي الاسلامي عن ثورة ديسمبر وهو يقول " ثورتنا " تصدق يا مواطن ثورتهم !! ها قد فعلها الكيزان مرة اخري واهدوا الينا الدهشة .

الرسالة التي أرسلها الكيزان مع ابنتا، لها كل الحب وعاجل الشفاء ، بعد ان" خلعوا ملابسها واغتصبوها وحين هموا برميها" ابلغوها بان ما فعلوه هي رسالة لوالدها ، فهل تصل الرسالة الي الشعب السوداني الفضل هذه المرة!! وتزيل غشاوة الاعين وتسكت الي الابد ثرثرتنا عن " الاخلاق السودانية " و"العفو والتسامح" و"عدم اقصاء الإسلاميين" فالمطلوب محاكمتهم علي الجرائم ، وعزلهم عن الحياة السياسية والعامة كما تم من قبل عزل الأحزاب النازية في اوربا الكافرة عديمة الاخلاق كما يدعون .



#عبدالعزيز_حسن_علي (هاشتاغ)       Abdelaziz_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوش غورباتشوف و عنزة ولو طارت!
- مآلات سيناريو استمرار الاسلاميين في حكم السودان !!!
- حكايات سودانية – من طرائف الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير ...
- ظهور الامام الغائب علي كرتي الرسائل والدلالات !!
- الحركة الإسلامية السودانية تأملات في البداية والنهايات - شها ...
- السودان - التيار الإسلامي العريض رفع المصاحف على أسنَّة الرم ...
- حوار الشوري والديمقراطية


المزيد.....




- مصدر مطلع: إدارة بايدن أوقفت مؤقتًا شحنة ذخيرة إلى إسرائيل.. ...
- كيف تعزز نمو الشعر الصحي؟
- الجيش الروسي يعلن السيطرة على قرية في شرق أوكرانيا
- شاهد: علم فلسطين يرفرف في حفلة تخرج طلاب جامعة ميشيغان الأم ...
- شاهد: استعدادات الجيش الروسي لعرض الاحتفال بالنصر في الحرب ا ...
- شاهد: طلاب بجامعة جنوب كاليفورنيا يغادرون اعتصام مناهض لإسرا ...
- بوندسليغا- ليفركوزن يحقق رقماً تاريخياً بـ48 فوزاً دون خسارة ...
- كتائب القسام تنشر مشاهد قنص جندي إسرائيلي في غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مبان عسكرية لحزب الله في جنوب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في قصف طال قاعدة عسكرية قر ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالعزيز حسن علي - السودان معضلة الاكتفاء بالدهشة عند البعض !!