أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أنور فهمي عبده - جاءنا رئيس السلام















المزيد.....

جاءنا رئيس السلام


أنور فهمي عبده

الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 13:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وسط عالم أمتلأ بالحروب و الصراعات و الرعب و الفزع و الكذب و الخداع. وسط عالم فقد السلام و الطمأنينة جاءنا رئيس السلام.
تساءلت عن اعظم مولود في تاريخ البشر و كيف نستطيع ان نجزم بذلك. و اذا بي أقرأ هذه المناجاة لفيلسوف يتأمل في الخليقة العظيمة المدهشة.
وقف الفيلسوف يوما علي شاطيء البحر يراقب شجرة عملاقة عمرها عشرات السنين تبدو رائعة شامخة. و تخيل نفسه يسألها من الذي أوجدك و كيف صرت بهذه الروعة و الفخامة. فأجابت قائلة لماذا تسألني أسأل الطين الذي دفنت فيه عندما كنت مجرد بذرة صغيرة دفنوني فيه لأرتوي بمياه النهر فكبرت و نموت حتي صرت هكذا. ثم نظرت للتربة التي امتدت جذور هذه الشجرة لأعماقها فقالت لماذا تنظر الي و انت تري البحر الكبير يمتد الي ما لا نهاية يمتلأ بعجائب و أسرار لا تراها العين المجردة. فنظرت لتلك المياه الزرقاء الممتدة الي ما لا نهاية فقالت لي لماذا تنظر الي؟ أنظر الي هذه القبة الزرقاء المذهلة التي لا تستند علي عواميد و تمتد الي ابعد مما تتخيل. فنظرت للسماء فقالت لي لماذا تنظر الي و لا تري النجوم تتلألأ كل ليلة تتزين و تتجمل. فنظرت للنجوم فقالت لي لماذا تنظر الي و انت تري جمال القمر و بهائه. فنظرت للقمر فقال لي لا تنظر الي لأن سبب ضيائي هو سطوع الشمس علي. فنظر للشمس و هي تملأ الدنيا دفئا و ضياء و اشراقا و أملا فقالت لي لا تنظر الي انظر الي الملائكة التي تصدح نهارا و ليلا امام الخالق العظيم أنها تسبح و تمجد الخالق. فنظرت للملائكة فوجدتها تسبح و تعظم طفلا رضيعا في مكان وضيعا في مزود بقر تنشد بكل قوة و نشاط المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و بالناس المسرة. هتفت الملائكة و سبحت طفلا صغيرا يتعلق بثدي امه و هي تشير الي انامله الرقيقة التي صنعت السموات و سماوات السموات و الأرض و كل جندها و من عليها و البحار و كل ما فيها. هتفت بالتمجيد لمن ابدع الخليقة و الآن في دهشة شديدة تراه متجسدا في مزود حقير لأنه لم يجد مكانا بالمنزل. نعم ان امور الله عجيبة لا تخضع للانظمة السياسية او الدينية او الزمنية. لم يحتاج ان يأتي الينا في اجمل قصر او في احتفال ارضي بل احتفلت به السماء و ملائكتها. في الاماكن المرفوضة يتمجد الله و من خلال اصغر القديسين و اقلهم شأنا في المجتمع.
من ذلك الشخص الذي يحتفل العالم كله بميلاده؟ الملايين يفرحون في ذكري ولادته و يتحول العالم الي كرنفال؟ يصرفون الملايين في هدايا و احتفالات الميلاد؟ أنه ذلك الشخص الذي لم يجد له مكانا ليولد في بيت؟ من ذلك الشخص الوحيد في تاريخ البشر الذي ولد من عذراء؟
من ذلك الشخص الذي يهتز له عرش الملك هيرودس و يحاول قتله و يصنع مذبحة اطفال يموت فيها الالاف و ينجو؟ من ذلك الشخص الذي وقف امام اعدائه يتحداهم قائلا من منكم يبكتني علي خطية؟ من ذلك الشخص الذي يجلس مع العشارين و الخطاة و يفتش عن المتألمين و المنبوذين و المحتاجين و الفاشلين؟ من ذلك الشخص الذي يخونه اقرب الناس و يبيعونه؟ من ذلك الشخص الذي يقترعون علي ثيابه؟ فتحققت فيه نبوات التوراة و المزامير.
من ذلك الشخص الذي تحدث عن تفاصيل موته مع تلاميذه و اخبرهم بقيامته من قبل ان يموت؟ لم يكتفي يسوع بمعجزة التجسد العجيبة او التعليم العظيم او المعجزات المبهرة او الخدمة المخلصة بل ذهب الي هدفه الذي جاء لأجله و تممه و هو انه ضحي بحياته ليدفع ثمن خلاصنا و ينجينا من الهلاك الأبدي. من ذلك الشخص الي قام هازما الموت ظافرا مؤكدا لكل من له اذنان للسمع انه هو المخلص الوحيد؟ . نعم عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد. من البطن سمي قدوسا. الأبن الأزلي دخل إلي دائرة الزمن لأن وجوده سابق لميلاده. لذلك قال عنه إشعياء النبي إش9: 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ.
نعم أسمه عجيبا فولادته من عذراء ميزته عن سائر البشر. و حياته نموذج يحتذي في الكلام و التصرف كل مقارنة معه مستحيلة و كل حكمة أخري اعتراها الجهل و كل صلاح أخر شابه النقص. كان موسي حليما جدا، يوسف طاهرا، إيليا رجل الأيمان، دانيال رجل التقوي، أما يسوع أجتمعت فيه كل صفات القداسة و الكمال لأنه نبع النقاء. السماء ليس بطاهرة أمامه و ينسب لملائكته حماقة.
نعم أسمه يدعي عجيبا مشيرا. لم ينتظر مشورة من أحد لكن الكلمة أتخذ جسدا و حل بيننا. أذا تنازل الملك و لبس ملابس العامة و عاش وسطهم ليساعدهم و يوصل لهم رسالته بصورة اوضح و أعمق فلا غبار عليه.
نعم أنه إلها قديرا لم يلعن حظه يوما و لم يتأسف علي شيء، لم يرجع في كلامه، لم يرد سائلا، و لم يتردد في إجابة سؤال. تحدي رؤساء اليهود قائلا من منكم يبكتني علي خطية فلم يستطيعوا أن يجيبوه بكلمة.
قديرا في تعليمه و أقواله و افعاله و معجزاته. العمي يبصرون و العرج يمشون و البرص يطهرون و الصم يسمعون والموتي يقومون و المساكين يبشرون.
أنقذ الزانية من براثن الهلاك المحتم لأنه لم يأتي ليهلك بل ليطلب و يخلص ما قد هلك. عندما قال أنا هو خبز الحياة أشبع الخمسة ألاف بخمس خبزات و سمكتين. و عندما قال أنا هو نور العالم فتح اعين المولود من بطن أمه اعمي و عندما قال انا هو القيانمة و الحياة أقام لعازر بعد ما مات و دفن و أنتن في القبر بعد اربعة أيام.
نعم هو أبا أبديا فكل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان. يقول عنه الرسول بولس في كو1: 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.
رئيس السلام لأنه هو الذي صنع صلحا لنا بدم صليبه و كفر عن خطايا البشر و قال في يو3: 16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
ضمن لكل من يؤمن حياة أبدية و ترك سلامه قائلا "سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا لا ترهب قلوبكم و لا تضطرب".



#أنور_فهمي_عبده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تستمر في نسياني؟
- من يستطيع ان يغفر ذنوبي و يحمل دينونتي و ينقذني من الهلاك؟
- من هي اعظم انسانة في التاريخ؟
- من هو رئيس السلام؟
- تحدي الامبراطور
- من هو الاعظم؟
- خاشقجي اشهر مقتول في العصر الحاضر
- هل يحدث انقلاب عسكري في امريكا؟
- أين الله؟
- قرار بسيط و نتائج هائلة
- اعظم مولود
- أنين الخليقة
- ثورة روحية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أنور فهمي عبده - جاءنا رئيس السلام