أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة دالي - انا والأغنيات














المزيد.....

انا والأغنيات


فاطمة دالي

الحوار المتمدن-العدد: 7486 - 2023 / 1 / 9 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


انا والاغنيات
احتلت اليوم ام كلثوم المرتبة الواحدة والستّون في قائمة افضل المطربين وامّ كلثوم غنيّة عن التعريف طبعا فهي كوكب الشرق اوّلا وهي الستّ عند المصريين وهي العظيمة عند جميع من عاصرها ومن لم يعاصرها

فترة المراهقة و التأثر بمن حولي

في بداية الألفية الثانية كانت اغاني الراي الأكثر شيوعا بين شريحة المراهقين والشباب حينها كانت اغاني الشاب خالد والشاب حسني العاطفية واغاني مامي وميمون الوجدي الخ الخ تصدح في كلّ مكان وللأمانة فترة التسعينات في تونس خاصّة كانت فترة الخروج إلى النّور لم يعد ملفتا أن ترى في مدينتي فتاة ترتدي فستان او تنّورة فوق الرّكبة بل اصبحت الفتيات يرتدين ما يحلو لهنّ بكلّ ثقة و بدون خوف كان هذا نتيجة لهجرة العديد من أبناء البلد إلى البلدان الأوروبية خاصّة فرنسا وإيطاليا كما لم يعد غريبا أن ترى فتيات و شبّانا مجتمعين انا اتحدّث هنا عن مدينتي امّا العاصمة فاظنّ أنّها كانت تعيش أوج انفتاحها وتألّقها على ايّة حال هذه المظاهر لا تختزل الانفتاح والتحضّر لكن في ذلك الوقت كان لزاما للتأكيد على أنّ المجتمع قد تغيّر وتغيّر كثيرا
من كلّ النّواحي

مراهقتي لم تكن مرهقة لا بالنّسبة لي ولا لعائلتي كنت فتاة هادئة جدّا صامتة في أغلب الأوقات احبّ الموسيقى و الكتب و اللّعب بالكرة آخر الأسبوع أكثر اوقاتي كنت اقضٌيها في القراءة و احيانا برفقة صديقتي وهي قريبة لا املك اوقات فراغ لانّني كنت احاول ملء الوقت بكلّ ما يحلو لي شيء واحد لم أكن اهتمّ لأمره التجميل و الاولاد فقد كنت أملك اصدقاء كثر من الجنسين وهذا كاف بالنسبة لي
في هذه الفترة تأثّرت بمحيطي فأنا احبّ الكرة و اسمع موسيقى الراي لأنني عشت في أسرة أغلب أفرادها ذكورا وهذا أمر طبيعي

فترة الثانوية واغاني فيروز وجورج وسوف

في المعهد كانوا يذيعون كلٌ صباح اغاني فيروز
"" اعطني الناي وغنّي " و "يا طير يا طاير على أطراف الدني " فيروز لم تكن تغنّي لصباحاتنا كانت تصنعها بصوتها العذب كلمات أغانيها لم تكن كلمات كانت سحرا و تعويذات أبدية لا نشفى منها أمّا جورج وسوف فقد كان يذاع مساء بين الحصص تلك البحّة والكلمات الموجوعة والموجعة من جورج وسوف تعلّمنا الحبّ و الوفاء و قرأنا دروس الغدر و الخيانة وعزّة النّفس نحن نتعلّم من الاغاني أكثر من الحياة نفسها

الفترة الجامعيّة ومرحلة الاتزّان العقلي التامّ

كنت اجلس في شرفة غرفتي في منزل يطلّ على الشارع الرئيسي لأكبر حيّ بالمدينة كنت احضّر لامتحانات آخر السّنة عمري حينها 23 ايّام قليلة تفصلني على نيل شهادة الاستاذيّة مزاجي جيّد كما دائما وفجأة صدح صوت أمّ كلثوم من عربة أحدهم انتفضت في مكاني كمن أصابه مسّ ووقفت مطلّة برأسي على الشارع فتبيّنت مصدر الصّوت لاصرخ عمّي عمّي ارفع الصّوت التفت لي مبتسما و رفع صوت المسجّل هبطت مسرعة لاشكره و اشتريت فطيرة من عنده كان كلّ همّي أن أكون قريبة
بقيت أمّ كلثوم ترافقني إلى اليوم بعدها تعرّفت على أصوات جديدة اهمّها زياد الرّحباني واغانيه الجدليّة ما لاحظته كمستمعة أنّ كلاهما زياد الرّحباني و أمّ كلثوم لا يربطهما أيّ رابط بالعلاقات العاطفية كلاهما يغنيّان لشريحة معيّنة من المستمعين اولئك الذين لا يبكيهم الحبّ و لا يعذّبهم الشّوق اولئك الذّين يحبّون ببطء و ينسون ببطء اكبر لكن لا يتغيّرون
هذا النّوع المرفوض و النّادر



#فاطمة_دالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسقط الرئيس القادم
- أشياء بسيطة تسمّى وطنا
- انتخابات 2019 : الانقلاب النّاعم
- أيمن العثماني : صوت قُتل قبل الأوان
- تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث


المزيد.....




- لحظات مؤثرة بين كوبولا وهيرتسوغ في مهرجان فينيسيا السينمائي ...
- مهرجان البندقية السينمائي.. دعوات للتنديد بالأفعال الإسرائيل ...
- رحلة حزب الله من البيئة الفكرية إلى الساحة العسكرية والسياسي ...
- محمد ثروت نجم احتفالية الأوبرا في ذكرى المولد النبوي على الم ...
- ماذا وراء -أكبر سرقة كتب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثاني ...
- الصوت يُعيد القصيدة
- الكتاتيب في مصر: ازدهرت في عصر العثمانيين وطوّرها علي باشا م ...
- رواية -مغنية الحيرة-.. يا زمان الوصل بمملكة الحيرة
- -اللي باقي منك-... فيلم عن مراهق فلسطيني يمثل الأردن في أوسك ...
- المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار يدعو حكومة بلاده لقطع العلاق ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة دالي - انا والأغنيات