أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاطمة دالي - أيمن العثماني : صوت قُتل قبل الأوان














المزيد.....

أيمن العثماني : صوت قُتل قبل الأوان


فاطمة دالي

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 01:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قُتل أيمن العثماني برصاصة وقالوا على وجه الخطأ ، الرّصاصة حسب قول القتلة كانت مرتدّة واعترضها جسد الفتى الغضّ الذّي لم يُجد فنّ الهروب من الموت فاستقرّت في ظهره لتُرديه قتيلا .
على سبيل الخطأ قُتل أيمن العثماني وعلى سبيل الخطأ أيضا قُتل عمر غرقا بعد محاصرته من قبل أعوان الامن الذّين لم يستجيبوا لتوسّلاته بأن يتركوه وشأنه فهو لا يعرف السّباحة وهذا ما أخبرهم به ، لكنّ ردّ الامنّي كان واضحا وحاسما "تعلّم عوم" فما كان من عمر ، الصبيّ الذّي لم يكن يحسن تقدير الامور و لا يجيد حسابات اخرى غير الهرب من قبضة الامنيّين ، الاّ أن يقفز في الوادي معتقدا أنّ مياه الوادي قد تكون أرحم به .
وعلى سبيل الخطأ والارتداد أيضا قُتل معظم شباب تونس غرقا في البحر اثر محاولتهم الهرب من الجوع ومن الرصّاصات المرتدّة التّي تتربّص بهم وبوجودهم على تراب وطنهم .
وعلى سبيل الخطأ أيضا قتل شكري بلعيد و البراهمي ، الاوّل بأربع رصّاصات واحدة بالرّأس وواحدة بالرّقبة و رصّاصتين بالصّدر والثّاني بأربعة عشرة رصّاصة في أنحاء متفرّقة من جسده .

ويأتي تقرير الطّب الشّرعي ليؤكّد أن ّ الرّصاصة كانت مباشرة ولم تكن مرتدّة
ماذا يعني هذا ؟
هذا يعني أنّ من صوّب كان يريد أن يقتل وكان ينتظر حتّى آخر ثانية من عمر الرّصاصة اللّحظة المناسبة للتصويب
لكنّ أيمن لم يكن مجرما ولا ارهابيّا ولا هاربا من العدالة ولم يكن حتّى لصّا ولم يكن يحمل سلاحا ولم يهدّد احدا بالقتل ولم يكن بحوزته رهينة مثلما نشاهد في الافلام .
حادثة قتل أيمن لا تختلف كثيرا عن حادثتي اغتيال شكري بلعيد او البراهمي فالجاني وان لم يكن واحدا فارادة القتل لدى الجناة كانت واحدة و رغبة انتزاع الحياة كانت واحدة و قرار اخماد الصّوت كان واحدا .
جاءته رصاصة غادرة من الخلف بينما كان يحاول تسلّق السّور هربا من قبضة اعوان الديوانة فهو وحده يعلم حجم الألم الذّي سيتعرّض له مع كلّ ركلة بأحذيتهم العسكريّة .
هرب أيمن لأنّه لا يريد أن يقتل ركلا لكنّه لم يكن يعلم أنّ الغدر سيكون له بالمرصاد في زمن لا يعرف لغة سواه .
أيمن لم يكن سياسيّا ولا معارضا ولكن يوما ما سيصبح كذلك او قد يكون في الصّفوف الاولى لثورة مرتقبة لو بقي على قيد الحياة .
قُتل أيمن العثماني لأنّه مفقّر ولأنّه لا يمثّل الاّ المتاعب كغيره من المفقّرين الّذين يعتبرون عالة اجتماعيّة وسياسيّة واقتصادية تهدّد أمن الطّغاة في عروشهم مثلما يمثّل ايّ طفل فلسطيني تهديدا للكيان الصّهيوني الذّي اغتصب أرضه مستعينا بحكّامنا الأشاوس
هذه الحسابات البسيطة لن يغفل عنها عقل واع باختناق الوضع اقتصاديّا وسياسيا عربيّا وعالميّا مرحلة ستحدّد فيها الاولويّات و تُتخّذ فيها القرارات وسيكون البقاء فيها للأقوى على حساب الأضعف وللأثرى على حساب الأفقر وللأكثر تمسّكا بقيم النّذالة و الانحطاط الاخلاقيّ على حساب اولئك الابرياء الذّين لا يجيدون منطق العمليات الحسابية البسيطة فأكلهم الفقر والقهر و داستهم الأحذية العسكريّة .
لكنّ قتل أيمن ببرودة الدّم تلك ليس اشكالا ولا يمثّل نهاية العالم الذّي يأكلنا الواحد تلو الآخر لأنّ الجاني ببساطة لن ينال عقابه ولن يُفصَلَ من عمله على أقّل تقدير وليس غريبا أن يكرَّمَ في قادم الأيّام أو قد يقع ترقيته او توسيمه .
هذا لا يهّم لأنّ الجريمة ستُنسى وسيمّر الكلام مرور الأيّام ولن يعاقب أحد سوى هذا الشّعب على جريمة لم يقترفها جريمة وجوده المقلق لحكّامه وطغاته.
وبين صمت الجميع و برودة الرّصاصة و تخاذل المتخاذلين يصبح القتل اعتياديّا و يوميّا و يصير الدّم مستباحا بسبب أو بدونه هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح
نحن إلى أين ؟



#فاطمة_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث


المزيد.....




- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاطمة دالي - أيمن العثماني : صوت قُتل قبل الأوان