أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاطمة دالي - تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث














المزيد.....

تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث


فاطمة دالي

الحوار المتمدن-العدد: 5962 - 2018 / 8 / 13 - 18:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    




مرّت ثمان سنوات على الثورة التونسية ولا جديد يُذكر ولا قديم يعاد ،سوى انّنا أعدنا انتاج نفس النّظام الذي قطعنا رأسه وبقي ما تبقّى ليعيدنا لنفس دائرة النّضال من أجل الحرّية والكرامة .
ثمان سنوات انقضت ولازال الشّعب يحلُم رغم انّ الحلم استعصى عن الاتيان بكلّ جديد ، في ظلّ لا مبالاة الحكومات المتعاقبة التي لا ترغب في امتلاك رؤية سياسية واضحة تنقذ اللبلاد من وضعها الآني .

ولا غرابة أن ترى البعض يتأسّف على أيّام المخلوع ، ليس خطأ منهم إن فعلوا في ظلّ وضع اقتصادي واجتماعي وأمني كارثي بأتّم معنى الكلمة .
فمع انتشار البطالة والتّهميش وزيادة نسب الجريمة والتقهقر الاقتصادي والاجتماعي وضرب قطاعي التّعليم والصّحة ناهيك عن العمليات الارهابية التي تطلّ علينا بين الحين والآخر ناسفة أرواح الابرياء من أبناء شعبنا لتضرب أمننا وتثير حيرتنا وفزعنا وتقضي على أحلامنا او على ما تبقّى منها .

و الطّريف في كلّ هذا لا مبالاة الحكومة بما يجري "تحت" بينما تضجّ مجالسهم بالصّراخ "فوق" !
ولئن استخدم نظام المخلوع العصا الغليظة لتكميم الافواه وضرب الحرّيات وفَتح سجونه لاخماد صوت كلّ معارض انتهجت هذه الحكومات طرق مبتكرة فصمّت الآذان _كخطوة أولى _ عن متطلّبات الشّعب واحتجاجاته عن سياساتهم القمعية المبتكرة بدءا برفع الاسعار وضرب الامن وانتهاء بقطع الماء والكهرباء و قطع المواد الاساسيّة و قطع الادوية .

واذا ما اعتبرنا ضرب الامن الغذائي ليس كافيا لتركيع الشعوب و محو تصوّراتهم عن الحرّية والعدالة الاجتماعية فالامن بمفهومه العامّ قادر على فعل المعجزات .
وقد تساءل الكثيرون عن الوضع الامني في تونس وعن سوء التجهيزات والامكانيات المادية و اللوجيستية والتنظيمية للاجهزة الامنيّة مع كلّ عمليّة ارهابيّة .
والحال انّ الحكومة تلقّت سنة 2016 مساعدات أمنيّة من قبل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID بقيمة 69 مليون دولار من جملة المساعدات المقدّرة ب4, 117 مليون دولار
السؤال يطرح نفسه هنا ، أين تذهب هذه المساعدات ؟؟

تساؤلات كالعادة لم تُفض لشيء سوى للمزيد منها الاّ إذا كانت هذه المساعدات مخصّصة لحماية النظام وحكومته من تآمر الشّعب وشغبه!

لا مكان للصّدف في اللّعبة السياسيّة فالمسألة الامنيّة مسألة قابلة للمساومة وعلى المواطن أن يختار إمّا العيش بأمان أو العيش بكرامة ،و هذه المسألة في الحقيقة لا تقبل التجزئة أو الفصل ، إذ كيف يمكن أن أعيش آمنا وأنا فاقد لأبسط مقوّمات الكرامة والعكس صحيح.

انّها السّياسة الامنيّة المبتكرة لفرض التوجّهات ولتمرير ما لا يجب تمريره ، فقانون مثل قانون المصالحة لم يكن من الممكن ان يمرّ لولا العصا الزجريّة التي تمسكها الحكومة في وجه خصومها ليس من المعارضين فحسب ومن قوى المجتمع المدني الرّافض لهذا القانون باعتباره قانونا يبرّر الفساد ولا يعاقب المفسدين من رجال الاعمال الذين تمعّشوا في البلاد زمن المخلوع و الذين اعتبروها حكرا لهم ، امّا ما تبقّى من الشعب ليسوا الا هامشا على ورقة الوطن!
والحكومة التونسية كغيرها من الحكومات العربية غالبا ما تنجح في تبرير افعالها حيث اعتبرت قانون المصالحة جسرا لبناء دولة القانون ولاعادة ثقة المواطن في مؤسّساتها . بهذه الصّيغة وبغيرها من الصّيغ المغالطة التي تتخذّ من الكلمات الرّنّانة غطاء لتمرير قوانين وتوجّهات لا تحترم حقّ المواطن في الرّفض وفي محاسبة المفسدين الذين نهبوا البلاد و سرقوا خيراتها صباحا مساء وأيّام الآحاد على امتداد 23 سنة.
ايجاد مثل هذا النوع من التبريرات يصبح صعبا بل ومستحيلا إذا قام الشّعب بالاحتجاج في دولة القانون للمطالبة بالتشغيل او لرفض سياسات الدولة التشغيلية في مثل هذه الحالات ستعود العصا الغليظة للعمل مجدّدا وهو ما نشهده كلّ يوم تقريبا انطلاقا من المحاكمات المتعدّدة و المتكرّرة التي تطال الشباب في مناطق مختلفة من البلاد من سيدي بوزيد و القصرين الى المهدية وصفاقس ومنّوبة الخ..

وعليه تكون النتيجة كالآتي ؛امّا القمع و القبول او الزّج في السجون !!
ليس هذا فحسب فالمنظومة الامنيّة لا شغل لها الاّ قمع هذه الاصوات في حين تكتفي بالصّمت والمشاهدة في حال تعرّضت حياة المواطن للتّهديد من قبل أشخاص مهمّشين بدورهم . لا يوجد تفسيرا أكثر وضوحا لما يحدث على أرض الواقع بعيدا عن عليائهم، انّها سياسة الطّحن ، دعهم يطحنون بعضهم تحت حتّى يتسنّى لنا الوقت لطحنهم فوق!! إذ لا مجال لمقارعة غضب الجماهير الاّ بابتزازها و محاربتها نفسيّا وإنهاك قواها وجعلها تبدو بلا قيمة تُذكر.


فما معنى أن ينتحر شابّ(ة) عاطل (ة)عن العمل في احدى الولايات او امام احدى الوزارات ، لا معنى البتّة لكن كلّ المعنى أن يربح يوسف الشاهد معركته السياسيّة دون أن يفوّت ضحكة المنتصر في قصر قرطاج هكذا نقتل الواحد تلو الاخر و بدم بارد ..نقتل قهرا و غضبا و على دفعات لا يهمّ ..فثمن الكرامة باهظ و ما علينا الاّ دفعه مهما كان بخسا في نظرهم .



#فاطمة_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاطمة دالي - تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث