أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة دالي - أشياء بسيطة تسمّى وطنا



أشياء بسيطة تسمّى وطنا


فاطمة دالي

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 23:59
المحور: الادب والفن
    




الوطن كلمة من ثلاثة حروف تختزل كلّ الاشياء
البيت ..العائلة ..الارض ..رائحتها ، الصباح.. المساء الفصول باعدادها ..السماء باختلاف الوانها.. بل انّها تختزل ما ابعد من ذلك

ان تخرج باكرا و تتجوّل في ازّقة مدينتك وشوارعها
ان تشعر بانّ هذا الصباح هو لك وهذه الشوارع هي انت و هذه الازّقة هي ازّقة قلبك

اوّل من ترى في شوارع مدينتك المسؤول على نظافتها ينظّف ما افسده احدهم البارحة قد يكون هذا الاحدهم مسؤولا ما استيقظ صباحا ما يرتشف قهوة ما و يتصفّح جريدة ما ويقرأ اطنابا ما عن نفسه.

الوطن هو البائع المتجوّل بعربته يقدّم بضاعته بابتسامة يطلق النكات فتضطرّ للتوقّف لانّك تحبّ النكات وتشتري نكتة وابتسامة بثمن بخس هو يفرح لانّه ربح المال وانت تفرح لانّك ربحت ابتسامة

وهو سائق التاكسي الذّي يحملنا الى وجهتنا يشاركنا الحديث يضحكنا يقدّم لنا نصيحة مجانية ولا يعير اهتماما اذا اخذناها بعين الاعتبار ام لا

الوطن هو امرأة مسنّة تقطع الطريق فتهبّ لمساعدتها واخرى حبلى لا تقدر على حمل نفسها من الاعياء فتسرع لنجدتها توقف لها سيارة اجرة و توصي السائق بها خيرا

الوطن هو مراهقان يتخاصمان فتتدخّل لايقافهما فيتراجعا عن ذلك و تكمل معهما الطريق محاولا
اقناعهما بلا جدوى ما يفعلانه تحدّثهم عن أشياء جميلة يمكن ان يفعلاها معا كأن يستمتعا بالموسيقى او بمطالعة كتاب او مغازلة فتاة .

الوطن هو الامّ تصحب ابناءها الى المدرسة تستوقفك لتحدّثك عن الاشياء التي تقوم بها على امتداد يومها تلقي عليك متاعبها تسمعها و تخفّف عنها وتقدّم لها نصيحة وانت تعلم انّها ليست بحاجة لاكثر من ان تسمعها

الوطن جارك السبعيني يخرج صباحا يلقي عليك تحيّة وابتسامة تحيّيه بكلّ الفرح الصباحي وتبتسم

الوطن هو ذلك الفضولي الذي نسمّيه "متطفّلا" الذي يتدخّل في شؤوننا بدون اذن منّا الذي يسأل كثيرا و يتحدّث كثيرا و "ينبش" كثيرا ذلك الذي يغضبنا احيانا واحيانا اخرى يضحكنا بأسئلته التي لا تتوقّف

الوطن هو النّسوة يتمارين في اعداد الفساتين التي يمتلكن اللاّتي يحلو لهنّ الحديث عن ازواجهنّ وعن علاقاتهنّ الاكثر حميميّة يضحكن خجلا كأنّها المرّة الاولى التي يدور فيها هذا الحديث أو كأنّهن تزوّجن البارحة

الوطن هو أطفال الحيّ المزعجون وهم يلعبون الكرة في شارع لا يتعدّى عرضه متران فتطردهم أحيانا وأحيانا أخرى تتركهم يلعبون لانّك تعلم ان لا مكان آخر بوسعهم اللّعب فيه

الوطن هو سكّير الحيّ معلّمه وحكيمه يحترمه الجميع يحكي حكايات شبابه يخبرك بأنّك لم تحيا مثله ولن تحيا يتنهّد ويزفر يرمقك بنظرة شفقة لانّك صفر التجارب تضحك فيغضب ثمّ يضحك تحبّه لانّك تعيش حكاياته

الوطن هو الحبيب الذي يذرع الشارع ذهابا وايّابا ليرى حبيبته ينتظرها في نهاية الزقاق يتغازلان قليلا يمسك يدها تجذبها و تجبره على الذّهاب فيتعنّت تضحك فيضحك ووراء الضحكات تختبئ الف أمنية



الوطن هو نحن
هو هذه الاشياء البسيطة
هذا كلّ ما نملكه في الوطن
ان تحبّ هذه الاشياء البسيطة ان ترى فيها وطنا
ان لا ترغب في شيء اكثر من ان تستمرّ
ان تحبّ وطنا على بساطته ذلك هو الوطن



#فاطمة_دالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات 2019 : الانقلاب النّاعم
- أيمن العثماني : صوت قُتل قبل الأوان
- تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث


المزيد.....




- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس nategafany.emis ...
- “رابط مباشر” نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم ال ...
- امتحان الرياضيات.. تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي وال ...
- هيلين كيلر.. الكفيفة الصماء التي استشارها رؤساء أميركا لعقود ...
- 40 عاما على إطلاقه.. ماذا تبقى من -نقد العقل العربي- للجابري ...
- فيلم -شرق 12-.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي
- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة دالي - أشياء بسيطة تسمّى وطنا