أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم المحبشي - في أنثروبولوجيا اللهجات المحلية التي تحجب المعنى














المزيد.....

في أنثروبولوجيا اللهجات المحلية التي تحجب المعنى


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 11:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


زرت معظم الدول العربية من جنوب الجزيرة العربية في اليمن وعمان إلى شمالها في مصر والسودان والشام ومن بغداد في المشرق العربي إلى المغرب والجزائر في الشمال الإفريقي وما بينهما دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية وفي كل البلدان الصغيرة والكبيرة التي زرتها وأهما أم الدنيا لغرض الدارسة والبحث والتفرغ العلمي والمشاركة في ملتقيات ومؤتمرات ثقافية وعلمية ومكثت فيها مدد متفاوتة بالطول والقصر. سنحت لي الفرصة للتعرف على ثقافاتها المحلية المتنوعة التي تشكلت عبر التاريخ الطويل من التباعد الجغرافي والانقطاع الحضاري بين الدول العربية المستقلة بحدودها السياسية الحديثة وربما كانت هذا الخبرة هي التي حفزتني للبحث في مشروع المشترك الثقافي والدراسات الثقافية العربية المقارنة إذ وجدت أن المجتمعات العربية، تزخر بجملة واسعة من القواسم الثقافية المشتركة؛ في اللغة والعادات والتقاليد والافكار والمعتقدات والأمنيات والاحلام والقيم والاطعمة ومع ذلك يجد المرء صعوبة في فهم معاني الكلمات والإشارات والرمز الشعبية المتداولة في الحياة اليومية في الأقطار العربية المختلفة فكلمة ماشي باللهجة المصرية الجميلة تعني باليمنية لا يوجد شيئًا. وكلمة يعطيك العافية في اللهجة المغاربية تعني يعطيك الموت بينما تعني في الشامية الحياة الطيبة. وكلمة يحتوي وحوى في المغرب العربي لها دلالة بالغ الحساسية بينما هي في العربية الفصحى تعنى محتوى الشيء أو مضمون الكتاب وكلمة اقشعني في العراقية الحانية تعني اتبعني بينما تعني في العربية الجنوبية اطرحني أرضا وكلمة لبوة في اللهجة المصرية لها دلالة غير مستحبة بينما في العراقية دلالتها ايجابية. وكلمة كلمة سوه في الجزائرية لها دلالة بالغة الحساسية بينما هي في اليمنية أحد أنواع الخضروات وكلمة الكسكسي في المغرب العربي تعني وجبة شعبية شهية بينما تثير الابتسامة عند من يسمعها في المشرق العربي. وهكذا دواليك ثمة لهجات محلية في كل قطر عربي وربما تنويعات مختلفة للكلمات في اللهجات المحلية لكل بلد بمفردة يصعب فهمها بالنسبة للزائر الغريب فإذا لم تكن لديك ثقافة أنثروبولوجية في الأقطار العربية سوف تقع في مطبات لغوية كثيرة وانصح بقراءة الأنثربولوجيا الثقافية لمن يريد أن يفهم الاختلاف في معاني الكلمات العربية فليس لكل كلمة المعنى ذاته في الدول القطرية المختلفة. وهذا ما يستدعي الاهتمام بالدراسات الأنثروبولوجية الثقافية بين الاقطار العربية والانثروبولوجية الثقافية هي مفتاح فهم الكثير من الالغاز والرموز الثقافية الشائعة والخفية. وهذا ما أدركه علماء الأنثروبولوجيا الغربيون الذين اهتموا بدراسة الفروق السيمائية بين الثقافات الشفاهية والكتابية. اذ قام علماء الإنسان وعلماء الاجتماع وعلماء النفس وعلماء اللغة بأبحاث ميدانية من مجتمعات الشفاهية الثقافة وخرجوا بنتائج مذهلة وعلى درجة كبيرة من الأهمية حول نمط العلاقة بين الثقافة الشفاهية والكتابية وخصائص كل منهما. إذ ان الموجة الجديدة في الكتابات الاتنوغرافية الغربية قد تميزت بالعناية والاهتمام بالذوات الفاعلة المنتجة للخطاب وجعل صوتها جزءاً من النص المنتج . الأمر الذي كان يتم تجاهله في الكتابات الانتروبولوجية السابقة في سياق الاحتفاء وراء الموضوعية والأساليب العلمية التي - حسب ادعاء الباحثين الأوائل ــ تتحكم في اختيار البيانات وتنظيمها لإنتاج نص مرجعي يمثل ( حقيقة ) المجتمع المدروس وتطمس حقيقية أن الانثروبولوجي هو الذي يتحكم بالشروط الموضوعية لإنتاج النصوص .
وهكذا ظهرت كتابات اثنوغرافية تجريبية في محاولة لإعطاء الذات صوتا في النص النهائي ، كما جاء في دراسة أبو لغد بعنوان ( ايسا ) 1981م ، والتي أثارت ضجة كبيرة عند ظهورها، وهي قصة حياة امرأة من مجتمع إفريقي كما روتها نيسا للباحثة . والملمح الآخر للمراجعة النقدية هو الاهتمام بتبيان الشروط التاريخية والاجتماعية (لتكوين الحقيقة )، وذلك من خلال تدوين آليات العمل الميداني وكيفية بلورة الباحث لمعرفته عن الآخر . وهذا ما فعلة الانتروبولوجي الأمريكي رآبنو " Rabinow " 1977م في دراسته للمجتمع المراكشي في المغرب العربي . فضلا عن عدد آخر من الدراسات الاثنوغرافية عن المجتمع المغربي التي اهتمت بتدوين ( الحوار الانترغرافي ) في محاولة لإبراز كيفية الحصول على المعرفة فضلاً عن المعرفة ذاتها(تامينيان، 1997: 23).
وقد عرف هذا الاتجاه ( بالأنثروبولوجيا التأويلية ) كتب الباحث الأمريكي، ستيفن كيتون Steven Caton " في اثنرغرافيا الشرق الأوسط ، التي ألم بها أكثر جاءت أعمال ك. جيرتز 1979 وإيكمان 1976م وروزن Rosen 1976م وميكر Mocker 1979م وآخرين، لتجسد المنهج التأويلي بصورة رائعة .. لقد أشاروا جميعا بدرجات متفاوتة إلى أهمية " اللغة " لفهم القضايا التأويلية التي يدرسونها ، وهذا ما يفصح عنه عمل ( روزن ) الذي يعد أحد ممثليها الرواد ؛ إذ كتب : " يعتبر الدور الذي تلعبه اللغة ، في تكوين العلاقات الاجتماعية ، مكملا لوحدة المجال الاجتماعي والإدراكي للحياة في ( سفرو ) بلدة في المغرب العربي . بالطبع ، ليس هناك غموض في ما يتعلق بالدور المركزي للكلام في مجتمعات الشرق الأوسط . إنني كمراقب لمناورات أهل سفرو ضمن نطاق الألفاظ ومعانيها المتاحة لتشخيص علاقاتهم، أدركت أن الاستعمالات اللغوية ليست ببساطة بطاقات تلصق على عدد كبير من المراكز والأدوار الاجتماعية القائمة وإنما كانت جزءاً مكملاً للخلق الفعلي لتلك الأدوار" (كيتون، 1997: 157).



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيما يشبه مسح الصفحة وعام جديد أفضل
- فيلسوف اليمن الذي مات وهو يبحث عن وطن
- بمناسبة يوم التضامن الإنساني
- الدين والتدين والإنسان والبيئة
- على طريق مؤتمر الاستشارة الفلسفية والعلاج بالفلسفة
- بروميثيوس اليمن الذي لم يفقد الأمل
- نزع السحر عن العالم والمس الأخير
- في المجتمع والنظريات الاجتماعية
- في تحولات النقد والعقل وميلاد الحداثة
- الإعلام الرقمي، الخصائص ، التحديات ، الفرص
- المؤسسات العامة بوصفها شبكات حماية للمجتمع
- تأملات في نهاية عالم كنا نعرفه
- فلسفة التاريخ في القرن التاسع عشر
- في معنى التاريخ وفلسفته
- في فلسفة التاريخ النقدية
- الإنسان مبدع العلوم وموضوعها
- حينما لا تجد الذات من يعينها
- حوار عام عن الديني والفضاء العمومي مع الأستاذ الدكتور بن شرق ...
- من سؤال الإنسان إلى سؤال التاريخ
- الكائن والكينونة والاسطورة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم المحبشي - في أنثروبولوجيا اللهجات المحلية التي تحجب المعنى