أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -التاريخانية اللاارضوية-والازدواج المجتمعي؟/3















المزيد.....

-التاريخانية اللاارضوية-والازدواج المجتمعي؟/3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليقل الارضويون بان المجتمعات هي ( تجمع + انتاج الغذاء)، فالمقصود هنا هو المجتمعية الارضوية بكل ابعادها ومافيها، واولها الغذاء الذي هو حاجة ليست ابدية، بل قابله للايقاف وللاستغناء عنها مع تحول الكائن البشري الى الطور مابعد الجسدوي الارضوي، بالمقابل فان المجتمعات كظاهرة، هي بالاحرى وبحسب المنظور اللاارضوي الذي يرى المجتمعية كحالة انتقال الى الحياة الكونية فوق الارضوية، بناء للاعتقاد بان الحياة البشرية ليست موقوفة على الارضوية، التي هي عتبة انتقالية لطور حياتي اخر .
مع هذا فان البشر يظلون يعيشون حياتهم ويفتكرونها ارضويا، واقعا ومستوى اعقال، وهو بالاحرى حال الانتكاس دون المقصد الابعد للحياتيه، يقع مباشرة بعد اول حالة او الابتداء الاول اللاارضوي السومري، الذي يقوم ويتبلور ضمن اشتراطات تجعله غير قابل للتحقق الاني، ولا للغلبة، لاسباب جوهرية مادية واعقالية، فالعقل وقتها لايكون في مستوى وحال تصيّري يتيح له الارتقاء لمستوى ما يوجد ضمنه، بانتظار طور ورحله لازمة من التصير والنضج الاعقالي، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فان وسائل الانتاج الابتدائية اليدوية، تماثل بالفعل مسالة الانتاجية الجسدية الانتقالية مابين الحيوانيه والانسانية / "الانسايوانيه"، بينما الانتقال للحياة الاخرى، يتطلب انبثاق وسيلة الانتاج "العقلية" مافوق الارضوية، مابعد اليدوية، والالية الابتدائية، اي على وجه التحديد "التكنولوجيا العليا".
مقابل الانتكاسية اللاارضوية البدئية التي تتيح غلبة الارضوية على مدى زمني ليس بالقصير، تقع على الجانب الانشطاري الطبقي، "انتكاسة" هي الاخرى بدئية من نوع عالمها، يقول ماركس انها تتمثل في عدم امكان تحقق "الشيوعيه البدائية"، وان عودة هذه مع ممكنات تحققها، موصولة هي الاخرى بانقلاب وسائل الانتاج من اليدوية الى الالية، مامن شانه تكريس فكرة العودة على بدء يكون في حينه غير قابل للتحقق على المنقلبين الانشطاريين، الاعلى اللاارضوي، ومقابله الطبقي الاعلى دينامية داخل صنفه ونمطه الارضوي، هنا نصل لمحطة "فك الازدواج" المزدوج التجسد هو الاخر، ففي الموضع الانشطاري الطبقي تحل الايهامية الارضوية الاقصى، مع الاعتقاد بان الانتقال من الانتاج اليدوي الى الالي، هو بالاحرى العتبة المؤدية الى التحول نحو اللاطبقية، والى الاشتراكية والعدالة المطلقة، باعتبار ذلك قمة، واعلى ممكنات التحولية الارضوية، في حين تكون الطبقية والاصطراع الطبقيى قد زالا من الوجود مع الالة وحضورها، وتبدل وانقلاب المجتمعات واشتراطاتها والاليات الناظمة لحركتها، من كونها ظاهرة وحدة بيئية بشرية، الى نمط ونوع مجتمعي جديد، الاصطراعية التي تحل عليه هي اصطراعية ثلاثية، حيث المجتمعية الاولى الثنائية بيئة وكائنا بشريا، مع العنصر او العامل الجديد، المختلف طبيعة ونوعا كوسيلة تدخل تغييرية فعالة في بنية واليات المجتمعية من غير طبيعتها ونوعها الاساس، تتحول الى قوة فاعلة فيها، كما لم يكن واردا من قبل.
يعجز ماركس والغرب عموما عن التمييز، بين الاصطراعية اليدوية والاصطراعية الالية، فيسقط على الثانية اشترطات واليات الاولى، جاعلا من الاصطراعية البرجوازية الالية تكرارا نمطيا لاصطراعية الاقطاع بطوريه اليدويين السابقين كمراحل، من دون احتساب حالة الانقلابية الكلية والشاملة في البنيه المجتمعية من ناحية، ومن ثم للمسارات التفاعلية الاصطراعية حيث البرجوازية تنتصر لتتجاوز نوعها، وتتسبب في قلب اللوحة الطبقية، فتتحول من يومها من "طبقة برجوازية" الى " برجوازية غير طبقية"، وهو مايسري على الطبقة العاملة التي تبدا بالتشكل ابتداء، وابان الحقبة المصنعية كطبقة، لكنها تتحول بفعل نوع الاصطراعية الناشئة بوجود الاله، الى "عمال" بعد ان تفقد صفتها واصطفافها الطبقي في مجتمعية ليست طبقية، ولم تعد كذلك، بينما تولد قوى مجتمعية اساسية غير طبقية، تصبح فعالة وحاسمه على مستوى الفعل الايهامي، استنادا لوسائل مثل الايديلوجا، فاساتذة الجامعات، والاعلاميين، والمهندسين والاطباء، وكوادر الدولة والجيش، وعموم المثقفين، وجهاز التعليم، وموظفي الشركات الكبرى، وكل هذا الرهط الهائل والفعال بصورة حاسمه، عدا الطلبة المتعاظمة اعدادهم، غيروا بوجودهم البنية المجتمعية بالتوافق مع الفعل الالي وبالضد منه، وهم من جهتهم لم يعودا كما يحلوا للطبقيين تسميتهم، "برجوازية صغيرة"، بقدر ماهم قطاعات اساسية تكوينه، تناسب نوع المجتمعية المتغير بنية، والمستجد.
وتتمثل خاصيات ونتائج الاصطراعية الرئيسية الناشئة بين الاله والنمط المجتمعي بصيغته البيئية الباقية من الطور اليدوي خلال عملية التحوير الممارسة من قبل متبقيات الطبقات والقوى المالكية والمتصدرة للمشهد، بتعاظم التفارقية، بين الواقع المستجد، والوعي به، وفي حين تغلب على رؤية الغرب باسم الحداثة، الماضوية المحدودة، فان الاصطراعية المستجدة تستمر في الرسوخ، وفي توليد الاثار الناجمة عنها، والمتصلة بها، مكرسة انتهاء مفعولها ودورها، فالمجتمعية بصيغتها الارضوية، وحتى باعلى وذروة ديناميتها الانشطارية الطبقية، تصير بالاحرى، ومنذ ظهور الاله، منتهية وفاقدة لاسباب الاستمرارية، وهذا بالاحرى هو المتغير الفعلي الحاسم والاكبر الذي تعرفه المجتمعات البشرية، يوم تظهر الالة وتحل مكان الانتاجية اليدوية، بما يجعلنا نلتفت الى التوافقية التاريخية، بين الانتاجية اليدوية والمجتمعية الارضوية، ومايعقبها من الانتاجية الالية مابعد الارضوية، حيث اللاارضوية.
في القرن السادس عشر، عرفت ارض الازدواج المجتمعي اللاارضوي، الانبعاثية الثالثة الراهنه بالتوازي مع الانقلابية الالية الحاصلة خارجها ومقابلها، وقبلها بقرابة قرن، لنصبح امام طور ودورة من التاريخ الازدواجي المجتمعي الاخير، تنتهي معه الفعالية وممكنات الاستمرار الارضوية الاحادية بصيغتها الطبقية، بعدما تكون قد ارتقت ارتقاءا ايهاميا يلعب فيه الماضي دورا حاسما في تفسير جوهر وحقيقة العملية التاريخيه المجتمعية الكونية الراهنه، وبقدر رسوخ العقل الارضوي ومفهومه للاشياء وللوجود، فانه لابد ان يقف رافضا بسخط يليق بحالته في حال سمع بان الالة التي انتجها الغرب الطبقي، هي في الواقع وسيلة الانتاج العقلي المتلائمه مع بنية المجتمعية اللاارضوية الرافدينيه، تتحول بعد طور من الايهامية الغربية والغلبه القمة الارضوية الاخيره، الى انسداد ومازق يتواكب مع انتهاء اخر متبقيات الانتاجية الارضوية الحاجاتية الباقية من الطور الانتاجي اليدوي.
لم يحدث من قبل ان جرى تخيل احتمالية تغير الغرضية الانتاجية، وهو مايتلائم كما كان حتى اليوم، مع مفهوم ( التجمع + انتاج الغذاء) الراسخ والارضوي، فلا الحياة الاخرى، ومن ثم نوع الانتاجية وتبدلاته المتوقعه، كان واردا الاقتراب منه، او التفكير بمنطوياته بالاخص من حيث تبدل الحاجة الغذائية الجسدوية المحققة للاستمرارية الحياتيه وفق المعطيات البيولوجية الحالية، من المستحيل تغيرها او التشكيك بثباتها الازلي، هذا علما بان الغذاء وكما هو ضرورة وجودية ارضوية، يمكن ان يزول كحاجة، ليصبح متفقا مع نوع ونمطية حياة و " مجتمعية" اخرى فوق مجتمعية حياتيه كونية، وبقوة العقل مع التكنولوجيا العليا لاتعود مسالة الحاجات الجسدية قائمه، وقد تتضاءل هي والمسالة العمرية، وذلك مرهون بالطبع، بتغير موقع العقل الحالي من الاشتراطات التصرية السارية حتى اليوم، حيث الجسدية غالبة ضمن الازدواج العقلو /جسدي، الى ماهو بديهي بحكم التصير العقلي، مقابل الثبات الجسدي، من دون نمو، وقد توقف عند نقطة بعينها، بمعنى تحول العقل الى الطرف الفعال، والمتزايد قدرة على التحكم بالجسدية، وتتوجيهها هو بذاته، وصولا لتحويرها، بعدما اكتسبه من ممكنات وطاقة عبر التفاعلية التاريخيه، كما بالاستعانه بالوسائل المتاحه، واولها المتوفرة مقدماته من اليوم، " التكنولوجيا العليا"، مايضعنا امام عالم آخر وعتبة مختلفة من الحياتيه، ونوع الانتاجية ومستهدفاتها، المجتمعية الارضوية خلالها غير قادرة على التفاعل الضروري مع وسائل الانتاج الجديده العقلية ومايؤدي لتفككها.
مجتمعية اولى ابتداء لاارضوية منتكسه، هي الاشارة الاستباقية لمقاصد واسباب وجود ومنتهى المجتمعية، تعود عند نهاية المطاف لتصبح هي المجتمعية، ونمط الحياتية الكونية، مابعد الارضية، وهو مايتم بلوغه عند نهاية المطاف، بالاصطراعية الازدواجية، ومحورها الاساس الانشطاري المجتمعي البدئي الاساس، يقابله الانشطار الارضوي الطبقي الاعلى دينامية ضمن صنفه، هكذا يكتمل المنظور الكوني للمجتمعية كظاهرة ومآل ومقصد، ويخرج العقل من شرنقة الارضوية نحو الافق الاعلى.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التاريخانية اللاارضوية- والازدواج المجتمعي؟/2
- -التاريخانية اللاارضوية- والازدواج المجتمعي؟/1
- الانتقال للذاتيه الكونية ونهاية الايديلوجيا/ ملحق
- إبراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/4 مكرر
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/ 4
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/3
- -الانوناكي-لماذا ظهراليوم وماذا قال؟
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/2
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/1
- الاممية اللاارضوية ومتبقيات شيوعية ماركس؟(2/2)
- الاممية اللاارضوية ومتبقيات شيوعيه ماركس؟(1/2)
- الابراهيمة الثانيه ومتبقيات الابراهيميه الاولى؟/3
- -قرآن العراق-وظهور-الانوناكي- في اوكرانيا؟
- الابراهيميه الثانيه ومتبقيات الابراهيميه الاولى؟/2
- الإبراهيمه الثانيه ومتبقيات الإبراهيمه الاولى؟ /1
- العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 3
- العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/2
- العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 1
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/5
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/4


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -التاريخانية اللاارضوية-والازدواج المجتمعي؟/3