أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الانوناكي-لماذا ظهراليوم وماذا قال؟















المزيد.....

-الانوناكي-لماذا ظهراليوم وماذا قال؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل حدث بالفعل وظهر الانوناكي في اوكرانيا مؤخرا، المكان مناسب بما انه العتبة الكارثية الثانيه الحالة على الكوكب الارضي بعد "الكورونا"( لاحظوا القرب في التسمية بين "كورونا" و "اوكرانيا"، كانهما توأم)، لهذا يمكن ان يعتبرا من قبيل التواصل والتكرار، الاول غير ناطق مع ضخامة ماكتب عنه، والثاني بليغ استثنائي ومخالف لمامفترض توفره من الاسباب الموجبه لمثل هذا الحضور غير المتوقع، ولا المتناسب مع طبيعة المكان، مامن شانه وضعنا امام احتمالية حدثية استثنائية، قد تصبح متواترة من هنا فصاعدا، ف"الانوناكي" ظهر بالاصل في ارض سومرفي مابين النهرين، حيث النمطية اللاارضوية تبرر، من جوانب ذات علاقة بالبنية المشتركة الحياتية الكونية، تواصل كائنات من غير كوكبنا، مع مسرب، هو بالاحرى نقطة تماس مع الاكوان الاخرى، متحررة من وطاة الارضوية وانغلاقها، ومن غير نمطها.
المؤكد ان الظهور الحالي ليس من نوع الحضور الاول، مع الفارق الزمني بينهما، وان دلالته مختلفة، وتستدعي التوقف، فانعدام العنصر المبررفي الحالة الراهنة بين واقع اوكرانيا، وماهو من باب المشترك الكوني الذي يمكن ان يتيح الاتصال الحالي، نقل الحدث الى خانة اخرى، حيث المقصود على الارجح لفت النظر، مع وضع الاشارة الى الافتراق الاخذ بالتوطن بين زمنين، الزمن المنقضي الارضي، والزمن الكوني المبتدء، هنالك بالمناسبة ايضا ايحاء بان التاريخ ماعاد هو نفسه، والاحداث المتوقعه من هنا فصاعدا، هي سلسلة من الكوارثية الشاملة على مستوى المعمورة. كل هذا يجعل الانوناكي الحالي بصدد القول لابل الاثبات العملي، بان العالم ماعاد ارضويا برمته، وان الزمن اللاارضوي صار حاضرا موازيا قبل الرجحان، بما قد يتيح ظهور اكثر من حدث من هذا النوع او القبيل في المستقبل القريب، ربما في اكثر من مكان.
مطلوب بالطبع تكريس للوجهة المستجدة، الحالة على الكوكب، وهذا يستدعي قدرا لامعدى عنه، كبيرا ونوعيا من المخالفة للمعتاد والتقليدي، والسبب واضح، فالمفاهيم والاعتقادات الارضوية الاحادية، من الرسوخ والصلادة، مالايمكن التصدي له من دون اسناد وقائعي مخالف، وفوق استثنائي حتى. ولنفترض ان الارض الوحيده التي زارها الانوناكي في بداية، او قبل بداية التاريخ، وقبل النطقية، قد بادرت اليوم الى الافصاح كما هو منتظر ومتوقع، بحيث صارت على مشارف "قران العراق"، وان هذا الحدث اخذ طريقه الى التداول، من دون حضور العالم الذي هو منه، فما مستوى ودرجة المجابهة، وقوة عاصفة الرفض التي سيواجهها فعل اقناعي بحت، مهما كانت درجه اقناعيته، واستثنائيتها على هذا الصعيد، خصوصا وان نوع ماهو منطو عليه افكارا ورؤى، انقلابية فوق ارضوية، مايجعل المعادلة الراهنه على الوجه التالي: لا افكار منتصرة تنتسب لعالم وتاريخ اخر، من دون حضور ملموس ونواة للعالم التي هي منه، وتنتسب اليه"واقعا"، وهذا كان مالوفا على طول الخط، وقد رافق كل اشكال التغييرات والانقلابات في التاريخ، فالافكار الجديدة لن يتهيا لها الانتصار، ولاتيهأ في اية حالة او مناسبة، اذا لم يظهر المستقبل شاخصا وراهنا، والان الى جانبها بصورة تازمات وتوترات كبرى، وانقسامات داخل البنية الاجتماعية القائمة، هي مايعود له الفضل عادة في تبرير الافكارالانقلابية، وجعلها تتحول الى واقع معاش.
لكن هل الانقلابيه والثورات التغييرية داخل المجتمعية التي من ذات النوع، تشبه مانحن بصدده، وذاهبون اليه، وهل افكار الانقلاب الى مابعد مجتمعية ارضوية، تكفي معها مجرد احداث جائحية مثل ال"كورونا"، واختها الشقيقة "اوكرانيا" ؟ مهما يكن، فان استمرار غلبة النمطية الارضوية، سيجعلها تظل حريصة على اعادة بناء وتشكيل عالمها، مكررة بحسب منطقها ومن زاوية نظرها تفسير مايجري للعالم، بامل اعادة تكريسه كمطلق، مايجعل مما لايمكن تحاشيه، حضور صورة العالم الاخر البديل، تصورا ورؤى ووقائع حدثية استثنائية، مقصدها خلق المتوازية المستقبيله، الامر الذي يخالف كليا اجمالي المبتنى المنظوري المفهومي البداهي السائد.
فهل نبدا بالتبشير؟ بما يخصني فانني لااتوانى عن الاعلان عن بداية حضور لاارضوي اكواني، صار جزءا من العملية الحياتيه الارضوية، وحاضرا فيها، عناصره متداخله من ناحية مسلسل انهيارية كوارثية، هي العتبة الاولى من الانهيارية الارضوية، بالاضافة الى تبلورات الرؤية القرانيه العراقية، وان هذا الطور من الازدواج النمطي بدا فعليا مع العام 2017 ، وكان بالاحرى عند افتتاحه مفهوميا تصوريا في حال تشكل غير ملاحظ، ظلت الافكار والبنيه المقابله المطموسة والمطوية تتبدى معه، وابتداء منه الى اليوم، متبلورة اطرادا وصعدا، في حين ظهرت اولى الجوائح الكوكبية، وقبلها تفجرت الوثبة التشرينيه الكبرى عام 2019 صنوة الكورونا المتداخلة واياها، اشارة لحلول اشتراطات اخرى، ليغدو الحاصل صيغة وثوبية من غير نمط "الثورات" الارضوية المعتادة، بما انها اشاره الى قرب زوال سيادة حثالات التاريخ المتغلبة بظل الانهيار والفنائية الكيانيه العراقية، مع الاشارة الدموية التي اغرقت بها وثبة تشرين اللاارضوية، الى ضرورة كشف النقاب الانتقالي الى العالم اللاارضوي المغيب، الموشك على الحضور، وبينما استمر المبتنى التصوري ومايزال في حال تشكل، وصار قريبا من التحقق والظهور الى العالم، دخلت البشرية العتبة الثانيه من الكوارثية، ومن انهيار النظام الدولي، ومايسمى بالدول والوطنيات، واجمالي الكياوانية الارضوية على مستوى العالم، فلم تعد هذه قابله للفعل، وقد فقدت صلاحيتها للاستعمال.
انتهى زمن الغلبة الارضوية على التاريخ، و "الانوناكي" الذي حضر اليوم وكانه يطل اطلالة خجوله، قال ماهو راغب في ايصاله، من ان الحياة الارضية صارت من هنا فصاعدا مخترقة، ولن تعود بعد اليوم احادية كما كانت، او من نمط وشكل واحد، الامر الذي يستوجب المتابعة المتنبهة، والتي هي بالطبيعة من اختصاص المنظور الاخر المغفل والمطموس، او الذي كان غائبا ومتعذرا منذ ان وجدت اسبابه، والارضية التي تبرره عند افتتاح التاريخ، ومع اولى تبلورات الظاهرة المجتمعية، وهنا ربما يختلف دور اللاارضوية بصيغتها او تعبيريتها الثانيه الاخذه بالتشكل، في جانبها المتابع، الذي ينحو الى توجية الانظار للمتغيرات الحاصلة المتراكمه، بجانب تفسيرها الاشمل الانقلابي باتجاه الحياتيه الثانية، اللاحقة على الارضوية الاولى، المنتهية الصلاحية اليوم.
مؤكد ان مايجري التنوية به سياخذ مجراه، الى ان يصبح من قبيل الحقيقة الحية والمعاشة، وهنا يتوقع ان نشهد جانبا غبر عادي، ضخم وهائل من جوانب المجابهه، فنحن لانعرف تماما مسلسل تجليات الحياة الاخرى الكوكبية، او اشكال حضور مخلوقات الكواكب الاخرى المنتظرة، اين ومتى، لان العالم ابتداء من اليوم صار بالنسبة للكائن البشري مجالا مغلقا، كما كان الحال مع بدايات المجتمعية الاولى، حين كان على الكائن البشري حل رموز الكون والحياة المبهمه، بغية اعقالها، كشرط للتفاعل معها، يوم كانت الاشتراطات الحياتيه الاولى الارضوية هي الحاضرة والمطروحة على العقل، وهو شطر تجاوزته البشرية اليوم، بينما هي تشرع بدخول الفصل الثاني من سيرورة وجودها، الاصعب والاعقد بما لايقاس، ومع ان الشطر الارضوي المنقضي وتفاعلاته قد ادت لتغير العقل وقدراته الاستيعابية، ومستوى ادراكيته، الا ان هذا ليس بكاف كليا، للاحاطة الكلية بما ينطوي علية الكون من اشكال تفاعلية عليا، وديناميات مختلفة كليا، الكائن البشري لم يتوصل بعد الى اكتشاف حروفها، و نوع " كتابتها" المختلفة عن تلك الارضوية التي اكتشفها السومريون عند المبتدا الاول، ليبدا مع اكتشافها مايعرف ب "التاريخ".
وفي هذا، مالذي سيكون على ارض مابين النهرين الاضطلاع به، او تاديته، وهل هي مؤهله كما كانت عند البدء الاول، لارساء اسس الانتقال الاعظم ياترى؟، لابد هنا من الملاحظة بان هذا الموضع من الكرة الارضية، كان بالاصل منطويا مع اسباب البدئية الاولى، على اسباب البدئية الثانيه الانتقالية الى الاكوان الاخرى، وانه يوم وجد كان مقررا له من لدن الغائية الكونيه العليا، ان يكون "لاارضويا" ابتداء، لاارضويته سابقة لاوانها، ومحكومة بالانتظار التفاعلي لحين توفر الاسباب، المادية والاعقالية اللازمه للتحقق، ووقتها لم يكن ممكنا بناء عليه، الا وضع قواعد البدئية الارضوية عبر الاصطراع، ضمن الاصطراعية الكيانيه الازدواجية.
اليوم صارت البدئية الثانية، ومعها الرؤية التعبيرية اللاارضوية مابعد النبوية الحدسية، قيد الانبلاج والحضور، والانتقالية الكوكبية، من الارضوية ونمط حياتها، الى الكونية، ستجد مدخرها والموضع المحفوظ عبر القرون، مهيأ للافصاح والنطق، كما فعل مع الابراهيمة الاولى، و"قران العراق" ليس للعراق، بل للحياة على كوكب الارضي، بمن فيه، ادخرته ارض اللاارضوية لساعته التي حلت، وان اوانها.
نقطة اخرى لايجب نسان لفت الانتباه لها، هي الاحتمالية اللاارضوية الممكن تكرار تجسدها واقعيا على الارض، وبالذات في الموضع الابتدائي العراقي، بحيث لانستغرب ماقد يبدو لنا للوهلة الاولى من قبيل المعجز، ومافوق ممكنات الخيال البشري، فليست مثل هذه الظواهر اذا برزت او تكررت، الا ابتداء ثان في طريقة لان يصبح هو المعاش اليومي والمالوف، بمايتناسب معه ويمثل كينونته فوق الارضوية، العادية بالنسبة لماهي ذاتا، ولما سيكون عليه الكائن المستجد "الانسان"، بدل " الانسايوان" الذي يتهيأ اليوم لمغادرة الكوكب الارضي.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/2
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/1
- الاممية اللاارضوية ومتبقيات شيوعية ماركس؟(2/2)
- الاممية اللاارضوية ومتبقيات شيوعيه ماركس؟(1/2)
- الابراهيمة الثانيه ومتبقيات الابراهيميه الاولى؟/3
- -قرآن العراق-وظهور-الانوناكي- في اوكرانيا؟
- الابراهيميه الثانيه ومتبقيات الابراهيميه الاولى؟/2
- الإبراهيمه الثانيه ومتبقيات الإبراهيمه الاولى؟ /1
- العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 3
- العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/2
- العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 1
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/5
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/4
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/ 3
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/2
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/1
- آيات تشرينيه: نهاية الغرب؟/ 4
- ايات تشرينيه؟/3
- آيات تشرينيه؟/2
- آيات تشرينيه؟/1


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الانوناكي-لماذا ظهراليوم وماذا قال؟