أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - ملحق وهومش المظرية الجديدة















المزيد.....



ملحق وهومش المظرية الجديدة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 14:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ملحق وهوامش النظرية الجديدة
( مع الفصل الأول والقسم الأول _ بصيغة جديدة ومختصرة )

الجديد ثنائي البعد والنوع بطبيعته ، مزدوج بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن ، أما كيف ولماذا وغيرها من الأسئلة الجديدة ما تزال خارج الاهتمام الثقافي _ الفلسفي والعلمي خاصة .

الماضي والمستقبل أيضا الآن ، ...
الحاضر يتضمن الماضي والمستقبل بالتزامن
الحاضر والماضي والمستقبل متزامنة ومتسلسلة معا

( الخلاصة الجديدة )
هل يمكن أن يؤثر المستقبل على الماضي ؟
نعم بالتأكيد ، لكن بطريقة تختلف عن تأثير الماضي على المستقبل .
....
الزمن بطبيعته يعاكس الحياة
حيث أن المستقبل يحدث أولا ، وهو مصدر الحاضر والماضي معا .
بينما الحياة بالعكس ، الماضي يبدأ أولا وهو ينتج الحاضر والمستقبل .
( هذه الفكرة الجديدة ، والصادمة عند قراءتها لأول مرة ، ناقشتها بشكل موسع ، على المستويين المنطقي والتجريبي في الكتاب الأول للنظرية ) .
....
....
المستقبل هو الآن ، كيف ولماذا ؟!

1
الحدث مزدوج بطبيعته ، بين الزمن والحياة أو الفعل والفاعل .
الفاعل والفعل ، يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا ، وغيرها من الأسئلة الجديدة _ خاصة وأن المستقبل بداية للزمن أو الوقت ...
حركة الفاعل والحياة : أنت وأنا وجميع الأحياء من الحاضر إلى المستقبل .
حركة الفعل والزمن : الحياة المشتركة والتاريخ من الحاضر إلى الماضي .
هذه الفكرة ( الخبرة ) ، الأساسية تجاهلها ، أو اخطأها نيوتن ، واينشتاين وستيفن هوكينغ وباشلار وهايدغر وغيرهم . وما تزال ضمن غير المفكر فيه والمسكوت عنه في الثقافة العالمية الحالية ، العلم والفلسفة أيضا .
يصعب تصديق ذلك ، عداك عن فهمه وتقبله !
هذه الفكرة ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الكرة الأرضية .
2
فكرة اينشتاين بين الغلط والابداع ؟!

التزامن ، الفكرة التي رفضها اينشتاين واعتبرها خطأ ، تقوم بها غالبية البشر اليوم عبر أدوات التواصل الاجتماعي .
مثالها اليومي والمبتذل ، محادثة مباشرة _ بالصوت والصورة _ بين مجموعة أشخاص يتوزعون عبر القارات .
هنا خطأ اينشتاين تجريبي ويقيني ، وصحة موقف نيوتن بالمقابل .
....
فكرة اينشتاين الثانية والأخطر ، والتي تستهلكها الثقافة الشعبية بشراهة ، وتروجها هوليود وغيرها من وسائل الاعلام الشعبوية والخفيفة ، فكرة السفر في الزمن ، مع قابلية الزمن للتمدد والتقلص والعكس وغيرها من الرغبات الطفلية _ عودة الشيخ إلى صباه _ واعتبار أن سرعة حركة الزمن هي نفسها سرعة الضوء .
لو كانت الفكرة صحيحة _ سرعة حركة الزمن تساوي سرعة الضوء ، أو هي نفسها _ لكان الزمن كله مرحلة واحدة تتمثل ، وتتجسد بالحاضر فقط .
....
الفكرة الأكثر غرابة وتطرفا : الزمن يتقلص ويتمدد بحسب السرعة ؟!
والأكثر غرابة وشذوذا ، انها مقبولة وشبه سائدة بين الفلاسفة والعلماء !
....
لكن فكرة الزمن نفسها تنطوي على مغالطة ، ومفارقة بالتزامن :
الوقت مطلق وموضوعي ، ويمثل المعيار الشامل للثقافة والعلم أيضا .
وبالتزامن ، الحاضر نسبي ، وهو اتفاق بين البشر لا أكثر ولا أقل .
3
المستقبل هو الآن
( الكتابة تحدث في الماضي والقراءة في المستقبل ، كيف ولماذا ؟! )
....
إدارة الوقت وموازنته بشكل صحيح ، قيمة تتضاعف كل يوم أكثر .
....
للزمن أو الوقت ثلاثة أنواع ، او مراحل :
1 _ الماضي ، حدث مسبقا .
2 _ المستقبل ، لم يحدث بعد .
3 _ الحاضر ، بين الماضي والمستقبل .
لا يوجد شيء اسمه زمن ، أو وقت ، خارج الأزمنة أو الأوقات الثلاثة .
هذه الفكرة أكثر من رأي ، وأقل من معلومة .
لو فرضنا جدلا ، وجود زمن أو وقت خارج الحاضر والماضي والمستقبل ، يتعذر اثبات ذلك تجريبا ، ومنطقيا أيضا ؟
....
أيضا للتعامل مع الوقت أو الزمن ، طرق محددة بخمسة على الأقل ، ربما تقبل الزيادة ، ولكنها غير قابلة للتكثيف والاختزال .
....
بصرف النظر عن طبيعة الوقت أو الزمن ونوع العلاقة ، الحقيقية ، بينهما الوقت الإنساني هو نفسه الزمن الإنساني ، ويحدث في الحاضر فقط .
1 _ أخذ الوقت .
أو شراء الوقت ، أو سرقته ، أو الحصول عليه بالاحتيال وغيرها .
2 _ منح الوقت .
أو بيع الوقت ، او إهدائه ، أو التخلي عنه بأي طريقة أخرى .
3 _ مشاركة الوقت .
كما يحدث في الألعاب والمباريات والعمل المشترك ، وغيرها .
4 _ استثمار الوقت .
القراءة الإبداعية ، أو الكتابة ، والفهم .
5 _ هدر الوقت .
القراءة أو الكتابة دون المنطق ، وتحته
....
تنظيم الوقت ؟
لا أحد يجهل أهمية الوقت ، ولكن
نادرا ما يكترث أحدنا بالوقت ، أو يهتم بالفعل .
أعرف هذا من تجربتي الشخصية .
يمكنني القول بدرجة من الثقة ، تقارب اليقين :
لا يوجد كتاب في العربية ، ترجمة أو تأليفا ، عن الزمن والوقت لم اقرأه ، أو ليس عندي ولو فكرة عنه .
( طبعا بفضل مساعدة الأصدقاء والصديقات ، أتلقى النصائح الشفوية والكتابية ، مع الكتب والمخطوطات التي موضوعها الزمن والوقت ، بامتنان بالغ مع الشكر )
ومع ذلك ، أعيش بحالة فوضى مع وقتي الشخصي .
بعبارة ثانية ، هدر الوقت عندي أكثر من استثمار الوقت .
وهذه مشكلتي المزمنة ، لبقية حياتي كما أعتقد .
كل لحظة تمر ، ليست ثمينة وعالية القيمة فقط ، بل هي مصدر القيم .
ومع ذلك أفشل كل يوم ، بالعيش في الحاضر .
ماذا عنك ؟
....
....
الماضي ينتج الحاضر والمستقبل معا ، هذه فكرة وخبرة مشتركة .
لكن العكس صحيح أيضا ، المستقبل ينتج الحاضر والماضي أيضا .
تشكل هذه الفكرة أحد المحاور ، الأساسية في النظرية الجديدة .
كيف يمكن حل ذلك التناقض ؟
بدلالة الحياة ، الماضي أولا ، والحاضر مرحلة ثانية ، بينما المستقبل مرحلة ثالثة وأخيرة .
والعكس بدلالة الزمن أو الوقت ، المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي ثالثا وأخيرا ( وليس أولا كما هي الحياة بالفعل ) .
....
بعد فهم اليوم الحالي ، مصدره ومصيره ومكوناته ، يسهل فهم الواقع المباشر والموضوعي بالتزامن .
....
اليوم الحالي ثلاثي البعد بطبيعته : زمن وحياة ومكان .
المكان ، أو الاحداثية ، هو نفسه ويمثل الحاضر ( المرحلة الثانية ) ، بالنسبة لمراحل الزمن أو الحياة .
الحياة جاءت من الأمس إلى اليوم ، مثالها جميع الأحياء : أنت وأنا .
بينما الزمن والوقت يأتي من الغد ، ومثال ذلك جميع الأحداث الزمنية
....
....
كنا حوارا

الواقع :
محاولة لصياغة تعريف جديد ومتكامل
أعتقد أنه ...يتعذر التعريف الصحيح ، العلمي ، للواقع إلى يومنا الحالي ( 6 / 11 / 2022 ) لأنه يتطلب _ ويتوقع منه _ بالإضافة لشروط التعريف العادي للمفهوم أو المصطلح أو الحدث ، أن يحقق بعض الشروط الخاصة ، وهي ثلاثة بالحد الأدنى :
1 _ أن يتضمن الماضي كله .
2 _ أن يصف الحاضر بالفعل .
3 _ أن يتنبأ بالمستقبل .
....
الماضي حدث سابقا ، وهو موجود ، ويوجد داخل الواقع والأحياء ، ويتمثل بأصغر من اصغر شيء _ هناك في البعيد الداخلي .
( يمكن إثبات حقيقة وجود الماضي في الداخل ، بدلالة فكرة أصل الفرد )
المستقبل لم يحدث بعد ، وهو يوجد خارج الواقع والأحياء ، ويتمثل بأكبر من اكبر شيء _ هناك في البعيد الخارجي .
الحاضر مباشر وفوري بطبيعته ، بالإضافة إلى ذلك يمثل ، ويجسد المرحلة الثانية في الحياة أو الزمن ، وفي المكان أيضا كما أعتقد .
....
مكونات الواقع الأساسية : الحياة والزمن والمكان ، بالإضافة إلى الحاضر والماضي والمستقبل .
المكان ثلاثي الأبعاد وهي عكوسية بطبيعتها : الطول والعرض والارتفاع .
الحياة والزمن ثلاثية الأبعاد أو المراحل ، الحاضر والماضي والمستقبل ، وهي غير عكوسية بطبيعتها .
....
لا يمكن معرفة طبيعة وحدود الماضي ، أصغر من أصغر شيء .
ومعرفة طبيعة وحدود المستقبل ، أكبر من أكبر شيء .
وأما الحاضر فهو موضوع سجالي ، وجدلي بطبيعته .
لنتذكر أنواع الحاضر :
1 _ حاضر الزمن .
2 _ حاضر الحياة .
3 _ حاضر المكان .
4 الحاضر المستمر .
5 _ الحاضر الآني .
6 _ الحاضر الشخصي .
7 _ الحاضر المشترك .
8 _ الحاضر كما تدركه الحواس .
....
كمثال على الماضي يوم الأمس ، المحدد بدقة خلال 24 ساعة السابقة ، كلنا نعرفه وخبرناه ، والسؤال أين هو الآن ؟!
( يقابله يوم الغد ، المحدد بدقة أيضا بعد 24 ساعة _ لكنه احتمال بطبيعته ، بالنسبة للكائن الحي والانسان بوضوح أكبر ) .
لنتأمل ثلاثة مراحل : 1 _ بعد دقيقة 2 _ بعد سنة 3 _ بعد قرن ...
هي متشابهة ، ومتطابقة ، والفرق فقط في الكم ، حيث الدقيقة والسنة أجزاء من القرن . والعكس صحيح أيضا ، حيث أن القرن والسنة مضاعفات الدقيقة والثانية .
بعد دقيقة يختفي الحاضر الذي يصير الأمس والماضي بالنسبة للفعل والزمن ، ويصير بالتزامن ، الغد والمستقبل بالنسبة للفاعل والحياة .
بعد سنة ( أو قبل ) تتكشف الصورة بوضوح أكبر ، سنة 2021 مثلا .
بعد قرن تصير الفكرة مجسدة ، وتقبل القياس والاختبار مباشرة .
كمثال لنتخيل الواقع بعد أكثر من قرن :
سوف نكون جميعا موتى ( الكاتب والقارئ _ة وبقية الأحياء حاليا ) ، وسيوجد جيل جديد ، لا يمكننا تخيل حياته .
وجودنا الحقيقي الآن ، يماثل ويطابق وجود من سبقونا قبل قرن .. والسؤال أين هم _ن الآن ؟
الحياة محمولة في الجينات والمورثات بطرق غامضة ، لكن مؤكدة .
بكلمات أخرى ، الحياة استمرارية بين الماضي والحاضر . وكل فرد يمثل النوع ( الجنس ) بشكل حقيقي وكامل ، حتى لحظة الموت .
لسوء الحظ ، المستقبل ليس بذلك الوضوح ، وهو احتمال فقط ، مهما ارتفعت درجة تحققه بالفعل .
الموت احتمال الحياة المفتوح والمستمر .
....
....
كلمات ، كلمات

1
وحدهم الأصحاء ،
يعرفون أن الصدق أسهل من الكذب الإبداعي دوما .

2
بالرغم من عيوبه ونواقصه الكثيرة ، الدوغمائية أسوأها ، لا غنى عن التصنيف الثنائي في الثقافة ، العلم والفلسفة خاصة .
نمط العيش الإنساني الحالي مثلا ، بين مستويين :
1 _ الأول ، البدائي والمشترك انفعالي ، لا شعوري وغير واع بطبيعته .
العيش على مستوى العتبة ، والحاجة .
2 _ الثاني ، الثانوي والمكتسب بطبيعته ، شعوري وإرادي وواع .
العيش على مستوى السقف ، والثقة .
....
لحسن الحظ ، يكاد لا يجهل المستويين أحد ، على المستوى النظري والفكري في الحد الأدنى .
لكن المسافة بين المستويين هي المشكلة ، وحلها بالتزامن .
3
المسافة بين وجهي العملة أو المسافة بين السبب والنتيجة ...
الصفر ثنائي ، ومسافة أيضا ...كيف ولماذا ؟
المسافة أو الفجوة ، بين شيئين أو فردين أو حدثين أو نقطتين ، 3 أنواع :
1 _ المسافة الإيجابية ، زيادتها أكبر ما يمكن ، مرغوبة على كل المستويات الذاتية والاجتماعية والإنسانية والثقافية معا .
المسافة بين المثير والاستجابة
المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت
المسافة بين الدال والمدلول
المسافة بينك وبين الآخر
وغيرها كثير بالطبع .
2 _ المسافة السلبية نقيض المسافة الإيجابية ، حيث تمثل زيادتها عن المتوسط أو العادي المرض العقلي ، وهي مكروهة على كل المستويات .
المسافة بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، أو للمجتمع والشركة .
المسافة بين القول والفعل .
المسافة بين الفكر والشعور
وغيرها كثير أيضا
3 _ المسافة الحيادية أو الصفرية .
المسافة بين السبب والنتيجة
المسافة بين الصدفة والنتيجة
المسافة بين الشكل والمضمون
المسافة بين الرشوة والهدية ، مع أنها برأيي تميل للإيجابية .
وغيرها
....
فجوة الألم مثال قوي ، جدا ، على المسافة السلبية بين موقفين أو مستويين ، تتمثل وتتجسد بالمشكلة الثلاثية للحاضر : الحاضر والمحضر والحضور .
أنت هنا وعقلك هناك : فجوة الألم ، أو عدم المقدرة على العيش بالحاضر .
4
فكرة التعاقب ، الزمني أو غيره ، مركبة وتنطوي على مفارقة ومغالطة بالتزامن .
المفارقة أن التعاقب مزدوج ، أو ثنائي أو متعدد بطبيعته ، بين الزمن والحياة لا فردي ولا بسيط .
والمغالطة في استخدام كلمة تعاقب كمرادفة لكلمة امتداد ، والمشكلة تتكشف مع كلمة هناك ، حيث أن هناك تتضمن هنا والعكس غير صحيح . هنا للمكان ، مفردة وبسيطة بطبيعتها ، نقطة أو مركز وصفر حيادي . هناك مركبة ، وتعددية بطبيعتها ، تتضمن الحياة والزمن بالإضافة للمكان .
5
مكرر
المستقبل لا يمكن أن يؤثر على الماضي ، هذا الموقف الكلاسيكي للعلم .
وهو يتناقض بالكامل مع النظرية الجديدة ، ويتعذر التوفيق بينهما .
المستقبل مصدر الزمن وأصله ، بعكس الحياة : محور النظرية الجديدة .
الواقع ( الوجود والكون ) يتكون من الماضي والحاضر والمستقبل بالتزامن ، لا التعاقب فقط ولا الامتداد فقط .
التعاقب ينطوي على مفارقة ، تعاقب الزمن عكس تعاقب الحياة بطبيعته .
( لكن لا نعرف إلى اليوم كيف ، ولماذا ... وهل المشكلة لغوية فقط أم تتجاوز اللغة والحياة نفسها ، وغيرها من الأسئلة الجديدة والمعلقة ) .
بينما الامتداد بسيط ومباشر ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
....
أعتقد أن الشعر والعلم من نفس الجنس ، والطبيعة ، والماهية .
على العكس من الحياة والزمن ، النقيضان المطلقان .
....
تستوي الأشياء بنقائضها .
6
السعادة والشقاء ... نقيضان مطلقان أيضا
يمكن وضع متصل ، متدرج ، بين السعادة والشقاء ثنائي أو مليوني ...
السعادة شعور طيب ، الشقاء شعور مزعج
السعادة فرح ومسرة ، الشقاء حزن وهموم
السعادة نجاح وفوز ، الشقاء خسارة وفشل
السعادة لذة ، الشقاء ألم
السعادة وصال ، الشقاء فراق
السعادة صحة ، الشقاء مرض
السعادة معرفة ، الشقاء جهل .
يمكن تكملة هذا التصنيف ، ولكن يتعذر اختزاله .
....
مشاعرك مسؤوليتك
سعادتك مسؤوليتك
الدلاي لاما يصافح أريك فروم ، ومحمد عضيمة يضحك ...
7
كتب محمد عضيمة :
شكرا للموت
ثم كتب عادل محمود :
شكر للموت
....
وقبلهم كتب خوسيه ساراماجو : انقطاعات الموت .
أيها الموت ، لا أحد يحبك
مع أنك تحب الجميع .
....

خلاصة ما سبق
الماضي أولا ، الحاضر بالمرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا ... تلك هي دورة الحياة الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
لكن ، دورة الزمن أو الوقت ، تحدث بالعكس تماما :
المستقبل أولا ، والحاضر بالمرحلة الثانية ، والماضي أخيرا .
الماضي نتيجة وليس أولا ، بل يأتي بعد الحاضر والمستقبل معا !
هذه الخلاصة الصادمة ، والتي يتطلب فهمها مرونة عقلية كاملة ، بالتزامن مع تغيير الموقف العقلي الموروث والمشترك .
ليست مهمة سهلة ، لكن لا توجد طريقة أخرى لفهم الواقع كما أعتقد .
....
الواقع أو الحاضر ليس سلسلة سببية فقط ، ولا صدفة فقط .
الواقع ، أيضا الحاضر ، أيضا النتيجة ، سبب وصدفة .
النتيجة = سبب + صدفة .
....
اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يتكون من الماضي والمستقبل بالتزامن .
( او من الحياة والزمن معا ، الحياة من الماضي والزمن من المستقبل ) .
....
....
مشكلة هناك _ بدلالة النظرية الجديدة
( أنت من هناك أيضا )

" كلما زاد الشك زاد الانتباه ، وكلما قل الشك قل الانتباه ، لا شك لا انتباه "
....
كلمة هناك ، تنطوي على مفارقة ، ومغالطة معا .
العلاقة بين هنا وهناك ، تمثل حالة سوء فهم مزمن ، بالعربية وغيرها .
....
لفهم العلاقة الصحيحة ، أو غير المتناقضة ، بين هنا وهناك يلزم أولا فهم الفرق بين علاقات التناقض والعكس ، وهذه مشكلة ناقشتها سابقا ، ولم أفلح بالوصول إلى نتيجة مرضية أو لحل علمي ، أو منطقي بالحد الأدنى .
ولهذا السبب أعود لمناقشتها ، بشكل متكرر ....
1
في الرياضيات والمنطق ، مختلف العلاقات تقبل التصنيف الثلاثي : علاقة المساواة والتكافؤ أو علاقات الأكبر والأصغر .
لكن في الحياة والزمن ، يتعذر ذلك ، حيث الوضع مركب وأكثر تعقيدا ...
بالإضافة إلى العلاقات المنطقية الثلاثة ، توجد علاقات التشابه والاختلاف وما بينهما ، وهي تقبل التجزئة والتدرج بشكل لا نهائي .
....
مثال على ذلك العلاقة بين التناقض والعكس ؟
كلنا نستخدمها وكأنها مترادفة ، ومرات على أنها علاقة اختلاف أو تشابه .
سأغير الصيغة ، أغلبنا ( كوني المقصود أولا بالممارسة الخطأ ) نخلط بين علاقات العكس والتناقض بشكل عشوائي .
مثال التناقض الكبير والصغير .
ومثال العكس اليمين واليسار .
لا أعتقد أن المثال موضع خلاف أو جدل .
لكن توجد مشكلة المقلوب ، وأعتقد أنه مرادف للعكس .
العلاقة بين هنا وهناك أكثر تعقيدا ، وتحتاج إلى مناقشة مختلفة .
...
هناك عدة أنواع ، وأكثر من ثلاثة بالتأكيد :
1 _ هناك في المكان .
2 _ هناك في الحياة .
3 _ هناك في الزمن .
....
هنا بسيطة ، ومباشرة ، وشعورية وواعية بالتزامن .
هنا لا تحتاج لكلمة أخرى زيادة ، على مستوى التحليل العلمي والمعرفي ، لكن في الأدب يختلف الأمر كثيرا ، خاصة في الشعر والرواية .
....
هناك في المكان بسيطة أيضا ، ومباشرة ، وتمثل الحلقة المشتركة بين الفردي والاجتماعي والثقافي بالتزامن . ( في العربية على الأقل ) .
لكن المشكلة هناك ( في الزمن ) ، والأكثر تعقيدا هناك في ( الحياة ) .
في العربية يوجد نقص لغوي خطير ، حيث لا توجد سوى هناك في المكان أو الزمن . ( لا يوجد هناك _ في الحياة ) .
تعتبر الحياة ملحقا بالزمن والوقت ، أو العكس أيضا ، وهو الأكثر استخداما ، حيث يلحق الزمن بالحياة ويعتبران واحدا ويتحركان باتجاه واحد !
2
النظرية الجديدة تمثل خطوة جريئة ، في المجهول ، أو هي موقف عقلي يختلف عن كل ما سبق .
هناك الزمنية ، موجودة في المستقبل ، في الأبد وتتحول إلى الحاضر ، ثم إلى الماضي ثالثا وأخيرا .
تذكير بقصيدة رياض الصالح الحسين ( الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس ، وأنا بلهفة ، أنتظر الغد الجديد ) .
هناك في الحياة ، نقيض هناك في الزمن .
( ربما تكون العكس أو النقيض أو بشكل يختلف بالفعل عن التشابه أيضا )
هناك في الحياة ، موجودة في الماضي والأزل ، لحظة البدء أو أصغر من اصغر شيء . وتقابل هناك في الزمن ، الأبد ولحظة النهاية ، وأكبر من أكبر شيء .
مع أن الفكرة مربكة وغامضة ، أعتقد أنها جديرة بالاهتمام والتأمل .
....
تصور جديد ، فكرة جريئة ، وطائشة ربما ...
الأنواع الثلاثة ل هناك ، تتضمن ثلاثة أنواع من الطاقة : إيجابية وسلبية وحيادية . هناك المكان تمثل طاقة الحياد ، بينما هناك للحياة والزمن تمثلان الطاقة المزدوجة ، الثنائية بين السلبية والموجبة .
....
التصور الجديد للواقع والكون :
المكان هو كل شيء ...
ويتضمن اكبر من اكبر شيء ( بالإضافة إلى السطح والخارج معا ) ، وأصغر من أصغر شيء ( المركز الداخلي ) ، وبالإضافة إلى الحياة والزمن .
يمكن تشبيه الكون بالبالون ، ويقارب الشكل الكروي أو الاهليجي . لا شيء خارجه ، ولا شيء بمركزه أيضا .
بينما الحياة والزمن ، حركة مزدوجة بين هناك الخارجية ( الزمن ) والأكبر من أي شيء ، وبين هناك الداخلية ( الحياة ) والأصغر من أصغر شيء . أو بين الأبد والأزل ، لكنها حركة مزدوجة تزامنية وتعاقبية معا .
يمكن تشبيه ذلك ، بكرة مكهربة ، حيث الكرة تمثل المكان ، بينما التيار الكهربائي _ الذي يسري في الكرة ، من الجانبين الخارجي والداخلي _ يمثل الحياة والزمن معا ، بشكل تبادلي ودوري ، بين الأبد والأزل ، بشكل دوري ومتعاكس ، حيث لا بداية ولا نهاية ولا أطراف .
هذا التصور ، الجديد ، سوف أناقشه لاحقا لتطويره أو لتبديله أو ( كما ارغب وأتمنى ) لاعتباره من صلب النظرية الجديدة .
3
اقتراح
للصديقات والأصدقاء ، والقارئ _ة الجديد _ ة أيضا ....
من ت _ يعرف لغة أجنبية ، المقارنة بين هناك الثلاثية ( الحياة والزمن والمكان ) ، والمشاركة الفعلية في هذا الحوار بالطريقة التي تناسبهن _م .
مثلا ، إذا كانت الإنكليزية أو الألمانية أو الفرنسية وغيرها ، بنفس فقر اللغة العربية ( وهذا ما اعتقد أنه موجود بالفعل ، في مجال الحياة والزمن خاصة ) حيث هناك في الحياة غير موجودة ، وملحقة بالزمن فقط .
أقترح بهذه الحالة على الصديق _ة ، مراسلة المعجم الحديث أو المجلات المتخصصة ( العلمية والفلسفية ) ، ولفت نظرهم بقوة إلى ذلك النقص والخلل في لغتهم مباشرة .
أعتقد أنها مشكلة لغوية ، مشتركة ، ولا تقتصر على العربية وحدها .
غالبا في ثقافات مثل الفرنسية أو الإنكليزية وغيرها ، بعدما يتم لفت نظر المسؤولين الثقافيين ( العلماء والفلاسفة ) إلى المشكلة ، على الأقل سيردون على المفكر الكاتب بشكل مهذب ولطيف مع الشكر . بينما في العربية ، يكون محظوظا إذا توقف الأمر عند المنع من السفر ، والتعامل معه كمشبوه عليه اثبات براءته كل يوم .
المهم أقترح ، على من لديهما الرغبة والوقت والامكانية ، القيام بهذا العمل الثقافي اليوم وليس غدا .
مع الشكر سلفا .
....
....
ملحق
فيلم مترجم ، يظهر الاسم " أدوار آلان بو " ، ويتكرر أكثر من مرة .
والمقصود الشاعر والقاص " ادغار آلان بو " ملهم بودلير وبورخيس وغيرهم .
ويبدو أن المترجم لم يسمع باسم الكاتب .
مبدع قصيدة " الغراب " ، وغيرها .
كتب بورخيس مرة :
يمكنني ان أتخيل العالم بدون أمريكا ، أو بدون الصين . يمكنني أن أتخيل أشياء وأشكال عديدة واقعية أو غير واقعية .
لكنني لا استطيع أن أتخيل العالم ، بدون قصيدة أدغار آلان بو :
آه ، لا تنسى ، هذه الحديقة كانت مسحورة .
نسيت اسم مترجم القصيدة ، وأين قرأت فكرة بورخيس ، أو متى .
....
....
مشكلة العلاقة بين الماضي والمستقبل
( اقتراح حل جديد ، ومنطقي ويقبل الملاحظة والاختبار )

لمعرفة العلاقة ، الحقيقية ، بين الماضي والمستقبل أو العكس بين المستقبل والماضي ، يلزم معرفة الماضي والمستقبل والحاضر أولا .
آمل في نهاية النص ، أن نصل معا القارئ _ة والكاتب إلى تصور جديد وواضح ، عن العلاقة الحقيقية بين مراحل الزمن ( أو الوقت ) الثلاثة ...
تصور أولي
عدم التناظر بين الماضي والمستقبل ، محور الاختلاف بين المواقف المتنوعة من الزمن ( من الفزيائيين والفلاسفة خاصة ) .
الماضي داخلنا ، والمستقبل خارجنا ، والحاضر عمرنا .
الماضي يتمثل باللانهاية السالبة ، والمستقبل باللانهاية الموجبة ، والحاضر يتمثل بالصفر الحيادي .
ما يزال موقف نيوتن هو الأنسب ، لتوصيف العلاقة بين المراحل الثلاثة للزمن والوقت ( الحاضر والماضي والمستقبل ، والعلاقة بينهما ) لكنه يحتاج إلى عكس اتجاه الزمن . فهو يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر ، بالعكس تماما من الحركة الموضوعية للحياة .
1
الحاضر أولا
للحاضر ثمانية أنواع ، وربما أكثر في العربية وغيرها .
1 _ حاضر الزمن .
2 _ حاضر الحياة ( الحضور ) .
3 _ حاضر المكان ( المحضر ) .
4 _ الحاضر الآني .
5 _ الحاضر المستمر .
6 _ الحاضر الفردي .
7 _ الحاضر المشترك .
8 _ الحاضر كما تدركه الحواس .
ناقشت سابقا أنواع الحاضر المذكورة أعلاه ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ، واكتفي هنا بالتذكير بها .
يمكن تحديد الحاضر بصورة عامة ، بشكل متكامل ، بأنه مرحلة ثانية بطبيعته ، يأتي بعد الماضي بالنسبة للحياة ، وبعد المستقبل بالنسبة للزمن .
ومع أننا لا ندرك سوى الحاضر ، يمكن التأكد من حدوث الماضي والمستقبل خلال أي فترة زمنية ، دقيقة أو سنة .
مثال على ذلك الدقيقة الحالية ، أو السنة وغيرها : قبل دقيقة كان الماضي ، أيضا كان المستقبل ( وهذا هو الفرق والاختلاف النوعي بين النظرية الجديدة وبين الموقف الثقافي العلمي _ السائد والمشترك ، بين مختلف المواقف المعروفة للفلاسفة أو الفيزيائيين _ من الزمن ) .
بعبارة ثانية ،
الحاضر يأتي من المستقبل أيضا ، وليس من الماضي فقط .
مثال تطبيقي : اليوم الحالي بالنسبة للكاتب 14 / 11 / 2022 .
هذا اليوم ثلاثي بطبيعته ، يتضمن يوم الحياة ويوم الزمن ويوم المكان .
يوم المكان هو نفسه ، لا يتغير بمرور الزمن أو الحياة .
يوم الحياة ينتقل من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
يوم الزمن أو الوقت ينتقل من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
....
الحاضر يمثل ، ويجسد المسافة بين الماضي والمستقبل أو العكس ، المسافة بين المستقبل والماضي .
والسؤال هنا عن نوع المسافة بينهما ( المستقبل والماضي ) ، هل هي فجوة أم ذروة أم هاوية أم شكلا مختلفا عن كل تصوراتنا الحالية ؟!
2
الماضي حدث سابقا ، وهو يوجد داخلنا . داخل الحياة أو الأرض .
الماضي يمثل ، ويجسد أصغر من أصغر شيء هناك في الداخل .
بينما المستقبل بالعكس لم يحدث بعد ، وهو يوجد خارجنا .
المستقبل يمثل ، ويجسد اكبر من اكبر شيء هناك في الخارج .
....
أعتقد أن المستقبل يأتي من خارج الكون ، بينما الماضي يأتي من داخل الحياة والعالم والأرض .
هذه الفكرة ، الجديدة ، تتوضح من خلال فهم أصل الفرد المزدوج دوما بين الماضي والمستقبل .
3
يمكن تصنيف المعرفة إلى مجالات :
1 _ المعرفة العلمية ، الخبرة والتجربة .
2 _ ما يمكن معرفته .
3 _ ما لا يمكن معرفته .
بين المستويات الثلاثة توجد تدرجات لا نهائية بالطبع .
لكن ، بوضوح وثقة يمكننا التحديد _ التقريبي طبعا _ لما نعرفه ( المعرفة العلمية مثلا ) ولما لا يمكن معرفته ، خلال هذا القرن ( طبيعة الزمن وماهيته مثلا ) .
....
ملحق 1
أفكار جديدة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء

1 _ الماضي يبتعد والمستقبل يقترب ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
الماضي يبتعد عن الآن _ هنا ، وعن الحاضر بشكل محدد .
المستقبل يقترب من الآن _ هنا ، ومن الحاضر بشكل محدد .
لكن هذه الخبرة ، التي نشعر بها ، تنطوي على مغالطة ومفارقة معا .
المغالطة ، تتمثل بالموقف الثقافي العالمي الموروث ، والمشترك ، والذي يعتبر أن الحياة والزمن واحد أو في اتجاه واحد .
والمفارقة تتمثل ، بأن حركتي الحياة والزمن في اتجاهين متعاكسين دوما .
2 _ يولد الانسان في الحاضر ، ويستمر في الحاضر حتى لحظة وفاته .
قبل الولادة يكون الفرد موزعا بين الماضي والمستقبل ، تكون حياته ( جسده ومورثاته ) في الماضي عبر سلاسل الآباء والأجداد ، ويكون زمنه ( بقية عمره ) في المستقبل .
هذه الفكرة ، الجديدة ن تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ز
مثالها المباشر ، مقارنة بين ثلاثة أجيال : الجيل الحالي ، وقبل قرن سنة 1922 ، وبعد قرن سنة 2122 . الأجيال الثلاثة تتصل بالأصل المشترك ، وكل مواليد المستقبل تنطبق عليهم قاعدة الماضي المشترك .
3 _ التزامن ، الفكرة التي رفضها اينشتاين واعتبرها خطأ ، تقوم بها غالبية البشر اليوم عبر أدوات التواصل الاجتماعي .
مثالها اليومي والمبتذل ، محادثة مباشرة _ بالصوت والصورة _ بين مجموعة أشخاص يتوزعون عبر القارات .
4 _ الحياة والزمن واحد أم اثنين ؟
يبدو السؤال مبتذلا ، الحياة والزمن اثنان بالطبع .
لا توجد لغة أو ثقافة في العالم ، تتعامل مع الزمن والحياة على باعتبارهما واحد مثل الزمن والوقت مثلا .
لكن المفارقة ، والمغالطة أيضا ، أن الممارسة الثقافية _ العلمية والفلسفية أيضا _ تعتبرهما واحدا غالبا !
يعتبر في الثقافة الحالية ، ان سهم الزمن هو نفسه سهم الحياة ، وينطلق من الماضي إلى المستقبل .
الحقيقة بالعكس تماما ، والمثال النموذجي يتكشف من خلال العمر الفردي ، فهو مزدوج بين الحياة والزمن .
بقية العمر زمن ، وتأتي من المستقبل إلى الحاضر ، تتناقص من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى الصفر لحظة الموت . .
والعمر الحالي حياة ، يأتي من الماضي إلى الحاضر ، يتزايد من الصفر إلى العمر الكامل .
....
ملحق 2
يمكن اعتبار الوقت نفسه الزمن ، بما أننا لا نستطيع التمييز بينهما بالفعل .
خلال الحياة الإنسانية يكون الوقت هو نفسه الزمن ، والاختلاف ( الاحتمالي ) بينهما يتعلق حصرا بمرحلة ما قبل الحياة والانسان ، أو ما بعدها ، عدا ذلك لا يوجد فرق بين الوقت والزمن .
....
ما هو اتجاه مرور الوقت ، بهذه الحالة ؟
الموقف الثقافي العالمي ، يعتبر أن مرور الوقت أو الزمن ( سهم الزمن) : يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
هذا الموقف يتناقض مع الملاحظة والتجربة في كل لحظة ، وعبر كل حدث أو موقع فوق سطح الكرة الأرضية . ومع ذلك يستمر الجميع ، علماء وفلاسفة وغيرهم من الكتاب والمثقفين ، في اعتباره صحيحا أو مقبولا !
المفارقة ، أن ما يسمى سهم الزمن هو نفسه اتجاه الحركة الموضوعية للحياة ( التي تتمثل بتقدم العمر الفردي ، أيضا بالتعاقب بين الأجيال ) .
لكن السؤال الذي يتجنبه الجميع ، على سبيل الخداع غالبا ، هل حركة الزمن ، أو الوقت ، هي نفسها الحركة الموضوعية للحياة ؟
الجواب المنطقي والتجريبي لا ، هما حركتان مختلفتان ويتعذر جمعهما .
هل الحياة هي نفسها الزمن ؟
السؤال بحد ذاته يقارب الحماقة ، ولو أجاب عليه بالإيجاب طالب في المرحلتين الإعدادية أو الثانوية لأستحق الرسوب وناله بالتأكيد .
لو تجرأ أحد وسأله ، الجواب العملي _ عبر الثقافة العالمية _ هو نعم الحياة والزمن واحد .
يشبه الواقع الثقافي العالمي ، الحالي ، قصة ثياب الامبراطور .
....
إذا كانت حركة مرور الوقت والحياة نفسها ، ومن الماضي إلى المستقبل ، من أين نشأ الفرق بين لحظة قراءتك واللحظة الحالية ؟
لا يستطع أحد الإجابة على هذا السؤال بشكل علمي ، منطقي أو تجريبي .
....
ظاهرة العمر الفردي ، دليل وبرهان على المزدوجة العكسية بين حركتي الحياة والوقت أو الزمن .
يولد الانسان بعمر الصفر وبقية العمر كاملة .
أليست حقيقة موضوعية ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء !
بعد لحظة أو ساعة من الولادة ، يتزايد العمر لحظة ثم ساعة .
بالتزامن ، هذه اللحظة والساعة بالتمام نقصت من بقية العمر ، أليس ذلك واضحا ، وبديهيا !؟
كيف ينقص العمر الحالي من بقية العمر ؟
( من يشكك بهذا السؤال ، أحدنا بالضرورة )
لكن ، من يشكك بهذا السؤال عمليا ، العالم الحالي كله أو الموقف الثقافي .
السؤال نفسه بصيغة ثانية ، لكن شخصي ومحدد لك أنت :
فترة قراءتك الحالية بالنسبة لك ، هل زادت إلى عمرك أم نقصت منه ؟
الجواب زادت خطأ ، والجواب نقصت خطأ أيضا .
عمرك الحالي يتزايد بالطبع ، وهو يتزايد بالفعل من العمر صفر لحظة الولادة ، إلى العمر الحالي ( الكامل بنهاية العمر ) .
وبقية عمرك نقصت بنفس المقدار .
العمر يتزايد ، وبقية العمر تتناقص بالتزامن .
هذه حقيقة ثقافية ، مشتركة بين جميع اللغات الكبرى .
كيف ، ولماذا ، تتناقص بقية العمر ، بينما يتزايد العمر الحالي ؟
لأن بقية العمر زمن ، ورصيد إيجابي في المستقبل طبعا ( ليس في الماضي ولا في الحاضر ) ، يبدأ بالتناقص لحظة الولادة .
والعمر الحالي حياة ، وهي تبدأ بالتزايد ،من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت .
العمر الكامل يساوي بقية العمر ، ويعاكسها بالإشارة .
هذا المثال الأوضح ، والأشمل ، على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن أو الوقت . وهو يمثل الدليل والبرهان بالتزامن .
....

ملحق 3
لتوصيل فكرة ، أفكار ، جديدة يلزم تحقيق شرطين بالتزامن :
1 _ الأول يتعلق بالكاتب ، أو المرسل ، والرسالة .
الفهم السليم ، والواضح وغير المتناقض ، للفكرة أو الخبرة ، والتعبير عنها بشكل مكثف وسلس .
وهنا أعتذر سلفا ، وأعترف أن بعض الأفكار الواردة في النص ، كان من الممكن صياغتها بطرق أنسب . مع أنني أعيد تدوين الأفكار وقراءتها بعد الكتابة ، أكثر من مرة غالبا . وقد فعلت ذلك في هذا النص أيضا ، لكن مع إعادة القراءة تنفتح تساؤلات جديدة ومفاجئة ، ويعود الشك مع كل مراجعة ما يدفعني إلى الإضافة أو الحذف بشكل دوري ومتكرر . وهذه العملية لا تتوقف ، ومفتوحة بطبيعتها .
لا يوجد حد ، أو عدد من المرات الكافية ، وهكذا وجدت نفسي بين خيارين أولهما التأجيل ، وتكرار المراجعة والتدقيق ، والثاني المغامرة بالنشر ، والاعتماد على القراءة المتفهمة والمتأنية .
وقد اخترت كما هو واضح ، وأملي ان تكون قفزة ثقة لا قفزة طيش .
2 _ الشرط الثاني ، ويتعلق بالقارئ _ة أو المتلقي بصورة عامة .
قبل توفر الرغبة والدافع والوقت الكافي ، يتعذر فهم أو تفهم فكرة جديدة .
وبما أنك أكملت القراءة إلى هنا أشكرك ، وسوف أسعى لتلافى تكرار العيوب الواردة في هذا النص _ بحسب مقدرتي خلال النصوص القادمة .
....
....
تحية لأحمد جان عثمان ...
( تكملة لحوار بدأ منذ حوالي عشرين سنة )

أخي وصديقي أحمد
تحياتي ومحبتي
....
بعض الأفكار الأساسية للنظرية :
ملاحظة 1
اليوم الحالي ، والحاضر كله ، جديد وقديم بالتزامن .
الحياة تأتي من الأمس والماضي ( من القديم ) ، والزمن أو الوقت بالعكس يأتي من الغد والمستقبل ( من الجديد ) .
وهذا التفسير البسيط ، والسهل ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء وفي أي نقطة على سطح الآراض _ وأعتقد في الكون أيضا .
ما يرفعه إلى مستوى القانون العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) .
ويمكن ملاحظة أن اليوم الحالي ، ومعه كل يوم جديد ، مزدوج بطبيعته ( أو ثلاثي بالأصح ) : يوم الحياة ويوم الزمن ويوم المكان .
1 _ يوم المكان ثابت لا يتغير .
2 _ يوم الحياة يأتي من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
3 _ يوم الزمن والوقت يأتي من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
والملاحظة الثالثة ،
كلنا نعرف أن اليوم الحالي جديد بالفعل ( كل لحظة يتغير العالم ، واثر الفراشة ) لكن لدينا شك مبرر ، بحيث يعتقد الكثيرون بالعكس : لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي .
اليوم الحالي جديد بالنسبة للوقت والزمن بالكامل ، وهو قديم ومكرر أو استمرارية بالنسبة للحياة والأحياء بالكامل .
أيضا هذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
ملاحظة 2
الماضي والقديم والبداية ، بحكم العادة نعتبرها متلازمة بدون تفكير ، مقابل المستقبل والجديد والنهاية ، بينما هي علاقة عكسية مثل اليمين واليسار .
بحيث يمكن أن يكون المستقبل هو القديم والبداية ، والماضي بهذه الحالة بالعكس ، هو النهاية والجديد ( عكس المستقبل بدلالة الزمن ) .
ونفس الفكرة بشأن الساعة ، حيث أن اتجاه دوران الساعة ، او حركتها معكوسة أو مقلوبة . ومن الضروري عكسها لتتناسب مع حركة مرور الوقت ( بينما هي في وضعها الحالي ، تناسب الحركة الموضوعية للحياة _ بعكس الحركة التعاقبية للزمن والوقت _ التوقيت الحالي مقلوب بالفعل ) . وأنا على يقين ، أن اتجاه حركة الساعة سوف يتم عكسها في المستقبل . وربما خلال هذا القرن ؟!
....
ملاحظة 3
دليل الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وبرهانها _ بالتزامن _ يتمثل بالعمر الفردي .
والمثال النموذجي ، الذي كررته إلى درجة الملل والابتذال :
يولد الانسان في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس ، في بقية العمر التي تناقصت للصفر ، والعمر الكامل .
أعتقد أن التفسير الصحيح لتلك الفكرة _ أو الظاهرة بالأصح ، والمشتركة في كل الثقافات واللغات الحديثة ،_ والوحيد يكون باعتبار أن حركتي الزمن والحياة تتعاكسان بطبيعتهما بالنسبة للبداية والاتجاه والنهاية .
ملاحظة ختامية ،
العلاقة بين الماضي والمستقبل علاقة تناقض لا تعاكس ، بين الكبير والصغير ( بين أكبر من أكبر شيء وبين أصغر من اصغر شيء ) .
الماضي يمثل ، ويجسد ، أصغر من اصغر شيء وهو في الداخل .
المستقبل يمثل ويجسد ، أكبر من أكبر شيء وهو في الخارج .
....
تلك أهم الأفكار التي تتمحور حولها النظرية الجديدة ...
أعتقد أننا غالبا ، بشكل دوري ولاواع ، نعود كل يوم إلى الأمس والماضي ، بدل الانتقال بالفعل إلى الغد والمستقبل _ حيث الجديد والمجهول _ سواء أكنا نحن الأحياء من ننتقل إلى المستقبل أم كان المستقبل هو الذي يقترب .
....
كل الأفكار الجديدة تتلقى المقاومة والرفض بداية ، ومع مرور الزمن ، وتعاقب الأجيال تستبدل الأفكار القديمة غير المناسبة بالجديدة والمناسبة ، بشكل تدرجي وغير ملحوظ غالبا .
أسعى بكل جهدي ، لتصير أفكار النظرية الجديدة ( بعضها على الأقل ) موضع حوار ثقافي خلال حياتي ، لأنني أعتقد أنها غير مفهومة بعد .
....
صديقي العزيز
سوف أكون سعيدا بمشاركتك ، أو قراءتك وملاحظاتك ...
سلام للعائلة الجميلة كلها ، ودنيز خاصة .
....
....
هوامش وملحقات ( جديدة )

ما هو الماضي ، أيضا المستقبل ؟!
محاولة تعريف جديدة ، ما تزال في مرحلة الاقتراح والحوار المفتوح ...
1
ما هو الماضي ، وأين يوجد ؟
الماضي في الداخل ، داخلنا وداخل الحياة والأرض .
( الماضي هناك في الداخل ، في البعيد الداخلي ) .
ما هو المستقبل ، وأين يوجد ؟
المستقبل في الخارج ، خارجنا وخارج الحياة والأرض .
( المستقبل هناك في الخارج ، في البعيد الخارجي ) .
الحياة مصدرها الماضي ، وبدايتها المؤكدة .
الزمن مصدره المستقبل ، وبدايته المؤكدة .
لكن ذلك ليس من السهل فهمه ، عداك عن تقبله بشكل عاطفي وتجريبي ، ومن ثم بناء الموقف العقلي ( الجديد )عليه بالفعل .
2
المشكلة لغوية في المستوى الأول .
كلمة الماضي اسم واحد ، أو تسمية لعدة أشياء مختلفة بالفعل .
الماضي تعني السابق .
لكن السابق بالنسبة للزمن ليس هو نفسه بالنسبة للحياة ، بل يتعاكسان بطبيعتهما ، والسابق بالنسبة للمكان يختلف بدوره أيضا .
الأمس ، خلال 24 ساعة السابقة ، المثال النموذجي للماضي .
نفس المشكلة تتكرر مع كلمة المستقبل .
المستقبل يعني اللاحق ، أو ما لم يحدث بعد .
الغد ، خلال 24 ساعة القادمة ، المثال النموذجي للمستقبل .
ويبقى الحاضر ، هو اللغز الأصعب والأكثر عسرا على الفهم والدراسة .
....
لحسن لحظ ، لدينا في العربية ثلاثة أسماء متميزة للحاضر :
حاضر الحياة : الحضور .
حاضر المكان : المحضر .
حاضر الزمن : الحاضر نفسه .
3
تصور وتخيل حركة الواقع المباشرة ، أو الموضوعية ، بطبيعتها صعبة .
تتضاعف درجة الصعوبة عند محاولة تصور الحاضر المستمر ، خاصة .
4
مكان الحاضر بين الماضي والمستقبل ، او العكس بين المستقبل والماضي .
الماضي يمثل أصغر من أصغر شيء يمكن وجوده ، أو تخيله .
وأعتقد أن من المناسب ، تشبيه الماضي باللانهاية السالبة .
والعكس ، يتمثل المستقبل باللانهاية الموجبة .
بينهما الحاضر ، ويمثل الصفر .
....
مع أنني لا أستطيع تخيل الصفر نفسه ، ولا استطيع تخيل اللانهاية طبعا .
مع ذلك ، أعرف بيقين أن الصفر أكبر من اللانهاية السالبة ، ويتضمنها .
والسؤال المنطقي والصعب ، كيف يمكن وجود ما هو أصغر من الصفر ؟!
5
في الطاقة الكهربائية ثلاثة أنواع ، أو اشكال : سلبية وإيجابيةة ومحايدة .
يسهل فهمها بدلالة المال ، أو الرصيد الثلاثي :
( الموجب والسالب والحيادي او الصفري )
الرصيد الموجب ، يتمثل بالملكية العادية . حيث يمكن تحويله بحسب الحاجة ، أو الرغبة ، إلى أشكال مختلفة ومتنوعة ، وعتبته الصفر .
بينما الرصيد السالب ، بالعكس ، سقفه الصفر .
ويتمثل بالديون ، ليس أمام المدين ( شخص أم شركة وغيرها ) سوى تسديد الديون في الحالة الطبيعية .
والحالة الثالثة ، أو الرصيد الحيادي ، تتمثل بالرصيد الصفري .
وهي مزدوجة تأتي من أحد الجانبين :
من السالب إلى الصفر ، ثم الموجب .
أو بالعكس ، من الموجب إلى السالب ومرورا بالصفر .
6
المرحلة الأصعب ، في التخيل والتصور أو الفهم ، كيف أن الصفر يتضمن اللانهاية السالبة ؟!
أو كيف أن يوم الأمس كمثال ، خلال 24 ساعة ، يتضمن الماضي كله ويحتويه بالفعل . بالمقارنة مع الحالة العكسية ، بين الصفر واللانهاية الموجبة ، يحدث العكس . في هذه الحالة كل شيء واضح ، المستقبل يتضمن كل ما يوجد لاحقا ، أو سوف يوجد .
.....
المستقبل يتضمن الحاضر والماضي بالتزامن ، وهو الحكم النهائي على كل عمل أو فكرة أو سلوك وموقف .
ما نعرفه اليوم ، بشكل مؤكد عن المستقبل ، أنه يمثل المرحلة الأولى للزمن ، أو أنه مصدر الزمن وبالعكس تماما بالنسبة للحياة ، يمثل المرحلة الثالثة والنهائية .لكن يبقى جانب لآخر ملتبس في مفهوم المستقبل ، بالنسبة للواقع والوجود والكون ، والمستقبل جديد _ ومتجدد بطبيعته ويتعذر التنبؤ به بشكل مسبق وحقيقي .
( سوف أناقش مشكلة ، فكرة ، المستقبل بدلالة النظرية الجديدة لاحقا بشكل موسع ومستقل ) .
7
النظرية الجديدة ، موقف عقلي وثقافي جديد ، تفتح صفحة مغايرة في الفكر وربما تمثل حلقة مشتركة بين العلم والفلسفة .
وهي أحد احتمالين ، سوف يتكشفان بالكامل خلال هذا القرن :
1 _ فرضية نظرية وفلسفية ، حول الواقع والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة ، غير صحيحة وتتناقض مع الملاحظة وقابلية الاختبار والتعميم .
2 _ النظرية صحيحة ، وتنسجم مع الاكتشافات اللاحقة .
سوف أعتمد الاحتمال الأول ، عملا بنصيحة المفكر عبد الرحمن بدوي :
تفاؤل الإرادة وتشاؤم الفكر .
الحوار مفتوح
....
رسالة سابقة إلى أحمد جان عثمان
صديقي :
توصلت خلال السنوات السابقة إلى بعض الأفكار الصادمة ، حول طبيعة الواقع وماهيته ، بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن .
أيضا حول طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، أم أن للزمن وجوده السابق على الحياة والمستقل عن الثقافة واللغة ؟! ومع أنني أرجح أن الزمن نوع من الطاقة الكونية ، تقابلها طاقة الحياة وتوازن بينهما طاقة المكان ( الاحداثية ) ، لا يمكنني التأكد عبر البرهان المنطقي والتجريبي من ذلك ، وأعتبر أن للموقف المعاكس نفس نسبة الاحتمال الفعلية ، بدلالة المعايير المنطقية أيضا لا التجريبية فقط .
وربما يكون السؤال الأصعب حول طبيعة الحاضر نفسه ، بين الزمن والحياة والمكان ؟
أيضا طبيعة الماضي والمستقبل ؟!
وتساؤل آخر لا يقل صعوبة ، حول إمكانية وجود الزمن _ أو الحياة _ خارج المراحل الثلاثة الحاضر والماضي والمستقبل ؟!
....
لغز الحاضر ، يتعلق بلغز الواقع والزمن .
أعتقد أن الحاضر يمثل ، ويجسد ، المسافة بين الماضي والمستقبل .
لكن السؤال الصعب ، حول ماهية الحاضر وطبيعته :
هل هو فجوة أم ذروة أم هاوية أم غيرها من الأشكال الجديدة ( والمجهولة ، والتي ربما تبقى مجهولة لوقت طويل ) ؟! .
....
أيضا فكرة ناقشتها بشكل تفصيلي في المخطوطات السابقة ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ، أتمنى أن يتسع وقتك لقراءتها ونقدها تمثل خلاصة مواقف نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ من الزمن ، بالإضافة إلى موقف القديس أوغستين المعروف من الزمن ، وخلاصته :
( طبعا أعرف ما هو الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن : سوف أكون عاجزا عن الإجابة ) .
نيوتن يهمل الحاضر مقابل الماضي والمستقبل ، ويعتبر قيمته لا متناهية في الصغر ، ويمكن اهماله بدون ان يؤثر ذلك على الحسابات العلمية .
اينشتاين بالعكس ، يركز الحاضر فقط ، ويهمل الماضي والمستقبل .
ستيفن هوكينغ ، وقد ألف كتابا عن الزمن مترجم إلى العربية ، من قبل دار جرير المعروفة برصانتها " تاريخ موجز للزمن " .
لكن موقف ستيفن هوكينغ من مشكلة الزمن الحقيقية ، طبيعته ، وحدوده ، واتجاه حركته ، هو نفس الموقف الذي يتكرر في عشرات الكتب في العربية عن الزمن ( تأليفا أو ترجمة ) ، حيث يقفز الكاتب فوق المشكلة بدل معالجتها ، او طرحها بشكل مباشر وواضح .
....
نقطة أخيرة أحب أن الفت نظرك إليها ، حول اتجاه مرور الزمن أو الوقت _ وبصرف النظر عن النتيجة الحقيقية لحل مشكلة طبيعة العلاقة بين الزمن والوقت ، وهل هما واحد بالفعل أم للزمن وجوده السابق والمنفصل _ يمكن التأكد من حركة مرور الزمن ، بعكس الموقف الثقافي العالمي الحالي : تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر بالطبع . وهذا الاتجاه الصحيح ، وهو نفسه ، تمثله حركة الساعة الرملية .
وهنا المفارقة ، حيث الموقف العقلي للإنسان القديم من حركة مرور الزمن ( او الوقت ) هو الصحيح والمناسب ، بينما الموقف الحالي يحتاج إلى العكس ، وهو ما اعتقد أنه سوف يحدث قبل نهاية هذا القرن .
وآمل أن يكون ذلك خلال حياتي .
....
تحياتي لك وللعائلة
نورما ودلبر ودنيز
( وللأفراد الجدد ممن لم نلتقي بعد )
ونبقى على تواصل
....
....

كيف تحدث الأشياء ، والأحداث ، في الزمن أو الحياة ؟!
( حدث الولادة مثلا ، أو الموت )

" أعتذر عن الأخطاء الاملائية واللغوية ، التي ترد في هذا النص وغيره من النصوص الجديدة ، والتي يتركز موضوعها في الزمن والواقع والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . ما تزال هذه النصوص في مرحلة التفكير بصوت مرتفع ، والحوار والمفتوح . باستثناء المخطوطات المكتملة " .
....
ما هي العلاقة الحقيقية بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟
مناقشة هذا السؤال ، ستكون عبر ملحق خاص .
....
الفكرة الأساسية الجديدة ، التي يتضمنها هذا النص تتمثل بماهية كل من الماضي والمستقبل ، والحاضر أيضا .
الماضي داخلنا ، يمكن وبسهولة التأكد من ذلك عبر مراقبة أي كائن حي بتركيز ، واهتمام حقيقي .
يمكننا ملاحظة تحول الغد إلى اليوم ، ثم الأمس ( من الجانب الزمني ) ، من الخارج إلى الداخل .
والعكس تماما بالنسبة للمستقبل ، المستقبل خارجنا . وهذه الفكرة ، الخبرة ، أيضا تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
والحاضر يغلفنا بشكل دائم ومستمر ، الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل .
المثال النموذجي على طبيعة الماضي والمستقبل ، والحاضر، يتمثل في ملاحظة ودراسة اصل الفرد .
مناقشة تفصيلية للكلمات الثلاثة : الماضي والمستقبل والحاضر ، في الفصول القادمة .
1
كلنا نعرف كيف تحدث الأشياء في المكان .
( بدلالة الاحداثية ) .
لكن كلنا ، لا نعرف كيف تحدث الأشياء في الزمن .
والسبب الأساسي والمستمر يكمن بمغالطة الفيزيائيين أولا ، ثم الفلاسفة ، في موضوع اتجاه حركة مرور الزمن أو الوقت .
المغالطة أنهم يهملون الفكرة ( حدوث الأشياء في الزمن ) ، في كتبهم ومقالاتهم ، وحتى مناقشاتهم التي موضوعها الزمن أو الوقت !
السبب لا يتعدى ، بعدما يتكرر ويتحول إلى عادة ، حدي الغفلة أو الخداع .
وبعد اعلان النظرية الجديدة ، بصورة خاصة ، تنحسر الغفلة ويتضخم الخداع بالتزامن ، خلال عملية القفز فوق المشكلة الحقيقية ( طبيعة الزمن ، واتجاه حركته ، وسرعة مروره ) .
مثال أحداث 11 أيلول 2011 ، أو الحرب الأكرانية الروسية وغيرها ...
قبل وخلال وبعد :
سنة 2010 مثلا ، كان حدث 11 أيلول في المستقبل وغير موجود .
بعد سنة 2012 صار الحدث نفسه في الماضي ، وسيبقى إلى الأبد .
خلال 2011 كان الحدث في الحاضر .
2
بالنسبة لجميع من ماتوا قبل 11 أيلول ، لا يوجد شيء اسمه أحداث أو تفجيرات 11 أيلول . والأمر يختلف كليا بالنسبة لما بعد الحدث ، الأحياء ومن سوف يولدون بعد ، تلك أحداث حقيقية ومنفصلة عن الموقف العقلي والثقافي _ الأخلاقي ، مثل الحرب العالمية الثانية وغيرها .
مثال 2
لنتخيل حدثا عالميا ، بعد قرن من احداث 11 أيلول سنة 2122 ؟
هو غير موجود بالنسبة لنا ، جميع الأحياء ، اليوم .
( كلنا سوف نكون موتى سنة 2122 الكاتب والقارئ _ة ) .
يتكشف خط الزمن ، أو سهم الزمن ، خلال المثالين وهو بالتسلسل :
1 _ المستقبل أولا ، 2 _ الحاضر مرحلة ثانية ، 3 _ الماضي أخيرا .
كل حدث يبدأ ، في لحظة تقاطع الحياة مع الزمن .
أي ولادة سوف تحدث خلال سنة 2122 ، لا يمكن التنبؤ بها (غير موجودة حاليا ) ، أين هي الآن في الزمن والمكان ؟
لا يمكن معرفة ذلك ، إلا يوم 11 أيلول 2122 ، وبعده .
( هذه الفكرة ، سوف أناقشها بشكل موسع وتفصيلي ، في نص خاص يتعلق بأصل الفرد ، كبديل عملي وعلمي بالتزامن عن أصل الانسان " الميتافيزيقي " أو الذي يتعذر معرفته بشكل علمي _ منطقي وتجريبي ) .
3
الحدث ، أي حدث بلا استثناء ، خماسي البعد بطبيعته .
الحدث ، احداثية محددة ( أو محملة ) بالزمن والحياة بالتزامن ، وليس بأحدهما بمفرده .
الحدث الرباعي خطأ اينشتاين في الثقافة العالمية ، المستمر إلى اليوم .
( مع أنه كان منجزا ثقافيا ، وعلميا ، كبيرا في وقته ) .
4
حركة مرور الحياة بالعكس ، تماما ، من حركة مرور الزمن والوقت .
بكلمات أخرى ،
الحركة الموضوعية للحياة ، تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت . تتمثل الأولى بتقدم العمر ، وتتمثل الثانية بالحركة الدورية للأيام من الغد إلى اليوم إلى الأمس ( بالعكس من الشعور والاعتقاد المشترك ) .
5
ما تزال الفكرة " كيف تحدث الأشياء في الزمن " بحاجة إلى المزيد من المناقشة ، والحوار المفتوح .
....
ملحق 1
الماضي والمستقبل متشابهان ، بالمقارنة مع الحاضر ثلاثي البعد .
الماضي الموضوعي حدث سابقا ، حيث التقت الحياة والزمن .
المستقبل الموضوعي سيحدث لاحقا ، عندما تلتقي الحياة والزمن .
الحاضر يتضمن المكان ، بالإضافة إلى الحياة والزمن .
....
الحياة تأتي من الماضي إلى المستقبل .
الزمن أو الوقت يأتي من المستقبل إلى الماضي .
الحاضر يتضمن المراحل الثلاثة الحاضر والماضي والمستقبل ، بالتزامن .
....
الماضي اسم للحياة أو للزمن .
الماضي مرحلة أولى في الحياة ، ومرحلة ثالثة في الزمن .
المستقبل اسم للزمن أو الحياة .
المستقبل مرحلة أولى في الزمن ، ومرحلة ثالثة في الحياة .
الحاضر أكثر تعقيدا ، ووضوحا ، من الماضي والمستقبل بالتزامن .
بعد فهم الأنواع الثمانية ، على الأقل ، للحاضر يتكشف الواقع بشكل جديد وواضح _ منطقي وتجريبي _ بالتزامن .
( لهذه الفقرة أهمية مضاعفة )
....
سبب الصعوبة في فهم الفكرة ، المنطق الأحادي .
الكائن الحي زمن وحياة معا ، بالتزامن ، ومكان أيضا .
مثلا أنت وأنا ، الحياة ( المورثات والجسد ) جاءتنا من الماضي عبر سلالات الأسلاف _ بالتزامن الوقت أو الزمن ( العمر الشخصي الزمني ) جاءنا من المستقبل .
....
الداخل والماضي والحياة ، أو اصغر من أصغر شيء ، هو تعددي أيضا وليس أحاديا أبدا .
أصغر من أصغر شيء ثلاثي البعد أيضا : حياة وزمن ومكان .
ملحق 2
الماضي والمستقبل مثل اليمين واليسار ، مزدوجة تقبل العكس بسهولة .
لكن المغالطة والمفارقة معا ، تكمن في العلاقة بين الحياة والزمن وهي متعاكسة بطبيعتها ، حيث الماضي يحدث أولا بالنسبة للحياة وبدلالتها ، والعكس بالنسبة للزمن والوقت حيث يكون المستقبل هو المصدر والبداية .
( وربما تكون المشكلة لغوية فقط ؟! ) .
....
الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الأساسية ، وهي أولية أو أشياء . بينما الحاضر والماضي والمستقبل مراحل ، وهي ثانوية أو كلمات .
والعلاقة بين المتلازمتين تمثل المشكلة اللغوية _ المشتركة بين مختلف اللغات _ وتجسدها بالتزامن .
كلمة المستقبل للتذكير ، هي تسمية للمرحلة الثالثة للحياة ، وهي نفسها تسمية للمرحلة الأولى للزمن أو الوقت .
والشيء نفسه بالنسبة للماضي ، فكلمة الماضي تسمية للمرحلة الأولى للحياة ، وهي نفس الكلمة ( الماضي ) تسمية للمرحلة الثالثة للزمن .
....
حركة مرور الوقت أو الزمن ، هل يجهلها أحد !؟
لماذا إذن لا يسأل أو يتساءل أحد ، وخاصة الفلاسفة والعلماء ، حول نوع تلك الحركة عشوائية أم منتظمة واتجاهها ثابت أم متغير وسرعتها ( التي تقيسها الساعة ) هل هي نفس سرعة الضوء كما يزعم اينشتاين !
وغيرها من الأسئلة الجديدة ، والتي تثيرها النظرية الجديدة خاصة ؟
....
حركة الواقع : طبيعتها ومكوناتها واتجاهها ( أو اتجاهاتها ) ومصدرها ليست مجهولة فقط ، بل ما تزال خارج اهتمام الفلسفة والعلم والثقافة العامة ، العالمية والمحلية على السواء .
ليس أمامي من خيار آخر ، سوى الاستمرار في عملية تحليل الواقع بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن والمكان _ بالتزامن _ مع العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .... بشكل شخصي ، وفردي .
( الأهم : ما هي حركة الواقع ؟! طبيعتها ومصدرها ومكوناته واتجاهها ) .
....
التكيف
عملية الانتقال كل فترة ، لحظة أو سنة أو قرن ، من الماضي إلى الحاضر والعكس بالتزامن ، أيضا ، الانتقال من الحاضر إلى المستقبل والعكس بالتزامن ( تقبل المرور العكسي للزمن من المستقبل إلى الماضي ) .
الحركة غير المفهومة ، وغير المعترف بها أيضا إلى اليوم ، تتمثل بتقدم المستقبل ( الزمني ) إلى الحاضر .
هذه بؤرة الاختلاف بين النظرية الجديدة وبين الثقافة الحالية _ السائدة ، العالمية والمحلية .
....
موقف زينون الأيلي والقديس أغستين من الزمن يتقدم ، معرفيا على الموقف الثقافي العالمي الحالي ، متمثلا بالفلسفة والفيزياء .
....
حركة الواقع ليست تقدمية من الخلف إلى الأمام ، وليست تراجعية من الخلف إلى الأمام . بل هي مزدوجة بالفعل ، الزمن يتراجع من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، بينما تتقدم الحياة بالعكس من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر _ المزدوج بين الحياة والزمن بطبيعته .
الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل ، وبين الزمن والحياة بالتزامن ، وهو _ الحاضر لا ينفصل عن المكان .
هذا التصور ، بحسب معرفتي ، صفحة جديدة في الثقافة العالمية .
....
الفضاء خماسي البعد .
الفضاء الرباعي : مكان _ زمن .
الفضاء الخماسي : مكان _ زمن _ حياة .
الحدث رباعي البعد سبب المشكلة ، وهو فرضية خاطئة . الحدث خماسي البعد يتوافق مع الخبرة ، ويقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
فكرة الفضاء الرباعي مضللة ، بالإضافة لكونها خطأ .
....
المعرفة هي البدء من البداية ، أو القراءة والتفسير ، والكتابة أيضا ...
لكن كيف نبدأ من البداية ؟!
ببساطة لا يمكن ذلك مطلقا ، كل بداية تتصل بالأزل .
البداية فكرة ، أو حلم ، او اتجاه ...لا أكثر .
العلاقة بين النهاية والبداية بتعبير شيمبورسكا ، أو البداية والنهاية بتعبير نجيب محفوظ " في روايته التي تحمل نفس العنوان " ، هي المشكلة الأعمق للمعرفة .
لا يمكن معرفة النهاية قبل معرفة البداية ، ليست بديهية .
أيضا لا يمكن معرفة البداية بدون معرفة النهاية ؟!
....
علاقة البداية والنهاية ، أو العكس النهاية والبداية ، ليست خطية ، أو في اتجاه واحد .
لا يمكن البدء من البداية ، ولا يمكن البدء من النهاية أيضا .
هل يعني ذلك أن كل بداية زائفة ، ولا توجد بداية حقيقية ؟!
( الصورة هي الأصل ) كتبت في أشباه العزلة ...
حدث ذلك قبل حوالي 30 سنة ، بدون أن يكون لدي أي فكرة أو تصور أنني سأصل إلى هنا يوما : النظرية الجديدة !
....
المشكلة الجديدة :
كيف يمكن أن يكون " أصغر من أصغر شيء " متعدد الأبعاد ، ثلاثة على الأقل : زمن وحياة ومكان ؟!
بالإضافة إلى مشكلة منطقية ، ربما تحلها الأعداد التخليلية :
كيف يكون الأمس اكبر من الماضي كله ؟!
....

كيف تحدث الأشياء والعلاقات بين الزمن والحياة ، بشكل خاص ....
( تكملة وخلاصة )
هل يمكن أن يكون أصغر من أصغر شيء متعدد الأبعاد ، وليس عنصرا مفردا أو بسيطا مثل الذرة أو الموجة ؟!

الفكرة السائدة حول الذرة أو الموجة ، أو الصفر ، تنطوي على مغالطة .
الموقف الثقافي الحالي ، المشترك والموروث ، يعتبر أن الذرة أو الموجة عنصرا بسيطا ومفردا .
بينما توجد على الأقل ثلاثة أنواع ، مختلفة نوعيا ، للنقطة أو الموجة أو الذرة أو الصفر : 1 _ ذرة المكان ، 2 _ ذرة الزمن ، 3 _ ذرة الحياة .
بعبارة ثانية ،
الانتقال من الموقف العقلي القديم ، الذي يتمحور حول المنطق الأحادي والفردية ، إلى الموقف العقلي التعددي _ الخماسي في الحد الأدنى يسهل عملية فهم الواقع ، والعلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة بصورة خاصة .
....
كلنا نعرف بشكل منطقي ، وعملي أيضا ، كيف تحدث الأشياء في المكان .
ولكن كيف تحدث الأشياء ، الولادة والموت مثلا ، في الزمن ( الوقت ) أو في الحياة ؟!
أعتقد أن حدوث الأشياء بين الحياة والزمن ، يتم بشكل جدلية عكسية دوما .
لكن ، لا نعرف بعد لماذا يحدث ذلك ، وكيف ؟!
وللأسف هذا السؤال ، وغيره كثير ، ما يزال خارج مجال اهتمام الثقافة العالمية .
1
خلاصة سابقة
( العلاقة بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف )
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه حقيقي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف على الموقف والمنظور والمسافة . أو بين موقف الذات وموقف الآخر ، وهو تبادلي مثل اليمين واليسار .
2 _ بالنسبة للحياة ، او الزمن ، يختلف الأمر بالفعل .
تتكشف الفكرة عبر مثال أصل الفرد ، أو بالمقارنة بين اصل الجد _ة ( الرابع وما قبل ) وبين الحفيد _ة ( الرابع وما بعد ) ...
حيث تكون ( هناك ) ثلاثية البعد والنوع ، ظاهرة بوضوح ، مقابل هنا :
_ هناك المكان ظاهرة ومباشرة ، ترتبط بالحاضر بشكل دائم ومستمر .
_ هناك الحياة بالنسبة للجد _ة ، قبل مئة سنة مثلا ، تكون في الماضي بشكل مؤكد ، عبر سلاسل الأجداد غير المنتهية ( المورثات والبنية الجسدية بالكامل تنتقل إلى الفرد الحالي عبر سلاسل الأجداد ، من الماضي ) .
_ وبالمقابل هناك الزمن أو الوقت بالنسبة للحفيد _ة معاكسة ، بعد مئة سنة مثلا ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي – لا في الحاضر ولا في الماضي _ بالطبع ) .
تتكشف الفكرة عبر مثال تطبيقي على المواليد الجدد بعد قرن ، سنة 2122 ( عبر مقارنتهم بمواليد قبل قرن ) ، زمنهم أو أعمارهم الزمنية هي الآن في المستقبل بالطبع ، أيضا نفس السنة سيكون القارئ _ة موزعا بين الماضي والمستقبل ( الفاعل والحياة في الماضي ، والفعل والأحداث في المستقبل ) .
2
كيف أدرك زينون الاليائي مشكلة الواقع ؟!
وما تزال شبه مجهولة بالنسبة لكثير من الفلاسفة والفزيائيين ...
أحجيات زينون المعروفة ، تنطوي على مفارقة ، كان زينون نفسه يجهلها على أغلب الظن .
الواقع خماسي البعد ، يتضمن الأبعاد الثلاثة للمكان ( الطول والعرض والارتفاع أو العمق ) بالإضافة إلى البعدين الأساسيين الزمن والحياة _ المتعاكسين بطبيعتهما . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا... وغيرها ؟!
ليس الواقع رباعي البعد فقط ، كما اكتشف اينشتاين .
لكن اينشتاين اكتشف نصف الحقيقية المستترة ، أو المحجوبة فقط .
بدوره ، حدس زينون يتمحور حول العلاقة بين هنا وهناك .
هناك ثلاثية البعد بشكل واضح ، ويمكن فهم ذلك من خلال التركيز والاهتمام الذاتي . هناك ثلاثة أنواع :
( هناك في المكان ، وهناك في الحياة ، وهناك في الزمن ) .
والمفارقة أن هنا نفسها ، تعددية أيضا ، ليست مفردة أو بسيطة .
هنا ثلاثة أنواع أيضا :
هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
....
لكن ، ربما ما يحدث معي الآن هو نفسه _ أو شبيه لدرجة التماثل _ مع ما حدث لأينشتاين من قبل ، حين اكتشف أن للواقع بعدا رابعا هو الزمن ؟!
ثم توقف عن البحث والتفكير ، عند ذلك الحد . وقبل الافتراض المسبق بأن الحياة والزمن واحد ، أو أنهما يتحركان بنفس الاتجاه والسرعة .
وأعتبر المسألة محلولة ومنتهية .
ربما توجد ابعاد أخرى للواقع ، سادسة وسابعة وأكثر ؟!
هذه المسألة أيضا ، سوف تبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
....
بالنسبة لي ، لا استطيع التخيل أن المسألة غير محلولة ، بعدما نفهم ثنائية الحياة والزمن _ المتعاكسة بطبيعتها .
الخلاصة المكررة
هل يوجد فرق حقيقي بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ؟!
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه يقارب المطابقة والفرق نسبي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف بينهما على الموقف والمنظور .
( بين موقف الذاتي وموقف الآخر ، وهو تبادلي بطبيعته ) .
2 _ لكن بالنسبة للحياة ، أو الزمن ، يختلف الأمر بالكامل .
تتكشف الفكرة ، أنواع هناك الثلاثة ، بدلالة مثال أصل الفرد :
قبل مئة سنة من الولادة مثلا ، تكون ( هناك ) الثلاثية ظاهرة بوضوح :
1 _ هناك المكان نفسها ، ترتبط بالحاضر فقط وبصورة مستمرة .
2 _ هناك الحياة ، قبل مئة سنة وأكثر من ولادة الفرد كمثال ، تكون الحياة في لماضي بشكل مؤكد عبر سلاسل الأجداد ( تتمثل بالمورثات والبنية الجسدية التي تنتقل للفرد عبر سلاسل الأجداد ، ومن الماضي بالتأكيد ) .
3 _ هناك الزمن أو الوقت ، قبل مئة سنة من ولادة الفرد وأكثر كمثال ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي _ لا في الماضي ولا في الحاضر _ تتضح الفكرة بالكامل من خلال مثال مواليد بعد قرن مثلا سنة 2122 : زمنهم وأعمارهم ( الزمنية ) هي الآن في المستقبل بالطبع ( لا في الحاضر ولا في الماضي ) وبنفس الوقت مورثاتهم أو أعمارهم ( الحية ) هي موجود الآن .
أدعو القارئ _ة لتخيل أحد الأحفاد ، من أقربائه ، سنة 2122 .... هم موزعون حاليا بين الماضي والمستقبل :
الأجساد أو الجانب الحي من العمر ، الحياة ، في الماضي ( ضمن المورثات ) عبر سلاسل الأجداد .
بالتزامن
بقية العمر الكاملة أو الجانب الزمني من العمر ، الزمن ، في المستقبل .
أعتقد أن الصورة توضحت ، بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
....
هوامش وملحقات
الواقع ثنائي ، مزدوج ومتعدد بالتزامن .
بالتصنيف الثنائي ، الواقع مباشر أو موضوعي .
الواقع المباشر يختلط مع الحاضر والمكان ، ويصعب التمييز بينها ، ويمثل المرحلة بين الزمن والحياة .
الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة للحياة والزمن والمكان ، مع الأزل والأبد بالتزامن .
مع أنه ناقص بالطبع ، وغير مكتمل ، أعتقد أن هذا التعريف ( الجديد ) للواقع ، يمثل إضافة حقيقية للثقافة العالمية .
....
الماضي حدث سابقا ، وهو مرحلة أولى في الحياة وثالثة في الزمن أو الوقت .
المستقبل لم يحدث بعد ، مرحلة ثالثة في الحياة وأولى في الزمن .
بينما الحاضر مرحلة ثانية ، ومزدوجة عكسية ، في الحياة بعد الماضي وفي الزمن بعد المستقبل .
الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الثلاثة ، والحاضر والماضي والمستقبل تسميات لمراحلها المتعاقبة ( العكسية بين الحياة والزمن ) .
....
العلاقة ثلاثة أنواع ، وأشكال لا تحصى ...
1 _ علاقة زمنية أو وقتية .
2 _ علاقة حياتية وإنسانية خاصة .
3 _ علاقة مكانية .
العلاقة الزمنية كمثال ، هي الأكثر غموضا ، وما تزال شبه مجهولة .
علاقة المكان واضحة ، ومباشرة .
علاقة الحياة متوسطة .
الفكرة ما تزال بمرحلة الحوار المفتوح ، والتفكير بصوت مسموع .
....
الحياة والمكان والزمن ....
المكان كل شيء ، مع ما نجهل أيضا .
( المكان أو الاحداثية تسميتان جديدتان للكون ) .
الحياة مركز المكان وداخله .
الزمن محيط المكان وخارجه .
الخلاصة مع المتلازمة الثانية :
الماضي داخل الحياة ، وبدايتها .
المستقبل خارج الحياة ومحيطها .
والحاضر مرحلة ثانية ، ومتعاكسة ، بالنسبة لكل من الحياة والزمن .
....
المفارقة أن هنا ، هي نفسها هناك بالنسبة للزمن والحياة ، أو المكان . وهي أيضا مركبة وتعددية .
المظهر البسيط ، والمفرد ( ل هنا ) على خلاف ( هناك ) زائف ، وغير حقيقي وهذا ما يتضمنه حدس زينون بالفعل حول طبيعة الحركة وأنواعها .
هذه الفكرة أيضا غير مكتملة ، وتحتاج إلى المزيد من الوقت ( أو الزمن ) والاهتمام والحوار المفتوح ....
....
هناك ثلاثة أنواع ...
1 _ هناك المكانية 2 _ هناك الحياتية 3 _ هناك الزمنية .
أي حدث في الماضي ، أو المستقبل ، يتمثل بالثلاثة بسهولة ووضوح .
لكن المشكلة في الحاضر ، عدم وضوح الحاضر وأبعاده الثلاثة الزمن والحياة والمكان .
شكرا زينون ...
بيني وبينك نفس المسافة الزمنية ، مع من سيحلها بالفعل ...؟!
....
المشكلة التي اكتشفها زينون ما تزال بدون حل ، النظرية الجديدة أول محاولة جادة لحلها ( بشكل علمي ) ، بحسب معرفتي .
زينون اكتشف المشكلة ، ولم يفهم أبعادها المختلفة والمتنوعة .
تتكشف المشكلة عبر المقارنة بين هنا وهناك .
هنا بسيطة ومفردة كما تبدو لأول وهلة ، وهناك مركبة ومتعددة .
هنا نقطة ثلاثية تتضمن الحياة والزمن والمكان ، مثل هناك .
والمشكلة زائفة ، وغير حقيقية . لكن ذلك لا يتكشف قبل حلها .
....
المسافة بين لحظة الولادة وبين الأزل سلبية ، أو تخيلية .
والعكس تماما ، بالنسبة للمسافة المقابلة بين لحظة الولادة والأبد .
هذه الفكرة ، الخبرة ، خلاصة أيضا للنظرية الجديدة . بدون فهمها بشكل عاطفي وتجريبي معا ، يصعب فهم النظرية كما أتصور .
الفهم العاطفي _ التجريبي معا ، يتضمن الخبرة .
مثال على الفرق بين نوعي الفهم : النظري والفكري فقط ، أو الفهم التكاملي ، العاطفي والتجريبي بالإضافة إلى الفهم النظري ....
السباحة أو قيادة السيارة .
يمكن قيادة السيارة ، أو السباحة ، بدون الفهم الفكري . والعكس صحيح أيضا يمكن معرفة كل شيء نظري عن السباحة وقيادة السيارة وبدون اكتساب الخبرة العملية .
الفرق بين نوعي الفهم ، ليس بسيطا وواضحا كما يبدو للوهلة الأولى .
....
البداية والنهاية أو السبب والنتيجة أو الأصل والمصير ، علاقة تسلسلية بين مرحلة 1 ومرحلة 2 . وهي بالنسبة للمكان ظاهرة ، ومباشرة . لكن يختلف الأمر بالنسبة للزمن والحياة ، حيث التزامن بدل التسلسل ...
الأزل والأبد مثلا ، العلاقة بينهما تزامنية وليست تسلسلية .
....
علاقة التناظر بين الماضي والمستقبل ، تنطوي على مغالطة ومفارقة ... يمكن فهمها ، لكن بدلالة الحياة والزمن . وبعد فهم العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن على وجه الخصوص .
بكلمات أخرى ،
العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، بينما الماضي أو المستقبل تسميتان لمرحلة في الحياة أو الزمن .
أعتقد أنني ناقشتها كفاية ، بشكل تفصيلي ومتكرر ، وممل أيضا .
....
ملحق صغير وهامش

ما الذي نعرفه عن الواقع ، مقارنة مع القرن الماضي وما سبقه ؟!
كيف يمكن أن يكون الماضي ، أصغر من أصغر شيء ، متعدد الأبعاد ؟!
ثلاثة على الأقل : حياة وزمن ومكان ....
سأناقش هذه الأسئلة ، وغيرها أيضا ، خلال الفصول القادمة .
....
لنتأمل قليلا ، بوضع المعرفة خلال القرون الثلاثة السابقة ، مقارنة بمعارفنا الحالية _ المعرفة العلمية _ لهذه السنة الثانية من العقد الثاني للقرن 22 ؟!
بالكاد نعرف التمييز الأولي بين الجهل والمعرفة .
هل تعرف –ي الموقف الحقيقي لزوجك _ت أو اصدقائك وإخوتك منك ؟!
من عشرة أعطي لنفسي القيمة التقريبية بين 2 و 4 من عشرة على الكثر .
ماذا عنك ، بصدق ؟!
....
العلاقة ثلاثية الأبعاد ، مكانية وزمنية وحياتية ، وما تزال شبه مجهولة .
العلاقة المكانية ظاهرة ، ومفهومة بشكل مباشر للإنسان وبقية الأحياء .
العلاقة الزمنية والحياة والمكان واحدة بالنسبة لبقية الأحياء ، عدا الانسان .
العلاقة الزمنية مشكلة الانسان المزمنة ،... مشكلة المعرفة والوعي معا .
....
تتكشف العلاقة الزمنية بين الماضي والمستقبل ، ومثلها علاقات الحياة .
علاقات المكان تتمثل في الحاضر ، وبدلالة الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق .
....
....

( تكملة وخلاصة )
كيف تحدث الأشياء والعلاقات بين الزمن والحياة ، بشكل خاص ....

هل يمكن أن يكون أصغر من أصغر شيء متعدد الأبعاد ، وليس عنصرا مفردا أو بسيطا مثل الذرة أو الموجة ؟!
الفكرة السائدة حول الذرة أو الموجة ، أو الصفر ، تنطوي على مغالطة .
الموقف الثقافي الحالي ، المشترك والموروث ، يعتبر أن الذرة أو الموجة عنصرا بسيطا ومفردا .
بينما توجد على الأقل ثلاثة أنواع ، مختلفة نوعيا ، للنقطة أو الموجة أو الذرة أو الصفر : 1 _ ذرة المكان ، 2 _ ذرة الزمن ، 3 _ ذرة الحياة .
بعبارة ثانية ،
الانتقال من الموقف العقلي القديم ، الذي يتمحور حول المنطق الأحادي والفردية إلى الموقف العقلي التعددي _ الخماسي في الحد الأدنى ، يسهل عملية فهم الواقع ، والعلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة بصورة خاصة .
....
كلنا نعرف بشكل منطقي ، وعملي أيضا ، كيف تحدث الأشياء في المكان .
ولكن كيف تحدث الأشياء ، الولادة والموت مثلا ، في الزمن ( الوقت ) أو في الحياة ؟!
أعتقد أن حدوث الأشياء بين الحياة والزمن ، يتم بشكل جدلية عكسية دوما .
لكن ، لا نعرف بعد لماذا يحدث ذلك ، وكيف ؟!
وللأسف هذا السؤال ، وغيره كثير ، ما يزال خارج مجال اهتمام الثقافة العالمية .
1
خلاصة سابقة
( العلاقة بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف )
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه حقيقي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف على الموقف والمنظور والمسافة . أو بين موقف الذات وموقف الآخر ، وهو تبادلي مثل اليمين واليسار .
2 _ بالنسبة للحياة ، او الزمن ، يختلف الأمر بالفعل .
تتكشف الفكرة عبر مثال أصل الفرد ، أو بالمقارنة بين اصل الجد _ة ( الرابع وما قبل ) وبين الحفيد _ة ( الرابع وما بعد ) ...
حيث تكون ( هناك ) ثلاثية البعد والنوع ، ظاهرة بوضوح ، مقابل هنا :
_ هناك المكان ظاهرة ومباشرة ، ترتبط بالحاضر بشكل دائم ومستمر .
_ هناك الحياة بالنسبة للجد _ة ، قبل مئة سنة مثلا ، تكون في الماضي بشكل مؤكد ، عبر سلاسل الأجداد غير المنتهية ( المورثات والبنية الجسدية بالكامل تنتقل إلى الفرد الحالي عبر سلاسل الأجداد ، من الماضي ) .
_ وبالمقابل هناك الزمن أو الوقت بالنسبة للحفيد _ة معاكسة ، بعد مئة سنة مثلا ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي – لا في الحاضر ولا في الماضي _ بالطبع ) .
تتكشف الفكرة عبر مثال تطبيقي على المواليد الجدد بعد قرن ، سنة 2122 ( عبر مقارنتهم بمواليد قبل قرن ) ، زمنهم أو أعمارهم الزمنية هي الآن في المستقبل بالطبع ، أيضا نفس السنة سيكون القارئ _ة موزعا بين الماضي والمستقبل ( الفاعل والحياة في الماضي ، والفعل والأحداث في المستقبل ) .
2
كيف أدرك زينون الاليائي مشكلة الواقع ؟!
وما تزال شبه مجهولة بالنسبة لكثير من الفلاسفة والفزيائيين ...
أحجيات زينون المعروفة ، تنطوي على مفارقة ، كان زينون نفسه يجهلها على أغلب الظن .
الواقع خماسي البعد ، يتضمن الأبعاد الثلاثة للمكان ( الطول والعرض والارتفاع أو العمق ) بالإضافة إلى البعدين الأساسيين الزمن والحياة _ المتعاكسين بطبيعتهما . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا... وغيرها ؟!
ليس الواقع رباعي البعد فقط ، كما اكتشف اينشتاين .
لكن اينشتاين اكتشف نصف الحقيقية المستترة ، أو المحجوبة فقط .
بدوره ، حدس زينون يتمحور حول العلاقة بين هنا وهناك .
هناك ثلاثية البعد بشكل واضح ، ويمكن فهم ذلك من خلال التركيز والاهتمام الذاتي . هناك ثلاثة أنواع :
( هناك في المكان ، وهناك في الحياة ، وهناك في الزمن ) .
والمفارقة أن هنا نفسها ، تعددية أيضا ، ليست مفردة أو بسيطة .
هنا ثلاثة أنواع أيضا :
هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
....
لكن ، ربما ما يحدث معي الآن هو نفسه _ أو شبيه لدرجة التماثل _ مع ما حدث لأينشتاين من قبل ، حين اكتشف أن للواقع بعدا رابعا هو الزمن ؟!
ثم توقف عن البحث والتفكير ، عند ذلك الحد . وقبل الافتراض المسبق بأن الحياة والزمن واحد ، أو أنهما يتحركان بنفس الاتجاه والسرعة .
وأعتبر المسألة محلولة ومنتهية .
ربما توجد ابعاد أخرى للواقع ، سادسة وسابعة وأكثر ؟!
هذه المسألة أيضا ، سوف تبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
....
بالنسبة لي ، لا استطيع التخيل أن المسألة غير محلولة ، بعدما نفهم ثنائية الحياة والزمن _ المتعاكسة بطبيعتها .
الخلاصة المكررة
هل يوجد فرق حقيقي بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ؟!
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه يقارب المطابقة والفرق نسبي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف بينهما على الموقف والمنظور .
( بين موقف الذاتي وموقف الآخر ، وهو تبادلي بطبيعته ) .
2 _ لكن بالنسبة للحياة ، أو الزمن ، يختلف الأمر بالكامل .
تتكشف الفكرة ، أنواع هناك الثلاثة ، بدلالة مثال أصل الفرد :
قبل مئة سنة من الولادة مثلا ، تكون ( هناك ) الثلاثية ظاهرة بوضوح :
1 _ هناك المكان نفسها ، ترتبط بالحاضر فقط وبصورة مستمرة .
2 _ هناك الحياة ، قبل مئة سنة وأكثر من ولادة الفرد كمثال ، تكون الحياة في لماضي بشكل مؤكد عبر سلاسل الأجداد ( تتمثل بالمورثات والبنية الجسدية التي تنتقل للفرد عبر سلاسل الأجداد ، ومن الماضي بالتأكيد ) .
3 _ هناك الزمن أو الوقت ، قبل مئة سنة من ولادة الفرد وأكثر كمثال ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي _ لا في الماضي ولا في الحاضر _ تتضح الفكرة بالكامل من خلال مثال مواليد بعد قرن مثلا سنة 2122 : زمنهم وأعمارهم ( الزمنية ) هي الآن في المستقبل بالطبع ( لا في الحاضر ولا في الماضي ) وبنفس الوقت مورثاتهم أو أعمارهم ( الحية ) هي موجود الآن .
أدعو القارئ _ة لتخيل أحد الأحفاد ، من أقربائه ، سنة 2122 .... هم موزعون حاليا بين الماضي والمستقبل :
الأجساد أو الجانب الحي من العمر ، الحياة ، في الماضي ( ضمن المورثات ) عبر سلاسل الأجداد .
بالتزامن
بقية العمر الكاملة أو الجانب الزمني من العمر ، الزمن ، في المستقبل .
أعتقد أن الصورة توضحت ، بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
....
هوامش وملحقات
الواقع ثنائي ، مزدوج ومتعدد بالتزامن .
بالتصنيف الثنائي ، الواقع مباشر أو موضوعي .
الواقع المباشر يختلط مع الحاضر والمكان ، ويصعب التمييز بينها ، ويمثل المرحلة بين الزمن والحياة .
الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة للحياة والزمن والمكان ، مع الأزل والأبد بالتزامن .
مع أنه ناقص بالطبع ، وغير مكتمل ، أعتقد أن هذا التعريف ( الجديد ) للواقع ، يمثل إضافة حقيقية للثقافة العالمية .
....
الماضي حدث سابقا ، وهو مرحلة أولى في الحياة وثالثة في الزمن أو الوقت .
المستقبل لم يحدث بعد ، مرحلة ثالثة في الحياة وأولى في الزمن .
بينما الحاضر مرحلة ثانية ، ومزدوجة عكسية ، في الحياة بعد الماضي وفي الزمن بعد المستقبل .
الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الثلاثة ، والحاضر والماضي والمستقبل تسميات لمراحلها المتعاقبة ( العكسية بين الحياة والزمن ) .
....
العلاقة ثلاثة أنواع ، وأشكال لا تحصى ...
1 _ علاقة زمنية أو وقتية .
2 _ علاقة حياتية وإنسانية خاصة .
3 _ علاقة مكانية .
العلاقة الزمنية كمثال ، هي الأكثر غموضا ، وما تزال شبه مجهولة .
علاقة المكان واضحة ، ومباشرة .
علاقة الحياة متوسطة .
الفكرة ما تزال بمرحلة الحوار المفتوح ، والتفكير بصوت مسموع .
....
الحياة والمكان والزمن ....
المكان كل شيء ، مع ما نجهل أيضا .
( المكان أو الاحداثية تسميتان جديدتان للكون ) .
الحياة مركز المكان وداخله .
الزمن محيط المكان وخارجه .
الخلاصة مع المتلازمة الثانية :
الماضي داخل الحياة ، وبدايتها .
المستقبل خارج الحياة ومحيطها .
والحاضر مرحلة ثانية ، ومتعاكسة ، بالنسبة لكل من الحياة والزمن .
....
المفارقة أن هنا ، هي نفسها هناك بالنسبة للزمن والحياة ، أو المكان . وهي أيضا مركبة وتعددية .
المظهر البسيط ، والمفرد ( ل هنا ) على خلاف ( هناك ) زائف ، وغير حقيقي وهذا ما يتضمنه حدس زينون بالفعل حول طبيعة الحركة وأنواعها .
هذه الفكرة أيضا غير مكتملة ، وتحتاج إلى المزيد من الوقت ( أو الزمن ) والاهتمام والحوار المفتوح ....
....
هناك ثلاثة أنواع ...
1 _ هناك المكانية 2 _ هناك الحياتية 3 _ هناك الزمنية .
أي حدث في الماضي ، أو المستقبل ، يتمثل بالثلاثة بسهولة ووضوح .
لكن المشكلة في الحاضر ، عدم وضوح الحاضر وأبعاده الثلاثة الزمن والحياة والمكان .
شكرا زينون ...
بيني وبينك نفس المسافة الزمنية ، مع من سيحلها بالفعل ...؟!
....
المشكلة التي اكتشفها زينون ما تزال بدون حل ، النظرية الجديدة أول محاولة جادة لحلها ( بشكل علمي ) ، بحسب معرفتي .
زينون اكتشف المشكلة ، ولم يفهم أبعادها المختلفة والمتنوعة .
تتكشف المشكلة عبر المقارنة بين هنا وهناك .
هنا بسيطة ومفردة كما تبدو لأول وهلة ، وهناك مركبة ومتعددة .
هنا نقطة ثلاثية تتضمن الحياة والزمن والمكان ، مثل هناك .
والمشكلة زائفة ، وغير حقيقية . لكن ذلك لا يتكشف قبل حلها .
....
المسافة بين لحظة الولادة وبين الأزل سلبية ، أو تخيلية .
والعكس تماما ، بالنسبة للمسافة المقابلة بين لحظة الولادة والأبد .
هذه الفكرة ، الخبرة ، خلاصة أيضا للنظرية الجديدة . بدون فهمها بشكل عاطفي وتجريبي معا ، يصعب فهم النظرية كما أتصور .
الفهم العاطفي _ التجريبي معا ، يتضمن الخبرة .
مثال على الفرق بين نوعي الفهم : النظري والفكري فقط ، أو الفهم التكاملي ، العاطفي والتجريبي بالإضافة إلى الفهم النظري ....
السباحة أو قيادة السيارة .
يمكن قيادة السيارة ، أو السباحة ، بدون الفهم الفكري . والعكس صحيح أيضا يمكن معرفة كل شيء نظري عن السباحة وقيادة السيارة وبدون اكتساب الخبرة العملية .
الفرق بين نوعي الفهم ، ليس بسيطا وواضحا كما يبدو للوهلة الأولى .
....
البداية والنهاية أو السبب والنتيجة أو الأصل والمصير ، علاقة تسلسلية بين مرحلة 1 ومرحلة 2 . وهي بالنسبة للمكان ظاهرة ، ومباشرة . لكن يختلف الأمر بالنسبة للزمن والحياة ، حيث التزامن بدل التسلسل ...
الأزل والأبد مثلا ، العلاقة بينهما تزامنية وليست تسلسلية .
....
علاقة التناظر بين الماضي والمستقبل ، تنطوي على مغالطة ومفارقة ... يمكن فهمها ، لكن بدلالة الحياة والزمن . وبعد فهم العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن على وجه الخصوص .
بكلمات أخرى ،
العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، بينما الماضي أو المستقبل تسميتان لمراحل في الحياة أو الزمن .
أعتقد أنني ناقشتها كفاية ، بشكل تفصيلي ومتكرر ، وممل أيضا .
.....
.....

هوامش وملحقات _ القسم الثاني
خلاصة مكثفة

المستقبل أمامنا ...
كيفما اتجهنا ، يبقى المستقبل أمامنا .
هناك _ في البعيد الخارجي .
والماضي خلفنا ...
كيفما تحركنا أو اتجهنا ، يبقى الماضي خلفنا وورائنا .
هناك _ في البعيد الداخلي .
الماضي داخلنا والمستقبل خارجنا ، والحاضر بينهما .
....
هذه الخلاصة المنطقية ، قد تكون صحيحة وحقيقية
وقد تكون خطأ ، وتنطوي على مغالطة يصعب كشفها اليوم .
....
المكان والزمن والحياة ، أبعاد الواقع الثلاثة ...
ثلاثة أنواع أو اشكال من الطاقة .
طاقة المكان محايدة أو صفرية ، عامل التوازن والاستقرار الكوني
طاقة الزمن سلبية ، وتنحسر من المستقبل إلى الماضي
طاقة الحياة موجبة ، وتتمدد من الماضي للمستقبل
كيف ولماذا ...
أسئلة بعهدة المستقبل والأجيال القادمة ؟!
....

النظرية الجديدة _ بصياغة ثانية وأوسع

الجزء الأول

1
هل تساءلت مرة ، أو سألت نفسك هذا السؤال :
ما هو الواقع : طبيعته وحدوده ومكوناته ؟
أقترح عليك محاولة التفكير بالجواب الصحيح أو المنطقي ، بهدوء وتعمق لبعض الوقت ، قبل متابعة القراءة .
....
الماضي والمستقبل مرحلة أولى أو ثالثة ، لا يمكن أن يكونا مرحلة ثانية .
ذلك مصدر الخطأ والخلط بفهم الواقع ، والزمن خاصة .
....
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟
سؤال ستيفن هوكينغ الشهير .
قد تكون المشكلة بالسؤال لغوية فقط ، وربما يكون الخطأ في الترجمة ، أو في أصل العبارة ، كما طرحها ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير تاريخ موجز للزمن .
أعتقد أن الصيغة الأنسب للسؤال :
لماذا نتذكر الماضي بسهولة ، ولا يمكننا تذكر المستقبل بالمقابل ؟
2
اليوم ، أو الدقيقة والساعة أو السنة والقرن ، ثلاثة أنواع :
1 _ يوم الزمن أو الوقت ، ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا .
2 _ يوم الحياة يعاكس يوم الزمن ، وينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . هذه الفكرة ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
3 _ يوم المكان ثابت ، يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني .
.....
مثال تطبيقي
اليوم الحالي كمثال ، أو غيره ، طبيعته وحدوده ومكوناته ؟
اليوم خلال كتابة هذه الكلمات ( 3 / 8 / 2022 ) : محصلة الأمس والغد ، قبل وبعد 24 ساعة ، ومثله كل يوم قادم صورة طبق الأصل .
الجانب الحي لليوم ( أو مضاعفاته كالسنة والقرن أو أجزائه كالساعة والدقيقة ) يأتي من الأمس والماضي ، والجانب الزمني أو الوقتي يأتي بالعكس من الغد والمستقبل ، والجانب المكاني نفسه .
هذه الفكرة الثلاثية ظاهرة ومباشرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، بأي نقطة في العالم ، وتقبل التعميم بالكون كما أعتتقد .
1 _ طبيعة اليوم
2 _ حدود اليوم
3 _ مكونات اليوم
....
( 1 )
طبيعة اليوم
اليوم ، ومثله كل فترة أو مرحلة طويلة أو قصيرة ، ثلاثة أنواع :
1 _ يوم الحياة .
ينطلق من الأمس إلى الغد ، عبر اليوم .
يمكن للقارئ _ة اختبار الفكرة دوما ، وبلا استثناء .
يتمثل يوم الحياة بالفاعل ( الإنساني ) أو غيره .
2 _ يوم الزمن أو الوقت .
يتجه بعكس يوم الحياة ، من الغد إلى اليوم .
( أيضا يمكن فهم الفكرة ، واختبارها أيضا عبر التبصر الذاتي ) .
3 _ يوم المكان .
يتكرر هو نفسه ، في الماضي أو الحاضر أو المستقبل .
....
( 2 )
حدود اليوم
الحالي ، أو غيره أيضا ، تتمثل بالماضي ويوم الأمس بالنسبة لمصدر الجانب الحي من اليوم ، وبالعكس بالنسبة لمصدر الجانب الزمني لليوم ، حيث حدود ومصدر الوقت من المستقبل والغد .
بكلمات أخرى ، توجد ثلاثة مواقف حالية من اليوم ( أي يوم ) :
1 _ الموقف الثقافي الحالي ، السائد والمشترك على مستوى العالم ، يعتبر أن حركة اليوم ( الحالي او الأمس او الغد ، هي نفسها ) :
الأمس يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الغد .
2 _ الموقف الثقافي الحديث ، أفضل من يمثله الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، يشاركه بعض الفلاسفة والشعراء :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس .
3 _ الموقف الجديد ، أو موقف النظرية الجديدة :
كلا الموقفين السابقين يمثل نصف الحقيقة فقط :
بالنسبة للحياة :
الأمس يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الغد .
بالنسبة للوقت أو الزمن ، بالعكس :
الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس .
....
( 3 )
مكونات اليوم
الزمن والحياة والمكان ، بالتزامن مع الحاضر والماضي والمستقبل ، تمثل مكونات اليوم الحالي _ وكل يوم جديد خاصة .
....
تلك هي خلاصة النظرية الجديدة ، باختصار شديد .
ومن المهم تذكر الظواهر ، المشكلات ، الثلاثة :
1 _ العمر .
يولد الانسان بعمر الصفر ، وبقية العمر الكاملة .
ويموت بالعكس ، حيث تتناقص بقية العمر للصفر ، مع اكتمال العمر .
2 _ موقع اليوم الحالي ، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل ؟
يمثل اليوم الحاضر بالنسبة للأحياء ، ويمثل الماضي بالنسبة لمنن لم يولدا بعد ، ويمثل المستقبل بالنسبة للموتى .
3 _ اصل الفرد ، قبل ولادته بقرن مثلا .
أقترح على القارئ _ة مقارنة بين ثلاثة أجيال :
_ الجيل الحالي ، يتمثل بمواليد العام الحالي 2022 .
_ الجيل الماضي ، يتمثل بمواليد العام 1922 .
_ الجيل القادم ، يتمثل بمواليد العام 2122 .
هذه الأفكار ، وغيرها أيضا ، ناقشتها بشكل موسع في المخطوطات السابقة وخاصة ( الكتاب الخامس ، والسادس ) .
....
بالنسبة للعلاقة بين الوقت أو الزمن ، هي نفسها الكلمة ( أو المصطلح ) خلال الوجود الإنساني .
ربما يكون الزمن وجد قبل الحياة والانسان ؟
ويبقى بعدهما ؟
هذه المسألة ( طبيعة الزمن ، أو الوقت ، والعلاقة الحقيقية بينهما ، غير محلولة إلى اليوم ، بحسب معلوماتي .
3
الحاضر مرحلة ثانية بطبيعته بعد الماضي ، في الحياة وعبرها ، وبعد المستقبل ، في الزمن والوقت .
هذه الفكرة ، الخبرة ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أيضا في كل لحظة ، يتحول الحاضر إلى ماض ومستقبل ، بالتزامن مع تحول _ الماضي والمستقبل _ إلى الحاضر .
هذه الفكرة ، الأفكار ، خلاصة النظرية الجديدة ، وقد ناقشتها في المخطوطات _ الخامس والسادس _ خاصة .
وناقشتها أيضا بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
الجزء 2

حركة الواقع تشبه ألعاب الخفة ، حركة الثلاث ورقات خاصة
( يمكن فهم حركة الواقع بالفعل ، لكن مع التركيز والاهتمام المتكامل )

ثلاثة ظواهر مشتركة ، ومنفصلة بالتزامن .
1 _ الماضي الجديد .
2 _ المستقبل القديم .
3 _ الحاضر المستمر .
تشترك في الحدود ، والموقع ، وتختلف في الاتجاه والاشارة .
....
تتمثل الظواهر الثلاثة بالعمر الفردي ، ويمكن فهم ذلك بشكل منطقي ، وتجريبي بالتزامن ، كما سيتكشف من خلال النص .
1
الزمن الشخصي ، أو العمر الفردي ، ثلاثي البعد بطبيعته ، وبالتزامن حاضر ومستقبل وماض .
ويمكن تعريفه ، وتحديده ، عبر المتلازمة الثانية مكان وزمن وحياة .
والسؤال المعلق منذ عشرات القرون : كيف يحدث ذلك ؟
مع أنني ناقشت ذلك سابقا ، لكن لدي اليوم بعض الإضافة والتعديل ، وهي مهمة كما أعتقد لفهم الواقع مع البرهان المنطقي .
....
تتمثل المشكلة اللغوية بعدة مستويات ، منها نقص عدد الكلمات والمصطلحات عن عدد الأشياء أو الأفكار أو المشاعر ، وأحيانا العكس ، يكون للشيء نفسه تسميات ، عديدة ، ومتنوعة مما يشوش على الفهم ( الزائد أخو الناقص ) . لكن المشكلة الأهم كما أعتقد ، تتمثل بالعلاقة بين المتلازمتين : الماضي والحاضر والمستقبل مع الحياة والمكان والزمن ، وتتعقد المسألة أكثر بعد فهم الظواهر الثلاثة :
الماضي الجديد ، والمستقبل القديم والحاضر المستمر .
2
فكرة الحاضر المستمر ظاهرة ، ومباشرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
( أدعوك لتأمل عمرك الشخصي ، بهدوء ، كمثال تطبيقي ) .
الحاضر المستمر ، ربما يمثل الكون كله ، لا المجموعة الشمسية فقط .
أبسط تمثيل للحاضر المستمر العمر الفردي ، بين الولادة والموت .
....
الحاضر المستمر ، يجسد محور الغموض والتشويش .
نحن لا نعرف سوى الحاضر .
وهذه مقولة التنوير الروحي ، والتي يعتنقها عدد كبير من الفيزيائيين والفلاسفة من مختلف الثقافات واللغات ، ابرزهم أينشتاين .
موقف أينشتاين من الزمن ، يختلف جذريا عن نيوتن ، حيث يركز على الحاضر ويهمل الماضي والمستقبل ، بينما فعل نيوتن العكس كما هو معروف ، ولا أعتقد أن هذه الفكرة التي ناقشتها مرات عديدة _ في المخطوطات وفي نصوص مستقلة منشورة على الحوار المتمدن _ تحتاج إلى الشرح أو البرهان ، او المراجع .
....
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين عمرك الحالي ، تمثل الحاضر المستمر وتجسده بنفس الوقت .
الحاضر المستمر مزدوج التكوين ، والاتجاه ، بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل بالتزامن .
( وهذه بؤرة اللغز ، لكن يمكن فهمها بشكل منطقي وتجريبي معا ، بدلالة الماضي الجديد ، والمستقبل القديم ) .
3
المستقبل القديم واضح ، ويمكن ملاحظته مباشرة عبر الاستبصار الذاتي .
مثلا سنة 2021 ، السنة السابقة ، مرت عبر ثلاثة مراحل :
1 _ المرحلة الأولى ، سنة 2020 وما قبلها ، كانت سنة 2021 في المستقبل ( الجديد ) ، وكانت تمثل المستقبل بالفعل .
2 _ المرحلة الثانية ، تتمثل بسنة 2021 نفسها .
كانت تمثل الحاضر ، وتجسده بالتزامن .
3 _ المرحلة الثالثة ، والأخيرة ربما ، بعدما تجاوزتها حركة الواقع .
سنة 2021 مثال تطبيقي على المستقبل القديم ، وينطبق على كل لحظة أو سنة أو قرن .
اتجاه المستقبل القديم :
الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يتحول إلى الأمس ....
أو
المستقبل يتحول إلى الحاضر ، والحاضر يتحول إلى الماضي .
4
الماضي الجديد .
الماضي الجديد نظير المستقبل القديم ، ويعاكسه تماما .
اتجاه الماضي الجديد :
الأمس يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الغد ..
أو
الماضي يتحول إلى الحاضر ، والحاضر يصير المستقبل .
....
....
خلاصة الخلاصة
العمر الفردي ، أو المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، يتمثل عبر ثلاثة صيغ مختلفة ومشتركة بالحدود بالتزامن :
1 _ الماضي الجديد .
ينطلق من الماضي إلى المستقبل .
( بين لحظة الولادة ولحظة الموت ) .
2 _ المستقبل القديم .
ينطلق من المستقبل إلى الماضي .
( بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، وبعكس اتجاه الماضي الجديد ) .
3 _ الحاضر المستمر .
وهو ثنائي الاتجاه ، أو ثنائي القطب .
( حركة مزدوجة ، تبادلية وعكسية :
من الحياة والماضي إلى المستقبل ...
بالتزامن مع نقيضها _ الحركة العكسية
من الزمن والمستقبل إلى الماضي ... )
يمكن تشبيه الحاضر المستمر ، بحركة سيارتين بالتزامن ، تتعاكسان بالإشارة والاتجاه وتتساويان بالقيمة .
....
ملحق
مثال جديد ، وحاسم ، للعلاقة بين الحياة والزمن :
أي فرد ، أو شيء أو حدث ، عمره اليوم الحالي ( 8 / 9 / 2022 ) عشر سنوات مثلا ، يكون بشكل مؤكد قد ولد ( او نشأ أو تشكل ) سنة 2012 .
وهذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أيضا ،
أي فرد ، او حدث أو شيء ، عمره اليوم عشر سنوات يعني _ وبشكل مؤكد _ أن بقية عمره قد نقصت عشر سنوات بالفعل .
بعبارة ثالثة ،
ظاهرة العمر المزدوج بين الحياة والزمن ، تفسر العلاقة بينهما ، الجدلية العكسية ، وتصلح كبرهان حاسم عليها أيضا _ علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) .
يتزايد العمر بدلالة الحياة ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت . والعكس صحيح أيضا ، بالتزامن تتناقص بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى الصفر لحظة الموت .
بكلمات أخرى ،
العلاقة بين الحياة والزمن تتمثل ، وتتجسد ، بالعلاقة بين مستقيمين متوازيين ومتعاكسين ( لا يلتقيان ولا يقتربان ولا يبتعدان أبدا ) .
....
هذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
كما تقبل التطبيق على أي فرد ، أو حدث أو شيء ، الأمر الذي يرفعها إلى مستوى القانون العلمي .
مثال تطبيقي :
أي شيء ، او حدث أو فرد ، عمره الحالي هو نفسه نقص من بقية عمره ، بلا زيادة أو نقصان .
بعبارة ثانية ، الفرق بين البداية والنهاية ، يختلف بدلالة الزمن عنه بدلالة الحياة . بقية العمر هي الزمن أو الوقت ، نوع من الرصيد المحدد ، مع أنه احتمالي ويختلف بين فرد وآخر . بينما العمر الحالي أو الكامل هو الحياة ، أو أحد أشكال الحياة ( للنبات أو الحيوان أو الانسان ) . والعلاقة بينهما ثابتة ، جدلية عكسية ، وتتكرر بشكل دوري خلال عمر الفرد أو الشيء .
بعبارة ثالثة ،
بالنسبة للمكان والحياة ، الماضي يحدث أولا ، والحاضر ثانيا والمستقبل ثالثا وأخيرا . بينما يحدث العكس بالنسبة للزمن ، حيث يبدأ المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي ثالثا وأخيرا .
الحدث زمن وحياة ومكان بالتزامن ، ويمكن بشكل مباشر ، عبر التركيز والتبصر الذاتي تبين الاتجاه المزدوج للحدث دوما : حيث الحياة ( أو الحدث الحي والفاعل ) تتجه من الحاضر إلى الغد والمستقبل ، بالتزامن يحدث العكس بالنسبة للوقت أو الزمن ، أو الحدث الزمني والفعل يتجه من الحاضر إلى الماضي . وهذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الأرض .
أعتقد أن هذه المناقشة تكفي لفهم الشخص فوق المتوسط ، بمستوى الذكاء والحساسية ، للعلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن .
....
....
هوامش وملحقات _ القسم الثالث

النسبية ، والحقائق الموضوعية
( بين أريك فروم واينشتاين وبرتراند رسل ، ت زكي نجيب محمود )

إلى هيثم سليمان
( لو كنا نعرف قبل عشرين سنة ..ما نعرفه اليوم )
....
فكرة الموضوعية كموقف وسلوك ، أيضا التواضع ، تنسجم مع الكذب الإيجابي ، وتتناقض مع الصدق النرجسي والسلبي بالطبع .
الموضوعية ، كمقابل للذاتية ، حقيقة صعبة الفهم والتقبل ، وينكرها الكثير من البشر في الحياة اليومية والاعتيادية . ويكتفون كبديل عنها ( بالنسبوية ) ، مثالها يكشفه بوضوح كتاب برتراند راسل " الفلسفة " أو " الفلسفة بنظرة علمية " ، كما يلخصه ويقدمه مشكورا د زكي نجيب محمود سنة 1960 .
....
يصعب على الطفل الصغير أن يرسم الشجرة القريبة أصغر من البناية البعيدة ، في طرف اللوحة . لأنه يعتبر أن ما يراه هو الحقيقة _ بكل لحظة _ وليس ما يعرفه ويكتسبه بالتعلم والخبرة . بينما يميز الكبار بين الأشياء كما تبدو عليه عبر النظر فقط ، وكما هي عليه في الواقع وبدلالة النظر واللمس معا .
بكلمات أخرى ،
لا يحتاج الكبار للتفكير والاستدلال كل لحظة ، لكي يميزوا بالفعل بين حقيقة الشيء ، وبين كيفية ظهوره بأشكال مختلفة وبحسب زوايا النظر والقرب والبعد ، وغيرها من العوامل التي تشوش المشاهدة . ويفسر ذلك بالعلاقة بين النظر واللمس ، بالإضافة للتعلم والخبرة المكتسبة .
....
المثال الأهم تقدمه خبرة الرسم ، إذا يفرق الرسام بين ما يراه وبين ما يعرفه بواسطة الاستدلال والخبرة والتعلم . بينما يصعب ذلك على الطفل الصغير ، وعلى من يجهل قوانين الرسم أيضا .
الموضوعية تمثل الفكرة ، كمقابل للذاتية .
الطفل الصعير ذاتي فقط ، يتعلم الموضوعية مع النضج والخبرة المكتسبة . وهذا التعلم الضروري يمكن أن يستمر طوال العمر ، أغلبنا يتوقف عنه .
....
أول مرة أفهم الموضوعية كفكرة وخبرة ، أو كحقيقة خارجية ، مقابلة للذاتية وعدم النضج أو نقص خبرة التعلم والمعرفة المكتسبة .
الموقف الموضوعي يقابل الموقف الذاتي ، ويتضمنه أيضا . بينما العكس غير صحيح ، الموقف الذاتي أقل أهمية من الموقف الموضوعي ، لأن المعرفة الموضوعية تقبل التعميم ، بينما المعرفة الذاتية لا تقبل التعميم .
أعتقد أن المشكلة لغوية ، ومنطقية أيضا .
الموضوعية مرحلة تطورية عند البشر تتطلب النضج المتكامل ، العقلي والعاطفي والاجتماعي ، ويمكن إضافة النضج الروحي ربما .
....
الموضوعية أيضا ، مرحلة بين النرجسية والأنانية . تتمثل بالدوغمائية كموقف وسلوك .
النرجسية : أنا مقابل العالم .
الدوغمائية : نحن مقابل العالم .
الأنانية : مرحلة ثالثة في التطور الفردي بعد الدوغمائية ، ومع أنها عودة للذاتية : أنا مقابل أنت ، والعالم .
ساعدني الكتاب على فهم الفكرة ، كما أعتقد .
....
الموضوعية أيضا مرحلة تطورية ، بعد الأنانية وتتضمنها _ كما أتصور .
الموضوعية مرحلتان ، أولية ( دغمائية ) وثانوية ( إبداعية بطبيعتها ) .
....
النص السابق
" النسبية " بين أينشتاين وبرتراند رسل ، بترجمة زكي نجيب محمود

وبعد أكثر من عشرين ساعة قراءة ...
أعدت نسخ الفصل لسببين شخصي ، وثقافي مشترك .
السبب الثقافي والمشترك يمكن فهمه ، بعد تكملة القراءة .
وأما السبب الشخصي ، لأتأكد من فهمي الصحيح ، أو المناسب للنص .

( إن عالم الذرة الواحدة تتتابع أحداثه في وثبات مباغتة لا في اتصال تطوري بين اللاحق والسابق ، فالألكترون الذي يدور في فلك معين يقفز فجأة إلى فلك آخر ، أعني أنه لا يكون أولا في مكان ما ثم يصبح في مكان آخر . دون أن يمر في انتقاله هذا على النقط المتوسطة بين الطرفين ، وقد يبدو هذا الكلام كأنه أقرب إلى السحر لكنه هو الأمر الواقع ، اللهم إلا إذا كشفنا عما يفسر لنا هذه الظاهرة تفسيرا يتجنب مثل هذا الفرض العجيب ، ومهما يكن من أمر ، فهي ظاهرة لا تحدث إلا حيث يكون هناك الكترونات وبروتونات ، أما في المناطق الخالية منها ، فهنالك يكون التدرج والاتصال ، أعني أن كل شيء ينتقل عندئذ في طريق متصل لا وثوب فيه ولا مفاجأة ، ويجوز لنا أن نطلق على أمثال هذه المناطق كلمة " الأثير " أو " الخلاء " _ ونظرية النسبية تعنى بما يحدث في هذه المناطق ، مقابلة ذلك بما يحدث في مناطق الألكترونات والبروتونات ، فإذا غضضنا النظر عن نظرية النسبية ، كان ما نعرفه عن مناطق الأثير هو أن موجات تمر خلالها ، وأن هذه الموجات حين تكون موجات ضوئية ، فهي تسلك على نحو معين يصفه ماكسويل ( الاسم مكتوب بالإنكليزية أيضا ) في معادلة تسمى باسمه ، على أنني حين أقول كلمة ( نعرفه ) في هذا السياق فإنما أتجوز في القول ، لأننا في الحقيقة نجاوز حدود علمنا حين نتحدث عما يحدث خارج أجسادنا ، فلسنا نعلم بحق عما يحدث هناك إلا حين تصل الموجات المذكورة إلى أجسادنا ، وإذن فكل ما نعلمه عن تلك الموجات هو أنها تنشأ من أسباب معينة في طرف ، وتكون لها نتائج معينة في الطرف الآخر ، فليس من حقنا في واقع الأمر أن نتصور هذه الموجات وكأنما هي بالضرورة " في " الأثير ، وحسبنا أن ننظر إليها على أنها عمليات منظمة معلومة القوانين ، أما ما هي في حقيقتها ، فذلك ما سيظل مستعصيا على المعرفة إلى الأبد .

( توقفت عند هذه العبارة غير العلمية ، ولا المنطقية بالطبع :
من الذي يمكنه القول أن هذه الفكرة ، أو المشكلة أو الموضوع ، لا يمكن فهمها _ ليس بالنسبة له _ بل للبشرية كلها وإلى الأبد !؟
أيضا لأذكر بموقف القديس أوغستين المتواضع :
بالطبع اعرف الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن ؟
لا أعرف بماذا أجيب ) .

...نشأت نظرية النسبية من دراسة ما يحدث في المناطق التي تخلو من الألكترونات والبروتونات ، فلئن كانت دراستنا للذرة قد انتهت بنا إلى أن الانتقال يكون على وثبات لا اتصال بينها ، فقد جاءتنا النسبية بنظرية تجعل بين الطرفين طريقا متصلا ، وما تزال هاتان الوجهتان من النظر متعارضتين ، لكني أحسب أنهما سيلتقيان عما قريب ، لأني لا أرى بينهما تناقضا منطقيا ، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن يجيء من يصل الواحدة بينهما بالأخرى .
مرة ثانية لا أصدق !
( الاختلاف بين الفيزياء الكلاسيكية بما فيها فيزياء الفلك ، وبين فيزياء الكم لا يمكن انكاره أو التقليل من شأنه وحجمه ، وهو من النوع التناقضي .
في الفيزياء الكلاسيكية ، التجربة موضوعية ومنفصلة عن المجرب ( الفاعل أو المراقب ) .
وفي فيزياء الكم ، التجربة بالعكس مشتركة بين المراقب أو المجرب وبين بقية عناصر التجربة _ هذا جوهر الاختلاف بين نوعي الفيزياء ، بالإضافة إلى اليقين بالنسبة للفيزياء الكلاسيكية ، وعدم اليقين ( أو عدم التحديد ) بالنسبة لفيزياء الكم .
وهنا أتدخل بضفتي الشخصية ، كاتب النظرية الجديدة :
المشكلة بين نوعي الفيزياء ، سببها الموقف المعكوس _ الخطأ _ من الزمن . يتجه الزمن أو الوقت من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحياة والأحياء ، حيث يكون اتجاه الحركة من الماضي إلى المستقبل .
تكملة ثانية :
على أن ما تهتم له الفلسفة في نظرية النسبية هو تحطيم الزمن الواحد الذي يشمل الكون كله ، والمكان الواحد الذي لا يطرأ عليه تغيير أو زوال ، فالنسبية تستبدل بالزمان والمكان المطلقين شيئا واحدا يمزج بينهما تسميه " الزمان _ المكان " ، ولهذا التغيير أهميته العظيمة ، لأنه يغير فكرتنا عن العالم الطبيعي من أساسها ، كما أن له _ فيما أظن _ أثرا على علم النفس ، وإنه لعبث من الفلسفة المعاصرة أن تمضي في حديثها دون أن تقف عند هذا الوضع الجديد ، وهذا ما سأحاول شرحه الآن بقدر المستطاع .
الادراك الفطري وعلم الفيزياء فيما قبل نظرية النسبية كلاهما يعتقد أنه إذا حدث حادثان في مكانين مختلفين ، فلا بد أن يكون هناك جواب حاسم لهذا السؤال : هل حدث الحادثان في وقت واحد ؟
لكن تبين أن مثل هذا الاعتقاد يقوم على أساس خاطئ ، ...
فافرض وجود شخصين ( أ ) و ( ب ) في نقطتين بينهما مسافة بعيدة ، لدى كل منهما مرآة وطريقة يرسل بها إشارات ضوئية إلى زميله ، فالحوادث التي تحدث للشخص ( أ ) سيكون لها بغير شك ترتيب زمني معلوم ، وكذلك الحوادث التي تحدث للشخص ( ب ) ، لكن الصعوبة تنشأ عندما نحاول ربط الترتيب الزمني عند ( أ ) بالترتيب الزمني عند ( ب ) ، فلنفترض ان ( أ ) سيرسل إشارات ضوئية إلى ( ب ) ستعكسها المرآة التي عند ( ب ) ثم تعود بعد زمن معين إلى ( أ ) ، وغذا فرضنا ان ( أ ) على الأرض وأن ( ب ) في الشمس ، كان هذا الزمن طوله 16 دقيقة ، فترانا عندئذ نقول أن الزمن الذي استغرقته الإشارة في طريقها الأول من ( أ ) إلى ( ب ) هو نصف مجموع الزمن الذي تستغرقه في ذهابها وعودتها ، غير أن الأمر ليس بهذه البساطة كلها ، لأنه متوقف على تحرك ( أ ) و ( ب ) بالنسبة أحدهما إلى الآخر ، لهذا كان كل ما يحدث للشخص ( أ ) بعد ارساله للإشارة الضوئية وقبل أن تصل عائدة إليه ، ليس هو على وجه التحديد قبل ولا بعد ولا متآن ( متزامن ) مع حادث وصول الإشارة إلى ( ب ) ، فتستحيل المقارنة بين التتابع الزمني في المكانين المختلفين .
وكذلك في فكرة " المكان " وغموض معناها ، فهل تعد مدينة لندن مكانا ؟
....
( أعتذر عن التكملة ، لا يمكنني تحمل هذه الثرثرة أكثر ...)
الكتاب موجود على الشبكة
الفلسفة بنظرة علمية ( تلخيص وتقديم ، الدكتور زكي نجيب محمود ) .
الكتاب صدر سنة 1927 .
وترجم إلى العربية سنة 1960 .
.....
ملاحظة أخيرة :
ناقشت بشكل تفصيلي ، وموسع ، مواقف نيوتن وأينشتاين من الزمن أو الوقت ، بشكل خاص . في نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، لمن يهمه الأمر .
وهذا تذكير سريع ومكثف جدا :
موقف نيوتن من الزمن ، يتلخص بإهماله للحاضر ، واعتباره قيمة لا متناهية في الصغر ، تقارب الصفر ويمكن اهمالها في الحسابات .
موقف أينشتاين بالعكس ، يهمل الماضي والمستقبل ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الفعلي .
النظرية الجديدة تتضمن كلا الموقفين ، الحاضر نسبي واتفاق اجتماعي _ ثقافي ، بينما الماضي والمستقبل موضوعيان .
مثال على ذلك :
اليوم الحالي ، أين يوجد بالفعل ؟
أيضا الجواب بتكثيف شديد :
اليوم الحالي يمثل الحاضر ، بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يمثل الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يمثل المستقبل ( أو يوجد في المستقبل ) بالنسبة للموتى .
اليوم الحالي ، يوم القارئ _ة .
ملاحظة أخيرة :
فكرة التزامن ، أكثر أخطاء أينشتاين الصريحة والمباشرة ، ومثال على التزامن ، أي حديث على شبكة النت ، بين مجموعة اشخاص يتوزعون في القارات المختلفة .
بالإضافة إلى مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، أو الفرق بين الزمن والوقت .
أيضا ناقشت الفكرة ، بشكل مفصل في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، خلال حياتنا الفعلية : الزمن والوقت والزمان واحد .
لكن ، ربما يكون الزمن موجودا قبل الانسان ، وقبل الحياة أيضا ؟
هذه المسألة معلقة بين العلم والفلسفة ، وربما يتأخر حلها لقرون .

الخلاصة الجديدة
بعمر 62 سنة ، وما أزال أتعلم بتجربة الصح والخطأ كما كنت في العشرين وأكثر أحيانا .
ما الذي أعرفه اليوم بثقة ، أقرب لليقين من الشك ، وكنت أجهله قبل أقل من عشر سنوات ؟!
بصراحة الكثير ،
قبل خمس سنوات ، كنت أعتقد مثل الغالبية العظمى من البشر أن الزمن والحياة بنفس الاتجاه : من الماضي إلى المستقبل .
واليوم أنا على يقين ، أن الزمن أو الوقت ( أو الزمن والوقت ) مصدرهما المستقبل وليس الماضي . سواء أكان الزمن هو نفسه الوقت فقط ، أم تبين لاحقا أن للزمن وجوده الموضوعي ، والسابق على الانسان والحياة .
....
ملحق أخير
أعتقد أن الفرق بين فرد وآخر ، يمكن تفسيره وفهمه ، بشكل موضوعي ودقيق ، بدلالة درجة النضج أو المستوى المعرفي _ الأخلاقي .
التصنيف الرباعي للقيم ، ولدرجة النضج الفردي بالتزامن ، من الأدنى :
1 _ المستوى الأولي ، والبدائي : النرجسية .
مرحة الصدق النرجسي ، وتتمثل بالنميمة والوشاية ، والثرثرة القهرية .
2 _ المستوى الثاني : الدوغمائية .
مرحلة الكذب .
3 _ المستوى الثالث : الأنانية .
مرحلة الصدق ، والقدرة على الاختيار بين الصدق والكذب .
4 _ المستوى الرابع : الموضوعية .
مرحلة التواضع ، وانكار الفضل .
( إن من يقدم الصدقة بالسر أعظم من موسى . العهد القديم ) .

آمل أن يترجم الكتاب ثانية للعربية ،
وهذه دعوتي ورجائي للمترجمين _ ات ...
....
....
هوامش وملحقات القسم الرابع

أعتذر عن الارتباك الذي سيصادف القارئ _ة ، بعض فصول هذا الجزء مكرر ، وهو يتضمن ما سبقه والعكس غير صحيح .
بعبارة ثانية ، هذا القسم بعد المراجعة والتدقيق ، بينما التكرار السابق يمثل النسخة الأولية للفكرة ...وهي ( كتابتي الجديدة _ ومعها النظرية الجديدة ) ما تزال بمرحلة التفكير بصوت مرتفع ، ونوع من الحوار المفتوح .

المعرفة _ نظرة من الداخل
( ما الذي نعرفه اليوم ، أنت وأنا ؟! )

ملاحظتان وهوامش
1
المعرفة النظرية ، الفكرية واللغوية ، خاصية إنسانية وميزة مكتسبة .
على خلاف المعرفة المشتركة بين الأحياء ، الغريزية والبيولوجية .
بمكن القول _ مع بعض الجرأة والمغامرة _ أن المعرفة الفكرية والنظرية ما تزال خاصة فردية ، ولم تتعمم على الجنس البشري بعد .
مثال تطبيقي نيوتن واينشتاين ،
يمثل الأول الجد قبل العشرين للقارئ _ة ، واينشتاين الجد السادس أو السابع . وما تزال معرفتنا ، بالواقع والزمن ، تدور في فلك الاثنين .
بينما كان أجدادنا الحقيقيين أميين ، بغالبيتهم المطلقة .
دعك عن سقراط والمعري وابن رشد وغيرهم .
....
أعتقد أن معرفتنا الحالية سنة 2022 ، في العلم والفلسفة خاصة ، ما تزال في مراحلها الأولية وشبه البدائية ، وأخطاءها أكثر من صوابها .
المثال الواضح الواقع أو الكون : ما هو الواقع ؟
لا أحد يعرف ، ولا أحد يكترث .
والموقف الثقافي العالمي من هذه المسألة ، خبيصة وفوضى كاملة .
الوقت يتقلص ويتمدد ، فكرة اينشتاين التي تستهلكها الثقافة كما تستهلك الكحول والتبغ والمخدرات ، مع نظريات التمدد الكوني والانفجار العظيم .
بكلمات أخرى ،
أعتقد أن وضع العالم الحالي سنة 2022 ، يشبه وضعه قبل قرن سنة 1022 حين كانت الحرب العالمية الثانية _ أكبر كارثة عرفتها البشرية _ على الأبواب بدون أن يكترث سوى قلة نادرة من الأفراد ، منهم على سبيل المثال لا الحصر كارل غوستاف يونغ عالم النفس الشهير .
وأعتقد أن معرفتنا الحالية ، سوف تكون بعد قرن : سنة 2122 ، وما بعدها بحالة شبيهة لدرجة التطابق مع موقفنا من معارف وعلوم سنة 1922 .
....
هامش 2
الضحك الفلسفي
(الانسان _ نظرة من الداخل )

ما الانسان ؟ ما الفرد ؟ ما الحاضر ؟ بماذا يختلف الانسان عن بقية الكائنات الحية ؟ وكيف ؟ ما العلاقة بين الانسان والمجتمع والفرد ؟
وما العلاقة الحقيقية بين الشعور والفكر _ ثنائية العقل ؟

النص يدور حول هذه الأسئلة .
1
ما هو الانسان
هل يوجد شيء أسمه الطبيعة البشرية ؟
هذا السؤال جدلي ، كما يعرف القارئ _ة المهتم .
الوحدة التشريحية ، والفيزيولوجية للإنسان ليست موضع جدل أو خلاف ثقافي ، بعد النصف الثاني من القرن العشرين خاصة .
الاختلاف الوحيد ( الحقيقي ) بين البشر ثقافي ، وشخصي ، وبيئي .
بكلمات أخرى ،
الفرق بين فردين ، أكبر وأعمق من جميع الفروق الأخرى الثقافية والعرقية والجنسية وغيرها .
قرأت رسائل في الطبيعة البشرية ، لسبينوزا وديفيد هيوم ، أيضا موقف أريك فروم المؤيد لفكرة الطبيعة الإنسانية وفرانكل وماسلو .
قرأت أيضا الموقف المضاد ، الذي يعتبر أن المشترك بين البشر يقتصر على البيولوجيا والثقافة ، ولا يوجد شيء اسمه الطبيعة البشرية يمكن تحديده بشكل موضوعي ودقيق .
بصراحة ليس عندي رأي حاسم في هذا الموضوع ( وكثير من الموضوعات ) ، واختار موقف برتراند رسل من ثنائية العقل والجسد " الواحدية المحايدة " كما يترجمها د زكي نجيب محمود .
....
يتمثل الانسان بالفرد الإنساني ، كطفل _ة أو رجل أو امرأة أو كمتحول جنسيا بشكل مباشر ، وواضح .
ويتمثل بالمجتمع والثقافة والأخلاق ، وغيرها من النظم التي تقتصر على البشر دون غيرهم من بقية الأحياء .
2
ما هو الفرد
الجواب المباشر ، العلمي والتطبيقي ، هو واحد من ثمانية مليارات انسان .
الفرد بالتصنيف الثنائي : هو موقع وشخصية .
يتمثل الموقع بالدور الاجتماعي والعمر البيولوجي ، وتتمثل الشخصية بدرجة النضج المتكامل والعمر العقلي .
الفرد بالتصنيف الثلاثي : جانب بيولوجي ومورثات ، وجانب بيئي اجتماعي وثقافي ، وجانب شخصي وفردي .
الفرد بالتصنيف الرباعي : موقع ، ودور ، وشخصية ، وموقف .
هذه التصنيفات تساعد على فهم الفرد ، والانسان ، والعلاقة بينهما وهي تختلف بالطبع عن العلاقة بين الفرد والمجتمع .
3
يقاوم الفرد الإنساني التغير بطبيعته ، لأسباب متعددة لعل أهمها الحفاظ على الطاقة ، أو قانون الجهد الأدنى _ المشترك بين العلوم وخاصة بين الفيزياء وعلم النفس الاجتماعي .
لكن المشكلة ، أن مقاومة الفرد للتغير الايجابي أو نحو الأفضل أقوى _ بأضعاف _ من مقاومته للتغير السلبي ونحو الأسوأ .
هذه الفكرة ( المقاومة ) بحسب اطلاعي ، تمثل أحد أهم الأفكار التي درسها التحليل النفسي ، وقدرها بصورة عامة بمختلف مدارسه وشخصياته .
تتكشف الفكرة ، الخبرة ، بوضوح عبر مثال " العادة الجديدة " .
وهي أحد نوعين :
عادة جيدة أو عادة سيئة .
لا توجد حاجة للتصنيف الثلاثي أو التعددي بالنسبة للعادة ، إذ يكفي التصنيف الثنائي كما اعتقد .
لكن المشكلة في صعوبة التمييز بين العادة الجيدة والعادة السيئة .
مع أنه يوجد مثال صريح ، ومباشر ومشترك بين الثقافات :
العادة السلبية والسيئة تتمثل بالإدمان ، على اختلاف أنواعه .
بينما العادة الإيجابية والجيدة تتمثل بالهواية ، على اختلاف أنواعها .
ويمكن تمييز العادة الجيدة عن السيئة بعدد من الصفات :
1 _ صعوبة التعلم والبداية ، مقابل سهولة النهاية والتوقف عنها .
والعكس السلبية ، سهلة البداية وتتميز بصعوبة الإقلاع عنها .
وهذه الصفة الأبرز بين نوعي العادة ، ويسهل تفسيرها .
العادة السلبية ، تنزل صاحبها _ت إلى حفرة اجتماعية ، تحت المتوسط .
والعادة الإيجابية بالعكس ، حيث ترفع صاحبها _ ت إلى مستوى أعلى من المتوسط الاجتماعي .
2 _ العادة الإيجابية تتوافق مع اتجاه الصحة العقلية ، المتكاملة :
اليوم أفضل من الأمس واسوأ من الغد .
والعادة السلبية بالعكس ، تتوافق مع اتجاه المرض العقلي :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
3 _ العادة الإيجابية تنطلق ، أو تبدأ ، من التمركز الذاتي في اتجاه اللاتمركز . وهي تنسجم مع اتجاه توسيع دائرة الراحة ، لا العكس .
بينما العادة السلبية بالعكس ، تتجه لزيادة التمركز وتضييق دائرة الراحة .
4 _ العادة الإيجابية تتمثل بزيادة الفجوة بين المثير والاستجابة ، بينما العادة السلبية تلغي المسافة أو تقصرها .
بتعبير آخر ،
العادة الإيجابية
1 مثير 2 قرار وتفكير 3 استجابة .
العادة السلبية
1 مثير 2 استجابة .
5 _ يمكن إضافة العديد من الفروق بين نوعي العادة ، كمثال أخير وهام كما أعتقد . العادة الإيجابية تحقق الانسجام والتقارب بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، بينما العادة السلبية بالعكس ، تزيد من الفجوة بين العمر البيولوجي وبين العمر العقلي .
كما أعتقد أن الفجوة بين الأقوال والأفعال ، زيادتها واتساعها تتوافقان مع العادة السلبية ، والعكس بالنسبة للعادات الإيجابية فهي تجسر الهوة والمسافة بين الأقوال والأفعال ، أيضا بين الأهداف والغايات وبين الأفعال .
4
الحاضر مركز الواقع والكون ، ولكنه غير موجود بالفعل ؟!

الحاضر حلقة مشتركة ، بين الحياة والزمن والمكان .
الحاضر يمثل المرحلة الثانية للحياة ، بعد الأمس والماضي ، والمرحلة الثانية للزمن لكن بعكس الحياة ، بعد الغد والمستقبل _ ويمثل أيضا المرحلة الثانية للواقع الموضوعي ، بعد الواقع المباشر _ وكل ذلك بالتزامن .
لفهم الواقع ، يلزم أولا فهم العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت .
ويلزم ثانيا فهم العلاقة بين الأزمنة الثلاث الحاضر والماضي والمستقبل .
ويلزم أيضا فهم العلاقة بين الحياة والزمن والمكان .
الموضوع هام ، وما يزال خارج اهتمام الثقافة العالمية للللللأسف .
....
الحاضر كمثال بين نيوتن واينشتاين :
اعتبر نيوتن أن حركة الزمن تعاقبية فقط ، من الماضي إلى المستقبل ( الصحيح هو العكس من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحركة الموضوعية للحياة ) والحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل .
ضمن هذا التصور ، من المنطقي اعتبار قيمة الحاضر لامتناهية في الصغر وتقارب الصفر ، ويمكن اهمالها في الحسابات بدون أن تتأثر النتيجة _ وهي فرضية نيوتن التي تستخدم إلى اليوم في العلوم والثقافة .
والمفارقة أن النتيجة صحيحة ، مع أن مقدمتها خطأ . ليست قيمة الحاضر صغيرة دوما ، بل العكس وغالبا ما تكون قيمة الحاضر كبيرة ومباشرة .
صحة نتيجة نيوتن ، سببها العلاقة بين حركتي الحياة والزمن ومجموعهما الحسابي ( الحقيقي ) يساوي الصفر دوما .
موقف أينشتاين من الزمن ، والحاضر خاصة ، يختلف عن موقف نيوتن ، حيث أنه كان يعتبر قيمة الحاضر حقيقية وموضوعية .
سبب موقف أينشتاين من الحاضر ، موقفه من الزمن ، كان يخلط بين الزمن والحاضر ويهمل الماضي والمستقبل بالفعل .
كلا الموقفين يمثل نصف الجواب الصحيح فقط ، قيمة الحاضر ليست ثابتة وليست موضوعية فقط .
مثال تطبيقي ومكرر :
اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء جميعا .
وبنفس الوقت ، يمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
كما يمثل المستقبل أيضا بالنسبة للموتى جميعا ، قبل اليوم .
بسهولة يمكن استبدال اليوم الحالي ، كفترة زمنية ، بسنة أو قرن .
ويبقى ، يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء .
وهو يمثل موقف اينشتاين .
بالعكس من موقف نيوتن ، حيث يتم استبدال اليوم الحالي باللحظة . ويصير الحاضر قيمة لا متناهية في الصغر ، وتقارب الصفر بالفعل .
5
هل يحدث العيش ، بالفعل ، في الماضي أم بالمستقبل أم في الحاضر ؟!
يحدث العيش ، والحياة بمجملها ، في الأزمنة الثلاثة وبشكل متزامن ومتعاقب معا .
المثال السابق عن الحاضر طبيعته ، ومدته الحقيقية ؟
موقف نيوتن يركز على الحركة الخطية للزمن أو التعاقبية ، وهو صحيح .
موقف أينشتاين يركز على الحركة الأفقية أو التزامن ، وهو صحيح أيضا .
قيمة الحاضر اتفاق اجتماعي _ ثقافي ، وهو تتراوح بين الصفر واللانهاية الموجبة . وربما تكون قيمة الحاضر ، الحقيقية ، وتتراوح بين اللانهايتين السالبة والموجبة .
فهم طبيعة الحاضر ، ومدته ، وأنواعه شرط مسبق لفهم العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ، وعتبة أيضا لفهم كيف يحدث العيش في الأزمنة الثلاث بالتزامن .
مثال العمر ، العمر الحالي للفرد ( الكاتب _ة أو القارئ _ة ) ، هو ثلاثي البعد بالفعل ويجسد الماضي الجديد ، مع المستقبل القديم ، والحاضر المستمر بالتزامن .
مثال تطبيقي الدقيقة السابقة ( 60 ثانية ) ، خلال قراءتك ، هي نفسها ثلاثة أشكال ، أو أنواع ، متساوية في القيمة والاختلاف ينحصر في الاتجاه فقط :
1 _ الماضي الجديد :
يمثل حركة الفاعل والحياة : من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
2 _ المستقبل القديم ( بعكس الماضي الجديد ، يتساويان بالقيمة ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه ) :
يمثل حركة الفعل والزمن أو الوقت : من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر .
3 _ الحاضر المستمر :
وهو ثنائي البعد ، أو مزدوج ، بين الحياة والزمن .
الحاضر المستمر ، من نفس طبيعة العمر الفردي ، مزدوج بين الحياة والزمن ويتمثل بالعمر الحالي ( يتزايد العمر الحالي _ الذي يمثل الجاني الحي في العمر _ من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت ، والعكس بالنسبة لبقية العمر _ التي تمثل الجانب الزمني في العمر _ فهي تتناقص من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى الصفر لحظة الموت ) .
وهذا المثال أيضا ، جدير بالاهتمام والتفكير الهادئ .
....
هامش 3

مشكلة الموقف العقلي المتوتر ، بين الكاتب والقارئ _ة ..

ما هو أصغر من أصغر شيء ، وكيف يتميز عن الماضي ؟
ما هو أكبر من أكبر شيء ، وكيف يتميز عن المستقبل ؟
بماذا تختلف النظرية الجديدة عن سابقاتها ، بخصوص الأزل والأبد والحياة والزمن والمكان ، وغيرها ؟
سوف أؤجل مناقشة هذه الأسئلة ، بشكل تفصيلي إلى الفصول القادمة ، واكتفي هنا بالفرق ، النوعي ، بين النظرية الجديدة وغيرها :
مثلا أصغر من أصغر شيء ، كان سابقا الذرة ، والآن الكوارك وربما توجد تسميات أصغر من كوارك لم أسمع بها بعد .
لكن يوجد تشابه ، وامتداد خطي ومتصل بين الموقف العقلي السابق والحالي تجاه فكرة أصغر من أصغر شيء خاصة . حيث تعتبر بسيطة ومفردة ، بينما هي كما أعتقد مركبة بطبيعتها .
بعبارة ثانية ،
أصغر من اصغر شيء ، ليست فكرة بسيطة أو عنصرا منفردا ، بل متلازمة بين الزمن والحياة والمكان ، وبالتالي تقبل القسمة والتقسيم بشكل لانهائي _ نظريا على الأقل .
وربما يشهد النصف الثاني من القرن الحالي ، اكتشافات جديدة وخارج التوقع ، في الاتجاهين المتعاكسين بالتزامن : أصغر من اصغر شيء ، وأكبر من أكبر شيء ، بمساعدة الذكاء الاصطناعي غالبا .
نفس المناقشة ، لكن بشكل معكوس ، مزدوجة بطبيعتها بالنسبة لفكرة أكبر من اكبر شيء أو أصغر من أصغر شيء . حيث أن المشكلة لغوية في المستوى الأول ، ومنطقية وتجريبية في المستويات الثانوية ( مشكلة الوجود والكون ، والبداية والنهاية ، والسبب والنتيجة ، والحياة والزمن والمكان ) .
....
صعوبة فهم النظرية الجديدة ، على فئة خاصة من القراء ، سببها الأساسي تثبيت الموقف العقلي للقارئ _ ة عند المنطق الأحادي . بينما النظرية نفسها نتيجة مباشرة للمنطق التعددي ، وتطبيقه على فكرة الزمن ، والواقع بصورة عامة .
المتلازمتان الحياة والزمن والمكان ، مع الحاضر والماضي والمستقبل ، يمكن فهمهما بالتزامن فقط _ كما أتصور ...
هذه الفكرة وغيرها من الأفكار الجديدة ، سوف يحكم بصحتها أو خطأها المستقبل ، والأجيال القادمة .
كنت أعتقد خلال الأعوام القليلة السابقة ، أن التأخر الزمني للاعتراف بالنظرية سيكون محدودا ببضع سنوات .
لكن ، وللأسف ، يبدو أنني لم أفهم قوة العطالة ، الهائلة ، التي تحكم الموقف الثقافي الحالي .
....
الموقف العقلي ثلاثي البعد بطبيعته : فكر وشعور وحركة .
بعبارة ثانية ،
لا يمكن إعادة الموقف العقلي إلى الأحادية ، والتركيز المطلق .
أيضا الموقف العقلي ثلاثي التوجه بطبيعته ، إما بقيادة الشعور أو الفكر او الحركة .
مثال على الحالة الخاصة : الفكر يقود الموقف العقلي ...التفكير الإبداعي .
وهو كما نعرف حالة نادرة ، على المستويين الشخصي أو المشترك .
مثال على الحالة السلبية أو المرضية : العادة تقود الفكر والشعور .. الإدمان .
مثال على الحالة الطبيعية أو المتوسطة : الشعور يقود الحركة والفكر .. الحياة اليومية والاعتيادية .
....
المشكلة لغوية كما اعتقد ، وهي لا تقتصر على لغة محددة مثل العربية أو غيرها ، بل هي مشكلة جميع اللغات _ الحاجة للتطوير الدائم والتحديث .
أصغر من اصغر شيء هو الماضي .
و بالمقابل ، أكبر من أكبر شيء هو المستقبل .
بينهما الحاضر ، بين الصفر واللانهاية كما أعتقد .
لكن ، منطقيا ، يمكن أن يكون الحاضر بين اللانهايتين .
....
الحوار مفتوح لبقية العمر
النصر الذاتي عتبة السعادة ،
وشرطها اللازم والكافي بالتزامن .
....
....

أصل الفرد بديل مناسب جدا لأصل الانسان .

ترددت كثيرا في إضافة هذا النص ، وأتمنى أن يكون قراري مناسبا ....
هذا ما سيتضح بعد القراءة ، وخلالها لمن لن يحتمل تكملته .


العمر الفردي : طبيعته وماهيته

الماضي الموضوعي
بين لحظة الولادة ، وبين الأزل .
المستقبل الموضوعي
بين لحظة الوفاة وبين الأبد .
العمر الفردي يبدأ لحظة الولادة ، وينتهي لحظة الموت .
العمر الفردي يقاس بالأعداد الطبيعية .
لكن المستقبل الموضوعي ، أيضا الماضي الموضوعي ، بحاجة إلى الأعداد السالبة والكسرية ، وربما يحتاج إلى الأعداد التخيلية أيضا .
....
الحاضر والماضي استمرارية حتمية ، بينما الحاضر والمستقبل استمرارية احتمالية فقط .
تتكشف الفكرة ، الخبرة _ التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم _ عبر مقارنة ثلاثة أجيال ، خلال ثلاثة قرون متعاقبة ، مثلا الحالي والسابق والقادم بالنسبة لليوم الحالي مثلا ( يوم الكتابة ) 14 / 11 / 2022 .
الأحياء خلال هذا اليوم ، يتضمنون اسلافهم بصورة مؤكدة .
( الجد _ة يتضمن الحفيد _ة بشكل مؤكد ) ، لكن العكس مجرد احتمال .
الحياء اليوم يتضمنون الماضي والأسلاف بالفعل ، لكن يتضمنون الأحفاد بالقوة فقط .
بعض الأحياء سوف ينجبون ، وبعضهم تتوقف الحركة الموضوعية للحياة بعد موتهم مباشرة .
الفكرة تستحق مناقشة أوسع ، واكثر تفصيلا ..
2

سؤال الحاضر : طبيعته وحدوده
( الحاضر أهم مراحل الزمن ، والحياة أكثر )

هل اليوم الحالي ، يوم قراءتك للنص مثلا ، يوجد في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟
الجواب مباشر ، وحاسم ، لكنه مركب وثلاثي البعد أو نسبي :
1 _ بالنسبة للأحياء ، اليوم الحالي يمثل الحاضر ويجسده بالفعل .
2 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي يوجد في الماضي .
3 _ بالنسبة للموتى ، اليوم الحالي يوجد في المستقبل .
لا أعتقد ، أن الجواب أعلاه يشكل موضع خلاف بين العقلاء .
ويمكن التكملة مباشرة :
القرن الحالي أيضا ، يمثل الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن .
ومثله اللحظة .
يمكن الاستنتاج بشكل مباشر وحاسم ، أن الحاضر نسبي بطبيعته .
وهنا تبرز مشكلة الزمن أو الوقت ، بشكل مباشر مع مشكلة الواقع :
الزمن والوقت ، والواقع أيضا ، نسبي وموضوعي بالتزامن .
....
كيف يمكن تقبل فكرة وخبرة على هذه الدرجة من الاختلاف ، إلى درجة التناقض الكامل ، مع كل ما نعرفه عن المنطق ؟!
....
هل الزمن والحياة واحد أم اثنين ؟
لنتخيل هذا السؤال مطروحا ، بالفعل ، على طلاب السنة الأولى في الفلسفة أو علم النفس أو أي فع آخر .
بحسب علمي ، لا توجد لغة معرفة تعتبرهما واحدا فقط .
وبنفس الوقت ، الثقافة العالمية الحالية تعتبرهما واحد بشكل مضمر .
وفي الحد الأدنى ، يعتبران في اتجاه واحد ، وسهم الزمن هو نفسه سهم الحياة .
....
لو كنت أقرأ هذا النص ، كما هو حرفيا ، قبل سنة 2018 لما صدقت عيناي وعقلي .
....
....


ملخص النظرية الجديدة

ربما تكون النظرية الجديدة خطأ ، بالكامل .
وهذا الاحتمال مؤكد ، بعد عدة قرون مثلا .
تكفي مقارنة سريعة بين نظرية بطليموس حول مركزية الأرض ، ونظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس لتكشف ، وتساعد على معرفة حدود الادعاء ، والجهل ، بكل فكرة جديدة أو نظرية .
أطلب من القارئ _ة الصبر ، وتكملة النص ، مع محاولة التفكير بشكل يختلف عن السائد والمألوف .
الجديد مغامرة ، بطبيعته .
1
تتمحور النظرية حول العلاقة ، الحقيقية ، بين الحياة والزمن .

مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) ؟!
يوجد ثلاثة احتمالات :
1 _ الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبنفس السرعة .
( وهو الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والمستمر بعد نيوتن ) .
2 _ الزمن والحياة في اتجاهين مختلفين ، وبسرعات مختلفة .
3 _ الزمن والحياة في اتجاهين متعاكسين ، ولهما نفس السرعة .
الموقف الثقافي العالمي ، خلال القرن العشرين والحالي أيضا ، يمثل الجواب الأول ، ويعتبر أن سهم الحياة هو نفسه سهم الزمن . وهو نفس الموقف الذي قام نيوتن بصياغته ، وتحديده . حيث اعتبر أن العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، المطلقان ، وأهمل العلاقة بين الزمن والحياة لأسباب تخصه وسوف تبقى مجهولة إلى الأبد .
على النقيض تماما ، موقف النظرية الجديدة ، فهي تمثل الاحتمال الثالث :
الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، وبنفس السرعة .
سوف أهمل الاحتمال الثاني ، لأنني أعتقد أنه غير واقعي .
....
الاحتمال الأول ، ويمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ( وضمنه موقف العلم والفلسفة خطأ صريح ، ويجب تصحيحه ) .
سأكتفي بالبرهان على صحة موقف النظرية ( كدليل على خطأ الموقف الحالي والاحتمال الأول ، لأن أحدهما خطأ بالطبع _ وربما يكون الاثنان خطأ معا ، وهذه مسألة في عهدة المستقبل ) من خلال ثلاثة أمثلة ، وهي ظواهر عامة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الظاهرة الأولى :
1 _ العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن .
يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة .
ويموت الفرد في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر .
بعبارة ثانية ،
حركة الحياة وحركة الزمن ( أو الوقت ) تتمثلان ، وتتجسدان مباشرة بالعمر الفردي ، وهي فكرة وظاهرة مشتركة بين معظم اللغات الكبرى .
حركة الحياة ، وحركة الزمن ، يمكن استنتاجهما بشكل منطقي ومباشر :
الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر الفردي ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت تتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . كلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحركتان متعاكستان بالاتجاه دوما ، وتتساويان بالسرعة ( لهما السرعة نفسها ، وهذه مسألة تحتاج للاهتمام والدراسة كما أعتقد ) .
تجمع بين حركتي الحياة والزمن ( أو الوقت ) معادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر
أو س + ع = 0 .
....
الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي ، أو اللحظة أو القرن ، يوجد في الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن .
اليوم الحالي ، وأي فترة زمنية أخرى ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يوجد في الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يوجد في المستقبل ، بالنسبة للموتى .
....
الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ظاهرة تقبل الملاحظة ، والاختبار والتعميم بلا استثناء .
السؤال ( المقتبس ) من التنوير الروحي :
قبل قرن أو أكثر ، من ولادتك أين كنت ؟
الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا : قبل ولادة الفرد بقرن أو اكثر ، يكون في وضع مزدوج بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل ...
يكون جسده وحياته ، عبر مورثاته في أجساد الأجداد ( في الماضي ) .
ويكون زمنه ووقته ، أو بقية عمره ( في المستقبل ) .
تتكشف الفكرة ، الخبرة ، من خلال تخيل ولادة فرد بعد قرن سنة 2122 :
هي أو هو الآن ، بين الحاضر والمستقبل بالتزامن .
( ليس في الماضي بالطبع )
حياته أو حياتها ، أو مورثاتهما هي الآن في الحاضر عبر أجساد الأجداد .
وبقية عمرها ، أو عمره ، هي الآن في المستقبل منطقيا ( لا في الماضي ولا في الحاضر أيضا ) .
....
الأمثلة الثلاثة ، تمثل البرهان والدليل على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن أو الوقت .
وأما العلاقة بين الزمن وبين الوقت ، وهل هما واحد ، أم اثنين :
خلال الحياة الإنسانية المعروفة ، يكون الوقت والزمن واحد .
لكن قبل بداية الحياة ، الإنسانية خاصة ، ربما كان الزمن موجودا ؟!
هذه المسألة معلقة منذ قرون : مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، وفكرة إنسانية لا غير .
أو الاحتمال الآخر ، الزمن يسبق الوقت وسيبقى بعد الانسان والحياة ؟!
هذا السؤال المؤجل ، تتعذر الإجابة عنه ضمن معطيات المعرفة الحالية .
وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
2
من أفكار النظرية الجديدة ، وهي جديدة أيضا على الموقف الثقافي السائد

للحياة نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الذاتية وتتمثل بحركة الفرد ، وهي عشوائية بطبيعتها .
2 _ الحركة التعاقبية أو الموضوعية ، وتتمثل بتقدم السن بالنسبة للفرد . وهي ثابتة ، ومشتركة بين جميع الأحياء .
الحركة الذاتية تحدث في الحاضر بشكل دائم ، ومستمر من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت .
( كيف يبقى الانسان ، وبقية الأحياء في الحاضر ، ناقشت هذا السؤال عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ) .
بينما تحدث الحركة الموضوعية للحياة ، أو التعاقبية ، بين الماضي والمستقبل : تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( وهي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
حركة الزمن ، أو الوقت ، بعكس حركة الحياة .
للزمن أيضا نوعين من الحركة :
1 _ الحركة التزامنية ، وهي تقابل الحركة الذاتية للحياة والتي تتمثل بالحركة الفردية والعشوائية بطبيعتها ، وتحدث مثلها في الحاضر أيضا ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي .
2 _ الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، بعكس الحركة الموضوعية أو التعاقبية للحياة ، وتبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، غير ظاهرة بشكل مباشر . ولكن يمكن استنتاجها وفهمها وبعدها ، تسهل ملاحظتها بمختلف الظواهر بلا استثناء .
....
كلا من نيوتن واينشتاين أدرك نصف الواقع فقط .
كان نيوتن يعتبر أن الحاضر صغير جدا ، قيمته لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . وهذا صحيح بالنسبة للحركة التعاقبية للزمن ، كل لحظة ينقسم الحاضر في اتجاهين : الحياة تنتقل للمستقبل ، والزمن للماضي .
موقف اينشتاين بالعكس من نيوتن ، كان يعتقد أن للحاضر قيمة لا متناهية . وهذا صحيح أيضا ، بالنسبة للحركة الذاتية للحياة ، أيضا بالنسبة للحركة التزامنية للوقت .
يمكننا اعتبار الحاضر اللحظة التي مرت ، أو اليوم ، أو القرن الحالي .
....
الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب لكل كائن حي ، يبدأ بالولادة وينتهي بالموت ، ويتعاكس مع الحياة بطبيعته .
أدرك شكسبير هذه الحقيقة ، وعبر عنها بشكل جميل ومكثف :
أنت التقيت بما يموت
وانا التقيت بما يولد .
ترجمة أدونيس .
....
فكرة الساعة الرملية صحيحة وغير دقيقة ، والساعة الإلكترونية بالعكس دقيقة وغير صحيحة . يجب عكس اتجاه حركة الساعة الحديثة ، فهي تقيس السرعة الموضوعية للحياة ( التعاقبية ) ، وهي بعكس حركة الزمن .
....
أعتقد أن خطأ حدث في الوعي الإنساني ، خلال التطور خاصة في العلاقة مع الزمن ، وصار الواقع معكوسا ومقلوبا .
والسؤال : هل يمكننا فهم ، وإصلاح ما حدث ؟!
....
ما الأهم أو الأكثر أهمية : اليوم أم الأمس أم الغد ؟!
تفضيل الأمس غباء .
تفضيل اليوم مغامرة .
والغد حقيقة .
موقفي الشخصي ، أعتبر أن للغد نصف القيمة الشاملة للوجود ، وللحاضر متمثلا باليوم الحالي أو السنة ثلث القيمة ، وللأمس مع الماضي كله سدس القيمة .
أيضا هذه الفكرة ، العلاقة بين اليوم والغد والأمس ، ناقشتها بشكل مفصل خلال نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
الخاتمة
ملاحظة 1
الحدث ، تصور جديد :
يوجد احتمالين للحدث
1 _ الحدث خماسي البعد ، مع الزمن والحياة بالإضافة إلى المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق .
هذا الاحتمال ناقشته ، بشكل موسع ، في مخطوط النظرية الأول .
2 _ الحدث رباعي البعد ، لكنه ثنائي النوع :
_ الحدث الزمني ، كما يقوم الافتراض الثقافي الحالي .
حيث الحدث رباعي البعد ، يتضمن الزمن بالإضافة للمكان .
الحدث الزمني يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
( لكن ، هذا التصور ينقص منه بعد الحياة ، المعاكس للزمن بطبيعته )
_ الحدث الحي يتحرك بعكس الحدث الزمني ، من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
المثال على الحدث الثنائي ، في اللغة العربية ، ثنائية الفاعل والفعل :
ينتقل الفاعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى المستقبل .
ينتقل الفعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى الماضي .
الفعل يمثل الحدث الزمني ، والفاعل يمثل الحدث الحي .
مثال قراءتك لهذه الفقرة :
حدث القراءة نفسه ، الزمني أو الفعل ، انتقل من الحاضر إلى الماضي .
والعكس حدث بحالة وضعك الشخصي :
الفاعل أو القارئ _ ة أو الحدث الحي ، انتقل من الحاضر إلى المستقبل .
( يسهل فهمها ، عندما نتصور فعل القراءة ، وانفصاله كل لحظة عن القارئ _ة ) .
ملاحظة 2
الحركة التعاقبية الثنائية ، والمزدوجة بين الحياة والزمن ...
الحركة التعاقبية ، أو الموضوعية ، للحياة تحدث بين الولادة والموت .
وتبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
وبالعكس الحركة التعاقبية للزمن :
تحدث من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
يفهم البعض من العبارة السابقة ، أن الحركة التعاقبية للزمن ( طالما أنها تعاكس الحركة التعاقبية للحياة ) تبدأ بعكسها من الموت إلى الولادة .
هذا خطأ في التفسير ، والفهم .
أصل الفرد ، فكرة وخبرة ، تكشف بوضوح العلاقة العكسية بين الحركتين التعاقبيتين للزمن والحياة .
حياة الفرد ، عبر مورثاته وبنيته الجسدية الكاملة ، تكون موجودة في الماضي عبر سلاسل الأجداد ( قبل الولادة بقرن وأكثر ) .
وزمن نفس الفرد بالعكس ، أو بقية عمره الفعلية ، التي تتحدد بين الولادة والموت ، تكون موجودة في المستقبل ( قبل الولادة بقرن ، نفس المثال ) .
مثال تطبيقي يوضح الفكرة :
طفل _ة سوف يولد سنة 2222 ، اين هو أو هي الآن ؟
كل من سوف يولدون سنة 2222 ، وما بعدها ، هم الآن يتوزعون بين الحياة والزمن _ بين الماضي والمستقبل بالتزامن :
1 _ الجسد والمورثات ، في أجساد الأحياء الآن ، وهم سيكونون الأجداد بعد 200 سنة بالطبع . ( سنة 2222 يصيرون في الماضي بالتأكيد ) .
2 _ الزمن وبقية العمر الفعلي ، في المستقبل حاليا ( لا في الماضي ولا في الحاضر طبعا ) .
سوف يتزايد العمر سنة 2222 لكل مولود _ة من الصفر بالنسبة للحياة ، وتتناقص بقية العمر الكاملة بالنسبة للزمن أو الوقت .
بكلمات أخرى ،
العمر الفردي مزدوج ، بين الحياة والزمن ، وثنائي الاتجاه بطبيعته :
بقية العمر أو الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب للفرد قبل الولادة ، وهو يساوي ويعاكس العمر الكامل الجسدي ، حيث يلتقيان لحظة التشكل .
بقية العمر الفعلية ، تساوي العمر الكامل وتعاكسه بالإشارة والاتجاه دوما .
....
أعتذر عن الأخطاء اللغوية ، وعن التكرار ، ما يزال النص بنسخته الأصلية بدون مراجعة وتدقيق .
حسين
30 / 12 / 2022 .
....
الفصل الأول



النظرية الجديدة _ الكتاب الرابع
( المخطوط الكامل )

" لا يكفي أن نحاكم عقليا بشكل جيد . يلزم أيضا أن نعرف استخدام المعلومات بشكل ملائم ، وأحيانا تغيير وجهة نظرنا " .
من كتاب الدماغ والفكر _ ثورة علوم الاستعراف
تنسيق فرانسوا دورتييه
ترجمة محمد الدنيا
....
هذا الكتاب ، تكملة للكتاب الأول ( النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ) ، مع أنه _ كما أسعى وأرغب _ يمكن أن يقرأ بمفرده ، وبشكل مستقل عن الكتاب السابق . وهذا هو الهدف والقصد .
مع أن بعض الأفكار ، والموضوعات خاصة ، مشتركة بين الاثنين .
حاولت أن تكون قابلية القراءة _ لكل منهما بشكل مستقل _ متحققة وبسهولة نسبيا ، أيضا أعتقد أن القراءة المتكاملة بينهما متيسرة ، وبحسب رغبة القارئ _ة . آمل أن يساعد هذا الأسلوب على تخفيف صدمة الأفكار الجديدة ، وأن يكون وسيلة إيجابية بالفعل . واعتذر في حال حدوث العكس وفشل التواصل .
....
ملاحظة أولية ( فكرة جديدة ) :
الواقع بدلالة الحاضر ...
الحاضر مجال زمني ، يمتد بين اللانهاية السالبة والموجبة .
( وربما الأنسب ، أو المجال الحقيقي للحاضر ، يتحدد بين الصفر واللانهاية الموجبة ، لا يمكنني تخيل الحاضر السالب مثلا ، وربما يكون ذلك متعذرا بالفعل )
الماضي يمثل اللانهاية السالبة ، ويحددها .
المستقبل يمثل اللانهاية الموجبة ، ويجسدها .
الحاضر ، الزمن أو الوقت ، لا يمكن أن يساوي الصفر بمفرده .
أيضا الحضور ، أو الحياة ، لا يساوي الصفر بمفرده .
محصلة الحياة والزمن ، كما تتمثل بالعمر الفردي ، ثابتة وتساوي الصفر .
س ( الزمن ) + ع ( الحياة ) = الصفر .
....
الواقع المباشر هو نفسه الحاضر .
الواقع الموضوعي ، يتضمن الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل بالتزامن .
....
النظرية الجديدة _ القسم الأول
مقدمة جديدة
" إن الحدث ( أي حدث ) بمجرد وقوعه يعتبر منتهيا ، وليس بمقدورنا على الاطلاق أن نرجع إلى الوراء لنقوم بتغييره ، وبعد ذلك تتوقف استجابتنا للحدث نفسه وتتجه إلى ذكراه في أذهاننا ، وهو شيء يمكن تغييره " . المقصود تغيير طرق الاستجابة للحدث بدلالة تفسيره بشكل إيجابي ومناسب ، لا تغيير الحدث نفسه بالطبع " .
أقترح قراءة الفقرة ثانية بهدوء ، وتركيز .
من كتاب ( مدخل إلى البرمجة اللغوية العصبية )
تأليف جوزيف أوكونور وجون سيمور
ترجمة وتعريب : الشركة العربية _ القاهرة
صادر عن دار اليمان للنشر والتوزيع .
ستكون لنا عودة متكررة إلى هذه الفكرة النموذجية كما أراها ، كونها تمثل الموقف الثقافي العالمي ، لا العربي فقط ، وضمنه موقف العلم والفلسفة .
وأنا أعتقد أن هذا الموقف خطأ ، أو على الأقل ناقص ويجب تكملته .
( فهو يعتبر ضمنا أن اتجاه حركة مرور الزمن ، هو نفسه حركة نمو الحياة وتطورها ، وهذا خطأ صريح يمكن ملاحظته واختباره )
وأعتقد أن التعبير المناسب والصحيح :
لا يمكن عودة الحياة إلى الأمس ، ولا يمكن عودة الزمن إلى الغد .
الحياة تأتي من الأمس والماضي ، والزمن من الغد والمستقبل ) .
الفكرة الصحيحة والتي تتضمن السابقة ( بينما العكس غير صحيح ) :
لا الزمن يعود إلى الغد ، ولا الحياة تعود إلى الأمس .
بعبارة ثانية ،
اليوم ( وكل يوم ) نتيجة الأمس والغد ، ومحصلتهما المشتركة بالتزامن .
1
هل الزمن فكرة ، ونوعا من النشاط العقلي مثل اللغة ، ولا شيء آخر ؟
هل يمكن أن يكون الزمن ( الوقت ) مجرد وهم ؟
أم أن العكس هو الصحيح ، حيث أن الزمن يمثل البعد الأساسي للوجود ، ومصدر الحركة الكونية_ الدورية ، والثابتة ؟
هذه الأسئلة المزمنة ، وإن تعذر الجواب عليها بشكل مقنع وعلمي لعشرات القرون ، يتعذر اهمالها أو القفز فوقها لكل من يهتم بالثقافة والمعرفة العلمية بصورة خاصة .
وهذا السبب الأول الذي يدفعني إلى هذا البحث المتواصل ، والرتيب ، والشاق والشيق بالتزامن .
ويتعقد المشهد أكثر ، بعد طرح نفس الأسئلة حول الحياة ، مع الإضافة :
هل الحياة ظاهرة ثقافية وفكرية أم بيولوجية ومادية ، عقلية أم جسدية !؟
وما هو الاتجاه الموضوعي لحركة الحياة :
من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر أم العكس ؟
أعتقد أن الجواب على السؤال الأخير فقط واضح ، وليس موضع جدل :
اتجاه سهم الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
لكن اتجاه سهم الزمن بالعكس تماما .
ليبقى مصدر الحياة بالتزامن مع مصدر الزمن ، أحد الأسئلة المعلقة ، والمزمنة في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
....
تتمثل المشكلة المشتركة _ اللغوية والثقافية _ في العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين الماضي والمستقبل .
بالنسبة لعلاقة الزمن والحياة ، ما تزال في مجال غير المفكر وخارج الاهتمام الثقافي .
وهذا البحث الجديد ، الأول في هذا الموضوع ، لا في الثقافة العربية وحدها ، بل في بقية الثقافات واللغات ، حيث ما تزال العلاقة بين الحياة والزمن في مجال غير المفكر فيه سواء في العربية أو غيرها .
وأرجو ممن لديهم معلومة ، أو فكرة ، عن بحث آخر حول العلاقة بين الحياة والزمن ( لا العربية ، بل في أي لغة كانت ) الكتابة عنها : سواء كتعليق مباشر على النص ، أو أي نوع آخر مناسب من التعبير .
على حد علمي حتى اليوم ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي السائد من العلاقة بينهما هو التجاهل أو الانكار .
وخلاصة بحثي في هذا الموضوع ، بتكثيف شديد :
خمسة مراحل للعلاقة بين الحياة والزمن ، يمكن تكثيفها بأربعة _ حيث أن المرحلة الأولية والنهائية مزدوجة ، وربما تكون متناظرة أو متعاكسة ؟!
مرحلة الأزل أو الماضي المطلق ، يقابلها الأبد والمستقبل المطلق .
وهذه المرحلة ، المرحلتان ، يتعذر معرفتهما أو دراستهما بشكل تجريبي في الوقت الحالي على الأقل . وحتى تخيلهما نشاط صعب وشاق ، ومتعذر بالنسبة لي .
المرحلة الثانية ، حيث يلتقي الحياة والزمن .
وتتمثل هذه المرحلة بالعمر الفردي خاصة .
المرحلة الثالثة ، بعد موت الفرد والانسان .
المرحلة الرابعة ، بعد نهاية الحياة .
والخامسة هي عكس الأولى .
....
العلاقة بين الماضي والمستقبل على خلاف العلاقة بين الزمن والحياة ، حيث يتوهم الجميع معرفتها بسبب المغالطة الشعورية . وقد ناقشت سابقا موقف حنة أرندت في كتابها بنفس العنوان ( الماضي والمستقبل ) ، مع كتاب غاستون باشلار ( جدلية الزمن ) ، في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
والمحزن في الموضوع ، حين يتكشف بؤس التفكير لدى كبار المفكرين _ات في القرن الماضي ، خلال محاولة الكاتب _ ة التستر على جهله شبه الكامل لموضوع بحثه .
وقد ناقشت أخطاء بعض كبار الفيزيائيين أيضا في هذا الجانب ، منهم نيوتن واينشتاين وستفين هوكينغ ، أيضا في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
2
اليوم الحالي الأثنين 23 / 8 / 2021 ، قبل 24 ساعة كان الأحد ، وقبله السبت ... والعكس تماما بالنسبة لما يليه ...الثلاثاء 24 ، الأربعاء 25 ، ..
ما هو مصدر تلك الحركة التي نعرفها ، ونخبرها ، جميعا ؟
لا أحد يعرف .
لكن بدل هذه العبارة " أنا لا أعرف " البسيطة والواضحة ، الجميلة والحكيمة ( السقراطية ) ، يستبدلها الجميع _ وما يزالون _ بالتعميمات الذاتية أو ألعاب الخفة اللغوية ، وأكثرهم غرقا في هذا الوحل الثقافي في موضوع الزمن خاصة غاستون باشلار للأسف !
من كتاب جدلية الزمن : ( للزمن كثافة ، للزمن أبعاد ) .
الاختلاف حول تفسير تلك الحركة ، والتي تمثل خبرتنا المشتركة ، أكبر من أي خلاف آخر معروف . وخاصة مع اعتبار أن سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر .
هي تشبه خدعة الحواس ، في تجربة نخبرها حين يتحرك الباص أو القطار المجاور ، فنشعر ونعتقد أن مركبتنا هي التي تتحرك ، ثم تتكشف الحقيقة بعد تغيير المنظور .
المشكلة الشعورية _ بحسب معرفتي _ ما تزال بدون حل .
....
من أين يأتي اليوم ؟
من الأمس والغد بالتزامن .
....
حركة الواقع _ المشكلة المعرفية المزمنة ، ما تزال مجهولة وخارج الاهتمام الثقافي العالمي !؟
نحن ندرك أن الواقع حركة وثباتا بالتزامن ، كيف يمكن تفسير ذلك ؟
حيث أننا نعرف ترتيب المستقبل الزمني ( مع أنه لم يحدث بعد ) ، كما نعرف ترتيب الماضي الزمني ، الذي حدث وتم تدوينه .
هذه الأسئلة وغيرها سترافقنا طوال هذا القرن ، وبعضها ربما يبقى معلقا لقرون قادمة .
....
....

النظرية الجديدة _ نسخة ثانية مع إعادة صياغة
الفصل الأول والثاني

( لا يوجد وقت غير مناسب )

العلاقة بين الحياة والزمن ( الوقت ) تتكشف عبر مفارقة العمر الفردي :
مع تقدم العمر الفردي ، تتناقص بقية العمر بالتزامن ؟
وهذه المشكلة يتعذر حلها بدون تصحيح الموقف التقليدي من الزمن ، حيث يتجه سهم الزمن بعكس سهم الحياة : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
بعبارة ثانية ،
تربط بين الحياة والوقت علاقة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الحياة + الوقت = الصفر .
وبعدها تبدأ مشكلات جديدة ، حول المستقبل وطبيعته ومصدره خاصة ، وعن الماضي ، والعلاقة بين المستقبل والماضي أيضا . وهي ما تزال مجهولة بشكل شبه كامل .
....
ليست المشكلة اللغوية مزدوجة ، ومتعاكسة بين الحياة والزمن فقط ، بل هي أكثر تعقيدا ، وتعبر عن ذلك كلمة الجديد خاصة _ أو القديم .
....
الأمس بدلالة الحياة ، حدث قبل 24 ساعة ، وقبله الماضي كله .
لكن الأمس والماضي بدلالة الزمن ( الوقت ) على العكس من ذلك ، فهو يأتي من المستقبل _ ويحدث أولا وليس بالمرحلة الثالثة _ لا من الماضي بالطبع .
لا أعرف كيف أو متى يمكن أن تحل المشكلة اللغوية المشتركة ، حيث التعبير مزدوج ومتعاكس دوما بين الحياة الزمن . وذلك لا يقتصر على اللغة والثقافة العربيتين . في بقية اللغات والثقافات يعتبر الزمن والحياة في اتجاه واحد ، بل يعتبران عنصرا واحدا عادة ، لا اثنين ( الزمن والحياة ) .
وهذا خطأ مشترك وموروث ، لغوي ، ومنطقي ، في الثقافة العالمية السائدة _ في العلم والفلسفة خاصة .
....
توجد مشكلة لغوية أخرى ، خاصة بالعربية وحدها ، تعدد التسميات الوقت أو الزمن أو الزمان ، الثلاثة كلمة واحدة وتعبير عن فكرة ، وخبرة واحدة .
....
الجديد ( مصدره وطبيعته ) : أحد قضايا العلم والفلسفة المزمنة .
يمثل الجديد ، أيضا القديم ، محور المشاكل اللغوية ، وهي ثلاثة :
1 _ الجديد الحي ، بدلالة الحياة ( المواليد الجدد والأجيال القادمة ) .
2 _ الجديد الزمني ، بدلالة الوقت ( الحاضر أو الزمن الحالي ) .
3 _ الجديد المكاني ، بدلالة الإحداثيات ( الظواهر الطبيعة والبيئة ) .
الخلط والعشوائية في المعنى والدلالات ، تجسدها كلمة الجديد ( أو القديم ) بصورة خاصة ، في العربية وغيرها .
....
مثال تطبيقي هل الحاضر ( الآن ) والحضور ( هنا ) والمحضر ( هنا أيضا ) قديم ام جديد ؟!
ليس الجواب سهلا ، أو ممكنا بين أحدها .
بدلالة الحياة : الماضي قديم والمستقبل جديد ، والحضور نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما .
بدلالة الزمن العكس : الماضي جديد والمستقبل قديم ، والحاضر نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما .
بدلالة المكان : التحت والأسفل يمثل القديم بينما الفوق والأعلى يمثل الجديد ، والمحضر نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما .
....
....
تذكير بخلاصة النظرية
يعيش الفرد الإنساني ، من ولادته حتى وفاته ، في الحاضر المستمر .
هذا الشعور مشترك ، ويختبره الجميع بلا استثناء .
بنفس الوقت ، ندرك جميعا ونفهم أننا كنا في الماضي ، ونعرف أيضا أن ما كان المستقبل البعيد يوما ، صار في الماضي ( أمثلة تجاوز مرحلة البكالوريا ، وانتهاء الخدمة العسكرية ، أو التخرج ، وفترة الشباب التي تصير خلفنا ، وغيرها من الأحداث السارة أو المؤلمة ) ، فكيف يمكن تفسير ذلك بشكل منطقي وتجريبي ؟!
هذا السؤال المطروح على الثقافة العالمية منذ أكثر من عشرين قرنا ، ما يزال بدون جواب :
ما هو الواقع ؟!
لا أزعم أنني توصلت إلى الحل العلمي ، الصحيح والنهائي ، والذي يبقى صحيحا بعد قرن وأكثر _ يقبل الاختبار والتعميم _ ومتفقا عليه .
لكنني أعتقد ، أن قارئ _ة هذا النص سوف يصل إلى مستوى فكري جديد بالفعل ، وهو يتقدم على البحث الفلسفي والعلمي الحاليين بدرجة واضحة .
....
مشكلة الواقع تتمحور حول علاقة الحياة والزمن ، وما تزال الممارسة الثقافية العالمية _ الموروثة والحالية بالتزامن _ تقوم على اعتبار أن سهم الزمن والحياة واحد لا اثنين .
وهذه مغالطة وليست مفارقة فقط .
الحياة والزمن نقيضان بالكامل ، ويتمثل ذلك بالعمر الفردي .
كل فترة زمنية ( لحظة أو ثانية أو ساعة أو سنة ) هي تنقص من العمر وتضاف إليه بنفس الوقت .
بعبارة ثانية ، العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن ، يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن .
علاقة الزمن والحياة ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الزمن + الحياة = الصفر .
....
المشكلة المباشرة في طبيعة الحاضر وماهيته بالدرجة الأولى ، وفي العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل بصورة عامة .
الحاضر ، أو الوقت الحالي والمباشر أو الزمن ، معطى شعوري بديهي ومشترك . لكن هنا المفارقة والمغالطة معا .
توجد مشكلة مزمنة ، منذ عشرات القرون ، تتمثل بطبيعة الوقت أو الزمن ، والموقف منها جدلي إلى اليوم . فريق يعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل ، وفريق مقابل يعتبر أن الزمن فكرة عقلية لا أكثر مثل اللغة والرياضيات وغيرها من النظم العقلية العديدة .
مع مشكلة تتعلق بمفهوم الحاضر نفسه ، وهي أكثر تعقيدا وغموضا .
لا أحد ينكر الحاضر _ الآن ، حيث نختبر وجودنا جميعا .
بنفس الوقت لا يوجد أدنى اتفاق حول معنى الحاضر ، تحديده وتعريفه .
....
يتمثل الحاضر بالعمر الفردي .
من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت ، يستمر الحاضر .
وهو الزمن الحقيقي للفرد الإنساني ( أنت وأنا والجميع ) .
لا يعني ذلك بالطبع أن الماضي والمستقبل غير حقيقيين ، بل أنهما خارج المجال الشعوري والمباشر ، وندركهما بالعقل والتفكير فقط .
يتمثل الحاضر بالتاريخ أيضا ، وهو عمر الدول والحضارات .
....
الحاضر يمتد بين ، أصغر من أصغر شيء وبين أكبر من أكبر شيء .
ويتحدد بالمجال أو الحيز ، بين الماضي والمستقبل .
الحاضر مرحلة ثانية بطبيعته ، بعد الماضي وقبل المستقبل .
( هذه الصيغة التقليدية ، وهي صحيحة لكن بدلالة الحياة ) .
الحاضر مرحلة ثانية بالطبع ، لكن بعد المستقبل وقبل الماضي .
( هذه الصيغة الجديدة ، وهي بدلالة الزمن أو الوقت لا الحياة بالطبع ) .
....
لم تحل مشكلة الحاضر بالطبع ، لكن تكشفت المشكلة اللغوية .
الحاضر الزمني ، يتحرك بعكس الحاضر الحي ( الحضور ) ، والعكس صحيح أيضا .
بعبارة ثانية ، الحاضر ( زمن ) والحضور ( حياة ) متعاكسان بطبيعتهما .
وتبقى مشكلة البعد الثالث في الواقع المكان أو الاحداثية ( المحضر ) .
متلازمة الواقع : مكان وزمن وحياة ، محضر وحاضر وحضور .
....
نظريا الحاضر هو كل شيء .
لكن ذلك ينطوي على مغالطة لغوية وفكرية ومنطقية بالتزامن .
الحاضر نسبي بطبيعته ، ويتحدد بدلالة الحضور ، والعكس صحيح .
تتحدد الحياة بدلالة الزمن ، ويتحدد الزمن بدلالة الحياة .
الماضي والمستقبل موضوعيان بصورة عامة .
باستثناء ، الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، أو الواقع المباشر .
....
لا أعتقد أن التعقيد والغموض ، في النص أعلاه مشكلة لغوية أو أسلوبية .
الموضوع نفسه غامض ومبهم بطبيعته : الواقع والزمن ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة .
....
....
عشر أسئلة عن الوقت ، وأجوبتها ، تمثل خلاصة النظرية الجديدة للزمن

1
ما الفرق بين الوقت والزمن والزمان ؟
2
ما العلاقة بين الوقت والحياة ؟
3
ما هو الوقت : طبيعته وماهيته ؟
4
ما نوع حركة الوقت ، ثابتة أم متغيرة ؟
أيضا ما نوع حركة الوقت ، تعاقبية أم تزامنية ؟
5
ما هي سرعة مرور الوقت ؟
6
ما هو اتجاه حركة الوقت ؟
7
ما هو مصدر الوقت ، بدايته ؟
8
كيف ينتهي الوقت ؟
9
ما هو مصير الوقت ، نهايته ؟
10
هل لديك سؤال آخر عن الوقت ؟
....
هذه الأسئلة ، كنت أتمنى أن تكون نوعا من الحوار الحقيقي ، مع صديق _ة أو مع شخصية مثقفة ( صحفي _ة أو إعلامي _ة أو مهتمة بالشأن الثقافي العلمي والفلسفي خاصة .
وسيبقى العرض قائما ، حتى إشعار آخر سوف أعلن عنه بوضوح على موقعي الشخصي على الفيس وعلى صفحتي في الحوار المتمدن بالتزامن .
....
تذكير بالأسئلة الأساسية والمشتركة بين الحياة والزمن :
السؤال الأول :
العمر الفردي ، هل يتناقص أم يتزايد ؟
السؤال الثاني :
اليوم الحالي وأي يوم جديد ، في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ؟
السؤال الثالث :
قبل ولادة الفرد بقرن ، أو أكثر ، أين يكون ؟
....
....
الفصل الأول

السؤال الأول : الفرق بين الزمن والوقت والزمان ؟
الجواب الصحيح يتضمن حل ، وتجاوز ، المفارقة والمغالطة معا .

المفارقة تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن .
بينما تتمثل المغالطة بفكرة السفر في الزمن ( أو الوقت أو الزمان ) .
....
المفارقة _ العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بالعمر الفردي .
مع الاهتمام والتركيز يمكن فهمها بشكل موضوعي ودقيق .
العمر الفردي خاصة ثنائي ، مزدوج بطبيعته ، يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن بالتزامن .
مثال حياة شخصية عاشت سبعين سنة ( او ماتت بعمر السبعين ) .
العمر يبدأ لحظة الولادة من الصفر ، ... إلى السبعين حيث العمر الكامل .
بقية العمر بالعكس تماما ، تتناقص من السبعين إلى الصفر ، لكن بشكل غير مرئي ( كون الزمن يأتي من المستقبل إلى الحاضر ) .
كل يوم يتناقص من بقية العمر ، باستثناء اليوم الأخير .
هذه العبارة بداية فيلم ( جمال أمريكي ) ، وهي توضح المفارقة .
بالإضافة إلى مفارقة ثانية ، تتمثل بعدم إمكانية التعرف على الزمن أو معرفته سوى بدلالة الحياة . والعكس صحيح أيضا ، يتعذر معرفة الحياة سوى بدلالة الزمن .
بينما تمثل المغالطة _ فكرة السفر في الزمن، وتجسدها أيضا .
الموقف الثقافي العالمي من الزمن متناقض ، وعشوائي ، وخاصة في العربية حيث مشكلة الزمن والوقت والزمان ، بالإضافة إلى المشكلة المشتركة والتي تتمثل بطبيعة الزمن : هل الزمن موجود بالفعل ؟!
ما هو الزمن ؟
هذا السؤال المزمن ، معلق منذ عشرات القرون ، وربما يبقى مفتوحا لعشرات القرون القادمة أيضا .
بالمختصر ، الموقف من الزمن ( أو الوقت أو الزمان ) ثنائي وجدلي بين فريقين ، أحدهما يعتبر أن الزمن فكرة عقلية ومجردة مثل اللغة والرياضيات ، بينما يعتبر الفريق الآخر أن للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل مثل الكهرباء والطاقة بصورة عامة .
وهذا الخلاف يتعذر حسمه بشكل موضوعي ، ضمن الإمكانيات المتوفرة والأدوات المعرفية الحالية ....وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
والآن تتكشف المغالطة " السفر في الزمن " ، وخاصة في العربية ، حيث يعتبر القسم الأكبر من المهتمين بالزمن أنه غير موجود ، مثل الروح والنفس وغيرها من المفاهيم الميتافيزيقية _ وبنفس الوقت ، ونفس الأشخاص أو غالبيتهم _ يعتقدون بإمكانية السفر في الزمن !
( السفر في شيء غير موجود ، وهو اسم مجرد لفكرة عقلية لا أكثر ) .
الجانب الثاني من المغالطة ، تعدد تسميات الفكرة أو الخبرة نفسها ( وقت أو زمن أو زمان ) . وقد اشتغلت على هذا الموضوع سابقا ، والخلاصة يوجد برهانين على أن الوقت والزمن والزمان مترادفات لكلمة واحدة ، أحدهما منطقي ، عبر المقارنة بين اللغات ، والثاني تجريبي وهو الحاسم بصرف النظر عن المقارنة السابقة ونتيجتها ، يتمحور حول مكونات ومضاعفات الزمن والوقت والزمن ( مثل الساعة والدقية والثانية ، أو اليوم والسنة والقرن ) وهي نفسها بالنسبة للكلمات الثلاثة ( الوقت والزمن والزمان ) .
وهذا البرهان القطعي على أن الكلمات الثلاثة ، مترادفات واحدة لا أكثر .
ويبقى التساؤل الاستنكاري أيضا :
كيف يعتقد شخص عاقل ، بإمكانية السفر في شيء غير موجود ؟
والشيء بالشيء يذكر عملا بالقول المأثور ، يسأل ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير " تاريخ موجز للزمن " :
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟
ويكرر سؤاله عدة مرات ، خلال فقرة " سهم الزمن " .
وهو متيقن في الكتاب ، ان اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل .
....
أعتقد أن الفكر العالمي الحالي ، خلال القرن الماضي وحتى اليوم ثلاثاء 17 / 8 / 2021 ، ما يزال في مستوى العشوائية والتناقض الذاتي الصريح ، وخاصة العلم والفلسفة .
كلنا نعرف هذه العبارات المزدوجة :
1 _ لا جديد تحت الشمس ، كل يوم تكرار للأمس والماضي ، العود الأبدي ، الاجبار على التكرار ....وغيرها .
بالتزامن مع
2 _ كل لحظة يتغير العالم ، أثر الفراشة ، أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ....وغيرها .
....
أعتقد أن تصحيح اتجاه حركة مرور الزمن ( بصرف النظر عن نتيجة الجدل حول طبيعته ) ، من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، ينتج عنه بصورة تلقائية حل بعض المسائل المزمنة في الفيزياء والفلسفة .
....
ملحق
أفكار مبعثرة
1
الجدلية الأصعب ...
التطور جيني ووراثي أم بيئي ومكتسب ؟
الجديد والطفرة من الماضي أم من المستقبل ؟!
2
إذا حددنا اليوم ، كما هو معمول به في التقويم العالمي الحالي ، يكون على حساب الأمس والغد ( الماضي والمستقبل أيضا ) وبقائهما في وضع التابع المتحول بحدود ضبابية تفتقر للدثة وللوضوح معا .
والعكس صحيح أيضا ،
في حالة تحديد اليوم الحالي ، أو الواقع المباشر ، بدلالة المس والغد ...
أعتقد أنها مشكلة ننطلب الحل العلمي ، المنطقي والجريبي بالتزامن .
....
اليوم الحالي طبيعته وحدوده ؟!
في التقويم العالمي الحالي ، لا العربي فقط ، أخطاء وتناقضات تصل إلى حدود الفضيحة .
اليوم الحالي الاثنين 16 / 8 / 21 ... مثال على التناقض الفظ :
من جهة يعتبر 24 ساعة محددة بالأمس من قبله ، وبالغد من بعده .
بالتزامن يعتبر الحاضر ومنه اليوم الحالي فترة لا متناهية بالصغر .
....
ما قيمة ( كمية ) اليوم ؟!
3
هل يختلف اليوم الحالي ( الجديد _ المتجدد بطبيعته ، والقديم بالتزامن ) عن يوم الأمس وعن يوم الغد وكيف ولماذا ؟!
هذه الأسئلة تكشف لا التشابه فقط ، بل التطابق التام بين الزمن والوقت والزمان . وهذا البرهان التجريبي _ العلمي اللازم والكافي ، على أن الزمن والوقت والزمان مترادفات وكلمة واحدة , ومفردة أيضا .
4
الجديد ( مصدره وطبيعته ) ...
مشكلة العلم والفلسفة المزمنة .
يمثل الجديد محور المشكلات اللغوية ، وهو ثلاثة الأنواع :
1 _ الجديد الحي ، بدلالة الحياة .
2 _ الجديد الزمني ن بدلالة الوقت .
3 _ الجديد المكاني ، بدلالة الأحداث والإحداثيات .
الخلط والعشوائية في المعنى والدلالات ، تجسدها كلمة الجديد ( أيضا القديم ) في العربية وغيرها .
....
....
الفصل الثاني _ السؤال الثاني
ما العلاقة بين الحياة والزمن ، طبيعتها واتجاهها وحدودها ؟
1
إشارة عامة ، وليست خاصة بهذا الفصل :
ساعة الوقت وساعة الحياة وجهان لنفس العملة ، ويختلفان بالتزامن ؟!
لنتأمل الساعة القادمة ( التي تبدأ لحظة قراءتك ) ... 60 دقيقة الحالية والمباشرة ، هي نفسها تصل إلى بقية الأحياء في هذا العالم ، والاختلاف فقط في التوقيت ( التأخير أو التقديم المتدرج بين 24 ساعة ، فرق التوقيت العالمي ) .
....
فهم الفكرة أعلاه ضروري كما أعتقد ، وخاصة لفهم العلاقة بين الحياة والوقت ( الزمن ) أو الجدلية العكسية بينهما .
....
لكن المفارقة بين الحياة والوقت ، تعيق الفهم والتقبل .
ساعة الزمن أو الحاضر ( تتجه من الغد إلى الأمس عبر اليوم ) .
بالتزامن وعلى العكس تماما :
ساعة الحياة أو الحضور ( تتجه من الأمس إلى الغد عبر اليوم ) .
الحضور وساعة الحياة ، يتمثلان بالمرحلة العمرية في حياة الفرد ، وهي تتدرج من الطفولة ( الولادة ) ...إلى الشيخوخة ( الموت ) .
الحاضر وساعة الزمن ، معيار اصطلاحي تقيسه الساعة الحديثة بدقة تقارب الكمال ، وهي فترة موضوعية _ ومشتركة _ بين الأحياء .
2
بعبارة ثانية ،
أو تناقض العلاقة بين الوقت والحياة ...

الحقيقة المزدوجة :
لا الحياة تعود إلى الماضي ، ولا الوقت ( الزمن ) يعود إلى المستقبل .
سوف أناقش هذه الفكرة ، بشكل مختصر في هذا النص ، وبشكل تفصيلي أكثر خلال الفصول القادمة من خلال أمثلة متنوعة .
اليوم الحالي ، وكل يوم آخر ، محصلة ونتيجة للأمس والغد بالتزامن .
الوقت يأتي من الغد ، مع سهم الزمن ( حركة الأحداث والأفعال ) .
بالتزامن
الحياة تأتي من الماضي ، مع سهم الحياة المعاكس ( حركة الأحياء ) .
هذه الحركة المزدوجة بين الحياة والوقت ، ما تزال غير مفهومة بالكامل ، خاصة حركة الزمن أو الوقت .
لا يمكننا التقدم بخطوة حقيقية في معرفة ذلك ، قبل حسم الجدل في طبيعة الوقت أو الزمن . خاصة إن لم يكن له وجوده الخاص والموضوعي بالفعل ، بل مجرد فكرة عقلية...فما هو مصدر الحركة الكونية إن لم يكن الزمن ؟!
....
الوقت مشترك وموضوعي أكثر فأكثر ، ويتكشف بوضوح متزايد مع تقدم العمر الفردي ، يتكشف أيضا بشكل أوضح ، وأسرع مع تطور المجتمع أو الدولة في مختلف العلاقات المشتركة ، أو الثنائية أو العلاقة مع النفس .
....
الوقت تقيسه الساعة بدقة شبه مطلقة .
بعبارة ثانية ،
الوقت هو المشترك الموضوعي ، الوحيد ، في الحياة البشرية خاصة ، حيث أنه يتساوى بين جميع الأفراد بلا استثناء .
وهو يتحول إلى المعيار المشترك بمختلف العلاقات ، وفق متوالية هندسية ، لحسن الحظ ، مثاله ساعة الشطرنج ، أيضا ساعة المدرس _ة أو الطبيب _ة أو المحامي _ة وغيرهم .
....
الخلاصة
الفرق بين ساعة الحياة وبين ساعة الوقت ( أو الزمن ) بالاتجاه فقط ، أو في الإشارة .
ساعة الحياة تتزايد بدلالة عمر الفرد ، من لحظة الولادة أو الصفر ، إلى لحظة الموت والعمر الكامل .
وساعة الوقت بالعكس ، تتناقص بدلالة عمر الفرد من بقية العمر الكاملة في لحظة الولادة ، إلى الصفر في لحظة الموت .
وهذه الظاهرة مشتركة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
العلاقة بين الوقت والحياة _ بدلالة بعض الأمثلة

1
تتكشف العلاقة المباشرة بين الحياة والوقت ، بعد تصحيح الموقف العقلي السائد والمشترك من سهم الزمن :
الحياة تتجه من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
أو : سهم الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
والزمن أو الوقت بالعكس تماما :
يتجه الوقت من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
أو : سهم الزمن يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر .
لكن هذه المعرفة الجديدة ، على أهميتها ، ليست أكثر من خطوة في طريق الألف ميل نحو معرفة الواقع بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) :
طبيعته ومكوناته وحدوده واتجاهاته ، وغيرها من الأسئلة المزمنة ...
....
كيف يتحدد المجهول اليوم والمشترك ، بيننا وبين اينشتاين ونيوتن مثلا ؟
وربما يكون السؤال غير مناسب ، أو من الأفضل البدء بسؤال آخر :
ما هي المعارف الجديدة ( الأفكار والخبرات ) التي سوف تكتشف خلال عشرين أو ثلاثين سنة مثلا ، بالمقارنة مع معرفتنا الحالية ، سنة 2051 ؟
نعرف اليوم أن المستقبل مصدر الزمن ، وكان هذا الأمر مجهولا بالنسبة لنيوتن واينشتاين ، ولغالبية العلماء والفلاسفة إلى اليوم 19 / 8 / 2021 للأسف ....ومن غير المعروف إلى متى يستمر هذا الوضع اللامعقول !
حيث أن الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه العلمي والفلسفي ، ما يزال يعتبر أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر !
لكن لا نعرف مصدر المستقبل _ ولا الماضي _ ولا نعرف سوى أنه مجهول بالكامل ، ولم يحدث بعد !
بالمثل نعرف أن الماضي مصدر الحياة ، ولكن لا نعرف مصدره ، وطبيعته وعلاقته الحقيقية بالمستقبل .
....
نعرف اليوم أيضا ، أن الحركة هي الأصل لا السكون .
لكن لا نعرف كيف ولماذا وإلى متى ...
كيف يمكن أن تكون البداية حركة ! ؟
2
الانتصار الذاتي نهاية الغضب .
أو تخفيفه إلى الحدود المشتركة والبيولوجية .
....
مفارقات مدهشة حدثت خلال كتابتي لهذه السلسة ، وخاصة بعد " 2011 سنة البوعزيزي " وهي منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ...
يوميات تلك السنة العجائبية : صورة طبق الأصل _ كما خبرتها من اللاذقية _ يوما بيوم ، وساعة بساعة .
لم يكن عندي أي اهتمام بالفلسفة أو بالعلم ، خارج الهندسة الكهربائية .
وكان اهتمامي يتركز على الشعر وعلم النفس ، وتتمحور حياتي بكاملها إلى اليوم ( وبقية حياتي غالبا ) حول الصحة العقلية وطبيعة الزمن .
3
المنطق الكلاسيكي ، الحديث أيضا ثلاثي ، يكتفي بالبديل الثالث .
البديل الأول ، الصدفة أو المرة الواحدة .
البديل الثاني ، دورة السبب والنتيجة والتكرار .
البديل الثالث ، أو الثالث المرفوع يتمحور حول تكافؤ الضدين .
يمثل كلا من الماضي والمستقبل البديلين : 1 و 2 .
ويمثل الحاضر البديل الثالث بطبيعته .
لكن يبقى السؤال المزمن : ما هو الحاضر ؟
لا أحد يعرف ما هو الحاضر .
وربما يبقى هذا السؤال مفتوحا إلى الأبد ؟!
4
لكن النظرية الجديدة ، رغم تعثرها ، تتقدم خطوة في المعرفة العلمية لطبيعة الواقع ، والحاضر على وجه الخصوص .
ويتوضح ذلك عبر سؤال الحاضر بدلالة اليوم الحالي :
هل يوجد اليوم الحالي ( الآن ، زمن القراءة ) في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟
الجواب ثلاثي ، والحاضر نسبي بطبيعته :
1 _ اليوم الحالي ، بالنسبة للأحياء يوجد في الحاضر .
2 _ اليوم الحالي ، بالنسبة للموتى يوجد في المستقبل ,
3 _ اليوم الحالي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد يوجد في الماضي .
....
المجهول المشترك بيننا ( جميع الأحياء اليوم 19 / 8 / 21 ..) مع كل من سبقونا ، يتمحور حول طبيعة العلاقة بين الماضي والمستقبل .
لا أحد يعرف عن العلاقة بين الماضي والمستقبل أي شيء ، سوى أن الحاضر بينهما ، والماضي مصدر الحياة بينما الزمن مصدر المستقبل .
لكن ما هي طبيعة العلاقة بينهما ؟
لا أحد يعرف .
هل سيكون الجواب معروفا : سنة 2051 ؟
سوف ترقص عظامي طربا لو كان الجواب نعم .
....
ملحق غير ضروري
في المرحلة الأولى نقرأ أو نستمع على مستوى التشويق ، لنعرف كيف ستكون النهاية خاصة للأبطال والشخصيات التي تجذبنا .
في المرحلة الثانوية يحدث العكس ، وأكتب هنا من واقع خبرتي الشخصية والمباشرة ..أحب المشاهدة الثانية للفيلم أكثر من الأولى ، والثالثة أكثر .
يصل الأمر أحيانا إلى الخامسة وبعدها أيضا ، مثل عقل جميل ، أو بستان الكرز ، أو جمال أمريكي ، وأفلام كثيرة غيرها شاهدتها مرارا ، ولا أعرف عناوينها .
أيضا القراءة ، لكن بعدد قراءات أقل عادة :
اللاطمأنينة ل بيسوا ، والبحيرة ل كاواباتا ، ...
فن الاصغاء لإريك فروم أعدت قراءته أكثر من خمس مرات ، ومثله فن الحب ، أيضا المجتمع السوي . الخوف إلى متى لسوزان جيفرز ، والعادات السبع للناس الأكثر فعالية ستيفن كوفي ، والرجال من المريخ والنساء من الزهرة ، أيضا فن اللامبالاة مع جزئه الثاني عن الأمل .
وليس آخرها في مواجهة التعصب ريتشارد سينيت وترجمة حسن بحري .
ومن الكتب التي أعدت قراءتها عدة مرات علم النفس الضمني ترجمة د عبد المجيد النشواتي ، أيضا تعديل السلوك الإنساني ترجمة جمال الخطيب كما اذكر ( سوف اصحح الخطأ ، عدا ذلك يكون الاسم صحيحا ) .
....
الانتقال من التشويق ، إلى الفهم .
أو القفز فوق المتناقضات ، والتحول إلى الغرق في التفاصيل .
أو التعلم ، والتعود ، على حقيقة أنني لا أعرف ، وأن ذاكرتي كاذبة وتخدعني في أغلب الأحيان مثلك تماما .
....
لماذا تخلو غالبية الأفلام وحتى الروايات نفسها ، من شخصيات تقرأ .
شخصية ...تفتح كتابا وتقرأ رواية أو شعر ، فكر ، علم وفلسفة .
أو شخصية تعاني الأرق ، فتحاول أن تجد الحل في الكتب ، عبر القراءة .
لا أفهم ، وأستنكر ، لكنني أتفهم .
هذا العالم الذي نعيش فيه ، مع أنه كل ما لدينا ، غير سوي وليس جميلا كما كنا نعتقد ونرغب .
....
في حياة كل منا الكثير من الحلقات الفارغة .
لا نعرف كيف ولماذا ، وربما ليس خطأ شخصية محددة .
نفس الشيء في الرواية والفيلم ، وفي هذه الكتابة ( العلمية ) ... لا أعرف .
مرات أشعر بأنني أعيش حياة شخص آخر ، ويختلف عني بالكامل .
التسامح مع النفس أولا ،
أعتقد أن الحب يبدأ بالاحترام ، والتقدير الذاتي المناسب أولا .
نعم ...أصغر مشكلة يلزمها أحمقان .
ربما قرأت العبارة ، أو سمعتها ، أو تشاركنا في صياغتها ...مع صديق _ة
حب النفس فضيلة وليس أنانية أو نرجسية .
الأحلام تتحقق أحيانا ، لكن أسوأ المخاوف سوف تتحقق بالتأكيد .
....
....
طبيعة الزمن أو الوقت _ الفصل الثالث مع التكملة

1
حدث خطأ في الأسوب ، كما أعتقد ، حيث كان الأنسب البدء بالمثال التوضيحي ، ولهذا السبب غيرت الترتيب ...
في النهاية القارئ _ة سيد النص ، بينما الكاتب مجرد خادم وأداة .
....
ما هي طبيعة الوقت ( أو الزمن أو الزمان ) ؟!
هذا السؤال المزمن ، مشترك بين الفلسفة والعلم والدين والتنوير الروحي والثقافة العالمية . وأعتقد أنه سوف يبقى بدون جواب علمي ، طيلة هذا القرن على الأقل .
لنتخيل العالم الحالي بعد قرنين من الزمن ، يوم 22 / 8 / 2221 ؟
يوجد احتمالين فقط :
الأول ، وهو المرجح بنشبة تفوق 99 ، 99 بالمئة ، يكون العالم ما يزال قائما مع بعض التطور في مختلف المجالات .
الثاني ، تكون الحرب العالمية الثالثة حدثت وانتهى الأمر .
2
لا يملك الانسان غير وقته ، عمره المحدد بين الولادة والموت ، مع بعض التفاصيل الإضافية كالمال والسلطة والمعرفة وغيرها ، وهي رغم أهميتها تبقى في الدرجة الثانوية لا الأولية ، حيث العمر والوقت والباقي هوامش .
بسهولة يمكن التأكد من صحة الفكرة أعلاه بشكل تجريبي ، ومباشر :
أين أسلافك _ أجدادك الحقيقيين ؟!
3
يصعب فهم درجة الذكاء المنخفض ، الذي يعيش فيه الجنس البشري .
....
السعادة معيار العيش الفردي بحكمة وذكاء ، وبسهولة يمكنك التأكد من ندرتها ، مباشرة وبلا استثناء .
السلام معيار العيش المشترك والتعاون والشراكة ، سواء بين الأفراد أو الدول والمجتمعات ....نظرة واحدة إلى سوريا وأفغانستان وكوريا الشمالية تغني عن الشرح والتفسير .
....
ما هي طبيعة الزمن ( الوقت ) ؟
لا أعرف ، ولا أحد يعرف .
( لسنا فقط أنت وانا من لا نعرف شيئا عن حقيقة الزمن وماهيته ، بل العالم كله بنفس درجة الجهل ) .
4
لنعد قليلا إلى المثال الأول ، بعد قرنين ...سنة 2221 ، وكيف ستكون .
من الأسهل العودة قبل قرنين ، ...سنة 1821 .
نحن الآن في منتصف المسافة تماما ، بين قرنين سابقين ولاحقين .
شبه مؤكد ، حتى الأكثر حماقة بيننا ، ما كانوا ليختاروا مكان الأجداد .
والعكس صحيح أيضا ، لكن بشكل احتمالي فقط .
الأسلحة المكدسة على سطح الأرض لن تتلف إلا في الحرب .
آمل وارجو أن أكون مخطئا .
من المفيد التذكير بموقف أريك فروم ، ستينات القرن الماضي ، حيث كان متأكدا أن المعركة حتمية بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا .
دائما اذكر نفسي ، بقصور فهمنا وتفسيراتنا .
ربما يبلغ العالم درجة من الحكمة ، خلال هذا القرن ....
ويتخلص من أسلحة الدمار الشامل .
....
المفارقة أنني أكتب من سوريا الداخل ، من قلب الجحيم نفسه حيث أعيش منذ 61 سنة .
5
الزمن أحد احتمالين :
الاحتمال الأول ، طاقة كونية تشبه الكهرباء وغيرها من أنواع الطاقة .
وهو مصدر الحركة الأولية ، الأزلية بالطبع .
لكننا ما نزال نجهل طبيعته ، ومصدره وغيرها . مع ان معرفتنا الحالية تقدمت خطوة شديدة الأهمية بتصحيح اتجاه سهم الزمن ( من المستقبل والغد إلى الماضي والأمس ، عبر الحاضر ) .
الاحتمال الثاني ، الزمن أو الوقت فكرة عقلية مثل الرياضيات واللغة .
....
بصرف النظر عن طبيعة الزمن الحقيقية ، لا بد ستكتشف يوما ، يبقى من المؤكد أن اتجاه الزمن كما هو معمول به في العلم ( عكسي أو سلبي ، ويجب تغييره ) . أيضا سرعته هي التي تقيسها الساعة . بالإضافة إلى الحركة الثنائية للزمن التعاقبية والتزامنية ، وقد ناقشتها سبقا . وسوف أناقشها عبر الفصول القادمة مع الإضافة لما سبق .
....
....
( النص السابق )

1
السؤال الثالث : طبيعة الوقت أو الزمن ؟!
قبل مناقشة هذا السؤال ومحاولة الإجابة عنه ، من المناسب طرح سؤال جديد حول العلاقة بين الحياة والزمن .
هل يمكن الفصل بين الحياة والزمن ؟
بصرف النظر عن الجواب الصحيح ، العلمي ، والأقرب إلى الواقع . لقد فصل بينهما نيوتن أولا ، ومن بعده اينشتاين وغيره من الفيزيائيين . وأعتقد أنه السبب الأول لخطأ الموقف من الزمن ( أو الوقت ) والسائد إلى اليوم .
اعتبر نيوتن أن العلاقة الحقيقية للزمن مع المكان ، لا مع الحياة .
وأكمل اينشتاين نفس الخطأ ، وما يزال الموقف الثقافي العالمي يتمسك بهذا التقليد ويعتبره الحقيقة والواقع ، خاصة اتجاه سهم الزمن المعكوس .
....
متلازمة المكان والزمن والحياة ، الواقع والوجود المباشر .
مع أننا لا نعرف الزمن بمفرده أو الحياة بمفردها _ ولا المكان أيضا .
يمكن الاستنتاج أنهما منفصلان بالفعل ، طالما أن الماضي مصدر الحياة والمستقبل مصدر الزمن . بالإضافة إلى دليل آخر ، وضع الفرد قبل ولادته بقرن مثلا : حيث يكون زمنه وحياته منفصلين بالكامل .
( تكون الحياة والمورثات في الماضي ، عبر جسدي الأم _ الأب وبقية سلالات الأسلاف ، بالمقابل يكون الزمن والعمر في المستقبل ) .
....
نظريا يمكن الافتراض أن الماضي والحياة من جهة ، والمستقبل والزمن بالمقابل وجهان أساسيان للواقع الموضوعي ، والثابت ربما .
بعبارة ثانية ،
يمكن تمييز ثلاثة مراحل في العلاقة بين الحياة والزمن :
1 _ المرحلة الأولى قبل التقائهما .
نفس المثال السابق ، الفرد قبل قرن من ولادته ( أو اكثر أو اقل ) .
2 _ المرحلة الثانية ، وهي تتمثل بالخبرة المشتركة بدلالة العمر الفردي والمزدوج بطبيعته بين الحياة والزمن .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت .
يمكن الاستنتاج بأنهما ينفصلان ، بنفس الوقت لا يمكن التأكد من ذلك .
هذا التقسيم تقريبي ولا يكفي بالطبع .
حيث المرحلة الأولى ، تطرح السؤال البديهي عن المرحلة السابقة .
من أين يصدر الماضي والحياة ، أيضا الزمن والمستقبل ؟!
نفس المناقشة بالنسبة للمرحلة الثالثة ، حيث يبرز سؤال ما بعد ؟!
وهو أيضا بلا جواب ، وما يزال في مجال غير المفكر فيه ، ليس في العربية فقط بل على مستوى الثقافة العالمية .
2
موازنة الوقت حاجة فردية ، تحولت إلى ضرورة خلال هذا القرن ، وهي تشبه ميزانية الدول والشركات والأفراد أيضا .
لا أعتقد أن أحدا يجهل قيمة وقته الشخصي ، باستثناء صغار الأطفال ، وحالات المرض العقلي والنفسي الحادة .
بالطبع توجد فروق فردية واسعة وعميقة بالتزامن .
....
علاقة الوقت والحياة تنطوي على مفارقة ، أدركها بعض الشعراء والفلاسفة ، وغيرهم من معلمي الجنس البشري منذ قرون عديدة .
أكثرها وضوحا كما أعتقد ، عبارة شكسبير بترجمة أدونيس :
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
( الخطاب من الحفيد _ ة إلى الجد _ة )
والعبارة متناظرة وقابلة للعكس بسهولة :
أنت التقيت بما يولد
وأنا التقيت بما يموت
( الخطاب المعاكس من الجد _ة إلى الحفيد _ ة )
3
ملاحظة هامة ومتكررة
النظرية الجديدة ، تعالج بعض الأفكار ( القضايا ) الكلاسيكية ، والمشتركة مثل فكرة الله والواقع والزمن _ خاصة العلاقة بين الحياة والزمن _ على سبيل المثال لا الحصر .
المشكلة اللغوية تحظى باهتمام خاص ، بالإضافة إلى فكرة ثانية وجديدة ، تتمثل بالعلاقة بين الأمس والماضي ، والعلاقة بين الغد والمستقبل .
....
المشكلة اللغوية تتكشف بوضوح ، من خلال بعض المفاهيم ، والمصطلحات ، مثل الجديد ، أيضا الماضي ، والمستقبل ، والحاضر .
مثلا الجديد ، كلمة متعددة الأبعاد والدلالات إلى درجة التناقض .
الجديد في الزمن يناقض الجديد في الحياة بالكامل ، الجديد في الزمن مصدره الغد والمستقبل حصرا ، على العكس من الجديد في الحياة ، حيث أن مصدره يقتصر على الماضي والأمس .
وتتضاعف درجة تعقيد المشكلة ، مع غموضها المتزايد ، بعد الانتقال إلى الحاضر . الجديد في الحاضر يتضمن كلا النوعين : الجديد الزمني والجديد الحياتي بالتزامن .
كذلك الأمر ، كلمة الماضي مثلا ، بدلالة الزمن ( أو الوقت ) تمثل المرحلة الثالثة وتجسدها . حيث يبدأ الوقت من المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي والأمس ثالثا وأخيرا .
وعلى النقيض بدلالة الحياة ، الماضي يمثل المرحلة الأولى في الحياة ، والثانية في الحاضر ، والثالثة والأخيرة في الغد والمستقبل .
وهذه الفكرة ( المشكلة ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في المخطوط ، وفي عدد من النصوص المنشورة على صفحتي بالحوار المتمدن .
....
والفكرة الثانية ، وهي أكثر تعقيدا ، تتمثل في العلاقة بين الماضي ويوم الأمس 24 ساعة السابقة .
العلاقة بين يوم الغد ( 24 ساعة القادمة ) والمستقبل علاقة بسيطة ، ومفهومة وواضحة بذاتها .
تشبه العلاقة بين الرقم 1 ( الموجب ) وبين اللانهاية الموجبة .
بعبارة ثانية ، يمثل الغد جزءا صغيرا جدا من المستقبل . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار التعميم بلا استثناء .
لكن العلاقة المحيرة هي بين الماضي ويوم الأمس 24 ساعة السابقة .
ليس الأمس جزءا من الماضي ، بل العكس هو الصحيح .
بعبارة ثانية ،
العلاقة بين الماضي ويوم الأمس ( 24 ساعة السابقة ) ، تشبه العلاقة بين الرقم 1 ( السالب ) وبين اللانهاية السالبة .
( _1 ) يتضمن اللانهاية السالبة وأكبر منها بالطبع .
الماضي كله يوجد في الأمس ( 24 ساعة السابقة ) ، كيف ولماذا ، وغيرها من الأسئلة الجديدة والمحيرة ...سوف تبقى في عهدة الأجيال القادمة .
.....
وأختم هذه الملاحظات باعتراف ، أحاول من جديد قراءة نظام الأعداد العقدية ( او التخيلية ) . لم افهمها خلال دراستي الجامعية ، ولا اليوم .
....
....
ملحق خاص
المفكر الفرنسي من أصل بلغاري تزفتيان تودوروف ، يعتبر أن خطأ الفلسفة الكلاسيكية _ المحوري _ والذي يتمثل في اعتبار الصراع أصل العلاقات الانسانية لا التعاون والشراكة ، كان في تركيز الفلاسفة على أصل الانسان بالتزامن مع إهمال أصل الفرد .
أصل الانسان مشكلة ميتافيزيقية ، يتعذر حلها بشكل علمي ومنطقي .
بينما أصل الفرد يتكرر أمام الجميع كل لحظة ويقبل الملاحظة والاختبار ، وهو في الحد الأدنى نتيجة فترة من اللذة الجنسية لا الصراع .
هذه الفكرة ، كتبت عنها وناقشتها وفكرت فيها مرات ، وأعتقد أنها بنفس أهمية عبارة شكسبير ، من ناحية تأثيرها بفهمي الحالي للعلاقة بين الحياة والزمن ( الوقت ) :
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد .
والمفارقة ، أن الكثير من المترجمين والنقاد يعترضون على ترجمة أدونيس واعتباره غير أمين للنص الأصلي !
....
ننسى دوما أن اللغة وسيلة لا أكثر ولا أقل .
البعض يعتبر أن اللغة غاية بحد ذاتها ، ومعناها الحقيقي في الماضي ، وهذا الموقف الدغمائي مصدر ثابت للحذلقة والابتذال اللغويين .
موقف آخر وربما الأسوأ ، يعتبر أن اللغة تجسد الواقع الحقيقي ، ولا تعبر عنه فقط أو تدل عليه .
المشكلة اللغوية سبب أول ، ودائم في تعثر معرفة الواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن بصورة خاصة .
توجد حاجة مضاعفة اليوم للإصلاح اللغوي ، على غرار الإصلاح الديني والسياسي وغيره ، على مستوى العالم وفي العربية أكثر من سواها .
أعتقد أن العالم يحتاج إلى لغة جديدة وقد تكون متطورة عن الإنكليزية مثلا ، أما عن غيرها درجة الاحتمال ضعيفة وشبه خيالية .
أعتذر عن تكملة هذا الموضوع ، فهو خارج مجال تخصصي وخبرتي ، وهذه رسالتي إلى المعنيين بالأمر ...عالمات وعلماء اللغة ، العربية خاصة للمساهمة في فتح حوار ثقافي وعلى مستوى العالم .
مثال كلمة الجديد ( أو القديم ) ناقشته سابقا .
لكن هنا يبرز سؤال جديد أوضح ، وأصعب ، يتمحور حول المرحلة قبل الأولية في العلاقة بين الحياة والزمن . قبل ولادة الفرد يكون جسده وحياته ( مورثاته ) في الماضي عبر سلاسل الأسلاف . لكن أين يوجد الأصل ؟!
بالتزامن
السؤال المقابل ، قبل ولادة الفرد ، يكون زمنه ووقته ( عمره ) في المستقبل . والسؤال ماذا يوجد خلف المستقبل أو قبله !؟
وسأختم بسؤال ثالث ، أعتقد أنه سيكون أحد الموضوعات الرئيسية في فلسفة النصف الثاني لهذا القرن :
العلاقة بين الماضي والحياة والزمن : طبيعتها ومصدرها وحدودها ؟!
بالتزامن مع السؤال المعاكس :
العلاقة بين المستقبل والزمن والحياة : أيضا طبيعتها ومكوناتها وحدودها .
....
خلاصة هذا الفصل
( فكرة جديدة وهامة كما اعتقد )
العلاقة بين الحياة والزمن تمر بخمس مراحل :
1 _ المرحلة الأولى .
مزدوجة بطبيعتها ، حيث تتضمن الأبد والأزل بالتزامن .
ويمكن اعتبارها الأخيرة أيضا .
هذه المرحلة ، المزدوجة ، تتميز بالانفصال التام بين الحياة والزمن .
ربما تكون سوى لحظة لا متناهية في الصغر .
2 _ المرحلة الثانية .
ظهور الحياة والزمن .
المرحلتين 1 و 2 لا يمكننا أن نعرف عنهما شيئا ضمن معارفنا ووسائلنا الحالية ، سوى بشكل منطقي واستنتاجي .
3 _ المرحلة الثالثة ، مرحلة الأفراد والعمر الفردي ، وهي التي نخبرها جميعا .
4 _ المرحلة الرابعة ، بعد موت الفرد .
5 _ المرحلة الخامسة ، عكس الأولى : بعد فناء العالم والحياة .
لا نعرف عنها شيئا .
....
لنتذكر ..." النهاية والبداية " عنوان ديوان شيمبورسكا .
سدرة المنتهى
أو سترة النهاية ،
الحياة والزمن ولا شيء آخر
....
....
النظرية الجديدة _ الفصل الرابع مع التكملة

أيضا البداية مع فقرة جديدة من كتاب " البرمجة اللغوية العصبية " ومناقشة مختزلة ومكثفة ، بما أن الأفكار الواردة ، بغالبيتها ، قد تمت مناقشتها سابقا بشكل تفصيلي وموسع :
( لا تتواجد الخبرة البشرية إلا في اللحظة الراهنة ، أما تجارب الماضي فتتواجد على شكل ذكريات وخبرات فقط ، ...، وبالنسبة لتجارب المستقبل ، فهي توجد على هيئة توقعات أو آمال أو توهمات ) .
أعتقد أن فكرة هذه الفقرة ، والخبرة المتضمنة فيها مشتركة ، ويوجد اتفاق ثقافي عام ، وعالمي ، حولها يشمل العلم والفلسفة . واختلافها مع النظرية الجديدة ، يتحدد برفض الموقف السائد _ الموروث والمشترك _ الذي يعتبر أن اتجاه حركة مرور الزمن ، هي نفسها اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
( الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تتمحور النظرية الجديدة )
....
بدون تصحيح الموقف العقلي من الواقع ، وفهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن _ ومن الحاضر بالدرجة الأولى _ سيبقى الموقف الثقافي ( العلمي والفلسفي خاصة ) في حالة التخبط العشوائية ، والتناقض الذاتي ، التي نعرفها في الفيزياء الحديثة ، وفي فلسفة العلم بشكل صارخ ومخجل .
....
ما هي اللحظة الراهنة ؟
صيغة السؤال نفسها تعبير أحادي وخطأ عن الواقع ثلاثي البعد _ حياة وزمن ومكان _ يتعذر اختزاله إلى اثنين وإلى واحد يتضاعف الخطأ .
توجد ثلاثة أنواع للحظة ، أو النقطة ، أو الذرة ، أو الصفر .
ثلاثة أنواع في الحد الأدنى ، الزيادة ممكنة ومرجحة كما أعتقد ، لكن الاختزال خطأ جوهري ونكوص من العلم والمنطق إلى السحر والوهم .
بعبارة ثانية ،
اللحظة الراهنة تمثل أحد الأبعاد الثلاثة للوجود والواقع ، البعد الزمني أو الحاضر ، ويتمثل البعد الحياتي بالأحياء والحضور ، والبعد المكاني بالإحداثية والمحضر .
....
تعبير النظرية الجديدة عن الحاضر غير مكتمل ، بسبب المشكلة اللغوية .
مع أنه يتقدم خطوة ، وبوضوح شديد على الموقف الثقافي السائد .
مثال مباشر ، حدث قراءتك الآن :
لنتخيل مراقبا حياديا لعملية القراءة ، التي تحدث عبر ثلاثة محاور متعامدة ، الحياة والزمن متعاكسان ، ويتناصف معهما البعد المكاني عموديا أيضا .
كل لحظة ، تنقسم إلى ثلاث اتجاهات :
1 _ الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ( المباشر ) .
2 _ الوقت أو الزمن بالعكس تماما .
3 _ المكان ، يمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني .
....
الجميع يعرف الماضي والمستقبل ، ويبقى الاختلاف حول الحاضر ؟
يتحدد الحاضر عبر الحضور فقط ( الأحياء ) .
الحاضر بطبيعته نسبي ، ويمثل الأزمنة الثلاثة بنفس الوقت ، مثاله اليوم الحالي الذي يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى ومثله كل يوم جديد .
.....
السؤال الرابع ، حول حركة مرور الوقت : اتجاهها ونوعها وطبيعتها ...
هل حركة الوقت أو الزمن ، ثابتة أم متغيرة ؟
أيضا ما نوع حركة الوقت ، تعاقبية وتزامنية معا ، أم أحدهما فقط ؟
ناقشت هذه الأسئلة خلال الكتاب الأول " النظرية " ، في نصوص عديدة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
وفي هذا النص سأحاول مناقشتها ، مع بعض الإضافة ، والتوسع .
....
ملاحظة هامة
يمكن دراسة اتجاه حركة مرور الزمن ، وسرعة مرور الزمن ، ونوعها ، بالرغم من جهلنا لطبيعة الزمن ( الوقت ) وماهيته الحقيقية .
لكن ذلك يتطلب التركيز على الموقف الثقافي المشترك والذي تمثله مراكز البحث العلمي الحديثة ، والمتفق عليه أيضا بين العلم والفلسفة ، وخلاصته التي نعتمدها كمعيار مشترك وموضوعي .
يوجد مثال يوضح الفكرة ، الدراسات القائمة بشأن الفيسبوك ووسائل التواصل الحديثة بصورة عامة .
بعبارة ثانية ،
على الرغم من عدم فهم طبيعة الزمن أو الوقت ، والتي ربما تبقى لقرون عددية قادمة موضع جدل وخلاف في العلم والفلسفة ، مع ذلك يمكننا الاستناد على بعض التوافقات . مثل تحديد الماضي ، والمستقبل على سبيل المثال :
الماضي : حدث سابقا ، وهذ التعريف المشترك بمختلف اللغات .
يقابله المستقبل : لم يحدث بعد ، وهو أيضا موضع اتفاق .
لكن تبقى مشكلة الجديد والقديم بصورة خاصة .
حيث الجديد في الزمن قديم في الحياة والعكس صحيح .
المشكلة اللغوية أكثر تعقيدا ، مما كنت أتصورها في الكتاب الأول " النظرية " . وفي هذه المناسبة أدعو علماء اللغة ، العربية خاصة ، لبحث هذه المشكلة الثقافية بدلالة الزمن . للتوصل إلى توافقات واقتراحات ، ولو بشكل أولي وبصيغة حوار مفتوح .
والمثال الثاني على التوافق النسبي ، بالرغم من الجدل المزمن حول الحدود الموضوعية بين الصحة العقلية والمرض ، على المستويين الفردي والاجتماعي . لا يوجد خلاف _ حسب علمي _ حول المعيار المزدوج .
اتجاه الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد .
اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
....
ملاحظة 2
يخلط الجميع ، إلى اليوم الحالي : الجمعة 27 / 8 / 2021 في الثقافة العالمية ( خاصة في الفلسفة والعلم ) بين حركة الحياة وحركة الزمن أو الوقت ويعتبرونها واحدة فقط ، بشكل ضمني عادة ، وصريح أحيانا .
1 _ حركة الحياة تتمثل بالنمو بعد ولادة الفرد ، وتطوره من مرحلة الطفولة إلى الكهولة ، عبر مرحلة النضج والشباب .
في اتجاه واحد : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
2 _ حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) ، وهي تتمثل بتدفق الأحداث والأفعال أو اتجاهها الثابت ( سهم الزمن ) من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . على العكس تماما من الموقف الثقافي السائد .
هذه الحركة المزدوجة ، ناقشتها مرارا في نصوص عديدة ومنشورة ، وما يزال يصعب فهمها على الكثيرين _ ات .
وهذا الموقف المتكرر واللامبالي ، صار يصيبني باليأس والإحباط .
....
1
هل يمكن تخيل الكون ؟
أعتقد أن مشكلة الواقع ، تتمثل بعدم إمكانية تخيل الكون ولو بشكل غير مباشر ، أولي وتقريبي .
عندما نصف الكون بأنه لا نهائي ، أو نصفه بالمطلق ، أو الأزلي ( بلا نهاية أو بداية ) ، أو المجهول ...وغيرها ، نكون فقط قد استبدلنا العبارة الصحيحة ، الواضحة والجميلة " لا أعرف " بالتعميم الذاتي والثرثرة .
ونكون قد استبدلنا العلم بالحذلقة اللغوية ، والرطانة وهو الأسوأ .
....
حركة مرور الزمن أو الوقت ، ونقيضها اتجاه تطور الحياة ؟
أعتقد أن قانون نيوتن الثاني للحركة :
لكل فعل رد فعل ، يساويه بالقيمة ويعاكسه بالإشارة والاتجاه ، يمكن اعتباره حدسا باكرا للجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
أحدهما يمثل الفعل والمحرك الحقيقي ، بينما الثاني يمثل رد الفعل .
أميل إلى الاعتقاد بأن الحركة الكونية ، الأصلية ، عكسية بطبيعتها . وتشبه حركة الباص المجاور ، بينما الباص الحقيقي ( الذي يتواجد فيه المشاهد أو المراقب ، في وضع السكون لا الحركة ) .
بعبارة أوضح : ما يشعر به الانسان ، ويعتقد انه الحقيقة في حركة الأيام أو سهم الزمن الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، هو خدعة حواس .
بينما الحقيقة الموضوعية تتمثل بمرور الوقت من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر .
بكلمات أخرى ، حركة الحياة هي رد فعل على حركة الوقت ، تساويها بالقيمة وتعاكسها بالإشارة والاتجاه .
....
2
مثال تطبيقي جديد على المشكلة اللغوية
الاتجاه والمعنى والغاية ؟
الغاية خاصية الكائن الحي ، وميزة للإنسان .
المعنى يتضمن الغاية ، بينما الغاية حالة خاصة من المعنى العام .
الاتجاه يتضمن المعنى ، بينما المعنى حالة خاصة من الاتجاه .
هل للزمن ( الوقت ) معنى وغاية ؟
أعتقد أن السؤال غير علمي ، أو غير منطقي على الأقل .
هل للحياة معنى وغاية ؟
أعتقد أن السؤال ضروري ، وربما يثير اهتمام فلاسفة العلم خصوصا خلال النصف الثاني لهذا القرن ، وما بعده أكثر .
هل للزمن اتجاه ؟
نفس السؤال ، هل للحياة اتجاه ؟
اتجاه الحياة على النقيض من اتجاه الزمن ، لا يوجد أحدهما بمعزل عن الثاني ....الحياة والزمن وجهان لعلمة واحدة ، لكنها مزدوجة بطبيعتها .
....
الأسئلة المنطقية عن الزمن ليست نفسها عن الحياة ، مع أنهما متلازمة .
....
لا يمكن معرفة الزمن قبل التقاءه بالحياة .
ولا يمكن معرفة الحياة قبل التقاءها بالزمن .
....
الحياة بين الصحة والمرض ، نوعية ونسبية بطبيعتها .
الوقت بين الطول والقصر ، كمي وموضوعي بطبيعته .
....
الحياة نسبية ، وتختلف في كل لحظة عن السابقة واللاحقة ، كما أنها تتغير بطرق ذاتية لا يمكن تحديدها مسبقا .
الزمن ( الوقت ) موضوعي ، ولا فرق بين لحظة وأخرى سوى بدلالة الحياة أو المكان .
تحتاج العلاقة بين الحياة والزمن خاصة إلى البحث والدراسة ،
حسبي أنني فتحت هذا الباب المغلق والمنسي من الجميع .
3
تتغير الحالة العقلية باستمرار ، وهذه خبرة مشتركة ، تمثل الحقيقة البشرية ، وهي موضع اتفاق على غير العادة بين العلم والفلسفة والثقافة العامة _ المحلية والعالمية على السواء .
محاولة فهم ذلك ، عبر تفسيره بالشكل الصحيح والموضوعي _ بدلالة الواقع والعلاقة بين الحياة الزمن خاصة _ ما يزال خارج الاهتمام الثقافي ، العلمي والفلسفي للأسف .
الاختلاف الثابت ، والدائم ، بين اليوم والغد ( بين الحاضر والمستقبل ) يمثل السبب المشترك ، والموضوعي .
على الانسان ( على كل فرد ) الاختيار المتكرر بين الحاضر والقادم ، وهذا ما يحدث بالفعل ، حيث يختار غالبيتنا وفي معظم الأحوال الحاضر على حساب القادم والمستقبل الذي لم يصل بعد .
المثال الأوضح ، العادة الانفعالية السائدة لدينا ( ثرثرة ، مهدئات ، تدخين ، كحول ، ... وغيرها _ من لا يعرفها ! ) .
هي تجسد تفضيل الحاضر ( الماضي عمليا ) على المستقبل بوضوح .
والعكس صحيح ، وكلنا نعرفه ونخبره ولكن كحالة خاصة ومؤقتة فقط .
بعبارة ثانية ،
الحاضر مع أنه حالة مؤقتة ، هو بطبيعته مزدوج ، وثنائي فقط بين اتجاهين متناقضين بطبيعتهما : إلى الأمس والماضي أو بالعكس إلى الغد .
....
اختيار الأمس والماضي ، وهو ما نقوم به غالبا ، يمثل اتجاه المرض العقلي النموذجي " اضطراب ثنائي القطب " التسمية الحديثة للعصاب ، وقبله الاغتراب :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
والعكس صحيح ، اختيار الغد والمستقبل يمثل اتجاه الصحة العقلية :
اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد .
تلك المعادلة المزدوجة للصحة ( أو المرض ) العقلية ، وهي تصلح كاتجاه عام ، للأفراد أو المجتمعات والدول .
....
....
مقدمة الفصل الخامس

العيش على مستوى الموقع فقط ، سبب أول للمرض العقلي .
الفرد ثنائي بالحد الأدنى ، موقع وشخصية .
وثلاثي البعد بصوة أشمل :
1 _ البعد الأول ، الشخصية .
2 _ البعد الثاني ، المورثات .
3 _ البعد الثالث ، البيئة .
بالطبع هذا التصنيف نظري وافتراضي ، وهو يشبه تصنيف الجسد إلى أعضاء متمايزة ومختلفة ، مع أنه لا يمكن الفصل بينها عادة .
....
عودتي المتكررة إلى مشكلة العلاقة بين الشخصية والموقع ، أحد أسبابها النظرية الجديدة والموقف الثقافي منها ، المشبوه بالحد الأدنى .
حاولت خلال السنوات العشرين الماضية ، الكتابة في موضوعات ثلاثة : الشعر والأدب بالعموم ، وعلم النفس والصحة العقلية خاصة ، وحديثا الواقع بدلالة النظرية الجديدة ، والجدلية العكسية بين الزمن والحياة .
لحسن الحظ يوجد موقع الحوار المتمدن .
....
مسرحية سعد الله ونوس الشهيرة " الملك هو الملك " ، مثال تطبيقي نموذجي على ثنائية الفرد أو العلاقة بين الموقع والشخصية .
الحاكم العربي مثلا ، هو في موقع القائد والزعيم ( الموقع الأول ، ودور البطولة ) .
وشخصيته مريض عقلي ، ونصف مجنون في أحسن حالاته .
أترك للقارئ _ة تقدير الاستثناء ، إن كان يوجد استثناءات بالفعل ، في العالمين العربي والإسلامي المنكوبين .
....
مقدمة للفصول الخمس السابقة

ما هو النظام الزمني ( الوقتي ) الحالي : طبيعته وحدوده ومكوناته ؟

1
لنتخيل اكتشاف الحياة الذكية في أحد الكواكب ، هذه السنة ، أو بعد قرن ، ...أو بعد مليون سنة .
هذا احتمال واقعي ، وممكن ويتزايد مع التقدم العلمي والتكنولوجي ، ويقترب من التحقق أكثر فأكثر عبر كل جيل جديد .
....
الحياة الذكية لا تنفصل عن اكتشاف اللغة والزمن .
اللغة ما تزال في المستوى البدائي ، على النقيض من التصور السائد .
بالمقارنة بين النظامين اللغوي والزمني ، يتضح مدى تخلف اللغة ( الإنكليزية أو العربية كأمثلة ) .
....
لا شيء يبرر استمرار الوضع اللغوي الفوضوي ، والعشوائي بالكامل ، على مستوى العالم ، وضمن حدود اللغة القومية أو الوطنية نفسها .
يشبه الأمر ، استخدام الخيول والحمير كوسيلة نقل أساسية اليوم . مع فارق واحد ، أن وضع اللغات كلها متشابه ، والاختلافات محدودة ونسبية فقط .
2
النظام الزمني الحالي عالمي ، وموحد وعلى درجة عالية من الدقة والموضوعية ، ويحتاج عاجلا إلى تصحيح اتجاه حركة مرور الزمن .
بينما النظام اللغوي الحالي ، ومعه الحقوقي والسياسي ، على درجة خطيرة من العشوائية والتناقض _ تثير الشبهة والشفقة معا .
بالطبع لا يشعر الغالبية بذلك .
وما زال العكس هو السائد حيث التفاخر ، الغبي والبليد ، بالوضع اللغوي الحالي ، العربي خاصة !
....
القديم والجديد كمثال .
القديم في الزمن جديد في الحياة ، والعكس صحيح .
ناقشت هذه الفكرة ، المشكلة ، بشكل تفصيلي وموسع .
وسأكتفي هنا ، بمناقشة سريعة لعلاقة العادة والحاجة مثلا :
كيف يمكن التمييز ، مع المقارنة ، بين العادة والحاجة بشكل موضوعي ودقيق ؟
بدلالة الزمن ، والجدلية العكسية بين الحياة والزمن خاصة ، يمكن ذلك بشكل سهل ، مع المحافظة على الدقة والموضوعية .
الحاجة تتصل بالماضي والمستقبل ، والحاضر بالطبع .
بينما العادة تقتصر على الماضي والحاضر ، مع أنها تتحكم بالمستقبل _ بشكل لاشعوري غالبا _ وهذه مفارقة ومغالطة أيضا .
يحتاج العالم الحالي إلى ثورة حقوقية _ ثقافية ، أو الاستمرار في تكديس المشكلات المزمنة وغير القابلة للحل كمثال مزدوج ( أسلحة التدمير الشامل وهي تتضاعف ، جيلا بعد آخر ، أيضا الموقف الثقافي العالمي من الواقع والزمن بصورة خاصة ) .
3
لنتذكر أن القرن العشرين ، تجاوز الحدود السلبية والايجابية بالتزامن .
التوحش الإنساني خلال الحربين تجاوز كل الحدود ، والتوقعات .
بالتزامن ،
التطور العلمي والتكنولوجي تجاوز الخيال .
....
الويل لنا
الويل لأحفادنا أكثر
إن لم تحدث ثورة معرفية ليس خلال هذا القرن فقط ، بل بسرعة .
....
لنتخيل الاحتمالات الشبيهة ب تشيرنوبل :
إسرائيل ، باكستان ، كوريا الشمالية ، الصين والهند و ،...و يفخر البعض بلغته ، أو بالمستوى الحالي لحقوق الانسان وغيرها .
4
ما علاقة كل ذلك بالزمن ، والنظرية الجديدة خاصة ؟
هذا البحث في الأصل حول الصحة العقلية والسعادة ، أو العكس المرض العقلي والشقاء .
المشكلة المزمنة _ المشتركة والموروثة _ الجشع أو عدم الكفاية أو انشغال البال الدائم .
ما تزال بدون حل منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة .
....
الشقاء في العقل ، والسعادة في العقل أيضا .
بوذا .
....
القلق المزمن ، وانشغال البال الدائم ، مرض عقلي مشترك وموروث . يصيب الأفراد والمجتمعات على السواء .
ليت الأمر فقط كذلك ، إنه وباء يشبه كورونا .
لا أحد خارجه .
هذه خبرتي الشخصية ، هي أكثر من رأي واعتقاد ، وأقل من معلومة .
....
هذه الأفكار ( الجديدة خاصة ) سوف أناقشها خلال الفصول القادمة بشكل أوضح وأشمل .
....
....
الفصل الخامس _ النص الكامل

1
" جسدك هنا في الحاضر ، وعقلك هناك في الماضي أو المستقبل "
الواقع المباشر ، ثابت ومتغير بنفس الوقت .
الجسم يبقى هنا في الحاضر من الولادة إلى الموت ، والعقل هناك في الماضي أو المستقبل ...
لماذا ، وكيف ، والغاية ، والمعنى ...وغيرها من الأسئلة التي تتلخص جميعها بسؤال واحد ، بسيط ، ومباشر :
ما هو الواقع ؟!
النظرية الجديدة تقدم الجواب المنطقي ، والذي يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الجسم والشعور هنا في الحاضر ، بينما العقل والفكر هناك في الماضي أو المستقبل .
ويبقى تحديد الأزمنة الحقيقية الثلاث : الماضي والحاضر والمستقبل ، وعلاقاتها الفعلية .
....
ثلاث ملاحظات أولية :
1 _ الوقت والزمن واحد لا اثنين .
هذه مشكلة في العربية ، يلزم تصحيها على المستويين الفردي والمشترك .
2 _ الحياة والزمن اثنان لا واحد .
يشكلان معا جدلية عكسية ، يتعذر إرجاعها إلى الواحد .
3 _ العقل والجسد واحد واثنين بالتزامن .
وهذه المشكلة ، لها حل واحد صحيح يتمثل بالثالث المرفوع .
....
حركة مرور ، مع أنها غير ظاهرة للحواس ، لكن منطقيا وبشكل استنتاجي ربما تمثل الحركة الموضوعية ، والتي تتضمن مختلف أنواع الحركة ، خاصة الحركة التعاقبية والتزامنية .
2
الواقع المباشر والواقع الموضوعي ، والعلاقة بينهما ؟!
الواقع المباشر ، نختبره جميعا من الولادة إلى الموت ، ويتمثل بالتقاء الزمن والحياة عبر الفرد : الحاضر الزمني والحضور الحياتي .
الواقع الموضوعي ، هو الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل .
....
لنتذكر ثلاثة مواقف بارزة من قضية الواقع :
نيتشه :
لا يوجد واقع بل تأويلات .
فرويد :
سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد .
هايدغر :
يجب تحليل الحضور ، المهم كيف يحضر الانسان في العالم .
( الثلاثة ألمان _ صدفة جميلة )
3
اليوم الحالي _ وكل يوم _ يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ، وقد ناقشت هذه الفكرة مرارا ، كيف يمكن تفسري ذلك ؟!
اليوم الحالي هو الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة للموتى .
لا يمكن تفسير هذا الأمر ، سوى باعتبار الحاضر نسبي ، ويتحدد بدلالة الانسان فقط _ أو الوعي _ عبر حالاته الثلاثة ( قبل الولادة وخلال الحياة وبعد الموت ) . فقط ( او الوعي ) .
صار بالإمكان تحديد الحاضر كمجال أو حيز موضوعي ، بالإضافة إلى أنه يمثل المجال الكامل بين الماضي والمستقبل ، فهو يمثل الوجود بكامله لكن على مراحل وليس دفعة واحدة .
....
يمكن تشبيه الماضي والمستقبل ، بشكل غير مباشر ، بالقطبين الشمالي والجنوبي . وعلاقتهما مع الكرة الأرضية .
نعرف بشكل منطقي أن الكرة الأرضية بين القطبين ، بنفس الوقت هي تحتويهما .
أعتذر عن التكملة في هذه الفكرة أو التوجه ، أو المقترح الجديد ، أشعر بالتعب والتشويش .
( ربما تكتمل هذه الأفكار لاحقا ، ...ربما يكملها قارئ _ة ...؟! )
4
النظرية الجديدة تتضمن خلاصة التفكير العلمي في الزمن أو الوقت ، خلال القرن العشرين خاصة . وهي أفكار شعراء وفيزيائيين وفلاسفة ، منهم الثلاثة الكبار نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ، أيضا هايدغر وباشلار مع غيرهم بالطبع . ويبقى الأهم رياض الصالح الحسين وشكسبير وأنسي الحاج وشيمبورسكا ، ...
لطالما أثارتني جملة أبو العلاء :
إني وإن كنت الأخير زمانه ...
أيضا نصف بيت الشعر الشهير
إن غدا لناظره قريب .
( هدبة بن الأشرم )
....
....
الفصل الخامس _ خلاصة ما سبق

مشكلة تصور الزمن أو الوقت ... ؟ !
الطريقة التي يتصور بها الانسان الوقت ، أو الزمن ، تحدد اتجاهاته الرئيسية ، وقيمه الشخصية أيضا .
على كل شخص ينتقل إلى بلاد بعيدة تغيير توقيت بلده القديم ، واستبداله بتوقيت البلاد الجديدة . مثل العملة واللغة وغيرها .
1
هذه المناقشة موجهة إلى قارئ _ة ( مراهق _ة ) بين العاشرة والعشرين .
....
خلال سنة أو خمسين ، بصورة مؤكدة ، سوف يتم تصحيح اتجاه عقارب الساعة بعكسها ، ومعها تصحيح اتجاه حركة الوقت .
الاحتمال الأرجح سوف يكون بعد موتي ، وليس خلال حياتي للأسف .
ولو حدث العكس ، يكون العالم الحالي على درجة من النضج ، والمسؤولية المعرفية _ الأخلاقية خاصة ، وهو أمر يدعو إلى الثقة والتفاؤل .
لكنني أعتقد العكس ، أن صحوة العالم ( الزمنية ) ومعها الصحوة المعرفية والأخلاقية سوف تتأخر إلى النصف الثاني لهذا القرن غالبا .
2
حركة الأيام _ الحركة التي نعرفها جميعا ، تشبه حركة الباص المجاور .
حيث يشعر ويعتقد الراكب _ة ، في الباص المتوقف ، أنه بدأ يتحرك بالفعل ، بسبب الخدعة البصرية التي نخبرها جميعا بأشكال متنوعة .
والفرق نسبي ، ويختلف بين شخص وآخر ، مع أن الحركة نفسها موضوعية وثابتة ، ويمكن قياسها وتحديدها بدقة ووضوح .
....
الغالبية للأسف لا يفكرون ، حتى لحظة انكشاف الخدعة البصرية والشعورية ، بأن الأحاسيس والمشاعر لا تعكس الحقيقة والواقع بشكل دقيق وموضوعي ، بل تفسيراتنا الشخصية والتي تتباين _ ليس بين فرد وآخر فقط ، بل بالنسبة للشخص نفسه تختلف بحسب الحالة والمزاج الشخصية .
بعبارة ثانية ،
تضللنا الأحاسيس والمشاعر غالبا ، وتبعدنا عن الواقع بدرجة أعلى مما تقربنا منه وإليه .
الحركة المقصودة _ هي حركة مرور الوقت الثابتة والمنتظمة _ اللحظة ، والساعة واليوم ، والقرن ، والعصر .
الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة ، يعتبر أن تلك الحركة يمثلها سهم الزمن ، وتنطلق من الماضي والأمس إلى الغد والمستقبل ، مرورا بالحاضر .
وهذا الموقف خطأ ، والحقيقة هي على العكس تماما . حيث يتم الخلط بين نوعين مختلفين من الحركة _ متعاكسين _ يتمثلان بالجدلية العكسية بين الحياة والزمن ( الوقت ) .
....
تتوضح الجدلية العكسية بدلالة العمر الفردي أو الشخصي ، مثلا اليوم الحالي _ وكل يوم آخر ، باستثناء الماضي _ هو شكل ومضمون أو حاضر وحضور .
الحاضر يمثل الجانب الزمني ، الشكلي ، وهو يأتي من الغد والمستقبل .
بينما الحضور يمثل الجانب الحي ، المضمون ، وهو يأتي من الأمس والماضي .
والآن بسهولة يمكننا التأكد من الحركة المزدوجة ، والتي تتسبب بالموقف الخطأ ( الشعور والاعتقاد ) السائد والمشترك .
الساعة بوضعها الحالي تقيس حركة الحياة لا الزمن .
وعندما يتم عكسها ، او تصحيحها ، تتكشف حركة مرور الزمن بدقة ووضوح .
3
ما عليك سوى وشع روزنامة للعام القادم أمامك ، وتأملها بهدوء .
لسنا نحن _ الحياة والأحياء _ من نتحرك من الاثنين إلى الثلاثاء ، فالأربعاء ...بل هي حركة الباص المجاور ، الزمن أو الوقت يتسرب من المستقبل والغد إلى الماضي والأمس ، عبر اليوم الحالي والحاضر .
وهذه حكرة مرور الوقت ، او سهم الزمن :
من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر .
والعكس حركة الحياة ؟
....
عمر اليوم الحالي يشبه عمر الفرد ، الاختلاف الوحيد أن نهاية اليوم معروفة ومحددة سلفا .
مثله عمر الغد ، أيضا الأمس لكن بشكل معكوس .
اليوم الحالي بدأ الساعة 12 ليلا ، وسوف ينتهي خلال 24 ساعة ، بنفس التوقيت ساعة 12 ليلا .
هذا متفق عليه ، والاختلاف حول الاتجاه فقط .
يفترض الموقف الثقافي العالمي الحالي ، ان السبت ينتقل إلى الأحد ، ثم الاثنين ...وهكذا .
لكن العكس هو الصحيح ، نحن ( الأحياء والحياة ) نبقى في اليوم الحالي والحاضر من الولادة إلى الموت . والأيام هي التي تتغير ، تأني إلينا من المستقبل ثم تعبرنا إلى الماضي .
( بسرعة ثابتة وبنفس الاتجاه ، المعاكس لاتجاه الحياة )
4
سنة 2022 قادمة بشكل موضوعي ومطلق .
فقط من يموتون هذه السنة لن تصلهم ، ومن مات قبلهم بالطبع .
وهكذا هي حركة مرور الوقت كلها ( اللحظات ، والساعات ، والسنوات ، والقرون ، والعصور ) حركة ثابتة ومنتظمة وفي اتجاه واحد .
....
سنة 2020 صارت خلفنا .
وهي تبتعد من الأمس ( والماضي ) إلى الأمس الذي سبقه ... في اتجاه الأبعد فالأبعد .
( وهذه هي حركة مرور الوقت _ أو سهم الزمن _ من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر ، والعكس حركة الحياة والأحياء ) .
5
أعتقد أن 9 من أصل 10 قراء تحت العشرين ، يفهمون هذا النص بسهولة ويسر .
ويؤسفني للغاية ، ان أبناء جيلي يصعب عليهم فهم هذه الأفكار البسيطة ، والواضحة ، مع أنها جديدة وصادمة بالفعل للعقول المتحجرة .
سيحكم المستقبل على الجميع .
....
....
الأرض الجديدة _ تكملة الفصل السادس

تذكير ،
للقارئ _ة الجديد _ة خاصة...
حدود هذه الكتابة ضمن المجال العلمي ، أو الفلسفة العلمية ، من حيث المنهج والأدوات . فهي تعتمد على المناهج العلمية الحديثة كالمقارنة والاحصاء وغيرها ، وتتمحور حول قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم .
مثال تطبيقي ،
اتجاه حركة الزمن والأحداث ( سهم الزمن ) من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر ( الآن _ هنا ) .
والعكس حركة نمو الحياة وتطورها ( سهم الحياة ) من الماضي والأمس إلى المستقبل والغد ، عبر الحاضر الحالي والمباشر .
وكلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
وتكفي ملاحظة واحدة تخالف ذلك لإعادة النظر بالفكرة ، وتغيير النظرية بكاملها لو حدث ذلك .
1
المستقبل زمن قديم لا يمكن معرفته .
( الزمن ، والعمر الفردي ، يأتي من زمن مجهول في المستقبل المطلق )
الماضي حياة جديدة لا يمكن معرفتها .
( الحياة ، مع جميع الأحياء ، تأتي من حياة سابقة مجهولة المصدر )
بينهما الحاضر ( الآن _ هنا ) أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن وحياة ومكان ) .
والسؤال كيف يحدث ذلك ؟
هو نفسه سؤال الواقع : طبيعته وماهيته .
....
المستقبل زمن قديم .
( الزمن مجهول بطبيعته : صدفة _ نتيجة )
نحن لا نعرف سوى الزمن الجديد الحاضر ، والماضي أكثر .
ويمكن الاستنتاج ، منطقيا ، أن المستقبل زمن قديم .
سأكتفي الآن بهذه الفكرة ( المختزلة ) ، وسأعود لمناقشتها لاحقا بشكل تفصيلي واكثر تحديدا .
الماضي حياة جديدة .
( الحياة سلسلة سببية : سبب _ نتيجة )
نحن لا نعرف سوى الحياة القديمة في الحاضر ، والمستقبل أكثر .
لا يمكن معرفة الحياة قبل بدايتها ، أو لحظة بدايتها .
ما يمكن معرفته ، بشكل علمي ومنطقي عن الحياة ، يتحدد بعد نشوئها أو انبثاقها _ وليس قبل ذلك _ ضمن أدوات المعرفة الحالية .
....
الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر _ الزمن والحياة والمكان ) مجال خبرتنا الوحيد .
وهنا تكمن المفارقة الإنسانية المشتركة ، والمعروفة منذ آلاف السنين .
حيث أن الثقافة العالمية ، وضمنها الفلسفة مع صمت العلم ، ما تزال تجتر فكرة شوبنهاور عبر تكرار آلي : " الحياة فترة بين عدمين " .
مع انها فكرة خاطئة جملة وتفصيلا .
الحياة تأتي من الحياة والماضي ، والعمر يأتي من المستقبل والزمن .
2
الصراع على الوقت بدأ يتكشف ، ويتضاعف جيلا بعد آخر .
ينشأ الصراع على الوقت مع السلطة بالتزامن _ وجهان لعملة واحدة .
غالبا ، لا يشعر الآباء والأبناء بالتنافس والصراع قبل العاشرة .
مع أنهما يتداخلان ، ويمتزجان في حالات كثيرة ، الصراع على الوقت يختلف عن الصراع على السلطة . فهو أقل وضوحا ، وغير مباشر بطبيعته ، حيث تخفيه اللغة والكلام ونبرة الصوت والحركات الجسدية .
....
المفارقة والمغالطة معا ، أن من لا يعرفون سوى لغة القوة ، والصراع على الوقت ، هم الأشد إنكارا لأهمية الوقت والكلام .
3
الشخص البالغ الذي لا يستطيع قضاء الوقت بمفرده ، بالرغم من تقدم العمر ، يبقى في مرحلة الانكار أو الضحية .
....
مع النضج ، والانتقال المتدرج للفرد من الطفالية إلى الرشد ، تتكشف مشكلة الصراع على الوقت ، كحقيقة مشتركة تتزايد باستمرار _ ولا تخلو منها علاقة إنسانية بعد مرحلة النضج .
المثال الأوضح ، والمشترك : ساعة الطبيب _ ة والمحامي _ ة والمدرس _ة ، أو ساعة الشطرنج كمثال على الدقة والموضوعية .
....
ملحق
اللذة والفائدة : علاقة تناقض بشكل شبه دائم .
اللذة تمثل الماضي _ الحاضر .
الفائدة تمثل الحاضر _ المستقبل .
يتعذر الجمع بينهما ، بسبب تعذر الجمع بين الحاضر والمستقبل .
....
القسم الثالث _ النظرية الجديدة
مقدمة الفصل السادس
محاولة جديدة لتحديد الحاضر ، وتعريفه بشكل دقيق وموضوعي ..
مع أننا لا نعرف الحاضر الزمني ، سوى كعنصر في متلازمة الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر ) .
ومع ذلك ، يمكن التقدم خطوة على طريق العلم والمنطق :
بديهي أن الحاضر مجال أو فجوة بين الماضي والمستقبل . حيث تسلسل مراحل الحاضر ( الزمنية ) ، يبدأ من المستقبل ، وينتهي في الماضي ، مرورا عبر الحاضر المباشر أو الآن . ومراحل الحضور ( الحياة ) على النقيض ، حيث البداية من الماضي ، إلى المستقبل ، وعبر الحاضر المباشر . المحضر بدوره أو المكان والاحداثية ، يتحدد بدلالة الحاضر والحضور .
....
الزمن ( أو الوقت ) مطلق ، ومجهول بطبيعته .
الحياة ظاهرة للحواس مباشرة ، وهي شديدة التنوع وما تزال شبه مجهولة .
المكان مرجع ، وإطار عام يمثل البعد الثالث للواقع والوجود .

1
الساعة أداة قياس الوقت الوحيدة ، الصحيحة ، ومعياره الدقيق والموضوعي .
تقيس الساعة الحركة التعاقبية للوقت مباشرة وبوضوح ، أيضا تقيس الحركة التزامنية ، لكن بشكل غير مباشر .
بعدما نفهم _ بالرغم من صعوبة ذلك _ أن المستقبل مصدر الوقت أو الزمن ، وليس الماضي .
بعدها يصير من الممكن وبسهولة ، نسبيا ، فهم الحركة الكلية للزمن والتي تتضمن مختلف الحركات المعروفة _ أيضا تلك التي ما تزال مجهولة ، وفي عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
سرعة مرور الوقت ثابتة ، وموضوعية ، ومطلقة . ( وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء )
وهنا يتكشف خطأ اينشتاين الكبير ، ونتائجه الكارثية على العلم والعالم والثقافة العالمية الحالية . حين اعتبر أن الزمن ( أو الوقت ) نسبي ، ويتحرك بمختلف الاتجاهات بشكل عشوائي ، ويختلف من فرد لآخر !
الحقيقة ( التجريبية ) على النقيض من ذلك ، حيث أن سرعة مرور الساعة أو الدقيقة أو القرن أو مليارات السنين ثابتة ، وموحدة ، ومشتركة .
وهذا كان موقف نيوتن بالمناسبة .
....
أخطأ نيوتن في إهمال الحاضر ، واعتباره يساوي الصفر ( ضمنيا ) . حيث اكتفى بالتركيز على الماضي والمستقبل ، واعتبارهما يمثلان الزمن الحقيقي .
اينشتاين فعل العكس ، حين أهمل الماضي والمستقبل ، واعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الحقيقي ، والوحيد أيضا . ( وهي فكرة التنوير الروحي ، المشتركة مع بوذية الزن خاصة ، وعمرها حوالي ثلاثة آلاف سنة ) .
....
للزمن ثلاثة أنواع ، لا يمكن الإضافة إليها ، ولا الانتقاص منها :
1 _ المستقبل ، ويشمل كل ما لم يحدث بعد .
2 _ الماضي ، ويتضمن كل ما حدث سابقا .
3 _ الحاضر ، بينهما بشكل ثابت ومطلق .
هذه الحقائق الزمنية ( الوقتية ) الثلاثة تمثل المعطى الأولي ، الثابت والمشترك .
خطأ الفيزيائيين الثلاثة ( نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ) أنهم تلاعبوا بها . نيوتن كان أقلهم في ذلك ، وأكثرهم رصانة .
2
كيف يمكن معرفة المجهول ، وغير المحسوس بطبيعته مثل الزمن ؟
الجواب الكلاسيكي ثلاثي :
1 _ القياس الأرسطي ( الصوري ) ، من الكل إلى الجزء .
أو معرفة الجزء بدلالة الكل ، مثاله النمطي والمبتذل :
كل انسان فان .
سقراط انسان .
سقراط فان .
2 _ الاستقراء ، من الجزء إلى الكل . وهو نقيض المنطق السابق .
أو من التجربة إلى القانون .
خلال القرن العشرين ، تأكد خطأ الاستقراء بفضل فلاسفة العلم كارل بوبر وبرتراند رسل على سبيل المثال ، وقبلهم ديفيد هيوم خاصة .
لا يمكن الانتقال من الجزء إلى الكل ، سوى بشكل جزئي ومحدود .
المثال الأبرز ، لا يمكننا تأكيد أن الشمس ستشرق غدا .
( ربما تحدث كارثة كونية ، أو تقوم القيامة كما يزعم رجال الدين ) .
3 _ الاستدلال . من الجزء إلى الجزء .
أنصح القارئ _ة المهتم _ة بمراجعة كتب الدكتورة يمنى طريف الخولي .
....
الفهم والمعرفة والحفظ علاقة تتام ، الحفظ أولا وفي البداية ، الفهم العام تاليا وفي المرحلة الثانية ، المعرفة أو المهارة أخيرا .
توجد أربع مراحل لاكتساب مهارة جديدة ، مثل السباحة أو تعلم لغة ، أو العزف أو الرقص أو الرسم وغيرها :
1 _ المرحلة الأولية : لا مهارة في اللاوعي .
2 _ المرحلة الثانية : لا مهارة في الوعي .
عبر عنها سقراط ( المعلم الأول ) : أنا لا أعرف .
بعدما تحاول _ين تعلم الصينية أو الإيطالية أو العربية ، تنتبه _ين إلى عدم معرفتك لها ، وجهلك الحقيقي بها .
3 _ المرحلة الثالثة : مهارة في الوعي .
السنة الأولى بقيادة السيارة ، أو التحدث باللغة الجديدة . حيث نحتاج للتركيز والانتباه والجهد .
4 _ المرحلة النهائية : مهارة في اللاوعي .
تغفو على سطح الماء عندما يكون الموج ساكنا . أيضا تفتحين حديثا مع الشرود خلال قيادتك للسيارة بعد سنوات .
3
كيف يأتي أي شيء من المستقبل ، الزمن خاصة ؟!
بصراحة لا أعرف .
وصدمتي ليست أقل من صدمتك ، حتى اليوم .
كيف يأتي أي شيء ، من جانب أو جهة : ما لم يحدث بعد !
....
أعتقد أن المشكلة اللغوية ، تمثل العقبة الأساسية والمشتركة .
المثال الأوضح العلاقة بين الحياة والزمن . بدون فهم الطبيعة المزدوجة للعمر الفردي ، حيث يتناقص الزمن وتتزايد الحياة بالتزامن _ مع أن محصلتهما الثابتة تساوي الصفر دوما _ يتعذر فهم الزمن والوقت .
4
ساعة الوقت تمثل المعيار المشترك ، والموضوعي في العالم المعاصر ، بصرف النظر عن الثقافة ودرجة نمو الشخصية والظرف والبيئة وغيرها . وأهمية هذا المعيار الواحد ، والموحد ، تتضاعف من جيل إلى آخر .
ساعة الحياة ، مع أنها عكس ساعة الزمن مثل وجهي العملة ، لا تصلح كمعيار بسبب طبيعة الحياة نفسها .
....
لكن تبقى المشكلة _ بل بؤرة المشكلات المزمنة _ الموقف التقليدي المشترك والسائد من الواقع والزمن خاصة .
ليس خطأ أحد الشعراء أو الفلاسفة أو العلماء وغيرهم ، بل هو خطأ الحدس المشترك والموروث . وربما تكون عادة تكررت بالصدفة ، مع أنه لا توجد ملاحظة واحدة أو مشاهدة تؤيده . والعكس تماما من جهة النظرة والنظرية ( الجديدة ) ، لا توجد مشاهدة واحدة تخالفها في أية نقطة على سطح الكوكب ، ومع ذلك بعد سنوات من إشهار النظرية ومناقشتها بشكل مفتوح تلقى الرفض أو التجاهل ، وكأن العالم ما يزال يعيش في القرون الوسطى ، لا في العقد الثالث من القرن 21 !؟!
....
ملحق
حركة مرور الوقت ( الزمن ) منفصلة عن الانسان بشكل كامل .
هذه الفكرة تمثل الاختلاف الأساسي بين نيوتن واينشتاين حول الوقت .
أخطأ اينشتاين وأصاب نيوتن ، في هذه النقطة أيضا .
المثال البسيط ، والمشترك على ذلك حركة مرور الوقت خلال النوم ، أو الموت . أو زمن أحلام اليقظة وغيرها .... تبقى حركة مرور الوقت أو الزمن أو الساعات أو الأيام أو السنوات أو القرون والعصور نفسها ، ثابتة ، ومشتركة وفي اتجاه واحد ووحيد من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر _ المباشر ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
....
يصعب فهم درجة المقاومة العنيفة واللاشعورية غالبا ، لهذه الفكرة _ الخبرة _ البديهية والمشتركة ، والمتكررة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر .
....
....
الفصل السابع _ خاتمة الجزء الأول مع القسم 3
الفهم العالمي الحالي للزمن أو الوقت عبر مثال تطبيقي :
اقتباس طويل من الكتاب الشهير " مدخل إلى البرمجة اللغوية العصبية "
جوزيف أوكونر و جون سيمور
دار الميمان للنشر والتوزيع ) ...
الفقرة طويلة ، لكي يتمكن القارئ _ة من تشكيل صورة حقيقية عن الموقف الثقافي العالمي _ الحالي _ من الزمن :
" خطوط الزمن
لا يمكن أن نتواجد في أي وقت آخر إلا في الوقت الراهن ، ولكل من آلة زمن داخل جمجمته ، فإذا نام المرء توقف الزمن عنده ، وفي أحلام يقظتنا ونومنا يمكن أـن ننتقل بين الزمن الحاضر والماضي والمستقبل دون وجود أي عائق أمامنا والظاهر لنا في الزمن أنه يتناقص سريعا أو ينقضي ببطء ، وذلك لا لشيء إلا وفقا لما نفعله نحن ، فهمها كانت حقيقة الزمن فعلا ، فخبرتنا الشخصية به دائمة التغير طوال الوقت .
إننا نقيس الزمن للعالم الخارجي بحسابات المسافة والحركة أو السرعة ، كما هو الحال مع المؤشر الذي يتحرك على وجه الساعة ، هذا بالنسبة للعالم الخارجي ، أما بالنسبة لعالمنا الداخلي فإننا نتساءل : كيف تتعامل عقولنا مع الزمن ؟
لا بد أن هناك طريقة ما تتعامل بها عقولنا مع الزمن ، وإلا فإننا لن نعرف أبدا ما إذا كنا قد فرغنا من شيء ما أو سنقوم بفعله ، فندور في حلقة التساؤل : هل هذا العمل يتعلق بالماضي أم بالمستقبل ؟
أما إن شعرت واهما بأنك قد خبرت حدثا مستقبليا من قبل ، فإنه شعور يصعب عبى المرء معايشته ، ولكن ما الفرق بين الطريقة التي نفكر بها في حدث ماض ، والطريقة التي نفكر بها في حدث مستقبلي .
ربما يمكننا الاستدلال من المقولات العديدة المرتبطة بالزمن من قبيل : " لا يمكنني رؤية أي مستقبل أمامي " ، " إنه دائم التفكير أو التعلق بالماضي " ، " استحضار الأحداث " ، " أتطلع إلى رؤياك " ومن المحتمل أن هناك علاقة بين الرؤية والاتجاه والزمن .
عليك أن تختار سلوكا بسيطا متكررا تقوم به كل يوم تقريبا ، كغسلك لأسنانك ، أو تمشيطك لشعرك ، أو غسل يديك ، أو تناول وجبة الإفطار ، أو مشاهدة التلفاز .
تتذكر موقفا كنت تقوم فيه بذلك العمل منذ خمس سنوات تقريبا ، وليس من الضروري أن تحدد ذلك بدقة ، فأنت تعلم أن هذا العمل قد حدث منذ خمس سنوات ، وكل ما عليك هو أن تتظاهر بتذكرك له .
تذكر الآن قيامك بنفس الفعل منذ أسبوع واحد .
تأمل الآن كيف سيكون رد الفعل إذا قمت به في هذه اللحظة مباشرة ؟
وكيف سيبدو إذا قمت به بعد أسبوع واحد من الآن ؟
وكيف سيبدو إذا قمت به بعد مضي خمس سنوات ؟ ولا يهم أنك تجهل مكان توجدك وقتها ، ما عليك سوى أن تفكر في أداء ذلك النشاط .
عليك الآن ان تنفذ تلك المثلة السابقة ، وربما يكون لديك فكرة ما عن كل حالة ( سواء ماضية أم حالية أو مستقبلية ) ، ومن المحتمل أن تكون لديك صورة كاملة _ أو مجرد لقطة سريعة _ لكل حالة ، ولكن إذا اختلطت صور تلك الحالات فجأة في وقت لا تكون فيه منتبها ، فكيف يمكن أن تحدد كل حالة وتنسبها إلى زمنها الصحيح ؟
قد تهتم بأن تكتشف بنفسك كيفية القيام بذلك ، وسوف نقدم لك لاحقا بعض التعميمات .
( ....)
من الصعب على المرء أن يقوم بالتعميم بشأن خطوط الزمن ، بيد أن استخدامك لمعيار الموقع ( المكان ) الخاص بكل صورة يعتبر طريقة شائعة لتنظيم وترتيب صور الماضي والحاضر والمستقبل ، من المرجح أن توجد صور الماضي على يسارك ، وكلما أوغلت الصور بعدا في الزمن الماضي ابتعد مكانها عنك ، وبناء عليه فإن اعتم الصور وأبعدها زمنيا هي أبعدها مكانا عنك ، أما صور المستقبل فسوف تقع على اليمين منك ، وكلما شطحت الصورة في المستقبل بعدت عنك مكانا ، فيكون المستقبل البعيد في آخر الخط الزمني ، وبالنسبة للصور المتناثرة على كل جانب فإنه يمكنك أن تجمعها بطريقة معينة بحيث تمكنك من رؤيتها وتصنيفها بسهولة ويسر ، ويستخدم العديد من الناس النظام الصوري لتمثيل سلسلة من الذكريات على مدار الزمن ، وقد توجد بعض الفروق النميطية في الأنظمة التمثيلية الأخرى أيضا ، فقد يزداد علو الأصوات _ مثلا _ كلما اقتربت ذكراها من الزمن الحاضر ، وكذلك تكون المشاعر أقوى .
ومن حسن الحظ أن هذه الطريقة التي تنظم الخط الزمني تتآلف مع تلميحات العينين ، ومع قراءة الكتب الإنكليزية ، وهو ما يفسر انتشار هذا النمط ، ثمة طرق عديدة يمكنك من خلالها تنظيم الخط الزمني الخاص بك ، وعلى الرغم من أنه لا يوجد ما يسمى بالخط الخاطئ ، إلا أن لكل خط من خطوط الزمن نتائجه وعواقبه ، فمكان وكيفية تنظيم وتخزين الخط الزمني سيؤثر على طريقة تفكير الانسان " .
ماذا فهمت من هذه الفقرة ؟
ماذا يمكن الفهم من هذه الفقرة وما يشبهها !
الكاتبان يحملان الموقف الثقافي العالمي الحالي ، من الزمن أو الوقت .
مع فكرة ( السفر في الزمن غالبا ) .
ربما من المناسب أن أتوقف هنا .
....
خطوط الزمن !
يمثل كتاب " البرمجة اللغوية العصبية " الموقف الثقافي العالمي من الزمن والوقت خلال القرن العشرين ، إلى درجة تقارب التطابق .
موقف الكاتبان يشبه موقف اينشتاين وستيفن هوكينغ وغاستون باشلار ومارتن هايدغر وغيرهم من الفلاسفة والفيزيائيين من الوقت ( الزمن ) .
أعرف هذا الأمر من تجربتي الشخصية ، في سنة 1998 كتبت مقالة طويلة كمساهمة في مسابقة أدبية _ فكرية موضوعها :
تحرير الماضي من المستقبل
تحرير المستقبل من الماضي .
بالضبط ثماني كلمات ، لا أحد يعرف ماذا تعني .
ومع ذلك شاركت في ( المسابقة ) ، وكان لي رأيي الخاص ، والشخصي ، ... المضحك في أحسن الأحوال .
لا تخلو تلك المغامرة من الفائدة ، حيث أتذكر بوضوح وقع العبارة الشهيرة ل اينشتاين : الزمن يعد رابع في المادة .
بالعودة إلى كتاب البرمجة اللغوية العصبية ، يعتبر الكاتبان أن للزمن خطوط متعددة ، وليست خطا واحدا . ويعتبران أن الخط الغربي والأمريكي يختلف عن الخط الشرقي والعربي خاصة .
وخلال مناقشتهما للفكرة ( خطوط الزمن ) ، يعرضان نوعا من السرد الانشائي الأولي ، العشوائي والمتناقض بشكل صريح ومباشر . كما فعب باشلار في كتاب " جدلية الزمن " وحنة أرندت في كتاب " الماضي والمستقبل " وغالبية من كتبوا عن الزمن خلال القرن الماضي ... واعتقد أن جميع الكتب عن الزمن ، حتى اليوم الخميس 9 / 9 / 2021 لا تتعدى الثرثرة والانشاء . حيث أنها تعتبر سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ، على النقيض من الحقيقة والواقع . أو تعتبر ان اتجاه حركة الزمن عشوائية .
....
بالإضافة إلى المشكلة الخاصة بالعربية ، ثنائية الزمن والوقت ، توجد مشكلة أولية ومشتركة في مختلف الثقافات ، تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن ، حيث تعتبران ( بشكل ضمني عادة ) أنهما واحد لا اثنين . أيضا مشكلة طبيعة الزمن أو الوقت : هل هو فكرة أم شيء ؟!
بعبارة ثانية ،
هل الوقت أو الزمن نوع من الوجود ويختلف عن الحياة والمكان ، ويمثل أحد الأبعاد الثلاثة للواقع والكون ( زمن ، وحياة ، ومكان ) ، أم أنه مجرد فكرة عقلية مثل اللغة والرياضيات ؟
هذا السؤال أساسي ، ويتعذر تجنبه أو القفز فوقه .
لكن ، للأسف هذا ما فعله _ ويفعله _ جميع الكتاب الذين قرأت لهم عن الزمن ( أو الوقت ) .
مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، قفز فوقها ستيفن هوكينغ وقبله اينشتاين وغيرهم ، وهذا خطأ علمي ومنطقي يتعذر تبريره .
كلا الاحتمالين _ الزمن فكرة أو شيء _ وارد بنفس درجة إمكانية التحقق ، وربما يستمر الجدل حول هذه القضية ( المزمنة ) طوال هذا القرن !؟
....
أعتقد أن للزمن ، أو الوقت ،وجوده الموضوعي ، وهو يمثل البعد الأول في الواقع والكون بالتزامن مع متلازمة المكان والحياة _ والزمن .
هذا الموقف _ الاعتقاد ، هو نوعا من الحل الشخصي للمشكلة . وهو لا ينفي إمكانية الموقف الآخر _ النقيض .
بكل الأحوال ، المستقبل والأجيال القادمة ، يحكم بهذه المسألة وغيرها .
....
لحسن الحظ توجد ثلاثة أمثلة ( أفكار ) توضح قضية الزمن للقارئ _ة متوسط درجة الذكاء والحساسية ، وبصرف النظر عن الجدل حول طبيعته وماهيته :
1 _ اليوم الحالي ( المباشر ) يمثل الحاضر والماضي والمستقبل معا .
( اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ) .
2 _ العمر الفردي مزدوج بطبيعته : بقية العمر تتناقص مع لحظة الولادة من العمر الكامل إلى الصفر ، بالتزامن ، مع تزايد العمر الحالي من الصفر إلى العمر الكامل لحظة الموت .
3 _ أصل الفرد مزدوج أيضا ، الحياة ( الجسد والمورثات ) من الماضي عبر سلاسل الأسلاف ، بالتزامن الزمن ( العمر والوقت ) من المستقبل .
....
الجدل حول طبيعة الزمن ( فكرة أم شيء ) ، يشبه الجدل الكلاسيكي حول العقل والجسد ، أو الفكر والدماغ .
رغبتي وتوقعي في اتجاه واحد ، حول هذه المسألة ، اعتقد أنها ستشهد نقلة كبرى خلال النصف الثاني لهذا القرن عبر ولادة " علم الزمن " .
....
....
الجزء الثاني

الفصل الثامن مع التكملة
النظرية الجديدة _ الجزء الثاني

تذكير سريع بخلاصة ما سبق :
1 _ الزمن والوقت واحد لا اثنين .
هنا تبرز مشكلة المعنى والفكر الجديد ، حيث يتعلق المعنى بالحاضر والمستقبل أكثر من الماضي .
ساعة الوقت ومضاعفاتها ( اليوم أو السنة أو القرن ) ، أو أجزائها ( الدقيقة والثانية وأجزاء الثانية ) هي نفسها للزمن أو الوقت .
وهذا البرهان ، الحاسم ، على أن الزمن والوقت واحد لا اثنين .
من المرجح أنه في الماضي كان الزمن والوقت اثنان ( بحسب للهجات أو اللغات القديمة ) ، لكن في اليوم الحالي ، وفي المستقبل أكثر هما تسميتان لشيء واحد ، مفرد الزمن أو الوقت ( ما يزال موضوع جدل من حيث طبيعته وماهيته ، وربما لوقت طويل ) .
2 _ للوقت ثلاثة أنواع : الماضي والحاضر والمستقبل .
لا يمكن اختزالها إلى اثنين أو واحد ، ولا يمكن الإضافة عليها أيضا .
3 _ ترتيب مراحل الوقت أو أنواعه ثابت ، ولا يتغير مطلقا ، الاختلاف فقط في الاتجاه . حيث أن الموقف التقليدي يعتبر أن سهم الزمن :
من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
بينما النظرية الجديدة تعتبر العكس تماما ، اتجاه مرور الوقت ، يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . والاتجاه السابق ( العكسي ) من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر هو اتجاه نمو الحياة وتطورها .
4 _ العلاقة بين الحياة والزمن عكسية بطبيعتها .
المثال ، أو البرهان الحاسم على ذلك يتمثل بالعمر الفردي ، حيث يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن بالتزامن .
5 _ اليوم الحالي ، يمثل الأزمنة الثلاثة بالتزامن : حيث يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
وهذه الأفكار الخمس ، الجديدة ، تمثل المحور الأساسي للنظرية .
....

1
لا أحد يفخر بما انجزه بالفعل .
يتفاخر الانسان بما يفشل في إنجازه ( فقط ) .
هذا بحكم تجربتي في الكتابة ، وفي القراءة والحوار أكثر .
....
أعرف ان النظرية الجديدة ، تمثل خطوة حقيقية وجديدة بالكامل في فهم الواقع بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن .
أعرف أكثر ، أنها ماتزال خطوة ناقصة ومتعثرة جدا ، وربما ينتهي العمر قبل أن أتمكن من إنجازها بشكل متكامل بالفعل .
....
الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل .
الواقع المباشر يمثله ، ويجسده ، اليوم الحالي ( المباشر ) .
اليوم الحالي يوجد في الأزمنة الثلاثة بالتزامن :
يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن يولدوا بعد .
كيف يمكن تفسير ذلك ، بشك لعلمي ومنطقي ؟!
اليوم الحالي بعد الماضي ، وقبل المستقبل ، بالتزامن .
لكن ، في كل لحظة يتغير العالم بالفعل .
التكرار ، والعود الأبدي ، ولا جديد تحت الشمس ، فكرة خاطئة .
فكرة موروثة ومشتركة ويجب التحرر منها .
( تشبه الأرض المسطحة والثابتة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم )
....
الواقع ، المباشر والموضوعي ، بين الماضي والمستقبل .
لكن الماضي ينطوي على مفارقة ومغالطة معا .
( المستقبل ينطوي على مفارقة فقط )
الماضي كله موجود في الأمس المباشر ( خلال 24 ساعة السابقة ) .
بعبارة ثانية ، الأمس يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح .
( علاقة الجزء والكل ، الماضي جزء من الأمس والعكس غير صحيح ، يسهل فهمها بعد تذكر أن الماضي والأمس يمثلان الأعداد السالبة بينما يمثل المستقبل ، والغد بالطبع الأعداد الموجبة ) .
بعبارة ثالثة ، الأمس يتضمن الماضي كله ، بالإضافة إلى الماضي الجديد .
بينما يمثل الغد الجزء والمستقبل الكل ، وهي علاقة واضحة ومباشرة .
2
مثال بارز على الإنجاز " الوصول إلى التسعين بثقة " ...
نجيب محفوظ وسعيد عقل وادونيس .
....
ربما أفشل في الوصول إلى التسعين ، أو حتى السبعين .
مثلك تماما ، ربما هي كل ما لدي ...
....
الموت يربط بين الحياة والزمن ، بطريقة ( طرق ) ما تزال مجهولة .
لدى النظرية الجديدة ما تقدمه بوضوح ، وثقة ، في هذا الموضوع .
تبدأ الحياة الفردية ( انت وانا والجميع ) بشكل ثنائي ، مزدوج ، وعكسي :
1 _ الحياة ، او العمر الفردي ، تبدأ من الصفر إلى العمر الكامل .
2 _ الزمن ، أو بقية العمر ، يبدأ من العمر الكامل ويتناقص إلى الصفر .
لا يمكن حل هذه المسألة ، إلا بعد فهم العلاقة العكسية بين الحياة والزمن .
س + ع = الصفر . أو الزمن + الحياة = الصفر .
وقد ناقشت هذه العلاقة مرارا بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
الفكرة الثالثة الجديدة " أصل الفرد " :
لنتأمل شخصية سوف تولد بعد قرن سنة 2121 ... هو أو هي الآن في وضع مزدوج ، وغريب بالفعل :
1 _ حياتهما ، الجسد والمورثات ، موجودة الآن ( قبل قرن أو مليارات السنين ) في الماضي عبر سلاسل الأبوين .
بالتزامن
2 _ زمنهما ، عمرهما ، في المستقبل المجهول بطبيعته .
....
لنتخيل قارئ _ة لهذا النص سنة 2121 ( أو بعد سنة أو مليون ، لو قيض لهذا النص ان يكون مقروءا ! ) .
لنتخيل الآن العكس ، كتابة سنة 1921 تتحدث عن الزمن ، بشكل واقعي وتجريبي ( لو وجدت ، مثلا بشأن الجدل بين الزمن أو الوقت : هل هو مجرد فكرة عقلية أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل مثل الكهرباء والمغناطيسية مثلا ، مع انهما خارج مجال الحواس ، نعرفهما بآثارهما فقط ومع ذلك لا يشك أحد بوجودهما الواقعي والموضوعي ) .
ملحق 1
لكل منا جحيمه ، وفردوسه بنفس اللحظة ...
لو قرأت حياتي في رواية لما صدقتها ،
سوف تكون النهاية أغرب من الخيال .
ملحق 2
لا يمكن أن يعرف الانسان ، بنفس درجة الدقة والموضوعية ، ماذا يريد وماذا لا يريد .
شخصيا اعتقد أنني في وضع ثنائي القطب ...
أعرف وبدقة ، ماذا أريد في القراءة والكتابة .
واعرف بنفس درجة الدقة والوضوح ، ما لا اريده في الصداقة والعلاقات العاطفية . وأعتقد أن الغالبية في هذا الوضع الثنائي _ باستثناء أقلية صغيرة حيث يركز القسم الأول منهم على الغايات والجودة ، بينما يركز الفريق المقابل على العواقب والتكلفة .
ملحق 3
اتجاه حركة الحياة من الداخل إلى الخارج ، عبر الحاضر المباشر .
اتجاه حركة الزمن او الوقت بالعكس ، من الخارج إلى الداخل ، عبر الحاضر .
أعتقد أن معيار من الداخل إلى الخارج ، والعكس ، ربما يكون أنسب من المعيار السابق من الماضي إلى المستقبل ( سهم الحياة ) ، وبالعكس ( سهم الزمن ) من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر بالطبع .
....
....
تكملة الفصل
1
نظرية الجشتالت أحد مصادر النظرية الجديدة الأساسية ، وهي تحمل مشكلاتها المزمنة أيضا .
" الكل أكبر من مجموع أجزائه "
هو التعريف الأبرز للجشتالت .
لكن كيف يمكن فهم ذلك وتقبله بالفعل كحقيقة ، لا كمعلومة فقط ؟!
تذكر مشكلة الجشتالت بالصدفة ، والطفرة أكثر ، وتتصل بهما على أكثر من مستوى .
مشكلة شبيهة ، تتعلق بالنظرية الجديدة فقط " كيف يكون الأمس أكبر من الماضي كله " ؟!
يمكن تكثيف الأسئلة السابقة بكلمة ( الجديد ) .
ما هو الجديد : طبيعته ومكوناته ومصدره ؟
الجواب الحقيقي ، والبسيط : لا أحد يعرف كيف ينبثق الجديد إلى اليوم .
الفهم التقليدي الموروث ، والمشترك ، يعتبر أن القديم مصدر الجديد .
لكن بسهولة يتبين قصور ذلك الفهم وخطأه ، خاصة بعد معرفة وفهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . حيث أن الزمن جديد يأتي من المستقبل المجهول بطبيعته بينما الحياة قديمة ، وتتجدد بطرق ما تزال شبه مجهولة .
....
التصور التقليدي ، للواقع السائد والمشترك بين العلم والفلسفة :
أن حركة الواقع تضم الحياة والزمن معا ، بشكل مفرد ، وهي تنطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر .
التصور الجديد يختلف بالكامل :
الحياة والزمن نقيضان في الحركة والاتجاه ، الحياة تنطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر بالفعل ، لكن اتجاه حركة الزمن بالعكس تماما . وهذه ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
2
التفكير من خارج الصندوق ليست فكرة جديدة ، كانت تسمى قديما بالإبداع مقابل التكرار أو التقليد .
هذا موقف شخصي واعتقاد ، اكثر من رأي وأقل من معلومة .
3
مفارقة الوقت ( الزمن ) ، تتمثل في اتجاهين متعاكسين : القريب الذي يقترب ( الغد ) يكبر ، بينما القريب الذي يبتعد ( الأمس ) يصغر .
بعبارة ثانية ،
الماضي يتناقص والمستقبل يتزايد ، بينما الغد واليوم والأمس كميات ثابتة .
الغد مفارقة ، بينما الأمس يتضمن مغالطة ومفارقة بالتزامن .
العلاقة بين المستقبل والماضي تختلف عن علاقة الغد والأمس .
....
الأمس والغد بينهما اليوم الحالي ، الثلاثة تمثل كميات محددة مسبقا ، بشكل موضوعي ، ودقيق ( 24 ساعة ) .
الماضي والمستقبل بينهما الحاضر ، وهي مصطلحات ( مقادير ) غير محددة بطبيعتها .
الأمس القريب الذي يبتعد ويصغر ، والغد القريب الذي يقترب ويكبر .
هي مفارقة ، حيث أنهما ثابتان .
على خلاف الماضي والمستقبل ، المستقبل أكبر من أكبر شيء والماضي أصغر من أصغر شيء . أو المستقبل لانهاية موجبة ، بينما الماضي لانهاية سالبة وبينهما الحاضر غير المحدود بطبيعته ، وهو يمتد بين اللانهايتين السالبة والموجبة .
( ربما يمكنا تمثيل الحاضر بالصفر المطلق ، هذه الفكرة جديدة ، وتحتاج إلى إعادة تفكير مع التركيز والتأمل ) .
لا أعرف كيف يمكن تفسير هذه الأفكار / الخبرات الجديدة ، مع أنني حاولت إعادة قراءة الأعداد التخيلية ، بهدف المساعدة على الفهم والشرح أيضا ، ولم أتمكن من فهمها . أعتذر .
4
ثلاثة في واحد _ الماضي الجديد والمستقبل القديم والحاضر ؟!
يمكن ملاحظة الماضي الجديد مباشرة ، مع الانتباه والتركيز .
الأسبوع الحالي مثلا ، جزء منه ما يزال في المستقبل ، والباقي هو الماضي الجديد .
الماضي الجديد يتزايد ، نحن الآن في سنة 2021 وبعد عام تكون سنة 2022 معنا او بدوننا ، الأحياء منا مع المواليد الجدد يعيشون في الماضي الجديد ويخبرونه بالفعل ، مع بقية الأحياء ، بعدما كان موجودا بالقوة فقط من قبل ( وهو يشمل المستقبل بمجمله ، حيث أنه سوف يصير ماضيا عبر حركة الزمن القادم كله ) .
لماذا يحدث ذلك وكيف ؟!
هذا سؤال الواقع ( المزمن ) ، ما يزال بلا جواب وربما لزمن يطول . لكن النظرية الجديدة تتقدم خطوة بالفعل وهي تختلف عن كل ما سبق .
الماضي الجديد والمستقبل القديم والحاضر ، ثلاث تسميات لنفس الحيز أو الفترة الزمنية المباشرة .
وهي _ أو هو ، مزيج بين الأزمن الثلاثة الأساسية بالتزامن .
يمتد الحاضر بين اللانهاية السالبة والموجبة ، وهو اصطلاحي يمكن تشبيهه بالجانب الصوتي من الكلمة ( الدال ) . كما يمكن أن يتمثل بلحظة لامتناهية في الصغر أو بمليارات السنين ، وبصورة عامة يتمثل الحاضر بالعمر واليوم الحالي ( المباشر ) ، وهو جزء لا يتجزأ من متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن وحياة ومكان _ ثلاثة في واحد ) .
.....
ملحق
يمكن تصنيف مستويات العقل بشكل ثلاثي :
1 _ التحسس الأولي . خاصية النبات التي يتميز بها عن الجماد .
مستوى أولي ، ومشترك بين مختلف أشكال الحياة .
2 _ الادراك ، أو المستوى الحيواني .
مشترك بين الانسان والحيوان .
3 _ الوعي .
خاصية الانسان اللغوية والثقافية .
....
الوعي يتضمن الادراك ، بينما العكس غير صحيح .
بالمثل كما تتضمن مرحلة المراهقة الطفولة ، والعكس غير صحيح .
....
....
الفصل التاسع _ النظرية الجديدة
النص الكامل

1
المغالطة الشعورية
يشعر الانسان ويعتقد أن الحق معه غالبا .
في الحالة الخاصة ، الحدية ، يدرك الانسان خطأ الشعور والحواس .
بعد مرحلة النضج والموضوعية .
....
العقل والجسد اثنان أم واحد ؟
السؤال نفسه خطأ ، التعبير عن الفرد ( او الفردية ) بشكل ثنائي فقط حالة خاصة ومؤقتة ( شاذة ) .
بعد نقل العبارة إلى مستوى جديد ، الشعور والفكر تتضح الصورة أكثر .
الفكر نظام لغوي _ ثقافي ، يقتصر على الانسان .
بينما الشعور، الادراك ، نظام بيولوجي مشترك بين بقية الأحياء .
2
ما هي العلاقة بين الماضي والمستقبل ؟
لا أحد يعرف الجواب الصحيح ( بالفعل ، إلى اليوم 15 / 9 / 2921 ) .
....
ما هو الحاضر ؟
لا أعرف ( الجواب الصحيح أيضا ) .
الحاضر نسبي بطبيعته ، اليوم الحالي مثلا يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة للموتى .
....
ما هو الزمن ( الوقت ) ؟
هل هو مجرد فكرة عقلية ، أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل ؟
لا أحد يعرف ، وربما يستمر جهلنا طويلا جدا ، وليس هذا القرن فقط !
3
كلنا نعرف خدعة الحواس ، والشعور الخاطئ .
....
أوضح أمثلة المغالطة الشعورية ، تتمثل بحركة الباص المجاور .
نشعر ونعتقد أننا بدأنا نتحرك ، ثم نتفاجأ بأن شعورنا واعتقادنا خطأ .
لكن هذه الخبرة لا نعممها ، على خلاف بقية الأحاسيس العشوائية .
هنا الفارق النوعي بين المعرفة العلمية ( الموضوعية ، والمنطقية ، والتجريبية ) ، وبين المعرفة الشعورية ( الاجتماعية ) الجدلية بطبيعتها .
4
يشعر الانسان ، ويعتقد ، أنه يتقدم من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل .
هذه المغالطة الشعورية المشتركة والموروثة ، ومن الضروري تفكيكها .
وهي مصدر الحدس الخاطئ والمشترك أيضا ، بأن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . بينما هو بالعكس .
....
الصورة هي الأصل .
....
ثلاثة في واحد ، الكلمة والصورة والفعل ...
الصورة والفعل والكلمة .
5
مشكلة الزمن تتلخص بالعلاقة بين الماضي والمستقبل ، مع طبيعة الحاضر وحدوده .
ما تزال العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ، ترتيبها واتجاهها خاصة ، غير محسومة :
الموقف التقليدي الموروث ، والمشترك ، يعتبر أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
لكن ، المشكلة الأكبر تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن ؟!
سهم الزمن عكس سهم الحياة ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
مشكلة أخرى أيضا ، تتعلق بالعلاقة الحقيقية بين الأزمنة الثلاثة ، خاصة العلاقة بين الماضي والمستقبل .
هل توجد علاقة مباشرة بين الماضي والمستقبل ، هل يمكن أن يتصلا ، بدون الحاضر ووساطته ؟!
هذا السؤال تجنبه نيوتن _ وما يزال موقف التجنب هو السائد _ من قبل الفيزيائيين والفلاسفة وغيرهم من جماعة الثقافة والفكر .
أعتقد أن الجواب لا يمكن أن يتصل الماضي والمستقبل بشكل مباشر ، وعلى افتراض أن ذلك كان ممكنا بشكل نظري ، يبقى وجود البشر والوعي عبر التقاء الزمن والحياة معا ، وليس عبر احدهما بمفرده .
بعبارة ثانية ،
لا يمكن ان يتصل الماضي والمستقبل ، بشكل مباشر وبدون وساطة الحاضر ، سواء بالنسبة للزمن أم للحياة .
....
الماضي والمستقبل لا يوجدا سوى عبر الحاضر ، وبدلالته .
الحاضر يمثل المرحلة الثانية ، والثانوية أيضا ، للحياة والزمن .
بينما يختلف الوضع ، ينعكس ، بالنسبة للماضي والمستقبل . حيث أن الماضي بداية الحياة والحاضر وسطها والمستقبل نهايتها ، والعكس تماما بالنسبة للزمن ، بدايته من المستقبل والحاضر وسطه ، وينتهي بالماضي .
....
ليس من السهل فهم هذه الأفكار الجديدة ، والمختلفة ، لكن جميع الملاحظات تؤيدها بلا استثناء .
....
....
الفصل التاسع _ العلاقة بين الحياة والزمن

العلاقة بين الماضي والمستقبل غير مباشرة بطبيعتها ، مثل وجهي العملة الواحدة . وهي ما تزال مجهولة ، بشكل شبه كامل ، كما كانت بالنسبة ل نيوتن واينشتاين وغيرهما على سبيل المثال .
يمثل الحاضر مادة العملة ، أو سمكها ، بحيث يتعذر الجمع بينهما ، أو اختزال أحد الأبعاد الثلاثة ، إلى واحد أو اثنين .
وهذا الموضوع " العلاقة بين الماضي والمستقبل " سأحاول مناقشته بطرق متنوعة نظرا لطبيعته المختلفة ، خلال هذا البحث .

1
العلاقة بين الحياة والزمن ، ما تزال شبه مجهولة أيضا ؟!
وهذا الأمر يصعب تصديقه ، عداك عن تقبله وفهمه ودراسته ، أو محاولة تفسيره . الشعر والفلسفة استثناء بطبيعتهما .
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
عبارة شكسبير بترجمة أدونيس .
كل مرة كتبتها ، أو حتى تذكرتها ، أفهمها بطريقة مختلفة عن سابقاتها .
العبارة تمثل الاهتمام المبكر ( جدا ) بالعلاقة بين الحياة والزمن ، وتجسده .
أكثر من ذلك ، هي تبرز الجدلية العكسية بينهما بوضوح ، وخاصة بدلالة العلاقة بين الجد_ ة والحفيد _ ة .
وهذا الموضوع يستحق البحث بشكل مستقل ، حيث أن العلاقة العكسية بينهما ( الزمن والحياة ) وخاصة بدلالة العلاقة التبادلية بين الجد _ة والحفيد _ة ، ما تزال تنطوي على الكثير جدا من الغموض والتشويق معا .
كما أنهما تشكلان لغز الوجود ، وربما الكون كله .
....
الوقت لك .
أو خذ الوقت الكافي .
لا يوجد وقت يكفي .
.
.
وغيرها من العبارات ، التي نستخدمها جميعا بلا وعي ، وبدون اهتمام غالبا .
ساعة الوقت وساعة الحياة معا ،
( وقت أو زمن لا فرق )
....
ملحق 1
البديل الأول الغرق في التفاصيل .
البديل الثاني القفز فوق المتناقضات .
يعيش الانسان غالبا بين هذين المستويين ، داخل حقلة اضرب أو اهرب .
وحتى بالنسبة لمن يحالفهما الحظ ، بالانتقال إلى المرحلة الموضوعية التي تتجسد بالبديل الثالث والتعددية .
يتكرر النكوص إلى حلقة البديلين 1 و 2 ، طوال الحياة وفي مختلف مراحل العمر . خلال فترة النوم ، أيضا في الحالات الانفعالية المختلفة .
....
ملحق 2
المثال ، البرهان الحاسم ، الذي يجسد العلاقة بين الزمن والحياة يتمثل بالعمر الفردي ( والحاضر بصورة عامة ) : لنتخيل الفرد الإنساني ، أو غيره ، حين يموت بعمر ثلاثة أيام ( أم مئة سنة )...
لحظة الولادة يكون عمره ( حياته ) صفرا ، بالتزامن تكون بقية عمره كاملة ( زمنه أو وقته ) .
والعكس لحظة موته ، حيث تصير بقية عمره صفرا ( زمنه ) ، بالتزامن مع اكتمال حياته .
التفسير المنطقي والوحيد لذلك ، يكون بدلالة العمر المزدوج بين الحياة والزمن : تتزايد الحياة بالتزامن مع تناقص الزمن ، والعكس صحيح أيضا .
بعبارة ثانية ،
العمر الفردي يتزايد ويتناقص بالتزامن .
تبدأ الحياة بالتزايد من الصفر إلى الاكتمال ، على العكس من بقية العمر التي تبدأ بالتناقص مع لحظة الولادة من العمر الكامل إلى الصفر .
المثال نفسه ، يوضح العلاقة الحقيقية بين ساعة الحياة وساعة الزمن ، حيث تتساويان بالقيمة المطلقة ، وتختلفان بالإشارة ( الاتجاه ) في كل لحظة .
ملحق 3
ننسى كثيرا أن الحاضر أو اليوم مرحلة ثانية ، حيث توجد معها المرحلة الأولى والثالثة بالتزامن ؟
وهذا هو لغز الواقع والوجود : اليوم يتضمن الأمس والغد معا .
لكن تبرز مشكلة المصدر المزدوج حول الأمس والغد : من أين وإلى أين ؟
أعتقد أن حل هذه المسألة ، يحتاج إلى تعاون العلم والفلسفة بالإضافة إلى التفكير المزدوج من خارج الصندوق وداخله بالتزامن .
ملحق 4
أعتقد أن الفلسفة العلمية خاصة ، ما يزال لديها ما تضيفه بالفعل .
لا يكفي الحاضر والمستقبل لتفسير الواقع ، ولا الماضي بالطبع .
....
ملحق 5
طبيعة الواقع وماهيته .
في البداية ظننت نفسي توصلت إلى حل اللغز حول طبيعة الواقع بشكل كامل ، وحقيقي .
والآن ، أفهم بوضوح ( مع الكثير من الحرج ) ...أنها مجرد خطوة صغيرة ، على طريق الألف ميل لمعرفة الواقع بالفعل .
مع ذلك ، اعتقد أن الواقع هو اليوم والأمس والغد بالتزامن ...
لكن يبقى السؤال : كيف يحدث ذلك ، وإلى متى يستمر ، وغيرها من الأسئلة الجديدة _ المتجددة ...
....
....

مقدمة الفصل العاشر _ كيف نفكر ( بدلالة الزمن مثلا ) ؟!

المنهج الجديد
كل لحظة يتغير العالم ، أم لا جديد تحت الشمس ؟!
هذا السؤال المعلق منذ عشرات القرون ، بين العلم والفلسفة والفنون والموسيقا والآداب والشعر خاصة ، لا أزعم التوصل إلى الجواب الحقيقي ، النهائي والحاسم عليه .
مع ذلك ، أعتقد أن النظرية الجديدة تتقدم خطوة حقيقية ومتكاملة ، في طريق المعرفة العلمية ، وبدأت تتكشف بوضوح يتزايد من سنة لأخرى .
....
من ينظر إلى النجوم ،...
أو إلى مياه نهر جارية أو الغابة ، أو الصحراء ، أو إلى أي شيء أو فكرة ، يتحدد ما يراه بالاعتقاد الشخصي مسبقا ، بالإضافة إلى العلاقة بين العين والدماغ وبقية الجملة العصبية ، وبين المشهد ( أو الموضوع ) الذي يتركز عليه الاهتمام والنظر .
بكلمات أخرى ،
موقف الفرد من الزمن ( الوقت ) يتضمن المعتقدات والقيم والمعايير الشخصية ، ويشبه الموقف الشخصي من الله والوجود والكون ، إلى درجة تقارب التطابق .
توجد ثلاثة مجالات أو مستويات أو منظورات :
1 _ موقف الايمان بوجود إله ( حالة خاصة ) .
2 _ موقف الايمان بعدم وجود إله ( حالة خاصة ) .
3 _ موقف ... بين الشك واليقين ، بحسب الظروف ( موقف الأغلبية )
نفس الشيء ينطبق على الموقف من الوقت ( الزمن ) ، حيث توجد ثلاث منظورات أيضا :
1 _ الموقف العلمي ( الكلاسيكي ) :
( سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر )
2 _ الموقف الحديث :
( خطوط الزمن عشوائية ، وليس لها اتجاه ثابت ومحدد ) .
3 _ الموقف العدمي ، إنكار الماضي والمستقبل :
( موقف الغالبية ، ومعه موقف التنوير الروحي ) .
4 _ الموقف الجديد ، أو النظرية الجديدة :
( سهم الزمن ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ، وهو نقيض سهم الحياة الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل ) .
....
الجدل الحقيقي بين الحياة والزمن ، والجدل الزائف كل ما عدا ذلك من أشكال الجدل السابقة ، مثل الجدل الماركسي أو الهيغلي وغيره .
بعد فهم العلاقة الجدلية ، العكسية ، بين الحياة والزمن ( س + ع = 0 ) ، تتكشف طبيعة الجديد وماهيته ( مصدره ، ومكوناته ، وحدوه ، واتجاهه ) .
....

1
لنتأمل قليلا ، في حالة السمكة وهي تتخبط لحظة اصطدامها بالشبكة ، أو العصفور ، وغيرهما .
يمكن التمييز بين نوعين من الحركة ، حتى السلوك العقلي ، أو الاستجابة الانفعالية لدى الحيوان أو الانسان :
1 _ مستوى الذعر .
2 _ مستوى اللعب ، أو السلوك الطبيعي والروتيني .
....
لا شيء تحت موقف أو سلوك الذعر ، أو أدنى منه .
بينما فوق مستوى اللعب العمل والتعلم والاصغاء وغيرها ، ومستوى الابداع يمثل الذروة .
العمل واللعب أو الهواية والاحتراف :
اللعب ، والعمل أكثر ، ثنائي البعد بطبيعته حيث أنه يدمج بين الوقت والجهد . بينما العمل مرحلة ثانية ، وثانوية تلي اللعب وتتضمنه . كما يتضمن الشباب الطفولة والمراهقة ، والعكس غير صحيح .
بعبارة ثانية ، العمل يتضمن الوقت الكافي والجهد اللازم _ نظريا _ بينما يقتصر اللعب على الحد الأدنى من الجهد خاصة .
حالة الذعر تمثل القاع المشترك للسلوك الحيواني والإنساني ، حيث يختلط الوقت والجهد بشكل عشوائي .
حالة الابداع ما تزال لغزا في العلم والثقافة والحياة بصورة عامة .
....
يحتاج التفكير العلمي ( المنطقي والتجريبي ) إلى موضوع للتفكير أولا ، مع بقية الشروط العقلية والمعروفة مثل الاهتمام والصبر والمهارة .
لماذا لا يفكر الانسان في الزمن ( الوقت ) رغم أهميته ؟
السؤال متبجح ، ومتحذلق ، أعتذر .
لماذا لا يهتم الانسان بالزمن ليس كفكرة فقط ، بل حتى كميزة وملكية شخصية بالفعل ، مع أنها الأغلى ، والأهم ( العمر الفردي ) ؟
ما يزال السؤال أقرب إلى الفذلكة ، والنخبوية ، اعتذر ثانية .
لماذا لا يقرأ ( ولا يهتم ب ) السوريون وغيرهم ، الكتابة عن الزمن ؟
الجواب المباشر شخصي ، وهو خاص بالكاتب _ة .
لكن الجواب الموضوعي محزن ، ويدعو إلى اليأس .
....
بفضل نيوتن _ وتعريفه المعتمد في الثقافة العالمية إلى اليوم ( سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ) _ وبعده اينشتاين وضع تعريف الزمن بأنه البعد الرابع للمادة ، وقبلهم القديس أوغستين وتأملاته :
من لا يعرف الزمن !
مثلك ، ومثل الجميع أنا أيضا أعرف الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن ؟ لوقفت عاجزا عن الرد ، والكلام .
بفضل ذلك الاهتمام بالزمن ، وخاصة الشعر والشعراء _ يمكن التفكير فيه اليوم بالنسبة للشخصية المتوسطة بدرجة الحساسية والذكاء .
مثلا بعد قراءة رياض الصالح الحسين :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وانا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
أيضا شكسبير بترجمة أدونيس :
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
وغيرهم الكثر من الشعراء والفلاسفة .
....
أثارت هذه التساؤلات قراءتي الحالية في كتاب ( كيف نفكر )
تأليف جون دوي ، ت محمد علي حرفوش .
مع انه مكتوب منذ أكثر من قرن ، وما يزال قابلا للقراءة كأنه كتب هذه السنة 2021 .
" لا نقوم بمقاربة أي مشكلة بعقل ساذج أو بكر ، فنحن نقاربها بصيغ من الفهم مكتسبة وقائمة على العادة ، مع مخزون محدد من المعاني المتطورة قبلا ، أو على الأقل من تجارب يتم استنباط المعاني منها ص 145 " .
2
المشكلة المزمنة في النظرية الجديدة ، الموقف من الواقع والكون .
بالنسبة للزمن والحياة والعلاقة بينهما ، أغلب الأفكار الواردة مباشرة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن ، تبقى مشكلة الواقع ، والكون خاصة درجة ثانية .
ما هو الكون ، طبيعته ، وشكله ، وأبعاده ، وحدوده ؟!
يمكن تقديم جواب أولي ، وعام ، بين ثلاث احتمالات :
1 _ الكون نظام مغلق .
2 _ الكون نظام مفتوح .
3 _ الكون نظام ثالث ، يتعذر معرفته ضمن وسائل العلم الحالية .
....
الكون ، تصور جديد بدلالة الحياة والزمن :
الحياة أصغر من أصغر شيء ، تنطلق من الماضي إلى المستقبل والزمن .
الزمن اكبر من أكبر شيء ، يتجه من المستقبل إلى الماضي والحياة ، عبر الحاضر .
....
لا يمكن تصور أصغر من اصغر شيء .
ولا نقيضه اكبر من اكبر شيء .
بالإضافة إلى مشكلة أخرى تتعلق بتصور الكون ، حيث لا يمكن تصور خارج الكون أو حدوده ، او بدايته أو نهايته .
لكن بطريقة التصغير ، يمكن حلحلة ( تقديم حل مؤقت ) المشكلة .
.
.
يتضمن الكون حوالي مئة مليار مجرة ، حسب التقديرات الحالية ...
يمكننا أن نرمز لكل مليار مجرة بنقطة ، ثم نضع تلك المئة نقطة ( مليار مجرة ) ضمن كرة أو دائرة .
لنتخيل أن الكرة من الزجاج الشفاف عديم اللون ، وهي تمثل الزمن ، بالمقابل مركزها ( الوهمي طبعا ) يمثل الحياة .
هذه الصورة المصغرة جدا ، جدا ، والأولية ، أعتمدها في تخيل العلاقة بين الزمن والحياة ، والكون بصورة عامة .
....
الآن صار لدينا بعض الصيغ الجديدة ، والمتلازمة أيضا :
الماضي والحياة والقديم وأصغر من أصغر شيء ( مركز الكرة _ الكون ) . أيضا ،
المستقبل والزمن والجديد وأكبر من اكبر شيء ( محيط الكرة _ الكون ) .
المشكلة في هذا التصور الجديد ، تتمثل بوجود مجهولين أساسيين ومزمنين : الأزل والأبد .
الأزل ( الماضي والحياة والقديم واصغر من اصغر شيء _ اللانهاية السالبة ) .
الأبد ( المستقبل والزمن والجديد واكبر من اكبر شيء _ اللانهاية الموجبة ) .
تعترضنا مشكلة جديدة أيضا في هذا النموذج تتمثل بالصفر ، وكيف يمكن تخيل ما هو أصغر من الصفر واكبر من اللانهاية السالبة بالتزامن ؟!
ربما يفيد مثال الرصيد الإيجابي والسلبي ، والصفر بينهما ، في تقريب الصورة .
أعتقد أن هذا التصور ( الجديد ) ، يقبل التكملة ...والحوار المفتوح ؟!
3
ما هو المستقبل ؟
بالنسبة للإنسان السؤال ميتافيزيقي .
( مستقبل الانسان )
وبالنسبة للفرد ، السؤال بسيط ومباشر إلى حد الابتذال :
المستقبل يمتد بين الحاضر ( اليوم الحالي ) وبين لحظة الموت .
والماضي بالمثل ، ميتافيزيقي بالنسبة للإنسان ، ومبتذل بالنسبة للفرد .
ما هو الحاضر ؟
بالنسبة للإنسان ، وللفرد اكثر ، الجواب بسيط وواضح نظريا ، بين الماضي والمستقبل .
ملحق
كررت السؤال نفسه لعشرات ، وربما مئات ، من أصدقاء ومعارف :
هل رأيت أو سمعت الناس يتكلمون مع أي شخص أو عنه في حضوره ، كما يتكلمون عنه في غيابه ؟
....
لماذا إذن تعتقد _ين أنهم سيفعلون العكس معك !
.....
الفصل العاشر

يتضمن هذا الفصل بعض الأفكار الجديدة ، والتي ما تزال بمرحلة الاعداد والحوار المفتوح ، والبحث .
بالإضافة إلى الأفكار المقترحة سابقا ، والمتكررة ، خاصة الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، حيث أنني أعيد التفكير فيها من خلال عرضها بصيغ متنوعة ، أيضا بهدف تذكير القارئ _ة الجديد _ة خاصة بها .
1
الماضي والمستقبل والحاضر متزامنة أو متلازمة ، مفردة ، تتضمن ثلاثة عناصر أو أبعاد توجد معا بالتزامن وليس بشكل منفصل ومفرد أبدا .
توجد متلازمات عديدة مشابهة ، مثل الماضي والقديم والحياة ، أو المستقبل والجديد والزمن .
هي متلازمات أيضا ، لا وجود لأحدها بشكل فردي ومستقل .
أعتقد أن المتلازمة الخاصة ، الأكثر أهمية ، هي بين الحياة والزمن .
....
متلازمة الحياة والزمن والمكان هي الأصل ، بلا شبيه يمكن مقارنتهما .
هذه الأفكار جديدة ونظرية بطبيعتها ، ومن خلال الحوار والبحث ربما تتطور وتتكامل أو تنحسر وتستبدل أو تتلاشى في الماضي .
2
متلازمتا الماضي والحياة والقديم ، والمستقبل والزمن والجديد ، بينهما الحاضر أو المرحلة المتوسطة .
يمكن تمثيل الحاضر _ وحركة الزمن _ بأحد شكلين : خطي أو كروي، وفي الحالتين ( التصورين ) يكون مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته .
1 _ الحاضر الخطي مزدوج : ( الحاضر بدلالة الزمن أو الوقت ) ، هو الفجوة أو المجال بين المستقبل الذي يبدأ أولا ، وبين الماضي الذي يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة . ( والعكس بدلالة الحياة أو الحضور ) ، نفس الفجوة أو المجال _ لكن بالعكس تماما _ حيث يبدأ الماضي أولا ، والمستقبل يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة . وهذه الفكرة ناقشتها عبر نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي بالحوار المتمدن .
2 _ الحاضر الكروي ، هو مجال بين الماضي أو اللانهاية السلبية وبين المستقبل واللانهاية الموجبة .
( تحتاج الفكرة إلى مزيد من الاهتمام والبحث )
....
عند هذا المستوى تتكشف مشكلة اللغة بشكل عام ، لا العربية وحدها .
نشأت اللغة ( اللغات ) في مرحلة سابقة ، وأقل تطورا من اليوم .
والمشكلة اللغوية ، في العربية وغيرها ، تحتاج إلى حل ( إضافة أو حذف أو تكملة ) لكي تتناسب مع المعلومات والمعارف الجديدة ، حول الواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن بصورة خاصة .
3
الواقع بين الحركة والسكون ؟!
توجد ثلاثة احتمالات :
1 _ الكون يتوسع .
2 _ الكون يتقلص .
3 _ الكون متوازن ، وثابت بالحجم والابعاد والحدود .
لا يوجد احتمال آخر ، رابع أو غيره .
الاحتمالان الأول والثاني ، يمكن اختبارهما بشكل علمي _ دقيق وموضوعي . بالإضافة إلى الاختبار المنطقي والمتاح لكل من يفكر .
يبقى الاحتمال الثالث ، وأعتقد أنه الصحيح ، الحركة الكونية دورانية ومتوازنة ، وثابتة .
....
الواقع ثلاثي البعد ، وثلاثي الحركة بالتزامن .
حركة الحياة والزمن ، جدلية عكسية تقبل الملاحظة ( غير المباشرة ) مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء .
الخطأ الأساسي ، الموروث والمشترك والسائد في الثقافة العالمية طوال القرن الماضي وحتى اليوم ، يتمثل بافتراض أن حركة الحياة والزمن متطابقة وفي اتجاه واحد ! بينما هي جدلية عكسية بطبيعتها .
4
حركة الحياة والزمن ( تصور جديد ) ...
حركة الحياة من الأمس إلى اليوم الحالي .
( ظاهرة تقبل الملاحظة والتعميم بلا استثناء )
حركة الوقت من الغد إلى اليوم الحالي .
( ظاهرة أيضا تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم )
يمكن تعميم تلك الحركة المزدوجة ، ومضاعفتها :
الحياة من الأمس والماضي إلى اليوم الحالي والحاضر ، وحركة الزمن من الغد والمستقبل إلى اليوم الحالي والمباشر .
هذه الحركة المزدوجة ، والعكسية ، بين الحياة والوقت يمكن تفسيرها بطريقتين :
1 _ حركة خطية : من الماضي إلى الحاضر ( الحياة ) ، وبالعكس من المستقبل إلى الحاضر ( الوقت ) .
2 _ حركة كروية : من الخارج إلى الداخل ، عبر الحاضر ( الوقت ) ، والعكس من الداخل إلى الخارج ( الحياة ) .
ربما تكون فرضية ( الداخل _ الخارج ، والعكس ) ، تتلاءم مع المشاهدات والخبرة المشتركة أكثر من الحركة الخطية .
وربما يكون هذا التفكير خطأ بمجمله ، وقائم على مغالطة شعورية وذاتية ، لا على أساس واقعي وموضوعي .
( إن غدا لناظره قريب ...
المستقبل يحكم على الجميع ، بحياد جليدي )
....
ملحق 1
الحب والوقت وضرورة تحقيق التجانس _ توحيد المعايير ...
الزمن معيار الحب ، الدقيق ، والموضوعي ، والأخير بالتزامن .
مع من نحب ، ومع الأشياء التي نحبها ، نعطي الوقت بلا حساب .
والعكس صحيح ، نتجنب هدر ثانية واحدة أو لحظة في ما لا نحب .
والسؤال العاجل والهام معا :
كيف يمكن تحقيق التجانس في الساعة واليوم ، والعمر كله ...؟!
....
موازنة الوقت أكثر أهمية من موازنة المال ، والجهد .
هذا اعتقاد شخصي ،
أكثر من رأي وأقل من معلومة .
ملحق 2

الكلام المناسب مع الشخص المناسب وفي التوقيت المناسب ...أمل وغاية لا يمكن أن تتحقق بالفعل ، المعرفة العلمية أيضا ، تتمثل في الاقتراب المتزايد من الحقيقة والواقع كما هو عليه ، لا كما تحرفه مخاوفنا ورغباتنا وتشوهه بشكل لاواعي غالبا ، بحسب رأي أريك فروم .
....
....
الجزء الثالث _ النظرية الجديدة

مقدمة مشتركة بين الفصلين 11 و 12
مشكلة التقمص بوصفها ميزة ( نظرية ) ...

بعد نقل فكرة التقمص ، من المجال الديني إلى ساحة الملاحظة والاختبار ، أو بعد إخراجها من المجال الغيبي بالفعل ، يختلف الموضوع والظاهرة .
...
الفرد الإنساني ابن الماضي وأبو ( أم ) المستقبل .
....
الماضي ملك عام ومشترك للجميع ، الأحياء الآن ، أيضا لكل من سوف يولدون في المستقبل وبلا استثناء .
لكن المستقبل نخبوي بطبيعته ، ونوعا من الإنجاز الفردي ، يبلغه قلة نادرة من البشر ، والحاضر بينهما .
....
مثال 1
لنفترض قبل الف سنة ، سنة 1021 ، هي ملك الآن ، لكل إنسان خاصة ، ولكل كائن حي بنفس الوقت .
على العكس بعد الف سنة 3021 ، لن يبلغها من الأحياء اليوم 26 / 9 2021 أكثر من بضعة أفراد . أقل من عدد أصابع اليدين ، وربما أقل من أصابع اليد الواحدة لا في العربية فقط بل في العالك كله .
....
مثال 2 الحاضر :
بعضنا أنجب ، وسلالة الأحفاد يحملون مورثاتهم الشخصية .
بدورهم سوف ينقلونها لأحفاد جدد ، ... وهكذا .
السؤال عن الدور الفردي ، والحاضر خاصة ، في انتاج وصياغة المورثات وتحديدها .
من المرجح أن الشخصية ذات البشرة البيضاء ، تعطي مورثات بيضاء . والعكس بالنسبة للبشرة السوداء ، أو الصفراء وغيرها .
وتلك المورثات تنتقل من الأجداد إلى الأحفاد عبر الأبوين ، والسؤال المزمن والمحير :
ما الذي تضيفه الأم ، أو الأب ، وما الذي يقدران على إضافته أو تغييره ؟
مورثات الطول والقصر ولون البشرة والعينين ثابتة ، بشكل شبه تام .
لكن ماذا عن شخصية قامت بتحويل اللون الأبيض مثلا ، إلى اسمر أو حنطي ، من خلال حمامات الشمس الطويلة والمدروسة مع غيرها من الوسائل الجديدة : هل تنتقل مورثاتها اللونية ( الجديدة والفردية ) إلى الأجيال القادمة ؟!
هذا السؤال وغيره من الأسئلة المشابهة ، يقبل الوجهان المتناقضان ، يشبه شخصا وجد مبلغا من النقود أكثر ألف دولار مثلا ...
هل يحوله المبلغ إلى شخصي غني ؟
والشخص الذي فقدها هل يتحول إلى فقير !
الحاضر بطبيعته لغز .
لكن ولحسن الحظ ، حصل تقدم حقيقي في معرفة الحاضر والواقع .
....
الحاضر ثلاثة أنواع ، أو ابعاد ، مثله الماضي والمستقبل .
حاضر الزمن ، وحاضر الحياة ، وحاضر المكان .
حاضر الزمن يمثل بؤرة الغموض ، فهو يشبه اسم البلد واسم عاصمته نفسها ( تونس ) مثلا .
على خلاف حاضر الحياة ، وحاضر المكان ، حيث يختلف اسم العاصمة عن اسم البلد : بيروت ولبنان ، أو القاهرة ومصر ، أو الشام وسوريا .
حاضر الزمن : حاضر .
حاضر الحياة : حضور .
حاضر المكان : محضر .
حركة الحضور ( الحياة ) :
من الماضي إلى المستقبل ، عبر الآن ( اليوم الحالي والمباشر ) .
على النقيض من حركة الحاضر ( الزمن ) :
من المستقبل إلى الماضي ، عبر الآن .
حركة المحضر ( المكان ) دورانية ومتوازنة ، ويمكن القول عنها ثابتة .
....
المشكلة في الحركة بين الزمن والحياة ( الحركة التعاقبية للزمن من المستقبل إلى الماضي ، وبالعكس الحركة الموضوعية للحياة من الماضي إلى المستقبل ) ، وهي تشبه حركة الباص المجاور .
نحن لا نشعر بحركة الحياة ، فقط نشهر بحركة الزمن وندركها ، لكن بشكل عكسي دائما .
....
المشكلة المعرفية المزمنة ، والمشتركة بين العلم والفلسفة ، في الخلط بين التفكير والشعور .
الشعور ظاهرة فيزيولوجية ، موروثة ومشتركة بين الأحياء ومباشرة بطبعتيها .
الفكر ظاهرة لغوية وثقافية ، اجتماعية وفردية بالتزامن لكنها غير مباشرة .
والمشكلة الأكبر ، لا يمكن الفصل بين الشعور والفكر ، مع أن ذلك ضرورة معرفية وثقافية .
....
الفصل 11

من كتاب " كيف نفكر " ، ورد ذكره سابقا :
( الكثير ، إن لم نقل الغالبية ، من المعلمين سيصابون بالدهشة إذا ما أخبروا ، في خاتمة المطاف ، عن كمية الزمن التي أمضوها في الكلام بالمقارنة مع أي تلميذ ) .
كمية الزمن ، أو الدقائق أو الساعات ، يستخدمها الجميع بشكل لاواعي . والمفارقة تكمن في التعامل المتناقض ، من حيث اعتبارها كمية محددة بدقة وموضوعية _ بنفس الوقت _ اعتبار الزمن أو الوقت عشوائي ، ونسبي .
كيف يمكن تفسير هذا الموقف السائد _ والمشترك _ في الثقافة العالمية ، وبلا استثناء ؟!
المشكلة في اللغة أولا ، لا العربية فقط .
وربما لن يكون الحل الصحيح ، والمتكامل ، إلا بعد ظهور لغة جديدة . وقد تكون تطويرا للإنكليزية _ وهو الاحتمال الأرجح ، خلال هذا القرن أو القرن القادم على أبعد تقدير .
1
ما هو الجديد : طبيعته ، ومكوناته ، وحدوده ، واتجاهه ؟
بوضع التقابل التقليدي بين الجديد والقديم ، تتشوه المسألة بالكامل ، ويتعذر بعدها التقدم ، ولو خطوة واحدة في اتجاه الحل الصحيح والمتكامل .
....
لنتأمل فكرة المطر والغيم ، وهي جدلية سائدة ومبتذلة .
الغيم سبب المطر ، والمطر نتيجة الغيم .
لكنها جدلية تشبه الدجاجة والبيضة ، تتكشف بعد استبدالها بالمطر والبحر .
هل البحر ( المحيطات ) مصدر المطر أم العكس ؟
وحدهم الحمقى يعرفون الجواب .
....
المشكلة في اللغة ونظام التفكير المشترك ، بالتزامن .
الجديد والزمن والمستقبل وأكبر من أكبر شيء وهناك ( الخارج ) قطب ، وفي المقابل قطب ثان : القديم والحياة والماضي واصغر من اصغر شيء وهناك ( الداخل ) .
2
يمكن التمييز بين جديد الحياة ، وبين جديد الزمن .
لا خلاف على تمثيل الجد _ة للقديم ، مقابل تمثيل الحفيد _ة للجديد .
....
جديد الزمن مجهول بطبيعته .
بينما جديد الحياة ، يمكن توقعه _ مع زيادة احتمال التحقق والدقة _ من خلال الاهتمام والدراسة العلمية .
....
الجديد الداخلي والجديد الخارجي ، بالمثل القديم الداخلي والخارجي ...
الجديد الداخلي والخارجي معا هو الزمن .
والقديم الداخلي والخارجي معا هو الحياة .
بدون كشف العلاقة بين الحياة والزمن ، وفهمها ، يتعذر فهم الجديد بشكل دقيق وموضوعي .
3
كان المقترح الجديد للفصل السابق ، حول الماضي والمستقبل ...
الماضي داخلنا والمستقبل خارجنا .
الماضي أصغر من أصغر شيء ، والمستقبل أكبر من أكبر شيء .
....
المجال بين الصفر واللانهاية السالبة مشكلة مزمنة ، مشتركة بين الثقافة والفلسفة والعلم خاصة الرياضيات ، وهي مشكلة النظرية الجديدة أيضا .
يتعذر تخيل لا شيء فقط ، بل فضاء كامل سلبي يعاكس نظيره الإيجابي بين الصفر واللانهاية الموجبة .
فهم الصفر مشكلة بحد ذاتها ، وتتضاعف الصعوبة والمشقة في محاولة تخيل مجال ( أعداد ، وأشياء ، أكبر من اللانهاية السالبة وأصغر من الصفر بالتزامن ) !
هذه المشكلة دفعتني لمراجعة الأنظمة العددية ، خاصة الأعداد التخيلية .
لكنني لم أفهمها بصراحة .
ربما نوفق يوما ( الكاتب والقارئ _ة ، بمساعدة ، في توضيح هذه المشكلة ) ... ربما .
....
ملحق
تكملة الفقرة الأولى المقتبسة من كتاب كيف نفكر :
الكثير ، إن لم نقل الغالبية من المعلمين سيصابون بالدهشة إذا ما ابلغوا في خاتمة المطاف عن كمية الزمن التي أمضوها في الكلام بالمقارنة مع أي تلميذ . يتم حصر محادثة الأطفال في الغالب في الإجابة عن الأسئلة في عبارات مختصرة ، وفي جمل فردية غير مترابطة . فالإسهاب والشرح متروكان للمدرس ، الذي غالبا ما يقبل أي إلماحة إلى الجواب من جانب التلميذ ، ومن ثم يقوم بالتوسع في ما يفترض أن الطفل قصده . وقد تترك عادات الخطاب المتقطع والمتشظي التي تم تعزيزها حتميا بهذه الوسيلة تأثيرا فكريا هداما .
مع الشكر للمترجم الأستاذ محمد علي حرفوش .
....
....
لعبة ذهنية ،
ربما تكون ملائمة ، كما أتصور ، للقارئ _ة والكاتب أولا...

أتابع مسلسل " رجال ماديسون " بشغف وحماسة ، وقد تجاوزت المنتصف بقليل . واليوم أنتبه فجأة إلى الموسيقا ، مع الغناء ...روعة ، سحر .
كنت أحاول توفير الوقت ، على حساب الموسيقا والغناء ، خلال الحلقات السابقة . بشكل لا واعي طبعا ، ما أن ينتهي الكلام والحوار ، أسارع لإطفاء الجهاز بشكل لاشعوري وبدون أدنى انتباه .
آمل أن لا تكون قراءة هذه الكتابة ، تشبه متابعتي السابقة للدراما والأدب والقراءة والتلقي بصورة عامة .
ما أزال ذلك القارئ السيء ، والكاتب المبتدئ غالبا ...
ولا أعرف إلى متى ؟!
كثيرا ما أشعر بالحرج ، بعد نشر المادة بيوم وأكثر .
أفكر ، إذا كنت كاتبها أشعر بالتعب والشديد والملل خلال قراءتها ثانية ، كيف بالقارئ _ ة الجديد _ة خاصة !
تقديم سيء أعرف وأعترف ...
1
لنتخيل هذا النص الذي أمامك ، لكن مترجم ...
ونحن الآن القارئ _ والكاتب بعد قرن ، ويقرأ شبيهك بشكل مباشر :
في هذا اليوم 25 / 9 / 2121 الجميل ، قدم _ت لك صديقك_ ت هذا النص ، المنشور في مجلة فلسفية .
تطور مفهوم الزمن خلال قرن بدلالة النظرية الجديدة .
....
ما الذي نعرفه عن الزمن أكثر من اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهما ؟
من المناسب معالجة هذا السؤال بشكل عكسي ، عبر تحليل ما نجهله عن الزمن أولا ، بالإضافة إلى المجالات الخلافية والجدلية .
يوجد اتفاق اليوم غير مسبوق ، بين العلم والفلسفة والثقافة العالمية على الأزمنة الحقيقة الثلاثة ، غير القابلة للاختصار ولا للزيادة :
الماضي والحاضر والمستقبل .
ويبقى الخلاف حول الاتجاه ، والبداية والنهاية .
الماضي داخلنا ، أو خلفنا ، وقد حدث بالفعل .
وهو يبتعد في الماضي الأبعد فالأبعد ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
بالمقابل المستقبل خارجنا ، أو أمامنا ، وهو موجود بالقوة فقط .
ويقترب بنفس السرعة التي تقيسها الساعة بالمقابل .
والحاضر بؤرة المشكلة ، مع أننا لا نعرف إلى اليوم طبيعته وحدوده . لكن حصل تقدم فعلي بفهم مكوناته ، وطبيعته الاصطلاحية .
الحاضر مجال بين الصفر واللانهاية الموجبة ، بالتزامن هو مجال ( أو فجوة ) يفصل بين الماضي والمستقبل .
اتجاه حركة الزمن ، يمكن استنتاجها بشكل موضوعي ودقيق ، مع سرعتها أيضا في الاتجاهين ( من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي ) ، فهي تنطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
والأهم هو الحاضر ، تحديده بشكل موضوعي ودقيق ؟
يتمثل الحاضر بالنسبة للفرد ، بالعمر الفردي .
وهو يتراوح بين لحظة الولادة ولحظة الموت .
والحاضر بالنسبة للإنسان يتمثل بالتاريخ ، والتاريخ الإنساني خاصة .
يمكن فهم طبيعة الحاضر ، ومرونته ودقته بالتزامن ، من خلال مثال اليوم الحالي ( المباشر ) .
ما هو الزمن الحقيقي لليوم الحالي ؟
الجواب الموضوعي والدقيق ( والتجريبي بالتزامن ) ثلاثي :
اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء .
ويمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
ويمثل المستقبل بالنسبة للموتى .
ما الذي يمكن استنتاجه من هذه الحقيقة المدهشة ( حقيقة اليوم الحالي ) ؟
الحاضر مجال بين الصفر واللانهاية الموجبة ، وهذا الجواب يمثل محصلة موقف كل من نيوتن واينشتاين ، بعد تكملتهما إلى الحدود القصوى .
حيث كان موقف نيوتن من الحاضر ، انه فترة لامتناهية في الصغر ويمكن اهماله ، كان تركيزه على الحاضر ( الزمن أو الوقت ) . وهذا صحيح نسبيا وخطأ بالتزامن . بينما موقف اينشتاين كان على العكس يركز على الحضور ( الحياة ) ، حيث يعتبر أن الحاضر يمثل المسافة بين المشاهد والحدث ( أو بين الذات والموضوع ) .
....
ما يزال الاختلاف حول سهم الزمن ، هل يبدأ من الماضي إلى المستقبل أم العكس ، بين فريقين يعتبر أحدهما أن الزمن مجرد فكرة عقلية مثل الرياضيات واللغة ، بالعكس من الفريق الآخر الذي يعتبر أن الزمن يجسد البعد الثاني للوجود بين المكان والحياة ( الوعي ) .
....
2
هامش ومؤخرة
عملية استبدال القديم والجديد بالبعيد والقريب ، بشكل تبادلي خاصة ، تكشف بعض الأبعاد الغامضة سواء في القديم أو الجديد ( البعيد أو القريب ) .
مثال تطبيقي :
الماضي والمستقبل يمثلان القديم والجديد ، بصورة عامة .
لكنهما يمثلان البعيد والقريب بطريقة مختلفة كليا ، الماضي والمستقبل كلاهما بعيد ( او في البعيد ) ، بينما يتمثل القريب بالحاضر فقط . وهنا تتضاعف الدهشة والحماسة في موضوع الزمن ( الوقت ) ، الذي رافق الأسلاف وسيرافق الأحفاد ويرافقنا الآن على شكل نصف الوجود ( الأول أو الثاني ) ، لا فرق بين الحياة والزمن ، سوى أنهما يتعاكسان بالمطلق .
وتجمع بينهما معادلة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الحياة + الزمن = الصفر .
....
كلمات حاضر ، راهن ، مباشر ، حالي ، الآن ، صريح وغيرها ، هي تسميات لفكرة ( خبرة ) واحدة ومفردة مع أنها مشتركة بالنسبة للجميع ، وهذه بؤرة السحر والغموض واللغز المزمن للزمن أو الوقت .
....
3
المشكلة المزمنة تتمثل بطبيعة الأزمنة الثلاثة :
ما هو الماضي : طبيعته ، وحدوده ، مع بدايته ونهايته بالطبع ؟!
ونفس السؤال نفسه يتكرر بالنسبة للمستقبل وللحاضر ؟!
....
....
الفصل 12
( مع التكملة )

هذا النص مهدى إلى الصديق رامي طويل ...
أحد أبرز الروائيين السوريين الجدد ، بمناسبة صدور روايته الثالثة " قبعة بيتهوفن " ، والتي أقرأها للمرة الثانية ، وأرغب بالكتابة عنها .
1
بالمناسبة ، نتحاور رامي وأنا عالواتس حول الزمن ، وموقفه يمثل الموقف الثقافي العربي والعالمي معا ، باعتبار أن اتجاه حركة الزمن غير محددة .
وبصراحة أسعى لتوريطه ، مع غيره أيضا من الصديقات والأصدقاء ، في الحوار المباشر حول الزمن أو الوقت : طبيعته ، وحركته ، واتجاهه وسرعة حركته .
....
المشكلة الأولية ، لغوية .
في العربية الزمن والوقت والزمان واحد ، مترادفات لا أكثر ولا أقل .
وقد ناقشت هذه الفكرة بشكل تفصيلي ، ومطول ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
المشكلة اللغوية الأخطر والأكثر تعقيدا ، وهي مشتركة في مختلف اللغات _ العربية وغيرها _ العلاقة بين الحياة والزمن . لكنها للأسف ما تزال في مجال المسكوت عنه .
أيضا ناقشتها سابقا ، وليس لدي ما أضيفه سوى محاولة جديدة لتوضيح المشكلة اللغوية بدلالتها ، وتتلازم معها المشكلة الفكرية والمنطقية بالطبع ، لكن المشكلة اللغوية مباشرة وعاجلة .
....
يتساءل ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير " تاريخ موجز للزمن " عدة مرات ، ويكرر السؤال حرفيا :
( لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ ) .
هنا المشكلة لم تعد لغوية فقط ، بل مشكلة منطق ما قبل علمي ( السؤال غير منطقي ، فالمستقبل لم يتحقق بعد ) . المنطق السحري بصراحة ووضوح ، وقد تبناه اينشتاين في موقفه من الزمن والحاضر خاصة ، وفرويد شاركه أيضا _ في المغالطة الشعورية _ حيث كان يعتبر أن الزمن نسبي ويختلف ، ليس بين فرد وآخر فقط ، بل بالنسبة للفرد نفسه لأن الأوقات الطيبة نشعر بها قصيرة عكس الأوقات الصعبة والطويلة ! والاثنان ( فرويد واينشتاين ) يكرران المثال نفسه : وأنت ذاهب _ة لموعد غرامي تكون حركة الزمن سريعة ، والعكس وأنت في حالة انتظار يكون الوقت بطيئا وطويلا ( الاثنان يعتبران أن الشعور الفردي معيار صحيح لتحديد الزمن بشكل موضوعي ، وتعريفه أيضا ) !
....
محزن ، مقلق ، مخيف ، ويدعو إلى اليأس : الفكر العالمي الحديث ....
في موقفه من الواقع ، والزمن خاصة .
2
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
( شكسبير بترجمة أدونيس ) .
شكسبير يخاطب القارئ _ة الجديد _ة ( في المستقبل طبعا ) .
توضح العبارة ، بشكل حقيقي ، ثنائية الحياة والزمن ( أو الوقت ) .
....
صحيح لا أحد يعرف ما هو الزمن ( طبيعته وماهيته ) ، وربما يستمر جهلنا لطبيعة الزمن لقرون عديدة قادمة .
لكن ، لنعد قليلا إلى نيوتن ، لقد قدم أكمل صياغة معروفة إلى الآن للزمن أو الوقت ، من خلال مفهوم ( سهم الزمن ) :
ينطلق سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
لكنه أخطأ في نقطيتين : الاتجاه ، والموقف من الحاضر .
اتجاه سهم الزمن بالعكس من اتجاه سهم الحياة ، وهذه حقيقة موضوعية وشاملة في أي نقطة على سطح الأرض . وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط .
اتجاه سهم الزمن من المستقبل إلى الماضي ، والعكس اتجاه سهم الحياة .
( مثالها الأوضح والأشمل العمر الفردي ، حيث يتناقص العمر بدلالة الزمن ويتزايد بدلالة الحياة بكل لحظة أو فترة وبنفس الكمية والمقدار )
الخطأ الثاني لنيوتن في موضوع الزمن ، موقفه من الحاضر .
لقد اعتبر أن الحاضر فترة لامتناهية في الصغر ، بين الماضي والمستقبل ، ويمكن اهمالها دون أن يؤثر ذلك على الحسابات العلمية .
الحاضر مجال ، وفترة ، تمتد بين الصفر واللانهاية الموجبة .
بعبارة ثانية ، الحاضر ( الزمني ) نسبي ويتحدد من خلال الحياة والأحياء .
حيث يمكن اعتبار العمر الفردي هو الحاضر ، أو التاريخ الإنساني ، او أي فترة زمنية لا على التعيين .
( هذه الفكرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، خاصة بدلالة اليوم الحالي ، أو الشهر أو السنة أو القرن أو بدلالة أجزاء اليوم )
مع أنني أرجح ، أن هذه الصياغة ما تزال ناقصة ، لأنها تعتمد على سهم الحياة وتتجاهل سهم الزمن ( كونه يأتي من المستقبل ، وهذه فكرة صعبة بطبيعتها ) وأعتقد أن الحوار المفتوح طريقنا النموذجي للفهم العلمي المتكامل والصحيح .
3
ما هو الزمن ؟
ما هي الحياة ؟
لا أعتقد أنه سؤال ميتافيزيقي ، بل العكس تماما .
أعتقد أنه سؤال ، تأخر طرحه بسبب الأفكار الخاطئة ، السهلة خاصة .
مثل السفر في الزمن !
فكرة " السفر في الزمن " تشبه فكرة الخلود ، أو عودة الشيخ إلى صباه ، وغيرها من الرغبات المستحيلة _ والخيالية بطبيعتها .
....
تذكير ببعض الحقائق الأساسية :
الماضي والأمس خلفنا ، أو داخلنا طالما نحن ما نزال أحياء .
المستقبل والغد أمامنا ، أو خارجنا طالما نحن أحياء .
الحاضر يتحدد بدلالة أبعاده الثلاثة ( الحياة ، والزمن ، والمكان ) .
الماضي أو الأمس ثلاثة أنواع :
1 _ ماضي الزمن ، يتمثل بما ينقص من بقية العمر .
2 _ ماضي الحياة ، يتمثل بتقدم العمر .
3 _ ماضي المكان ، ويمثل البعد الثالث في الواقع والوجود .
العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الحياة + الزمن = الصفر .
....
....
جملة اعتراضية
موجهة إلى القارئ _ة غير المؤهل علميا ، لا الدارس ، وغير المطلع جيدا على أحد المجالات العلمية البحتة كالفيزياء والرياضيات أو الهندسة .
لا شيء اسمه فكر علمي أو تفكير علمي ، بشكل منفصل ويمكن تعلمه بشكل سريع من الكتب أو من خلال دورات علمية وثقافية .
بالطبع توجد مستويات متعددة ، ومختلفة للفكر والتفكير أيضا ليس بين فرد وآخر فقط ، حتى بالنسبة لنفس الشخص يختلف نوع التفكير بين فترة وأخرى وبين مراحل العمر المتدرجة ، أو بحسب الظروف والأحوال المتغيرة بطبيعتها .
ومع ذلك الفكر العلمي ، أو التفكير ، يختلف عن مهارات الحفظ والتلقين التي يتم تعليمها في المدارس والجامعات .
في الثقافة العامة ، والسمعية خاصة ، يوصف ذلك النوع الجديد من التفكير ب ( التفكير المجرد أو التجريدي ) .
بصراحة لا أفهمه بشكل حقيقي حتى اليوم ، وهو يشبه صفة المثقف _ة .
من هو الشخص المثقف !
أو كيف يمكن الفصل بين شخص مثقف وآخر غير مثقف ؟
ربما الكتاب ، أو الكتابة والقراءة الفارق الوحيد بينهما ، لكني غير متأكد ، وغير مقتنع .
....
ما هو المنهج العلمي ؟
أعتقد أن المنهج العلمي أسطورة فقط لا غير .
بدون شك توجد تقنيات ووسائل علمية ، في الدراسة والاختبار والاحصاء وغيرها . لكنها تختلف بين مجال وآخر ، مثلا الفيزياء والكيمياء ، أو الفيزياء والرياضيات ، أو الرياضيات والفلسفة .... ما نوع العلاقة الحقيقية بينها ، وهل توجد حدود واضحة وفاصلة بين الفيزياء والكمياء أو الفلسفة ؟
بالطبع لا توجد حدود واضحة ، كالتي نعرفها بين الأفراد والدول .
2
الرأي والاعتقاد والايمان ، ثلاثة لا يمكن اختصارها إلى واحد ، أو اثنين سوى في حالة المرض العقلي .
هي تدرجات بين الثقة والشك بأي فكرة ، أو ذكرى ، أو موقف .
نموذجها فكرة الله ، أو تصور سبب أول ومصدر كلي ومطلق للوجود .
لا يمكن قبولها ، أو رفضها ، بشكل عقلي ومنطقي .
وهنا تبرز مشكلة الدين ، أو التدين .
أعتقد أنها تناقض فكرة الله أكثر مما توافقها .
هل العلم ، أو الموقف العلمي ، يتناقض مع فكرة الله أم يؤيدها ؟
أعتقد أن العلم محايد غالبا بين الموقفين المتناقضين ، أو يتوزع بنسبة خمسة مقابل خمسة .
يتعذر علي تقبل أن الصدفة وحدها مصدر الوجود .
بنفس درجة الصعوبة ، أجد المنطق السببي .
بعبارة ثانية ،
الوجود ، أو الحاضر أو النتيجة ، محصلة الصدفة والسبب بالتزامن .
بعبارة ثالثة ،
الحياة سببية ، مصدرها الماضي .
والزمن صدفة ، مصدره المستقبل .
وهذه ( الحقيقة ) تنسف الموقف الثنائي التقليدي ، بين الالحاد والايمان من جذوره ، كما أعتقد ، وتتطلب المرونة الفكرية والعاطفية ، عبر الانتقال إلى موقف عقلي منفتح بشكل متكامل .
....
العلاقة بين الفكر ( العلمي ) أو التفكير العلمي ، وبين بقية أشكال التفكير ما قبل العلمي ، هي علاقة تتام ، لا اختلاف ولا تشابه .
أو ،
التفكير العلمي ، أيضا الفكر العلمي ، يتضمن مختلف أنواع التفكير السابقة والأولية بطبيعتها ، بينما العكس غير صحيح . والشبه بينهما يماثل العلاقة بين الطفولة والشباب ، حيث يتضمن الشباب الطفولة بالطبع ، والعكس غير صحيح . ولا أعتقد أن هذه الفكرة ( الظاهرة ) تحتاج إلى براهين وأدلة .
....
ميزة التفكير العلمي المرونة والتكامل ، ويتمحور حول المعيار الموضوعي والمحايد بطبيعته . ( هذه الميزة غير موجودة في موضوع الزمن أو الوقت ، ومن المتعذر توفرها خلال هذا القرن كما اعتقد ) .
على مستوى التفكير العلمي ، يصير الرأي والاعتقاد والايمان واحد فقط .
أقترح على القارئ _ة محاولة التفكير بعكس قناعته الحقيقية ، محاولة ؟
مثلا الأرض الثابتة والمسطحة ، مقابل الأرض الكروية والمتحركة ، أو غيرها....
لنتذكر أن العلماء والفلاسفة ، هم رواد الفكر الانتحاري أو التفكير الانتحاري ( رفض تغيير الموقف ، القناعة والرأي ، مهما كان الثمن ) .
3
الفكرة التي تتمحور حولها النظرية الجديدة ، ليست جديدة فقط بل غريبة ، مختلفة ومغايرة للمألوف والمشترك ، وصادمة : المستقبل بداية الزمن ، كيف يكون المستقبل بداية لأي شيء !
لنتذكر رياض الصالح الحسين ، ولنتخيل حين كتب :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
الموقف الذي توصل إليه رياض قبل حولي خمسين سنة ، يصعب فهمه إلى اليوم من قبل أساتذة في العلوم والفلسفة .
كيف يكون المستقبل بداية والماضي نهاية ؟!
ليس عندي جواب ، لا أعرف ببساطة .
أعتقد أن المشكلة لغوية ، وليست مقتصرة على العربية وحدها .
لكنها تتجاوز المستوى اللغوي أيضا ، هي مشكلة العقل والمنطق الإنساني .
4
للتذكير أيضا ، بمراجع النظرية الجديدة ، وهي تشمل ثقافة القرن العشرين بلا استثناء ... البحث عن الزمن المفقود هاجس مارسيل بروست المزمن ، الغضب والعنف وساعة وليم فوكنر ، حيث تحول اهتمامه بالساعة والوقت إلى نوع من الهوس ، النهاية والبداية عند شيمبورسكا ، والعكس عند نجيب محفوظ البداية والنهاية . للتذكير أيضا ، تتضمن النظرية الجديدة الموقف الإنساني من الزمن بمختلف مستوياته وأنواعه ، فهي تتضمن على سبيل المثال مواقف الفيزيائيين الثلاثة نيوتن وأينشتاين وستيفن هوكينغ ( وتكملها أيضا ) ، كما تتضمن أفكار هايدغر وباشلار ، وغيرهما . ويبقى الفضل الأكبر للمحل النفسي والمفكر الشهير أريك فروم .
فكرة " القطيعة المعرفية " عند غاستون باشلار ، إحدى أهم مراجع النظرية . وتنسجم معها ، بعد تكملة فكرة القطيعة .
....
مشكلة الكلمات المشتركة ، خاصة الماضي والحاضر والمستقبل ، يمكن تشبيهها بأحد الصفوف الدراسية ، حيث يحمل الأستاذ أكثر من اسم ، بنفس الوقت يحمل التلاميذ أسماء متعددة . وأكثر من ذلك أيضا ، يوجد اسم يتداوله الجميع كاسم شخصي واسم للآخر أيضا .
مع ذلك ، لا بد من وضع بعض الحدود ، ليتسنى الفهم والوضوح للكاتب والقارئ _ة :
يوجد اختلاف جذري بين الماضي والمستقبل ، ليسا متناقضين ولا شبيهين ، العلاقة بينهما تختلف عن أي شيء آخر نعرفه .
مع ذلك هما متناظران في اللغة ، ومختلفان في الواقع ( علاقة غير ثابتة وغير مفهومة ، وغير واضحة بالطبع ) .
لكن الحقيقة التي يفهمها طفل _ة في العاشرة : أن الأمس والماضي حدث من قبل ، ولا يمكن أن يعود .
على خلاف ذلك المستقبل ، والغد ، لم يحدث بعد .
هذه المشكلة التي وقع فيها ستيفن هوكينغ خاصة ، وغيره من القراء .
الماضي حدث سابقا _ الماضي بمستوياته وأنواعه الثلاثة : ماضي الحياة وماضي الزمن وماضي المكان _ وهو لا يمكن أن يتكرر ثانية .
بالمقابل ، المستقبل لم يحدث بعد ، وهو موجود بالقوة فقط .
....
....
ساعة الزمن وساعة الحياة _ مؤخرة الفصل 12

1
ساعة الزمن وساعة الحياة تتعاكسان بشكل ثابت ، وموضوعي ومستمر .
هذه الفكرة ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
بعبارة ثانية ، مرحلة الحياة وفترة الزمن : ساعة أو دقيقة وأجزائها ، أو يوم وسنة ومضاعفاتها تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة .
....
ما عليك سوى ضبط ساعتك الآن ، وملاحظة الساعة القادمة :
هي تنقص من بقية عمرك ، وتضاف إلى عمرك الحالي بالتزامن .
كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة ، بشكل منطقي وتجريبي ؟
الحياة والزمن اثنان ، خطان متوازيان ويتعاكسان دوما .
الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
والزمن من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
2
توجد عدة أفكار جديدة ، وأساسية لفهم النظرية الجديدة ، ولفهم الواقع بالتزامن ( لازمة وكافية ) .
1 _ الزمن والوقت واحد ، مفرد . أيضا الزمان .
من الأخطاء الشائعة اعتبارها ثلاثة أو اثنين .
2 _ الزمن والحياة اثنان ، لا يمكن دمجهما أو جمعهما في واحد .
من الأخطاء الشائعة اعتبارهما واحد ، وأنهما في اتجاه واحد أيضا .
3 _ للزمن ثلاثة أنواع ( أو مراحل أو أشكال ) ، والأنسب مراحل :
_ الماضي ، وهو حدث بالفعل .
يوجد بالأثر فقط .
_ الحاضر الآن ، هنا وهناك ( المزدوجة ) في الماضي والمستقبل .
يوجد بالفعل فقط .
_ المستقبل ، لم يحدث بعد .
يوجد بالقوة فقط .
هذه الأزمنة الثلاثة ، من الخطأ اختزالها إلى واحد أو اثنين .
( وهو ما فعله اينشتاين ، بشكل ضمني من خلال إهماله للماضي والمستقبل ، وحصر تركيزه على الحاضر الحي أو الحضور فقط ) .
من الخطأ أيضا اختزالها إلى اثنين .
( وهو ما قام به نيوتن ، حيث أهمل الحاضر واعتبره فترة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهمالها ) .
والخطأ الثالث الشائع أيضا ، الإضافة إلى الأزمنة الثلاثة .
( وهو ما يفعله نقاد الأدب والفلاسفة وغيرهم من المثقفين والكتاب ، وخاصة غاستون باشلار ، حيث اعتبر أن " للزمن ابعاد ، للزمن كثافة " تلك عبارته الشهيرة !
4 _ الفكرة الرابعة ،
في الحياة الماضي يحدث أولا ، والمستقبل ثالثا وأخيرا .
في الزمن المستقبل يحدث أولا ، والماضي ثالثا وأخيرا .
هذه الفكرة هي الأصعب ، والأكثر خطورة ، وهي تكشف المشكلة اللغوية بوضوح ليس في العربية فقط ، أيضا في مختلف الثقافات واللغات بلا استثناء .
وهذا خطأ مشترك ، وموروث ، ومن الضروري تصحيحه على مستوى العالم ، وليس بشكل محلي وخاص فقط .
....
سأكتفي الآن بهذه الأفكار الأربعة ، ومشروعي القادم وضع الأفكار الجديدة ، أيضا المستحدثة أو التي قمت بتطويرها ، في نص مستقل أو كتاب .
....
ملحق 1
من يتعذر عليهم فهم هذه الأفكار ، أعتذر بجد ، أعتقد أن عليهم الاعتناء بقراءتهم والعمل على تثقيف أنفسهم أكثر .
....
ملحق 2
الماضي الجديد ، والحاضر ، والمستقبل القديم متلازمة .
والأرجح أنها واحد ، مفرد . أو انها تشغل المكان نفسه ( ثلاثتها ) .
هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في طور الصياغة والاعداد عبر الحوار المفتوح _ الكتابي أو المباشر لا فرق .
....
....
بين الفصلين 12 و 13
هوامش وملحقات وملاحظات على ما سبق ...
1
مشكلة العلاقة بين الزمن والحياة ، لا يمكن معرفة أحدها بشكل منفرد .
فقط تعودنا على افتراض ثنائي الحياة والزمن ، أنها الحياة .
( نفس الشيء بالنسبة للحاضر ، مع أن كلمة الحاضر تدل على الزمن ، نستخدمها للدلالة على الواقع أيضا . الحاضر يمثل البعد الزمني في الواقع ، والحضور يمثل البعد الحي أو الحياة ، والمحضر يمثل المكان ) .
ونعتبر أن الزمن كلمة فقط ، أو مفهوم عقلي مثل الإرادة أو العدالة أو الحرية أو الفكر ، وغيرها .
وهذا خطأ مشترك وموروث ، سببه اللغة نفسها .
....
تعودنا النظر إلى اللغة كهبة ، ومنجز مثالي ومكتمل تماما .
وما يزال الكثيرون يعتبرونها من صنع الآلهة لا البشر .
....
اللغة وسيلة للتواصل والتفكير والفهم ، من بين وسائل عديدة يستخدمها الانسان ، وهي خطرة وشديدة الأهمية بدون شك . لكنها مليئة بالثغرات والعيوب ، وتمثل أحد مصادر الخطأ الإنساني المزمنة ، والثابتة .
2
اللغة والشعور والفكر متلازمة أيضا ، لكن من نوع خاص .
....
لا تنفصل اللغة عن الكلام .
بنفس الطريقة التي يتصل بها الشعور والفكر ، مع أنهما من طبيعتين مختلفتين .
اللغة هي الاستخدام الاجتماعي للكلام .
الكلام هو الاستخدام الفردي للغة .
أحب هذه التعريفات ، مع أنني مثلك تماما ، أفهم وأدرك انها كلام بكلام .
3
موقف القراءة ( والقارئ _ة ) من النظرية الجديدة تحت المجهر ...
أتذكر بوضوح ، حين قرأت فكرة اينشتاين " الزمن بعد رابع للمادة " أول مرة . شعرت بصدمة تشبه قراءتي لعبارة سيوران " المياه كلها بلون الغرق " ، أو عبارة روفائيل نقلا عن رياض الصالح الحسين " أنت في وحدتك بلد مزدحم " ، أو عبارة سوزان عليوان " ناديتني باسمي فأحببته " ، أو عبارة سبينوزا " الفرح فضيلة " ، او عبارة باشلار " لا تنسوا أبدا أن السيميائي رجل في الخمسين " .
....
القراءة والتلقي بصورة عامة أحد نوعين أو مستويين ، على المستوى العاطفي والشعوري أو على المستوى المنطقي والموضوعي .
لا يمكن جمعهما ، كما يتعذر الفصل التام بينهما .
والسبب العقل الإنساني نفسه ، مزدوج أو ثنائي بين الشعور والفكر .
الشعور مباشر وفوري ، وهو من نوع العلاقة الثنائية : مثير _ استجابة .
بينما الفكر على خلاف ذلك ، هو غير مباشر بطبيعته ( هناك _ في الماضي حيث الخبرة والذكريات أو في المستقبل حيث التوقع والتخيل ) ، وهو من نوع العلاقة الثلاثية أو التعددية :
مثير _ تفسير وقرار _ استجابة .
القراءة الأدبية بطبيعتها عاطفية ومباشرة ، على خلاف القراءة المنطقية والفكرية _ والعلمية خاصة . فهي تتم عبر أدوات المقارنة ، والاستنتاج ، والتفكيك والتركيب وغيرها من الأدوات العقلية المعروفة .
للأسف يحدث الخلط بين نوعي القراءة دوما .
....
فكرة تتكرر عند الحوارات الشفهية ، أيضا المكتوبة ، حول اعتبار فكرتي الجديدة عن الزمن غير علمية ، لأنها لا تستخدم المعادلات الرياضية .
وهذه الفكرة ( الغريبة ) لا تقتصر على الصديقات والأصدقاء ، أو القراء ، الذين لم يكملوا التحصيل العلمي التخصصي في الرياضيات والفيزياء والفلسفة خاصة ، بل من بعض المتخصصين وأساتذة الفلسفة والفيزياء .
أتفهم الفكرة ( هذا النوع من النقد ) ، لكنها تقوم على أساس وفرضية خاطئين ، دراسة الزمن ( او الواقع ) بشكل علمي لا تحدث في المختبرات ، لا يمكن أن يحدث ذلك حتى نهاية هذا القرن على الأقل .
....
الفكرة التي أعجبت فرويد واينشتاين وستيفن هوكينغ أكثر من الجميع : نضع شريطا سينمائيا ونتفرج عليه ، يمكن بسهولة تقديمه ، أو تأخيره ، أو تكراره حسب الحاجة والرغبة .
لكن في الحياة لا يمكن ذلك . المستقبل لا يمكن معرفته ، وهو مجهول بالكامل . والماضي لا يمكن تكراره .
الماضي ، أو اليوم الحالي كمثال ، هو ثنائي بطبيعته : حياة وزمن .
لا الحياة يمكن أن تعود إلى الأمس ( الحياة تأتي من الأمس والماضي ) .
ولا الزمن يمكن أن يعود إلى الغد ( الزمن يأتي من المستقبل والغد ) .
هذه الفكرة ( الخبرة ) الكل يعرفها ، لكن يصعب فهمها واستيعابها . لكنها الحقيقة ، أو الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط .
علينا فهمها .
علينا المحاولة مرارا وتكرارا ، مثل تعلم المشي والكلام .
لا يوجد خيار آخر ، سوى الفكر السحري والوهم .
لا الحياة تعود إلى الأمس ، ولا الوقت يعود إلى الغد .
بالضبط : لا الحياة تعود إلى مصدرها ( الماضي والأمس ) ، ولا الزمن يعود إلى مصدره ( الغد والمستقبل ) .
عليك فهمها ، أو ...
يبقى تفكيرك بمستوى تفكير ستيفن هوكينغ ( وفرويد واينشتاين ) حول الزمن والواقع ، وهو تفكير غير علمي .
....
1 _ الماضي موجود بالأثر فقط ، بمختلف مراحله ، حدث سابقا بالفعل ثم تحول إلى ذكرى واثر فقط ، لا يمكن تغييره أو تغيير نتائجه .
استعادته ؟
مجرد أحلام يقظة .
2 _ الحاضر يحدث الآن ( هنا ) ، ولحسن الحظ صرنا نعرف كيف ، مع اننا لا نعرف لماذا .
اليوم الحالي نتيجة المس والغد بالتزامن .
3 _ المستقبل موجود بالقوة فقط ، المستقبل بمراحله المتعددة ، لم يحدث بعد ، وهو على سبيل الاحتمال فقط .
( ربما تحدث الحرب النووية ، أو يوم القيامة ، أو ما نجهله بالكامل ) .
....
الاختلاف الأساسي بيننا ، البعض يجيدون الكذب ، ويفشل الكثيرون .
أتحدث عن الأوقات الصعبة ، أسوأ ما حدث في حياتك .
دائما نعتقد أن الأسوأ حدث بالفعل ، ثم نفاجأ بالأسوأ لاحقا _ الموت .
....
....



الفصل الأخير _ النظرية الجديدة

الواقع _ والوجود الإنساني ؟!
الخطوة الأولى على طريق المعرفة ، تتمثل بالمحاولة المتجددة لمعرفة ما نجهل ، وتحديده .

أعتقد أنني وجدتها _ الحركة الثلاثية للواقع والكون ( الوجود الشامل ) .
الحركة الدورانية للمكان بالتلازم مع الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
....
لو أخذنا كلمتين شبه معروفتين جوهانسبرغ وبانكوك على سبيل المثال ...
أعرفهما بالاسم فقط ، وأظن أن أغلب القراء مثلي بنفس الطريقة ، والدرجة ، التي كان يعرف بها القديس أوغستين الزمن أو الوقت :
( طبعا أعرف ما هو الزمن ، ...ولكن لو سألني أحد عن تعريف الزمن أو تحديد جوابي أكثر ، سأقول فقط : لا أعرف ، إذا كنت صادقا ) .
بسهولة يمكن معرفة المزيد عن المدينتين ، بمساعدة غوغل مثلا .
لكن لسوء الحظ ، ذلك غير ممكن بالنسبة للزمن أو الوقت .
....
من يجرب أن يضع كلمة زمن أو وقت على غوغل ، ستزداد حيرته مع درجة جهله للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ، وأنواعه ) .
نفس المتاهة تدور فيها كلمة " الواقع " ...
....
معرفة الزمن لا تكفي وحدها لمعرفة الواقع ، هي شرط لازم وغير كاف .
الواقع يتضمن الحركة العكسية بين الحياة والزمن ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل وعلاقتهما المزدوجة أيضا ، والمتعاكسة بين الحياة والزمن .
1
أنواع الزمن الحقيقي أو مراحله ثلاثة ، لا تقبل الزيادة ولا النقصان .
الماضي أو الحاضر أو المستقبل .
مع أنه لكل من الماضي والمستقبل تقسيمات عديدة ، ممكنة وصحيحة .
بينما الحاضر مفرد ، وشبه مجهول .
يعرف الحاضر بدلالة أبعاده الثلاثة بالتزامن : الحياة والزمن والمكان ( الحضور والحاضر والمحضر ) .
....
الماضي حدث من قبل ، وهذا متفق عليه في مختلف الثقافات واللغات .
لكن بعد معرفتنا بأن الزمن يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي كالحياة ، تحدث صدمة عقلية للقارئ _ ة .
لكن للأسف ، أغلب القراء لا يحتملونها ، وينكصون إلى موقف الانكار .
تشبه الفكرة ( الخبرة ) دوران الأرض حول الشمس ، حيث تشكل المغالطة الشعورية مشكلة مزمنة ، موروثة ومشتركة .
...
يمكن تصنيف الماضي عبر ثلاث فترات :
1 _ الماضي القديم ، أو الموضوعي .
2 _ الماضي الشخصي ، أو الفردي .
3 _ الماضي الجديد .
الصنف الأول ( الماضي القديم ) ، أيضا ثلاثة أقسام :
1 _ قبل نشوء الحياة .
2 _ قبل نشوء الانسان .
3 _ قبل ولادة الفرد .
الصنف الثاني ( الماضي الشخصي ، أو الحديث ) .
يبدأ من لحظة الولادة إلى الحاضر المباشر ، أو اليوم الحالي .
الصنف الثالث والأهم ( الماضي الجديد ) ، يتضمن بقية العمر وهو نسبي بطبيعته .
يتحدد الماضي _ بمختلف أصنافه أو مستوياته – بالمجال بين الأزل والحاضر المباشر ( أو اليوم الحالي ) .
2
المستقبل يقابل الماضي ، لكن العلاقة الحقيقية بينهما ما تزال شبه مجهولة بالكامل .
ونحن لانعرف العلاقة بينهما سوى بدلالة الحاضر .
لكن ، وبشكل منطقي فقط يمكن تحديد المستقبل ، بالمجال بين الحاضر وبين الأبد .
....
بدوره المستقبل يقبل التصنيف الثلاثي :
1 _ المستقبل الموضوعي ، ويشمل المجال بين الأبد وبين موت الفرد .
2 _ المستقبل الفردي ( أو القريب ) ، ويتحدد بالمجال بين لحظة الموت وبين الحاضر المباشر .
3 _ المستقبل القديم ، وهو نفسه الماضي الجديد ، أيضا الحاضر الزمني .
هذا المجال الخاص ، والمباشر بطبيعته ، يتحدد بحركة التقويم اليومية أو السنوية .
....
الحاضر يمثل المجال بين الماضي والمستقبل ، ويتحدد بدلالتهما معا .
3
أصل الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر التحقق منه بشكل منطقي أو علمي ، ويتعذر الاتفاق بشأنه .
بينما أصل الفرد مصطلح حديث ، علمي ، وهو ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أصل الفرد يمتد بين اللانهايتين الموجبة والسالبة ، أو بين الأبد والأزل ، أو بين الحياة والزمن .
....
....
ملحق وخاتمة _ تفسير الواقع ؟

1
كيف لم ينتبه قراء _ وقارئات رياض الصالح الحسين الكثر ، أيضا قراء أنسي الحاج الأكثر كما أتوقع ، إلى موقفهما من الواقع والزمن _ الجديد المختلف ، والمغاير كليا _ للموقف التقليدي والسائد في الثقافتين العربية والعالمية على السواء ؟
لأكن صريحا ، مع أن الاعتراف محرج لي ، لا أتذكر قراءتي ( قراءاتي ) لقصيدة رياض التي تعتبر أن سهم الزمن يعاكس فرضية نيوتن . والتي تمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة .
....
يسهل فهم ذلك وتفسيره ، بعد تقسيم الموقف المعرفي الجديد إلى ثلاثة خطوات بدل الاثنتين فقط .
اكتشف أنسي ورياض ، وعدد غير معروف ، من الفلاسفة والشعراء والمثقفين في العالم وفي العربية كما تبين ذلك بالأدلة أن اتجاه حركة الزمن بعكس الموقف السائد . لكنهما ، لم يكملا الفكرة إلى آخرها .
....
أتذكر وبوضوح شديد جدا ، أكثر من القبلة الأولى ، لحظة فهمي الجديد لحركة مرور الزمن ( من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
كنت أظن أنني الأول ، والوحيد ، الذي اكتشف ذلك .
غرور نرجسي بلا شك ، واعتذر عنه .
....
حتى الخمسين ، كنت أعتقد أنني شخص محدود الذكاء . ( متوسط ) .
يشوب معرفتي الحالية ، الأقرب إلى الموضوعية ، بعض شطحات الغرور المعيبة والمخجلة بالفعل .
( أتخيل أحيانا أنني بدرجة ذكاء أعلى من أينشتاين )
....
لنتذكر أن جنون العظمة ، حالة متقدمة من عقدة النقص لا أكثر ولا أقل .
2
اكتشاف الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، نتيجة الحوار المفتوح منذ سنوات ، ويمثل الحظ الطيب أكثر من تسعين بالمئة منه ، والباقي للثقافة والمثابرة التي تحصلت عليها بعد الخمسين .
....
بعد فهم العلاقة الصفرية بين الزمن والحياة : الزمن + الحياة = الصفر .
أو س + ع = الصفر .
يتكشف الواقع ، بدرجة غير مسبوقة من الوضوح والانسجام .
....
الحركة مزدوجة ، ليست خطية أو أحادية فقط .
هذا هو مفتاح اللغز المزدوج ، لغز الزمن _ ولغز الواقع بالتزامن .
3
( لا أنت ولا أنا ...
لا أحد يعرف حدود جهله ) .
....
....
خاتمة النظرية الجديدة

" لماذا لا تكتب ما يفهم ؟
لماذا لا تفهم ما يكتب ! "

1
هذا النص بصورة خاصة ، يتطلب من القارئ _ة ، الانتقال إلى موقف القراءة الإيجابية _التفاعلية والمنفتحة على الجديد والمجهول بالفعل .
بعبارة ثانية ،
مستوى القراءة السلبية وبكل اشكالها ، تمنع القارئ _ة من تقبل الجديد ، وخاصة في موضوع غامض بطبيعته ومربك مثل الزمن ، حيث يتلازم الجهل مع الرهبة والخوف .
مثال تطبيقي :
الزمن ثلاثة أنواع ( مراحل ) متعاقبة ، يتعذر الإضافة عليها أو اختزلها .
وهذه الفكرة مصدر سوء فهم دائم .
مثلا ، لا يوجد نوع رابع ( حقيقي ) من الزمن ، مستقل وخارج تقسيمات الماضي أو الحاضر أو المستقبل . وهذا خطأ شائع في الثقافة العالمية ، خاصة في النقد الأدبي والفلسفة . ومثاله البارز غاستون باشلار :
( للزمن أبعاد ، للزمن كثافة ) .
بالمقابل ، لا يمكن أن يوجد شكل أحادي أو ثنائي من الزمن ( بدون البعد الثالث ، الذي قد يكون أحد الثلاثة : الماضي أو الحاضر أو المستقبل ) .
وهذا خطأ وقع فيه الثلاثة الكبار في الفيزياء ، نيوتن حين أهمل الحاضر واعتبره عديم القيمة والأهمية معا ، واينشتاين حين أهمل الماضي والمستقبل عبر تركيزه المفرط على الحضور فقط ، ويشاركهما ستيفن هوكينغ أيضا في الاعتقاد الخطأ ، في أن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ( بينما العكس هو الصحيح ، المستقبل مصدر الزمن ) .
2
حركة الواقع أم حركة الحياة أم حركة الزمن ؟
كلنا نعرف الأمس المحدد خلال 24 ساعة السابقة ، بالإضافة إلى الماضي الشخصي ( من لحظة الولادة إلى الآن ) .
....
ما هو الأمس ، وكيف يتشكل بالفعل ؟
يستهلك العالم كله إلى اليوم ، بما فيهم أنت وأنا ، فرضية نيوتن حول سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل .
رغم التشكيك بوجود الزمن نفسه ، أيضا في اتجاه حركته ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي يقوم على تلك الفرضية ( الخاطئة ) .
3
تذكير مكرر بقصيدة رياض الصالح الحسين :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
السؤال الأول حول رياض نفسه ، وموقفه الغريب من الزمن !
أرغب بمناقشة هذا السؤال بشكل تفصيلي ، عبر نص خاص .
لكن السؤال الفضيحة حول القراءة لذلك النص ، هل من المعقول أن أحدا لم يلفته ذلك الموقف ، الجديد كليا لا على الثقافة العربية بل العالمية أيضا ؟!
....
هل من المعقول أنني وحدي الذي يرى !
كل انسان ، كرر ذلك التساؤل الاستنكاري مرات بينه وبين نفسه .
4
هل الكائن الحي ، هو من يغادر الأمس وينتقل إلى يوم جديد ، أم العكس كما لاحظ رياض خاصة وبطريقة غامضة وغير مفهومة إلى اليوم ؟
أعتقد أن الحركة التعاقبية للزمن هي السبب ، وهي مصدر التغير الذي نشعر به جميعا ، لكننا نتجاهله لسوء الحظ .
....
الحركة الجدلية ، العكسية ، بين حركتي الحياة والزمن مصدر غموض الواقع ، والحركة التي ندركها ولا نفهمها .
بطريقة بعيدة وغير مباشرة ، يمكن تشبيه الأمر بالحركة المزدوجة بين عربتين في اتجاهين متعاكسين ، وبسرعة متساوية .
يبقى الفارق أننا نشعر بالحركة في المثال ، بينما في الواقع لا نشعر بالحركة لأسباب مجهولة ، وربما تكون العادة والتقليد أحدها .
5
يمكن التأكد بسهولة من حركتين ، هما غالبا حركة واحدة : حركة اقتراب المستقبل من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، وعكسها حركة ابتعاد الماضي عن الحاضر بنفس السرعة .
والمشكلة الأساسية في جهلنا للحاضر ، مع أننا تقدم أكثر من خطوة .
....
يتحدد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ، بين الأبد ( اقصى المستقبل ) وبين اللحظة الحالية التي تفصل بشكل موضوعي بين الماضي والمستقبل .
مثال على ذلك هذا اليوم خميس 14 / 10 2021 ، هو الآن الفاصل الموضوعي بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن يمثل الحاضر المباشر .
بعد أقل من 24 ساعة سوف يصير في الماضي ، وجزءا من الماضي ، إلى الأبد .
6
الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو الحاضر الزمني مترادفات على الأغلب ، أو تسميات لفترة انتقالية ما تزال غير واضحة ، وغير مفهومة سوى بشكل تقريبي وغامض . وهي تتمثل باليوم الحالي .
....
اليوم الحالي مزدوج بطبيعته ، نصفه الحي يأتي من الماضي والأمس ، ونصفه الزمني ( المقابل ) يأتي من المستقبل والغد .
وكل يوم آخر يشبه بقية الأيام القادمة ، باستثناء أيام الماضي _ فهي قد حدثت وانتهى الأمر _ وتمثل الوجود بالأثر فقط .
بعبارة ثانية ،
الزمن ، واليوم بجانبه الزمني خاصة ، يحدث عبر ثلاث حالات متعاقبة : المستقبل أو الغد كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحاضر المباشر مرحلة ثانية ، والماضي ويوم أمس في المرحلة الثالثة والأخيرة .
وعلى العكس تماما حركة الحياة ، واليوم بجانبه الحي ، يحدث أيضا عبر ثلاثة حالات متعاقبة ومعاكسة للزمن : الماضي والأمس كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحضور المباشر مرحلة ثانية ، والمستقبل ويوم الغد في المرحلة الثالثة والأخيرة .
....
....
خلاصة ، مؤخرة ، النظرية الجديدة بتكثيف شديد

الواقع المباشر ، أو الاسم التقليدي للآن والراهن الحالي ( الحاضر ) ثلاثي البعد بطبيعته : حاضر وحضور ومحضر ( زمن وحياة ومكان ) .
الحاضر ( الوقت ) والحضور ( الحياة ) نقيضان ، لا متعاكسان فقط .
الاختيار الصعب أمام الانسان بكل يوم وكل لحظة ، يتمثل بالموازنة ، والتفضيل بين الحاضر والحضور ، واهمال أحدهما .
الحاضر يتصل مباشرة بالماضي ، ويشكلان متلازمة .
والحضور بالمقابل يتصل بالمستقبل ، ويشكلان متلازمة مناقضة .
اتجاهان متناقضان لا يمكن الجمع بينهما مثل وجهي العملة الواحدة .
1
على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، النقيضان يتضمن كلاهما الآخر _ مطابقة عكسية .
يوجد فرق نوعي بين العكس وبين النقيض .
النقيض يكافئ الأصل تماما ، ويقتصر الفرق على الاتجاه والاشارة .
بينما العكس حالة آنية ( مؤقتة ) لا تعكس من الأصل سوى لحظة مقلوبة .
علاقات النقيض ، والتناقض ، تتمثل بالبداية والنهاية أو الحياة والزمن أو الأنوثة والذكورة ، أو الرشوة والهدية ، وغيرها .
علاقات العكس تتمثل بالصورة اللحظية ، والمؤقتة بطبيعتها . مثالها النموذجي مقطع فيديو صوت وصورة ، يتضمن العكس والنقيض ، بينما العكس هو لحظة التصوير الثابتة فقط .
( الأصل ليس له عكس ، فقط الصورة لها عكس ) .
في ذهني فكرة مزمنة ومؤرقة تقوم على المقارنة بين نظام الأعداد الصحيحة السلبية والموجبة ، مع نظام الأعداد التخيلية أو العقدية . خاصة الفكرة الجديدة أيضا ( الأمس يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح ، بعبارة ثانية يوم أمس 24 السابقة اكبر من الماضي كله ويتضمنه بالضرورة بينما العكس غير صحيح ) .
هذه الفكرة جديدة _ مع فكرة العكس والنقيض _ لم أفكر فيها بعد بالشكل اللازم والكافي عبر الحوار المفتوح خاصة ، وسوف أعود إليها لاحقا مع امثلة جديدة لتأكيدها ، أو للاعتراف بخطأها ( مع الاعتذار طبعا ) والعودة إلى اعتبار العكس والنقيض واحد لا اثنين .
....
علاقة الماضي والمستقبل تذكر بعلاقة الحياة والزمن ، لكنها مجهولة بشكل شبه كامل ، فهي خارج علاقات التشابه أو الاختلاف . وأعتقد أنها تحتاج ، وتستحق ، المزيد من الاهتمام الثقافي على مستوى المؤسسات والمجتمع لا على المستوى الفردي فقط .
....
الحاضر بؤرة المشكلة المزمنة _ القديمة والجديدة _ المتجددة : معرفة الواقع والزمن والحياة بالتزامن .
يمكن تمييز ثلاثة مستويات للواقع المباشر ( أشكال ، أو مراحل ) :
1 _ الحاضر ( الزمن ) : يتجه من المستقبل إلى الماضي ، عبر الآن .
( وبشكل مباشر من الآن إلى الماضي ) .
2 _ الحضور ( الحياة ) : يتجه من الماضي إلى المستقبل ، عبر الآن .
( وبشكل مباشر من الآن إلى المستقبل ) .
3 _ المحضر ( المكان ) : أعتقد أن حركته اهتزازية أو دورانية .
علاقة طبقية وتراكم ، مثالها الجيولوجيا .
.....
2
ساعة الحياة وساعة الزمن ( أو العمر أو الحاضر المستمر كله ) ؟
لنتأمل قليلا الحقيقة المزدوجة ، والمحيرة :
لحظة الولادة يكون العمر يساوي الصفر ، وبقية العمر كاملة .
( العمر بدلالة الحياة )
وعلى النقيض لحظة الموت :
تكون بقية العمر تساوي الصفر ، والعمر كاملا .
يوجد تفسير منطقي وحيد لهذه المفارقة ( تتضمن النقيض والعكس بالتزامن ) : الوقت والحياة نقيضان ، ويشبهان خطين متوازيين ومتعاكسين .
نحن نلاحظ بشكل مباشر خط الحياة ، وخط الزمن ( او الوقت ) نعرفه بشكل غير مباشر فقط ، لكن بشكل يقيني ويقبل الملاحظة ( غير المباشرة ) مع الاختبار والتعميم بلا استثناء .
لأهميتها الفائقة ، سوف أعيد مناقشة هذه الفكرة بصيغ متنوعة ، وبشكل متكرر .
....
ملحق
المفارقة بين الزمن والمكان
المكان ثلاثي البعد كما نعرف جميعا ، بسهولة وعبر الحواس المباشرة .
الزمن ثلاثي الطور ، أو المراحل ، ماض وحاضر ومستقبل .
لا يمكن الإضافة إليها أو زيادتها ، ولا يمكن اختزالها إلى واحد أو اثنين .
بعبارة ثانية ،
لا يمكن دمج الأزمنة الثلاثة ، ولا يمكن فصلها بالمقابل .
وهذه المشكلة الأساسية في فهم الزمن ، ودراسته بشكل منطقي وتجريبي .
الأزمنة الثلاثة توجد بشكل متتابع ، وخطي .
والاختلاف حول الاتجاه فقط :
سهم الزمن ( التقليدي ) من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
لكن النظرية الجديدة تبين بالأدلة ، المنطقية والتجريبية أيضا ، أن اتجاه سهم الزمن بالعكس تماما :
ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
وسهم الحياة على النقيض :
ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
المشترك بين الموقفين هو الحاضر ، يمثل مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته .
أعتقد أن النظرية الجديدة ، بمساعدة الكتاب السابق " النظرية الرابعة " ، تقدم البرهان المتكامل على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، أو العلاقة بينهما بالإضافة إلى تقديم تصور جديد للواقع .
.....
بصراحة وقعت في ورطة ولا أعرف كيف أنهيها ، ولا كيف أخرج منها .
ماذا لوكنت في الموقف الخطأ ، كقارئ _ة أيضا ؟
.....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحة جديدة في الثقافة العالمية 2
- صفحة جديدة في الثقافة العالمية
- الزمن بين العلم والفلسفة
- المعرفة _ نظرة من الداخل
- المشكلة بين الكاتب والقار ئ_ة
- النسبية والحقائق الموضوعية
- النسبية بين برتراند رسل واينشتاين بترجمة زكي نجيب محمود
- النسبية
- الكذب الفلسفي
- ملخص النظرية الجديدة
- هوامش وملاحظات _ النظرية الجديدة
- كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة وخلاصة
- كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة
- كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟
- ملحق وهوامش النظرية الجديدة
- تحية إلى أحمد جان عثمان
- هوامش وملاحظات جديدة
- مقترح حل جديد للعلاقة بين الماضي والمستقبل
- على هامش النظرية الجديدة ...
- مشكلة هناك ، بدلالة النظرية الجديدة


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - ملحق وهومش المظرية الجديدة