|
صفحة جديدة في الثقافة العالمية 2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 30 - 12:55
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
فصل جديد في الثقافة العالمية _ ربما يكون مغامرة ، وخطأ بالكامل ؟! وحتى في هذه الحالة ، يكسب العالم معرفة جديدة لفكرة خطأ ، وأنا من العالم ضمنا ..
خلاصة ما سبق الحاضر حقيقة واقعية وموضوعية ، لكنه دينامي بطبيعته وغير محدد بشكل ثابت ونهائي . قيمة الحاضر وحدوده ومكوناته ، وطبيعته ، اتفاق وتوافق اجتماعي _ ثقافي ( وصل إلى المستوى العالمي لحسن الحظ ) . قيمة الحاضر الحقيقية ، مدة ، أو مسافة ، تتراوح بين الصفر واللانهاية . وقد تكون مدة الحاضر ، تتمثل بالمجال بين اللانهايتين السالبة والموجبة . حسم هذه المسألة يتعلق بمشكلة طبيعة الزمن _ أو الوقت ، والعلاقة الحقيقية بينهما _ وهي مسألة معلقة منذ عدة قرون بين العلم والفلسفة والدين والتنوير الروحي ، وربما تبقى معلقة ....أكثر من ألف سنة !؟ برهان هذه الفكرة ، يتمثل بالظاهرة الأولى " طبيعة اليوم الحالي " : يوجد اليوم الحالي في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ، يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة لمن ماتوا . اليوم الحالي يقبل التجزئة ، غير المنتهية ، وهي فكرة نيوتن وتصوره عن الحاضر ، بأن له قيمة لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . بالتزامن اليوم الحالي يقبل المضاعفة ، غير المنتهية ، وهي فكرة اينشتاين وتصوره عن الحاضر ، بأن له قيمة كبيرة جدا ، يمثل الزمن كله وقيمته لانهائية . ( نيوتن كان يهمل الحاضر ، ويعتبر أن الزمن الحقيقي بين الماضي والمستقبل ، وبالعكس موقف اينشتاين ، حيث كان يهمل الماضي والمستقبل معا ، ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن كله ) . الظاهرة الثانية ، تتمثل بالعمر الفردي ، المزدوج بين الحياة والزمن . والظاهرة الثالثة ، تتمثل بأصل الفرد ، حيث يأتي الجانب الجسدي أو المورثات من الماضي ( عبر سلاسل الأجداد _ التي تتصل بالأزل ) ، ويأتي الجانب المقابل الزمني أو بقية العمر من المستقبل ( عبر المصادفة والاحتمالات المجهولة بطبيعتها _ والتي تتصل بالأبد ) . 1 لماذا أهمل نيوتن واينشتاين ، ومن بعدهم من العلماء والفلاسفة ، العلاقة بين الحياة والزمن باستثناء برغسون ، وما تزال مهملة إلى اليوم ؟! السؤال ناقص بصيغته الحالية ، ويتضح بعد تكملته : واستبدلوا العلاقة بين الزمن والمكان ، المبهمة بطبيعتها ، كبديل ومكان العلاقة الواضحة بين الزمن والحياة ؟ من الطبيعي أن يتساءل القارئ _ة المتابع ، أو المطلع على ... ، لكتابتي الجديدة ، والنظرية الجديدة خاصة باستنكار : لماذا تقفز على السؤال ، الذي تكرره باستمرار ، أو تدور حوله فقط : هل يحدث العيش ، والحياة بصورة عامة ، في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل أم في الأزمنة الثلاثة بالتزامن ؟! أم أنك لا تعرف ببساطة ، وتحاول تضليل القارئ _ة ؟ أعتذر بجد ، سوف أقدم رأيي وهو خلاصة بحثي المستمر منذ سنوات ، بشكل واضح وبسيط خلال الفصول القادمة ، وأكتفي هنا بتلخيصه . .... أعتقد أن الجواب الحقيقي ، هو نفسه ، مشترك وموروث . كلنا نختار أولا الأسهل ، والأقل تكلفة ، وما يرغب به الناس . وفي حالات خاصة فقط ، ومؤقتة ، نختار الأصعب . .... مشكلة العلاقة بين الزمن والحياة ، تتلخص بالحاضر : ما هو الحاضر ؟ للحاضر ثمانية أنواع ، وقد ناقشتها سابقا عبر نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وسوف أناقشها خلال فصل الحاضر . 1 _ الحاضر الزمني . 2 _ الحاضر الحي . 3 _ الحاضر المكاني . 4 _ الحاضر المؤقت والعابر . 5 _ الحاضر المستمر . 6 _ الحاضر الفردي . 7 _ الحاضر المشترك . 8 _ الحاضر كما تدركه الحواس . بالنسبة لأنواع الحاضر الثلاثة الأولى ، هي واضحة في العربية : حيث الحاضر الزمني اسم نفسه الحاضر ، بينما حاضر الحياة هو الحضور ، وحاضر المكان هو المحضر . أعتقد أن الحاضر المستمر ، هو المشكلة وحلها بالتزامن . الحاضر آني ومستمر بالتزامن : وهذه المشكلة بين موقفي نيوتن واينشتاين من الزمن ، والحاضر خاصة . .... يتفق نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ، وغيرهم على اعتبار أن الحاضر حقيقة موضوعية ، أو مرحلة بين الماضي والمستقبل . وانا أتفق بالكامل مع هذا الرأي والموقف . ولكن الاختلاف ، الحقيقي ، حول قيمة الحاضر ، وطبيعته وحدوده . بالنسبة لنيوتن ، يهمل الحركة التزامنية للزمن ( أو الوقت ) وللحاضر نفسه ، ويكتفي بالحركة التعاقبية . وهو يعتبرها ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . موقف اينشتاين بالعكس ، يهمل الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، ويكتفي بالحركة التزامنية : حاضر 1 ، حاضر 2 ، حاضر 3 .... حاضر س . والمفارقة المضحكة ، أن اينشتاين نفسه ينكر وجود التزامن . هذه الفكرة تستحق مناقشة موسعة ، ومنفصلة ، وربما أعود إليها . .... اليوم الحالي يمثل الجواب ، الصحيح والمتكامل ، على سؤال الحاضر : اليوم الحالي يوجد في الأزمنة الثلاثة بالتزامن ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد وفي المستقبل بالنسبة للموتى _ وكل ذلك بالتزامن أو دفعة واحدة . موقف نيوتن في اتجاه تجزئة اليوم الحالي ، والحركة التعاقبية للزمن والوقت ، وقيمة الحاضر في هذه الحالة جزء صغير جدا من مليارات من اللحظة العابرة . موقف اينشتاين بالعكس ، في اتجاه مضاعفات اليوم الحالي إلى القرن ومليارات القرون ، وهو يتناسب مع الحركة التزامنية للوقت والزمن . وبكلمات أخرى ، الحركة التعاقبية للوقت والزمن ، تتمثل بالحاضر الآني ، بينما الحركة التزامنية تتمثل بالحاضر المستمر . والمفارقة الجميلة ، إن كلا الموقفين نصف صحيح ونصف خاطئ . حركة الواقع هي مركبة بطبيعتها ، بين حركات الزمن والحياة والمكان . ويمكن اعتبار الحاضر حقيقي ، أيضا يمكن اعتباره فكرة ومنوعا من الاتفاق الاجتماعي _ الثقافي . .... الخلاصة : الحاضر كلمة مركبة بطبيعتها ، تتضمن المفهوم والمصطلح والاسم بالتزامن . ومثلها كلمات الماضي أو المستقبل . والمشكلة لغوية ، وعالمية بالتزامن . 2
هل يحدث العيش في الحاضر ، وكيف ؟!
لا يمكن معرفة الحاضر ، طبيعته ومكوناته وحدوده ، بدون معرفة الماضي والمستقبل ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . اليوم الحالي مثال الحاضر ، المباشر والموضوعي بالتزامن . لكن ما هو اليوم الحالي ؟! .... اليوم الحالي بالنسبة للكاتب ، أو وقت الكتابة ، 28 / 12 / 2022 حوالي الساعة الثالثة عصرا . وهو ثابت ، وصار جزءا من الماضي الموضوعي . لكن اليوم الحالي بالنسبة للقارئ _ة يختلف بالكامل ، نظريا يمكن أن يكون أي يوم بعد لحظة النشر ، ... وحتى نهاية الزمن والحياة . لكن عمليا ، يكون هذا النص وكاتبه من أصحاب الحظ السعيد ، لو بقي يقرأ لسنة بعد كتابته . .... اليوم الحالي ، بالنسبة للقراءة أو الكتابة ، لا فرق سوى موقع اليوم في سلسلة التعاقب . كل يوم ، في السنة القادمة ، يمثل اليوم الحالي بالقوة ( حيث يكون اليوم الحالي ما يزال في المستقبل ) ، ومرة واحد يكون اليوم الحالي في الحاضر ويمثل الحاضر ، وبعد 24 ساعة ينتقل اليوم الحالي ( وكل يوم جديد ) إلى الماضي . لكن ذلك ، ينطبق على اليوم الحالي الزمني فقط . بكلمات أخرى ، اليوم الحالي ثلاثي البعد والنوع : 1 _ اليوم الحالي الزمني . ويتجه من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر . 2 _ اليوم الحالي الحي . بعكس الزمني ، ويتجه من الماضي إلى المستقبل . 3 _ اليوم الحالي المكاني . وهي يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني . .... اليوم الحالي بالنسبة للحاضر أو الماضي او المستقبل ؟ يوجد اليوم الحالي في الحاضر بالنسبة للأحياء . يوجد اليوم الحالي في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . يوجد اليوم الحالي في المستقبل بالنسبة للموتى . هذه الفكرة ، الخبرة ، ظاهرة وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتتعميم بلا اسنثناء في أي نقطة على سطح الأرض ( وربما في الكون كله ) . اليوم الحالي نفسه ، يقبل المضاعفة أو التجزئة بالتزامن : _ المضاعفة ، حيث يمكن استبدال اليوم الحالي بالسنة أو القرن أو ملايين وملايير السنوات والقرون ( وهو موقف أو اتجاه اينشتاين من الحاضر ) . _ التجزئة ، حيث يمكن تجزئة اليوم الحالي إلى أجزاء من الدقيقة أو الثانية ، أو أصغر رقم يمكن تخيله ( وهو موقف واتجاه نيوتن من الحاضر ) . .... كيف يحدث العيش في الحاضر ؟ والسؤال نفسه ، كيف يحدث العيش في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ؟ أعتقد أن الإجابة على السؤال تصير ممكنة بالفعل ، بعد فهم طبيعة اليوم الحالي ومكوناته وحدوده _ بالتزامن مع الفهم الجديد للحياة .... ما هي الحياة ؟ تتميز الحياة عن كل ما عداها ، بخاصية الحركة ، وهي أحد نوعين : 1 _ الحركة الذاتية ، الفردية ، والاعتباطية بطبيعتها . 2 _ الحركة الموضوعية ، التعاقبية ، التي تساوي وتعاكس حركة مرور الزمن أو الوقت ، وتتمثل بوضوح من خلال عملية التقدم في العمر _ المشتركة بين جميع الأحياء . .... العلاقة بين الحياة والزمن ، أو بين الحياة والوقت ، يمكن استنتاجها من خلال العديد من الظواهر ، لعل أكثرها أهمية : 1 _ ظاهرة العمر ، المزدوجة ، بين الزمن والحياة . 2 _ ظاهرة اليوم الحالي المشتركة ، والدورية والمتكررة باستمرار . 3 _ ظاهرة أصل الفرد . .... لا توجد ظاهرة واحدة تتفق مع الموقف الثقافي العالمي ، الحالي والموروث ، الذي يعتبر أن اتجاه حركة مرور الزمن ( او الوقت ) وحركة مرور الحياة هي نفسها ، من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر . ( في حال وجدت ظاهرة واحدة ، تتفق مع تلك الفكرة _ وتناقض النظرية الجديدة _ عندها أعتذر ، وأعيد النظر بالنظرية الجديدة ، وأفكر مباشرة بتغيير موقفي العقلي ) . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحة جديدة في الثقافة العالمية
-
الزمن بين العلم والفلسفة
-
المعرفة _ نظرة من الداخل
-
المشكلة بين الكاتب والقار ئ_ة
-
النسبية والحقائق الموضوعية
-
النسبية بين برتراند رسل واينشتاين بترجمة زكي نجيب محمود
-
النسبية
-
الكذب الفلسفي
-
ملخص النظرية الجديدة
-
هوامش وملاحظات _ النظرية الجديدة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة وخلاصة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟
-
ملحق وهوامش النظرية الجديدة
-
تحية إلى أحمد جان عثمان
-
هوامش وملاحظات جديدة
-
مقترح حل جديد للعلاقة بين الماضي والمستقبل
-
على هامش النظرية الجديدة ...
-
مشكلة هناك ، بدلالة النظرية الجديدة
-
كلمات ...كلمات ...كلمات
المزيد.....
-
شاهد صائدي الأعاصير في رحلة مليئة بالمطبات الهوائية عبر إعصا
...
-
مصر.. الحكومة تجدد قرار حظر تصدير السكر للمرة السادسة على ال
...
-
سانا: مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 آخرين جراء هجوم إسرائيلي على مب
...
-
عراقجي: نحذر إسرائيل من اختبار قدراتنا
-
-حماس-: إنذار الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مستشفيات شمال غزة ا
...
-
السفارة الإيرانية في سوريا تصدر بيانا بعد الهجوم الإسرائيلي
...
-
قديروف: لن نسمح للمبشرين من الخارج بالتلاعب بالشعب الشيشاني
...
-
مفتاح خفي لنجاح العلاقة العاطفية
-
رئيس وزراء أرمينيا يركب دراجة في موسكو
-
-حزب الله-: إسرائيل تكبدت خسائر فادحة فاقت الـ35 قتيلا و200
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|