أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - احمد طلال عبد الحميد - تحديات مبدأ المساواة في سوق العمل














المزيد.....

تحديات مبدأ المساواة في سوق العمل


احمد طلال عبد الحميد
باحث قانوني

(Ahmed Talal Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 30 - 23:21
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يعد مبدأ المساوة في الحصول على فرص العمل من المبادىء الدولية والدستورية ، حيث نصت المادة (22/أولاً) من دستور جمهورية العراق لسنة (2005) على أن (العمل حق لكل العراقيين بما يضمن لهم حياة كريمة) ، وهو مبدأ يحكم علاقات العمل الفردية والجماعية في القطاع الخاص على كافة مستويات العمل سواء في مرحلة البحث عن العمل، أو التشغيل، أو الأجور، ساعات العمل، المكافآت، الإجازات، إصابات العمل، أو إنهاء العمل وتعويضات الأضرار الصحية وغيرها من التفاصيل، وقد نص قانون العمل العراقي النافذ رقم (37) لسنة 2015 في المادة (4) منه على هذا المبدأ من خلال اعتبار العمل حق لكل شخص دون تمييز ، وحظر أي فعل من شأنه المساس بهذا المبدأ لأي سبب كان سواء أكان ما يتعلق بالتمييز المباشر أو غير المباشر أو يتعلق بالتدريب أو التشغيل أو شروط العمل وظروفه ، وألزمت صاحب العمل بأن يساوي بين عماله وعمال صاحب العمل الرئيسي في جميع الحقوق ويكون كلاً منهما متضامناً مع الآخر في ذلك ، كما نص القانون على المساواة بين أجر المرأة والرجل على الأعمال المتساوية القيمة ، والمساواة المقصودة هي المساواة بالتعامل مع العاملين الذين يكونون في مراكز وظروف عمل ومؤهلات متساوية ولذلك فإن هذه المساواة نسبية إذ أن بعض الأعمال تحتاج لجنس معين لأدائها ذكر أو أنثى، كما أن هنالك بعض الأعمال لا يمكن القيام بها من قبل الأحداث، فهذا المبدأ لا يمكن تحقيقه إلاّ حين يتساوى الأفراد في ظروفهم ومراكزهم القانونية والواقعية ، والمساواة في التعامل يقتضي عدم التمييز بين العمال في مجال استيفاء حقوقهم أو في مجال القيام بواجباتهم سواء كان تمييز مباشر من خلال الاستبعاد والتفريق بالمعاملة أو التفضيل بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو المذهب أو الرأي أو المعتقد السياسي أو الأصل أو القومية ، أو كان التمييز غير مباشر كالتفضيل أو الاستبعاد بسبب الجنسية أو العمر أو الوضع الصحي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي أو النشاط الثقافي ، كما أن من متطلبات مبدأ المساواة عدم اشتراط انتماء العامل لنقابة أو طلب التخلي عنها ، أو تفضيل العامل الذي يقدم أعمال إضافية بدون أجر أو يخضع لضغوطات العمل الجبري أو الإلزامي كونه محظوراً ، كما أن من متطلبات مبدأ المساواة عدم التمييز بين المتقدمين في العمل من حيث إخضاعهم لضغوطات أو اختبارات من شأنها انتهاك الحياة الخاصة للعامل دون عامل آخر كطلب المعلومات والاستفسار عن الحياة العائلية الخاصة، الجنسية، العاطفية، أسلوب حياته وصحته وماضيه الدراسي وعاداته وضعه كمستأجر أم كمالك، أنشطته خارج العمل، وتوظيف هذه المعلومات لقبول أعمال بأجر أقل أو إيقاع العامل تحت ضغط الاستغلال الجنسي أو العاطفي أو المادي ليكون أكثر تبعية لرب العمل كما يجعل من العامل تحت ضغط إفشاء سرية الحياة الخاصة له أو إخضاع بعض العمال لفحوصات طبية خاصة كالفحوصات التي تتعلق بالجينات أو إخضاعه لاختبارت كشف الكذب أو تخطيط الدماغ أو القلب ما لم تكن الأعمال المطلوبة استخدامه فيها تتطلب درجة عالية من الصحة والسلامة البدنية ، وقد غاب عن المشرع العراقي في قانون العمل تنظيم موضوع الأسئلة التي يجوز توجيهها من قبل رب العمل للباحث أو المتقدم للعمل وطبيعتها لأن الأسئلة الموجهة للعامل التي من شأنها انتهاك الخصوصية لعامل دون آخر تشكل خرقاً لمبدأ المساواة في التعامل وتخضع العامل لضغوطات وتنازلات لقاء الحصول على العمل وخاصة للفئات الهشة كالنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء ، ورغم جهود منظمة العمل الدولية وتحسن السياسات وأطر التشريعية الوطنية في مجال النهوض بالمساواة بين الجنسين التي تشكل التحدي الأكبر لمبدأ المساواة لكن لا تزال هنالك تحديات رئيسية تضع النساء في موضع المعاناة والتمييز والاستغلال بالنسبة للأعمال المتاحة لهم وتحديد مقدار أجورهن والإعانات وشروط العمل والوصول إلى مناصب صنع القرار، حيث تشير أخر البيانات إلى أن (829) مليون امرأة تعيش في الفقر في كافة أنحاء العالم مقابل (522) مليون رجل ، وفي دراسة أجرتها أحد منظمات المجتمع المدني البريطانية تهدف إلى دعم المساواة بين الجنسين في العالم التي أصدرت تقرير مؤشر المساواة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي دعت الأمم المتحدة لتحقيقه بحلول عام (2030) حيث تم قياس مدى تحقيق الدول للمساواة بين الجنسين في مؤشر من (0 – 100) درجة حيث أشر التقرير تراجع مؤشر المساواة في مكان العمل في العراق إلى (52,3) درجة ليكون تسلسل العراقي في الترتيب العالمي (103) ما دون الوسط، حيث كانت الدرجة المخصصة للمستوى الوسط (65,7) ، كما أن تفاقم الأزمات الاقتصادية وجائحة كورونا فاقم أوجه عدم المساواة للنساء والفتيات في مختلف المجالات ومنها مجال العمل حيث يعملن بشكل غير متناسب في أسواق العمل غير الآمنة وبنسبة (60%) في القطاع الخاص مما يعرضهن لخطر أكبر في الوقوع في براثن الفقرة بسبب الأزمات والكوارث والاستغلال الجنسي.
د.احمد طلال عبد الحميد البدري
بغداد 31/10/2022



#احمد_طلال_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Ahmed_Talal_Albadri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسات القضائية لتحقيق العدالة الإدارية
- سحب العمل ...لايعد فسخا للعقد الاداري ....
- حرية البحث العلمي... تنافي الضمان
- الرجعية الإدارية....وقوى الجذب ......
- لا سند للحجر على رأي الاستاذ الجامعي ....
- ديوان الرقابة المالية ...والامانات الضريبة
- المحكمة الاتحادية العليا وضوابط العدول الذاتية عن الاحكام ال ...
- حق العامل في الطعن بقرار إنهاء خدماتة
- مكافأة نهاية الخدمة للعاملين في القطاع الخاص وفقا لقانون الع ...
- العدالـة التشريعيـة...معيار لفاعلية البرلمان
- الاتحادية العليا مابين دسترة السياسة وتسييس الدستور
- محكمة التمييز الاتحادية ومعيار ترجيح نشاط المرفق العام
- انتفاء المصلحة... بسبق الحكم بعدم الدستورية ...تعليق على قرا ...
- المحكمة الاتحادية العليا والرقابة على الاغفال التشريعي تعليق ...
- قانون الدعم الطارىء من منظور تشريعي
- معوقات التدريب ... في الوظيفة العامة
- اضواء على النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا رقم (1) لس ...
- قرار مجلس الوزراء المرقم (301) لسنة 2019 في الميزان
- اهمية التعليق على الاحكام القضائية
- القرار التفسيري للمحكمة الاتحادية العليا رقم (121/اتحادية/20 ...


المزيد.....




- “من هنا “.. خطوات الاستعلام عن رواتب المتقاعدين في الجزائر 2 ...
- The WFTU on the 76th anniversary of the Nakba Day
- Greece: Night protest of student associations in Athens agai ...
- اتحاد النقابات العالمي في الذكرى 76 للنكبة
- عمّال بشركة للخدمات الفندقية يُضربون عن العمل لتأخر صرف روات ...
- خطوات الاستعلام عن رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد إضافة الز ...
- احتجاجا على الإهمال.. سكان مستوطنات شمال إسرائيل يغلقون الطر ...
- رايتس ووتش تدعو لمساءلة إسرائيل بسبب هجماتها على عمال الإغاث ...
- إحذرها.. اسباب رفض منحة البطالة في الجزائر 2024 | | طريقة تج ...
- خريجة تمزق شهادتها احتجاجا على دعم جامعة كولومبيا لإسرائيل


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - احمد طلال عبد الحميد - تحديات مبدأ المساواة في سوق العمل