أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام ناصر الخدادي - بعيداً عن الثقافة .. بعيداً عن الكتاب !














المزيد.....

بعيداً عن الثقافة .. بعيداً عن الكتاب !


سلام ناصر الخدادي

الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


حينما نتصفحُ وسائلَ التواصل الإجتماعي ، يداهمنا بلا استئذان ، هذا الكم الكبير من النصائحِ ! والعدد الهائل من الأقوالِ والحِكَمِ والمواعظ !
وتلك المقالات طويلها وقصيرها ، والمواضيع التي ما انفكت تدعو الى التعلّم والحرص على سلامةِ وسلوك الفرد وأسلوب حياته !
وكلما تصفحتَ أكثر ، ستتأكد وبلا أدنى شك ، بأنكَ أمام مجتمعٍ واعٍ غلبت عليه الثقافة وتطبّع بقيمها ، مادام كل مَن شاركَ بمنشورٍ وحكمةٍ أو نقلَ قولاً مأثوراً صار مثقفا !!
وكل مَن رتّب بعض الكلمات المتقاطعةً .. صار شاعراً !!
وطبعاً ، ستحمد الله على نعمائهِ بأن حياتك صارت بين هؤلاء الجهابذة !
فهذا ينصحُ ، وذاك ينطحُ .. وهذا يقرأ وذاك يفسّر ! وآخر يحكي وذاك يكاكي !
أما جماعة الرؤوس الهزازة .. ستجدهم في كل مكان !
وحتماً ستجد نفسك تائهاً بين الناقل والمنقول ! والمضاف والمضاف اليه ! والدال على فعلِ الخيرِ كفاعله !
وستندب حظك العاثر ، حينما تكتشف نفسك متأخراً بأن عمرك ضاع هباءً وانت تقرأ وتتابع وتحاور شعيط ومعيط وجرار الخيط !
وستكتشف فوراً بأن (جمهرة المثقفين) قد تبخروا ، في أية ندوة ثقافية أو علمية أو أمسية حوارية !!
مـفــارقــات
وكنتيجة حتمية للإبتعاد عن الكتاب والثقافة بشكل عام ، والإكتفاء بنقل ونشر بعض الأقوال أو العبارات أو فيديوات الدقائق المعدودة ، قد ولّدت فراغاً فكرياً كبيراً في مجتمعنا.
كما أضمحلت الجلسات الأدبية والنقاشات الثقافية ، وجرى تسطيح تلك الأفكار وازدراء المنادين بها ! وابتكار أساليب التسقيط أو التسفيه بطرق ملتوية مقيتة للمثقفين وذوي الأفكار العلمية .. واستخدام مفردات بائسة يُنعت بها لمن يختلف فكرياً عن هذا أو ذاك !
ومن المفارقات المضحكة المبكية في آنٍ معاً .. هي :
إنزواء الكتّاب والمثقفين بعيداً عن الأضواء درءاً للمشاكل والمهاترات ، وعدم الجهر بآرائهم خوفاً من هجمات الطفيليين والذيول !
يقابله نزول المهرجين والدجالين والنص ردن الى الساحة !!
فلا عجب أن ترى متحرشاً يتحدثُ عن الفضيلةِ والحشمة !
وتافهاً يكتبُ عن أخلاقيات المجتمع المثالية !
ودجالاً فارغاً يبدأ بسلسلةِ محاضرات !! لا تنتهي إلا يوم القيامة !
وآخر قرأ كتابا صار يتحدث عن الغيبيات والمقارنة بين الأديان !
والطامة الكبرى .. أن تجد بعض هؤلاء ، يضع كلمة (الباحث) قبل اسمه !!
بينما يصّر الآخر على وضع كلمة (الأستاذ) قبل أن يكتب موضوعاً مليئاً بالأخطاء !! ولا أعلم ان كان يعرف انها درجة علمية ما بعد الدكتوراه ام لا !!!
وتماشياً مع الوضع الوضيع .. ولأن (البيك ما يخليك) ! فما أن تكتب مقالاً ناضجاً ، أو موضوعاً مفيداً ، تحاول به تبصير من غفلت بصيرته ، وتوضّح لمن التبس عليه الفهم ، وتفسّر لمن تاهت به السبل ..
حتى انهالت عليك التلفونات والمسجات الخاصة بين الرجاء والتوسل والـ.... بحذف المنشور ! وغلق هذا الباب لكي لا تثير حولك المشاكل !!
وكأن السؤال الموّجه لكَ هو التالي :
_ لماذا تريد توعية الناس ؟؟ دعهم نياماً !
ولا يعلمون إن الأقلام الحرة تكتب ، والأفكار المتنورة الخلاّقة تنتج دائماً ، والألسن الفصيحة تنطق بالحق أبداً ..
هم يحاولون خنق الضياء ، ونحن نبدد ظلماتهم ..
والصراع قائم منذ الأزل .. بين الحق والباطل
بين قوى الشر والظلام .. وبين قوى الخير والنور
ولكل شيء ثمن
ونـحـنُ نتحملُ دفعَ الثمن !

سيدني _ 26/12/2022



#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة التي لا تنتهي !
- طلطميس
- بيوت بلا سقوف
- اختلاف الرأي وفساد القضية !!
- دراسة تحليلية لرواية تفاحة حواء للكاتبة هند العميد
- حقائق مؤلمة
- محطات مضيئة للتاريخ
- ملاحظات بالصميم ج 2
- النفط مقابل الدماء
- الاعلام المندائي بين الحقيقة والطموح
- مفارقات بيت كطيو المضحكة
- شرّ البليّة ما يُضحِك !!
- طرزان حكيم الزمان
- الخطوط الحمراء .. الخطوط الخضراء
- الفساد حين يكون توافقياً !!...
- يابن الرافدين
- الإقليم والأقاليم مرة اخرى !!
- أغمضي عينيكِ
- مَن يقودُ مَن ؟؟
- نفترضُ لو إنّا ..


المزيد.....




- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...
- المخرج الأمريكي شون بيكر: السعودية ستكون -الأسرع نموًا في شب ...
- فيلم -الست-: تصريحات أحمد مراد تثير جدلا وآراء متباينة حول ا ...
- مناقشة رواية للقطط نصيب معلوم
- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام ناصر الخدادي - بعيداً عن الثقافة .. بعيداً عن الكتاب !