أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام ناصر الخدادي - بيوت بلا سقوف















المزيد.....

بيوت بلا سقوف


سلام ناصر الخدادي

الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 20:46
المحور: المجتمع المدني
    


بـيــوت بـلا سـقـوف !

سـلام نـاصـر الخـدادي



" وسط الزغاريد ، وتهاني الأهل والأحباب وبحضور جمع غفير من الأقاربِ والأصدقاء .. تعلو البسمة محيّاهم والفرحة على وجوههم .. تم عقد قران الشاب الوسيم الخلوق .. على الشابة الجميلة المهذبة ... وامنيات لهما بالودّ الدائم والسعادة والهناء .. بتكوين أسرة مندائية جديدة" ...!!

جميعنا ، أو معظمنا قرأ أو مرّت عليه هذه العبارات والخاصّة بعقد قران أبنائنا وبناتنا ..

وكم ابتسمنا حين قرأناها مع امنياتنا بالسعادة لمن نحبُ ..

لكن ..... كم من هذه (المواثيق أو العقود) استمرت ؟؟ وكم من هذه الزيجات حافظت على ميثاق عهدها ؟؟

وكم من هذه الزواجات ، التي استمر التحضير لها اشهراً طوال .. وكم صرفت لها من الأموال .. لإظهارها بأبهى حلّةٍ ، وأجمل صورة .. وحجزت القاعات وسط أفراح وزغاريد مئات المدعوين ، لتفضي الى جلسة (طلاق) ، لا تضم سوى بضعة اشخاص ، وأحياناً مجرد مراجعة القسم المختص بهذه الشؤون رسمياً !!

كم من هذه ( الأسر) المندائية الشابة ، التي تمنينا لها الإستمرار والبقاء .. استطاعت أن تقاوم وتستمر ؟؟

كم أسرة تفككت وانهارت مقومات تكوينها بعد سنة واحدة أو أقل من سنة ؟

وذهبت كل أمانينا أدراج الرياح !!

وكم ذهبت وتبخرت أمنيات الأهل برؤية أحفادهم بين أبنائهم ، يلهون ويمرحون ويكبرون أمامهم وبين ناظريهم !! لكن الحال صار اسوأ .. حين تعود البنت أو الشاب مع أولاده .. أو .... يتركون للمصير المجهول !!

لقد ازدادت الطلاقات بين الشباب بشكل جنوني لا مثيل له .. وصرنا أشبه داخل حلبة السباق !!

بل صار بعضنا (حين يسمع خبر زواج) يراهن على عدد الأشهر فقط !

وللحقيقة أقول : لم تحدث هكذا حالات سابقاً بهذا الكم المخيف .. وهي سابقة خطيرة يدق لها جرس الإنذار ويجب تدارك الأمر قبل أن يصبح الطلاق (ظاهرة) أو عرفاً مقبولاً لدى العوائل المندائية المنتشرة في دول العالم ، بعد النزوح الكبير من الوطن الأم .

ومن ضمن الفصول المرعبة لهذه الظاهرة .. فقد استجدت حالات لم نألفها سابقاً ولم تحدث في مجتمعنا ومنها :

_ منع أحد الأبوين من رؤية أطفاله !

_ تقديم دعوى الطلاق لدى القسم المختص (كل حسب دولته) .. بدون علم الشريك ! ولمختلف الأسباب !

_ التهرب من دفع نفقات الأبناء ! وبشتى الحجج !

_ الإكتفاء بعقد المهر (شرعياً) لدى رجل الدين .. وعدم تسجيله رسمياً ! مما ولّد حالات كثيرة من الغبن والإجحاف والضرر الكبير للفتيات .. حينما تتزوج بعمر 18 عاماً .. وتتطلق بعمر 19 عاماً !!

فهي مازالت (باكراً) رسمياً .. و(ثيباً) دينياً ! و(مطلقة) اجتماعيا !

وحالات كثيرة أخرى ، أتحاشى ذكرها لأسباب تتعلق بالذوق العام والأخلاق !!

_ من المسؤول عن هذا الخراب ؟؟

من المجحف أن نلقي اللوم على جهة واحدة ، ونكون غير منصفين لو أثقلنا كاهل طرفٍ واحدٍ على هذه المأساة ..

ونكون بعيدين أكثر عن جوهر القضية ، لو لم نحدد أبعاد حالات الطلاق من كل جوانبها لنعطي سبب المشكلة الجوهري وسبب التقصير .

من الأسباب المهمة للنضوج الفكري والإعتداد الشخصي القويم هي مجمل العوامل بالشباب .. ابتداءً من :

أولا _ التربية الأسرية

وماذا كانت علاقات ابويه ؟ انسجام ؟ أم خصام ؟ على ماذا نشأ وترعرع ؟ سباب وشتائم ؟ ام كلام عذب ؟

ماهو المستوى الثقافي أو العلمي لكلا الأبوين ؟ مدى التفاوت بينهما ؟

هل تابع الأهل ابناءهم عن :

اصدقاءهم ؟ مع من يمشي ويخالط ويسهر ؟ أين يقضي ساعاته ؟

هل دعموا شخصيته بما يحب أو بما لديه من هوايات أو رغبات ؟ أم كانت فقط تلبية حاجاته من مصرف وباقي المشتريات ؟

هل أعطى الأبوين ، اهتماماً كافياً للأبناء ؟ وخصوصاً في فترة المراهقة ؟ أم ترك الحبل على الغارب ؟

وكم رأينا وتباهينا بفخر منجزات الشباب وحصولهم لشهادات عليا ، وتبوئهم مراكز وظيفية مرموقة .. هل استطعنا تعميم هذه التجارب الناجحة وجعلها مثلاً يحتذى به ؟ هل تقربنا من هؤلاء الناجحين والمرموقين ، واتخذناهم قدوة لأبناءنا ؟ (اترك الجواب للأهل!) ..

ثانيا _ دور المجتمع :

لنأتي الى المجتمع وتأثيره على الشباب .. فكم من الشخصيات الإجتماعية المرموقة كانت القدوة الحسنة للعديد من الشباب .. وكم تأسى بهم وحاول تقليدهم الكثير ..

وكم رأينا انحرافاً وسلوكاً شائناً من خلال مجتمعات موبوئة بائسة .. أفرزت العديد من الفاشلين والحطام !

فالمجتمع الذي تتوفر فيه المكتبة والنادي الترفيهي والسينما والمسرح والأسواق العصرية ..

غير المجتمع الذي انعدمت فيه أبسط حقوق الإنسان .. وغالب عليه الصراع لأجل لقمة العيش .. فشتّان بين الأثنين .. وطبعاً لكل قاعدة شواذ .

ثالثاً _ المؤسسة الدينية :

وهم رجال الدين المندائيين المنتشرين في دول العالم .. والذين باتت مشاكلهم وصراعهم مع بعضهم ، هي الشغل الشاغل ، والحدث الساخن للمندائيين !

صراعات رجال الدين ومقاطعتهم لبعضهم وإظهارها الى العلن ، ألقت ظلاً قاتماً على العوائل المندائية ، التي كانت تتوسم فيهم الملاذ الآمن .. والبيت الواسع الذي يستوعبهم .. والبئر الذي تنتهي فيه أسرارهم ! لكنهم آثروا الخلافات على التآزر .. والتنابز على التراضي .. والتسقيط على الانسجام !

ولهذا السبب ، كان النفور والابتعاد منهم .. خصوصاً فئة الشباب ، الفئة الواعدة والمهمة في ديمومة الطائفة واستمرار بقاءها ! والذين لم يألوا جهدا للتقرب منهم والاستماع لرغباتهم وحل مشاكلهم ! بل اقتصر الأمر على عقد المهر .. والجلوس في التفاوض (للطلاق)!

لا انكر تدخل بعضهم في (مفاوضات) ما قبل الطلاق .. وأحيانا حل مؤقت للمشكلة .. لكن .. بدفع من الأهل ! وليس برغبة الشباب ! لأنهم .. لم يتقربوا من الشباب .. لم يحتضنوهم ..

نعم .. تجدهم في الخطوبة .. في حفلة الزواج .. في حل بعض المشاكل .. لكن عن بعد ! ... أي ، وقت الحاجة فقط !

فلا وجود لمؤسسة دينية موّحدة .. ولا وجود لرعاية للشباب ..

رابعاً _ الشـك والخيانة :

من أكثر الأمور شيوعاً ، وأكثرها استفحالاً هي حالات الشك القاتل بين الطرفين .. والإتهامات المتبادلة .. من مع تكلم ؟ مع من تواصل ؟ أرني النقال .. الرقم السري الملازم للموبايل .. الحذر المستمر ابداً .. كل هذه حالات الشـك ، ولّدت الخوف والرعب من هاجس الخيانة ! (أتحدث عن الطرفين) .

لقد نهج بعض الشباب .. مع وجود الحرية المضمونة ، والسوشيال ميديا ومئات الصفحات من التواصل ، وسهولة التخاطب بحجة (نريد الضحك والتسلية ! والابتعاد عن الملل وضغط الحياة!!) جعل المراسلات هي الشغل الشاغل لهم رغم تفاهة وسذاجة أكثر المنشورات ! فلا هدف .. ولا وعي ولا معلومات مفيدة فعلا ، الا ما ندر !

وضاعت الساعات الطوال .. وسهر الليال ، أمام الشاشات لقراءة نكتة تافهة أو نقل بوست أتفه ! مع الشعار المرفوع دائماً : لا وقت لدينا !!

مما خلق جيلا (نُـحسـدُ عليه) !!

خامساً _ الإبتعاد عن الثقافة :

الخوف من الثقافة بشكل عام .. فلا قراءات متنوعة .. ولا متابعة هادفة رغم توفر كل شيء وما ترغب بالأنترنيت !! ويأتيك الجواب فوراً: بسبب ضغوطات العمل وتكاليف المعيشة الصعبة ! أما الأهل : اختلاف اللغة بين جيلين .. الآباء والأبناء .. فالكثير لم يكلف نفسه بتعليم أبناءه اللغة الأم ! وكانها انتقاص له ! أو عار عليه !

بعض الأهل أرادوا ان ينتهجوا دور الأوصياء أو الموجهين لحياة ابناءهم .. بدلا من كسب صداقتهم !

الطلبات الباهضة لبعض الفتيات ، والمجاراة لما ترى وتسمع من قريباتها أو صديقاتها .. من لبس ومكياج وصالونات ذات كلفة عالية .. اضافة الى شراء المصوغات الذهبية والمقارنة بفلانة وعلانة ..

الغيرة المفرطة للطرفين .. والنظر بعين الشك والريبة لكل تصرفات الشريك الآخر .. وعدم قناعة الحجج والتبريرات لكل ما قيل ويقال ..

دوامة الخوف المستديم من الطرف الآخر .. والحرص المفرط على الحذر وتجنب إثارة الريبة في أي تصرف .. والجهل المطبق للقانون والاكتفاء بعبارة واحدة : القانون مع المرأة !

كل هذه العوامل .. أو بعضها ، مع الضعف الكبير بالتربية الأساسية للأبناء ، جعلت من تفكك الأسر اسهل بكثير من بناءها وانسجامها !

ابتعاد الأهل عن الأبناء بحجة : القرار لهم .. الدولة (تمنعنا) من التدخل ! هم يقرروا حياتهم ! وغيرها من التبريرات الساذجة واللامسؤولة .. أفضت الى هذا المصير المحتوم بالفشل !

أحبتي الكرام .. هناك مقولة ، أثبتت نجاحها على مر العصور :

"ابنك ... داعبهُ سبعاً .. أدبهُ سبعاً .. صادقهُ سبعاً"

طبقها حرفياً وسترى النجاح حليفك ..



سيدني 17/8/2021



#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلاف الرأي وفساد القضية !!
- دراسة تحليلية لرواية تفاحة حواء للكاتبة هند العميد
- حقائق مؤلمة
- محطات مضيئة للتاريخ
- ملاحظات بالصميم ج 2
- النفط مقابل الدماء
- الاعلام المندائي بين الحقيقة والطموح
- مفارقات بيت كطيو المضحكة
- شرّ البليّة ما يُضحِك !!
- طرزان حكيم الزمان
- الخطوط الحمراء .. الخطوط الخضراء
- الفساد حين يكون توافقياً !!...
- يابن الرافدين
- الإقليم والأقاليم مرة اخرى !!
- أغمضي عينيكِ
- مَن يقودُ مَن ؟؟
- نفترضُ لو إنّا ..
- إفرازات الزمن الرديء
- المدارس الأهلية .. الواقع والطموح
- الأقليات العراقية والمشاركة الوزارية


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام ناصر الخدادي - بيوت بلا سقوف