أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ناصر الخدادي - الفساد حين يكون توافقياً !!...














المزيد.....

الفساد حين يكون توافقياً !!...


سلام ناصر الخدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد حين يكون توافقياً !!...

تقديم ..
ما أن أطاحت القوات الاميركية ومن تحالف معها بالدولة العراقية في 9 نيسان 2003 ، وتفكيك مؤسساتها وأهمها العسكرية والأمنية ، وما رافقها من انهيارٍ سريعٍ ومتلاحق لكل البنى التحتية والمؤسساتية للعراق ، من نهب وسرقة وتخريب متعمد ونسف كل ما تم بناؤه سابقا ..
حتى قفزت لواجهة المشهد السياسي العراقي ، أحزاباً وقوى وتيارات دينية عديدة ( لكلا المذهبين ) ورفعت من الإسلام شعاراً لها ونهجا وطريقاً لاستقطاب أوسع الشرائح في المجتمع ، وايضا لإبعاد القوى الوطنية والتقدمية من خلال الهجمة الشرسة والمنظمة لإسكاتهم وتكفيرهم وان التمسك بالدين هو الحل ..
وانتشرت هذه القوى بعملية ( تفريخ ) أميبي لتنتج كتلاً وتيارات واحزاب رديفة وبديلة وعناوين ومسميات شتى استطاعت الاستحواذ على مقدرات العراق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ..
النهب المنظم لثروة البلاد
منح الدستور العراقي ، الكتلة الاكبر بتشكيل الحكومة .. لكن الواقع أفرز حالة مغايرة تماماً ، فجرى تحييد الدستور والإتيان بمبدأ كان الأساس الاول والمهم لتدمير العراق اقتصاديا وأمنياً وسياسياً واجتماعياً ، الا وهو : مبدأ (التوافق ) سيء الصيت ...
وباختصارٍ شديد فإن توافق السياسيين يعني لهم : (أعطني مثلما تأخذ لترضيني ).. وبالتأكيد سيكون الأخذ والعطاء ليس مادياً فحسب وانما يشمل التعيينات الوزارية والادارية والاستثمارات والمناقصات وكل المشاريع الاخرى ..
من هنا بدأت شرعنة الفساد المالي والاداري بوجهها العلني القبيح ولا رادع يردعها او من يستطيع كبح جماحها ونهمها وبطونها التي لن ولا تمتلئ ..
ومنذ تشكيل الحكومة العراقية الاولى بعد الانتخابات ، والتي تفاخروا بها لكونها جاءت ( توافقية ) وضمت أطياف العملية السياسية ، ونرى الحال متردياً من سيءٍ الى اسوء ...
لأن الوطن كان بعيداً ولم يدخل في حسابات أو اجندة المتوافقين .. والمواطن كان الضحية ، والمغلوب على أمره ، فهو المنتج والمعطاء وهو المضحي بسخاء لإدامة بقاء المتوافقين على كراسي الحكم !!..
ولأن (عين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٍ ) .. فقد اخفيت كل عيوب شركاء الفساد بالعملية السياسية ، وجرى التستر على كل الجرائم بحق الوطن والمواطن .. وانتشرت ظاهرة (الصفقات السياسية ) ما أن تظهر شائبة ما على طرف من الشركاء المتوافقين ..
وتم اسكات الاصوات التي نادت بكشف الحقائق وتكميم الافواه المطالبة بالكف عما يجري من خراب منظم وتدمير ممنهج للعراق ..
ماراثون العملية السياسية ..
لقد عملت الاحزاب والكيانات الشريكة بالعملية السياسية كل على هواه ومصالحه الفئوية الضيقة ..
واصبح السباق واضحاً بشكل جلي للاستفادة قدر الامكان من فرصة نهب المال العام وجني ثروات طائلة دون مسائلة من أحد او خوف او عقاب ..
وطيلة عقدٍ ونيف من استلام هذه الاحزاب الاسلامية لإدارة البلاد لم نرَ مشروعاً استراتيجياً واحداً كبيراً ولم نرَ تقدماً ملحوظا يذكر وعلى مختلف الأصعدة ، في البناء او الاعمار او الاسكان .. بل كان العكس هو الواضح تماماً ..
واشتركت اطراف التوافق بسباق ماراثوني بدأ ولن ينتهي لنهب وسرقة ثروة العراق بشكل منظم وتضييع موارد مالية ضخمة جداً من الميزانية طيلة السنين المنصرمة دون معرفة وجهتها او اين صرفت ..
الابداع خطيئة في العراق ..
ولقد دأبت الأحزاب والتيارات الدينية التي أمسكت بزمام القيادة في العراق ، على أسلمة المجتمع والسير بالبلاد نحو المسار الديني ، وفرض كل ما ترتب على ذلك من حجب الحريات وتضييق الخناق على المساحة الواردة من بعض مواد الدستور المعطل اساساً ، فأغلقت دور السينما والاندية الاجتماعية والترفيهية وفرض الحجاب على المرأة بالإكراه وابعاد وتغييب الفنون بأنواعها وكافة المهارات والابداعات الاخرى ..
لذا ، وجد المبدع العراقي ( رساما ، طبيبا ، موسيقياً ، مهندساً ، مطرباً ، معمارياً ..الخ) نفسه محاطاً بأناسٍ لا يفقهون شيئاً سوى لغة التحريم والتكفير وصولاً الى التهديد أو القتل ..
ورغم بعض المحاولات الشخصية والجهود الذاتية لهؤلاء المبدعين ، بإبراز مواهبهم وطاقاتهم ، الا اننا نتحدث عن دعم الدولة والتوجه العام للقيادة العراقية وتبنيها واحتضانها هذه الطاقات الخلاقة المبدعة ، التي لم تنصف واصابها الحيف واضطرارها لهجرة الوطن أمام توجه الدولة الديني المغلق واغداق الاموال بغير حساب لإحياء المناسبات الدينية فقط .
فلم نرَ مسرحا كبيرا يليق بالتاريخ العريق المتميز لهذا الفن العريق أو دار اوبرا أو تبني مشروعاً معمارياً او مهرجانا هندسياً أو علمياً ...
والأنكى من ذلك ، نرى النهب المستمر والسرقة لأهم كنز رافديني على مر التاريخ ، الاثار العراقية التي نهبت ودمرت ، ومئات المواقع التي تركت دون حماية او مراقبة او وضع اليد عليها ..
ان الآثار العراقية التي تفتخر وتتباهى أكبر متاحف العالم باقتناءِ قطعٍ منها ، نرى الاهمال الواضح حتى من قبل الوزارة المعنية بها ، لأنها وزارة توافقية وحسب المحاصصة الطائفية ..
لقد بات الابداع خطيئة في العراق ذو التوجه الديني وتسيد الاحزاب والمليشيات الدينية الإسلامية على مقاليد اموره ..
حتى بات كسفينةٍ تائهةٍ في خضم أمواج بحر هائج ، وتعدد الربابنة وكل يقود ويؤشر باتجاه ، غير آبهين للمصير المظلم الذي ينتظر الجميع ، الجميع دون استثناء ....



#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يابن الرافدين
- الإقليم والأقاليم مرة اخرى !!
- أغمضي عينيكِ
- مَن يقودُ مَن ؟؟
- نفترضُ لو إنّا ..
- إفرازات الزمن الرديء
- المدارس الأهلية .. الواقع والطموح
- الأقليات العراقية والمشاركة الوزارية
- همسات دافئة
- الأقليات بين الحقوق والدموع !!...
- وددتُ أن أقول
- التوافق .. والفساد السياسي
- غربة الجسد
- لِمَ الصمتُ ؟
- أحبك اكثر
- من بذرة ... إلى شجرة للخوف !!
- طفلي المجنون
- انتظار
- عزف خارج الصوت
- لحظة شوق


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ناصر الخدادي - الفساد حين يكون توافقياً !!...