أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن خليل غريب - في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي السلاح الأقوى الحلقة الثانية (2/ 3)















المزيد.....

في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي السلاح الأقوى الحلقة الثانية (2/ 3)


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 01:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


خطة الدراسة:
-تمهيد:
أولاً: في التلاقي بين مصالح الطبقات الحاكمة في الوطن العربي ومصالح الرأسمالية العالمية.
-ثانياً: المخاطر الصهيونية على القضايا العربية والدولية:
-ثالثاً: فلسطين قضية قومية عربية وأممية:
-رابعاً: مقاومة التطبيع مهمة نضالية شعبية فلسطينية، وشعبية عربية:
-خامساً: وسائل المقاومة الشعبية لمشاريع التطبيع وآلياتها:
-سادساً واخيراً: نتائج الدراسة:
تمهيد للدراسة:
لم يكن يساور حزب البعث العربي الاشتراكي الوهم، منذ احتلال فلسطين، أن النظام العربي الرسمي سوف يحررها. وقد عبَّر عن هذه الحقيقة القول الذي أطلقه ميشيل عفلق في العام 1948، وفيه قال: (إن فلسطين لن تحررها الحكومات، بل الكفاح الشعبي المسلَّح). وقد جاءت الأحداث التاريخية لتثبت صحة الاعتقاد بشقيه: الأول بأن الأنظمة الرسمية لن تحرر فلسطين. وشقه الثاني، بأن الكفاح الشعبي هو الحل الاستراتيجي لتحريرها.
أما بالنسبة للشق الأول، فقد برهنت على صحته أهم الأحداث القديمة والجديدة.
وأما القديمة فهو ما حصل في الحرب العربية – الصهيونية في العام 1948، حيث سجَّلت الصهيونية انتصاراً على الجيوش العربية التي شاركت في الحرب حينذاك، ليس لضعف في تلك الجيوش، بل لتواطؤ في إدارة الحرب من قبل الأنظمة الرسمية في تلك المرحلة.
وأما الأحداث الجديدة، فهو ما حصل من اتفاقيات تسووية بين العدو الصهيوني وكل من مصر والأردن، من خلال اتفاقيات كامب ديفيد في العام 1979، ووادي عربة في العام 1994 من جهة، والاتفاقيات التي تم توقيعها بعد إعلان دونالد ترامب (صفقة القرن)، والتي وقَّعتها كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من جهة أخرى.
وأما بالنسبة للشق الثاني الذي جاء في المبدأ الاستراتيجي الذي أعلنه ميشيل عفلق، فقد أثبت صحته مظهران من المقاومة، وهما:
-الأول: انطلاقة المقاومة الفلسطينية في الأول من كانون الثاني من العام 1965. التي واكبها حزب البعث بكل أنواع المساعدة والمشاركة. تلك الانطلاقة التي شدَّت إليها أنظار الشعب العربي، واستقطبت كل الكفاءات الثورية العربية، تنظيراً وانخراطاً عسكرياً في صفوفها.
-الثاني: الانتفاضات الشعبية داخل الأرض المحتلة، التي ابتدأت في أواسط الثمانينيات من القرن العشرين، ولا زالت حتى الآن تتجدد وتتصاعد من فترة إلى أخرى، وكان من أشدها تأثيراً ثورة القدس التي اندلعت في شهر أيار من العام 2021، وما أحدثته من تداعيات على المستويين العربي والدولي. والتي ذكَّرتنا بتلك التداعيات التي أحدثتها الانطلاقة الأولى للثورة المسلحة في العام 1965.
ولأنني نشرت بحثاً أكاديمياً في العام 1994، في مجلة (دراسات عربية) التي تصدر في بيروت، قرأت فيه (تاريخية نهج التسوية)، فإنني في ورقتي التي سأعرضها أمامكم، سأستكمل ما بدأته بتقديم قراءة للنهج الشعبي المقاوم في هذه المرحلة.
لأن الأنظمة العربية التي تأسست بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في العشرية الثانية من القرن العشرين، ولأن مهندس اتفاقية سايكس بيكو كان قد خطَّط لإقامة دويلات عربية تحكمها أنظمة رسمية تندمج تماماً مع مصالحه في الاستيلاء على الوطن العربي وثرواته. أصبح من المؤكد أن النظام العربي الرسمي لن يكترث بالقضية الفلسطينية بأكثر مما يغدقه اهتمامها بها من منافع ومصالح تصب في مصلحة الطبقات الحاكمة. ولهذا السبب ولما أحدثته الحراكات الشعبية في مقاومة التطبيع من أثر بالغ، سأخصص هذه الدراسة لقراءة منفردة لتأثير (المقاومة الشعبية) ليس في مقاومة التطبيع فحسب، بل في مقاومة الاحتلال الصهيوني أيضاً.

أولاً: في التلاقي بين مصالح الطبقات الحاكمة في الوطن العربي ومصالح الرأسمالية العالمية.
لم نتوهَّم يوماً أن النظام العربي الرسمي يضع من بين أهدافه وحدة العرب السياسية، وذلك على الرغم من أن (قوة العرب في وحدتهم). كما لم نتوهَّم يوماً أن مواجهة العدو الصهيوني يمكن أن تكون عبر التوازن في القوى العسكرية النظامية لأن الدول التي تملك السلاح لن تسمح للعرب بأن يصلوا إلى مرحلة التوازن تلك.
طالما أن هدف الأنظمة الرسمية العربية المحافظة على السلطة لتنمية أرباح حكامها وتكديس الثروات في خزائنهم دون النظر إلى مصلحة المجتمعات التي تحكمها. ولذلك نعتبر أن منهجهم الاقتصادي والاجتماعي، هو منهج رأسمالي أكثر توحشاَ من المناهج الرأسمالية السائدة، لأن الأنظمة الرأسمالية التقليدية الأخرى تضمن حرية الأفراد الاقتصادية ولكنها في الوقت ذاته تعمل على ضمان مطالب شعوبها.
وطالما هدف الرأسمالية العالمية السطو على ثروات الشعوب الأخرى، وطالما تدير الصهيونية حكومات خفية في العالم بقوة رأسمالها، فإنها سوف تحافظ على التفوق العسكري للعدو الصهيوني من جهة، ومن جهة أخرى تضمن بقاء الدول العربية ضعيفة تحتاج إلى حمايتها.
هذا الواقع هو ما خططت له الرأسمالية في مؤتمر كامبل بانرمان في العام 1905، ومن أهم أهدافه الاستراتيجة أن تمنع العرب من إقامة وحدة سياسية بعد تقويض الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى. ومن أجل ذلك وافقت بناء لطلب من الصهيونية العالمية إعطاءها ما أطلقوا عليه (وطن قومي لليهود) في فلسطين، خاصة أنه يتميز بعاملين اثنين: صداقته للغرب، وعداؤه للعرب.
في المعادلة التاريخية بين رأسمالية الأنظمة العربية الرسمية المتخلفة، ورأسمالية الصهيونية المتوحِّشة وحلفائها من الدول الغربية، نستطيع أن نفسِّر الأسباب التي أدَّت إلى إعلان التطبيع الرسمي بين بعض الأنظمة الرسمية العربية من جهة، مع العدو الصهيوني من جهة أخرى.
ولأن بقاء هذه الأنظمة حاكمة، سواءٌ منها تلك التي أعلنت التطبيع أو التي لم تعلنه حتى الآن، يصب في مصلحة الصهيونية العالمية والرأسمالية الدولية. ولأن هذه المعادلة تضمن مصلحة الطرفين، يبقى الشعب العربي هو المتضرر من اتفاقيات التطبيع لأن الثروات التي يجب أن تُصرف في سبيله، يتقاسمه فريقان: فريق نظامي رسمي، وفريق أجنبي رأسمالي صهيوني. وهذا ما يدفعنا إلى رؤية خطورة المشهد الراهن من زاوية شعبية، وليس من زاوية الرؤية القاصرة التي تعالج فيها تلك الأنظمة خطورة ما يجري وما يُحاك من مخططات التطبيع.

-ثانياً: المخاطر الصهيونية على القضايا العربية والدولية:
1-خطورة بناء دولة دينية يهودية:
إن بناء دولة دينية يهودية، وهذا ما وافق عليه (الكنيست الإسرائلي) منذ سنوات قليلة باعتبار (الدولة الإسرائيلية) تقوم على أيديولوجية قومية يهودية، يعني الاعتراف ببناء دولة دينية تعمل على تطبيق المبدأ التوراتي الذي ينص على أن اليهود هم (شعب الله المختار). هذا المبدأ الذي يمتلك، كما يزعم، حقاً إلهياً، بقيادة شعوب الأرض الأخرى.
ومصدر الخطورة في هذا المبدأ أنه يمتلك الحق بنسخ كل ديانة سماوية أخرى، وبالأخص منها الديانة المسيحية، التي تعتبر تعاليمها متناقضة مع المصلحة اليهودية. والبرهان على ذلك كان منذ أن وافق اليهود، في العصر الروماني، على التضحية بالمسيح من أجل حماية مصالح اليهود من غضب الرومان. ولولا موافقتهم لما كان الإمبراطور الروماني قد وافق على الحكم بموته صلباً.
وإنه باستثناء جماعة اليمين المسيحي المتطرف، المنتشرة في أميركا بشكل رئيسي، أي الجماعة التي تؤمن بالتمهيد لمعركة هرمجدون على أرض فلسطين، أي المعركة الأخيرة بين الخير والشر، فإن إعادة صلب المسيحيين كلهم أمر وارد مرة أخرى في التاريخ، وسوف يحصل ذلك عندما تكتمل فصول إعادة بناء هيكل داوود تمهيداً لاستعادة النواة الأولى للأرض المقدسة، كما يزعمون، والتي رُمز لها بشعار توَّج بوابة (الكنيست الإسرائلي): (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل).
منذ اللحظة التي يحقق فيها العدو الصهيوني تلك المرحلة ستبدأ مرحلة اجتثاث المسيحية، وسوف يليها مرحلة اجتثاث الإسلام. وهذا كله يعني بداية حروب مقدَّسة ملوثَّة بالدماء لن تنتهي إلاَّ بتحقيق الحلم التوراتي والذي ينص على سيادة (شعب الله المختار) على العالم كله. ولأنه من المستحيل بناء دول دينية تحكم العالم، فإن الصهيونية، وكذلك أصحاب المشاريع الدينية السياسية الأخرى، فهم يؤسسون لحروب دائمة ومستمرة ملوَّثة بالدماء البشرية تحت شعارات (الحروب الدينية المقدَّسة).
إن تطبيق التطبيع الرسمي للعدو الصهيوني مع بعض الأنظمة الرسمية العربية، تحت حجة نشر السلام، ليس هو بأقل من أكذوبة يستخدمها الصهاينة من أجل تذليل العقبات أمام تنفيذ مشروعهم الخطير. وهو وإن استطاع أن يخدع بعض تلك الأنظمة، وهو قادر على خداع القسم الآخر منها، فلأن تلك الأنظمة لا ترى القضايا سوى بعين المحافظة على أموالها، هذا في الوقت الذي عليها أن تدرك فيه أن أموالها ستتحول إلى إهراءات الهيكل اليهودي عاجلاً أكان أم آجلاً.

2-الأيديولوجيا الصهيونية عنصرية دينية متزمتة:
ليست الصهيونية سوى طبعة حديثة لليهودية، ولأن اليهودية تأمر بقتل حتى الأب أو الأخ أو غيرهما... إذا دعا إلى دين آخر غير الديانة اليهودية، كما تنص التوراة، فهي لن تكون على حياد بين الاعتقاد اليهودي وغيره من الاعتقادات بأديان أخرى. وهي لن تؤمن، كما آمن السيد المسيح، (أن من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأيسر). وكما دعا القرآن المسلمين إلى مبدأ (لا إكراه في الدين)، بل ستقابل الدولة التوراتية كل تلك الدعوات بـ(أن تقتلهم قتلاً)، وإذا دخلت أرضهم، فعليها أن تقتل الأطفال وتبقر بطون الحبالى وتحرق الزرع وتهدم الحجر.
لن ينج أحد من شرور العنصرية الصهيونية، التي تحصِّن نفسها بنصوص توراتية تعتبرها نصوصاَ مقدسة. وإن من يعمل على التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري، هو كمن يساعد على تقريب أهدافه ويجعلها سهلة المنال. وهو بدلاً من أنه يتخيَّل بأن التطبيع سيحميه، فإنه يوقِّع على قرار إعدامه بمحض اختياره.
إن هذه الحقيقة لن تكون بتأسيس دول دينية مسيحية أو إسلامية لمقاومة الدعوة الصهيونية، كما تحث على ذلك الحركات الدينية السياسية، إسلامية أو مسيحية؛ بل إن الحلول لا بُدَّ من أن تكون بتأسيس دول مدنية تحترم حرية الاعتقاد وتحميها. وإنها بغير ذلك فإنها تعمل على بناء دول تحمل فيروسات القتال المقدس، الذي ستصب نتائجه لمصلحة من يملك المال والسلاح، ومن يملكهما هي الصهيونبة العالمية من دون منافس. وهيهات أن تحصل الحركات الدينية الأخرى على مثل تلك النتائج.

3-الأيديولوجيا الصهيونية رأسمالية متوحِّشة:
لقد طبَّقت اليهودية مبدأ (الاقتصاد محرك للتاريخ) منذ البداية. وكدَّس اليهود، قبل ظهور الحركة الصهيونية العالمية، الأموال بشتى الوسائل. وكان جشعهم قد انفلت من أية قيود أخلاقية، وذلك باستخدام الربى الفاحش. وكان لتأثير استخدام اليهود الوسائل اللاأخلاقية في تجميع الأموال في المجتمع الأوروبي ردتان من الفعل:
-الأولى: كراهية اليهود كرهاً وصل إلى حدود العنصرية. وكان من أهم تأثيراتها العمل على الخلاص منهم بمساعدتهم على تأسيس نظام سياسي في المنطقة العربية، وعلى أرض فلسطين.
-الثانية: الرضوخ إلى الإرادة الصهيونية تحت تأثير قوة رساميلهم. ولهذا مثَّل الصهيونية في مؤتمر كامبل بانرمان أحد أعضائها، فكان له مقعد جنباً إلى جنب ممثلي الدول الأوروبية.
وأما بالنسبة للأولى، فقد عبَّر عنها شكسبير، الشاعر الإنكليزي، بمسرحيته الشهيرة (تاجر البندقية)، عندما صوَّر (تشيلوك) المرابي اليهودي في مدينة البندقية في إيطاليا، بأبشع صور الوحشية، وذلك بعرضه لمشهد تقديمه بدعوى ضد مواطنه (أنطونيو) الذي عجز عن سداد دين له كان قد استلفه من تشيلوك نفسه. ولما عجز عن السداد طلب تشيلوك من القاضي اقتطاع كيلو غرام من لحم أنطونيو بدلاً من المبلغ المدين.
وأما بالنسبة للثانية، فقد خضع العالم الأوروبي، قبل الحرب العالمية الأولى، لطلب مندوب الصهيونية الذي حضر مؤتمر كامبل بانرمان (1905 – 1907)، بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين لتكون حاجزاً يمنع التقاء الجزئين الآسيوي والأفريقي من الوطن العربي، حيث جاء في المقررات أن إعطاء هذا الوعد يضمن لتلك الدول وجود شعب يهودي في فلسطين يكون صديقاً للغرب، وعدواً للعرب.
فإلى من طبَّع من الأنظمة الرسمية، ومن هو آت على التطبيع في المستقبل، عليهم أن يدركوا بأن التطبيع مع (عدو للعرب) تصرف غير مسؤول، وإنه ليس تطبيعاً من (أجل السلام)، بل هو توقيع على المزيد من الحروب التي لن ينجو منها أحد منهم. وسيكون أولها قطف رؤوس أولئك المسؤولين عن تلك الأنظمة، وتوقيع على أنهم يقبلون بقيود الاستعباد الصهيوني.
إذا كانت مشهدية المسؤولين المطبعين على صورتين: صورة العبيد الذين يخدمون في بلاط الإمبراطورية الصهيونية على هذا المثال، فكيف ستكون عليه مشهدية الشعب العربي؟ إنها بلا شك سيكونون بمثابة عبيد يخدمون عبيداً.

4-الإيديولوجيا الصهيونية نقيض للأيديولوجيات الدينية الأخرى، ونقيض للأيديولوجيات الوضعية التي تنشد العدالة الاجتماعية:
كما تبرهن الحقائق أعلاه، وإذا قُيِّض للأيديولوجيا الصهيونية أن تحقق حلمها، ستضع نفسها أمام تناقضات لامتناهية مع الأيديولوجيات البشرية كلها. سواءٌ أكانت منها الدينية أم كانت الوضعية.
-على صعيد الأيديولوجيات الدينية: إن مبدأ (شعب الله المختار)، كما تنص عليه التوراة، لا يمكنه العيش في ظل تعددية دينية. وما على الدول الدينية الأخرى سوى حل من اثنين لا ثالث لهما، الرضوخ للشعب اليهودي بقوة (الأمر بالقتل) الذي تؤمن به الديانة اليهودية، أو الغرق بحروب مقدِّسة لن تنتهي. وغالباً ما ستكون النتائج لمصلحة (شعب الله المختار) لأنه يمتلك سلاحيْ المال والآلة العسكرية.
ولذلك يُعتبر النداء موجهاً للحركات الدينية السياسية المسيحية والإسلامية بالإقلاع عن مشاريعها التي تزعم أنها (إلهية) أيضاً، لسحب الذرائع التي تتلطى بها اليهودية – الصهيونية لإعادة بناء هيكل سليمان لإعادة ما تزعم أنها حقوق تاريخية لليهود في فرض السيادة على العالم. ولأنها بغير ذلك، ستوفِّر الذرائع لتدعيم أهداف الأيديولوجيا الصهيوينة. ولن ينتزع تلك الشرعية المزعومة سوى الدعوة لقيام أنظمة مدنية تضمن حرية الاعتقاد الديني وتحميها.
-على صعيد الأيديولوجيات الوضعية: إن المخطط اليهودي التاريخي كان يعمل على مراكمة الرأسمال اليهودي بشتى الوسائل والطرق، من دون رادع أخلاقي أو إنساني، إلى الدرجة التي نعتقد بها أن المنهج اليهودي في تكديس الرساميل كان مبنياً على أن من يملك المال يملك العالم، أي إن الاقتصاد (محرك للتاريخ) ومن يملكه يسيطر على العالم. وليس من المستغرب أن يكون المنهج الرأسمالي ابتكار يهودي بامتياز. وبسبب سيادة هذا المنهج سيكون خصماً شرساً في مواجهة المناهج الاقتصادية الأخرى، وخاصة المناهج الاشتراكية، وما يستتبعها من فصائل تنادي بالعدالة الاجتماعية والمساواة السياسية.
إن وظيفة امتلاك الرأسمال، حسب المنهج اليهودي، لن تكون لمصلحة غير اليهود، فالله (الذي اختار شعباً) فلكي يكون سيداً وليس عبداً أما من كان غير يهودي فعليه أن يكون عبداً للشعب المختار. فوظيفة الرأسمال بالمفهوم اليهودي، أكثر قسوة من المفهوم الرأسمالي التقليدي الذي يعمل على مساواة كل المواطنين بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ولذلك تتمثل الخطورة في أن المفهوم الرأسمالي اليهودي أشد وحشية من المفهوم الرأسمالي التقليدي.
من كل هذه المقدمات نعتبر أن مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني هو مهمة إنسانية شمولية، لأن المشروع الصهيوني يستهدف العالم بأسره، بأديانه وأعراقه، بمناهجه الدينية والوضعية. ولكن لأن مهمتنا قومية عربية سنخصص العرب والمسلمين بنتائج هذه الدراسة.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الش ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف الحلقة ا ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف تأصيل تا ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف / تأصيل ...
- نظرة إلى الوضع العربي الراهن من زوايا مختلفة عن المواقف التق ...
- (إعلام الشِجار) أم (إعلام الحوار) في قضايا الأمة
- كما اللون الأبيض انعدام للون فإن الشر هو انعدام لفعل الخير ( ...
- كما اللون الأبيض انعدام للون فإن فعل الشر انعدام لفعل الخير ...
- نتائج مؤتمر فيينا في الحوار الدائر حول الملف النووي الإيراني
- هل تكون القمة الخليجية الخطوة الأولى على طريق الألف ميل؟
- رسالة إلى أعضاء (المؤتمر القومي العربي)
- القومية العربية هوية ومنهج حياة (حوار مع أحد الماركسيين العر ...
- الجو العسكري الساخن في جنوب لبنان
- وداعاً حركات الإسلام السياسي الغيبية
- نواب التغيير في مواجهة حملات الشيطنة
- الأكثرية الهشة لن تعيق حركة التغيير
- وجهة نظر برسم نواب الحراك المدني
- في مواجهة الاستحقاق الانتخابي أحزاب السلطة تغطي أزمتها بالحر ...
- بانتظار ولادة النظام الدولي الجديد التبعية للخارج تهديد للسي ...
- تجميد الأفكار وتقديسها إعلان وفاة لنعمة الإبداع


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن خليل غريب - في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي السلاح الأقوى الحلقة الثانية (2/ 3)