أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن خليل غريب - في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي السلاح الأقوى الحلقة الأولى (1/ 3)















المزيد.....

في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي السلاح الأقوى الحلقة الأولى (1/ 3)


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 11:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


موجز للدراسة التي قُدِّمت أمام الندوة
التي نظمها المؤتمر الشعبي العربي
سيداتي سادتي
إسمحوا لي أن افتتح تقديم الدراسة بفقرة جاءت في مقال لي نشرته تحت عنوان: (عندما يعزُّ زمن الحكام الرجال، أم فلسطينية تحمل نعش ابنها الشهيد).
هذه الفقرة تنص على ما يلي: (ولأن تلك الصورة، أهم وأبلغ من كلام جامعة الدول العربية وما تمثل من أشكال وألوان رسمية، قرَّرت أن أكتب عمن هو صاحب القرار الفعلي بـ(التطبيع) قبولاً أو رفضاً. فتبلغت قرار الرفض من تلك الأم، وأدعو كل المخلصين لعروبتهم أن ينفذوا قرار الأم التي حملت نعش ابنها الشهيد).
إن الحل، يبدأ بعناد الأم التي حملت نعش ابنها، وهي التي تعبِّر تماماً عن حيوية الشعب الفسطيني في الداخل. تلك الحيوية هي الشعلة التي تحرِّك الجمود السائد على المستوى العربي والدولي، فتشعل الشارع الشعبي أينما كان، وهي التي تضع كل الأنظمة الرسمية أمام إحراجات لا يستطيعون مواجهتها ودحض حجتها الدامغة.
إن عنوان دراستي المقدَّمة لهذه الندوة: (في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني، تبقى المقاومة الشعبية هي السلاح الأقوى)، وسأوجزه بالعناوين التالية:
أولاً: تلاقي مصالح الطبقات الحاكمة في الوطن العربي ومصالح الرأسمالية العالمية.
-ثانياً: المخاطر الصهيونية على القضايا العربية والدولية:
-ثالثاً: فلسطين قضية قومية عربية وأممية:
-رابعاً: مقاومة التطبيع مهمة نضالية شعبية فلسطينية، وشعبية عربية:
-خامساً: وسائل المقاومة الشعبية وآلياتها لمشاريع التطبيع:
-سادساً واخيراً: نتائج الدراسة:
في المقطعين الأول والثاني، عملت على المقاربة بين المناهج الاقتصادية للأنظمة الرسمية العربية ومناهج الرأسمالية العالمية بما يؤدي إلى التحالف بينهما، وبالتالي يقع الشعب ضحية هذا التحالف. كما تناولت فيهما خطورة المشروع الصهيوني ليس على الوطن العربي فحسب، وإنما أيضاً على النظام الدول.
ومن دون الدخول في التفاصيل، سأعرض العناوين الرئيسية، والتي تتلخص بالتالي:
1-بناء دولة دينية يهودية تشكل خطراً على كل الأديان، وخاصة الإسلام والمسيحية، وهذا الخطر ينبع من إيمان اليهود بالمبدأ التوراتي القائل بـ(شعب الله المختار). وقد برهنتُ فيه أن الأيديولوجيا الصهيونية عنصرية دينية متزمتة. وإن الدولة التوراتية ستقتل غير المؤمنين بها حسب النص التوراتي والذي جاء فيه: (إذا دخلت أرضهم، فاقتل الأطفال وابقر بطون الحبالى واحرق الزرع واهدم الحجر).
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأيديولوجيا الصهيونية رأسمالية متوحِّشة، طبَّقت مبدأ (الاقتصاد محرك للتاريخ) منذ البداية. وكدَّس اليهود، قبل ظهور الحركة الصهيونية العالمية، الأموال بشتى الوسائل.
لقد انفلت تكديس الثروات اليهودية من أية قيود أخلاقية. وهذا هو السبب الذي شكَّل عند المجتمعات الأوروبية ردة من الفعل تمثَّلت بكراهية اليهود كرهاً وصل إلى حدود العنصرية. وبقراءة مسرحية شكسبير (تاجر البندفية)، وغيرها من الوقائع التاريخية، تتضح مدى كراهية الغرب لليهود.
وبالإضافة إلى كل ذلك، تعتبر الإيديولوجيا الصهيونية نقيضاً للأيديولوجيات الدينية والوضعية الأخرى.
فعلى صعيد الأيديولوجيات الدينية: فإن الحل عند اليهودية واحد من اثنين: إما الرضوخ للشعب اليهودي بقوة (الأمر بالقتل) أو الغرق بحروب مقدِّسة لن تنتهي.
ولذلك وجَّهت النداء للحركات الدينية السياسية، المسيحية والإسلامية، للإقلاع عن مشاريعها في بناء دول دينية، وهذا يسحب الذرائع التي تتلطى بها اليهودية – الصهيونية بإعادة بناء دولة دينية يهودية.
-وعلى صعيد الأيديولوجيات الوضعية: فأرى أنه ليس من المستغرب الافتراض أن يكون المنهج الرأسمالي ابتكار يهودي بامتياز. وبسبب سيادة هذا المنهج سيكون خصماً شرساً في مواجهة المناهج الاقتصادية الأخرى، وخاصة المناهج الاشتراكية.
وأما في المقطعين الثالث والرابع، وانطلاقاً من البرهان العلمي بأن فلسطين قضيةٌ قوميةٌ عربية وأممية. أي أن المستهدف من اغتصابها لأرض فلسطين كانت له أبعاد قومية عربية. ولذلك اعتبرت أن مقاومة الصهيونية واجب من واجبات كل عربي من المحيط إلى الخليج.
ولأنها ممر استعماري للرأسمالية العالمية، نعتبر قضية فلسطين قضيةً أممية من واجب القوى المناهضة للرأسمالية أن تنتصر لها وتؤيدها.
-وأما في المقطع الرابع، فاعتبرت أن مقاومة التطبيع مهمة نضالية شعبية، وذلك استناداً إلى أن معظم الأنظمة العربية الرسمية حليف للقوى الرأسماية وتابعة لها بحكم تلاقي المصالح بينهما. ولأن الرأسمال لا يمكن أن ينمو في بؤر التوتر، فإن الأنظمة المطبعة، أو التي ستنتقل إلى التطبيع، اعتبرت أن التطبيع مع العدو الصهيوني قد يوفر البيئة الآمنة لرساميلها وثرواتها.
وفي المقطع الخامس، اعتبرت أن لمقاومة التطبيع شعبياً قواعدها وثقافتها التي يجب أن تلامس مدارك كل المستويات الثقافية للمجتمع العربي، وبالأخص منها المستويات الشعبية. ولكي نترجمها إلى حالة ثقافية، تقع على عاتق أحزاب وقوى وتيارات حركة التحرر العربي مسؤولية صياغة أسس لثقافة شعبية تختص بإبراز مخاطر التطبيع على المصالح الشعبية العربية.
ولهذا فقد عالجت وجهة نظري، بتحديد بعض وسائل المواجهة الشعبية لمشاريع التطبيع. ومن هذا الجانب أرى أن شعلة المقاومة المركزية تنطلق من وحدة التنظيمات الفلسطينية بالدرجة الأولى، على أن تأتي الوسائل الأخرى لتعطي قوة أكبر لنضال الشعب الفلسطيني، وترفدها بالمساعدة والمشاركة. ولهذا أرى من الوسائل الأخرى، ما يلي:
1-المقاومة الإعلامية:
من أجل تعميم ثقافة المقاومة الشعبية، هناك العديد من الوسائل، تبدأ بوسائل التواصل الاجتماعي، بنشر البوسترات، والمقالات، وأخبار جرائم العدو الصهيوني، وتبيان مخاطر مشروعه الديني السياسي، والكشف عن أكاذيب الدول الاستعمارية. وهناك غيرها الكثير من الوسائل. وربما استحداث صفحات خاصة لمخاطر التطبيع، خاصة من قبل من هو مختص بإعلام وسائل التواصل الاجتماعي....
2-المقاومة الشعبية:
باعتبار القضية الفلسطينية قضية عربية قومية، مركزيتها الساحة الفلسطينية، يمكن تحديد المهمات وتوزيعها على مستويين:
فلسطيني أولاً، وقومي عربي ثانياً.
فعلى المستوى الفلسطيني: في الداخل، وفي الشتات:
بداية نعتبر وحدة القوى السياسية الفسطينية هي الناظم الأساسي في حركة المواجهة، وهذا ما يستدعي رأب الصدع المتمثل بالشقاق الواقع بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي استخدام هذين المصطلحين ضاعت القضية الفلسطينية الأم، فهي مصطلحات تفتيتية. تارة (قطاع غزة)، وتارة أخرى (الضفة الغربية)، بدلاً من استخدام (القضية الفلسطينية) كمصطلح جامع وذي دلالة وطنية.
وعلى الصعيد الفلسطيني هناك واجبات على الفسطينيين في الداخل، وواجبات أخرى على الفلسطينيين في الشتات.
-وأما في الداخل: فنعتبر أن الشعب الفلسطيني خلاَّق في ابتكار الوسائل والأساليب. ولأننا نعتبر أن تلك الساحة أساسية لأنها تجذب اهتمام وسائل الإعلام الدولي والعربي، كما تجذب اهتمام الحركات المدنية والإنسانية، على الفلسطينيين في الداخل أن لا يغفلوا أهمية دورهم ومركزيته في إدامة المقاومة واستمرارها. وكذلك أهميتها الإعلامية.
-وأما على مستوى الوجود الفلسطيني في الشتات، فعلى الفصائل الفلسطينية، أن تعتمد الإعلام الموحد في نشر ما يساعد على الكشف عن مخاطر التطبيع، وحقيقة الأهداف الصهيونية. واستخدام شتى وسائل التحركات من تظاهرات واعتصامات، وندوات، ومحاضرات من أجل منع التعتيم على الحقائق مما قمنا بتحديده في بداية هذه الدراسة.
بـ-وأما على المستوى القومي العربي: فتلعب فيه تيارات وأحزاب حركة التحرر العربية الدور المركزي بترجمة الدور القومي إلى حركة نضالية شعبية عربية. ومن أجل توسيع بوابات ثقافة الرفض الشعبية. ومن دون الخوض في تفاصيلها لأن أطراف حركة التحرر العربية لها تجاربها وأفكارها الخلاَّقة. ولكن ما نتمناه هو إعادة تفعيل تلك الوسائل وهو أضعف الإيمان.
-سادساً: من نتائج الدراسة:
نختم دراستنا بالقول إلى المطبعين من الأنظمة الرسمية: إذهبوا بتواقيعكم ظناً منكم أنكم ستحمون ثرواتكم من المرابين الصهاينة الأكثر وحشية في التاريخ. ولكنكم لن تنالوا بتوقيعكم سوى الرفض الشعبي. وإن الشعب العربي، إضافة إلى الرفض الشعبي العالمي، يحمون كرامتهم من العبودية للرأسمال الصهيوني، ويعملون على خلاص دولهم من العبودية للصهيونية.
وكذلك، نتوجه إلى الحركات الدينية السياسية بأن تراجع مشاريعها على ضوء استحالة إعادة بناء دول دينية سياسية من جهة، وعدم إعطاء مبررات للصهيونية ببناء دولة دينية يهودية من جهة أخرى.
وأما الدليل على فشل الأنظمة الرسمية العربية في تسويق بضاعة التطبيع السابقة، فنسأل الأنظمة الجديدة المطبٍّعة: ماذا ستجني من الاتفاقيات التي وقَّعوها مع العدو الصهيوني؟ وهل سألوا النظام المصري ماذا جنى الشعب المصري من اتفاقية كامب ديفيد؟ وهل سألوا النظام الأردني: ماذا جنى الشعب العربي في الأردن من فوائد اتفاق وادي عربة؟
وأخيراً،
إذا كان تشيلوك اليهودي قد طالب باقتطاع كيلو غرام من لحم أنطونيو الإيطالي لأنه عجز عن سداد دينه، فكم ستقتطع الصهيونية العالمية من ملايين الأطنان من لحم الشعب العربي لسداد الديون التي تسلِّفها صناديق النقد الدولية لأنظمتهم الرسمية؟
وأما الحل في مواجهة التطبيع الرسمي فسوف يكون بالمقاومة الشعبية التي هي السلاح الأقوى في مواجهة التطبيع من جهة، ومواجهة المشروع الصهيوني – الاستعماري الخبيث من جهة أخرى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف الحلقة ا ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف تأصيل تا ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف / تأصيل ...
- نظرة إلى الوضع العربي الراهن من زوايا مختلفة عن المواقف التق ...
- (إعلام الشِجار) أم (إعلام الحوار) في قضايا الأمة
- كما اللون الأبيض انعدام للون فإن الشر هو انعدام لفعل الخير ( ...
- كما اللون الأبيض انعدام للون فإن فعل الشر انعدام لفعل الخير ...
- نتائج مؤتمر فيينا في الحوار الدائر حول الملف النووي الإيراني
- هل تكون القمة الخليجية الخطوة الأولى على طريق الألف ميل؟
- رسالة إلى أعضاء (المؤتمر القومي العربي)
- القومية العربية هوية ومنهج حياة (حوار مع أحد الماركسيين العر ...
- الجو العسكري الساخن في جنوب لبنان
- وداعاً حركات الإسلام السياسي الغيبية
- نواب التغيير في مواجهة حملات الشيطنة
- الأكثرية الهشة لن تعيق حركة التغيير
- وجهة نظر برسم نواب الحراك المدني
- في مواجهة الاستحقاق الانتخابي أحزاب السلطة تغطي أزمتها بالحر ...
- بانتظار ولادة النظام الدولي الجديد التبعية للخارج تهديد للسي ...
- تجميد الأفكار وتقديسها إعلان وفاة لنعمة الإبداع
- رسالة حب إلى رغيف من الخبز


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن خليل غريب - في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي السلاح الأقوى الحلقة الأولى (1/ 3)