أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - لم يبتعدْ صوتُكِ المُشْتَهى














المزيد.....

لم يبتعدْ صوتُكِ المُشْتَهى


عبدالناصر صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


لم يبتعدْ صوتُكِ المُشْتَهى ..
( لمناسبة الذكرى التاسعة عشرة على رحيل الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان رحمها الله )
شعر : عبد الناصر صالح
وحدكِ الآنَ،
لا
لستِ وحدكِ،
تغتسلينَ بماء العيونِ الأسيفةِ
إذْ جفّ ضِرْعُ الينابيعِ
وانشطَر القلبُ نصفَيْنِ :
نصفٌ تلقّفَهُ الموتُ
حين استجارَ من الحلمِ بالدّمعِ ،
فاستنزفتْهُ المتاهاتُ
والرّجَفاتُ المدبّبةُ الرأسِ ،
والآخر ازدانَ بالشِّعرِ
يَقْطرُ ،
مُشْتَمِلاًَ باليفاعةِ
لا.. لست وحدكِ ،
تفتَتحينَ البياضَ على أفُقٍ
يتراوَح بين بكائيْنِ/
خلف الجدارِ خُطى الراحلينَ ،
فمنْ سيُكفكفُ حزنَ السماءِ ودمعَ القصائدِ
حين تغيبُ المليكةُ ؟
من سيُجهّزُ للموت رقصَتَهُ ؟
شحّت الغيمةُ المَطَريّةُ /
والموتُ يجلسُ في حالة القُرْفُصاءْ
فمن يرتدي الآنَ ثوبَ الفضيلةِ
في غابة الشعراءْ ؟
ومن سيُهَدهِدُ وُجْنَةَ جرزيمَ، يَنْفضُ غربتَهُ
حين تنأى الأغاني
ويبقى على عُرْيِهِ اللّحنُ مُتّشحاً بالذُّهولِ ؟
ومن سيُحرّرُ ناصيةَ الأبجديّةِ
من صَدَأ الكلماتِ ؟
ألفصول تُخالفُ ميقاتَها
والطريق الذي عمّدتْهُ الأناشيدُ بالخطوِ
ينسى ملامحَهُ /
....................
وحدكِ الآنَ
لا /
لستِ وحدكِ ..
حولكِ أسماؤهم
وامتدادُ روائِحِهمْ في الترابِ ،
وأصداؤهم
فهل نسيَ الوجْهُ دُرّاقَهُ ؟
....................
سفرٌ مَرْحَليّ، إذاً ،
ومراسمُ للدفنِ، أضرحةٌ تستلذّ بأسرارِها
في عباءاتِ جِرْزيمَ ،
يفجؤها عبءُ نفس السؤالِ
ـ إلى أينَ ؟
يُبْهِرها عبءُ نفس الجوابِ
ـ الصدى ممعنٌ بالبياضِ ،
فهلاّ نَفَضْتِ عن الثّوبِ خيطَ الأفولِ
لنشربَ حتى الثمالةِ من لذّةِ القاعِ ،
نُهْدي العصافيرَ ألوانَها القُزَحيّةَ
نَغْفو على حنطةِ الأرضِ سبعَ شموسٍ ،
نُسيّجُ رائحةَ الراحلينَ
ونُصغي لأنفاسِنا في الرّمادِ ..
ونُسْلِمُ راحاتِنا للرّذاذِ الإلهيِّ
( أيُّ رذاذٍ يُغذّي أصابِعَنا
ثمَّ يُثمر معجزةً بعد سبعِ شُموسٍ، وموتٍ ؟)
نصلّي لنَخْلِتنا ..
كي تَدُلّ علينا الرّياحَ
ونبدأ من خُضرةِ السّعفِ :
لا موتَ يُرْخي حماقَتَهُ
أو جداراً يضجُّ بأقفالهِ ،
أو أعاصيرَ تقتلعُ الصّوتَ
ما من أيائلَ مشدودةِ الجيدِ تَسْتُر أوجاعَها ..
ألقصيدةُ أوحَتْ بمعجزةٍ
لا قرابينَ فيها
ولا زَلْزَلَهْ ..
فمن يفتح الآن بابَ الصباحِ على الأسئِلهْ ؟
وحدكِ الآنَ
لا /
صرتِ ضِرْعَ البساتينِ
أشجارَها ،
وروائِحَها الملكيَّةَ
نهرَ عصافيرها المُتَرَقرقِ ،
صرتِ غناءَ الحواكيرِ
يَقْطُر ،
حول البيوتِ العتيقةِ
لم يبتعدْ صوتُكِ المُشْتَهى عندَ مفتَرقِ العمرِ،
لم أبتعدْ عند حزني
ولم أتحسّسْ حمامةَ عينيكِ، بعدُ ،
لكنني منذ ألقَتْ عليَّ السكينة بُردَتها
في دُوارِ الكتابةِ ،
كنت أزخرف غيم البدايات وحدي ..
فيرتجّ ماءٌ
يمرّر فوق التراب عيون تراتيلهِ
كنت وحدي
أعاقر ليل الأساطير تأتي على حين أغنيةٍ
أستضيفُ حقولاً
وأرضَعُ من صدركِ الحرِّ شَهْدَ الحليبِ المقدّسِ
يا أُمُّ ..
صدرُكِ لي وطني المعنويَّ ..
فمن سيفجّر نهرَ العصافيرِ
أو سيزيح الستارةَ عن وطنٍ في وداعةِ أنثى ؟
..........
وحدكِ الآنَ
يَزْهو بعينيكِ ما تشتهيهِ الفراشةُ
من أُلفةِ الضّوءِ
أو شَهوةِ المستحيلْ .
يترقرقُ كالجدولِ الفذِّ صوتُكِ
يا امرأةً صوتُها دينُها..
..........
يجلسُ الموتُ في حالةِ القُرْفُصاءْ
بينما..
يقف الشّعرُ في حالةِ الكبرِياءْ .
************
(طولكرم / فلسطين)



#عبدالناصر_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البَدْء كان الحجَر
- مفارقة-قصيدة
- قسم-قصيدة
- شبيهي-قصيدة
- مشاهدة-قصيدة
- شموخ-قصيدة
- صباحُ الخيرِ يا غَزّة
- وطن
- شاهد في سنّة التوحيد-قصيدة
- غفلة
- لا شَيءَ يُنْسيني لأنسى
- بطاقة حب ‘لى الأسرى
- بيانُكَ وازنٌ لا لبسَ فيه
- يَغْتَرفونَ من دمِنا مِدادَ كؤوسِهِمْ ..
- بيانُكَ ساطِعٌ لا لبسَ فيه
- وطن-قصيدة
- ما كُـنْـتَهُ سَنَكونُهُ يَوْماً
- بِيتا-قصيدة
- شاهدٌ في سُنّة التوحيد-قصيدة
- آخر الشعراء-قصيدة


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - لم يبتعدْ صوتُكِ المُشْتَهى