أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - (الڨيروس الليبرالي)














المزيد.....

(الڨيروس الليبرالي)


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 7460 - 2022 / 12 / 12 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقتطف من كتاب "الڨيروس الليبرالي" الحرب الدائمة وأمركة العالم. لمؤلفه: سمير امين.. وترجمة: سعد الطويل... منشورات دار الفارابي 2004


((قرب نهاية القرن العشرين، تفشى في العالم مرض غامض، وقد أصاب المرض جميع السكان وان لم يمت الجميع بسبب المرض.

وقد اُطلق على الڨيروس المسبب للمرض اسم "الڨيروس الليبرالي"، وقد ظهر هذا الڨيروس لأول مرة في القرن السادس عشر، في داخل المثلث المحدود بباريس، ولندن، وامستردام. وبدت الاعراض التي سببها الڨيروس، حينئذ، للرجال "وكان يصيب الرجال عادة، ونادرا النساء" غير ذات أهمية، وسريعا ما تعودوا عليها، وكونوا الاجسام المضادة المناسبة، بل انهم استفادوا من النشاط الذي نتج عن مقاومتهم له.

وعبر الڨيروس الاطلنطي، ووجد في طائفة المنادين، الأرض الملائمة حيث ان اجسامهم لم تكن مزودة بالأجسام المضادة، مما جعل المرض يتخذ اشكالا خطيرة.

وظهر الڨيروس في أوروبا مرة أخرى في أواخر القرن العشرين عائدا من اميركا بعد ان تطور وتقوى مما مكنه من القضاء على اغلب الاجسام المضادة التي كونها الأوروبيون خلال القرون الثلاثة الماضية، ونتج عن ذلك وباء كان جديرا بالقضاء على الجنس البشري، لولا ان الافراد الأكثر قوة من سكان البلدان القديمة، تغلبوا على الوباء، ونجحوا في النهاية في القضاء على المرض.

وقد سبب الڨيروس للمصابين به حالة غريبة من انفصام الشخصية، فلم يعد الفرد يعيش ككائن متكامل، ينظم نفسه لإنتاج ما هو بحاجة اليه "وهو ما يطلق عليه العلماء الحياة الاقتصادية" ويطور في الوقت نفسه، الهيئات والقواعد والأعراف التي تسمح له بالازدهار "وهو ما يطلق عليه ذات العلماء الحياة السياسية"، وهو واع بأن هذين الوجهين للحياة الاجتماعية لا يمكن فصمهما. ولكنه بدلا من ذلك، كان يعيش أحيانا بوصفه "انسانا اقتصاديا" (هومو ايكونوميكوس)، تاركا لما سماه "السوق" مهمة التنظيم التلقائي "للحياة الاقتصادية"، وأحيانا بوصفه "مواطنا" يضع في صندوق، البطاقات التي يختار عن طريقها أولئك المكلفين بوضع قواعد اللعب "لحياته السياسية".

وتمحورت جميع الازمات التي حدثت قرب نهاية القرن العشرين، والتي خرجنا منها نهائيا لحسن الحظ، اليوم، حول الارتباكات والطرق المسدودة التي ترتبت على هذا الانفصام في الشخصية، فقد نجح الرشاد -الحقيقي لا الأميركي- في التغلب عليه في نهاية الامر. واستمرت جميع الشعوب على قيد الحياة، بمن فيها الأوروبيون، والاسيويون، والافريقيون، والامريكان، وحتى اهل تكساس الذين تغيروا كثيرا بعدها، وعادوا بشرا اسوياء مثل الباقين. وقد اخترت هذه النهاية السعيدة لا من باب التفاؤل العنيد، ولكن لأنه في حالة الفرض الثاني لم يكن سيبقى أحد ليحكي القصة، ولكانت نبؤة فوكوياما قد تحققت، فالليبرالية قد ترتب عليها نهاية التاريخ، وفنيت الإنسانية برمتها في المذبحة، واما القلائل الناجين من اهل تكساس، فتحولوا الى جماعات من البدو الرحل، ثم قدموا بدورهم ذبائح بأمر زعيم طائفتهم الذي كانوا يعتقدون في قدرته على صنع المعجزات. وكان اسمه بوش هو الآخر!))



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حق الشعوب الجيدة التنظيم في الحرب)
- عبد اللطيف الراوي و (الفكر الاشتراكي في الادب العراقي)
- مخاطر ازمة.... ومخاطر حرب
- بصدد مؤتمر (الفلسفة والعيش المشترك) بحث قاسم جمعة نموذجا
- الثامن من شباط و (الحقد الأسود)
- توني بلير وانحطاط المثقفين
- هل صحيح ان العنوان خاطئ؟ خواطر مستاء
- المتحذلقون
- (أهمية ان يكون الانسان جادا)1
- كيفية كتابة مقال عن الماركسية؟
- من تجرأ وانتقد رزكار والديموقراطية؟
- بغداد تغرق في الظلام
- الشيوعي العراقي ومجلس حكم بول بريمر
- الشيوعي العراقي وتغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ -من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي والانتخابات المبكرة- وقت مستقطع
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ- من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ -من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ: من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ: من السيد الرئيس الى الس ...


المزيد.....




- خلال احتفال اليوبيل.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة ...
- الصين تؤكد استعدادها للتعاون مع روسيا لمواجهة قوى الاحتواء ا ...
- مصر.. ارتفاع كبير في أسعار البن والشاي والكاكاو
- إدانة تاريخية.. السجن 8 أشهر لمشجعين وجهوا إهانات عنصرية ضد ...
- بلينكن من القاهرة: اضغطوا على حماس
- شاهد: نازحون ينصبون مزيداً من الخيام في مخيم ساحلي بدير البل ...
- الانتخابات الأوروبية - في أي الدول تصدّر اليمينُ المتطرف؟
- بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط للترويج لهدنة في قطاع غزة
- اللجنة البرلمانية لجرائم نظام كييف ضد الأطفال: على الجنائية ...
- لافروف لنظيره البرازيلي: راضون عن تطور علاقاتنا الثنائية ونن ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - (الڨيروس الليبرالي)