أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهربان معدي - ليست مجرّد لمّة زيتون وزعتر..














المزيد.....

ليست مجرّد لمّة زيتون وزعتر..


شهربان معدي

الحوار المتمدن-العدد: 7447 - 2022 / 11 / 29 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


بقلم: شهربان معدّي
"اختتام مسار التّعليم في مجال التّدقيق اللُّغويّ في الكلّيّة الأكاديميّة العربيّة - حيفا"

لغتي العربيّة هي هويتي، وتاج رأسي وكُحلة عيني، ولا أحد يستطيع مُحاسبتي على شَغَفِي الشّديد بها، وهَوَسِي الكبير بمفرداتها الآسرة الّتي نسّتمدُ أريجها العذب من نسغ دوْحتها الغنّاء، وحقولها السّمراء، لا لشيء يا عزيزي القارئ، بل لأنّني مُتيقّنةٌ بأنّها الكفيل الوحيد في إرساء هويّتنا في كلّ مكان وزمان، وسرّ بقاء موروثنا الثقافيّ، كنّزًا للأجيال القادمة، وكي نُعزّز تواصلنا مع ثقافات وشعوب أخرى، رغم اختلاف إثنيّتها وابتعاد مساحاتها الجغرافيّة..

ولذلك لجأت إلى الكتابة الإبداعية حتّى أوثّق أدقّ تفاصيل حياتنا اليوميّة، في زمن العولمة الحديثة الّتي قلبت حياتنا رأسًا على عقب، وأحرقت الأخضر واليابس، ويا خوفي، أن تُعيدنا إلى ثقافة ما قبل الكلمة، إلى ثقافة العين والأذن، اللّتين كانتا أداة الإنسان البدائيّ في التواصل مع العالم.

عندما وقفت على عتبة التّعليم في الكلّيّة الأكاديميّة العربيّة - حيفا، لم يكن في جَعبتي سوى باقة حروف ورديّة، ضفّرتها من سنابل القمح الحُبلى بخصْب المواسم، وشلوح الزنبق، المُعطّرة بزهرة الرّوح، ولم يكن زادي سوى أبجديّتي العصاميّة الّتي جمعتها من رأس العين، من مناهل الأدب الإنسانيّ العالميّ، ومن سواقي الأدب العربيّ الزُلال، ومن عراقة أهل الدّيار، وكروم زيتون قريتي الخضراء..

وصدقًا أقول: بفضل انضمامي إلى مسار التّدقيق اللّغويّ، البيّدر الّذي حلُمتْ طويلًا أنّ أرمح بين غِمارِه كغزالة، الحمد لله، الجنى كان وفيرًا، والغلّة لا تُقدّر بثمن؛ إذ أشرَف على مواضيع المسار الرئيسة، الدكتور حسين حمزة وثلّة من الأساتذة الكرام، حسب الترتيب:

د. ورد عقل مسائل في النحو والصرف.

د. عصام عساقلة علامات الترقيم.

د. هارون شحادة التّداوليّة ومسائل اللّغة.

د. حسين حمزة الأساليب اللّغويّة.

ومن حضرتهم تعلّمنا أنَّ وظيفة المُدقّق اللّغويّ ليست تحرير النّصّ من ربقة الأخطاء الإملائيّة والهفوات اللّغويّة فحسْب! بل يجب أن يمتلك ذائقة أدبيّة راقية، وديباجة حسنة، وثقافة عالية، وسعَة صدر، وهدوء نفسيّ؛ كي تكتمل اللّوحة بأبهى صورة، وتلبس أجمل حُلّة، وكي تبقى لغتنا الأصيلة، عزيزة النفس، مرفوعة الرأس.

"اللهمَّ اغفرْ لكلّ منْ علَّمني حَرْفًا.. فمنْ علَّمني حَرْفًا زدت له حبًّا"

ولأنّ النهايات دائمًا موجعة، والمرء لا يعرف قيمة الآخر، إلّا عند الفراق؛ همسة صغيرة في أُذن زميلاتي الرّائعات، المُعلّمات الفاضلات اللاتي اشتركنَ معي في الدّورة:
الأستاذة رباب أكرم أبو داوود قصّ، الأستاذة كواكب مزّيد سيف، الأستاذة ميّاسة أمين شاهين كيّوف، الأستاذة عفاف ماضي نصّار، الأستاذة كاملة محمد أسدي – واكد، الأستاذة هيام نبواني درع، الأستاذة ليلى نصّار ياسين، الأستاذة أميرة سليمان أبو فارس – شمّا، الأستاذة فداء عدنان شعلان، والأستاذة خلود خالد خلايلة.

سنلتقي على خير إنْ شاء الله، لنقف على ناصية الحرفِ، ونعطّر بياض السطور بأجمل وأروع الزّهرات، ونبعْثرها في الفضاء الرحب؛ كي تزهر نثرات الروح، ألف زهرة، وألف ياسمينة. "وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل"، فطوبى لمن نهل من بحر أبجديتها الغزير، وتغذّت روحه من عسلها البريّ العريق.

بلُغتنا الفريدة سنرتقي..

من شهد مفرداتها سننهلُ..

وبعمق معانيها سنسمو

ومن ريحان دوحتها سنتعطّرُ..

هنيئًا لنا هذه اللّمة المُباركة - احتفاءً بموسم الزّيت والزّيتون الجديد، أعاده اللّه عليّنا وعلى الجميع باليُمن والبركات، وبها اختتمنا لقاءنا.

وشكرًا للأساتذة الكرام على بيدرهم الخضل، السخيّ الّذي أضاء لنا قناديل الفكر، ويسّر لنا سُبل الكتابة، وجمعنا برفقة طيّبة وذكريات لا يمكن أن تُعاد مرّتين.



#شهربان_معدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن تركت آلاء وعدن؟ للناقد والأديب المرحوم شاكر فريد حسن
- كتاب -حارة السلام- طرح جديد يُعزّز قيمة الجيرة الحسنة وقبول ...
- لروحك السلام يا سنديانة الزابود وفتى الحقول.. لروحك السلام أ ...
- نوافذ الحُزن لا يفتحها غير العُظماء.. نثرية متواضعة، مهداة ل ...
- باقة هايكوهات ربيعيّة بمناسبة عيد الأُم.
- أُمنيَةٌ صغيرةٌ
- الأنسنة في القصة القصيرة (حفنة حظ) للكاتبة شهربان معدي. بقلم ...
- النهار ملْكَ يدي..؟
- بوح في زمنٍ منكود
- -البوّابات الخمس... بالعربية والإنجليزية وميثاق البقاء في جن ...
- -الحسناء يازوكو لبست فستان الزفاف- شعر هايكو
- جورية أزهرت/ شعر هايكو
- سرّ الخالة كاملة
- شهربان معدي
- برقية عاجلة لأستاذي؛ الشاعر والأديب وهيب نديم وهبة.
- ما.. .. .. بعد حيفا..!! ما بعد خيفا...!! قصّة قصيرة
- ما.. .. .. بعد حيفا..!! ما بعد خيفا...!!
- المخضّر.. قصّة قصيرة
- لدموع لم تسقط بعد..
- مملكتي الصّغيرة..! قصّة قصيرة من شهربان معدي


المزيد.....




- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- ”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان ...
- الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال
- -رقصة الغرانيق البيضاء- تفتتح مهرجان السينما الروسية في باري ...
- فنانون يتخطون الحدود في معرض ساتلايت في ميامي
- الحكم بسجن المخرج المصري عمر زهران عامين بتهمة سرقة مجوهرات ...
- بعد سحب جنسيتها .. أنباء عن اعتزال الفنانة نوال الكويتية بعد ...
- الجامعة العربية تستضيف فعاليات إطلاق الرواية الفلسطينية مليو ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهربان معدي - ليست مجرّد لمّة زيتون وزعتر..