عن شبكات 5G و 6 G: الآثار الاجتماعية والبيئية الناتجة عن شبكات الاتصال النشطة.بقلم(كريستينا كانو باستيداس &هوج مارش كوربيلا).

عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 7446 - 2022 / 11 / 28 - 10:10
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

في العامين الماضيين ، تم القيام بعمل مكثف لنشر شبكات 5G (أو شبكات الجيل الخامس) في مختلف البلدان حول العالم.
تم نشر إصدارات محدودة من تقنية شبكة الهاتف المحمول هذه حتى الآن ، ولكن من المتوقع أن تصل إلى إمكاناتها الكاملة قريبًا.
وعلى الرغم من أن مشغلي الهاتف المحمول لا يزالون يقومون بنشره ، فقد بدأت بالفعل الأسئلة تثار حول الشكل الذي يجب أن تكون عليه شبكات الجيل السادس.يمكن لهذا الجيل الجديد أن يعمل في غضون 10 سنوات ، ليحل محل 5G ، بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها الأجيال السابقة.

• الرؤية التقنية المتفائلة
يمثل كل من 5G و 6 G قفزة تكنولوجية تهدف إلى زيادة الترابط العالمي ، ليس فقط للأشخاص ، ولكن أيضًا للأشياء التي تحيط بنا.
ستسمح هذه الشبكات بالتقدم التكنولوجي حتى نمتلك تجربة أعمق في حياتنا عبر الإنترنت:
أنه يمكننا ، على سبيل المثال ، نقل اللمس أو تمثيل أجسامنا من خلال التصوير المجسم أو حتى نبضات دماغنا.
وستجعل من الممكن عمليًا أن يكون كل شيء من حولنا مترابطًا.
الهدف:
جعل صناعاتنا أو الزراعة أو إنتاج الطاقة أو الخدمات اللوجستية أو النقل أكثر كفاءة ، وجعل الحياة أسهل في المنزل ، وكذلك فتح نماذج أعمال جديدة.
في أكثر التخيلات تفاؤلاً من الناحية التقنية ، هناك حديث عن التأثير الإيجابي للتوصيل الفائق ، بالاعتماد على الرقمنة والذكاء الاصطناعي ، في البحث عن حلول (تكنولوجية) للأزمات البيئية المتعددة التي نمر بها ، قبل كل شيء ، استخدام موارد أكثر كفاءة.

• التكلفة البيئية للتوصيل الفائق
عندما نفكر في الاتصال الفائق والنمو المتسارع لنقل البيانات ومعالجتها الذي تروج له هذه الرؤية ، من الصعب رؤية التأثير المادي الذي ينطوي عليه.
من ناحية ، التأثير على نطاقات جغرافية مختلفة (بعيدًا عن النقاط التي يتم فيها تنفيذ هذه التقنيات والاستفادة منها) ومن ناحية أخرى في فترات زمنية مختلفة (على سبيل المثال ، الأجيال القادمة).
تعتبر قضية الطاقة والانبعاثات مركزية في هذا الجانب.
يسير التنفيذ المتزايد للتقنيات الجديدة جنبًا إلى جنب مع زيادة إجمالي استهلاك الطاقة. في سياق الطوارئ المناخية وأزمة الطاقة
من الضروري أن نأخذ في الاعتبار استهلاك الطاقة الذي ينطوي عليه الحفاظ على البنية التحتية اللازمة لشبكات الاتصالات ومراكز البيانات العاملة وخدمة الاستهلاك المتزايد بشكل تصاعدى.
هذا أكثر أهمية في سياق الطوارئ المناخية ، عندما نكون منغمسين في سوق طاقة مضطرب ومع جغرافيا سياسية متصاعدة للطاقة بشكل متزايد.
من القطاع التكنولوجي ، يتم وضع الثقة في حقيقة أن تقنيات كفاءة الطاقة الجديدة تنجح في تقليل الاستهلاك على الرغم من زيادة الطلب على البيانات.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه التقنيات ستكون قادرة على تعويض الزيادة المتوقعة في الطلب.

لكن التأثير لا يقتصر على قضية طاقة بحتة أو انبعاثات غازات الدفيئة المباشرة.
المزيد من الهوائيات ، والمزيد من الهواتف المحمولة ، والمزيد من الواجهات يعني زيادة الطلب على المعادن الأرضية النادرة والمزيد من النفايات.
ستكون هناك حاجة إلى المزيد والمزيد من المحطات القاعدية والمزيد من الهوائيات والمزيد من معدات معالجة البيانات.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن التطبيقات التي توجه تطوير هذه التقنيات تعزز اكتساب
أجهزة مستخدم جديدة ، مثل الهواتف المحمولة المتوافقة مع الجيل الجديد من الشبكات ، ونظارات الواقع الافتراضي ، وواجهات الدماغ والآلة ، والامتدادات اللمسية ، من بين أمور أخرى.
إن بناء كل هذه البنية التحتية الجديدة يعني مزيدًا من الضغط على استخراج المواد ، بما في ذلك التربة النادرة والمعادن الأخرى ، والمزيد من الإنتاج ، والمزيد من النقل ، والمزيد من النفايات التي يصعب إعادة تدويرها. بالإضافة إلى التداعيات الجيوسياسية والصراعات المحلية والتوزيع غير العادل للثروة والتكاليف المترتبة على ذلك.

• النقاش الديمقراطي الضروري
في مواجهة الوضع الاجتماعي والإيكولوجي العالمي الهش ، الذي أوشك على تجاوز أو تجاوز بالفعل بعض حدود الكوكب ، نحتاج إلى إعادة التفكير بشكل نقدي في الحاجة إلى نمو غير محدود في استهلاك البيانات.
هل يمكننا ، كمجتمع ، التفكير في بدائل للطلب على مزيد من الاتصال (الرقمي) وسرعة (البيانات)؟ ربما يمكننا أن نبدأ بسد الفجوة الرقمية ، دون خلق مطالب جديدة تتطلب المزيد والمزيد من الاستهلاك والمزيد من السرعة.
من الواضح أن هذا يتطلب نقاشا ديمقراطيا لا تهيمن عليه ما تفرضه السوق.
في المقابل ، في مواجهة الخطابات الأكثر تفاؤلاً من الناحية التقنية ، من الضروري تقييم تأثير الحلول التكنولوجية نفسها التي تركز على التخفيف من الأزمات البيئية ، مع الأخذ في الاعتبار زيادة الطلب على البيانات والحاجة إلى المعدات والبنى التحتية الرقمية الجديدة الذي يتطلب تنفيذه.
نحتاج إلى البدء في اعتبار المعدات والبنى التحتية الرقمية سلعة نادرة ، مع ما يترتب على ذلك من آثار هامة على المواد والطاقة.
لتخفيف الضغط المتزايد في استخراج المواد والمعدات وإنتاجها وتوزيعها ، وكذلك في إدارة المخلفات التكنولوجية ، من الضروري تقليل التقادم المخطط له ، وزيادة نمطية الأجهزة وقابليتها للتوسع ، فضلاً عن التصميم المتوافق مع المستقبل .. اتجاهات التغيير هذه ليست تكنولوجية فقط ، ولكنها تنطوي على تدخلات سياسية واجتماعية. من المهم إضفاء الطابع الديمقراطي على المناقشات حول الرقمنة ، وتحديداً
حول 5G / 6G ، لتجنب أن التطور التكنولوجي يمليه فقط منطق السوق إن مهمة المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية وعامة الناس هي تخيل مستقبل محتمل آخر لا يمر بحتمية النمو غير المحدود في الاستهلاك الرقمي.

ملاحظة المترجم:
-1المصدر: El Espía Digital.
-2الرابط الاصلى: http://bloglemu.blogspot.com/2022/11/redes-5g-y-6g-las-implicaciones.html
-3 يهدف (مشروع LEMU) الى إتباع النظرية القديمة التي تقول:
"ما هو غير معروف لا يتم الاهتمام به"أطلق هنا هذه النسخة الإلكترونية الجديدة ، التي توسع النطاق المتنوع الذي نحاول تغطيته من خلال المبادرات المتعددة لـ "مشروع Lemu" في سلسلة جبال الأنديز باتاغونيا.يهدف هذا الجهد الجديد:
أولاً, وقبل كل شيء ، إلى استمرار وعي السكان المحليين بأهمية الغابات الأصلية للحفاظ على جودة حياة "جميع الكائنات" التي تعيش في هذه المنطقة الحيوية ، وكذلك حتى يتمكن كل من يعيش في هذه المنطقة أو من يزورنا ، تعرف على التهديدات التي تخيم على هذه الغابات والبدائل التي نقترحها من منظور الحفاظ على البيئة.
أخيرًا ، أردنا أن نوفر لك من خلال هذا الموقع مصدرًا ببليوغرافيًا واسعًا وعمليًا لأولئك الذين يرغبون في دخول هذا النظام البيئي الهش والمعقد المسمى "غابة الأنديز باتاغونيا المعتدلة"ومن هنا تأتي الأهمية الأساسية للحفاظ عليها وترميمها.
(كفرالدوار28نوفمبر-تشرين ثان 2022 )

#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات