أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضي السماك - الضرائب وأزمة الرأسمالية العالمية















المزيد.....

الضرائب وأزمة الرأسمالية العالمية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 15:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بثت قناة DW الألمانية أواخر شهر تشرين /اكتوبر الفائت فيلماً وثائقياً بعنوان" الدولة وأموالها .. تاريخ الضرائب" ويتناول هذا الفيلم قضية عالمية آنية بالغةالأهمية، ألا هي الضرائب التي ما فنئت تفرضها الرأسمالية العالمية وتوابعها في الأطراف تفرضها على المواطنين، وبخاصة الطبقات الكادحة، وبدلًا من أن تحقق الضريبة شيئاً من المساواة والعدالة الاجتماعية، والمفترض أن تقرض على أصحاب الدخول والثروات الكبيرة،فإنه يجري تخفيض الضرائب على شركاتهم ومؤسساتهم الرأسمالية، ولايراعى تبعات هذه الضرائب ذاتها عندما تفرض على الطبقات الفقيرة والمتوسطة أيضاً والتي تقصم ظهور أبنائها .
ومن هنا يمكن فهم أحد الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الهزات والأنفجارات الأجتماعية الطبقية الدورية التي تشهدها الآن عدد غير قليل من دول العالم الرأسمالي المتقدمة،فضلاً عن بلداننا العربية المعروفة بتبعيتها الإقتصادية لتلك الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ومع أن نشأة الضرائب قديمة منذ أقدم الأنظمة الاجتماعية السابقة على الرأسمالية، إلا أن هذا الفيلم الوثائقي الذي أمامنا وهو يتكون من جزئين، يساعد على فهم تلك الانفجارات الاجتماعية التي قد تتحول إلى ثورات. ورغم أنه صادر عن قناة إعلامية غربية، فإنه يتحلى بقدر معقول من الحيادية الموضوعية. وهو إذ يستعين بشهادات عدد كبير من المتخصصين الاقتصاديين والمسؤولين القريبين من دوائر صنع القرار في الغرب،إلا أنه يمكن القول بأن جُل تلك الشهادات تقر ، بهذا القدر أوذاك،بخطورة "الضرائب" الباهظة على السلم الأهلي الظاهري، لما تسببه من زعزعات دورية غير مأمونة العواقب على مستقبل النظام الرأسمالي. ومن أهم أولئك المتخصصين والمسؤولين الذين أستضافهم البرنامج كل من : كريتسوف ستراسيل( عضو المجلس الأعلى للحسابات في فرنسا) ، جورج أوزبورن(وزير المالية البريطاني الأسبق)، جيف تيلي (الخبير الاقتصادي برابطة النقابات البريطانية)، فولففانج شويله(وزير أسبق للداخلية والمالية في ألمانيا) شتيفان باخ الباحث في المعهد الألماني للأبحاث، لوران فايبوس وزير المالية الفرنسي الأسبق، جوان تويلفس (المستشارة المحلية في حزب العمال البريطاني)، بنجامين أنجل( مدير الضرائب في المفوضية الاوروبية)، ناتاشا بوستيل فيناي الاستاذة بكلية لندن للاقتصاد. ويأخذنا هذا الفيلم الوثائقي،على ألسنة معلقيه وبعض ضيوفه، في رحلة طويلة ممتعة تنطلق من الجذور التاريخية لنشأة الضرائب، و ما سببته -ماضياً وحاضرا- من هزات وقلاقل اجتماعية في مراحل تاريخية مختلفة. ولما كان توزيع الأموال وتحصيل الضرائب من المهام المركزية للدولة الحديثة،فإنه يتتبع معنا الأزمات التي تسببها فرض الضرائب بدءاً من الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، حتى احتجاجات حركة السترات الصفر الفرنسية التي أنطلقت منذ عام 2018، مروراً بالأزمة المالية لعام 2008،وصولاً إلى الأزمة الاقتصادية العالمية جراء كوفيد- 19 التي ما فتئت تلقي بظلالها الكئيبة على اقتصادات العالم (ناهيك عن الأزمة الاقتصادية العالمية جراء الحرب الروسية الاوكرانية الراهنة والتي يبدو أن الفيلم اُخرج قبل أن يدركها). وفيما يتعلق بأزمة 2008 المالية، الرأسمالية والتي أفضت إلى أحتجاجات شعبية عارمة، لم تكن حركة السترات الصفر في فرنسا، ومؤيدو "البريكست" في بريطانيا، والمتضررون من الوحدة الألمانية في الشطر الشرقي، بمعزل عن افرازاتها. ويعترف الفيلم أنها- الأحتجاجات - تعكس جلياً تفاقم أنعدام ثقة المواطنين في حاكميهم؛ جراء السياسات الضريبية غير العادلة المتبعة، وظل الشعار التقليدي التاريخي المرفوع " لا ضرائب بدون تمثيل" حاضراً؛ أو يطل برأسه بتعبير أو آخر؛ لتذكير ذوي السلطة بهذه القاعدة الأساسية للديمقراطية. ولعل واحدة من أسوأ الأزمات التي مرت بها الرأسمالية وهددت السلم الأهلي والأمن الداخلي ماحدث في بريطانيا إثر تفاقم معدلات البطالة أثناء حكم رئيسة الوزراء المحافظة مارجريت تاتشر أوائل ثمانينيات القرن الماضي؛ وذلك جراء تبنيها سياسات متطرفة في تطبيق "النيو ليبرالية" من خلال الإيغال في الخصخصة وتخفيض الضرائب على الشركات وكبار رجال الأعمال، مما حمل العمال على النزول إلى الشوارع بقيادة نقاباتهم بعشرات الألوف، وخصوصاً عمال المناجم، والذين أستمروا في إضرابهم من عام 1984 إلى عام 1985، لكن رغم ما يتمتع به العمال في إضرابهم من حق نقابي مشروع ومكتسب تاريخيا، إلا أن تاتشر المعروفة ب "المرأة الحديدية" سحقت الإضراب بكل قسوة، ونجم عن ذلك 3 قتلى، و20 ألف جريح، واعتقال 300 من المضربين أو المحرضين عليه. هذا في الوقت الذي كان البريطانيون يتفاخرون بأنهم أول من وضع لبنة الديمقراطية الأولى في اوروبا في القرن الثالث عشر مقرونة بضبط الضريبة، وذلك من خلال الميثاق الأعظم المعروف ب Magna Carta عام 1215 وذلك لتقييد سلطات الملك لئلا تكون مطلقة، ومن ثم تحديد أمتيازاته. وتاريخياً، فمنذ العصور الوسطى كان الصراع بين أولئك الحكام والشعوب في اوروبا يتمحور حول قضية "الضرائب"، ويدور السجال المحتدم عما إذا هي وسيلة لخدمة الأوليجاركية الحاكمة، أم أنها تروم إلى حد أدنى من التوزيع العادل للثروة بين فئات الشعب، وقد برز شعار " لاضرائب بدون تمثيل" منذ حركة الاستقلال الأميركية، وأصبح ثمة أرتباط وثيق بين الضرائب وتجسيد إرادة الشعب للدفاع عن مصالحه في الممارسة الفعلية للديمقراطية، وفي مقدمتها حقه في إقرار سياسة ضريبية عادلة تأخذ مصالحه بعين الاعتبار.وختمت المعقبة الخارجية على الفيلم بمجوعة من التساؤلات المهمة: مانوع الضرائب التي يقبلها الناس في المستقبل؟ هل سيتم فرض ضريبة على البيانات الرقمية في الحادي والعشرين؟ هل سيتم فرض ضرائب على الريبوتات؟ لكن سيظل ثمة سؤالان يلازمان كل أزمة ضريبية تنذر بانفجار اجتماعي جديد، وهما سؤالان لم يتغيرا -على حد تعبير المعلقة- منذ العصور الوسطى: أين تذهب الأموال الضريبية؟ وما هو نوع المجتمع الذي تساعد هذه الأموال على بنائه؟ وتختتم تعقيباتها بسؤال مقلق عريض: هل كل ماحصل عليه الناس من مكتسبات في القرن الآفل محكوم عليه بالزوال؟



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تبقى من الحضارة الرأسمالية الغربية ؟
- الإضرابات الفرنسية ودلالاتها
- جنازة أسطورية وأزمة رأسمالية
- ماذا بعد أستشهاد مهسا أميني؟
- عن الذكرى الثالثة للانتفاضة التشرينية العراقية
- الحرب الروسية الأوكرانية والخطر النووي الراهن
- هل تُقبر قضية الشهيدة الفلسطينية أبوعاقلة ؟
- بين اليسار العربي واليسار الأمريكي اللاتيني
- حصاد ثلث قرن من التحول للرأسمالية
- محنة صناعة السينما في إيران
- بي بي سي بين اليوم وأيام زمان
- من تاريخ العلاقة بين اللغتين العربية والروسية
- تطور العلاقة التاريخية بين اللغتين العربية والروسية
- العبقري المبدع نجيب سرور
- ظاهرة العزوف عن التصويت في الانتخابات الغربية .. ما دلالاتها ...
- كيسنجر آفاق حل القضية الأوكرانية
- هل كان للانقلاب على خروشوف تأثير في هزيمة يونيو 1967
- العراق -لا يستطيع التنفس-
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 2-2)
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 1-2)


المزيد.....




- حقيقة إصدار عملات بلاستيكيه فئة الـ 50 جنيه بعد الـ 10 و 20. ...
- الدبلوماسية الأفغانية الوحيدة تقدم استقالتها بعد احتجازها في ...
- 25 كيلوغرام من الذهب تطيح -آخر دبلوماسية أفغانية-
- تطبيق واتساب بلس الذهبي WhatsApp Gold حدثّ نسختك الآن واستمت ...
- فرنسا تفتح تحقيقا بحق -توتال إنيرجي- على خلفية مجزرة مارس 20 ...
- كيف سيؤثر تباطؤ الوظائف الأميركية على قرار الاحتياطي الفدرال ...
- تقرير عبري: صادرات النفط من أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا م ...
- السعودية تستورد 160 ألف سيارة عامي 2022 و2023
- معهد -موسكو- للطاقة يطوّر تكنولوجيا جديدة لإنتاج الهيدروجين ...
- رئيس وزراء فيتنام يجدد دعوته للإسراع بصرف الأموال العامة لدع ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضي السماك - الضرائب وأزمة الرأسمالية العالمية